التوحيد و الموحد في الصحيفة السجادية
مقدمة
أرجو من الله أن يجعل هذا المجلس معموارا بعنايته و ملائکته حيث قال مولانا السجاد في (الصحيفة السجادية) (و اعمر مجالس الصالحين آمين رب العالمين). و حيث أن دعاء ولي الله مستجاب فقد دعا لمجالس المؤمنين بالصلاح، نرجو من الله سبحانه و تعالي أن يعمر هذا المجلس بأصحاب العلم لذلک العمل فالمجلس لا يعمر الا بالعلم الصائب و العمل الصالح، و أن البيت المعمور انمما يعمر بالعلم لا غير و بالعمل الصالح لا غير.
البحث حول الصحيفة السجادية؟
ان البحث المحوري حول الصحيفة السجادية يترکز علي:
1 - ما هو التوحيد؟ 2- من هو الموحد؟
ما هو التوحيد؟
فالقرآن الکريم، و الانجيل و الزبور من البداية حتي النهاية و من الظاهر الي الباطن و من أدناها الي أعلاها هي کلها بيانات لماهية التوحيد، و ماهية الموحد.
يقول أهل المعرفة أن الدعاء هو القرآن الصاعد، و يلزم أن نبحث عن أي دعاء يکون کذلک، و أي داع يکون دعاؤه قرآنا صاعدا؟ اذ لا يصعد الي الله الا الکلم الطيب حيث قال سبحانه و تعالي: (اليه يصعد الکلم الطيب و العمل الصالح يرفعه) (فاطر / 10) فمتي يکون الدعاء قرآنا صاعدا و أي دعاء يکون کذلک؟
ان مولانا السجاد عليه السلام يهدينا الي هذا الحجاب أولا و الي خرقه ثانيا بقوله (... الراحل اليک قريب المسافة، و انک لا تحتجب عن خلقک الا أن تحجبهم الأعمال دونک).
ثم قال مقتبسات من القرآن الکريم، و ما لا يقتبس من القرآن لا يکون قرآنا صاعدا (ان القرب علي أنحاء أربعة: بعضها أقرب من بعض). قد قال سبحانه و تعالي: (و اذا سألک عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (البقره / 186) ففي هذه الآية أبدي الله نفسه قريبا و عبر عن نفسه بسبعة ضمائر و لم يوکل الأمر لرسوله فيقول له (قل لهؤلاء) بل بادر نفسه.
و قال سبحانه و تعالي: عن مرور الروح بالتراقي (و نحن أقرب اليه منکم و لکن لا تبصرون) (الواقعة الآية 85) أي أنه سبحانه و تعالي أقرب الي المحتضر ممن حوله فهو أقرب الينا من غيرنا. و هذه هي المرحلة الثانية.
ثم قال عزوجل: (و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد) (سورة ق الآية 16) أي أن الله سبحانه و تعالي أقرب الينا من حبل و ريدنا. و هذه المرحلة و هذه المراحل يمکن ادراکها و ان صعبت لکن المرحلة الرابعة، و ما أدراک ما المرحلة الرابعة.
قال تعالي:(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاؤکم لما يحييکم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه اليه تحشرون) (سورة الأنفال الآية 24) أي أنه سبحانه اقرب الينا منا، فهل يمکن ادراک ذلک بسهولة؟ فهل نحن أقرب الي أنفسنا من الله سبحانه و تعالي؟ - معاذ الله -. فهو الأقرب الينا منا.
ما معني قوله أقرب الينا منا، فلا حقيقة للانسان الا قلبه و هو في القرآن الروح و النفس المجردة حيث قال تعالي: (في قلوبهم مرض...) (البقرة الآية 10) و قال سبحانه: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) (الأحزاب الآية 32) و قال: (و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه) (الأنفال الآية 24) أي أنه سبحانه و تعالي يعلم قبل أن نعلم، و قبل أن نريد يعلم ماذا نريد، و قبل أن نعزم يعرف کيف نعزم، فهو أقرب الينا منا.
و من هذه المراحل الأربع يتبين قول مولانا السجاد عليه السلام (ان الراحل اليک قريب المسافة) و اذا أردنا أن نعرف أن الله أقرب الينا منا فعلينا بالطهارة و تنزيه الذات في جميع الشهور لا سيما في شهر الله، فاذا تطهرنا و قلنا لله سبحانه و تعالي: (طهرنا من الذنوب و طهرنا من العيوب) يزول عنا الحجاب فنري الله لا بمشاهدة العيون بل بعيون الايمان. ثم نعلم أنه أقرب الينا منا و نفهم معني قول السجاد عليه السلام (ان الراحل اليک قريب المسافة و انک لا تحتجب عن خلقک الا أن تحجبهم الأعمال) (اقبال الأعمال / دعاء السحر.
الحاجة الي الله
و لأن الانسان محتاج و لا يمکن انکار ذلک، فأما الملحد فيلوذ بغير الله سبحانه و تعالي، و أما الموحد فلا يلوذ الا بالله، و أما المشرک فيلوذ بالله تارة و تارة الي غيره، قال سبحانه في سورة يوسف الآية 106: (و ما يؤمن أکثرهم بالله الا و هم مشرکون) أي أن أکثر المؤمنين مشرکون حيث يقولون لولا فلان لهلکت، و يقولون الله هو الأول و الطبيب هو الثاني. و أما الموحد الخالص و هو الذي أدبه الامام في الصحيفة السجادية يدرک حاجته أولا و يفهم من هو الغني ثانيا و کيف الوصول اليه ثالثا (و رأيت أن طلب المحتاج سفه من رأيه و قلة من عقله) (الصحيفة دعاء / 28) فلو طلب الانسان من الانسان لکان سفيها حيث قال سبحانه: (و من يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه...) (البقرة / 130) فابراهيم الخليل هو الموحد الخالص، و قال تعالي: (و الذي هو يطعمني و يسقين، و اذا مرضت فهو يشفين) (الشعراء / 80 - 97) فالمؤمن يري جميع المآثر و الآثار من صنع الله سبحانه و تعالي.
قال السجاد عليه السلام في بيان الموحد (و اعصمني من أن أظن بذي عدم خساسة و صاحب ثروة فضلا، فان الشريف من شرفته طاعتک و العزيز من أعزته عبادتک (الصحيفة دعاء / 35). لأن صاحب الثروة قبل بالتکاثر و الفضيلة هي الکوثر. فالدعاء فکرة و کلام و أدب مع الله. فلا شرف الا بالطاعة و لا عزة الا بالعبادة، حيث أن هذه المآثر القيمة قبس من القرآن الکريم، فقد قال عليه السلام (اللهم اهدني للتي هي أقوم) حيث قال سبحانه: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الاسراء / 9) فدعاء السجاد يعني أن يکون الداعي عارفا بالقرآن عاملا بأحکامه.
فاذا کان الداعي مهتديا بالقرآن و معصوما من أن يظن بذي عدم خساسة و بذي صاحب ثروة فضلا، و طلب الي الله طلب المحتاج يصبح ممن يستحق أن يدعو الله بهذا الدعاء و يقول: (وهب لي نورا أمشي به في الناس) (الصحيفة دعاء / 22) حيث أن الله سبحانه و تعالي يقول: (و جعلنا له نورا يمشي به في الناس..) (الأنعام / 122).
فالعلم العامل اذا مشي في بلد أو قرية فانه مصباح متحرک. فالعالم الذي لا يغير رؤيته و لا يؤثر مجلسه و مصاحبته فلا يؤثر لفظه. (فمن لا ينفعک لحظه لا ينفعک لفظه) فالذي يؤثر لحظه و لفظه هو النور الماشي في الناس. و قال مولانا السجاد (وهب لي نورا أمشي به في الناس) و قال (هب لي معالي الأخلاق) و هذا و نحوه مما يرجع الي العنصر المحوري الأول، أي ما هو التوحيد.
من هو الموحد
و أما العنصر الثاني و هو (الموحد) فهو الانسان الکامل، و الانسان کما قيل قديما هو الحيوان الناطق، و في القرآن هو الحي المتأله و لذلک بحث خاص و أما الانسان في الصحيفة السجادية فهو الحي الحميد أي الذي تکون حياته ذائبة في أمره سبحانه و تعالي و يعرج الي الله سبحانه و تعالي بحيث يشعر أنه محتاج و أن غيره محتاج و يري أن طلب المحتاج سفه، و لذا فلا يطلب من غير الله سبحانه و تعالي، فاذا طلب الي الله و استجيبت دعوته يحمد الله، فالانسان دائم الحاجة له سبحانه و تعالي. و في الصحيفة أدعية وافرة في ذلک. الدعاء الأول (دعاء التحميد) و لولا أن الله علمنا و هدانا و أدبنا في کيفية الحمد لکنا متصرفين بنعمه من غير أن نکون حامدين و صرنا مشمولين بقوله: (.. ان هم الا کالأنعام بل هم أضل سبيلا) (الفرقان / 44) فالانسان في الصحيفة السجادية هو الحي الحميد الذي يعلم أن جميع النعم من الله سبحانه و تعالي، و علي المتنعم أن يذکر نعم ربه و يشکرها. و الذي يتصرف بنعمه بالعصيان فليس بانسان، و الذي سيتصرف بنعمه سبحانه و لا يحمده فليس بانسان، والذي يتصرف بنعمه بما يرضاه الله و يرضاه الرسول و يشکر الله سبحانه و تعالي فهو الانسان، و من فرط، بالحمد فقد خرج من حدود الانسانية الي حدود البهيمية و أنتم تعلمون أن الانسان الذي يخرج من الانسانية الي البهيمية فان حجة الله عليه بالغة فله قلب لا يفقه به، و من بداية القرآن و حتي نهايته لا تجدون آية تدل علي أن الانسان لا قلب له علي النحو السلبي و أنتم تفرقون بين ما هو سلبي و ما هو ايجابي، فقد فقول في السلب ليس لديه قلب، و أما في الايجاب فنقول (لزيد قلب لا يعقل) فلا تجدون آية تدل علي سلب العقول، فالله يقول (.. لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها اولئک کالأنعام بل هم أضل اولئک هم الغافلون) (الأنعام / 179) فهذه هي الحجة البالغة لأن من له يد و رجل ليس عليه حرج، فمن کانت له يد لا يبطش بالعدو بها، و له رجل لا يمشي بها في طريق الخير، فحجة الله عليه بالغة.
و قال السجاد عليه السلام (حجة الله عليهم بالغة) لأن لهم قلوبا لا يفقهون بها و قد غرتهم الحياة الدنيا، و قد قال الله سبحانه و تعالي (و أن استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا) (الجن / 16) فعلينا أن نستقيم، و قال رسول الله (ص) لأبي ذر: (يا أباذر ان الدعاء ملح الطعام) فاذا کنا نحسن الطعام بقليل من الملح، فعلينا أن نحسن الطاعة و أن نضيف اليها الدعاء.
و نحن مرتکبون للمعاصي و الله منزل الرحمة و في دعاء ختم القرآن في الصحيفة السجادية (اللهم صل علي محمد و آله و هون بالقرآن عند الموت عن أنفسنا کرب السياق، و جهد الأنين... اذا بلغت النفوس التراقي و قيل من راق؟ و تجلي ملک الموت لقبضها من حجب الغيوب... و صارت الأعمال قلائد في الأعناق...) أي أن العمل السي ء يصير غلا علي العباد، فاذا أذنبنا صرنا مدينين و علي المديون أن يرهن و علي الدائن أن يرتهن، و الرهن هو النفس (کل نفس بما کسبت رهينة) (المدثر / 38) (کل امري بما کسب رهين) فالدعاء يفک هذا الرهن.
قال النبي الکريم (ص) عند استقبال شهر الله المبارک (فاعملوا أن ظهورکم ثقيلة بأوازکم فخففوها باستغفارکم و أن أنفسکم رهينة بذنوبکم ففکوها باستغفارکم) فهذه الصحيفة السجادية وصفة الهية لشفاء الأمراض فعلينا أن ندعو بهذه الأدعية و نعد بمضامينها حتي نفک أنفسنا من الرهن.
الدعاء و العبادة
يقول الله سبحانه في قرآنه الکريم:(و قال ربکم ادعوني أستجب لکم ان الذين يستکبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (غافر / 60) و يقول مولانا السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية في تفسير کلمة (داخرين) مخاطبا الله سبحانه و تعالي: «فسميت الدعاء عبادة، و ترکه استکبارا و توعدت علي ترکه دخول جهنم داخرين» (الصحيفة السجادية، دعاء / 45)، فالعلة تناسب المعلول، و لابد أن يکون الدعاء عبادة.
و العبادة تصدر عن مناحي ثلاثة و هي: اما خوفا من النار، أو شوقا الي الجنة، أو حبا لله سبحانه و تعالي، فالانسان الکامل جامع لهذه المراتب الثلاث، و الصحيفة السجادية علي مناحي و درجات و طرق و شعب، بعض أدعيتها رهبة من النار، و بعضها الآخر رغبة في الجنة، و بعضها حب لله و شکر له سبحانه و تعالي. و الامام السجاد عليه السلام حيث انه انسان کامل، فالکامل هو الجامع للخوف من النار أولا، و للشوق الي الجنة ثانيا، و للحب و الشکر ثالثا، لأن هذه المراتب طوقية. فمن کان في المرتبة الثالثة فهو واجد للمرتبتين المتقدمين.
و الذي قاله مولانا علي عليه السلام: (ان قوما عبدوا الله رغبة فتلک عبادة التجار، و ان قوما عبدوا الله رهبة فتلک عبادة العبيد، و ان قوما عبدوا الله شکرا فتلک عبادة الأحرار) حکمة رقم 229، من نهج البلاغة.
و الدعاء عبادة کسائر العبادات، و العبادة وسيلة للتقرب الي الله سبحانه و تعالي، و قد أمرنا سبحانه و تعالي بالتوسل و ابتغاء الوسيلة حيث قال جل و علا: (و ابتغوا اليه الوسيلة) (المائدة / 35) کل ما يقربنا الي الله عزوجل هو وسيلة، فالصلاة وسيلة و الصيام وسيلة، صلة الرحم وسيلة، الحج و الجهاد وسيلة، و کل عبادة وسيلة.
فالدعاء اذن وسيلة، لکن الوسيلة ليس لها الا أن تجري و تعبر و تسير علي الصراط، المستقيم، فما هو الصراط المستقيم؟ قد بين لنا الامام السجاد عليه السلام ذلک اذ قال: (الصراط المستقيم هي الحکمة) لأن الله سبحانه و تعالي علي صراط مستقيم کما جاء (ان ربي علي صراط مستقيم) (هود / 56) و الصراط، المستقيم الذي تجري أمور الله سبحانه و تعالي عليه ليس الا الحکمة.
فالدعاء وسيلة، و الوسيلة لابد أن تکون مناسبة للصراط، لا مخالفة له لذا قال مولانا السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية (يا من لا تبدل حکمته الوسائل) (من الدعاء رقم / 12) و الصحيفة السجادية مليئة بالمعرفة و الحکمة و الآداب و تلک هي المعرفة، و الدعاء الذي يخالف الحکمة لا يکون وسيلة و عبادة، و لا يستجاب له.
الانسان مفطور علي العبادة
يقول تعالي: (و الله أخرجکم من بطون أمهاتکم لا تعلمون شيئا) (النحل آية 78) البعض يفسرون أن الانسان خلق کاللوح الخالي من النقوش العلمية، ليس في نفسه و روحه شي ء من العلوم، و أي علم يحصل عليه فهو کسبي، فجميع العلوم کسبية، هذا قول بعض أهل الفلسفة و أمثالهم.
أما الذي يفيدنا فيه مولانا السجاد عليه السلام هو أن هناک علمين علم کسبي و الانسان خلق جاهلا بهذا القسم من العلم کما قال عزوجل في سورة النحل، و هناک علم شهودي، فطر الانسان عليه، به يعرف الانسان الله سبحانه و تعالي حضورا، و هناک عمل انجذابي و انعطافي جبل الانسان عليه، به يعبدالله سبحانه و تعالي، کما قال عزوجل: (فاقم وجهک للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) (سوره ي الروم آية 20) و قال جل و علا: (و نفس و ما سواها) (سورة الشمس آية 7).
هل تعلمون ما تسوية النفوس؟ قد بينه و فسره بقوله تعالي في نفس السورة الآية 8: (فالهمها فجورها و تقواها) أي أن تسوية النفوس هو بالالهام، فلم يقل (و ألهمها) بل قال (فألهمها) فالفاء تفسير لهذه التسوية، فالنفس ملهمة بالفجور و التقوي انجذبا و عملا و انعطافا، و النفس مفطورة علي التوحيد و الدين علما و عملا، هذا هو العلم الشهودي العريق، و هذا ما هو محصل من القرآن الکريم.
و أما اتجاه الصحيفة السجادية في هذا الأمر الهام، فقد قال مولانا السجاد عليه السلام فيها:(لولا ان الشياطين يختدعهم عن طاعتک ما عصاک عاص، و لولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقک ضال) (الصحيفة، دعاء رقم / 37)، يعني أن الانسان لولا المانع الخارجي فهو علي الصراط المستقيم، فهو يعرفک و يعبدک و ان اقتضاء المعرفة و العبادة موجود في متن الانسان و لکن علينا ان نعدم المانع.
فالانسان ذو علمين: علم مکتسب من الخارج فهذا ضيف، و علم مفطور عليه من الداخل و هذا هو المضيف، فعلي العالم أن يتعلم علما لا يکون مزاحما للمضيف، و لا يکون مزاحما لرب البيت. فالعالم الحوزوي أو الجامعي اذا تعلم علما و کان هذا العلم مزاحما للمضيف أي رب البيت تصبح عاقبته السوء، و اذا تعلم العالم علما مسايرا و مناسبا للمضيف فيصير عالما ربانيا يعلم و يعمل.
و ندعوا الله سبحانه و تعالي بدعاء مولانا السجاد عليه السلام حيث قال: (ثم له الحمد مکان کل نعمة له علينا... حمدا لا منتهي لحمده... حمدا نسعد به في السعداة من أوليائه، و نصير به في نظم الشهداء بسيوف أعدائه، انه ولي حميد) دعاء رقم / 1 / من الصحيفة.
لئلا يتوهم أنه من کان وليا لأولياء الله و بات و مات علي فراشه مات شهيدا، کما أن مولانا عليا عليه السلام قد دعا الله سبحانه و تعالي بقوله (نسأل الله منازل الشهداء و معايشة السعداء و مرافقة الأنبياء) شرح نهج البلاغة: ج 1، ص 312.
أولئک المجاهدون المستشهدون في سبيل الله الذين بذلوا مهجهم دون القرآن و العترة.
اللهم انصر الاسلام و أهله و اخذل الکفر و أهله و صلي الله علي محمد و آله و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته.
عبدالله جوادي آملي