عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

زيارة أهل البيت

زيارة أهل البيت

زيارة أهل البيت

إن زيارة أهل البيت والتوجه إلى مراقدهم الطاهرة وخاصّة إذا كان الطريق إلى تلك العتبات المقدسة شاقاً إنما هي حقيقة كبرى تعبّر عن عمق الحب والولاء الذي يكنّه المؤمنون لأهل البيت، وقد تضمنت الكتب الحديثية من قبيل:

كامل الزيارات، مصباح الكفعمي، البلد الأمين، بحار الأنوار، وسائل الشيعة، تهذيب الأحكام، الاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه ومصادر أخرى أحاديث صحيحة حول أهمية زيارة أهل البيت^ فعلى سبيل المثال يتضمن كتاب بحار الأنوار 312، رواية حول هذا الموضوع فيما بين المحدث القمي في كتابه الشهير مفاتيح الجنان موضوع الزيارة بالاستناد إلى الروايات المعتبرة في ثمانية وعشرين فصلاً وزيارة القبور موجودة في مصادر الحديث لدى أهل السنة ([1]).

روايات في ثواب زيارة الأئمة الأطهار^

إن ترك زيارة قبر النبي’ جفاء والجفاء حرام على كل مسلم([2]).

وان زيارة قبره’ من تمام الحجج([3]).

وهكذا روى أيضاً عن أمير المؤمنين× أو زيارته’ من الأدب وعنده يستجاب الدعاء ([4]).

وروى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جدّه أنه زار السيدة فاطمة الزهراء فأخبرته عن النبي قوله’: >أنه من سلّم عليه ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة فقال: في حياته؟ قالت: بلى وبعد وفاته([5]).

وعن النبي’ ومن زار الحسن في البقيع ثبته الله على الصراط([6]).

ثواب زيارة الإمام الحسين×

روى محمد بن مسلم عن الإمام محمد ا لباقر× قوله:

>مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي×، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل<([7]).

وروي عن الإمام الصادق×:

>من زار قبر الحسين لله وفي الله، أعتقه الله من النار، وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه<([8]).

وروي عنه× أيضاً:

>من لم يأت قبر الحسين حتى يموت كان منتقص  الدين،


منتقص الإيمان وإن أدخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة<([9]). وقال الإمام الرضا×:

>من زار قبر الحسين بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه<([10]).

وعن أبي جعفر× قال: أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خدّه بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً<.

وعن أبي عبدالله× قال: >من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النار<.

وعن الريّان بن شبيب قال: دخلت على الرضا× في أوّل يوم من المحرّم فقال لي: يا ابن شبيب أصائم أنت فقلت: لا، فقال: إنَّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزّ وجلّ فقال: >ربِّ هب لي من لدنك ذرّية طيبة إنّك سميع الدعاء< فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا الله عزّ وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا×.

ثم قال: يا ابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً.

يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب‘ فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم >يا لثارات الحسين<.

يا ابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أنه لما قتل جدي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.

يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليك، فزُر الحسين×، يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين.

يا ابن شبيب إن سرّك أن يكن لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته >يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً<

يا ابن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلى من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة ([11]).

24 ـ مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن حسّان، عن [ابن] أبي شعبة، عن عبدالله بن غالب قال: دخلت على أبي عبدالله× فأنشدته مرثية الحسين بن علي‘ فلما انتهيت إلى هذا الموضع:

لبلية تسقو حُيناً

 

بسمقاة الثرى غير التراب

صاحت باكية من وراء الستر: يا أبتاه([12]).

وعن أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبدالله× فقال لي: أنشدني، فأنشدته فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، فأنشدته

أمرر على جدث الحسين

 

فقل لأعظمه الزكيّة

قال فلمّأ بكى أمسكن أنا فقال: مرَّ فمررت: قال: ثمّ قال زدني قال: فأنشدته:

يا مريم قومي واندبي مولاك

 

وعلى الحسين فأسعدي ببكاك

قال: فبكى وتهايج النساء قال: فلمّا أن سكتن قال لي: يا با هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة [فله الجنة] ثمّ جعل ينتقص واحداً واحداً حتى بلغ الواحد فقال: من أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنّة ثمّ قال: من ذكره فبكى فله الجنّة.

وروي عن أبي عبدالله× قال: لكلِّ سرّ ثواب إلا الدمعة فينا.

أي لكل شيء من الطاعة ثواب مقدّر إلا الدمعة فيهم فإنه لا تقدير لثوابها.

قال أمير المؤمنين×: >إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصرونا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا.

وعن ابن عباس قال: قال عليٌّ لرسول الله’: يا رسول الله إنّك لتحبُّ عقيلاً؟ قال: إي والله إنّي لأحبه حبين: حباً له وحباً لحبّ أبي طالب له وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول الله حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي.

قال ابن طاووس: روي عن آل الرسول’ أنهم قالوا: من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنّة، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة، ومن بكى وأبكى واحداً فله الجنة، ومن تباكى فله الجنة.

وعن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبدالله×: >يا با هارون أنشدني في الحسين× قال: فأنشدته قال: فقال لي: أنشدني كما تنشدون يعني بالرقة، قال: فأنشدته:

أمرر على جدث الحسين

 

فقل لأعظمه الزكيّة

قال: فبكى ثم قال: زدني، فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر.

قال: فلما فرغت قال: يا با هارون من أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراُ فبكى وأبكى خمسة كتبت لهم الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت لهما الجنة ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عزّ وجلّ، ولم يرض له بدون الجنة.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف من سوء العاقبة
النفس ومراحلها السبعة:
حديث من العرفاء:
أهل البيت^ والعبودية-2
وَالْحُبُّ فَرْعُ الْمَعْرِفَةِ
أهل البيت النور المطلق
التوسل بأهل البيت -2
10. علل اختفاء النعم
11.استكمال البركة
مراحل عبادة العارفين:

 
user comment