عربي
Thursday 28th of November 2024
0
نفر 0

هل للقيام والخروج على الظالمين أصل في مذهب الإمامية ؟ أم لا ؟! إن قلتم : نعم ؛ فأوردوه لنا بالطرق القطعية ؟! وكيف تجمعون بينه وبين المشهور من مذهبكم من التقيّة ؟!

س 25 : هل للقيام والخروج على الظالمين أصل في مذهب الإمامية ؟ أم لا ؟! إن قلتم : نعم ؛ فأوردوه لنا بالطرق القطعية ؟! وكيف تجمعون بينه وبين المشهور من مذهبكم من التقيّة ؟!

ج 25 : الخروج على الظالمين قد يكون من الواجبات التي لا يقدّم عليها غيرها ، كما عمل الإمام الحسين (عليه السلام) عندما رأى أنّ شريعة جدّه لا يعمل بها ، فخرج ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا مجال هنا للتقيّة ، لأنّ الحفاظ على الدين والمذهب أهمّ من الحفاظ على النفس .

____________

1- مريم : 12 .


 

ا


 

أمّا إذا كان بالخروج إزهاق لأرواح كثير من المؤمنين ، دون أن توجد هناك فائدة أعظم للدين والمذهب ، يتوقّف عندها علماء المذهب في الخروج على الظالمين .

س 26 : لماذا لم يعمل الإمامية بمبدأ القيام والخروج على الظالمين قبل الخميني طيلة مئات السنين ؟!

ج 26 : قد عمل الكثير من علماء المذهب بنفس المنهج الذي سار عليه الإمام الخميني ، لكن الفرق أنّهم لم يستطيعوا التوصّل إلى النتيجة التي وفّق إليها الإمام الخميني .

س 27 : ما الفرق بين نظرية ولاية الفقيه عند الإمامية ، وبين الإمامة عند الزيديّة ؟

ج 27 : إنّ الإجابة على هذا السؤال تعود إلى الأُصول الاعتقادية عند الفريقين ، فلاحظ أنّ الإمامية القائلين بمبدأ ولاية الفقيه المطلقة أو المقيّدة ، لا يخرجون ويرفعون الفقيه من مجتهد إلى إمام .

وإذا قلت : أنّ أئمّة الزيديّة أيضاً مجتهدون ، فلا يبقى بينها سوى أنّ المجتهد الإمامي يستنبط من الأدلّة الشرعيّة التي قرّرها الله تعالى ، والمجتهد الزيديّ كالمجتهد من أهل العامّة ، يستنبط من أدلّة اختارها هو ، بعضها من دون دليل ، واتبع فيها هواه !

س 28 : هل ولي الفقيه حجّة على العباد أم لا ؟! إن لم يكن حجّة ، فما الحكمة من نصبه ؟!

ج 28 : الولي الفقيه حجّة على من يعتقد بولاية الفقيه ، وهذه مسألة فقهيّة لا تأتي النوبة إليها إلاّ بعد الفراغ عن الأُصول ، فهل أقررت بأُصول الإمامية حتّى نتناقش في فروعهم !!

س 29 : أين كانت نظرية ولاية الفقيه ألفا ومائتي سنة ؟

ج 29 : ولاية الفقيه موجودة عند جميع العلماء ، إلاّ أنّ هناك خلافاً في


 

  


 

حدود تلك الولاية ، فقسم من الفقهاء يرى أنّها عامّة ، وقسم يرى أنّها خاصّة ، والأبحاث فيها قديمة ، راجع ذلك في كتب الفقه .

س 30 : هل مناصرة الإمام الخميني واجبة أم لا ؟! إن قلتم : نعم ، فكيف يجب علينا مناصرة غير الإمام المنصوص عليه ، ولما لم توجبوا ذلك في حقّ أئمّة الزيديّة ؟!

ج 30 : واجبة على مقلّديه ومن يعتقد بولاية الفقيه ، أمّا بالنسبة لأئمّة الزيديّة فليس الواجب علينا إطاعتهم ما داموا ليسوا على الحقّ عندنا ، وهي مسألة ترجع إلى الأُصول .

س 31 : إن كانت ولاية الفقيه من الغائب ، فمتى التقى الغائب بالإمام الخميني حتّى يعطيه هذه الولاية ، وما هو الدليل القطعي على ذلك ؟!

ج 31 : الإمام الغائب (عليه السلام) لم ينصّب مجتهداً بعينه للتقليد ، وإنّما أعطى الشروط ، وكذا لولي الفقيه شروط عند القائلين بها ، وليس هو منصب لشخص بعينه ، وولي الفقيه يقوم مقام الإمام (عليه السلام) لحين ظهوره (عليه السلام) .

س 32 : ما هو الفرق إذاً بين تولّي الإمام الخميني لإعمال الإمامة ، وبين تولّي أئمّة الزيديّة لذلك ؟ ولماذا تعيبون عليهم جعل الإمامة في غير المعصوم المنصوص عليه من الله بالذات ؟!

ج 32 : الفرق بين الولي الفقيه والإمام الزيديّ ، هو أنّ الفقيه الشيعيّ لا يدّعي الإمامة لنفسه من الله ، ويعتقد أنّ الإمام الأعظم منصَّب من الله تعالى بالنصّ ، فهو تابع للأئمّة (عليهم السلام) ، ولا يعتقدون بأنّهم خلفاء الله في الأرض ، بل هم نوّاب عن الإمام ، وذلك مؤقت وسدٌّ للفراغ ، فإنّ ظهر الإمام المعصوم سلّم له زمام الأمر ، وكان من أتباعه وخدّامه ، فقد قال تعالى عن الإمامة العظمى : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } (1) .

س 33 : جاء في الأحاديث : أنّ أنصار الإمام المهديّ (عليه السلام) هم أهل اليمن ،

____________

1- البقرة : 30 .


 

  


 

وأهل خراسان ، وأنّ الراية اليمانية هي أهدى الرايات ، فما سبب أفضلية الراية اليمانية ؟ هل لأنّهم زيدية ؟ أم لأنّهم سيصبحون اثني عشرية ؟!

إذا كان لأنّهم سيصبحون اثني عشرية ؛ فمن سيهديهم إلى الاثني عشرية ؟ هل هم أصحاب الراية الخراسانية أم غيرهم ؟!

ج 33 : إنّ أحاديث الظهور وعلاماته تذكر خروج اليماني ، واليمن فيها من كلّ فرقة وطائفة ، فهل تجزم أنّه سيكون زيدياً ؟ وكذلك فإنّ اليماني يدعو ويمهّد للإمام المهديّ ـ بنصّ الأحاديث ـ ولا يدعو لنفسه ، كما قال (عليه السلام) ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى ، لأنّه يدعو إلى صاحبكم ، وهذا خلاف عقيدتكم .

وقد يكون اليماني هو الذي يدعو أهل اليمن للاثني عشرية ، وخصوصاً عندما يوصف في الأحاديث بأنّه يحمل راية هدى ، ويدعو للإمام المهديّ وينصره ، وكذلك تحذّر الأحاديث من التأويل وعدم نصرته ، لأنّه خلاف مذهب الناس ، هناك فقال (عليه السلام) : ( وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإنّ رايته راية هدى ، ولا يحلّ لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنّه يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم ) (1) .

ومن المعلوم : أنّ الحقّ المدّعى في رواياتنا هو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وقد يتغيّر أهل اليمن ، وكما هو واضح الآن انتشار التشيّع لديهم شيئاً فشيئاً ، والله العالم بالغيب .

س 34 : هل الإيمان بالإمامة عندكم ضرورة دينية لاكتمال وصحّة الدين الإسلاميّ أم لا ؟!

ج 34 : نعم ، وجوب الإيمان بالإمامة ضرورة دينية لاكتمال وصحّة الدين ، كما قال تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله) : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ

____________

1- الغيبة للنعماني : 256 .


 

  


 

تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } (1) .

فهذا الأمر العظيم المكمّل للدين ، وهذا التهديد بعدم الإكمال لولا وجود هذا الأمر وتبليغه ، يدلّ على عدم كمال الدين من دونه ، وخصوصاً أنّ هذه الآيات الكريمة تمثّل آخر ما نزل من القرآن الكريم على خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله) ، كذلك نزول آية إكمال الدين بعدها يبيّن أهمّية الإمامة وضرورتها ، قال تعالى: { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... } (2) .

وكذلك ما دلّت عليه الأحاديث الشريفة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) (3) ، وقوله : ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ) (4) ، وقوله : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) (5) .

والأئمّة الذين أمرنا النبيّ (صلى الله عليه وآله) بمبايعتهم وطاعتهم المطلقة ، هم خلفاء الله المعصومون الراشدون المهديّون ، وهم اثنا عشر ، كما قال (صلى الله عليه وآله) : ( لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ) (6) .

وروى أحمد في مسنده ، وحسّنه ابن حجر في فتح الباري ، عن ابن مسعود قال : ولقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال : ( اثنا عشر كعدّة نقباء بني

____________

1- المائدة : 67 .

2- المائدة : 3 .

3- صحيح مسلم 6 / 22 ، كتاب السنّة : 489 ، المعجم الكبير 19 / 335 ، المجموع 19 / 190 ، المحلّى 1 / 46 و 9 / 359 ، نيل الأوطار 7 / 356 ، كنز العمّال 6 / 52 .

4- كتاب السنّة : 489 ، مجمع الزوائد 5 / 225 ، مسند أبي يعلى 13 / 366 ، المعجم الأوسط 6 / 70 .

5- شرح المقاصد 2 / 275 .

6- صحيح مسلم 6 / 4 ، الآحاد والمثاني 3 / 128 ، مسند أبي يعلى 13 / 456 .


 

  


 

إسرائيل ) (1) .

ومذهبكم قطعاً يخالف هذا الحديث العظيم ، الذي حار فيه كلّ مخالف للإمامية ، فأهل السنّة لم يجدوا اثني عشر إماماً عادلاً ، حتّى يطبّقوا هذا الحديث ، وكذلك اختلفوا في تسميتهم ، وأنتم لديكم أكثر من هذا العدد قطعاً ، فلم ينطبق هذا الحديث على غير مذهب الاثني عشرية ، ولله الحمد والمنّة .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...
السؤال : إلى مركز الأبحاث العقائديّة .
ما حكم من أفطر في شهر رمضان لا لعذر ولم يقضِ حتى ...
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
المهدي هل هو حي أم سيولد بعد ذلك؟
السؤال: ما معنى الإرادة التكوينية ؟ والإرادة ...
السؤال: من المعلوم أنّ الشيخ الكليني مؤلّف ...
السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...

 
user comment