وكان الفرزدق الشاعر حاضراً فارتجل قصيدته قائلاً:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
فغضب هشام وأمر بسجنه في عسفان بين مكة والمدينة، فلما سمع زيد العابدين بذلك أرسل إليه أثني عشر ألف درهم، وقال: أعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به فردها وقال: يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضباً لله ولرسوله وما كنت لا رزأ عليه شيئاً : فردّها إليه، وقال، بحقيّ عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها([36]).
سعدي الشيرازي
وظل القمر غائباً جمال محمد |
|
والسرو لا يكون باعتدال محمد |
وقدر الفلك في كماله ليس شيئاً |
|
إذا ما قيس في كمال محمد |
موعد كل من أمرئ يوم القيامة |
|
وليلة الأسراء ليلة الوصل لمحمد |
آدم ونوح والخليل وموسى وعيسى |
|
كلهم جميعاً في ظلال محمد |
وعلى الأرض كادت السماوات تهوي |
|
لتقبل فقط حذاء محمد |
والشمس والقمر لا تشعان في أرض الحشر |
|
ليس من نور سوى جمال محمد |
سعدي أنت أردت العشق والغرام
فأعشق محمد وكفى وآل محمد([37])
كريم السحاب جميل النسيم |
|
نبي البرايا شفيع الأمم |
إمام الرسل وهادي السبيل |
|
أمين الإله مهبط جبرائيل |
شضيع الورى سيد البعث والنشر |
|
إمام الهدى صدر ديوان الحشر |
كليم والكون كله طوره |
|
وكل الأنوار أشعة نوره |
شفيع مطاع نبي كريم |
|
قسيم جسيم نسيم وسيم |
إلهي بحق بني فاطمة |
|
فتجعل إيماني بهم خاتمة |
فإن ترد دعوتي وما من قبول |
|
سأمسك بكفي ثوب آل الرسول([38]) |