دعاوه فى الصلاه على محمد و آل محمد
الصلاه على النبى شعار مميز للمسلمين:
فى هذا الدعاء حديث عن النبى محمد (ص) بالتحميد لله على منته على هذه الامه باختيارها- من بين الامم- ليكون محمد (ص) نبيها المرسل الذى يتميز على الانبياء بموقعه من ربه، و درجته الرفيعه عنده، و صفاته العظيمه فى شخصه، لتتحول القضيه الى ان تكون هذه الامه- من خلال هذا الامتياز الرسالى- الامه الشاهده على الخلق الجاحدين، لان عظمه الرساله جعلتها فى موقف الحكم المنفتح على قضايا الناس و الحياه من خلال الوعى الذى تكتسبه من ذلك، لتعرف كيف تراقب حركه الناس فى الخط الالهى الذى يريد لهم ان يسيروا عليه، ليحصلوا على الكثير من النتائج الطيبه فى تجربه الانسان للحياه فى الدنيا التى اوكل اليه فيها امر الخلافه فى الارض، و هكذا كانت المنه الثانيه تكثير افراد هذه الامه مقارنا بالامم الاخرى فى عمليه التكاثر المتنوعه.
و ينطلق الدعاء- ثانيه- بالصلاه على محمد (ص) التى تمثل النداء الالهى الذى تحول الى شعار مميز للمسلمين جميعا و ذلك فى قوله تعالى: (ان الله و ملئكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما)(الاحزاب: 56)، و ربما كان الاساس فى ذلك توجيه الامه الى الارتباط بالنبى من الناحيه الشعوريه فى احساسها الدائم بقيمته الروحيه فى منزلته عند الله، و جهده الكبير فى ابلاغ الرساله و معاناته فى العمل فى سبيل الله دعوه و حركه و جهادا، و محبته للمومنين من اتباعه، و رافته بهم و رحمته لهم و حرصه عليهم و شعوره بمتاعبهم و آلامهم، مما يوحى للمسلمين بالتفاعل النبوى الروحى مع امته فى حياتها العامه و الخاصه، ليعيشوا الارتباط به من خلال هذا الشعار الذى يهتفون به صباحا و مساء، و يهمسون به فى داخل وجدانهم كلما ذكروه و انفتحوا عليه، و ليبادلوه حبا بحب و روحا بروح، و يتعمق فى داخلهم معنى الكلمه الالهيه (لقد جاءكم رسول من انفسكم)(التوبه: 128) فى عمليه ايحائيه بانه منهم و هم منه، فى المعنى الايحائى للكلمه حتى لو كانت اللغه فى مضمونها اللغوى لا تدل على ذلك، لان لحركه اللغه فى وجدان الناس الكثير من الايحاءات التى تنطلق من احساس المتكلمين بها و من آفاقهم التى تنفتح الكلمه عليها.
و مما يزيد هذه الصلاه عمقا، ان الله يبدا بالحديث عنها من حيث انها بدات منه و من ملائكته فى تعبير يوحى بالاستمرار، ليحس المسلمون ان صلاتهم عليه تابعه لصلاه الله و ملائكته عليه و انها تمتزج و تنفتح على الصلاه الالهيه و الملائكيه، مما يوحى بالعمق الايمانى للكلمه فى وجدان قائلها.
و قد استطاعت هذه الصلاه- الشعار ان تجسد حضور النبى (ص) فى وجدان الامه فى كل جيل، فلم تشعر بغيابه عنها، الامر الذى تزداد به الروحيه الاسلاميه فى نفس المومن، فيرى نفسه كما لو كان جالسا اليه، و سائرا معه، و مستمعا اليه، و تابعا له، تماما فى احساسه العميق بحضوره عنده عندما يقف داعيا له فى طلبه من الله ان يرفع درجته و ان يعلى شانه.
الحمد لله الذى من علينا بالنبى محمد (ص):
يا رب، لك الحمد من كل عقولنا و قلوبنا و حياتنا على هذه النعمه العظيمه التى تتميز على الكثير من نعمك على خلقك.
فقد بعثت فى كل امه رسولا يهديها الى الحق و الى الصراط المستقيم، و يعرفها مواقع رضاك فى طاعتك، و مواقع سخطك فى معصيتك، و كانت لكل رسول منهم ميزته و خصوصيته و درجته، بما فضلت به بعضهم على بعض، اما نحن، هذه الامه المرحومه، فقد مننت عليها بمحمد الذى ميزته على سائر الانبياء بما اودعت فيه من الكمالات الروحيه و الثقافيه و الاخلاقيه و العمليه، حتى كان النموذج الاكمل الذى تتجمع فيه كل مزايا الرسل و تتفوق عليهم، و تفضلت عليها به من دون الامم الاخرى التى طواها الزمن، و القرون المتتابعه التى ذابت فى حركه الوجود.
انها النعمه العظيمه التى لا يفضلها شى ء، فقد جعلتنا الامه الخاتمه من خلال الرسول الخاتم و الرساله الخاتمه التى تمتد بامتداد الحياه لينتقل الانسان فى نهايه المطاف منها اليك فى حسابات عمله و نهايات دوره، و منحتنا الشهاده على الذين جحدوا ايمانك و رسالتك و كفروا برسلك، من خلال اننا الامه الوسط، و اعطيتنا كثره العدد و ميزتنا بذلك على من قل.
فكيف نحمدك- يا رب- و هل نطيق ان نبلغ غايه حمدك؟... فلك الحمد كله.
و يتابع الدعاء- بمناسبه الصلاه- الحديث عن صفاته، فهو الامين على وحى الله الذى التزم بكل كلماته بدقه، فلم يزد حرفا فيه او ينقص حرفا منه، و لم يحركه الا فى الخط الذى اراد الله له ان يسير فيه، فى اتجاه الاستقامه الممتده فى كل مواقع الرساله، و هو الانسان الذى انتجبه من خلقه و استصفاه من عباده، لانه وجد فيه، و هو خالقه، كل الامتيازات الروحيه و الثقافيه و الاخلاقيه و الصفات النفسيه التى توهله لان يكون الرسول الخاتم للرسل، لان رسالته الرساله الخاتمه التى تختصر فى كل خطوطها العامه و الخاصه كل الرسالات، لتكون رساله الله الى الحياه فى امتدادها الى نهايه الفرصه التى اراد الله فيها للانسان ان يتحرك مع رساله الله فى الارض.
و هو امام الرحمه، فقد كان الرحيم بالناس فى خلقه العظيم، فكان اللين فى قلبه و فى طيبته و محبته و روحيته، و اللين فى لسانه، فى طهارته و صفائه و نقائه، و كان الحريص عليهم و الرووف بهم من خلال عمق الاحساس بالرحمه، و كان رحمه للعالمين فى رسالته، و كان القدوه للناس فى حركه الرحمه فى الحياه فى علاقاتهم و معاملاتهم و اوضاعهم المتنوعه. فهو امام الرحمه فى خلقه و فى كلمته و فى علاقته بالناس و فى رسالته التى قامت على الرحمه كعنوان كبير فى رحمه الله بعباده فى وجودهم و فى تفاصيل حياتهم فى كل الامور، و هكذا كان داعيه الرحمه للانسان حتى جعل التواصى بالرحمه عنوانا للمومنين فى علاقاتهم العامه و الخاصه.
و هو قائد الخير الذى يجسد الخير فى ذاته، و يحركه فى دعوته، و يخطط له فى رسالته، و يدفع اليه فى شريعته.
و هو مفتاح البركه، فى روحانيته الفياضه بالبركه على الناس، و فى دعواته و ابتهالاته التى ترتفع الى الله بالتوسل اليه ان يفرج عن الناس كرباتهم و يحل مشاكلهم و يقضى حاجاتهم و يوجههم الى مواقع رضاه، و فى خدمته لهم و نفعه لهم بالفكر و الحركه و العمل.
اللهم صل على امام الرحمه و قائد الخير و مفتاح البركه:
يا رب، اننا نبتهل اليك ان تصلى عليه، بما تتضمنه الصلاه من علو الدرجه و زياده الرضوان منك و القرب اليك، فهو الانسان الذى جعلته الامين على وحيك الذى انزلته عليه، فحفظه بكل عقله و قلبه، و بلغه بلسانه و سيرته، فكان القرآن الصامت بعمله، و القرآن الناطق بكلمته، و لم يتقول عليك فى ذلك بشى ء فى موقع الزياده عليه، و لم ينقص منه شيئا فى موقع التحريف، و لم يسمح لاحد ان ينال منه او ينتقص من معناه، لانه رعى الجانب الفكرى فيه بسنته، كما رعى الجانب الشكلى من حروفه و كلماته بقراءته.. و كان الامين فى التبليغ كما كان الامين فى الحفظ.
و هو الانسان الكريم فى ذاته، النفيس فى نوعه، الخالص فى جوهره، الذى انتجبته من خلقك و اصطفيته من عبادك من خلال خصائصه التى اختصصته بها، فجعلته الصفى من الصفوه بما اعطيته من الكرامه.
و هو امام الرحمه، فقد كانت الرحمه سر ذاته فى الفكر الرحيم الذى لا ينطلق الا بالافكار الاصيله التى تفيض بالرحمه على الناس فى ثقافتهم الفكريه، و فى القلب الرحيم الذى ينبض بالمحبه و الرافه و الحنان و العاطفه، و فى الكلمه الرحيمه التى تنزل على السمع و القلب رحمه فى مضمونها الذى يلامس الروح بدف ء معناه، و فى الاسلوب الرحيم الذى يرحم ظروف الانسان النفسيه و الاجتماعيه ليحترم كل خصائصها و حساسياتها و نقاط ضعفه او نقاط قوته فيها.. و فى التعامل الرحيم الذى ينفتح على الناس فى آلامهم و احلامهم و مشاكلهم و حاجاتهم و اوضاعهم العامه و الخاصه ليحتضنها و يحتويها و يتحرك معها بكل روحه و جهده و طاقته، و فى الرساله الرحيمه التى تمنح الناس النور الذى يضى ء لهم الطريق، و يفتح لهم الافاق، و يعرفهم ما يصلحهم مما تدعوهم الى العمل به، و ما يفسدهم مما تدعوهم الى تركه، و تحدد لهم المسار الذى ينطلقون فيه، و الهدف الذى يسعون اليه، و توثق علاقتهم بربهم و بالناس من حولهم و بالحياه التى يتحركون فيها، من اجل ان يجدوا فى ذلك كله الراحه و السكينه و الطمانينه و السعاده فى الدنيا و الاخره، و بهذا كان الرسول رحمه للعالمين كما قلت فى محكم كتابك: (و ما ارسلناك الا رحمه للعالمين)(الانبياء: 107) فى امتداد شمولى يشمل العالمين كلهم.
و هو قائد الخير، و الخير هو هذه القيمه الانسانيه التى ينبض بها القلب لتتحول الى حركه فى الذات، فى المعانى التى تنفتح على الانسان بما ينفعه فى وجوده، و يرفع مستواه فى عقله و قلبه و روحه، و يجلب له الراحه و السكينه، و يحقق له التوازن فى حياته، الى غير ذلك مما يدخل فى النيه و الكلمه و الفعل و العلاقه، ليعيش الانسان معه فى كل ما يحقق للفرد و المجموع منه كل شروط سعادته فى الحياه.
و لما كان هذا النبى يمثل النموذج الاكمل فى معانى الخير و خصاله فى نفسه و حركته، كان هو القائد له فى الواقع الانسانى العام فى القدوه و الدعوه، و هو مفتاح البركه، الذى يفتح بروحيته و عقله و قلبه و رسالته للناس كل زياده فى علمهم و روحيتهم و شروط حياتهم، و كل نمو فى اخلاقهم و اوضاعهم و امتدادات حركتهم، و كل ما ينتفعون به فى امورهم، و قد استطاع بما اغدقته عليه من لطفك و فضلك و رحمتك و علمك، ان ينهج بعبادك النهج القويم الذى ينمى فيهم عناصر الخير و البركه و الرحمه، فكانوا فى حركته الايمانيه الداعين الى الخير فى كل مواقعه، و المتعاونين عليه و الساعين اليه، و المتحركين فى طاقاتهم المتنوعه بالعوامل التى تزيد فيها و توجهها من مواقع النمو و النفع فى كل اوضاع الحياه المتصله بمسوولياتهم، و كانوا الرحماء بينهم فى السلم و الحرب.. و ما زالت بركاته و رحمته الرساليه و حركه الخير فى مسيرته من خلال المفاهيم التى زرعها فى وجدان الناس، و الشريعه التى سنها، و المناهج التى وضعها، و الحدود التى حددها، توتى اكلها كل حين باذنك، و تنفتح بها على كل جيل لينقلها الى الجيل من بعده.
اللهم فامنحه المزيد من صلواتك جزاء للمعاناه التى عاناها فى سبيل رسالتك، و للجهد الذى بذله من اجل هدايه عبادك،
و كان اشد الناس اخلاصا لربه فى رسالته، فكانت الرساله كل همه و كل حياته حتى ذاب فيها من خلال ذوبانه فى الله، فقد جعل نفسه فى موقع المسووليه لتحقيق امر الله فى دعوه الناس الى الايمان بربهم و العمل فى طاعته و البعد عن معصيته و تحمل المكاره النفسيه و الجسديه فى سبيل الله،
و فى المكروه الذى تحمله فى بذله فى دروب القضيه الكبرى التى عمل من اجلها، و صارح فى الدعوه الى الله الاقربين اليه فى اصرار عليها بعيدا عن المشاعر العاطفيه،
و فى الدعوه التى صارح بها اهله و عشيرته فى دعوتهم اليك ليومنوا بك، و ليتحركوا فى خط طاعتك، و ليبتعدوا عن مواقع معصيتك، و كانت رسالتك اقرب اليه من ارحامه، و حارب اسرته عندما ابتعدت عن مواقع رضا الله، فكان رضا ربه اقرب اليه من رضا اسرته، فقطع رحمه عندما واجههم طلبا لرضاك، احياء لدينك، لان علاقته بالناس كانت من خلال قربهم اليك و بعدهم عنك فى الايمان و التقوى، و قطع صلته برحمه الذين اجتمعوا من اجل اسقاط الدين و اماتته بالحرب المعلنه عليه، فانطلق فى مواجهتهم و ابطال مساعيهم و تدمير خططهم من اجل احياء دين الله، و كانت الرساله هى الاساس فى علاقته بالناس، فاقصى اقربين اليه و عاداهم لانهم جحدوا الرساله، و قرب ابعدين و والاهم من خلال استجابتهم له.
جهاد الرسول (ص):
يا رب، لقد كان رسولك محمد (ص) الرسول الذى جعل حياته كلها وقفا على ابلاغ رسالتك للناس، فوظف كل طاقاته فى هذا الاتجاه، فلم يدخر جهدا و لم يوفر قوه، فكان النبى الذى اجتهد ابلغ الاجتهاد فى ايصال الرساله الى كل انسان ممن يملك الوسيله الى ابلاغه،
و هكذا عاش المعاناه فى الاستمرار فى تبليغ الرساله و فى تحمل الجهد و التعب و المشقه فى دعوه الناس اليها،
و تحمل المتاعب كاقسى ما يكون التعب من اجل ربط الناس بالمله التى شرعتها و كلفت الناس بها، تقريبا لهم الى ما يصلحهم، و ابعادا لهم عما يفسدهم، و توجيها لهم الى ما يعمر لهم البلاد، و يهيى ء لهم سبل النجاه فى المعاد،
و كان شغله الشاغل متابعه النصيحه فى كل قضايا الدنيا و الاخره للمسلمين السائرين فى خط الدعوه لرفع مستواهم و تقويم انحرافهم و توجيههم الى السعاده الدنيويه و الاخرويه.
و كانت النصيحه لاهل الدعوه شغله الشاغل و همه الكبير، و قد عاش ذلك فى كل كيانه، فكان يقاسى من الالام النفسيه اذا راى ابتعاد الناس عن الايمان بالرساله، و استمرارهم بالضلاله، حتى نزل الوحى عليه منك فى قولك- تباركت و تعاليت-: (لعلك باخع نفسك الا يكونوا مومنين)(الشعراء: 3).
و قولك- سبحانك-: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يومنوا بهذا الحديث اسفا)(الكهف:.
و قولك: (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)(فاطر: 8) و غيرها من الايات التى توحى بانه كان النبى الذى ينفتح على الناس من موقع المحبه لا من موقع الحقد، و من طبيعه الرحمه لا القسوه، و لذلك كانت مشاعره الانسانيه مع كل الناس من حوله ليهتدوا به و يستضيئوا بنوره من اجل الله لا من اجل نفسه، حتى بلغ فى ذلك كله ما بلغه من الاذى حتى قال: «ما اوذى نبى مثل ما اوذيت».
و قد عبر عن ذلك اميرالمومنين على بن ابيطالب (ع) الذى رافقه منذ بدايه رسالته حتى آخر حياته، و اطلع على كل معاناته فى سبيل الله، فقال: «خاض الى رضوان الله كل غمره، و تجرع فيه كل غصه، و قد تلون له الادنون، و تالب عليه الاقصون، و خلعت اليه العرب اعنتها، و ضربت الى محاربته بطون رواحلها، حتى انزلت بساحته عداوتها من ابعد الدار، و اسحق المزار».
و عاش الغربه عن بلده و مواطن رحله و مواقع تاريخه و ساحات انسه، من اجل ان تمتد الرساله الى آفاق اخرى، و اناس آخرين، و ان يحصل على القوه الجديده فى مواقع اخرى لينهض فى حركه المواجهه لينتصر على الكافرين «بقوتك لاعزاز دينك و تقويه رسالتك».
و هكذا اضطر الى الهجره الى بلاد غير بلاده، و موطن غير موطنه، و موقع غير موقعه، فابتعد عن ساحات الانس و مواقع الالفه، و وطن الاباء و الاجداد، مما يمثل ضغطا نفسيا عميقا على الانسان فى مشاعره الداخليه، و لكنه كان صاحب رساله و كانت رسالته اكثر اهميه لديه من ذلك كله، لان ذاته لم يكن لها شان عنده، فقد كان كل همه اعزاز دينك و مواجهه مجتمع الكفر للانتصار عليه بفعل رعايتك له حتى اذا استكمل قوته، و عظم شانه، اندفع الى اعداء الاسلام مستعينا بقوه الله و عونه، فاستطاع ان ينتصر عليهم، و يخترق كل الحواجز التى نصبوها فى الطريق امام الرساله ليصدوا عن سبيل الله، و يقتحم عليهم حصونهم فيهدمها، و ديارهم فيسيطر عليها،
و نصرك اياه، فاستكمل القوه للمواجهه، و حول نقاط الضعف الى نقاط قوه، و انطلق المومنون معه بروحيه الشهاده و حركيه الامل بالنصر منفتحين عليك لائذين بك، متطلعين الى نصرك واثقين برحمتك. و اندفعوا الى الحرب لا حبا بها، و لكن لتكون كلمتك العليا و كلمه الشيطان السفلى، و كان النصر- بعد تجارب مولمه و هزائم منكره، و انفتحت ديار الكافرين على الاسلام، و دخل الناس فى دين الله افواجا، و جاء الحق و زهق الباطل، و علت كلمتك و ظهر امرك، و انطلقت المسيره من خلال جهده الفكرى و الروحى و اخلاصه العملى. فقد كان بكله لك، فلا شى ء فى ذاته لذاته و لا لغيره فى الجانب الشخصى من ذلك، فانت كل غايته و مقصده و مبتغاه.
حتى علت كلمه الله فكانت العليا و سقطت كلمه الشيطان فكانت السفلى، بالرغم من كراهه المشركين و رفض الكافرين.
و نصرك اياه، فاستكمل القوه للمواجهه، و حول نقاط الضعف الى نقاط قوه، و انطلق المومنون معه بروحيه الشهاده و حركيه الامل بالنصر منفتحين عليك لائذين بك، متطلعين الى نصرك واثقين برحمتك. و اندفعوا الى الحرب لا حبا بها، و لكن لتكون كلمتك العليا و كلمه الشيطان السفلى، و كان النصر- بعد تجارب مولمه و هزائم منكره، و انفتحت ديار الكافرين على الاسلام، و دخل الناس فى دين الله افواجا، و جاء الحق و زهق الباطل، و علت كلمتك و ظهر امرك، و انطلقت المسيره من خلال جهده الفكرى و الروحى و اخلاصه العملى. فقد كان بكله لك، فلا شى ء فى ذاته لذاته و لا لغيره فى الجانب الشخصى من ذلك، فانت كل غايته و مقصده و مبتغاه.
الدعاء للنبى (ص):
و ينطلق الدعاء، بعد هذا العرض الموجز الذى يختصر العناوين الكبرى لجهاد النبى (ص) فى الدعوه و الحركه و المعاناه، ليرفع الابتهال الى الله بان يرتفع بالنبى (ص) الى الدرجه العليا فى مواقع القرب عنده، و الى المواطن الرفيعه فى جنته من خلال هذا الكدح الفكرى و العملى،
الدعاء للنبى (ص) و الصلاه عليه:
يا رب، لقد عاش رسولك محمد (ص) حركه الدعوه و التبليغ و الجهاد فى النصح لك و للامه فى تاكيد الرساله فى وعى الناس جميعا، متحملا الجهد فى العمل و الكد فى السعى بكل عقله و قلبه و جسده، بالاخلاص الذى لا اخلاص فوقه، و المعاناه التى لم تترك له مجالا للراحه و للفرح الذاتى فى عناصر حياته.. حتى تحول الى رساله متحركه متجسده فى كل مواقع الصراع، فلم يجد نفسه الا فى معنى رسالته. يا رب، انك اعلم بكل الالام التى عاناها فى خدمه رسالتك و اعلاء حكمتك و ابلاغ وحيك و هدايه عبادك، مما يستحق بها اعلى الدرجات فى الجنه، فقد كان الدليل اليها و العامل فى سبيل وصول المومنين اليها، و القائد لكل المسيره الايمانيه التى تتحرك نحوها.
حتى يبلغ بذلك المرتبه العظيمه و المنزله الكبيره التى لا يساويه فيها ملك مقرب و لا نبى مرسل.
فلتكن له الدرجه العليا التى تميزه فى منزلته عن كل انبيائك و رسلك، و ترتفع عن ايه مرتبه اخرى من مراتب الملائكه المقربين و الانبياء المرسلين، و يتصاعد الدعاء ليضم اليه اهله الطاهرين الذين ساروا على نهجه و حملوا رسالته، و انفتحوا على مواقع الدعوه و الجهاد فى سبيل الله، فى خطه، و امته من المومنين الذين جاهدوا معه او جاووا من بعده فى ايمان و اخلاص، ليشفع لهم فى غفران الذنب و علو الدرجه و رضوان الله، فيعطيه الله من ذلك كله اجل ما وعده به من الشفاعه و الكرامه.
و اجعل له الشفاعه فى اهله الطاهرين الذين اخلصوا لك و جاهدوا فى سبيلك، و امته المومنين الذين عاشوا الايمان فكرا و عاطفه و قاعده للحياه، بافضل مواقعها، و اكرم مواقفها.
و الله هو النافذ فى عدته، و الوافى فى قوله، و المبدل السيئات بالحسنات اضعافا، و هو صاحب الفضل العظيم الذى لا حد لعظمته، و الجواد الكريم الذى اتسع جوده و كرمه للوجود كله، و للانسان كله.
انك- يا رب- النافذ فى وعدك الذى ينفذ الى واقع الناس الذين وعدتهم المغفره و الرحمه، الصادق فى قولك الوافى به، و انت الرب الكريم الرحيم الذى يبدل السيئات باضعافها من الحسنات برحمتك و مغفرتك انك ذو الفضل العظيم، فقد امتدت عظمه فضلك حتى شملت الوجود كله، فعاش الخلق كلهم فى ظلال لطفك و حنانك يا رب العالمين.