عربي
Monday 20th of May 2024
0
نفر 0

معرفة الحق سبحانه وتعالى

انظروا عن طريق القرآن الكريم واهل البيت(ع) إلى لطفه وعنايته بالمحسنين، وإلى كرمه ولطفه وحبه، للمسيئين التائبين، ورحمته وكرمه لمحبيه في يوم القيامة.
معرفة الحق سبحانه وتعالى

من خلال مراجعة القرآن الكريم والآثار الإسلامية وعن طريقهما، سوف نجد أن الله سبحانه وتعالى ـ ذلك الوجود المقدس ـ هو منبع جميع صفات الكمال. صفات كمال لا نهاية لها. وندرک ان كل شيء في هذا الوجود هو في قبضته، وانه هو مبدأ الوجود، وأنّه اعطى كل شيء ما يليق به، ووهب للإنسان أكثر مما يستحقه. 

انظروا عن طريق القرآن الكريم واهل البيت(ع) إلى لطفه وعنايته بالمحسنين، وإلى كرمه ولطفه وحبه، للمسيئين التائبين، ورحمته وكرمه لمحبيه في يوم القيامة. 

انظروا إلى الآيات التي تبين وضع المحسنين في الجنة، وانظروا إلى روايات باب التوبة والمغفرة والشفاعة؛ شاهدوا كيف ان الله سبحانه وتعالى اسبغ محبته للموجودات جميعاً وخصوصاً الإنسان في هذه الدنيا وشاهدوا قوانينه السامية في القرآن الكريم لتأمين سعادة الإنسان، وتأملوا في ارساله الرسل، و نصبه الأئمة(ع) وفي حكمة الحكماء وعرفان العارفين، وكيف ان الله يخاطب خاتم الانبياء(ص) بأنّه رحمة للعالمين وأنّه وعد المحسنين بأجر عظيم، وكيف أنّه يخاطب المذنبين: أيّاً كنت، تُب وكفّر عن سيئاتك؛ فإني أغض البصر عن ذنوبك جميعاً؛ إلى أن يتعرف على الله أكثر فأكثر، ويصل بعد هذه المعرفة بعالم العشق والمحبّة؛ إلى طريق الله سبحانه وتعالى، ويحصل على المزيد من هذه المحبة. 

الانسان بمعرفته هذه، يجعل كل عشق مرتبطاً بعشقه لله، والله يغفر له جميع ذنوبه من أجله، فعندما تصله اوامر الله، يطيعها الإنسان بملء إرادته، وكذلك يجتنب معاصيه ولسان حاله:

يا من هو دواء للمتعبين، يا من ذكره راحة لروح العاشقين. 

فمئات آلاف العشاق أملهم بك، ويقولون في صحراء الغم، إنك آت. 

واحترقت الصدور لفراقك، وتبكي العيون لألم فراقك. 

شرب شيخ الانصار جرعة من شراب الشوق، فأصبح كالمجنون حيراناً يدور بين العالمين. 

ويقول الخواجة عبد الله الأنصاري: يا عزيزي، كل من لديه عزيمة العشاق فعليه ان يفصل قلبه عن جسده، ومن يقصد السفر إلى حرم الله فعليه ان يرحل إلى البادية، و ان يكون لديه قلباً طاهراً وصدراً متلهفاً وملتهباً. 

والعشق نار محرقة، وبحر لا ساحل له، وكلها روح، وهي قصة لا نهاية لها، والعقل والشعور في حيرة من أمره، والقلب عاجز امامه، يحفظ المعلوم ويفشي الاسرار، فالروح روحٌ، والفتوح فتوحٌ، فإذا سكت العاشق فإن قلبه يضطرب وينسى نفسه، وإذا ترك حبّه فحاله ينقلب، وتعلم المدينة بأسرها بخبره، والعشق هو نار وماء في آن واحد، وظلام ونور، والعشق داء لا دواء له، وهو دليل الحياة وسبب الممات، وهو ثروة الراحة وقاتل الآفة. 

قلب العاشق عرين الأسد، ولا يقصده إلا من أراد ان يودع الحياة، والحديث عن مغامرات العشق المؤلمة فإنه غير صحيح، و إظهار الشكوى من عذاب العشق خيانة، ومن اصابته أشعة العشق، نال سعادة الدنيا والآخرة. 

غاية القلب ومراد الجسم هو العشق، ورأس مال العمر هو العشق الأبدي. 

ذلك العشق الذي أبقى خضراً، فالعشق هو الحياة الأبدية[1]. 

ومما لا شك فيه أن العشق، دون معرفة المحبوب، ليس له معنى، فالمحبوب لن يحصل على هذا العشق، وبالطبع يمكن كسب هذه المعرفة عن طريق التدقيق في الآيات والآثار الإسلامية. 

 


[1]- «مخاطبات، خواجه عبد الله انصارى». 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخوف الممدوح
من العبودية إلى الربوبية
نبع العرفان
الخوف من ضآلة النفس امام عظمة الخالق
النبّاش؛ سارق الأكفان
صفات الله في الأدعية
وصايا الإمام الصادق(ع) للمفضل
العرفان من لسان الإمام علي(ع)
مراحل الربوبية
طهارة القلب

 
user comment