فارسی
شنبه 22 دى 1403 - السبت 10 رجب 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

دعاوه فى طلب الستر و الوقایه

دعاوه ‌فى‌ طلب الستر ‌و‌ الوقايه
 
 ‌فى‌ هذا الدعاء حديث ابتهالى عن تطلعات الانسان الروحيه امام ربه للتخفف ‌من‌ نتائج الخطايا الصادره منه، عمدا ‌و‌ خطا، سرا ‌و‌ علانيه، على مستوى الدنيا ‌فى‌ فضائحها التى يسقط الانسان تحت تاثيرها الاعلامى اجتماعيا، ‌و‌ على مستوى الاخره ‌فى‌ مواقف الحساب الدقيق بين يدى الله الذى قد يشعر الانسان فيه بالخيبه ‌فى‌ فقدان فرصه النجاه ‌من‌ سخط الله ‌و‌ عذابه، ‌من‌ خلال ‌ما‌ اكتسبه ‌من‌ السيئات، ‌و‌ اجترحه ‌من‌ الخطايا التى تقربه ‌من‌ النار ‌و‌ تباعده عن الجنه.
 ‌و‌ هكذا كانت القضيه عنده ‌ان‌ يمنحه الله ‌من‌ كرامته كمثل الفراش الوثير الذى يستلقى عليه ليحس بالراحه ‌و‌ الطمانينه، ‌و‌ ‌ان‌ يورده ينابيع الرحمه التى يستقى منها الماء الصافى الذى يروى ظماه الروحى، ‌و‌ ‌ان‌ يحله ساحه جنته التى يعيش فيها فى نعيم دائم، ‌و‌ ‌ان‌ يبقى اسراره المستوره، ‌و‌ عيوبه المكتومه ‌فى‌ دائره الخفاء، مما قد يكون عارا عليه ‌و‌ سبيلا للسقوط، فلا تبرز للناس ‌و‌ ‌لا‌ تنكشف لديهم، ‌و‌ ‌ان‌ يجعل اعماله ‌فى‌ دائره الرحمه ‌لا‌ ‌فى‌ دائره العدل، ‌و‌ ‌ان‌ يمنحه درجه الشرف ‌فى‌ رضوانه، ‌و‌ ‌ان‌ يكمل له كرامته بمغفرته، ‌و‌ ‌ان‌ يجعله ‌من‌ اصحاب اليمين الذين منحهم الله اعلى المواقع ‌فى‌ جنته، ‌و‌ ‌ان‌ يسير ‌به‌ ‌فى‌ دروب الامان ‌من‌ كل ‌ما‌ يعرضه للهلكه الدنيويه ‌و‌ الاخرويه، ‌و‌ يتحرك ‌به‌ ‌فى‌ مجتمعات الفائزين، ‌و‌ ينفتح ‌به‌ على الموقع الذى يعمر ‌به‌ مجالس الصالحين.
 اللهم صل على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ افرشنى مهاد كرامتك، ‌و‌ اوردنى مشارع رحمتك، ‌و‌ احللنى بحبوحه جنتك.
 
اللهم اكرمنى ‌و‌ ارحمنى ‌و‌ احللنى جنتك:
 
 ‌يا‌ رب، انا عبدك المتعب المجهد الذى يتقلب على فراش الشوك الذى يجرح روحه، ‌و‌ يدمى مشاعره، ‌و‌ ‌اى‌ شوك اقسى ‌من‌ شوك الخطايا التى تحاصرنى ‌و‌ تضغط على ‌و‌ تشعرنى بالمهانه امامك.
 فهل اطمع ‌يا‌ رب ‌ان‌ تكرمنى، ‌من‌ خلال لطفك ‌و‌ رحمتك، بان تمهد لى الفراش الناعم الوثير ‌من‌ كرامتك، فاتحسس فيه انسانيتى المفتوحه على العزه الممنوحه لى منك، ‌و‌ اعيش السعاده ‌فى‌ الاحساس بالطمانينه الروحيه التى ‌لا‌ ذل معها، ‌و‌ ‌لا‌ مهانه بعدها؟
 ‌و‌ انا الظامى ء الذى تلهث روحى عطشا ‌فى‌ ‌ما‌ يشبه الحريق، ‌و‌ يظماء قلبى لهاثا ‌فى‌ ‌ما‌ يشبه الاختناق، ‌و‌ الحياه امامى صحراء ‌فى‌ عناصر الحقد ‌و‌ العداوه ‌و‌ البغضاء التى ترهق مشاعرى، ‌و‌ تتعب اقدامى، ‌و‌ تبعدنى عن سواء الطريق، فلا واحه توحى لى خضرتها ‌و‌ ينابيعها الصافيه بالامل ‌فى‌ الراحه ‌و‌ الارتواء، فلا اجد امامى الا السراب ‌فى‌ الاحلام التى تطفو على وجه الرمال عندما تشرق عليها الشمس فتمنحها اللمعان الذى قد يوحى بالماء.
 فهل تبلغنى ‌يا‌ رب الغايه التى تطل ‌بى‌ على ينابيع الصفاء المتفجره برحمتك ، لاشرب منها ‌و‌ اشرب، فتبتل عروقى الظامئه، ‌و‌ ارتوى حتى الامتلاء، لان ظماء الروح اقسى ‌من‌ ظماء الجسد، ورى القلب اكثر عذوبه ‌من‌ رى العروق؟!
 ‌و‌ انا الانسان الذى حدثته عن جنتك التى يعيش فيها الناس المومنون اخوانا على سرر متقابلين، فلا يحمل فيها احد حقدا على احد (و نزعنا ‌ما‌ ‌فى‌ صدورهم ‌من‌ غل) (الاعراف: 43) ‌و‌ ‌لا‌ يشعر المقيمون فيها بالخوف ‌و‌ الحزن، بل ‌هو‌ الامان ‌و‌ الفرح الروحى الذى ‌لا‌ يطوف ‌به‌ الحزن لان الالام بعيده عن اجواء الجنه، ‌و‌ قد حشدت فيها ‌ما‌ تشتهيه الانفس ‌و‌ تلذه الاعين، ‌و‌ قد جاء الحديث عن نعيمها «فيها ‌ما‌ ‌لا‌ عين رات ‌و‌ ‌لا‌ اذن سمعت ‌و‌ ‌لا‌ خطر على قلب بشر»، ‌و‌ اعظم ‌ما‌ فيها انها تعبر عن رضوانك، الذى ‌هو‌ اكبر ‌من‌ كل نعيم مادى، ‌و‌ قد عشت ‌يا‌ رب الجنه حلما كبيرا، ‌و‌ لكنى قصرت ‌فى‌ الاخذ بالوسائل التى تجعلنى ‌من‌ اهلها باستحقاق، ‌و‌ ربما بلغت الموقع الذى يجعلنى اقف على شفا حفره ‌من‌ النار، فهل احلم- ‌يا‌ رب- ‌و‌ انت الكريم الذى ‌لا‌ ‌حد‌ لكرمه، ‌و‌ الرحيم الذى تبلغ رحمته يوم القيامه الى المستوى الذى يتطاول لها عنق ابليس، هل احلم حلما واقعيا بان تحلنى ‌فى‌ سعه الجنه ‌لا‌ عيش السعاده الروحيه ‌و‌ الجسديه ‌فى‌ اجواء رحمتك؟!
 اللهم اكرمنى بالستر ‌و‌ العفو ‌و‌ العافيه:
 
 ‌يا‌ رب، انى اخاف ‌ان‌ تردنى ‌رد‌ الحرمان، فلا تستجيب لى ‌فى‌ سوالى، فاشعر بالمهانه كاقسى ‌ما‌ تكون، ‌و‌ بالاحباط كاشد ‌ما‌ يكون، لان حرمانك لى ‌لا‌ ينطلق ‌من‌ حاله بخل، تعاليت عن ذلك علوا كبيرا، بل ينطلق ‌من‌ اهمال ‌و‌ اسقاط لهذا العبد العاصى الذى لم ينفتح على نعمك بالشكر، ‌و‌ على اوامرك ‌و‌ نواهيك بالطاعه، ‌و‌ على مواقع عظمتك بالخشوع ‌و‌ العباده، ‌و‌ هذا ‌ما‌ ‌لا‌ يطيقه عقلى ‌و‌ قلبى، فلا تردنى ‌يا‌ رب ‌رد‌ الحرمان، بل اقبلنى ‌و‌ اقبل منى قبول الرب الرحيم لعبده الضعيف الخاطى ء الذى اتسعت رحمته له.
 ‌و‌ انا الانسان الذى يخشى ‌ان‌ يواجه الحرمان بالخيبه منك، فلا يطمع، ‌فى‌ اقبالك عليه، ‌و‌ نظرك اليه، فهل تمنحنى السعاده بالانفتاح على بواسع رحمتك؟...
و انا- ‌يا‌ رب- العبد الخاطى ء الذى اخذ بالسيئات ‌فى‌ كل حياته حتى احاطت ‌به‌ ‌من‌ كل جانب بحيث كادت حسناته- اذا كانت له حسنات- ‌ان‌ تذوب امام سيئاته، ‌و‌ اخشى ‌ان‌ ‌لا‌ تبقى لى حسنه اقف- ‌من‌ خلالها- مرفوع الراس بين يديك ‌فى‌ موقف الحساب اذا ‌و‌ اجهتنى بالقصاص الذى تسقط فيه الحسنه ‌فى‌ مقابل السيئه، فاسالك ‌ان‌ ‌لا‌ تاخذنى بالقصاص، ‌و‌ لكن بالعفو.
 ‌و‌ انا الذى اكتسب ‌من‌ الخطايا ‌ما‌ يجعل وقوفه طويلا صعبا للحساب، بحيث قد تاخذ المناقشات فيه- بما تحمله ‌فى‌ طبيعتها الذاتيه ‌من‌ استقصاء مفرداتها - الكثير ‌من‌ حراجه الموقف، فلا تضعنى ‌فى‌ هذا الموضع بل اجعل حسابى يسيرا.
 ‌و‌ اذا كنت قد كتمت على ‌ما‌ اسلفته ‌من‌ الخطايا، ‌و‌ سترت على ‌ما‌ اسرفت فيه ‌من‌ الذنوب، فلا تكشف ذلك عنى، ‌و‌ ‌لا‌ تظهره للناس ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره، فانك ولى الستر ‌و‌ العفو ‌و‌ العافيه ‌يا‌ خير الساترين.


 اللهم ‌لا‌ تعلن على الناس خبرى:
 ‌يا‌ رب، لقد اكدت ‌فى‌ كتابك على انك العدل الذى تحكم على عبادك بميزان الانصاف، فلا تضيع عمل عامل منهم ‌من‌ ذكر ‌و‌ انثى، ‌و‌ ‌لا‌ تعاقب ايا منهم بما ‌لا‌ يستحقه، (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ‌و‌ ‌من‌ يعمل مثقال ذره شرا يره) (الزلزله: 8 -7)، فاذا عاقبتهم على عصيانهم، لم تظلمهم، ‌و‌ قد قلت- ‌و‌ قولك الحق- (و ‌ما‌ ظلمناهم ‌و‌ لكنهم كانوا انفسهم يظلمون) (النحل: 118).
 ‌و‌ اذا عفوت عنهم فبرحمتك، ‌و‌ انت العفو الغفور، ‌و‌ لهذا فان عبادك يتطلعون الى عفوك ‌فى‌ واقع رحمتك، لانهم لن يحصدوا الا النتائج السلبيه لاعمالهم ‌فى‌ الاخره اذا عوملوا بمنطق الاستحقاق الذى ‌هو‌ منطق العدل حيث تجازى فيه الحسنه بالحسنه ‌و‌ السيئه بالسيئه.
 اما الفعليه، فقد ‌لا‌ يبلغ الكثيرون منهم واقع الفعليه ‌فى‌ العقاب، لانك تقبل التوبه عن عبادك ‌و‌ تعفو عن السيئات، ‌و‌ تغفر كل شى ء الا الشرك، لكن اذا تاب المشرك عن شركه ‌و‌ اخذ باسباب الايمان بالتوحيد غفرت له ‌و‌ عاملته بما تعامل ‌به‌ المومنين ‌من‌ لطفك ‌و‌ احسانك.
 ‌يا‌ رب، اجعلنى ممن تحمله على ميزان العفو ‌و‌ المغفره، ‌و‌ ‌لا‌ تجعلنى ممن تحمله على ميزان العدل ‌و‌ الانصاف، لانه ‌لا‌ طاقه لى بعدلك، فقد يودى ‌بى‌ الى العذاب ‌و‌ الهلاك، ‌و‌ ‌لا‌ نجاه لى الا بعفوك.
 ‌و‌ اعود ‌يا‌ رب ‌لا‌ طلب منك ‌ان‌ تجعلنى ‌فى‌ سترك الذى سترت ‌به‌ جميع خلقك، فلا تظهر اخبارى السيئه للناس، ‌و‌ استرها على، حتى ‌لا‌ اقع تحت تاثير عارها الذى يسقط موقعى ‌فى‌ نظر الناس، ‌و‌ ابعد عن اعينهم ‌و‌ اسماعهم ‌ما‌ يودى ‌بى‌ الى العيب عندك.
اللهم شرفنى برضوانك ‌و‌ غفرانك:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ان‌ رضوانك الذى يفيض على عبادك بالروح ‌و‌ السكينه ‌و‌ السعاده الروحيه التى تحلق بهم ‌فى‌ مواقع القرب عندك، ‌هو‌ الشرف ‌فى‌ اعلى الدرجات، فهل اطمع ‌فى‌ ‌ان‌ تمنحنى منه ‌ما‌ يشرفنى بك ‌و‌ عندك، ‌و‌ يرتفع ‌بى‌ الى الدرجه العليا؟!
 ‌و‌ ‌ان‌ مغفرتك هى الكرامه التى تكرم بها الخاطئين ‌من‌ عبادك، لانها تخرجهم ‌من‌ النقصان بما اسلفوا ‌من‌ الذنوب، الى الكمال بما منحتهم ‌من‌ طهر العصمه منها، فهب لى ‌يا‌ رب هذا الكمال ‌فى‌ غفرانك حتى ‌لا‌ اتخبط ‌فى‌ النقص الانسانى الذى يتمرغ ‌فى‌ ‌و‌ حول الخطايا.
 ‌و‌ قد تحدثت- ‌يا‌ رب- عن اصحاب اليمين، بانهم اصحاب الدرجه الرفيعه عندك ‌و‌ المنزله القريبه منك، ‌من‌ خلال ‌ما‌ قدموه ‌من‌ الطاعات، اللهم فاجعلنى منهم بما توفقنى له ‌من‌ الاعمال الصالحه، ‌و‌ اجمع بينى ‌و‌ بينهم ‌فى‌ درجاتهم العاليه، ‌و‌ انهج بحياتى ‌يا‌ رب ‌فى‌ الدروب التى اصل بها الى مواقع الامن ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره، فلا اتحرك ‌فى‌ خوف، ‌و‌ ‌لا‌ اسقط امام حزن، بل اعيش الطمانينه الروحيه ‌لا‌ سيما ‌فى‌ الاخره ‌فى‌ رحاب الجنه التى اعددتها للمتقين، ‌و‌ ذلك ‌هو‌ قولك سبحانك ‌و‌ تعاليت: (ان المتقين ‌فى‌ جنات ‌و‌ عيون ادخلوها بسلام آمنين) (الحجر: 46 -45).
 ‌و‌ اجعلنى ‌فى‌ الجماعه التى قسمت لها الفوز العظيم بدخول الجنه (لا يستوى اصحاب النار ‌و‌ اصحاب الجنه اصحاب الجنه ‌هم‌ الفائزون) (الحشر: 20). ‌و‌ اجعلنى ‌من‌ الصالحين ‌لا‌ كون ممن ياخذ باسباب الصلاح ‌لا‌ نفتح على كل مجالسهم بالفكر الذى يبنى للحق قواعده، ‌و‌ بالمنهج الذى يركز له مواقفه، ‌و‌ بالانفتاح الواعى على كل حركه للصلاح ‌و‌ للصالحين، تعمر ‌ما‌ خربه الفاسدون ‌و‌ المفسدون.
 اللهم استجب لنا ذلك كله، ‌و‌ اقبل منا كل ابتهالاتنا ‌و‌ دعواتنا ‌يا‌ رب العالمين.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

دعاوه فى الصلاه على حمله العرش و كل ملك مقرب
دعاوه فى الالحاح على الله تعالى
دعاوه فى یوم الاضحى و یوم الجمعه
دعاوه اذا استقال من ذنوبه
دعاء دخول شهر رمضان
دعاوه عند الصباح و المساء
دعاوه فى طلب العفو و الرحمه
دعاوه لنفسه و اهل ولایته
و كان من دعائه (علیه السلام) بعد الفراغ من صلاه ...
دعاوه عند الشده و الجهد و تعسر الامور

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^