هذه الحكاية كأنّما تريد أن تقول: إن الإنسان ـ لا سمح الله ـ ممكن أن تحصل له حالة من الغررو والعجب، بعد الوصول إلى مقامات إلهية سامية، وينحدر نحو السقوط في الهاوية، ويضيع كل ما حصل ووصل إليه!!
يقول عارف زاهد:
رأيت شاباً من عرب البادية يطوف بالكعبة، كان نحيفاً ومصفّر الوجه، بارز العظام. فاقتربت منه وقلت له: أظنّ أنّك محبّ وقد احترقت في هذا الحبّ، فأجاب: بلى، فقلت: فهل حبيبك قريب أم بعيد منك؟ فقال: بل قريب، فقلت له: هل هو مخالف أم موافق لك؟ فقال: بل موافق ورحمن. فقلت له: «سبحان الله» حبيبك قريب منك وموافق لك، وأنت بهذا الحال نحيف ومصفر؟ فقال:
يا هذا! ألم تعلم بأن نار القرب من الحبيب تحرق أكثر من نار البعد؟ ففي قربه خوف الفراق والزوال، وفي بُعده أمل اللقاء. فتغيّرت حالي من كلامه هذا!
هذه الحكاية كأنّما تريد أن تقول: إن الإنسان ـ لا سمح الله ـ ممكن أن تحصل له حالة من الغررو والعجب، بعد الوصول إلى مقامات إلهية سامية، وينحدر نحو السقوط في الهاوية، ويضيع كل ما حصل ووصل إليه!!