السؤال: هل يعتبر المأمون العباسيّ من الشيعة أم لا ؟
الجواب : إنّ المأمون أحد الخلفاء العباسيين ، احتلّ منصب الخلافة ، وهو يعلم أنّه ليس له ، وهو الذي سقى الإمام الرضا (عليه السلام) السمّ .
نعم سبب هذه الشبهة : هو ما كان يظهر على لسانه بين الحين والآخر من الكلمات ، فيها اعتراف بأحقّية أهل البيت (عليهم السلام) للخلافة ، وكما تعلمون ، فإنّ الخلفاء كلّهم يعلمون بأنّ منصب الخلافة والإمامة ليس حقّاً لهم ، ولكن بعضهم كان يتجاهل هذا بالمرّة ، والبعض الآخر ومنهم المأمون كان يظهر على لسانه الحقّ .
( إبراهيم عبد الله. البحرين ... )
السؤال: ما هي قيمة كتاب سليم بن قيس الهلالي ؟ ولكم جزيل الشكر .
الجواب : قال عنه العلاّمة آقا بزرك الطهراني (قدس سره) ما نصّه :
" سليم بن قيس الهلالي ، أبي صادق العامري ، الكوفي التابعي .
أدرك أمير المؤمنين علياً ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، والباقر (عليهم السلام) ، وتوفّي في حياة علي بن الحسين ، متستّراً عن الحجّاج أيّام إمارته ، هو من الأُصول القليلة ، التي أشرنا إلى أنّها ألّفت قبل عصر الصادق (عليه السلام) .
قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتاب الغيبة : ليس
|
الصفحة 357 |
|
بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة (عليهم السلام) خلاف في أنّ كتاب سليم ابن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول ، التي رواها أهل العلم ، وحملة حديث أهل البيت (عليهم السلام) ، أقدمها لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل ، إنّما هو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين (عليه السلام) ، والمقداد وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، ومن جرى مجراهم ، ممّن شهد رسول الله ، وأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها ، وتعوّل عليها .
وروي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال : " من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سليم بن قيس الهلالي ، فليس عنده من أمرنا شيء ، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً ، وهو أبجد الشيعة ، وهو سر من أسرار آل محمّد (عليهم السلام) … " .
كتاب سليم هذا من الأُصول الشهيرة عند الخاصّة والعامّة ، قال ابن النديم : هو أوّل كتاب ظهر للشيعة .
ومراده أنّه أوّل كتاب ظهر فيه أمر الشيعة ، كما أشير إليه في الحديث ، في توصيفه بأنّه أبجد الشيعة .
وقال القاضي بدر الدين السبكي ، المتوفّي سنة 769 هـ ، في محاسن الوسائل في معرفة الأوائل : إنّ أوّل كتاب صنّف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي … .
نقل كثير من قدماء الأصحاب في كتبهم ، كإثبات الرجعة ، والاحتجاج ، والاختصاص ، وعيون المعجزات ، ومن لا يحضره الفقيه ، وبصائر الدرجات ، والكافي ، والخصال ، وتفسير فرات ، وتفسير محمّد بن العباس بن ماهيار ، والدر النظيم في مناقب الأئمّة المهاميم ، من كتاب سليم بأسانيد متعدّدة ، تنتهي أكثرها إلى أبان بن أبي عياش فيروز ، الذي ناوله سليم الكتاب ، وأوصاه به قرب موته ، ولكن يرويه غير أبان أيضاً عن سليم … " (1) .
____________
1- الذريعة 2 : 152 .
|
الصفحة 358 |
|
( إبراهيم عبد الله. البحرين ... )
قيمة بعض الكتب ومؤلّفيها عند الإمامية :
السؤال: ما هي قيمة الكتب التالية ، ومؤلّفيها عند الإمامية : " شرح نهج البلاغة " لابن أبي الحديد ، " مروج الذهب " للمسعودي ، " الفتوح " لابن أعثم الكوفي ، " تاريخ اليعقوبي " ؟ ولكم جزيل الشكر .
الجواب : بالنسبة إلى ابن أبي الحديد ، فهو معتزلي في الأُصول ، وحنفي في الفروع ، وشرحه على نهج البلاغة وإن كان مفيداً جدّاً ، إلاّ أنّه قد حوى من الموضوعات التي لا يمكن الموافقة عليها ، واشتمل أيضاً على ردود على كبار علمائنا في كثير من المباحث العقائدية .
وأمّا المؤرّخون الثلاثة ابن أعثم الكوفي ، صاحب كتاب " فتوح الإسلام "، والمسعودي صاحب كتاب " مروج الذهب " ، واليعقوبي صاحب كتاب " تاريخ اليعقوبي " الذين سألت عنهم ، فقد ينسبون كلّهم ، أو بعضهم إلى التشيّع ، وعلى كلّ حال ، فإنّ كتبهم التاريخية من المصادر المعروفة المشهورة التي يرجع إليها في البحوث العلمية والتاريخية ، وأمّا أن نعتقد بصحّة كلّ ما جاء في هذه الكتب ، وأمثالها من الكتب التاريخية ، فهذا غير صحيح .
ويمتاز المسعودي بتأليفه كتاباً في إثبات الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهذا ما يقوّي كونه من الشيعة .
|
الصفحة 359 |
|
( إحسان . ألمانيا . 33 سنة . طالب علم )
ردّ الشبهات عن السيّدة سكينة بنت الحسين :
السؤال: الإخوة الأعزّاء في مركز الأبحاث العقائدية .
في شاشات التلفزيون يعرض مسلسل تاريخي " الحجّاج الثقفي " لعنة الله على أعداء أهل البيت (عليهم السلام) .
هذا المسلسل يحمل في طيّاته مغالطة عن بنت الإمام الحسين (عليه السلام) ، وبنت فاطمة الزهراء وعلي (عليهما السلام)، وبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي السيّدة سكينة (عليها السلام) .
في المسلسل شخصية السيّدة بأنّها تجالس الرجال والشعراء ، وتحدّثهم ، وأنّها قد تزوّجت من مصعب بن الزبير ، وهو موالٍ لأخيه عبد الله بن الزبير ، ومن المعلوم لدى الكثير منّا أنّ آل الزبير هم يكنّون العداوة والبغضاء لأهل البيت (عليهم السلام) .
فهل يصدّق البعض منّا ما يعرض على شاشات التلفزيون ؟ وهل وصل الأمر إلى المغالطة والكذب في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) ؟ وهل هذا حقّاً حدث ؟! عقولاً حيارى تحتاج لنور يضيء الظلام الذي استغرقت فيه .
قد يدخل الشكّ لبعض العقول ، وللذين لا يملكون المعرفة عن حياة السيّدة سكينة (عليها السلام) ، وحياة مصعب بن الزبير ، فهذه العقول تحتاج للنور ، ننتظر نور أقلامكم أخوتي ، نوّر الله دربكم بنور الولاية .
نسأل الله أن يثبّتنا على الولاية لعلي وآله (عليهم السلام) ، وموفّقين لكلّ خير .
هذا ونكون لكم شاكرين سرعة الإجابة ، علماً أنّ الإجابة سوف توضع في إحدى المنتديات الشيعية .
الجواب : في مقام الجواب نورد لكم بحثاً مفصّلاً حول حياة هذه السيّدة الجليلة ، اقتبسناه من كتاب " أعلام النساء المؤمنات " ، مع إجرّاء بعض التعديلات ، وذلك لاقتضاء الضرورة لأمثال هكذا أبحاث ، للدفاع عن الحقيقة وردّ الشبهات :
السيّدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) .
أُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعي .
وهي الشريفة الطاهرة المطهّرة ، والزهرة الباسمة الناظرة ، كانت سيّدة نساء عصرها ، وأحسنهنّ أخلاقاً ، ذات بيان وفصاحة ، ولها السيرة الجميلة ، والكرم الوافر ، والعقل التامّ ، تتّصف بنبل الفعال ، وجميل الخصال ، وطيب الشمائل ، وذات عبادة وزهد .
يقول عنها الإمام الحسين (عليه السلام) : " وأمّا سكينة فغالب عليها الاستغراق مع
|
الصفحة 360 |
|
الله ، فلا تصلح لرجل " (1) .