معنى يكون الدين عزيزاً بوجودهم :
السؤال : الرجاء منكم إعطائي معنى للحديث الشريف : ( لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) (2)، ماذا قصد الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا الحديث ؟
____________
1- شرح نهج البلاغة 18 / 347 ، كنز العمّال 10 / 263 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 18 و 50 / 253 ، تهذيب الكمال 24 / 221 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 12 ، جواهر المطالب 1 / 303 ، ينابيع المودّة 1 / 89 .
2- صحيح مسلم 6 / 3 ، مسند أحمد 5 / 90 و 100 و 106 ، مسند أبي داود : 105 و 180 ، صحيح ابن حبّان 15 / 44 ، المعجم الكبير 2 / 232 .
|
الصفحة 341 |
|
وما معنى أن يكون الدين عزيزاً بوجودهم ؟ وهل كان الدين عزيزاً في حياتهم ؟ أم لا ؟ لا أُريد الإطالة ، ولكن أُريد منكم شرحاً كاملاً ووافياً وبالتفصيل ، حتّى يكون المعنى واضح لدينا .
يمكنكم إرشادي لبعض المصادر أو المواقع للاستفادة منها ، في معرفة معنى الأحاديث التي تتحدّث عن الأئمّة الاثني عشر ، هذا ووفّقكم الله ، وسدّد خطاكم .
الجواب : يمكن تفسير هذا الحديث بعدّة تفاسير ، أبرزها تفسيران :
الأوّل : أنّ الملتزمين بالدين يكونون قليلين ، يعني يكون الدين عزيز الوجود إلى حين ظهور الإمام الثاني عشر (عليه السلام) ، حيث يغلب الدين على البسيطة كلّها تحت رعايته ورايته ، فيكون مصداقاً لقوله سبحانه : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ... } (1) .
الثاني : أنّ عزّة الدين بالأئمّة (عليهم السلام) ، ويبقى الدين مؤيّداً مسدّداً ، وإن كان المتمسّكون به قد يقل وجودهم ، ولكن بعد ارتحال الإمام الثاني عشر من الدنيا يرتفع الدين ، ويكون على الأرض شرار الخلق ، بعدما يستولي الفساد عليها ، وتقوم القيامة على شرار الخلق .
ويمكنك لمعرفة معاني الأحاديث المعتبرة الواردة في الأئمّة ، المراجعة إلى كتاب : ( مرآة العقول ) للعلاّمة المجلسيّ ، ( بحار الأنوار ) للعلاّمة المجلسيّ ، ( شرح على أُصول الكافي ) للمازندراني ، ( كتاب الوافي ) للفيض الكاشانيّ ، ( كتاب مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار ) للسيّد عبد الله شبر .
____________
1- التوبة : 33 .
|
الصفحة 342 |
|
( حبيب . الدانمارك . سنّي . 20 سنة )
السؤال : قوله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ) ، هل أنت متأكّد بأنّ مسلم روى هذه الرواية في صحيحه ؟ هلا تكرّمت علينا بذكر نصّ رواية مسلم ؟
الجواب : أخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أنّه قال : ... لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : ( أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين ؛ أوّلهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغبّ فيه ثم قال : ـ وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتني أذكّركم الله في أهل بيتني أذكّركم الله في أهل بيتني ) .
وإذا أردت المزيد فراجع سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني حيث ذكر مجموعة من الصيغ المختلفة لحديث الثقلين وأقام على صحّته الأدلّة العلمية الواضحة .
إنّ حديث الثقلين حديث صحيح مشهور لا غبار عليه ، ورواية مسلم ليست وحدها الصحيحة ، وليس ما يرويه مسلم قرآناً حتّى يُقاس ويُعرض عليه جميع
|
الصفحة 343 |
|
ما سواه ، بل حاله حال غيره من الأحاديث الصحيحة ، ولا يقدّم على غيره إلاّ لثبوت صحّته عندكم بمجرد رواية مسلم له ، فلا يحتاج إلى بحث في سنده .
وأمّا غيره من الأحاديث فنحتاج في تصحيحها إلى مراجعة السند ، فإذا صحّ السند في أيّ رواية فهي توازي رواية مسلم ، إن لم تقدّم عليها أحياناً ، وهذا متّفق عليه . هذا كلّه في الخبر الواحد ، وأمّا في التواتر ـ كما في حديث الثقلين ـ فلا تصل النوبة إلى آحاد الأسانيد ، فلاحظ .
فالروايات الصحيحة والمتواترة تنصّ على التمسّك بالكتاب والعترة ، لأنّهما خليفتا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنّهما عاصمان من الضلال ، والآخذ بهما مهتدٍ ، أمّا الآخذ بغيرهما ، أو التارك لأحدهما فهو في ضلال مبين .
ورواية مسلم ناقصة قطعاً ، لأنّها لا تحتوي على بعض المقاطع المهمّة ، التي بيّن زيد بن أرقم أنّه سوف لن يرويها خوفاً ، فقد قال في بداية حديثه للسائلين : فما حدّثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلّفونيه (1) ، واعتذر بكبر سنّه ونسيانه ، فلماذا ينسى زيد مقطع مثل : ( ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ) ، أو قوله (صلى الله عليه وآله) : ( وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) ؟ وهو يروي الحادثة بطولها وتفاصيلها ، خصوصاً أنّ زيداً نفسه بيّن ذلك ـ وفسّر قوله : قد كبرت سنّي ونسيت بعض الذي أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، ومالا فلا تكلّفونيه ـ في نفس الرواية .
ولكن برواية أحمد لا مسلم ، وبنفس إسناد رواية مسلم أكملها بحادثة أُخرى تبيّن معنى قوله واعتذاره ، وبراءته من تلك الأوصاف ، وهو يقول لهم : أنّ عبيد الله بن زياد قد نهاه ، وكذّبه في رواية أحاديث الحوض ، ورماه ووصفه بأنّه قد خرف ، وإليك نصّ رواية أحمد في مسنده :
( قال يزيد بن حيّان نفس الراوي بعد رواية حديث الثقلين : حدّثنا زيد بن
____________
1- صحيح مسلم 7 / 122 .
|
الصفحة 344 |
|
أرقم في مجلسه ذلك ، قال : بعث إليّ عبيد الله بن زياد فأتيته ، فقال : ما أحاديث تحدّثها وترويها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا نجدها في كتاب الله ، تحدّث أنّ له حوضاً في الجنّة ، قال : قد حدّثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووعدناه ، قال : كذبت ، ولكنّك شيخ قد خرفت ) (1) .
( علي . أمريكا . 27 سنة . طالب )
السؤال : الإخوة المسؤولين عن الموقع المحترمين .
لدي سؤالاً ، أرجو مساعدتي في الإجابة عليه ، جزاكم الله خير الجزاء : ما هي مصادر أهل السنّة التي أوردت الحديث الشريف : ( خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، وما هي المصادر التي أوردت الحديث : ( خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي ) بانتظار إجابتكم ، جزاكم الله خيراً .
الجواب : ذكرت مصادر أهل السنّة حديث الثقلين ، وفيه تارة لفظة : كتاب الله وعترتي ، وأُخرى لفظة : كتاب الله ... وأهل بيتي ، ومرّة ثالثة لفظة : كتاب الله وسنّتي .
أمّا بلفظة : كتاب الله وعترتي : فقد روي عن زيد بن ثابت ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ) (2) .
____________
1- مسند أحمد 4 / 367 .
2- فضائل الصحابة : 15 ، الجامع الكبير 5 / 328 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 196 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 418 ، كتاب السنّة : 337 و 629 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 45 و 130 ، خصائص أمير المؤمنين : 93 ، المعجم الصغير 1 / 135 ، المعجم الأوسط 4 / 33 و 5 / 89 ، المعجم الكبير 3 / 66 و 5 / 154 و 166 و 170 و 182 ، شرح نهج البلاغة 9 / 133 ، نظم درر السمطين : 232 ، كنز العمّال 1 / 172 و 186 ، تفسير القرآن العظيم 4 / 122 ، المحصول 4 / 170 ، الإحكام للآمدي 1 / 246 ، الطبقات الكبرى 2 / 194 ، علل الدارقطنيّ 6 / 236 ، أنساب الأشراف : 111 و 439 ، البداية والنهاية 5 / 228 ، السيرة النبويّة لابن كثير 4 / 416 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 و 12 / 232 ، ينابيع المودّة 1 / 74 و 95 و 99 و 105 و 112 و 119 و 123 و 132 و 345 و 349 و 2 / 432 و 438 و 3 / 65 و 141 و 294 ، النهاية في غريب الحديث والأثر 1 / 211 و 3 / 177 ، لسان العرب 4 / 538 و 11 / 88 ، تاج العروس 7 / 245 .
|
الصفحة 345 |
|
وأمّا بلفظة : كتاب الله ... وأهل بيتي : فقد روي عن زيد بن أرقم أنّه قال : قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : ( أمّا بعد ألا أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسولُ ربّي فأُجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) ، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : ( وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) (1) .
وروي أيضاً عن زيد بن أرقم ، أنّه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ) (2) .
وأمّا بلفظة : كتاب الله وسنّتي ، فقد رواه مالك في الموطّأ عن ابن عباس مرسلاً، والحاكم في المستدرك مسنداً عن أبي هريرة ، وفي سنده ضعف ، كما
____________
1- صحيح مسلم 7 / 123 ، السنن الكبرى للبيهقيّ 2 / 148 و 7 / 30 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 197 ، كتاب السنّة : 629 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 51 ، صحيح ابن خزيمة 4 / 63 ، المعجم الكبير 5 / 182 ، نظم درر السمطين : 231 ، الجامع الصغير 1 / 244 ، كنز العمّال 1 / 178 و 13 / 640 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 494 و 4 / 122 ، تاريخ مدينة دمشق 19 / 257 و 41 / 19 و 69 / 240 ، فضائل الصحابة : 22 ، مسند أحمد 4 / 366 ، سنن الدارمي 2 / 431 .
2- الجامع الكبير 5 / 329 ، فضائل الصحابة : 15 ، مسند أحمد 3 / 14 و 27 و 59 و 182 ، مجمع الزوائد 9 / 163 و 10 / 363 .
|
الصفحة 346 |
|
صرّح بذلك المحدّث السلفيّ الألبانيّ .
( أحمد جعفر . البحرين . 19 سنة . طالب جامعة )