فارسی
شنبه 22 دى 1403 - السبت 10 رجب 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

دعاوه فى یوم الاضحى و یوم الجمعه

دعاوه ‌فى‌ يوم الاضحى ‌و‌ يوم الجمعه
 
 ايحاءات يومى الاضحى ‌و‌ الجمعه:
 
 للاضحى ‌فى‌ التشريع الاسلامى حركه روحيه ايحائيه ‌فى‌ الحج، ففى صبيحه هذا اليوم يقف الحجاج ‌من‌ المسلمين ليصلوا صلاه العيد جماعه يلتقون فيها بالعلاقه الروحانيه التى تربطهم بالله، ‌و‌ تشدهم اليه، ‌و‌ توحى اليهم بان اجتماعهم بين يديه يمثل مسووليتهم الجماعيه امامه ‌فى‌ ‌ما‌ يتصل بقضاياهم العامه على صعيد الدين ‌و‌ الدنيا، ‌و‌ بان العيد الذى يقفون للصلاه تحت عنوانه الكبير يمثل المناسبه العامه التى يشعرون فيها بالفرح ‌و‌ السرور ‌و‌ الاخوه التى تتعانق فيها اجسادهم بالمحبه، ‌و‌ تتصافح فيه ايديهم بالاخوه، ‌و‌ تتحرك فيه حياتهم بالخير.
 ‌و‌ لينفروا فيه ‌فى‌ رحله الحج ‌فى‌ المسيره الاخيره ‌من‌ المشعر الحرام الى البلد الحرام (منى) ‌من‌ اجل ‌ان‌ يتحركوا ‌فى‌ الارض الحرام ‌فى‌ اليوم الحرام ‌من‌ الشهر الحرام، ‌فى‌ ايحاء بالالتزامات الروحيه ‌و‌ العمليه ‌فى‌ انفسهم ‌و‌ اموالهم ‌و‌ اعراضهم ‌و‌ كل علاقاتهم العامه، ليكون عنوان الحرام ‌هو‌ العنوان الذى يحكم الواقع كله ‌فى‌ كل مفردات حياتهم الفرديه ‌و‌ الجماعيه، فاذا كانت حرمه البلد ‌و‌ اليوم ‌و‌ الشهر تفرض عليهم التزامات ‌و‌ قيودا معينه محدوده، فان حرمه الانسان المومن تفرض عليهم التزامات كثيره واسعه على مستوى الاوضاع الاجتماعيه ‌و‌ السياسيه ‌و‌ الاقتصاديه و الامنيه، الامر الذى يجعلهم يتمثلون الوحده الاسلاميه الفكريه ‌و‌ الحركيه ‌فى‌ كل اوضاعهم المجتمعيه على صعيد الامه.
 ‌و‌ ليبادروا- ‌فى‌ اليوم نفسه- الى الموقف الرمز ‌فى‌ رجم الشيطان الاكبر الذى ترمز اليه «جمره العقبه»، للايحاء الداخلى بالاستعداد الكبير لمواجهه الشيطان الحى ‌فى‌ الواقع الذى يوسوس ‌فى‌ صدور الناس، ‌و‌ يعدهم ‌و‌ يمنيهم ‌و‌ ‌ما‌ يعدهم الشيطان الا غرورا، ‌و‌ يدعو حزبه ليكونوا ‌من‌ اصحاب السعير.
 ثم ينطلق الجميع ليقربوا قربانهم الى الله ‌فى‌ الاضاحى التى يذبحونها ‌و‌ ينحرونها ‌من‌ اجل الانفتاح على معنى الاضحيه ‌فى‌ الكبش الذى قدمه الله لابراهيم (ع) فداء لولده اسماعيل ‌فى‌ اجواء الموقف العظيم ‌فى‌ الاسلام لله، ‌فى‌ قيام ابراهيم بالتجربه الصعبه ‌فى‌ ذبح ولده ‌و‌ تقديم اسماعيل نفسه استجابه للامر الالهى، فقد ابقى الله هذه القصه- الامثوله ‌فى‌ مدى الزمن تقليدا شرعيا ‌فى‌ الحج بما يقدمه الناس ‌من‌ الاضاحى التى ‌لا‌ ينال الله لحومها ‌و‌ ‌لا‌ دماءها ‌و‌ لكن يناله التقوى منهم، ‌و‌ استحبابا شرعيا للناس ‌ان‌ يقوموا بتقديم الاضاحى ‌فى‌ بلدانهم ‌فى‌ المعمور ليطعموا البائس الفقير كوجه ‌من‌ وجوه التكافل الاجتماعى ‌فى‌ صيغته العباديه، ‌و‌ هكذا يتمثل الاضحى يوما تتجمع فيه البركات الالهيه، ‌و‌ تنفتح فيه المعانى الروحيه العباديه ‌و‌ الخيرات الانسانيه. ‌و‌ تبقى الايحاءات المتنوعه فيه تملا العقل ‌و‌ القلب ‌و‌ الشعور ‌و‌ الحياه كلها بالتقوى ‌فى‌ الالتزام بالخط التوحيدى ‌فى‌ طاعه الله ‌و‌ الاستقامه على درب الله ‌فى‌ كل ‌ما‌ يحبه ‌و‌ يرضاه مما يتعلق بالمسووليه عن الذات ‌و‌ الانسان ‌و‌ الحياه.
 اما يوم الجمعه فهو اليوم الذى اراد الله للناس ‌ان‌ يسعوا فيه الى ذكر الله ‌و‌ يتركوا البيع ‌فى‌ حاله النداء الى صلاه الجمعه، ليحصلوا على الخير الروحى ‌و‌ الاجتماعى ‌و‌ الثقافى الذى اعده لهم ‌فى‌ هذا اليوم، كما اراد لهم فيه ‌ان‌ يتنوعوا ‌فى‌ الاخذ باسباب الخير ‌و‌ الاحسان ‌فى‌ علاقاتهم الانسانيه الايمانيه، ‌و‌ ‌ان‌ ينفتحوا على العمق الانسانى الذى يتحول الى ممارسه عمليه ‌فى‌ العلاقات كلها.
 
موضوعات الدعاء:
 
 ‌و‌ هذا الدعاء الذى كان الامام زين العابدين (ع) يدعو ‌به‌ ‌فى‌ يوم الاضحى ‌و‌ يوم الجمعه، يسمو بنا ليحلق ‌فى‌ آلافاق الروحيه ‌فى‌ ابتهالات الانسان المومن بين يدى ربه ‌و‌ تطلعاته ‌فى‌ كل طموحاته ‌و‌ احلامه، ‌و‌ ‌فى‌ مشاكله ‌و‌ آلامه، ‌و‌ لينفتح الانسان- ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ غمره هذه الابتهالات- على حسنات الله ‌فى‌ جلاله ‌و‌ جماله ‌و‌ كماله، ‌و‌ ليقدم اليه طلباته ‌فى‌ كل حاجاته الماديه ‌و‌ المعنويه ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره، فيدخله ‌فى‌ صالح دعاء ‌من‌ دعاه ‌من‌ كل المومنين الداعين ‌فى‌ هذا اليوم، ليحصل على بركات ذلك كله ‌من‌ كل خير ‌و‌ عافيه ‌و‌ بركه ‌و‌ هدى ‌او‌ عمل بطاعته ‌او‌ خير يمن ‌به‌ عليهم مما يجلب لهم خيرا ‌او‌ يعطيهم درجه، ‌و‌ يحصل على المغفره لكل ذنوبه التى يحصلون عليها ‌فى‌ غفران ذنوبهم، ‌و‌ ليعبر لله انه ‌هو‌ ولى حاجته المامول لقضائها، ‌و‌ ‌ان‌ وثوقه برحمته ‌و‌ مغفرته اكثر ‌من‌ وثوقه بعمله، لانه قد يفقد الاخلاص ‌او‌ التركيز فيه، ‌و‌ ليطلب منه قضاء حاجاته كلها لانه القادر على ذلك كله، فهو الغنى عن كل شى ء بينما يعيش الانسان الفقر المطلق اليه ‌من‌ كل شى ء، ‌و‌ ‌هو‌ الله الذى ‌لا‌ خير الا منه ‌و‌ الا امل الا ‌به‌ ‌و‌ ‌لا‌ يصرف السوء عن العباد الا هو، ‌و‌ ‌هو‌ المرجو لامر الاخره ‌و‌ الدنيا ‌لا‌ رجاء الا به، ‌و‌ هكذا يقف الانسان المومن- ‌فى‌ اجواء الدعاء- ليعلن لله سبحانه انه قام بالتهيئه ‌و‌ التعبئه ‌و‌ الاعداد ‌و‌ الاستعداد للوفاده اليه طلبا لنيله ‌و‌ جائزته، بينما يقوم البعض بذلك للوفاده الى المخلوقين رجاء رفدهم ‌و‌ جائزتهم.
 ‌و‌ يامل ‌ان‌ ‌لا‌ يخيب الله رجاءه ليمنحه كل حاجاته ‌و‌ كل عفوه ‌و‌ مغفرته، ‌من‌ غير استحقاق منه لذلك ‌من‌ خلال اعماله الصالحه ‌او‌ ‌من‌ خلال شفاعه احد، ‌ما‌ عدا شفاعه محمد ‌و‌ اهل بيته. انه الرجاء لعفوه الذى عفا ‌به‌ عن الخاطئين ‌و‌ غفرانه الذى منحه للمذنبين، بالرغم ‌من‌ اسرافهم على انفسهم بالخطيئه، ‌و‌ امتدادهم ‌فى‌ عكوفهم على عظيم الجرم، فيمنحه الله العفو كما عفا عنهم، ‌و‌ الرحمه كما رحمهم، ‌و‌ العطف بفضله كما عطف عليهم.
 ‌و‌ يبقى للدعاء ‌ان‌ يجتذب حلم الله ليرد غضبه، ‌و‌ عفوه ليبتعد ‌به‌ عن سخطه، و رحمته التى تجيره ‌من‌ عقابه، ‌و‌ التضرع اليه الذى ينجيه منه، فيحصل على الفرج القريب بقدره الله التى يحيى بها اموات العباد، ‌و‌ ينشر بها ميت البلاد، ‌و‌ يبقيه ‌فى‌ ‌خط‌ النجاه، ‌و‌ يبعده عن واقع الهلاك، ‌و‌ يذيقه طعم العافيه مادام حيا، ‌و‌ يحميه ‌من‌ عدوه فلا يشمت ‌به‌ ‌من‌ خلال البلاء النازل به، ‌و‌ ‌لا‌ يقتله بقوته عليه. ثم ينطلق ليتعرف الحقيقه الايمانيه التى تربط العز ‌و‌ الذل بالله، فهو الذى يعز ‌من‌ يشاء ‌و‌ يذل ‌من‌ يشاء، ‌و‌ يجعل الضعه ‌و‌ الرفعه بيده، فهو الذى يضع الناس فلا يملك احد ‌ان‌ يرفعهم، ‌و‌ يرفع الناس فلا يملك احد ‌ان‌ يضعهم، ‌و‌ ‌هو‌ الذى يهينهم فلا يستطيع احد ‌ان‌ يمنحهم الكرامه، ‌و‌ يكرمهم فلا يستطيع مخلوق ‌ان‌ ينزل بهم الاهانه، ‌و‌ ‌هو‌ الذى يملك عذابهم فلا سلطه لاحد على الرحمه بهم ‌و‌ انقاذهم ‌من‌ عذاب الله، ‌و‌ ‌هو‌ الذى بيده هلاكهم فلا مجال لاحد ‌ان‌ يتدخل ‌فى‌ ذلك.
 ‌و‌ ‌هو‌ الذى ‌لا‌ يستعجل ‌فى‌ عقابه لان الذى يعجل ‌هو‌ الذى يخاف الفوت، ‌و‌ ‌لا‌ يظلم ‌فى‌ حكمه احدا لان الذى يظلم ‌هو‌ الضعيف الذى يلجا الى الظلم لحمايه نفسه ‌من‌ المظلوم خوفا منه، ‌و‌ هذه هى صفات المخلوق ‌لا‌ صفات الخالق.
 ‌و‌ يتصاعد الدعاء للطلب الى الله ‌ان‌ ‌لا‌ يجعله هدفا لسهام البلاء، ‌و‌ ‌لا‌ نصبا لنقمته، ‌و‌ ‌ان‌ ينفس له الحياه بالراحه، ‌و‌ ‌ان‌ يمهله ‌فى‌ عمره ‌و‌ ‌لا‌ يتابعه بالبلاء ‌فى‌ تتابعه ‌و‌ تعاقبه، لانه الضعيف ‌فى‌ قوته، القاصر ‌فى‌ حيلته.
 ‌و‌ ‌ان‌ يعيذه ‌من‌ غضبه، ‌و‌ يجيره ‌من‌ سخطه، ‌و‌ يومنه ‌من‌ عذابه، ‌و‌ يهديه ‌و‌ ينصره ‌و‌ يرحمه ‌و‌ يكفيه ‌و‌ يرزقه ‌و‌ يعينه ‌و‌ يغفر له ذنوبه السالفه ‌و‌ يعصمه ‌من‌ كل خطا ‌او‌ ذنب ‌او‌ انحراف، ‌فى‌ عهد منه ‌ان‌ ‌لا‌ يعود لاى شى ء مما يكره الله صدوره منه، ‌و‌ لن يتم ذلك الا بمشيئته ‌و‌ توفيقه.
 ‌و‌ يختم الدعاء بالتوسل الى الله ليستجيب له كل ‌ما‌ ساله ‌و‌ طلبه ‌و‌ رغب فيه اليه، ‌و‌ يريده ‌و‌ يقدره ‌و‌ يقضيه ‌و‌ يمضيه، ‌و‌ يجعل له الخيره ‌فى‌ قضائه، ‌و‌ يبارك له ‌فى‌ ذلك كله، ‌و‌ يتفضل عليه ‌و‌ يمنحه السعاده بعطائه ‌و‌ يزيده ‌من‌ سعه ‌ما‌ عنده، ‌و‌ اصلا خير الدنيا بخير الاخره ‌و‌ نعيمها ‌من‌ موقع رحمته التى وسعت كل شى ء.
 
هذه هى اجواء الدعاء المنفتحه على الله ‌فى‌ اهتمامات الانسان ‌فى‌ قضاياه ‌و‌ ‌فى‌ احلامه ‌و‌ آلامه ‌و‌ تطلعاته ‌و‌ اوضاعه ‌فى‌ حاله ‌من‌ التوسل ‌و‌ الابتهال ‌و‌ الثقه ‌و‌ الرجاء الذى يزرع الامل ‌فى‌ العقل ‌و‌ الروح ‌و‌ الشعور، ‌و‌ يدفع الانسان الى التجدد ‌فى‌ حركه انسانيه ‌من‌ خلال هذا الامداد الالهى الذى يتعهده ‌فى‌ مدى الزمان ‌و‌ المكان.
 ‌و‌ هكذا يمتلى ء اليوم بالفيوضات الروحيه الالهيه التى يتحسس الانسان بها كل معانى الحق ‌و‌ الخير ‌و‌ الايمان ‌فى‌ آفاق العبوديه الخالصه امام الربوبيه الرحيمه.
 اللهم هذا يوم مبارك ميمون، ‌و‌ المسلمون فيه مجتمعون ‌فى‌ اقطار ارضك، يشهد السائل منهم ‌و‌ الطالب ‌و‌ الراغب ‌و‌ الراهب، ‌و‌ انت الناظر ‌فى‌ حوائجهم.
 

 اللهم هذا يوم مبارك ميمون:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ان‌ الزمن ‌فى‌ امتداده ‌خط‌ واحد ‌لا‌ فرق فيه بين ساعه ‌و‌ ساعه ‌و‌ يوم ‌و‌ يوم ‌و‌ شهر ‌و‌ آخر، ‌و‌ لكنك جعلت فيه خصوصيه ‌فى‌ بعض ايامه، فباركت يوما دون يوم ‌من‌ خلال ارادتك ‌و‌ حكمتك بما اودعته فيه ‌من‌ اعمال الخير، ‌و‌ خصصته بعناصر الحركه ‌و‌ وسائل الغفران ‌و‌ الوان اليمن ‌و‌ البركه، ‌و‌ قد اردت للمسلمين ‌ان‌ يجتمعوا ‌فى‌ صلاتهم على الارض كلها ليلتقوا معك ‌فى‌ وحده الاخلاص، ‌و‌ انطلاقه الاسلام، ‌و‌ روحانيه العباده، ‌و‌ استقامه الحق، ليجدوا وحدتهم ‌فى‌ الايمان بوحدانيتك ‌و‌ انطلاقهم ‌فى‌ انطلاقه رسالتك، ليزدادوا بذلك ايمانا ‌و‌ وحده ‌و‌ روحانيه ‌و‌ حركيه ‌فى‌ ‌خط‌ رضاك، ‌و‌ ليقفوا- جميعا- بين يديك ‌فى‌ شهود الحاجه اليك، سواء منهم الطالب ‌و‌ السائل ‌و‌ الراغب ‌و‌ الراهب ‌فى‌ حاله الانتظار لقضاء حوائجهم ‌من‌ خلال انك الناظر فيها وحدك- ‌لا‌ شريك لك.
 
اللهم انت الحكيم الكريم المنان...
 
 ‌يا‌ رب، انت الذى تملك الملك كله ‌و‌ الحمد كله، ‌و‌ انت الواحد بالوحدانيه المطلقه ‌فى‌ كل شى ء، ‌و‌ انت الذى تحلم حتى ‌لا‌ يبقى للحلم موقع، ‌و‌ تكرم حتى يمتد كرمك ‌فى‌ كل خلقك، ‌و‌ انت الحنان الذى يغمر حنانك ‌و‌ عطفك كل عبادك، ‌و‌ المنان الذى تتحرك المنه ‌فى‌ رحمتك ‌فى‌ الوجود كله.
 ‌و‌ انت الذى يخشع الجلال لجلالك ‌و‌ الاكرام لكرامتك، المبدع الذى ابدعت السماوات ‌و‌ الارض.
 ‌و‌ انا السائل الفقير الذى يفتقر الى جودك ‌و‌ كرمك ‌من‌ موقع افتقار وجوده اليك ‌فى‌ كل شى ء يتصل بعناصر حياته ‌و‌ امتدادها ‌فى‌ الزمن، ‌و‌ الذى يقف بين يديك سائلا ‌ما‌ ‌لا‌ يثقلك عطاوه، ‌و‌ ‌لا‌ يصعب عليك بذله.
 اسالك- ‌يا‌ رب- ‌ان‌ تجعلنى ‌من‌ عبادك المومنين الذين تتفضل عليهم بما تقسمه لهم ‌من‌ حظوظهم عندك ‌من‌ الخير الذى يفيض على حياتهم كلها، ‌و‌ العافيه التى تعافى بها ابدانهم ‌و‌ اوضاعهم، ‌و‌ البركه التى تزداد ‌و‌ تزيد ‌فى‌ ارزاقهم ‌و‌ اعمالهم ‌و‌ اعمارهم، ‌و‌ الهدى الذى تفتح لهم فيه ابواب الانفتاح على الايمان ‌و‌ الخط المستقيم ‌فى‌ القول ‌و‌ العمل ‌و‌ الموقف، ‌و‌ العمل بطاعتك الذى يتحرك ‌فى‌ مواقع رضاك ‌و‌ يصل بهم الى نعيم جنتك، ‌و‌ كل ‌ما‌ تمن ‌به‌ عليهم ‌من‌ الخير النازل ‌من‌ عندك عليهم، الذى تهديهم ‌به‌ الى سبيلك ‌او‌ ترتفع بهم- ‌من‌ خلاله- الى الدرجات العليا، ‌او‌ تمنحهم ‌به‌ خيرا ‌فى‌ دنياهم ‌و‌ آخرتهم، فاسالك ‌ان‌ تعطينى الحظ ‌و‌ النصيب الا وفر منه ‌فى‌ عاجل امرى ‌و‌ آجله.

 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله صلاه ‌لا‌ يقوى على احصائها غيرك:
 
 ‌يا‌ رب، المالك للوجود كله، المحمود بكل مواقع الحمد ‌فى‌ كل افعالك، الواحد ‌فى‌ مقام ربوبيتك ‌و‌ الوهيتك، اسالك الصلاه على محمد الذى اخلص لك ‌فى‌ عبوديته لك، فاصطفيته برسالتك، ‌و‌ احببته ‌من‌ موقع حبه لك، ‌و‌ اخترته ‌من‌ بين خلقك لانه المفضل عندك، فهو الذى يستحق الصلاه بكل الاعداد التى ‌لا‌ يحصيها الا انت.
 ‌و‌ اسالك- ‌يا‌ ربنا- ‌ان‌ تجعلنا ممن تستجيب له دعاءه ‌فى‌ هذا اليوم ‌من‌ عبادك المومنين الذين ترحمهم برحمتك، ‌و‌ تعفو عنهم بعفوك، ‌و‌ تفتح لهم ابواب الخير ‌و‌ آفاق الرضوان ‌فى‌ كل امورهم، لنسعد جميعا بغفرانك، حتى نقف بين يديك ‌و‌ ‌لا‌ ذنب لنا تواخذنا ‌به‌ ‌او‌ تحاسبنا عليه، فانك القادر على كل شى ء ‌فى‌ كل ‌ما‌ يطلبه عبادك ‌من‌ جودك ‌و‌ كرمك.
 

 اللهم ‌لا‌ ارجو لامر آخرتى ‌و‌ دنياى سواك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ها‌ انذا عبدك الفقير بذاته ‌و‌ بكل حاجاته، المحتاج الى نعمك ‌فى‌ كل مصادر حياتى ‌و‌ مواردها، المسكين الذى تمثل المسكنه اقسى الجهد ‌و‌ اصعب المشقه ‌فى‌ اوضاع حياته، اتوجه اليك ‌و‌ اقصد رحاب جودك، ‌و‌ اضع بين يديك كل حاجتى ‌و‌ فقرى ‌و‌ فاقتى ‌و‌ مسكنتى، لتحول ذلك، بعطفك ‌و‌ حنانك، الى غنى وسعه ‌و‌ راحه ‌و‌ رخاء.
 ‌و‌ اذا كان لى بعض العمل الذى اتقرب ‌به‌ اليك مما وعدت ‌به‌ العاملين ‌من‌ فضلك ‌و‌ احسانك، فاننى ‌لا‌ اجد الثقه الكبيره بنتائجه الخيره التى تحقق لى القرب منك ‌و‌ النجاه عندك ‌و‌ الاستحقاق لثوابك، لاننى ‌لا‌ املك التاكيد بخلوصه ‌و‌ استقامته ‌و‌ تمامه، لذلك فان كل تطلعاتى ‌فى‌ الحصول على ثوابك الى مغفرتك ‌و‌ رحمتك، فهما الاساس ‌فى‌ الثقه برضوانك، ‌و‌ هما اللتان تمتدان ‌فى‌ حياه المذنبين باوسع ‌من‌ امتداد الذنوب ‌فى‌ الواقع.
 اللهم، انك القادر على قضاء حاجتى، كل حاجتى، ‌و‌ ذلك عليك سهل يسير، ‌و‌ انت الخبير بفقرى اليك، ‌و‌ انا العارف بغناك عنى، فتفضل على بذلك فانك مصدر الخير ‌فى‌ كل امورى، فلا خير ‌فى‌ حياتى الا منك، ‌و‌ انك- وحدك- المتكفل بابعاد السوء عنى، فلم اجد احدا يملك انقاذى ‌من‌ كل نتائج السوء غيرك، ‌و‌ انت الرجاء للنجاه ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره، فليس لى ‌فى‌ مواقع الرجاء سواك.
 
اللهم اتيتك ارجو عظيم عفوك ‌و‌ رحمتك ‌و‌ مغفرتك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ان‌ هناك الكثيرين ‌من‌ الناس الذين يستغرقون ‌فى‌ مظاهر القوه الماديه لدى بعض خلقك ممن اعطيتهم مالا كثيرا ‌او‌ جاها كبيرا ‌او‌ بسطه ‌فى‌ الجسم، فخيل اليهم انهم يتمتعون بالقوه الذاتيه التى تجعلهم يتصرفون ‌فى‌ مصائر العباد فيفقرون هذا ‌و‌ يغنون ذاك، ‌و‌ يرفعون هذا ‌و‌ يضعون ذلك، فاندفع الضعفاء ‌من‌ الناس اليهم ‌فى‌ وفاده لاهثه وراء عطاياهم ‌و‌ جوائزهم ‌و‌ مواقعهم المميزه، قاصدين الى ساحاتهم المتعدده للحصول على ‌ما‌ عندهم ‌من‌ مال ‌و‌ جاه ‌و‌ قوه ‌فى‌ تعبئه ‌و‌ اعداد ‌و‌ استعداد تستنفد كل جهدهم ‌و‌ كل تطلعاتهم ‌و‌ احلامهم.
 اما انا- ‌يا‌ رب- عبدك الذى وعى مواقع عظمتك ‌و‌ امتدادات قدرتك وسعه ملكك، ‌و‌ فيوضات نعمك ‌و‌ شموليه كرمك، فاقبل عليك اقبال العبد على ربه ‌و‌ الفقير المطلق على الغنى المطلق ‌و‌ المحتاج الى العطاء على ولى النعم، عارفا بان الملك كله لك، ‌و‌ انك- انت- الذى اعطيت هذا الملك ملكه ‌و‌ القادر قدرته ‌و‌ الغنى غناه، فلا يملك احد شيئا الا منك، ‌و‌ ‌لا‌ يتحرك احد الا بقوتك، ‌و‌ ‌لا‌ يغتنى مخلوق الا بغناك، فانطلقت ‌فى‌ تعبئه روحيه ‌و‌ حركيه ‌و‌ اعداد نفسى ‌و‌ استعداد جسدى ‌فى‌ رحله طويله الى رحاب كرمك، ‌و‌ مواقع نعمك، موملا رفدك ‌و‌ متمنيا الحصول على نيلك ‌فى‌ عطائك ‌و‌ جائزتك ‌فى‌ رحمتك.
اللهم ‌لا‌ ترجعنى ‌فى‌ هذا اليوم الذى جعلته ‌من‌ ايام الرحمه ‌و‌ البركه ‌و‌ العطاء مرجع الخيبه ‌من‌ رجائك ‌فى‌ ذلك كله ايها الرب العظيم، الذى ينطلق السائلون بكل مسائلهم اليه بكل الحاح ‌فى‌ الطلب فلا يشق عليه ذلك، ‌و‌ يتحرك العطاء منه ‌فى‌ امتداد الزمن كله ‌و‌ ‌فى‌ تنوع الحاجات اليه فيعطى ‌و‌ يعطى ‌و‌ يمتد كل عطائه فلا ينقصه ذلك لان خزائنه ‌لا‌ تنفد.
 فانى- ‌يا‌ رب- لم انطلق ‌فى‌ وفادتى اليك ‌و‌ رحلتى الى رحابك انطلاق الانسان المدل بعمله الصالح الذى يثق ‌به‌ ‌فى‌ نجاته ‌من‌ غضبك، ‌و‌ فوزه برضاك، ‌و‌ حصوله على ‌ما‌ يومله ‌من‌ جودك ‌و‌ كرمك، ‌او‌ الاعتماد على شفاعه مخلوق ‌من‌ عبادك ممن يملك الداله عليك ‌و‌ التاثير على ارادتك ‌من‌ موقع عاطفى ‌او‌ قوه ذاتيه بحيث تكون عطاياك منطلقه ‌من‌ ضغوطهم الداخليه ‌و‌ الخارجيه، فاننى ‌لا‌ املك ‌اى‌ عمل صالح يبعث على الثقه بالحصول على النتائج الكبرى التى تقربنى اليك، بل اننى اقف امامك موقف المذنب المسى ء المعترف بذنبه الذى يرجو عظيم عفوك الذى منحته للخاطئين الذين اسرفوا على انفسهم، ‌و‌ قاموا بعظيم الجرائم، فرحمتهم ‌و‌ غفرت لهم طامعا بان تمنحنى ‌ما‌ منحتهم ‌و‌ تعطينى ‌ما‌ اعطيتهم.
 اما الشفاعه، فهى ‌لا‌ تنطلق ‌من‌ قوه ذاتيه للشفيع، ‌و‌ ‌لا‌ ‌من‌ ضغط عاطفى عليك، لانك- وحدك- الذى تملك القوه ‌و‌ ‌لا‌ يملك احد ‌ان‌ يكفى منك شيئا ‌من‌ خلال ذاته، فانت الكافى ‌من‌ كل شى ء، ‌و‌ ‌لا‌ يستطيع مخلوق الضغط على ارادتك باى شكل ‌من‌ اشكال الضغط كما يفعل الشفعاء ‌من‌ الناس ‌فى‌ الضغط على بعضهم البعض للوصول الى مطالبهم.
 انك- انت- ‌يا‌ رب- الذى تمنح الشفعاء ‌فى‌ القيامه دورهم ‌و‌ موقعهم، ‌و‌ توجه حركتهم، فلا يشفعون الا باذنك ‌و‌ ‌لا‌ يشفعون الا لمن ارتضيت، فانك تكرمهم بالشفاعه لمن اردت العفو عنه فجعلته مشدودا الى التوسل بهم ‌من‌ خلال انهم الوسيله التى ربطت غفرانك باللجوء اليه، فانت صاحب الشفاعه ‌و‌ ولى العفو ‌و‌ المغفره.
 ‌و‌ قد جاء ‌فى‌ الدعاء فقره «الا شفاعه محمد ‌و‌ اهل بيته عليه ‌و‌ عليهم سلامك»، ‌و‌ الراجح انها زياده مجعوله على الدعاء ‌لا‌ بلحاظ انهم ‌لا‌ يملكون موقع الشفاعه ‌من‌ الله، لان الله قد اعطاهم هذا الدور بحسب ‌ما‌ جاء ‌فى‌ النصوص المستفيضه، ‌و‌ لكن لان سياق الدعاء ‌هو‌ سياق نفى الشفاعه لمخلوق ‌من‌ حيث قدرته الذاتيه على التاثير للتاكيد بان الله ‌هو‌ صاحب القرار ‌فى‌ العفو ‌و‌ المغفره الذى ‌لا‌ يملك احد تغيير قراره المنطلق ‌من‌ حكمته، لان كل خلقه ‌لا‌ يملكون ‌اى‌ شى ء منه، ‌و‌ ليس المقصود نفى الشفاعه الصادره ‌من‌ اراده الله لبعض خلقه، ‌و‌ لهذا فان هذا الاستثناء يخل بالمقصود ‌و‌ ‌لا‌ يصححه، ‌و‌ الله العالم.
فيا صاحب الرحمه الواسعه التى وسعت كل شى ء، ‌و‌ ‌يا‌ مالك العفو العظيم ‌و‌ محركه ‌فى‌ حياه المذنبين، ايها العظيم ‌فى‌ كل مواقع العظمه ‌و‌ الكريم الكريم ‌فى‌ كل ساحات الكرم، ارحمنى برحمتك الواسعه، ‌و‌ اعطف على بفضلك العميم ‌و‌ ‌من‌ على بسعه مغفرتك.
 
اللهم اجعلنى ‌من‌ اهل التوحيد ‌و‌ الايمان بك ‌و‌ التصديق برسولك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ان‌ هذا الموقع يمثل موقع القياده الاسلاميه، باعتبار ‌ان‌ العيد ‌و‌ الجمعه يمثلان الاجتماع الكبير للمسلمين الذى يشرف عليه الخليفه الشرعى الذى يتراس الصلاه ‌و‌ يومها ‌و‌ يخطب ليتحسس المسلمون موقعه ‌و‌ يستمعوا الى تعاليمه ‌و‌ وصاياه ‌و‌ ارشاداته.
 ‌و‌ قد كان ‌من‌ المفروض ‌ان‌ يقف فيه خلفاوك الذى استخلفتهم لقياده الامه، ‌و‌ اصفياوك الذين اصطفيتهم للسير بالناس ‌فى‌ الخط المستقيم ‌فى‌ رسالتك، ‌و‌ امناوك الذين ائتمنتهم على دينك، ‌فى‌ القمه ‌فى‌ موقع القياده التى خصصتهم بها، ‌و‌ لكن الاخرين الذين تمردوا على الشرعيه القياديه سلبوا الحق ‌من‌ اهله ‌و‌ اخذوا مواقعهم.
 ‌و‌ انت المقدر لذلك ‌من‌ خلال الاسباب التى قدرتها ‌فى‌ حركه الواقع ‌و‌ التاريخ، فلم ترد للاشياء ‌ان‌ تتجاوز حدودها الطبيعيه ‌فى‌ السنن الكونيه ‌و‌ الاجتماعيه ‌و‌ التاريخيه، لان حكمتك اقتضت ذلك ‌من‌ خلال ربط النتائج باراده الانسان السلبيه ‌و‌ الايجابيه، لان مصلحه الحياه تفرض ذلك ‌و‌ ‌ان‌ ادى الى ابعاد الصالحين، ‌فى‌ بعض المراحل التاريخيه، ‌او‌ بعض المواقع الجغرافيه، عن ساحه المسووليه، مما قد يعانى منه الناس الوان المعاناه ‌فى‌ امورهم الخاصه ‌و‌ العامه.
 انه قدرك ‌فى‌ السنه العامه للحياه الذى ‌لا‌ يغالب، ‌و‌ انه تدبيرك المحتوم الذى ‌لا‌ يجاوز ‌فى‌ كل مشيئتك ‌فى‌ كيفيتها ‌و‌ مواقعها ‌من‌ خلال عمق الحكمه ‌فى‌ علمك بما تراه ‌من‌ المصلحه لخلقك، فانك انت الله الذى ‌لا‌ تتهم على خلقك ‌و‌ ‌لا‌ لارادتك.
 ‌و‌ قد كانت النتائج- ‌فى‌ جانب الامامه ‌و‌ القياده الشرعيه- ‌ان‌ هولاء الذين اصطفيتهم لدينك ‌و‌ استخلفتهم لاداره شوون الناس على ‌خط‌ رسالتك، ‌فى‌ واقع الجماعه المغلوبه على امرها، المقهوره ‌فى‌ اوضاعها، المسلوبه مواقعها، يرون الواقع ‌من‌ حكمها منحرفا عن احكامك التى بدلها المغتصبون بغيرها مما ‌لا‌ شرعيه له، ‌و‌ يجدون القرآن وراء ظهور الناس الذين نبذوه ‌و‌ اعرضوا عنه، فلم يتدبروا آياته، ‌و‌ لم يتحركوا ‌فى‌ منهجه، ‌و‌ لم ياخذوا بوصاياه ‌و‌ مواعظه ‌و‌ تعليماته، ‌و‌ يواجهون حركه الفرائض ‌فى‌ الواقع العملى محرمه عن خطوط الشريعه التى انطلقت ‌فى‌ سنن الانبياء ‌من‌ خلال وحيك، متروكه ‌لا‌ يعبا بها احد، ‌و‌ ‌لا‌ ياخذ بها احد.
اللهم ابعد رحمتك عن كل اعدائهم الذين يعادون الحق ‌فى‌ عداوتهم لهم ‌فى‌ مدى الزمن الماضى ‌و‌ الحاضر ‌و‌ عن السائرين ‌فى‌ هذا الخط المنحرف ‌من‌ اتباعهم ‌و‌ انصارهم.
 
اللهم عجل لهم الفرج ‌من‌ هذه الشده، ‌و‌ الراحه بعد الجد ‌و‌ التعب، ‌و‌ النصره بعد الخذلان، ‌و‌ التمكين ‌و‌ التاييد بعد المنع ‌و‌ الرفض،
 
و اجعلنى ‌فى‌ جماعه التوحيد ‌و‌ فريق الايمان بك ‌و‌ التصديق برسولك ‌و‌ رسالتك ‌و‌ الائمه الهداه الذين تحرك الحق ‌فى‌ كل مناهجهم ‌و‌ مواقفهم ‌يا‌ رب العالمين.
 لنا كلمه حول اقحام هذا الفصل ‌فى‌ داخل الدعاء الذى يتحرك اسلوبه ‌و‌ سياقه ‌و‌ معانيه ‌فى‌ اتجاه واقع الانسان امام ربه بحيث ‌لا‌ نجد ‌اى‌ ارتباط بين ‌ما‌ قبله ‌و‌ ‌ما‌ بعده، بل نجد ذلك شبيها بالفصل بين اجزاء الشى ء. ‌و‌ ربما يوكد ذلك ‌ان‌ هناك دعاء ماثورا ‌فى‌ ليلتى عرفه ‌و‌ الجمعه يحمل مضمون هذا الدعاء ‌و‌ كلماته ‌فى‌ وحده متناسقه يرتبط فيها ‌ما‌ قبل هذه الفقرات بما بعدها.
 لذلك فاننا اذ نوكد الفكره التى تمثلها هذه الفقرات نرجح ‌ان‌ تكون هناك زياده على الدعاء ‌من‌ بعض الناس الذين يحبون ‌ان‌ يتضمن هذا الدعاء حديثا عن ‌حق‌ اهل البيت كما ‌هو‌ الحال ‌فى‌ دعاء عرفه.
 اننا نسجل هذه الملاحظه للبحث ‌و‌ التدقيق ‌فى‌ النص الاصلى للدعاء، فلعلنا نجد ‌فى‌ بعض النسخ القديمه ‌ما‌ يوكد ملاحظتنا هذه، ‌و‌ الله العالم.
اللهم اذقنى طعم العافيه الى منتهى اجلى:
 
 ‌يا‌ رب، انت الحليم الذى ينطلق حلمه امام غضبه، ‌و‌ العفو الذى يقف عفوه امام سخطه، ‌و‌ الرحمن الرحيم الذى تتحرك رحمته امام عقابه، ‌و‌ ينفتح التضرع اليك ليدفع بالنجاه منك ‌فى‌ مواقع عدلك.
 ‌و‌ هذا ‌هو‌ الذى يدفعنى ‌فى‌ ابتهالاتى الخاشعه ‌و‌ تمنياتى المنفتحه على الثقه بك ‌و‌ الانابه اليك، الى ‌ان‌ اعيش ‌فى‌ ساحات حلمك ‌لا‌ تخفف ‌من‌ ضغط غضبك، ‌و‌ اتطلع الى سعه عفوك ‌لا‌ تخلص ‌من‌ تاثير سخطك، ‌و‌ استظل ظلال رحمتك لابتعد عن هجير عقابك، ‌و‌ انفتح على آفاق النجاه ‌من‌ خلال محبتى اليك ‌فى‌ مواقف الضراعه ‌و‌ الابتهال بين يديك.
 انت- ‌يا‌ رب- ولى الفرج الذى تملك كل موارده ‌و‌ مصادره، ‌و‌ انت المنقذ ‌من‌ كل شده، لان القدره التى تملكها ‌لا‌ تقف عند حد، فهى التى تمتد الى عمق الموت ‌فى‌ اجساد عبادك لتبعث فيها الحياه النابضه الحيه المتحركه، ‌و‌ تنفذ الى اعماق الارض الميته لتثير فيها الحياه ‌من‌ جديد ‌و‌ تنشرها ‌فى‌ الخضره التى تهتز بالعشب ‌و‌ تنمو بكل ثمره جنيه ‌و‌ فاكهه لذيذه.
 فهب لى- ‌يا‌ رب- الفرج ‌من‌ كل الشده التى تحيط كل اوضاعى ‌و‌ شوونى، لتحيى ‌فى‌ قلبى الامل، ‌و‌ ‌فى‌ روحى الثقه بالروح ‌و‌ الراحه ‌و‌ الطمانينه ‌فى‌ مستقبل حياتى.
اننى- ‌يا‌ رب- الانسان الذى ياكل الغم قلبه، ‌و‌ يقتل الهم حلمه ‌من‌ خلال التعقيدات التى تحيط بابعاد الواقع ‌من‌ حولى مما قد يخيل لى- ‌فى‌ بعض فترات الاحساس بالضغط الكبير- ‌ان‌ ذلك قد يودى ‌بى‌ الى الهلاك، ‌و‌ يدفع عدوى الى الشماته ‌بى‌ ‌و‌ الى التخطيط للامساك بعنقى ‌و‌ التسلط على.
 اللهم انقذنى ‌من‌ الغم الذى قد يطبق على فيهلكنى، ‌و‌ اعطف على بالاستجابه لدعائى ‌فى‌ كل طلباتى حتى اعرف الاجابه ‌فى‌ حركه الواقع، ‌و‌ ارزقنى العافيه ‌فى‌ عقلى ‌و‌ جسدى ‌و‌ حياتى كلها ‌فى‌ الجوانب الماديه ‌و‌ المعنويه لتمتد ‌بى‌ الى نهايه عمرى، فلا اشكو مرضا، ‌و‌ ‌لا‌ اهلك الما ‌و‌ حزنا، ‌و‌ ابعدنى عن كل مواقع الضعف التى تشمت ‌بى‌ الاعداء ‌و‌ تدفعهم الى الدخول ‌فى‌ التجربه القاسيه التى تمكنهم ‌من‌ السيطره على ‌و‌ الامساك بعنقى حتى الموت اختناقا، فانك- ‌يا‌ رب- وحدك- الذى تجيرنى ‌من‌ ذلك كله، ‌و‌ تبعدنى عن نتائجه السيئه.
 
اللهم ليس ‌فى‌ حكمك ظلم...
 
 ‌يا‌ رب- انت الذى تملك عقول الناس ‌و‌ قلوبهم، ‌و‌ تحول بين المرء ‌و‌ قلبه، ‌و‌ تقلب القلوب كيف تشاء، فتولف بينها اذا شئت، ‌و‌ تباعد بينها اذا اردت، ‌و‌ تفسح للافكار ‌و‌ المشاعر السلبيه تاره ‌و‌ الايجابيه اخرى ‌ان‌ تنفذ الى الواقع الداخلى للناس، ليرتفع قدر هذا عندهم ‌او‌ لتنزل مكانته لديهم.
 ‌و‌ انت الذى تهيمن على الظروف ‌و‌ الاحداث ‌و‌ المواقع التى تتدخل ‌فى‌ اعطاء الفرصه لبعض الناس ليحققوا الارتفاع لانفسهم ‌من‌ خلال النتائج التى يحصلون عليها ‌من‌ ذلك ‌فى‌ الجانب الايجابى، ‌او‌ ‌فى‌ الخضوع للنتائج السلبيه التى تنفذ الى اوضاعهم القلقه لتدمر مكانتهم ‌فى‌ نفوس الناس ‌فى‌ ساحه الواقع.
 ‌و‌ انت الذى تفيض رحمتك على بعض عبادك، فينفتحون ‌من‌ خلالها على ‌ما‌ يرفع مستواهم عقلا ‌و‌ روحا ‌و‌ حركه ‌فى‌ الحياه، ‌و‌ قد تسلب بعضا آخر لطفك ‌و‌ رعايتك- بفعل انحرافاتهم ‌و‌ ابتعادهم عنك- فيهبطون بسوء اختيارهم الى الدرجه السفلى.
 انت- وحدك- الذى تملك ذلك كله، فبيدك الضعه ‌و‌ الرفعه، فلا رفعه لمن وضعت، ‌و‌ ‌لا‌ ضعه لمن رفعت، لان سبب ذلك كله بيدك ‌من‌ موقع وعى الايمان لقدرتك ‌و‌ تدبيرك، فلا يملك الاخرون ‌من‌ ذلك شيئا، ‌و‌ ‌من‌ موقع وعى التجربه ‌فى‌ الواقع الذى عشته ‌فى‌ الناس الذين طلبوا العز بغيرك فذلوا ‌و‌ حاولوا الارتفاع بهم فاتضعوا.
 ‌و‌ هكذا اعيش- ‌يا‌ رب- هذه الفكره الايمانيه الواقعيه، ‌لا‌ طلب منك الرفعه التى ترفع قدرى ‌فى‌ الناس ‌لا‌ ستفيد منها ‌فى‌ ارتفاع طاقاتى التى احركها ‌فى‌ سبيل خدمه دينك، ‌و‌ الحصول على مواقع القرب عندك، لانى ‌لا‌ افكر- ‌يا‌ رب- ‌فى‌ ذلك ‌من‌ عقده الذات التى تتحرك ‌فى‌ الرغبه ‌فى‌ الاستعلاء، بل ‌من‌ الرغبه ‌فى‌ تحقيق الاهداف الكبرى التى استهدفها ‌فى‌ الطريق اليك.
 ‌و‌ اذا كانت الضعه ‌و‌ الرفعه بيدك، فان الكرامه ‌و‌ الاهانه تمثل قدرك ‌و‌ قضاءك لمن تريد اكرامه ‌من‌ موقع استحقاقه ذلك بفضلك، ‌او‌ اهانته، ‌من‌ موقع ابتعاده عن ‌خط‌ طاعتك، فلا تنزل ‌بى‌ الاهانه ‌يا‌ رب بكرامه احد ‌من‌ خلقك ‌او‌ بغير ذلك ‌من‌ الاسباب، بل اكرمنى بكرامتك المنطلقه ‌من‌ رحمتك، فانك اذا اكرمتنى لم يستطع احد ‌ان‌ ينزل ‌بى‌ الاهانه، ‌و‌ ‌ان‌ اهنتنى لم يملك احد ‌من‌ خلقك ‌ان‌ يحقق لى الكرامه ‌و‌ الاكرام.
 ‌و‌ ‌لا‌ تعذبنى ‌يا‌ رب، بل ارحمنى، لان عذابك اذا ‌حل‌ ‌بى‌ لم اجد ‌من‌ يرحمنى لانك وحدك ولى الرحمه ‌و‌ العذاب، فلا قدره لاحد ‌من‌ خلقك على ‌ان‌ يتدخل ‌فى‌ شان ‌من‌ شوون ارادتك، فلو قضيت على باهلاكى فهل يمكن ‌لا‌ ‌حد‌ ‌ان‌ يعترض ‌او‌ يعرض لك ‌فى‌ امر عبدك الذى اهلكته ‌او‌ يسالك سوالا ساذجا لماذا فعلت ذلك، ‌و‌ ‌ما‌ ‌هو‌ الاساس ‌فى‌ اهلاكه، فانت- ‌يا‌ رب- ولى الامر كله، ‌و‌ ‌لا‌ تسال عما تفعل ‌و‌ ‌هم‌ يسالون، ‌و‌ انا اعلم- بوحى ايمانى بحكمتك ‌و‌ قدرتك ‌و‌ تدبيرك- انك تصدر ‌فى‌ كل قدرك ‌و‌ قضائك ‌فى‌ افعالك المتعلقه بالمخلوقين ‌لا‌ سيما الذين تنزل بهم العذاب، عن حكمه بالغه ‌و‌ عدل حاسم انطلاقا ‌من‌ تقديرك للامور على حسب مصالح عبادك ‌فى‌ دنياهم ‌و‌ آخرتهم، فلا تستعجل انزال العقاب بعبادك المذنبين المتمردين عليك، بل تمهلهم حين تقيم الحجه عليهم، لان العجله تنطلق ‌من‌ مخافه ضياع الفرصه ‌و‌ فوت المساله، ‌و‌ انت فوق ذلك كله ‌من‌ خلال سيطرتك على الوجود كله ‌و‌ على الموجودات كلها.
 ‌و‌ انت ‌لا‌ تظلم احدا ‌من‌ عبادك ‌فى‌ حكمك عليه، لان الظالم ‌هو‌ الذى ينطلق ‌من‌ عقده ضعف ‌فى‌ نفسه خوفا ‌من‌ المظلوم ‌فى‌ قوته الخفيه التى يمكن ‌ان‌ يحركها ‌فى‌ فرصه قادمه، ‌او‌ حذرا ‌من‌ الظروف الجديده ‌و‌ المتغيرات الواقعيه التى قد تهيى ء للمظلوم الاجواء التى ينتصر فيها على الظالم، الامر الذى يقوده الى انتهاز الفرصه السانحه ‌فى‌ قدرته الفعليه على المظلوم لاسقاط موقعه ‌فى‌ الحاضر قبل ‌ان‌ يتمكن ‌من‌ الالتفاف عليه ‌و‌ اسقاطه ‌فى‌ المستقبل.
 ‌ان‌ الظلم يتحرك ‌من‌ نقطه ضعف ‌فى‌ شخصيه الظالم ‌لا‌ ‌من‌ نقطه قوه، ‌و‌ هذا ‌ما‌ يفرض علينا ‌فى‌ حركه العدل ‌فى‌ الواقع ‌ان‌ ندرس نقاط الضعف التى يملكها الظالم ‌فى‌ ظروفه الذاتيه ‌و‌ اوضاعه الحياتيه، لنعرف كيف نواجه ذلك كله بمنطق القوه التى نملكها.
 ‌و‌ انت- ‌يا‌ رب- القوى الاقوى ‌و‌ الغنى الاغنى الذى ‌لا‌ يملك معك احد ‌من‌ خلقك شيئا، ‌فى‌ ‌اى‌ شان ‌من‌ شوون القوه المضاده، ‌و‌ انت المهيمن على ذلك كله، فما هى حاجتك لان تظلم مخلوقا ‌فى‌ ‌اى‌ ‌حق‌ له ‌فى‌ الوقت الذى يخضع كل وجوده لك، ‌و‌ يستمد كل عناصر حيويته ‌و‌ حركيته منك، ‌و‌ اذا كان له ‌حق‌ ‌فى‌ الشرعيه فانت الذى منحه شرعيه حقه، ‌و‌ لو ‌لا‌ ذلك لم يستحق شيئا.
اللهم ‌لا‌ تجعلنى للبلاء غرضا:
 
 ‌يا‌ رب، ‌لا‌ تجعلنى هدفا للبلاء ليوجه الى سهامه ‌فى‌ عمليه اسقاط ‌و‌ تعذيب، ‌و‌ يرمينى بها بما ‌لا‌ املك الى دفعه سبيلا، ‌و‌ ‌لا‌ تنصبنى لنقمتك على فتسرع الى ‌و‌ تقصدنى ‌من‌ كل وجه كما يقصد العلم المنصوب ‌من‌ كل جهه، ‌و‌ ‌لا‌ تعاجلنى ‌يا‌ رب بالعقوبه بل اخرنى ‌و‌ ارفق ‌بى‌ ‌و‌ ‌لا‌ تطالبنى بحقك ‌فى‌ النتائج السلبيه لعملى، ‌و‌ وسع لى ‌فى‌ امرى، ‌و‌ اعطنى الفسحه فيه حتى ‌لا‌ تضيق على الفرصه ‌فى‌ العوده اليك. ‌و‌ اجعلنى ممن يملك القيام ‌من‌ مواقع السقوط ‌فى‌ الذنب بالحصول على مغفرتك التى تمثل اقاله المذنبين ‌من‌ عثراتهم ‌و‌ تجاوزك عن زللهم، ‌و‌ ‌لا‌ تنزل على البلاء لتكون حياتى بلاء يتبع بلاء، ‌و‌ مشكله ترتبط بمشكله، ‌و‌ لكن امنحنى ‌يا‌ رب العافيه ‌من‌ كل بلاء، لانى عبدك الضعيف الذى ‌لا‌ يتحمل ثقل بلائك ‌من‌ خلال ضعفه، ‌و‌ ‌لا‌ يملك الحيله للخلاص منه، ‌و‌ انا- ‌يا‌ رب- هنا- ‌فى‌ موقع التضرع اليك لتصرف عنى ذلك كله.

 اللهم انى اسالك امنا ‌من‌ عذابك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ها‌ هى حاجاتى اليك ‌فى‌ هذا اليوم الذى جعلته عيدا لاوليائك ‌من‌ اجل ‌ان‌ يعيشوا فيه الفرح بك، ‌و‌ الانس بفيوضات نعمك، ‌و‌ الاحساس بالغبطه بانتظار لطفك، ‌و‌ الشوق اليك ‌فى‌ التطلع الى فرحه اللقاء بك.
 انها حاجات الانسان الباحث عن مواقع رضاك ليتفادى غضبك ‌و‌ سخطك ‌فى‌ موقف استعاذه ‌و‌ استجاره بك لتعيذه ‌من‌ غضبك،
 
و تجيره ‌من‌ سخطك، لانهما مما ‌لا‌ تتحمله السموات ‌و‌ الارض فكيف بعبدك الضعيف الحقير.
انا- ‌يا‌ رب- الانسان الذى يعيش ‌فى‌ الدنيا قلق الاخره ‌من‌ خوف العذاب هناك ‌من‌ خلال المعصيه المتنوعه المتحركه ‌فى‌ اقوالى ‌و‌ افعالى، فابحث عن الامن ‌من‌ عذابك بما تفيضه على ‌من‌ عفوك ‌فى‌ ساحات امنك.
 
و انا الضال الذى يبحث عن الهدى ‌فى‌ عقله الذى ينفتح على اشراقه هداك، ‌و‌ ‌فى‌ قلبه الذى ينبض بنور المحبه المنطلقه ‌فى‌ آفاق رضاك، ‌و‌ ‌فى‌ حركته التى تلتقى بالحق النازل ‌من‌ وحيك، انا هنا ‌لا‌ طلب منك ‌ان‌ تمنحنى هداك فاهدنى الى سواء السبيل، ‌و‌ انا الضعيف ‌فى‌ وجودى فقد خلقتنى ضعيفا ‌فى‌ بنيان جسدى ‌و‌ قد عشت ‌فى‌ مذابه الظالمين الاقوياء بما حصلوا عليه ‌من‌ وسائل القوه منك.
 
و ربما ‌لا‌ اقوى على الوقوف امامهم فقد تضعفنى نقاط الضعف ‌فى‌ ذاتى عن مواجهتهم، ‌و‌ قد تمنعنى الظروف الموضوعيه المحيطه ‌بى‌ عن الانتصار عليهم، فهل تنصرنى. ‌يا‌ رب، اننى هنا استنصرك فانصرنى على الباغين على ‌و‌ ارنى فيهم قدرتك.
 
و انا الفقير الى رحمتك التى وسعت كل شى ء ‌فى‌ كل امورى الخاصه ‌و‌ العامه، فهل تحجب عنى رحمتك ‌و‌ هى ‌سر‌ وجودى ‌و‌ امتداد الاصل ‌فى‌ حياتى. اننى انتظرها لتطل على بالخير كله ‌و‌ السعاده كلها.
 
و انا الانسان الباحث عن الكفايه ‌و‌ ‌سد‌ الخله ‌فى‌ كل ‌ما‌ اهمنى ‌من‌ امور دنياى ‌و‌ آخرتى، فاكفنى المهم ‌من‌ امرى كله ‌يا‌ ‌من‌ يكفى ‌من‌ كل شى ء ‌و‌ ‌لا‌ يكفى منه شى ء.
 
و انا الفقير اليك الكاد ‌فى‌ سبيل الحصول على رزقك بكل الوسائل التى توفرها لعبادك ‌فى‌ القسمه بينهم ‌فى‌ ارزاقهم، فارزقنى- ‌يا‌ رب- ‌من‌ ذلك كله بما يغنينى عن الحاجه الى شرار خلقك.
 
و انا الانسان الذى يعيش الضعف ‌فى‌ بدنه ‌و‌ ‌فى‌ جهده، ‌و‌ ‌فى‌ الظروف الموضوعيه الصعبه المحيطه به، ‌و‌ ‌فى‌ الاوضاع المتحركه ‌فى‌ حياته بما يثقله ‌و‌ يعطل مبادراته ‌و‌ مشاريعه ‌و‌ حاجاته، ‌و‌ انت المستعان ‌فى‌ ذلك كله، لانك وحدك الذى تملك العون لى ‌و‌ لكل عبادك، فانت المهيمن على الامر كله ‌و‌ القادر على كل شى ء، فهب لى العون ‌فى‌ امورى كلها.
و انا المذنب الذى قد اثقلته ذنوبه، ‌و‌ احاطت ‌به‌ خطاياه، ‌و‌ سيطر عليه الشيطان، فقصر عما امرت ‌به‌ تفريطا، ‌و‌ تعاطى ‌ما‌ نهيت عنه تقديرا، ‌و‌ ‌ها‌ انا ذا ‌فى‌ ساحه الخوف ‌من‌ عقابك اتوسل اليك ‌ان‌ تمنحنى عفوك ‌و‌ غفرانك لكل ذنوبى الماضيه، ‌لا‌ تحرر ‌من‌ اثقالها، ‌و‌ ‌لا‌ حصل على رضاك الذى ‌هو‌ ‌سر‌ السعاده ‌فى‌ دنياى ‌و‌ آخرتى فاغفر لى.
 
و انا- ‌يا‌ رب- العبد الذى يخشى ‌من‌ ضغط غرائزه عليه ‌فى‌ مستقبل عمره، فتنطلق المعصيه ‌فى‌ حياته بعد التوبه، ‌و‌ ينحرف عن ‌خط‌ الطاعه بعد الاستقامه، ‌و‌ ‌لا‌ عصمه لى عن الذنوب الا منك، فهب لى العصمه الفكريه ‌و‌ الروحيه ‌و‌ العمليه ‌من‌ خلال القوه الايمانيه التى توازن بين العقل ‌و‌ العاطفه، ‌و‌ بين الغريزه ‌و‌ المسووليه، ‌و‌ بين الدنيا ‌و‌ الاخره، ليكون لى- ‌يا‌ رب- وعى مقامك ‌فى‌ عظمه ربوبيتك، ‌و‌ احساس الحاجه المطلقه اليك ‌فى‌ فيوضات نعمتك.
 ‌و‌ لك- ‌يا‌ رب- عهدى ‌فى‌ مستقبل ايامى ‌ان‌ ‌لا‌ اعود الى ‌ما‌ تكرهه ‌من‌ المعصيه، ‌و‌ ‌ان‌ انفتح على ‌ما‌ تحبه ‌من‌ الطاعه، ‌و‌ لكن، مهما تكن ارادتى ‌و‌ عزماتى ‌فى‌ كل قراراتى المستقبليه حول ‌ما‌ افعله ‌او‌ اتركه، فان مشيئتك التى تتحرك باسبابها الغيبيه هى الضمان ‌فى‌ ذلك كله.
 
اللهم استجب لى جميع ‌ما‌ سالتك:
 
 ‌يا‌ رب، هذه هى الكلمه التى احبها ‌فى‌ قلبى ‌و‌ اعيشها ‌فى‌ عقلى، ‌و‌ ارددها ‌فى‌ لسانى ‌و‌ احركها ‌فى‌ حياتى ‌و‌ وجدانى، لانها توحى الى بمعنى علاقتى الوجوديه بك ‌من‌ خلال تربيتك لى ‌فى‌ تنميه جسدى ‌و‌ ‌فى‌ تطوير عقلى، ‌و‌ ‌فى‌ رعايه حياتى ‌فى‌ مجالات النمو الذى يفتح لى اكثر ‌من‌ باب، ‌و‌ يحلق ‌بى‌ ‌فى‌ اكثر ‌من‌ افق.
 ‌يا‌ «حنان» انها الينبوع الذى يتفجر بكل حنانك الذى ينساب ‌فى‌ روحى فتفيض بالسعاده الروحيه ‌فى‌ انسيابها الحنون الذى يغمر كل كيانى بالطمانينه ‌و‌ الاسترخاء ‌و‌ الاستقرار ‌لا‌ سيما عندما تحيط ‌بى‌ وحشه الواقع، ‌و‌ غربه العمر، ‌و‌ ضغط الخيبه، ‌و‌ مراره الخذلان، فتمنحنى حنانك، ‌و‌ ‌يا‌ لروعه الاشراق ‌و‌ الفرح الروحى ‌فى‌ حنانك الذى يتحرك ‌فى‌ سره الغيب ‌و‌ الشهود!
 «يا منان» انها منتك ‌و‌ عطيتك التى مننت بها على ‌فى‌ كل وجودى باسراره الخفيه التى اكدت معنى انسانيتى فيه، فلم يعد وجودا جامدا متحجرا ثابتا ‌فى‌ مكانه، ‌و‌ بحركته التى تطوف ‌به‌ ‌فى‌ كل العالم ‌من‌ خلال المعرفه الرحبه الواسعه التى تعيش شموليه الانفتاح ‌و‌ الحركه الباحثه عن كل جديد، المنفتحه على كل آفاق الواقع، ‌و‌ بانطلاقه ‌فى‌ عالم الدنيا التى تعيش فيها مسووليتى، ‌و‌ ‌فى‌ عالم الاخره التى اواجه فيها نتائج المسووليه، ‌و‌ اعيش الشوق للجنه ‌و‌ نعيمها، ‌و‌ للرضوان منك ‌و‌ روحيته، لك المنه ‌يا‌ رب ‌فى‌ ذلك كله.
 ‌يا‌ ذا الجلال ‌و‌ الاكرام، ‌و‌ يحلق الفكر ‌فى‌ آفاق جلالك، فاى جلال اعظم منه، ‌و‌ يبحث الحس عن فضلك ‌و‌ اكرامك، فاى فضل اعظم ‌من‌ فضلك الذى وهب للانسان كل وجوده ‌و‌ كل نعمه، اسالك بربوبيتك التى ترعانى بكل حنانك ‌و‌ مننك ‌ان‌ تستجيب لى كل ‌ما‌ سالتك ‌فى‌ حاجاتى الماديه ‌و‌ المعنويه مما طلبته منك ‌و‌ رغبت اليك فيه، فلتكن ارادتك التى ‌لا‌ تنفك عن المراد، ‌و‌ تقديرك الذى يبلغ المدى الذى قدرته ‌فى‌ الواقع، ‌و‌ قضاوك الذى يتحرك بالحتميه ‌فى‌ الواقع الذى تصنعه، ‌و‌ انفاذك لحكمك ‌و‌ اتمامه، فليكن ‌فى‌ ذلك الخيره التى تنفتح على الخير لى ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره ‌فى‌ كل قضائك، ‌و‌ ليتحرك فضلك على لتتحقق لى السعاده بعطائك، ‌و‌ لتنطلق الزياده المتجدده دائما ‌فى‌ حاجاتى كلها ‌و‌ امورى كلها ‌من‌ امتداد فضلك ‌و‌ سعه ملكك ‌فى‌ رحابه الدنيا ‌فى‌ حدودها، ‌و‌ ‌فى‌ سعه الاخره ‌فى‌ خلودها ‌و‌ نعيمها ‌يا‌ ارحم الراحمين.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

دعاوه فى الصلاه على حمله العرش و كل ملك مقرب
دعاوه فى الالحاح على الله تعالى
دعاوه فى یوم الاضحى و یوم الجمعه
دعاوه اذا استقال من ذنوبه
دعاء دخول شهر رمضان
دعاوه عند الصباح و المساء
دعاوه فى طلب العفو و الرحمه
دعاوه لنفسه و اهل ولایته
و كان من دعائه (علیه السلام) بعد الفراغ من صلاه ...
دعاوه عند الشده و الجهد و تعسر الامور

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^