رواياته في كتب أهل السنّة :
السؤال : هل من الممكن أن يزوّد الموقع بالروايات التي في كتب السنّة عن تحريف القرآن عندهم ؟ جزاكم الله خير الجزاء ، مع ألف سلامة .
الجواب : نذكر لكم نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنّة ، وهي على طوائف :
الطائفة الأُولى : الروايات التي ذكرت سوراً أو آيات ، زُعِم أنّها كانت من القرآن وحُذِفت منه ، أو زعم البعض نسخ تلاوتها ، أو أكلها الداجن ، نذكر منها :
الأُولى : أنّ سورة الأحزاب تعدل سورة البقرة :
1ـ روي عن عائشة : ( كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مائتي آية ، فلمّا كُتِب المصحف لم يُقدَر منها إلاّ على ما هي الآن ) (1) .
2ـ روي عن عمر ، وأُبيّ بن كعب ، وعكرمة مولى ابن عباس : ( كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة ، أو أطول ، وكان فيها آية الرجم ) (2) .
3ـ عن حذيفة : ( قرأت سورة الأحزاب على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها ) (3) .
الثانية : لو كان لابن آدم واديان …
روي عن أبي موسى الأشعريّ ، أنّه قال لقرّاء البصرة : ( وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال ، لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف
____________
1- الجامع لأحكام القرآن 14 / 113 ، الدرّ المنثور 5 / 180 ، فتح القدير 4 / 259 .
2- الدرّ المنثور 5 / 180 ، نيل الأوطار 7 / 254 ، المستدرك على الصحيحين 2 / 415 ، صحيح ابن حبّان 10 / 273 ، الجامع لأحكام القرآن 14 / 113 ، مسند أحمد 5 / 132 ، السنن الكبرى للبيهقيّ 8 / 211 .
3- الدرّ المنثور 5 / 180 ، فتح القدير 4 / 259 ، التاريخ الكبير 4 / 241 .
|
الصفحة 81 |
|
ابن آدم إلاّ التراب ) (1) .
الثالثة : سورتا الخلع والحفد .
روي أنّ سورتي الخلع والحفد كانتا في مصحف ابن عباس ، وأُبيّ بن كعب ، وابن مسعود ، وأنّ عمر بن الخطّاب قنت بهما في الصلاة ، وأنّ أبا موسى الأشعريّ كان يقرأهما ، وهما :
1ـ اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك .
2ـ اللهم إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق (2) .
الرابعة : آية الرجم .
روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطّاب قال : ( إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم ، فإنّا قد قرأناها ) (3) .
الخامسة : آية الجهاد :
روي أنّ عمر قال لعبد الرحمن بن عوف : ( ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فإنّا لم نجدها ؟ قال : أُسقط فيما أسقط من القرآن ) (4) .
____________
1- صحيح مسلم 3 / 100 ، تهذيب الكمال 33 / 234 .
2- المصنّف للصنعانيّ 3 / 111 ، كنز العمّال 8 / 80 ، الدرّ المنثور 6 / 420 .
3- السنن الكبرى للبيهقيّ 8 / 213 ، المصنّف لابن أبي شيبة 6 / 553 ، أحكام القرآن للجصّاص 3 / 336 ، الدرّ المنثور 5 / 180 ، الطبقات الكبرى 3 / 334 ، الثقات 2 / 239 .
4- كنز العمّال 2 / 567 ، الدرّ المنثور 1 / 106 ، تاريخ مدينة دمشق 7 / 266 .
|
الصفحة 82 |
|
السادسة : آية الرضاع :
روي عن عائشة أنّها قالت : ( كان فيما أُنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثمّ نسخن بخمس معلومات ، فتوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهنّ ممّا يقرأ من القرآن ) (1) .
السابعة : آية رضاع الكبير عشراً :
روي عن عائشة أنَّها قالت : ( نزلت آية الرجم ، ورضاع الكبير عشراً ، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري ، فلمّا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها ) (2) .
الثامنة : آية الصلاة على الذين يصلّون في الصفوف الأُول !
عن حميدة بنت أبي يونس قالت : ( قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة : إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ، وعلى الذين يصلّون في الصفوف الأُول .
قالت : قبل أن يغيّر عثمان المصاحف ) (3) .
التاسعة : عدد حروف القرآن .
أخرج الطبرانيّ عن عمر بن الخطّاب قال : ( القرآن ألف ألف ، وسبعة وعشرون ألف حرف ) (4) ، بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار .
وفي الختام : نوجّه لكم نصيحة ، وذلك تقديساً للقرآن الكريم ، بأنّ البحث عن هذا الموضوع لا يخدم الشيعة ولا السنّة ، بل يخدم أعداء الإسلام ، فعليكم
____________
1- سنن الدارمي 2 / 157 ، صحيح مسلم 4 / 167 ، سنن النسائيّ 6 / 100 ، السنن الكبرى للبيهقيّ 7 / 454 السنن الكبرى للنسائيّ 3 / 298 ، صحيح ابن حبّان 10 / 36 .
2- مسند أبي يعلى 8 / 64 ، سنن الدارقطنيّ 4 / 105 ، المعجم الأوسط 8 / 12 .
3- الإتقان في علوم القرآن 2 / 67 .
4- المعجم الأوسط 6 / 361 ، الجامع الصغير 2 / 264 ، كنز العمّال 1 / 517 و 541 ، فيض القدير 4 / 700 ، الدرّ المنثور 6 / 422 .
|
الصفحة 83 |
|
أوّلاً أن تنصحوا من يفتح باب البحث حول هذا الموضوع ، وتُذكِّروه بهذه المسألة ، فإن ارتدع فهو المقصود ، وإلاّ فاذكروا له هذه الروايات عندهم ليلقم حجراً .
( عباس أحمد عبد الله . الكويت . ... )
السؤال : يدّعي الكثير من المنتسبين للمذهب السنّي : أنّ الشيعة يعتقدون بتحريف القرآن الكريم ، وأنّ هناك آيات ناقصة أيضاً ، ويؤكّدون مزاعمهم هذه ، من أنّ الكثير من الكتب المشهورة ، والتي يعتقد بها الشيعة كمراجع ، قد أيّدت ذلك ، منها على سبيل المثال : الكافي ، وبحار الأنوار ، وفصل الخطاب ، وغيرها .
وقد كان ردّي على هذه الأسئلة الاستنكارية : بأنّه قد تمّ الدسّ والتلفيق في مثل هذه الكتب الجليلة ، وأصحابها من هذا الكذب براء ، فكانت إجابتهم : أن لو كان ما أقوله صحيحاً فأين الأصل من هذه الكتب ؟ التي لم تذكر التحريف .
ثمّ أين ردّ علمائكم على مثل هذا ؟ واقبلوا خالص الشكر والدعاء .
الجواب : إعلم أنّ ردّك بأنّه قد تمّ الدسّ والتلفيق لمثل هذه الكتب ليس جواباً صحيحاً ، والجواب الصحيح هو :
أنّ الشيعة لا تعتقد بوجود كتاب صحيح من أوّله إلى آخره غير القرآن المجيد ـ وهذا من مختصّات الشيعة ـ حيث كلّ كتاب سوى القرآن تُجرِي الشيعة عليه قواعد الجرح والتعديل ، والمباني الرجالية ، فما كان سنده صحيحاً عَمِلَت به ، وما كان سنده ضعيفاً لم تعمل به .
وأمّا بالنسبة إلى مسألة التحريف ، فإنّ البحث عن هذه المسألة ليس بنفع الشيعة ، ولا بنفع السنّة ، لأنّ النتيجة تؤدّي إلى تضعيف القرآن ، والمستفيد الوحيد من هذا البحث هو اليهود والنصارى وأعداء الإسلام .
|
الصفحة 84 |
|
إنّ مسألة تحريف القرآن موجودة في كتب السنّة أضعاف مضاعفة من الأحاديث الصحيحة والصريحة بالقياس إلى كتب الشيعة ، فلا نعلم لماذا التصقت هذه التهمة بالشيعة فقط ؟
وأمّا ما ورد في كتب الشيعة من أحاديث فهو على أقسام :
1ـ أكثره محمول على التأويل .
2ـ الذي لا يمكن حمله على التأويل أكثره ضعيف السند غير قابل للاعتماد عليه .
3ـ والصحيح المرويّ في كتب الشيعة غير القابل للحمل على التأويل ، فهو قليل جدّاً ، أعرض عنه علماء الشيعة ، لمعارضته مع القرآن الكريم ، وما خالف القرآن الكريم فالشيعة لا تعمل به ، وكذلك لمعارضته للأحاديث الصحيحة الكثيرة الصريحة بعدم التحريف .
( أبو الزين . الأردن . ... )