عربي
Monday 20th of May 2024
0
نفر 0

الخوف المذموم

كيف يمكن لهذا الخوف ان يعينه بعد حادثة حتمية الوقوع، لا ثمرة للإنسان من هكذا خوف سوى الأسى والمشقة للبدن وعذاب الروح والاضطراب في الفكر والتعقل. وينبغي القول: لا سبب منطقي لهذا الخوف في وجود الإنسان سوى الغفلة والجهل.
الخوف المذموم

الخوف المذموم خوف لا علاقة له بالمسائل ذات المخاطر وكما لا ربط له بالمسائل الإلهية العليا مثل الخوف من عذاب اليوم الاخر، أو الخوف من مقام وهيبة الحق تعالى، بل سبب ذلك التصورات الباطلة والوهم والخيالات الذائفة بشأن بعض الأمور، مما ينشأ عن التخيلات والاوهام التي وبأدنى تأمل يدرك الإنسان ان خوفه مما لا طائل تحته وهو حالة غير  منطقية. 

معلم الاخلاق الكبير، المرحوم المولى مهدي النراقي، شرح حالة الخوف المذموم بشكل مفصل، وتقرؤون أدناه خلاصة ذلك:

1ـ الخوف مما هو أمر وقوعه حتمي، ولا يتمكن الإنسان اطلاقاً منع ذلك، مثل الأجل الطبيعي وهو محتم بالنسبة إلى الإنسان وأبيه وامه وذويه وباقي البشر، واولاده ورفاقه واصدقائه، فالإنسان الخائف من الآن؛ أي نفع يعود عليه هذا الخوف، أو أي ضرر يبعده ذلك عنه. 

كيف يمكن لهذا الخوف ان يعينه بعد حادثة حتمية الوقوع، لا ثمرة للإنسان من هكذا خوف سوى الأسى والمشقة للبدن وعذاب الروح والاضطراب في الفكر والتعقل. وينبغي القول: لا سبب منطقي لهذا الخوف في وجود الإنسان سوى الغفلة والجهل. 

2ـ الخوف مما هو أمر وقوعه وعدم وقوعه متكافئ الطرفين، كأن يغرس نبتة ويتخوف من أنها هل تثمر ام لا؟

حقاً، فأي معنى للخوف في هذا الخصوص وأمثاله؟ في هذه المرحلة؛ الإنسان موظّف أن يزرع النواة ويلتزم إلى جانب ذلك قواعد الزراعة، إن أثمرت فمن عنايته تعالى وفضله، وان بقيت دون ثمر، فينبغي البحث عن سبب ذلك، وابعاد ما من شأنه منع نمو الغرس، إضافة لذلك ينبغي معرفة ان كائنات هذا العالم المادي، معرضة للحوادث وقد تتوجه الحادثة احياناً إلى زراعة الإنسان ومحاصيله وهذه الحادثة هي باب من أبواب الابتلاء من قبل الحق تعالى لتنمية العباد، هنا بدل الخوف ينبغي السرور بانتخاب الله جل وعلا الإنسان للاختيار. واحياناً ايضاً تكون الحادثة غرامة لما صدر عن الإنسان من ذنوب، فإن العاقل هو الذي يعتبر بالحادثة ويجعل نفسه في ساحة التنامي والكمال وتدارك النواقص. 

فالخوف في هكذا أمور إذن، عمل عبثي ولا يتوجه ضرره إلا إلى اعصاب الإنسان ذاته. 

3ـ الخوف ـ دون برهان ودليل منطقي ـ ثمة اشياء كانت منذ القدم، أصبحت أرضية تثير الخوف والرهبة؛ كالخوف من جنازة الميت، أو الجن، أو من البقاء وحيداً  في البيت ليلاً. وسبب هذا الخوف هزيمة العقل امام قوة الوهم، وسبيل علاج هذا الخوف هو التمرين والرياضة. 

4ـ الخوف من حلول الموت ولها أسبابها، فبمعرفة تلك الاسباب وعلاجها، ينجو الإنسان من مسألة الوحشة من الموت ويحصل له الشوق تجاه سفر الاخرة. 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف الممدوح
من العبودية إلى الربوبية
نبع العرفان
الخوف من ضآلة النفس امام عظمة الخالق
النبّاش؛ سارق الأكفان
صفات الله في الأدعية
وصايا الإمام الصادق(ع) للمفضل
العرفان من لسان الإمام علي(ع)
مراحل الربوبية
طهارة القلب

 
user comment