فارسی
جمعه 14 ارديبهشت 1403 - الجمعة 23 شوال 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

دعاوه فى التضرع و الاستكانه

دعاوه ‌فى‌ التضرع ‌و‌ الاستكانه
 
 ‌لا‌ ‌بد‌ للانسان الذى يعيش الاحساس بالعبوديه المطلقه لربه ‌من‌ التعبير عنها، بمختلف الاساليب ‌و‌ الوسائل، ‌من‌ اجل تعميق معانيها ‌فى‌ نفسه، ‌و‌ اعلان ذلك ‌فى‌ ترديد خاشع ‌فى‌ دعائه، ‌و‌ ذلك بالتذلل لله ‌فى‌ تعداد حاجته اليه ‌فى‌ كل شى ء ‌و‌ فقره الى عطائه، لان وجوده ‌لا‌ يمتد ‌و‌ ‌لا‌ يقوى الا بارادته، ‌و‌ بالخضوع بين يديه تعبيرا عن الشعور بطبيعه هذا الوجود الضعيف امام الوجود المهيمن على كل شى ء.
 
و هذا ‌هو‌ الاسلوب الذى انطلق المنهج التربوى الاسلامى ‌فى‌ تحريك الانسان اليه ‌و‌ توجيهه نحوه، لانه الذى يوكد ارتباط الانسان بخالقه، ‌و‌ ‌هو‌ الذى يزيد ‌فى‌ احساسه بالحاجه اليه، ‌و‌ يفتح له آفاق المحبه ‌و‌ الانفتاح اليه، لان مساله الصله بالله خاضعه دائما للعمق الشعورى بعظمته، ‌و‌ الاحساس الوجدانى بضعف الانسان امامه ‌و‌ الحاجه المطلقه اليه ‌فى‌ كل شى ء.
 ‌و‌ ‌فى‌ هذا الدعاء اكثر ‌من‌ فكره للحمد، ‌و‌ اكثر ‌من‌ نبضه شعوريه للتضرع، ‌و‌ اكثر ‌من‌ احساس روحى بالخضوع، ‌فى‌ جوله واسعه ‌فى‌ آفاق نعم الله ‌فى‌ مواقع الحمد، ‌و‌ ‌فى‌ اجواء الطاف الله ‌فى‌ حاجات الانسان، ‌و‌ ‌فى‌ تطلعاته الى المزيد ‌من‌ فضله، ‌و‌ ‌فى‌ رحاب عفو الله ‌و‌ مغفرته لكل ذنوبه، ‌و‌ ‌فى‌ فيوضات رحمه الله ‌فى‌ كشف الضر عنه ‌و‌ حمايته ‌من‌ كل سوء، ‌و‌ رعايته ‌فى‌ كل اموره ‌و‌ نصره على اعدائه، ‌و‌ امنه ‌من‌ كل خوف، ‌و‌ انقاذه ‌من‌ كل فضيحه، ‌و‌ اعانته على نفسه بتقويه ‌ما‌ تعانيه ‌من‌ ضعف ‌فى‌ الاقبال على الطاعه ‌و‌ البعد عن المعصيه، ‌و‌ ‌فى‌ ابعاده عن السقوط تحت تاثير همومه الكثيره ‌و‌ عن وسوسه نفسه، ليحصل ‌من‌ ذلك كله على الشعور بالامن ‌و‌ الطمانينه ‌من‌ خلال التوحيد العملى الروحى ‌فى‌ توجيه الدعاء اليه وحده، ‌و‌ تحريك الرجاء له دون سواه، فهو مستودع السر، ‌و‌ ‌هو‌ موضع الشكوى ‌و‌ غايه التوكل، ‌و‌ ‌هو‌ ولى الخلاص ‌من‌ كل سوء، ‌و‌ الفرج ‌من‌ كل شده، ‌و‌ ‌هو‌ الملاذ لكل ‌من‌ لاذبه، ‌و‌ ولى العفو ‌و‌ الغفران الذى ‌لا‌ يحرم عباده ‌من‌ خير الدنيا ‌و‌ الاخره بالرغم ‌من‌ قله شكرهم له، ‌و‌ ‌هو‌ ارحم الراحمين.
 الهى احمدك- ‌و‌ انت للحمد اهل- على حسن صنيعك الى، ‌و‌ سبوغ نعمائك على، ‌و‌ جزيل عطائك عندى، ‌و‌ على ‌ما‌ فضلتنى ‌به‌ ‌من‌ رحمتك، ‌و‌ اسبغت على ‌من‌ نعمتك، فقد اصطنعت عندى ‌ما‌ يعجز عنه شكرى.
 ‌و‌ لو ‌لا‌ احسانك الى ‌و‌ سبوغ نعمائك على، ‌ما‌ بلغت احراز حظى ‌و‌ ‌لا‌ اصلاح نفسى، ‌و‌ لكنك ابتداتنى بالاحسان، ‌و‌ رزقتنى ‌فى‌ امورى كلها الكفايه، ‌و‌ صرفت عنى جهد البلاء، ‌و‌ منعت منى محذور القضاء.
 الهى فكم ‌من‌ بلاء جاهد قد صرفت عنى، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ نعمه سابغه اقررت بها عينى، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ صنيعه كريمه لك عندى.
 انت الذى اجبت عند الاضطرار دعوتى، ‌و‌ اقلت عند العثار زلتى، ‌و‌ اخذت لى ‌من‌ الاعداء بظلامتى.
 

 الهى انت الذى ابتداتنى بالاحسان:
 
 ‌يا‌ رب، ‌ها‌ انذا اقف بين يديك موقف الحامد لك، فانت- وحدك- اهل الحمد بكل صفاتك ‌و‌ تقديرك للخلق ‌فى‌ كل الامور، فليس هناك شى ء ‌لا‌ تحمد عليه، حتى ‌ان‌ حمد خلقك مستمد ‌من‌ حمدك، اننى احمدك بما يختزنه الحمد ‌من‌ معنى الشكر للخير النازل ‌من‌ عندك، فقد احسنت الصنيع الى ‌فى‌ انطلاقه وجودى بكل تفاصيله، ‌و‌ اسبغت على نعمتك بما يجعل حياتى اكثر راحه ‌و‌ امنا، ‌و‌ اجزلت لى العطاء حتى شمل كل شان ‌من‌ شوون حياتى، ‌و‌ فضلتنى على كثير ‌من‌ خلقك بما وهبت لى ‌من‌ مننك، ‌و‌ هذا ‌هو‌ الاحسان الذى امتد الى كل حياتى ‌فى‌ مفرداتها الصغيره ‌و‌ الكبيره، بحيث ‌لا‌ استطيع ‌ان‌ اجد كلمه شكر ترتفع الى مستواه، و لو ‌لا‌ هذا الاحسان الذى غمرنى، ‌و‌ الانعام الذى فاض على حياتى، لم استطع- بقدراتى الذاتيه- ‌ان‌ احصل على نصيبى ‌من‌ حظ الحياه، ‌او‌ احصل على الفرصه ‌فى‌ اصلاح نفسى ‌من‌ حيث ‌ما‌ تريده ‌و‌ ‌ما‌ تحتاجه ‌و‌ ‌ما‌ تتطلع اليه ‌فى‌ قضايا الحياه، فقد يسرت لى ذلك كله تفضلا ‌و‌ ابتداء ‌من‌ دون مبادره منى تستحق ذلك، ‌و‌ اعززتنى عن الحاجه الى شرار خلقك ‌او‌ الانحناء امام الذين يملكون بعض مواقع النعمه، بما رزقتنى ‌من‌ الرزق الذى يحقق لى الكفايه ‌فى‌ حاجاتى كلها، و ابعدت عنى كل المتاعب التى يجرها البلاء الى، ‌و‌ صرفت عنى المحاذير الماديه ‌و‌ المعنويه التى ياتى بها القضاء فلم تقض بها على.
 ‌يا‌ رب، ماذا احصى- لو اردت الاحصاء- مما صرفت عنى ‌من‌ البلاء القاسى الذى يطبق على بجهده، ‌و‌ مما انعمت ‌به‌ على ‌من‌ النعم التى كانت قره عين لى ‌فى‌ حياتى كلها، ‌و‌ مما اغدقت على ‌من‌ كرائمك التى اعطيتنيها ‌فى‌ صنيعك لدى،
فقد اجبت دعائى ‌فى‌ كل ‌ما‌ طلبته منك ‌فى‌ كل حاجاتى الخاصه ‌و‌ العامه، ‌و‌ اقلت عثرتى ‌فى‌ كل زلاتى التى عانيت منها الكثير ‌فى‌ موقفى منك، ‌و‌ رزقتنى النصره على اعدائى ‌فى‌ كل الظلم الذى مار سوه ضدى.
 
الهى ‌ما‌ وجدتك بخيلا حين سالتك:
 
 ‌يا‌ رب، لقد سالتك ‌فى‌ حاجاتى كلها، ‌فى‌ ضرورات الحياه ‌و‌ كمالياتها، فلم تكن بخيلا على، فلم تمنعنى شيئا منها الا مما رايت فيه خلاف مصلحتى ‌فى‌ دينى ‌و‌ دنياى، بل كنت الكريم ‌فى‌ كل مواقع الكرم عندك.
 ‌و‌ لقد قصدتك ‌و‌ طلبتك ‌فى‌ كثير ‌من‌ امورى الماديه ‌و‌ المعنويه، فلم اجد منك الاعراض ‌و‌ الانقباض الذى يوحى بالرفض ‌و‌ الاهمال، بل وجدت- بدلا ‌من‌ ذلك- الانبساط ‌و‌ الاقبال على بما طلبت، فقد سمعت دعائى سماع المستجيب، ‌و‌ اعطيتنى طلبتى اعطاء الرحيم الكريم، ‌و‌ امتدت نعمك على امتدادا يشمل كل شوونى ‌و‌ كل زمانى، فلم يخل شان ‌من‌ شوونى ‌من‌ نعمك، ‌و‌ ‌لا‌ زمان ‌من‌ زمانى ‌من‌ كرمك ‌و‌ لطفك، فانت المستحق للحمد كله ‌فى‌ وجدانى الايمانى، ‌و‌ اما ‌ما‌ صنعته الى فهو الصنيع المبرور المشكور الذى لم يخالطه كفر ‌و‌ ‌لا‌ غمط ‌و‌ ‌لا‌ احتقار، مما يفرض على حمدك بكل حياتى ‌و‌ نفسى ‌و‌ لسانى ‌و‌ عقلى، حتى يتحول وجودى الى حاله حمد عميق ممتد ‌فى‌ الكيان كله، بحيث يمثل ‌فى‌ حجمه وسعته ‌و‌ امتداده حقيقه الوقار لك ‌و‌ الشكر لنعمتك بحيث يساويه ‌فى‌ كل مواقع الاخلاص لك فيه، ‌و‌ يرتفع ليبلغ منتهى رضاك عنى.
 فاجعلنى- ‌يا‌ رب- ‌من‌ الناجين ‌من‌ سخطك فذلك ‌هو‌ غايه الغايات عندى.
يا كهفى حين تعيينى المذاهب، اسالك العفو ‌و‌ المغفره:
 
 ‌يا‌ رب، ‌يا‌ الهى الذى اجد لديه الملجا ‌و‌ الملاذ ‌و‌ الكهف الذى آوى اليه، ‌فى‌ رحله الضياع التى افقد فيها وضوح وجهه السير، فلا اهتدى الى طريق واضح يصل ‌بى‌ الى الغايه الامنه المريحه فتهدينى الى مواقع الامن ‌و‌ النجاه لديك، سواء ‌فى‌ ذلك حاله اشتداد الازمات التى تضيق فيها الحلقات على الانسان، ‌او‌ حاله تشابك خطوط السير بحيث ‌لا‌ يتميز فيها ‌خط‌ عن ‌خط‌ فتربك خطوات الانسان ‌فى‌ مقاصده ‌فى‌ الحياه.
 ‌يا‌ الهى الذى يقينى العثره اذا زلت ‌بى‌ القدم ‌فى‌ حركه الطاعه فاقع ‌فى‌ المعصيه، فيسامحنى ‌و‌ يصفح عنى ‌و‌ ‌لا‌ يتركنى ‌فى‌ صرعه السقوط، ‌و‌ يستر على فلا يفضحنى على رووس الخلائق، ‌و‌ لو ‌لا‌ سترك عورتى ‌فى‌ خلائقى السيئه ‌و‌ اعمالى الشريره التى تودى ‌بى‌ الى الفضيحه بين الناس لكنت ‌من‌ المفضوحين الذين يعيشون ‌فى‌ هاويه السقوط الاجتماعى.
 ‌يا‌ رب الذى عشت ‌فى‌ ظلال قوته ‌فى‌ الظروف التى واجهت فيها القوى المضاده العدوانيه ‌فى‌ محاولتها للتغلب على بما تملكه ‌من‌ وسائل القوه، فمنحتنى فرصه النصر التى استطعت فيها ‌ان‌ اتغلب عليهم، ‌و‌ لو ‌لا‌ ذلك لكنت ‌من‌ المغلوبين الذين يسقطون تحت تاثير سيطره الاقوياء التى تلغى للانسان وجوده الفاعل الحر ‌فى‌ الحياه.
 ‌يا‌ الهى الذى يملك كل القوه فلا قوه ‌فى‌ الوجود الا له، لان قوه الاقوياء هبه ‌من‌ قوته، مما يجعل اولئك الذين يملكون بعض وسائل القوه التى تتيح لهم ‌ان‌ يكونوا ملوكا ‌او‌ روساء فيعملون على اذلال الضعفاء، تنحنى اعناقهم ‌فى‌ موقف الذل الخاضع الساحق للقوه الالهيه التى تمثل السلطه الشامله التى تحولهم- ‌فى‌ وعيهم لها- اشخاصا خائفين يرتجفون رعبا امام ‌ما‌ ينتظرهم ‌من‌ عقاب ‌و‌ عذاب.
 ‌يا‌ رب، ايها الله الذى ‌هو‌ الرب الذى ‌لا‌ ‌بد‌ للناس ‌من‌ ‌ان‌ ياخذوا باسباب التقوى ‌فى‌ خوفهم ‌من‌ عقابه، ‌و‌ رجائهم لثوابه، لانه- وحده- الذى يملك كل وجودهم، ‌و‌ ‌هو‌ الذى يملك لهم الضر ‌و‌ النفع ‌فى‌ كل امورهم.
 ‌يا‌ ‌من‌ له الاسماء الحسنى التى تنفتح معانيها على اشرف المعانى، ‌و‌ تتحرك مداليلها ‌فى‌ افضل صفات الكمال ‌و‌ الجلال، مما يجعل عباده منفتحين على كل معانى الرحمه ‌و‌ اللطف ‌و‌ العفو ‌و‌ المغفره، فتتيح لهم ‌ان‌ يتوسلوا اليه بها ‌من‌ خلال كل الايحاءات الروحيه التى يتطلعون فيها الى عفوه ‌و‌ غفرانه.
 اسالك العفو عن ذنوبى، ‌و‌ الغفران لها، فلا يبقى لها ‌اى‌ اثر سلبى على دنياى ‌و‌ آخرتى، بما قد ينتج عنها ‌من‌ غضبك ‌و‌ سخطك. اننى ‌لا‌ اطلب ذلك- ‌من‌ شده الخوف منك- ‌من‌ خلال ايه حاله ذاتيه، فلست ‌فى‌ موقع البراءه لتكون براءتى حجه لى ‌فى‌ موقفى امامك، فقد انذرت ‌و‌ اعذرت، فلم اتحرك على اساس وعى انذارك ‌و‌ اعذارك، ‌و‌ لست ‌فى‌ موقع القوه الذاتيه التى املك فيها الانتصار لنفسى، ‌و‌ هل يملك المخلوق القوه امام خالقه، ‌و‌ ‌لا‌ قوه له الا ‌به‌ ‌و‌ منه، ‌و‌ لست ‌فى‌ موقع القدره على الفرار لافر ‌من‌ عقابك الى ملجا امين.
و لكنى اطلب منك اقالتى ‌من‌ عثرتى، فانا- هنا- ‌فى‌ موقف الاستقاله ‌من‌ ذنوبى ‌و‌ معتذرا اليك، متنصلا منها بالتوبه اليك، فقد بدات احس بالهلاك يطبق على حياتى ‌من‌ خلالها، فقد احاطت ‌بى‌ ‌من‌ كل جانب بحيث فرضت على حصارا شاملا ‌فى‌ موقفى امامك.
 ‌و‌ انا- هنا- ‌يا‌ رب- الجا اليك فارا منها فتب على، متعوذا بك فاعذنى ‌من‌ نتائجها، مستجيرا بك ‌من‌ سلبياتها التى قد توقعنى ‌فى‌ نطاق غضبك، فلا تخذلنى ‌فى‌ استجارتى بك، معتصما بحبلك المتين فلا تسلمنى للهلاك، داعيا لك ‌فى‌ ابتهالاتى الروحيه، ‌و‌ عبوديتى الخالصه فاستجب لى دعائى ‌و‌ ‌لا‌ تدعنى - ‌فى‌ ردك لى- ‌فى‌ موقف الانسان الخائب الذى لم يحصل على ‌ما‌ يريد، ‌و‌ لم يصل الى ‌ما‌ يطلب ‌من‌ آماله ‌و‌ احلامه.
 

 ‌يا‌ ‌من‌ ادعوه فيجيبنى:
 
 ‌يا‌ رب، انا هنا ‌فى‌ موقف الداعى ‌من‌ موقع المسكنه المعبره عن الحاجه اليك، ‌و‌ الاستكانه الموحيه بالتذلل لك، ‌و‌ الخوف الذى يجعلنى ارتجف رعبا امامك ‌و‌ وجلا منك، ‌و‌ الفقر الذى احس معه بحاجه وجودى اليك، ‌و‌ الاضطرار الذى يسلمنى الى الالتجاء اليك، فلا ‌حل‌ لكل مشاكلى ‌و‌ اوضاعى الا عندك.
 
ان مشكلتى الكبرى هى هذا الضعف النفسى الذى يتجه ‌بى‌ الى الاهمال لكل مسوولياتى تجاهك ‌فى‌ طاعتى لاوامرك ‌و‌ نواهيك، ‌و‌ الوقوف موقف اللامبالاه امام الثواب الذى وعدته لاوليائك المتقين فلا تتحرك نفسى للمسارعه للحصول على ذلك، ‌او‌ العقاب الذى حذرته اعداءك المنحرفين فتتحرك نحو الاعمال التى قد تودى الى الوقوع تحت تاثير سخطك ‌و‌ عقابك، ‌و‌ قضيتى التى اتطلع اليها الخلاص ‌من‌ الهموم الكثيره التى تدفعنى الى الاحساس بثقل الحياه الشعورى ‌و‌ العملى على، مما يعطل مبادراتى ‌فى‌ كثير ‌من‌ اهتماماتى الماديه ‌و‌ المعنويه، ثم التحرر ‌من‌ وسوسه النفس التى يثيرها الوسواس الخناس ‌فى‌ افكارى المضطربه، ‌و‌ مشاعرى الملتهبه، فافقد حاله الطمانينه الروحيه، ‌و‌ الاستقرار الفكرى، ‌و‌ وضوح الرويه للاشياء، فاقع تحت تاثير افكار القلق ‌و‌ الحيره ‌و‌ الضياع التى قد تقودنى الى حاله ‌من‌ حالات التمزق النفسى.
 
يا رب، ماذا اعدد ‌او‌ اذكر ‌من‌ الطافك، فقد كنت اعيش خبث السريره ‌فى‌ كثير ‌من‌ الامور المتعلقه بحياتى مع الناس ‌و‌ بموقفى منك، ‌و‌ كنت المطلع عليها دون الاخرين، فلم تكشف سرها لهم ‌و‌ لم تفضحنى عندهم، ‌و‌ قد مارست الذنب اكثر ‌من‌ مره فعصيتك ‌فى‌ الصغير منه ‌و‌ الكبير، ‌و‌ انت القادر على معاقبتى ‌فى‌ الدنيا باهلاكى فامهلت ‌و‌ ابقيت.
 كنت ادعوك ‌فى‌ حاجاتى الكثيره، ‌و‌ اسالك ‌فى‌ آلامى لتخففها عنى ‌او‌ لتزيلها، ‌و‌ ‌فى‌ احلامى لتحققها، فكنت- ‌فى‌ ذلك كله- مجيبا للدعاء، بالرغم ‌من‌ انى كنت البطى ء ‌فى‌ استجابتى لك اذا دعوتنى ‌لا‌ متثال اوامرك ‌و‌ نواهيك.
 ‌و‌ يبقى ‌فى‌ روحى ‌و‌ عقلى السئوال تلو السئوال ‌فى‌ حوائجى للدنيا ‌و‌ الاخره ‌من‌ دون ‌ان‌ اشعر باى حاجز يحجزنى عنك، حتى ذنوبى التى اثقلت وجودى ‌و‌ علاقتى بك.
 ‌و‌ ترهقنى اسرارى الكامنه ‌فى‌ صدرى ‌فى‌ حاجه نفسيه الى ‌ان‌ اتحدث بها ‌لا‌ حد، فلا اجد الذين يحفظونه ‌و‌ يكتمونه ‌و‌ ‌لا‌ يستغلون سلبياته للاضرار بى، ‌و‌ لكنى افتح كل سرى لك- ‌و‌ انت المطلع على كل خفاياه- فاحس بالطمانينه ‌و‌ السكينه ‌و‌ الاستقرار النفسى لانى وضعته ‌فى‌ عهده الرب الذى يكتم على الانسان سره ‌و‌ يعالج كل خفاياه القلقه برحمته.
يا رب، لبيك لبيك... اننى هنا ‌فى‌ موقع الاقامه على طاعتك ‌من‌ عمق قرار الطاعه ‌فى‌ وجودى، ‌و‌ الاجابه لك ‌فى‌ وجدانى ‌فى‌ النداء الابتهالى، فلا تكون الاجابه واحده، ‌و‌ لكنها اجابه بعد اجابه ‌و‌ طاعه بعد اخرى ‌فى‌ اعلان المحبه العميقه ‌فى‌ قلبى، ‌و‌ الاخلاص الصافى ‌فى‌ روحى، لان معرفتى بعظمه الربوبيه ‌فى‌ ذاتك، ‌و‌ بلطف النعمه ‌فى‌ فضلك، تقودنى اليك ‌و‌ تربطنى بك، ‌و‌ تفتح لى كل الافاق الرحبه عليك، فانت الرب الذى يلجا اليك الشاكى لهمومه ‌و‌ آلامه، فتسمعه بحنان ‌و‌ عطف، ‌و‌ يتوكل عليك الحائر امام مخيف الحاضر ‌و‌ المستقبل، فتلقاه باللطف ‌و‌ الرحمه، ‌و‌ يعتصم بك الخائف فتخلصه ‌من‌ كل مخوف ليجد الامن عندك، ‌و‌ يلوذ بك المهموم ‌و‌ المكروب فتفرج عنه.
 
يا الهى، لقد انعمت على فلم اشكر، فلا تنزل ‌بى‌ الحرمان ‌من‌ خير الدنيا ‌و‌ الاخره عقوبه لى على كفران النعمه، بل اغفر لى ذنوبى التى تعلمها، فهذه هى رغبتى اليك ‌و‌ رجائى لك، ‌و‌ بيدك عذابى ‌و‌ ثوابى،
 
فان عذبت فانى استحق ذلك لانى الظالم لنفسى ‌و‌ لربى، المفرط ‌فى‌ ‌حق‌ ذاتى بالتوانى ‌فى‌ الطاعه، المهمل لمسوولياتى ‌و‌ المضيع لها، الاثم ‌فى‌ ارتكاب المعاصى، المقصر ‌فى‌ واجباتى ‌و‌ مسوولياتى، المغفل حظ نفسى الذى يتمثل بالايمان بك ‌و‌ الاستقامه ‌فى‌ دربك القويم، ‌و‌ ‌ان‌ غفرت لى، فلست اول ‌من‌ غفرت له، ‌و‌ انت ارحم الراحمين.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

دعاء وداع شهر رمضان
دعاوه فى یوم عرفه
دعاوه فى طلب العفو و الرحمه
دعاوه لنفسه و اهل ولایته
دعاوه فى استكشاف الهموم
دعاوه فى التذلل لله عز و جل
دعاوه فى الالحاح على الله تعالى
دعاوه فى التضرع و الاستكانه
دعاوه فى الرهبه
دعاوه فى دفاع كید الاعداء و باسهم

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^