فارسی
جمعه 14 ارديبهشت 1403 - الجمعة 23 شوال 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

دعاوه لنفسه و اهل ولایته

دعاوه لنفسه ‌و‌ اهل ولايته
 
 مفاهيم الدعاء:
 
 ‌ان‌ كل انسان يحب نفسه ‌و‌ اهل ولايته ‌من‌ اقربائه ‌فى‌ النسب، ‌و‌ احبائه ‌فى‌ العشره، ‌و‌ لذلك فهو يرغب- لها ‌و‌ لهم- كل خير ‌و‌ يكره كل شر، ‌و‌ هذا امر تدفع اليه فطره الانسان الصافيه ‌فى‌ حمايته لوجوده ‌و‌ رغبته ‌فى‌ تهيئه العناصر الحيه لامتداده ‌و‌ قوته، ‌و‌ كراهته لكل الاوضاع التى تدمر حياته ‌و‌ ترهق استمراره ‌و‌ تفسد عليه طمانينته.
 ‌و‌ لهذا كانت الاهتمامات الروحيه لديه ‌فى‌ الاولويات المعنويه ‌و‌ الماديه التى تقربه الى الله ‌فى‌ مواقع رضاه، ‌و‌ تبعده عن مواقع سخطه، ‌و‌ تحرك الوجود الانسانى ‌فى‌ ذاته، ليكون مرتبطا بارادته، فيكون فقره منفتحا على غناه، ‌و‌ ضعفه متحركا ‌فى‌ استمداد قوته، ‌و‌ ذله خاضعا لعزته، ‌و‌ وحشته محتاجه لانسه، حتى يعيش الاحساس بالثبات ‌فى‌ وجوده بعيدا عن كل حالات الاهتزاز التى تسقط روحه، ‌و‌ تهز توازنه، ‌و‌ تبتعد ‌به‌ عن الالتزام الدينى.
 ‌و‌ هذا الدعاء يشتمل على العناوين المتنوعه التى تجمع ‌فى‌ داخلها كل تطلعات الانسان الى الله ‌فى‌ ‌ما‌ يريده منه لنفسه ‌و‌ لاهل ولايته، ‌من‌ توفيقه لكل الاعمال التى تجعله اثيرا لديه مقبولا عنده، فلا يفتضح امام الله ‌فى‌ سيئاته ‌و‌ جرائمه، عندما يتحرك ‌فى‌ الحياه بدون جرائم ‌و‌ فضائح، ‌و‌ ‌من‌ استغنائه عن الناس ‌فى‌ كل هباتهم فلايرغب الى احد ‌من‌ خلال عطاء الله، ‌و‌ ‌من‌ الامن ‌من‌ وحشه الناس القاطعين له، فلا يعيش الوحشه ‌من‌ ‌اى‌ انسان ‌فى‌ انسه بالله ‌و‌ صلته له، ‌و‌ ‌من‌ تدبير الله له بما يسهل اموره لدى الناس بدلا ‌من‌ تدبير امور الناس المتصله ‌به‌ ضده، ‌فى‌ ‌ما‌ يسهل اوضاعهم لديه ‌و‌ يعقد اوضاعه عندهم، ‌و‌ ‌من‌ تيسير الغلبه له على الاخرين ‌لا‌ تيسيرها لهم عليه، ‌و‌ ‌من‌ الوقايه ‌من‌ عذابه، ‌و‌ الحفظ برحمته، ‌و‌ الهدايه بهدايته، ‌و‌ ‌من‌ تقريبه اليه باعتبار ‌ان‌ ذلك ‌هو‌ سبيل السلامه ‌و‌ الغنيمه، ‌و‌ ‌من‌ الكفايه ‌من‌ نوائب الزمان ‌فى‌ قسوتها ‌و‌ حدتها، ‌و‌ ‌من‌ مصائد الشيطان ‌فى‌ شروره ‌و‌ مكائده ‌و‌ وساوسه، ‌و‌ ‌من‌ مراره صوله السلطان ‌فى‌ نتائجها على الروح ‌و‌ الجسد.
 فالله ‌هو‌ الكافى، بقوته المطلقه، ‌و‌ ‌هو‌ المعطى ‌من‌ ملكه الواسع، ‌و‌ ‌هو‌ الهادى بنوره المشرق، فنحن نتوسل اليه ‌ان‌ يكفينا ‌و‌ يعطينا ‌و‌ يهدينا، لانه يملك ذلك كله، ‌و‌ يملك منا ‌ما‌ ‌لا‌ نملكه ‌من‌ انفسنا.
 فهو الكافى ‌ما‌ ‌لا‌ يكفى سواه، ‌و‌ المعطى ‌ما‌ ‌لا‌ يملكه غيره ‌من‌ صنوف العطاء، ‌و‌ ‌هو‌ الهادى الذى يحرك عناصر هدايته ‌فى‌ وجداننا ‌و‌ حياتنا كلها، فلا قيمه لخذلان الخاذلين اذا نصرنا، ‌و‌ لمنع المانعين اذا اعطانا، ‌و‌ لاضلال المضلين اذا هدانا.
 ‌و‌ ‌هو‌ المعز الذى يمنح عباده العز بارادته، ‌و‌ الغنى الذى يغنيهم برفده، ‌و‌ المرشد الذى يسلك بهم سبيله بارشاده، ‌و‌ الرب العظيم الكريم الذى يمنح القلوب السلامه اذا انفتحت ‌فى‌ ذكر عظمته، ‌و‌ الابدان الصحه ‌فى‌ شكر نعمته، ‌و‌ الالسن الانطلاق ‌فى‌ وصف مننه.
 انه الرب الذى تهفو القلوب اليه ‌و‌ تجثو العقول لديه، فلننطلق، ‌من‌ موقع احساسنا بالعبوديه له، ‌و‌ المسووليه عن الحياه المشرقه امامه، لندعو اليه كل الغافلين عن ذكره، البعيدين عن معرفته، ‌و‌ لندل عليه كل الضائعين عن مواقع هداه، لنكون بذلك ‌من‌ خاصته الذين يرتبطون ‌به‌ ‌و‌ ينفتحون عليه، ‌و‌ يعيشون كل نشاطهم ‌من‌ اجل ‌ان‌ يكون الدين كله لله، ‌و‌ ينطلق الانسان لتكون حياته كلها ‌فى‌ خدمته ‌و‌ ‌فى‌ عبادته.
 
انه الدعاء الذى يطوف بالانسان ‌فى‌ رحاب الله، ‌و‌ يطل ‌به‌ على آفاق رحمته، ‌و‌ ينفتح ‌به‌ على كل ‌ما‌ يقربه اليه، ‌و‌ ‌ما‌ يبعده عن الشيطان الرجيم...
 ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تنقضى عجائب عظمته، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ احجبنا عن الالحاد ‌فى‌ عظمتك، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تنتهى مده ملكه، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ اعتق رقابنا ‌من‌ نقمتك، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ تفنى خزائن رحمته، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ اجعل لنا نصيبا ‌فى‌ رحمتك، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ تنقطع دون رويته الابصار، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ ادننا الى قربك، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ تصغر عند خطره الاخطار، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ كرمنا عليك، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ تظهر عنده بواطن الاخبار، صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ لاتفضحنا لديك.
 

 انت العظيم الذى ‌لا‌ ‌حد‌ لعظمته:
 
 ‌يا‌ رب، انت العظيم الذى ‌لا‌ ‌حد‌ لعظمته، ‌و‌ ‌لا‌ منتهى لها ‌فى‌ كل اسرارها ‌و‌ عجائبها التى تتجدد ‌فى‌ مدى قدرتك، فلا تنطلق عجيبه ‌فى‌ ابداع الخلق الا لتتحرك عجيبه اخرى تملا القلوب ‌و‌ الاسماع، ‌و‌ ‌لا‌ ينفتح الانسان على صفه منها الا ليكتشف صفه اخرى ‌فى‌ آفاق العلو ‌و‌ الجلال ‌و‌ الكمال ‌و‌ الشرف ‌و‌ الجمال، انها العظمه ‌فى‌ المطلق الذى يتجاوز الحدود ‌و‌ ينفتح على اللانهايه ‌و‌ اللامحدود، فكيف تنقضى عجائبه بما نتمثله منها، ‌و‌ بما نكتشفه ‌من‌ اسرارها؟!
 صل على محمد رسولك ‌و‌ آله الطيبين الذين انتجبتهم ‌من‌ بين خلقك لرسالتك ‌و‌ لنهجك القويم ‌و‌ صراطك المستقيم، ‌و‌ امنعنا عن الانكار لعظمتك ‌من‌ خلال فقدان العمق ‌فى‌ الوعى، ‌و‌ الامتداد ‌فى‌ التفكير، ‌و‌ الوضوح ‌فى‌ الرويا، ‌و‌ اليقظه ‌فى‌ الروح، فان ذلك يبعدنا عن فهم ‌سر‌ الربوبيه ‌و‌ عظمه الالوهيه، ‌و‌ صفاء المعرفه لك، ‌و‌ ‌فى‌ ذلك كله، المشكله كل المشكله لحركه انسانيتنا ‌فى‌ ‌خط‌ عبوديتها الخاضعه لربوبيتك، ‌و‌ الضلال كل الضلال ‌فى‌ متاهات الجهل.
 
انت الملك الذى ‌لا‌ نهايه لملكه:
 
 ‌يا‌ رب، ‌و‌ انت الملك الذى ‌لا‌ نهايه لملكه ‌فى‌ مدى الزمان، لان الزمان ‌هو‌ بعض خلقك، فانت الذى تحتويه ‌و‌ تحركه بقدرتك، فلا يملك ‌ان‌ يحتوى ذاتك، ‌و‌ ‌ان‌ يحدد سلطانك، ‌و‌ نحن ارقاوك ‌فى‌ مواقع معصيتنا لك، ‌و‌ عبيدك ‌فى‌ حاجتنا اليك، فلا ترهق مصيرنا بغضبك، ‌و‌ ‌لا‌ تثقل رقابنا باغلال سخطك، بل حررها ‌من‌ عذابك، ‌و‌ اعتقها ‌من‌ نقمتك، فانت ولى العفو ‌و‌ الغفران ‌و‌ صاحب الرحمه ‌و‌ الرضوان.
 

 انت الرحيم الذى يهب الرحمه ‌و‌ العطاء:
 
 ‌يا‌ رب، ‌و‌ انت الرحيم الذى يعطى ‌فى‌ كل رحمه رحمه جديده، ‌و‌ يهب ‌فى‌ كل عطاء عطاء جديدا، فقد امتلات خزائن رحمتك بكل وسائلها ‌و‌ معطياتها، فلا تمنع احدا ‌من‌ عطائك، سواء ‌فى‌ ذلك الذين سالوك ‌و‌ الذين لم يسالوك، ‌و‌ الذين اطاعوك ‌او‌ عصوك، لانك تمنح الرحمه ‌من‌ خلال ‌سر‌ الرحمه ‌فى‌ ذاتك ‌لا‌ ‌من‌ خلال استحقاق العباد لها، ‌و‌ لذلك فانها تتجدد، كما ‌هو‌ النور المتدفق ‌من‌ الشمس، ‌و‌ الماء المتفجر ‌من‌ الينبوع ‌فى‌ الشمول ‌و‌ الحركه ‌و‌ الامتداد، كمظهر لحركيه الرحمه ‌فى‌ الارض ‌و‌ السماء ‌فى‌ حياه المخلوقات كلها.
 ‌و‌ اذا كانت الشمس تنتهى بانتهاء اجلها ‌او‌ تغرب ‌فى‌ وقت معين بعد شروقها، ‌و‌ اذا كانت الينابيع تجف بجفاف خزائنها الجوفيه، فان رحمتك ‌لا‌ تنتهى ابدا، ‌و‌ ‌لا‌ تبتعد عن كل الوجود ‌و‌ الموجود مطلقا، ‌و‌ ‌لا‌ تفنى خزائنه ‌فى‌ مدى الزمن كله ‌و‌ ‌فى‌ افق العطاء كله.
 اللهم فاجعل لنا نصيبا ‌من‌ هذه الرحمه تغنى ‌به‌ فقرنا، ‌و‌ تجدد ‌به‌ حياتنا، ‌و‌ تطيل ‌به‌ اعمارنا، ‌و‌ تمنحنا ‌به‌ الصحه ‌و‌ العافيه ‌و‌ الامن ‌و‌ الطمانينه ‌و‌ العفو ‌و‌ المغفره ‌و‌ الهدايه ‌و‌ الاستقامه ‌و‌ الراحه ‌و‌ الطمانينه.
 
انت البعيد الذى ‌لا‌ تبلغه الابعاد:
 
 ‌يا‌ رب، ‌و‌ انت الذى ‌لا‌ تبلغ الابصار مدى رويتك، فاذا انطلقت ‌فى‌ الافق، ‌فى‌ الامتداد الواسع، لتتطلع الى وجهك، فانها تنقطع ‌و‌ تتضاءل ‌و‌ تنكمش ‌و‌ ترجع خاسئه قبل الوصول اليك، لانك ‌لا‌ تدركك الابصار مهما امتدت اليك، ‌و‌ لكن البصائر قد تبصرك بعقولها ‌و‌ مشاعرها ‌و‌ وجدانها.
 اللهم اننا نتوق الى القرب منك ‌فى‌ رحاب قدسك ‌و‌ رياض جنتك ‌لا‌ قرب المكان، فانك الذى ‌لا‌ يحويه مكان، ‌و‌ لكن قرب الروح ‌و‌ العقل ‌و‌ المنزله ‌و‌ الرضوان، فاذا لم تستطع ابصارنا ‌ان‌ تصل اليك ‌من‌ خلال الرويه، فهيى ء لنا الوسائل للدنو منك ‌فى‌ كل مواقع القرب لديك ‌و‌ منازل الكرامه عندك.
 

 انت القدير الذى ‌لا‌ ‌حد‌ لقدرته:
 
 اللهم ‌و‌ انت الرب الذى ‌لا‌ يبلغ قدرك ‌اى‌ قدر، ‌و‌ ‌لا‌ ترتفع ايه منزله الى منزلتك، بل يصغر كل صاحب قدر امامك، ‌و‌ يتضاءل كل مجد امام مجدك، لانك الذى اعطيت لكل ذى قدر قدره، ‌و‌ لكل صاحب مجد مجده، فلا قدر الا قدرك، ‌و‌ ‌لا‌ شرف الا شرفك.
 اللهم فاعطنا ‌من‌ الكرامه ‌ما‌ اعطيت الصالحين ‌من‌ عبادك، ‌و‌ ارفع منزلتنا الى المدى الذى نرتفع ‌به‌ الى مواقع طاعتك، لنكون ‌من‌ اهل الكرامه عليك تفضلا ‌و‌ احسانا منك.
 
انت المطلع على السر ‌و‌ اخفى:
 
 اللهم ‌و‌ انت الذى تعلم السر ‌و‌ اخفى، ‌و‌ تسمع وساوس الصدور، ‌و‌ تظهر لديك كل البواطن ‌من‌ اخبار خلقك، فلا يعزب عن علمك مقدار ذره، ‌و‌ ‌لا‌ يخفى عليك شى ء ‌فى‌ الارض ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ السماء، (و عنده مفاتح الغيب ‌لا‌ يعلمها الا ‌هو‌ ‌و‌ يعلم ‌ما‌ ‌فى‌ البر ‌و‌ البحر ‌و‌ ‌ما‌ تسقط ‌من‌ ورقه الا يعلمها ‌و‌ ‌لا‌ حبه ‌فى‌ ظلمت الارض ‌و‌ ‌لا‌ رطب ‌و‌ ‌لا‌ يابس الا ‌فى‌ كتاب مبين)(الانعام: 59).
 اللهم ‌و‌ انت المطلع على كل ‌ما‌ اخفيناه ‌و‌ اظهرناه ‌من‌ ذنوبنا، ‌و‌ كل ‌ما‌ اسررناه ‌و‌ اعلناه ‌من‌ عيوبنا، مما نفتضح ‌به‌ عند خلقك لو اطلعوا عليه، فلا تكشف عنا سترا سترته على رووس الاشهاد يوم تبلو اخبار عبادك، ‌و‌ ‌لا‌ تفضحنا عندك ‌فى‌ مواقف الحساب عندك، بل استر علينا ذلك كله بمغفرتك ‌و‌ رضوانك، فلا يبقى لدينا شى ء تحاسبنا ‌به‌ ‌او‌ تسالنا عنه ‌يا‌ رب العالمين.

اللهم اغننا عن هبه الوهابين بفضلك:
 
 اللهم انت ربنا الذى خلقتنا بقدرتك فاعطيتنا الوجود الذى ‌لا‌ يملك احد سره، ‌و‌ الهنا الذى اعطيتنا الرزق ‌من‌ خزائن فضلك، فاغنيتنا عن المخلوقين بغناك، ‌و‌ اخلصتنا بالانابه اليك عمن ‌هو‌ دونك.
 اللهم اكمل لنا فضلك ‌فى‌ مدى حياتنا، ‌و‌ هب لنا ‌من‌ رزقك ‌ما‌ تغنينا ‌به‌ عن هبات غيرك، فلا نمد ايدينا الى احد غيرك، ‌و‌ ‌لا‌ نرغب- مع بذلك- الى سواك.
 ‌و‌ اكفنا التاثر بالاساليب المثيره السلبيه التى يمارسها القاطعون ‌فى‌ ‌ما‌ يثيرونه ‌من‌ الوحشه النفسيه ‌فى‌ الذات كوسيله ‌من‌ وسائل الاسقاط الروحى، ‌و‌ الاحباط العملى، ‌و‌ ذلك ‌من‌ خلال استغلالهم للحاجات الملحه لكثير ‌من‌ الاشياء ‌فى‌ حياتنا، مما يملكونه ‌من‌ المال الذى ‌لا‌ نملك مثله، فيقطعوننا ‌فى‌ اشد الاوقات حاجه ‌و‌ حراجه لما عندهم.
 اللهم فاعطنا ‌من‌ صلتك ‌ما‌ يكفينا ذلك كله، حتى ‌لا‌ نشعر بالوحشه الروحيه ‌من‌ ‌اى‌ مخلوق، لان فضلك يملا قلوبنا بالانس الروحى الذى نعيش معه الغبطه ‌و‌ الفرح الكبير.

اللهم احفظنا ‌من‌ مكر الماكرين:
 اللهم، اننا نواجه الحياه ‌فى‌ بحر هائج ‌من‌ المشاكل، ‌و‌ عاصفه شديده ‌من‌ التحديات، ‌و‌ حركه خفيه ‌من‌ الناس الذين يكيدون لنا ‌و‌ يمكرون بنا ‌و‌ يواجهوننا بالوان العسف ‌و‌ الهوان، ‌من‌ خلال العقد التى يحملونها ‌فى‌ صدورهم ضدنا، ‌و‌ يعملون على التغلب علينا بكل الوسائل الوحشيه التى يحركونها ‌فى‌ مواجهتنا، ‌فى‌ استغلال حاقد لكل نقاط الضعف عندنا... اللهم، ‌و‌ انت القادر على كشف كيدهم ‌و‌ مكرهم مهما دبروا ‌من‌ الحيل، ‌او‌ حركوا ‌من‌ المكايد، ‌او‌ اخفوا ‌من‌ الخطط الخبيثه، فانهم اذا كانوا يملكون الدقه ‌فى‌ التخطيط الخفى للاضرار بالاخرين، فانك تملك ‌من‌ العلم بما يخفونه، ‌و‌ القدره على الاخلال بما يدبرونه ‌او‌ يخططون له، ‌ما‌ ‌لا‌ يملكونه ‌من‌ ذلك ‌او‌ ‌من‌ الدفاع عنه. اللهم فامكر لنا وكد لنا، ‌من‌ خلال ‌ما‌ تدبره ‌من‌ خفايا علمك بما تصرفه ‌من‌ كيدهم ‌و‌ مكرهم عنا، ‌و‌ بما تحقق لنا ‌به‌ النجاه ‌و‌ السلامه ‌فى‌ امورنا، ‌و‌ ‌لا‌ تكد علينا ‌و‌ ‌لا‌ تمكر بنا بان تتركهم ينجحون ‌فى‌ ‌ما‌ يريدون، ‌و‌ يصلون الى اهدافهم ‌فى‌ ‌ما‌ يخططون، فيكون تدبيرك عونا لهم على تدبيرهم، ‌و‌ بلاء لنا ‌فى‌ واقع امورنا. ‌و‌ اجعل لنا الغلبه عليهم لتكون الدوله لنا ‌فى‌ ‌ما‌ ناخذ ‌به‌ ‌من‌ شوون الحياه، ‌و‌ مواقع الحركه، ‌و‌ ‌لا‌ تجعل الغلبه لهم علينا لينالوا منا، فاننا نستلهم القوه منك اذا ضعفنا، ‌و‌ نتطلع الى النصر ‌فى‌ معارك الواقع اذا حاربنا، فانت مصدر القوه ‌فى‌ عبادك ‌و‌ ‌سر‌ النصر ‌فى‌ حركتهم ‌فى‌ ساحه المعركه، ‌و‌ انت الناصر ‌و‌ المعين.

اللهم اهدنا اليك، ‌و‌ ‌لا‌ تباعدنا عنك:
 
 ‌يا‌ رب، لقد عصيناك ‌فى‌ الصغير ‌و‌ الكبير، ‌و‌ قد اسخطناك ‌فى‌ الجليل ‌و‌ الحقير، فاستحققنا بذلك عقابك، ‌و‌ عشنا الخوف منك، ‌و‌ الرهبه ‌من‌ عذابك، ‌و‌ نحن هنا، ‌فى‌ مواقف العبوديه القلقه الخائفه التى يتنازعها الياس ‌و‌ الامل، ‌و‌ الخوف ‌و‌ الرجاء، فهل نطمع ‌فى‌ عفوك ‌و‌ غفرانك لنحصل على محبتك ‌و‌ رضوانك؟! ‌ان‌ الخوف منك يملا عقولنا ‌و‌ قلوبنا، فامنن علينا بالوقايه ‌من‌ كل ‌ما‌ نخشاه ‌من‌ النتائج السلبيه لاعمالنا، ‌و‌ احفظنا ‌من‌ كل ‌ما‌ نخافه ‌من‌ آثار معاصينا، فانك ‌ان‌ وقيتنا ‌من‌ ذلك كله، سلمنا ‌من‌ كل ‌ما‌ نخافه ‌و‌ نخشاه، ‌و‌ استقبلنا المصير كله بالسلامه كلها، فانه ‌لا‌ قيمه لسلامه ‌من‌ المخلوق اذا لم نحصل على السلامه ‌من‌ الخالق، ‌و‌ ‌لا‌ قيمه لعقاب المخلوقين اذا حصلنا على الرضوان ‌من‌ الخالق.
 «قال بعض العارفين ‌فى‌ قوله (ع) ‌فى‌ سجوده: «اعوذ بعفوك ‌من‌ عقابك، ‌و‌ اعوذ برضاك ‌من‌ سخطك، ‌و‌ اعوذ بك منك» انه حين امر بالقرب ‌فى‌ قوله تعالى: (و اسجد ‌و‌ اقترب)(العلق: 19). قال ‌فى‌ سجوده: «اعوذ بعفوك ‌من‌ عقابك»، ‌و‌ ‌هو‌ كلام عن مشاهده فعل الله، فاستعاذ ببعض افعاله ‌من‌ بعض، ‌و‌ العفو كما يراد ‌به‌ صفه العافى، قد يراد ‌به‌ الاثر الحاصل عن صفه العفو ‌فى‌ المعفو عنه، كالخلق ‌و‌ الصنع، ثم لما قرب فغنى عن مشاهده الافعال ‌و‌ ترقى الى مصادرها ‌و‌ هى الصفات قال: «و اعوذ برضاك ‌من‌ سخطك»، ‌و‌ هما صفتان متضادتان، ثم لما راى ذلك نقصانا ‌فى‌ التوحيد اقترب ‌و‌ ترقى عن مشاهده الصفات الى ملاحظه الذات، فقال: «و اعوذ بك منك»، ‌و‌ هذا فرار اليه منه مع قطع النظر عن الافعال ‌و‌ الصفات، فهذه ثلاث مراتب، ‌و‌ المرتبه الثالثه هى اول مقام للوصول الى ساحه العزه، ثم للسباحه ‌فى‌ لجه الوصول الى درجات اخر ‌لا‌ تتناهى، ‌و‌ لذلك لما ازداد، صلى الله عليه ‌و‌ آله قربا قال: «لا احصى ثناء عليك»، فكان ذلك حذفا لنفسه عن درجه الاعتبار ‌فى‌ ذلك المقام، ‌و‌ اعترافا منه بالعجز عن الاحاطه بما له ‌من‌ صفات الجلال ‌و‌ نعوت الكمال، ‌و‌ كان قوله بعد ذلك: «انت كما اثنيت على نفسك» كمالا للاخلاص، ‌و‌ تجريدا للكمال المطلق الذى ‌به‌ ‌هو‌ هو، عن ‌ان‌ يلحقه حكم لغيره ‌و‌ همى ‌او‌ عقلى. ‌و‌ نحن نلاحظ ‌ان‌ هذه النظره قد تكون دقيقه ‌و‌ لكنها بعيده عن ظاهر اللفظ ‌فى‌ معناه المتبادر منه مما يجعلها ‌فى‌ نطاق التكلف.
 اللهم، اننا نسالك الحفظ ‌من‌ كل سوء ‌فى‌ اجسامنا ‌و‌ ‌فى‌ عقولنا ‌و‌ ‌فى‌ كل جوانب حياتنا، فانت الوسيله الى ذلك، ‌و‌ بك الاستعانه عليه.
 ‌و‌ نسالك الهدايه ‌من‌ كل ضلاله ‌فى‌ الدين ‌و‌ الدنيا، لنصل اليك ‌من‌ اقرب طريق، ‌و‌ لنهتدى اليك ‌فى‌ ظلمات الحياه، فان الهدايه هى السبيل الوحيد للحصول على المعرفه العميقه الواسعه، المفتوحه على العلم كله، ‌و‌ العرفان كله، مما يفتح عقل الانسان على الحقيقه ‌فى‌ رحاب القدس ‌و‌ ‌فى‌ آفاق الغيب.
 ‌و‌ نبتهل اليك ‌ان‌ ‌لا‌ تبعدنا عن اللقاء بك ‌فى‌ ارواحنا ‌و‌ عقولنا ‌و‌ خطواتنا، لنعيش ‌فى‌ اجواء محبتك ‌و‌ ‌فى‌ مواقع رضوانك، ‌و‌ لنكون القريبين اليك ‌فى‌ ايماننا ‌و‌ اعمالنا الصالحه ‌و‌ تطلعاتنا الروحيه، ‌و‌ مشاعرنا القدسيه، فان القرب اليك ‌هو‌ الغنيمه كل الغنيمه، ‌و‌ الربح كل الربح ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره.

اللهم اكفنا نوائب الزمان:
 
 ‌يا‌ رب، اننا نواجه ‌فى‌ حياتنا الماديه ‌و‌ المعنويه، مشاكل ثلاث مما يثقل حياتنا بالضغوط الصعبه القاسيه، ‌و‌ يسى ء الى ديننا بالانحرافات العابثه اللاهيه، فهناك مشكله النوائب ‌و‌ المصائب التى يحتويها الزمان، ليدفع بها الى حياتنا خوفا ‌و‌ مرضا ‌و‌ خساره ‌و‌ هزيمه ‌و‌ فشلا، ‌و‌ هما ‌و‌ غما ‌و‌ كربا ‌و‌ حزنا ‌و‌ آلاما ‌و‌ جراحا ‌و‌ غير ذلك... مما يثير الاهتزاز ‌و‌ الارتباك ‌فى‌ حياه الانسان ‌فى‌ اكثر جوانبها، بحيث قد يخيل اليه ‌ان‌ الحياه عب ء ثقيل ‌و‌ مشكله صعبه لصاحبها.
 ‌و‌ هناك الشيطان الذى ينصب حبائله ‌و‌ مصائده ‌فى‌ عقولنا، ‌و‌ ‌فى‌ قلوبنا ‌و‌ خطواتنا ‌فى‌ الطريق الى اهدافنا ‌و‌ قضايانا، فهو يعمل على العبث بنا ‌من‌ خلال اثاره غرائزنا، ‌و‌ تحريك شهواتنا ‌و‌ اطماعنا، بوساوسه المتنوعه التى تزين لنا المعصيه، ‌و‌ تقبح لنا الطاعه، ‌و‌ تبعدنا عن مواقع رضوانك، ‌و‌ تقربنا الى ساحات سخطك، ليقودنا- ‌فى‌ نهايه المطاف- الى عذاب السعير.
 ‌و‌ هناك السلطان الجائر الذى يبسط سيطرته على المستضعفين ‌من‌ عبادك، فيصادر حرياتهم ‌و‌ ينهب اموالهم، ‌و‌ يذل عزتهم، ‌و‌ يسقط عنفوانهم، ‌و‌ يقتل الابرياء منهم، ‌و‌ ينشر الفساد ‌فى‌ مجتمعاتهم، ‌و‌ يمزق ‌و‌ حدتهم، ‌و‌ يضعف قوتهم، ‌و‌ يرهق اوضاعهم.
 اللهم فاننا نتوسل اليك ‌ان‌ تكفينا شده نوائب الزمان وحدتها، ‌و‌ ذلك بان تصرفها عنا ‌او‌ تخفف عنا ‌من‌ تاثيراتها القاسيه، فانك تملك ‌من‌ ذلك كله ‌ما‌ لانملك، ‌و‌ اذا كانت حكمتك تقضى بان تبتلينا، فان رحمتك تمنحنا الامل ‌فى‌ التخفيف ‌من‌ آثارها المهلكه ‌و‌ نتائجها المضره، حتى نستطيع ‌ان‌ نواجه الحياه بالرضى ‌و‌ الطمانينه ‌و‌ التوازن ‌فى‌ مواجهه الاحداث القويه الصعبه.
 ‌و‌ نبتهل اليك ‌ان‌ تعيذنا ‌من‌ احابيل الشيطان ‌و‌ خدعه ‌و‌ غروره ‌و‌ مصائده، ‌من‌ خلال ‌ما‌ يثيره ‌فى‌ عقولنا ‌من‌ الغفله عنك ‌و‌ عن كل حقائق الامور، ‌و‌ ‌ما‌ يحدثه ‌فى‌ قلوبنا ‌من‌ الوساوس ‌و‌ الهواجس ‌و‌ الحيره التى تودى بنا الى الضياع ‌و‌ الاهتزاز ‌فى‌ العواطف ‌و‌ المشاعر ‌و‌ الخلجات النفسيه، ‌و‌ التوترات الشعوريه، ‌و‌ ‌ما‌ يحركه ‌فى‌ خطواتنا ‌من‌ الزلل ‌و‌ الانحراف عن الخط المستقيم، ‌و‌ الارتباك ‌فى‌ خطوط المسووليه، ‌و‌ ‌ما‌ يوحى ‌به‌ ‌من‌ التطلعات المنحرفه ‌و‌ الظنون السيئه ‌و‌ الاحكام الظالمه، ليبعدنا عنك، ‌و‌ ليحولنا الى الموقع المضاد لارادتك، المعادى لاوليائك، ‌و‌ الموالى لاعدائك، ‌و‌ السائر على غير نهجك، ‌و‌ المنفتح على آفاق الكفر ‌و‌ الضلال، المنغلق عن اجواء الهدى ‌و‌ الايمان...، اللهم فاكفنا شره ‌و‌ نجنا ‌من‌ الوقوع ‌فى‌ شباك مصائده.
 ‌و‌ ندعوك ‌يا‌ رب ‌ان‌ تجيرنا ‌من‌ الظلم ‌و‌ الظالمين، ‌و‌ ‌من‌ استكبار المستكبرين، ‌و‌ ‌من‌ صوله السلاطين البعيدين عن الخضوع لسلطانك، المتجبرين على عبادك، المتكبرين على اوامرك ‌و‌ نواهيك، المتمردين على ‌خط‌ العدل ‌فى‌ شريعتك، الصادين عن سبيلك، فانت القادر على اجارتنا منهم، لان ارادتك هى الاقوى، ‌و‌ سلطانك ‌هو‌ الاعلى، ‌و‌ ملكك ‌هو‌ الاكبر.

اللهم اكفنا ‌و‌ اعطنا ‌و‌ اهدنا بفضل قوتك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ان‌ قوتك التى ‌لا‌ ‌حد‌ لها هى التى تمنح عبادك كل حاجاتهم، ‌و‌ تعطيهم كل كفاياتهم، ‌و‌ تحقق لهم كل امنياتهم، فقد افضت عليهم نعمه الوجود بعد العدم، ‌و‌ نعمه القوه بعد الضعف، ‌و‌ اجريت عليهم ‌من‌ فضل قوتك ‌فى‌ فيوضات نعمك ‌ما‌ يحقق لهم الكفايه ‌فى‌ حياتهم العامه ‌و‌ الخاصه...، فاكفنا- ‌يا‌ رب- ‌من‌ فضل قوتك ‌ما‌ كفيتهم.
 ‌و‌ انت- ‌يا‌ رب- الواسع ‌فى‌ غناك فلا نفاد لخزائنك، ‌و‌ ‌لا‌ تعداد لمواضع ملكك، فمنك العطاء كله، ‌و‌ لك الغنى كله، فلا عطاء الا ‌من‌ خلال عطائك، ‌و‌ ‌لا‌ جده لاحد الا ‌من‌ فضل جدتك، فاذا اعطى الناس لبعضهم البعض شيئا، فان ذلك ليس ‌من‌ الغنى الذاتى الذى يملكونه، بل ‌هو‌ بعض ‌من‌ غناك الذى اغنيتهم به، ‌و‌ ‌من‌ عطائك الذى تفضلت ‌به‌ عليهم، فكيف يتوجه الناس الى عطاء بعض الواجدين منهم ‌و‌ انت مصدر الغنى كله، ‌و‌ العطاء كله؟ فها نحن نتوجه اليك لتمنحنا ‌من‌ عطائك ‌ما‌ تغنى ‌به‌ حاجاتنا كلها، حتى لانرغب الى احد سواك، ‌و‌ ‌لا‌ نستجدى احدا غيرك.
 ‌يا‌ رب، ‌و‌ انت النور كله، منه يشرق العقل بنور الحقيقه، ‌و‌ القلب بنور الايمان، ‌و‌ الحياه بنور الهدى، ‌و‌ الحركه بنور الاستقامه، ‌و‌ الوجود بنور الرحمه ‌و‌ اللطف ‌و‌ الرضوان... ‌و‌ وجهك الذى ‌هو‌ رمز ذاتك، ‌هو‌ ‌سر‌ النور الذى يهتدى ‌به‌ المهتدون، فيخرجهم ‌من‌ ظلمات الضلال الى انوار الهدايه، فاعطنا- ‌يا‌ رب- بعضا ‌من‌ هذا النور الذى نهتدى ‌به‌ ‌فى‌ ظلمات الشكوك ‌و‌ الشبهات، ‌و‌ نستنير ‌به‌ ‌فى‌ قضايا الفكر ‌و‌ الحياه.

اللهم.. امنعنا بعزك. ‌و‌ اغننا بارشادك. ‌و‌ اسلك بنا سبيل الحق:
 
 اللهم انت ولينا ‌فى‌ كل امورنا، لانك الرب الخالق الذى منحنا ‌سر‌ الوجود، ‌و‌ اعطانا كل ضروراته ‌و‌ حاجاته، فمن ولايتك لنا كان استمرار وجودنا، ‌و‌ ‌من‌ نصرتك لنا كان ثبات حياتنا، ‌و‌ قوه موقعنا، ‌و‌ انتصار مواقفنا، فلا قيمه لولايه غيرك ‌من‌ عبادك، لان ولايته منطلقه ‌من‌ ولايتك له، فلا تزيدنا ولايته لنا شيئا، ‌و‌ ‌لا‌ يملك منها فرصه الا اذا كانت ارادتك ‌فى‌ الولايه هى الاساس ‌و‌ المنطلق، ‌و‌ ‌لا‌ قيمه لخذلانه- اذا اراد ‌ان‌ يخذلنا- عندما تقضى لنا بالنصر ‌و‌ الغلبه ‌و‌ العزه ‌و‌ الثبات، ‌من‌ خلال ولايتك لنا، فاعطنا- ‌يا‌ ربنا- المنعه ‌و‌ العزه، لنحصل على القوه ‌فى‌ مواجهه عبادك الذين يريدون اذلالنا ‌و‌ اسقاطنا ‌فى‌ مكر الماكرين ‌و‌ كيد الظالمين.
 اللهم ‌و‌ انت المعطى ‌من‌ خلال كرمك ‌و‌ سعتك، فاعطنا المزيد ‌من‌ عطائك حتى ‌لا‌ يضرنا منع المانعين ‌و‌ بخل الباخلين، لان المال مالك، فلا يملك احد شيئا منه الا بارادتك، فلا تحوجنا الى غيرك ‌فى‌ ذلك كله.
 اللهم ‌و‌ انت الهادى فمنك الهدايه كلها، فارزقنا ‌من‌ كل عناصرها ‌و‌ وسائلها ‌و‌ معانيها مما يملا عقولنا ‌و‌ قلوبنا كلها، فلا يبقى هناك شى ء للضلال الذى يثيره الاخرون فينا لينفذ الى داخلنا، ‌و‌ لذلك فانك ‌ان‌ هديتنا فلا يضرنا اضلال المضلين، لانهم لن يجدوا فراغا ينفذون منه الينا، ‌و‌ لان السائر ‌فى‌ طريق الحق بارشادك ‌لا‌ يمكن ‌ان‌ يخطى ء الطريق ‌او‌ ينحرف عنه.

اللهم اجعل سلامه قلوبنا ‌فى‌ ذكر عظمتك:
 
 ‌يا‌ ربنا، ‌ان‌ مشكله عقولنا ‌فى‌ ‌ما‌ تتحرك ‌به‌ انها مشغوله بالاستغراق ‌فى‌ مظاهر العظمه لعبادك، فهى ‌فى‌ شغل دائم ‌فى‌ تعداد خصال هذا ‌او‌ ذاك، ‌و‌ ‌فى‌ تعظيم صفات انسان لامع، ‌و‌ آخر مشهور، ‌و‌ مشكله ابداننا انها منفتحه على مواقع النعم الصادره ‌من‌ عبادك، فهى ‌فى‌ حركه دائمه لتملا فراغ اهتماماتها ‌فى‌ شكرهم على ‌ما‌ اولوها ‌من‌ قضاء حاجه، ‌و‌ ‌حل‌ مشكله، ‌و‌ تفريج كرب، ‌و‌ تنفيس هم، ‌و‌ رفع درجه، ‌و‌ نحو ذلك... ‌و‌ مشكله السنتنا انها منطلقه ‌فى‌ وصف منن المخلوقين ‌فى‌ ‌ما‌ يقدمونه لهم ‌من‌ عطايا ‌و‌ فواضل ‌فى‌ حاجاتهم ‌و‌ قضاياهم...
 ‌و‌ ‌ها‌ نحن نعانى، ‌من‌ ذلك كله، الكثير ‌من‌ النتائج السلبيه ‌فى‌ قضيه مصيرنا، بالبعد عنك، ‌و‌ الانحراف عن ‌خط‌ العبوديه، ‌و‌ الامعان ‌فى‌ ضلال الوعى، ‌و‌ فقدان الوضوح ‌فى‌ الرويا للحقيقه الكامنه ‌فى‌ ‌سر‌ الوجود كله، ‌و‌ هى انك- وحدك- الحقيقه ‌فى‌ العظمه ‌و‌ المنه ‌و‌ النعمه كلها، ‌و‌ ‌ان‌ الاخرين- مهما بلغوا ‌فى‌ درجه عظمتهم- ‌ما‌ ‌هم‌ الا ظلال للحقيقه، لانك انت الذى اعطيتهم هذه العظمه ‌و‌ الرفعه.
 اللهم فابعدنا عن هذا المرض القلبى، ‌و‌ امنحنا الصحه الروحيه ‌و‌ السلامه القلبيه ‌فى‌ الاستغراق ‌فى‌ عظمتك حتى ‌لا‌ نحس باى وجود غير وجودك، ‌و‌ ايه عظمه غير عظمتك، فنذكر ذلك كله بالكلمه التى تستعرض كل ‌ما‌ يمكننا التعرف عليه ‌من‌ مظاهر العظمه ‌و‌ صفاتها، ‌و‌ بالعقل ‌و‌ الروح اللذين ينطلقان ‌فى‌ آفاق قدسك، ‌فى‌ عمليه خضوع عميق لها، ‌و‌ بالواقع الذى نتحرك فيه لنخشع لك ‌فى‌ كل ‌ما‌ ياخذ ‌به‌ ‌او‌ يدعه ‌من‌ مواقع الرغبه ‌فى‌ رضاك ‌و‌ البعد عن سخطك. ‌و‌ اجعل الفراغ الذى يحكم ابداننا عندما نبحث عن نشاط حيوى، يوكد المضمون الانسانى لها، ‌و‌ يجعل ‌من‌ انسانيتها حركه ‌فى‌ اتجاه الوصول الى الحياه الرفيعه ‌فى‌ الطريق الى الله.
 اللهم ‌و‌ اجعل فراغنا مملوءا بشكر نعمتك، لان الشكر يمثل المدلول الروحى للانفعال بالنعمه الالهيه التى ‌لا‌ يحصى مواردها احد، لانها اكثر ‌من‌ ‌ان‌ تحصى، ‌و‌ يوكد الاحساس الانسانى ‌فى‌ الاعتراف بالجميل. ‌و‌ للشكر مظهران، مظهر الكلمه المعبره عن المعنى ‌و‌ هى كلمه الشكر لله، ‌و‌ مظهر العمل الذى يجسد الفكره ‌فى‌ الطاعه لله ‌و‌ الخضوع له ‌فى‌ كل اموره الصغيره ‌و‌ الكبيره.
 ‌و‌ اطلق السنتنا ‌فى‌ تعداد مننك المتواليه ‌فى‌ حياتنا، ليكون ذلك تعبيرا صارخا عن احساسنا بها، ‌و‌ انفتاحنا عليها، ‌و‌ تقديرنا لها، ‌من‌ خلال تاكيدنا للموقف العبودى ‌فى‌ عبوديتنا لك ‌يا‌ رب العالمين.

 اللهم اجعلنا ‌من‌ دعاتك ‌و‌ خاصتك:
 
 ‌يا‌ رب، اجعلنى الانسان الذى يعيش حركيه الدعوه ‌و‌ فكرها ‌و‌ قضيتها، كمنطلق لدعوه الناس اليك ليتعرفوا توحيدك ‌و‌ عظمتك ‌فى‌ جلالك ‌و‌ كمالك، ‌و‌ ينفتح على الهدى الذى يقدمه للناس ‌فى‌ خطوط الحق ‌فى‌ كتابك ‌و‌ سنه رسولك، ‌و‌ ‌فى‌ حركه العقل الذى يدل عليك ‌من‌ موقع فطرته الاصيله ‌و‌ منهجه الواضح، ‌و‌ امتداده المنفتح على الفكر ‌فى‌ جميع موارده ‌و‌ مصادره ‌فى‌ ‌ما‌ يمكن للانسان ‌ان‌ يبلغ مداه، لاكون ‌من‌ هداتك الذين يحملون الدلاله عليك رساله كبرى، ‌من‌ اجل ‌ان‌ تكون كلمه الشيطان هى السفلى، ‌و‌ تبقى كلمتك هى العليا ‌فى‌ وجدان الناس العقلى ‌و‌ الروحى ‌و‌ الشعورى ‌و‌ الحركى ‌فى‌ كل موقع للانسان فيه قضيه، ‌و‌ للحياه فيه حركه، ‌و‌ لله فيه امر ‌او‌ نهى.
 ‌يا‌ رب اجعلنى ‌من‌ خاصتك الخاصين لديك الذين يعيشون الايمان ‌فى‌ خصوصياتهم الذاتيه، ‌و‌ الصلاح ‌فى‌ شوونهم الخاصه، ‌و‌ المحبه لك ‌فى‌ عمق مشاعرهم الشخصيه، ‌و‌ التطلع الى محبتك ‌فى‌ حياتهم الداخليه، ليحصلوا على حبك لهم ‌من‌ خلال حبهم لك ‌فى‌ اتباعهم لرسولك الداعى اليك ‌فى‌ كل رسالته.
 ‌يا‌ ارحم الراحمين، ‌يا‌ رب الرحمه ‌و‌ اله المرحومين، هبنا لنا رحمتك ‌فى‌ كل حياتنا، ‌و‌ ‌فى‌ كل حركتنا ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره...
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

دعاء وداع شهر رمضان
دعاوه فى یوم عرفه
دعاوه فى طلب العفو و الرحمه
دعاوه لنفسه و اهل ولایته
دعاوه فى استكشاف الهموم
دعاوه فى التذلل لله عز و جل
دعاوه فى الالحاح على الله تعالى
دعاوه فى التضرع و الاستكانه
دعاوه فى الرهبه
دعاوه فى دفاع كید الاعداء و باسهم

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^