عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

أهل البيت^ في الكتب السماوية

أهل البيت^ في الكتب السماوية

أهل البيت^ رؤية قرآنية

لاشك في أن أعظم وأكمل مصداق لما ورد في القرآن الكريم من آيات حول الإيمان والجهاد والهجرة والإخلاص واليقين والأخلاق الحسنة، والعمل الصالح والعبادة وصلاة الليل والوفاء، والكرم والسخاء، وكل الصفات الإنسانية السامية، إنما هم أهل البيت^، وهذا ما نراه جليّاً في سيرتهم وما ورد عنهم من أخبار منثورة في كتب الشيعة و السنة على حدّ سواء.

وهناك العديد من الكتب لدى الفريقين حول موضوع ما نزل من الآيات القرآنية الكريمة في حق علي× وفي حق أهل البيت^.

فالقرآن الكريم يصرّح بشأن منزلة النبي’ الذي هو جدار أهل البيت وأساسه وأصله، أما ما ورد في حق أهل البيت فقد ورد على شكل إشارات واضحة بيّنة.

والقرآن الكريم يخاطب بالدرجة الأولى ذوي الألباب والعقول وأصحاب الفكر من الذين يشرق النور في باطنهم ويضيء الحق والإنصاف في نفوسهم، وهذا الصنف من الناس سرعان ما يدركون أن القرآن الكريم، في هذه الآية أو تلك أنما يعني أهل بيت النبوّة وأنه لا يمكن تأويل هذه الآية أو تلك إلا بأهل البيت^ وأنهم هم المصداق الأكمل فيما يعنيه القرآن الكريم.

وقد صرّح القرآن الكريم بأن تفسير القرآن وتأويله لا يقدر عليه إلا من له في العلم قدم راسخ وباع طويل، ومن آتاه الله الحكمة


والعلم والعقل:


{وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}([1]).

وقال الإمام الصادق× بشأن هذه الآية الكريمة:

«نحن الراسخون في العلم ونحن نعمل تأويله»([2]).

ملامح من شخصية النبي في القرآن الكريم

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ...}([3]).

وقد جاء في الروايات أن صلوات الله على النبي’ هي رحمة خاصّة من قبل الله عزّ وجلّ خصّ بها النبي’ وأن صلاة الملائكة هي مدح وثناء أو طلب له من لدن الله عزّ وجلّ([4]).

وقد بلغ من شأن النبي’ حدّا جعل بيعة الناس له بيعة مع الله عزّ وجلّ وعهد وميثاق.

{إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ}([5]).

طاعة الله ورسوله

يصرح القرآن بأن طاعة الله والرسول ستقود الإنسان إلى الفوز في الدنيا والآخرة:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً}([6]).

كما أن القرآن يعلن بأن طاعة الله والرسول ستؤدي بالإنسان إلى أن يكون رفيقاً للأنبياء يوم القيامة، وإن الله عزّ وجلّ سوف يحشره مع الصديقين والشهداء.

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً}([7]).

كما أن طاعة النبي’ تعدّ طاعة لله، وفي هذا دلالة واضحة على أفضلية النبي’ على سائر المخلوقات وأن طاعته سبب في دخول الجنة و الخلاص من النار والعذاب الأليم:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَْنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً}([8]).

كما أن طاعة النبي’ سبب في شمول الرحمة الإلهية للإنسان:

{وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}([9]).

عن بشر بن شريح البصري، قال: ما يقول فيها قومك قال: قل: يقولون >يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله<([10]).

قال: لكنّا أهل البيت لا نقول ذلك، قال: قلت: فأي شيء تقولون فيها؟

قال: نقول: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى}([11]) الشفاعة والله الشفاعة والله الشفاعة والله<([12]).

وجاء في رواية أخرى أن زيد الشهيد نجل الإمام السجاد سئل عن قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى} قال: إن رضا رسول الله’ إدخال الله أهل بيته وشيعتهم الجنّة<([13]).

أهل البيت في القرآن الكريم

إن آية التطهير([14]) في القرآن الكريم تعلن بشكل صريح نقاء أهل البيت وطهرهم، وهناك من الآيات ما يعزز كون هذه الآية إنما تخصّ أهل البيت وحدهم دون غيرهم.

ويروى عن عبدالله بن جعفر أنه قال: كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين صلوات الله عليهما، وعنده عبدالله بن عباس فالتفت إليَّ معاوية، فقال: يا عبدالله ما أشدّ تعظيمك للحسن والحسين، وما هما بخير منك ولا أبوهما بخير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله’ لقلت ما أمّك أسماء بنت عميس بدونها<.

وجاء في جواب عبدالله وهو طويل ما يهمنا في هذا الموضوع: >يا معاوية أن عمر بن الخطاب أرسلني في إمرته إلى علي بن أبي طالب× إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلينا ما كتبت من القرآن، فقال: تضرب والله عنقي قبل أن تصل إليه قلت: ولم؟ قال: إن الله يقول: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}([15]) يعني لا يناله كلّه إلا المطهرون أيّانا نحن عنى الذين أذهب الله عنّا الرجس وطهرنا تطهيرا، وقال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا}([16]).

فنحن الذين اصطفانا الله من عباده ونحن صفوة الله ولنا ضرب الأمثال وعلينا نزل الوحي<([17]).

وعن المنقري عن يحيى بن سعيد العطار، قال: سمعت أبا عبدالله× يقول في قول الله تبارك وتعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ}([18]) قال: علي وفاطمة‘ بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ}([19]) قال الحسن والحسين‘<([20]).

وجاء في تفسير مجمع البيان عن سلمان الفارسي، وسعيد بن جبير وسفيان الثوري، إن البحرين علي وفاطمة والبرزخ هو محمد’ واللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين([21]).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف من سوء العاقبة
النفس ومراحلها السبعة:
حديث من العرفاء:
أهل البيت^ والعبودية-2
وَالْحُبُّ فَرْعُ الْمَعْرِفَةِ
أهل البيت النور المطلق
التوسل بأهل البيت -2
10. علل اختفاء النعم
11.استكمال البركة
مراحل عبادة العارفين:

 
user comment