عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

أهل البيت في التوراة والإنجيل

لقد أخبر القرآن الكريم في عدة من الآيات الكريمة بأن أوصاف النبي الأكرم’ قد ورد ذكرها في الكتب السماوية السابقة وبخاصة التوراة والإنجيل، وكان اليهود والنصارى يترقبون ظهوره، ذلك أنهم يجدون في التوراة ويجدون في الإنجيل العلامات التي تسبق ظهوره قد تحققت الواحدة بعد الأخرى.

إذن كانوا ينتظرون ظهوره ليؤمنوا به وينتصروا على أعدائهم من خلال ذلك.

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالإِْنْجِيلِ}([1]).

وجاء في حديث لأمير المؤمنين علي×: >إن يهودياً كان له على رسول الله’ دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما اعطيك. فقال: فإنّي لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني، فقال’: إذن أجلس معك فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله’ يتهددونه ويتواعدونه فنظر رسول الله’ إليهم فقال: ما الذين تصنعون به؟ فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك؟! فقال؟: >لم يبعثني ربّي عزّ وجلّ بأن أظلم معاهداً ولا غيره، فلما علا النهار، قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجرة بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب (صخاب) ولا متزيّن بالفحش ولا قول الخناء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

وهذا مالي فأحكم فيه، بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال([2]).

{وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}([3]).

أهل البيت^ في التوراة

>وقال الله لإبراهيم: وأما أنت فتحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم ...

وأما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه، ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً، أثني عشر رئيسياً يلد وأجعله أمة كبيرة.

فأخذ إبراهيم إسماعيل أبنه<([4]).

وروى برنابا عن المسيح عيسى بن مريم× ما نصّه:

>يا معلم قل لنا: بمن صنع هذا العهد فإن اليهود يقولون: بإسحاق، والإسماعيليون يقولون: بإسماعيل؟

أجاب يسوع: ابن من كان داود؟ ومن أي ذرية؟ أجاب يعقوب (السائل) من اسحاق؛ لأن اسحاق كان أبا يعقوب، ويعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود.

فحينئذ قال يسوع: ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون؟

أجاب التلاميذ: من داود، فأجاب يسوع: لا تغشوا أنفسكم؛ لأن داود يدعوه في الروح رباً، قائداً هكذا: قال الله لربّي (سيدي): أجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب، قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك، فإذا كان رسول الله الذي تسمونه: مسيا، ابن داود، فكيف يسميه رباً؟ صدقوني ـ لأني أقول لكم الحقا ـ : أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق.

حينئذ قال التلاميذ: يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى: أن العهد صنع بإسحاق؟ أجاب يسوع متأوهاً: هذا هو المكتوب، ولكن موسى لم يكتبه، ولا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله.

الحق أقول لكم: أنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا وفقهائنا؛ لأن الملاك قال: يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله؟ ولكن كيف يعلم العالم محبتك لله؟ حقاً يجب عليك أن تفعل شيئاً لأجل محبة الله.

أجاب إبراهيم: ها هو عبدالله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله.

فكلم الله حينئذ إبراهيم قائداً: خذ ابنك بكرك إسماعيل واصعد الجبل لتقدمه ذبيحة، فكيف يكون إسحاق البكر، وهو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين؟<([5]).

وجاء في التوراة قول الله عزّ وجلّ لإبراهيم: >ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض<([6]).

وقال المسيح× للحواريين: > الحق أقول لكم أن كل نبي متى جاء فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط، علامة رحمة الله، ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه، ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده، فيحمل خلاصاً ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه. وسيأتي بقوّة على الظالمين. ويبيد عبادة الأصنام، بحيث يخزي الشيطان؛ لأنه هكذا أوعد الله إبراهيم قائلاً: أنظر، فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض، وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيماً، هكذا سيفعل نسلك<([7]).

وقال الملاك الهاجر: >ها أنت حبلى فتلدين ابناً، وتدعين اسمه إسماعيل؛ لأن الرب قد سمع لمذلتك<([8]).

ولما أرادت هاجر أن تسكن بعيداً عن سارة ناداها ملاك الله بقوله: >لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو، قومي أحملي الغلام وشدّي يدك به، لأني سأجعله أمّة عظيمة<([9]).

ويقول السيد  المسيح×: >صدقني يا برنابا أن الله يعاقب على الخطيئة مهما كانت طفيفة عقاباً عظيماً؛ لأن الله يغضب من الخطيئة، فلذلك لما كانت أمي وتلاميذي الأمناء الذين كانوا معي أحبوني قليلاً حباً عالمياً، أراد الله البر أن يعاقب على هذا الحب بالحزن الحاضر، حتى لا يعاقب عليه بلهب الجحيم. فلما كان الناس قد دعوني الله وابن الله، على أني كنت بريئاً في العالم أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة.

وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله. الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله<([10]).

وجاء في إنجيل برنابا يتحدث عن وفد جاء إلى عيسى× ليسألوه عن هويته، خاصّة وأنهم ينتظرون ظهور نبي بشر به موسى× يقول برنابا: >فإن رؤساء الكهنة تشاوروا فيما بينهم ليتسقطوه بكلامه، لذلك أرسلوا اللاوبيين وبعض الكتبة يسألونه قائلين:

من أنت؟ فاعترف يسوع وقال: الحق أني لست مسيا فقالوا: أأنت أيلياء أو أرمياء أو أحد الأنبياء القدماء؟ أجاب يسوع: كلا. حينئذ قالوا: من أنت نشهد للذين أرسلونا؟ فقال حينئذ يسوع أنا صوت صارخ في اليهودية كلها يصرخ: أعدوا طريق رسول الرب...<.

ثم ينتهي به القول×: >ولست أحب نفسي نظير الذين تقولون عنه؛ لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا، الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي، وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية<([11]).

وجاء في انجيل يوحنا على لسان السيد المسيح×: >إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر يمكث معكم إلى الأبد.

إن أحبني أحد فليحفظ كلامي ... وأما المعزي الروح القدسى الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلت لكم<.

وترجمة المعزي باللغة العربية هي أحمد، كما أن باركيليط تعني الحمد وهي قريبة من أحمد.

{وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}([12]).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف من سوء العاقبة
النفس ومراحلها السبعة:
حديث من العرفاء:
أهل البيت^ والعبودية-2
وَالْحُبُّ فَرْعُ الْمَعْرِفَةِ
أهل البيت النور المطلق
التوسل بأهل البيت -2
10. علل اختفاء النعم
11.استكمال البركة
مراحل عبادة العارفين:

 
user comment