كان رجل يعاقر الخمر جمع قوماً من ندمائه و دفع إلى غلام له أربعة دراهم وأمره أن يشتري شيئا من الفواكه للمجلس، فمرّ الغلام بباب منصور بن عمّار و هو يسأل لفقير شيئا و يقول: من دفع إليه أربعة دراهم دعوت له أربع دعوات، قال: فدفع الغلام الدّراهم إليه فقال منصور: ما الّذي تريد أن أدعو لك فقال: لي سيّد أريد أن أتخلّص منه، فدعا منصور، و قال: الآخر؟ فقال: أن يخلف اللّه عليّ دراهمي.
فدعا، ثمّ قال: الآخر؟ فقال: يتوب اللّه على سيّدي فدعا، ثمّ قال: الآخر؟ فقال:
أن يغفر اللّه لي و لسيّدي و لك و للقوم، فدعا منصور، فرجع الغلام فقال له سيّده:
لم أبطأت فقصّ عليه القصّة فقال: و بم دعا فقال: سألت لنفسي العتق، فقال: اذهب فأنت حرّ، قال: والثاني؟ فقال: أن يخلف اللّه عليّ الدّراهم، فقال: لك أربعة آلاف درهم، والثالث؟ قال: أن يتوب اللّه عليك، فقال: تبت إلى اللّه، والرّابع؟ فقال: أن يغفر اللّه لي و لك و للقوم، فقال: هذا ليس إليّ فلمّا بات تلك اللّيلة رأي في المنام كأنّ قائلا يقول له: أنت فعلت ما كان إليك أفترى أنّي لا أفعل ما کان إليّ قد غفرت لك و للغلام و لمنصور بن عمّار و للقوم الحاضرين أجمعين[1].
[1]- المحجة البيضاء: 7/267.