عربي
Sunday 19th of May 2024
0
نفر 0

يقين العباد

إنّ لله سبحانه وتعالى عباداً بفضل نوره، قد وصلوا إلى منزلة من المعرفة، يعبّر عنها باليقين، فشحذوا هممهم لقصده سبحانه وتعالى، أملاً أن يلقي عليهم نظرة محبة، وتحمّلوا الصعوبات بكل همّها وغمّها، ليقضوا أيامهم وحياتهم في غمه، ومع همهم وغمهم الكثير فإنهم يعيشون حالة طمأنينة وراحة قلب، ولا ينظرون إلى الدنيا بعين المحبة، زادهم من الدنيا كزاد المسافر.
يقين العباد

يقول عاشق تقي:

سمعت من أحد عباد الحق الذي كان في اطراف الشام مشغولاً بالعبادة يقول:

إنّ لله سبحانه وتعالى عباداً بفضل نوره، قد وصلوا إلى منزلة من المعرفة، يعبّر عنها باليقين، فشحذوا هممهم لقصده سبحانه وتعالى، أملاً أن يلقي عليهم نظرة محبة، وتحمّلوا الصعوبات بكل همّها وغمّها، ليقضوا أيامهم وحياتهم في غمه، ومع همهم وغمهم الكثير فإنهم يعيشون حالة طمأنينة وراحة قلب، ولا ينظرون إلى الدنيا بعين المحبة، زادهم من الدنيا كزاد المسافر. 

فهم في خوف من الإمتحان، ولكنّهم يسيرون إليه علی عجل، يأملون النجاة من المهالك، ولا يستريحون لحظة من المناجاة والتضرّع إليه. 

أستغفر الله من كل شيء سواه، واستغفر الله من كل شيء مستعار. 

فإن قضيت لحظة من دون ذكره، فإنّي مراراً من تلك اللحظة استغفر الله. 

واللسان الذي لا يذكر الله كثيراً، احذر من شرّه واستغفر الله. 

انتهى العمر وجاءت لحظة الغفلة، ولم انتبه لهذه الغفلة استغفر الله. 

انقضى ريعان الشباب ومرت الشيخوخة، ولم اعمل شيئاً مفيداً استغفر الله. 

ولم اسجد سجدة واحدة طيلة حياتي، تفيدني استغفر الله. 

وكل شيء عملته كان خاطئاً فيه، واهرب منه استغفر الله. 

واتوب من أعمالي السيئة مائة مرة، ومن أقوالي ألف مرة أستغفر الله. 

أصبحت بعيداً عن ديار المحبّ يا فيض، واصبحت مهجوراً أستغفر الله. 

يضحون بدمائهم من أجل مرضاة الله، ويفكرون دائماً في الآخرة، و يصغون بأذن القلب، فإنك إن تراهم تقول إن بهم علّة وأفواههم مكمومة، داخلهم مجروح من غم عشق المحبوب، وقلوبهم محزونة وأبدانهم نحيفة، وعيونهم باكية، قد تخففوا من متاع الدنيا، لا يحتاجون إلى مرافقة أو مساعدة، قنعوا من الدنيا بأقلها، ومن الثياب بأردئها وأبسطها، يسكنون في بيوت خربة من دون أهل، ويفرّون من منازل الدنيا، ويفضّلون العزلة علی معاشرة الناس الذين يكونون السبب في البعد عن الله سبحانه وتعالى. 

يقتلون الليل بخنجر القيام والعبادة، وباطنهم مجروح من شدة التهجد والعبادة، كأن على رؤوسهم الطير من السهر، يستغرقون في المناجاة والدعاء، في لهفة الی الانتقال من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة. 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف الممدوح
من العبودية إلى الربوبية
نبع العرفان
الخوف من ضآلة النفس امام عظمة الخالق
النبّاش؛ سارق الأكفان
صفات الله في الأدعية
وصايا الإمام الصادق(ع) للمفضل
العرفان من لسان الإمام علي(ع)
مراحل الربوبية
طهارة القلب

 
user comment