لم يقتل ابن ملجم مع أنّ الخضر قتل الغلام :
السؤال : من المعروف أنّ الإمام علي (عليه السلام) كان يعلم أنّ ابن ملجم قاتله ، لكنّه لم يقتله ، لأنّه لا يجوز معاقبة المجرم قبل أداء جريمته ، لكن القرآن الكريم
____________
1- شرح نهج البلاغة 6 / 166 .
|
الصفحة 48 |
|
يحدّثنا بأنّ الخضر (عليه السلام) قد قام بقتل الغلام قبل أن يصدر الجرم منه ، أي من غير ذنب ؟
الجواب : إنّ القصاص قبل وقوع الجريمة أمر مستنكر ومذموم ، على ضوء القوانين التشريعية ، ولكن في حوزة القوانين التكوينية ليس الأمر دائماً كذلك ، فقد تكون هناك في إزهاق روح شخص مصلحة إلهية ، لا تتفق مع الأحكام الشرعية المتعارفة ، فإنّ مقام التشريع مقام التزامات العباد ، ولا يجب على الله تعالى أن يتصرّف في الكون بنفس التكاليف الواجبة على الناس .
وفيما نحن فيه ، لا علم لنا بأنّ الخضر (عليه السلام) مكلّف بالأحكام التشريعية ، بل أغلب الظنّ أنّه (عليه السلام) من الأيادي والوسائط في عالم الخلق والتكوين ـ كالملائكة ـ فلا تشمله تلك الأحكام .
وبالجملة : فقتل الغلام مسألة تكوينية ، ولا تخضع للأوامر والنواهي التكليفية ، وهو يشبه الكوارث الطبيعية من الزلازل ، والسيول والأمراض .
ومنه يظهر عدم ورود النقض في المقام على عدم صحّة المعاقبة قبل وقوع الجريمة .
( ... . ... . ... )