فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

الدعاء 49

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله دافع كيد الاعداء عمن دعاه ‌و‌ راد باسهم عمن طلب نصره ‌و‌ استدعاه، والصلاه والسلام على اشرف انبيائه، الذى كفاه المستهزئين ‌من‌ اعدائه ‌و‌ على اهل بيته الذين ترك عليهم ‌فى‌ الاخرين ‌و‌ جعلهم ائمه ‌و‌ جعلهم الوارثين.
 ‌و‌ بعد فهذه الروضه التاسعه والاربعون ‌من‌ رياض السالكين تتضمن شرح الدعاء التاسع والاربعين ‌من‌ صحيفه سيدالعابدين ‌و‌ قره عين الناظرين، صلوات الله عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الطاهرين، املاء راجى فضل ربه السنى على صدرالدين الحسينى الحسنى وفقه الله لمرضاته ‌و‌ جعله ‌من‌ الفائزين بنجاته.
 
الدفاع بالكسر: مصدر دافع الله عنه السوء بمعنى دفعه، ‌اى‌ نحاه عنه ‌و‌ حماه منه، ‌و‌ منه قوله تعالى: «ان الله يدافع عن الذين آمنوا».
 قال الجوهرى: دافع عنه ‌و‌ دفع، بمعنى تقول منه: دافع الله عنك السوء دفاعا انتهى.
 ‌و‌ قال الزمخشرى: معنى يدافع، يبالغ ‌فى‌ الدفع كما يبالغ ‌من‌ يغالب فيه لان فعل المغالب يجى ء اقوى ‌و‌ ابلغ.
 يعنى ‌ان‌ صيغه المفاعله للمبالغه فانها قد تجرد ‌من‌ وقوع الفعل ‌من‌ الجانبين ‌و‌ يقصد بها مجرد المبالغه ‌فى‌ الفعل فان الفعل متى غولب فيه بولغ فيه قطعا.
 ‌و‌ الكيد: مصدر كاده كيدا ‌من‌ باب- باع- خدعه ‌و‌ مكر به، ‌و‌ عرف بانه اراده مضره الغير خفيه، ‌و‌ الباس: الشده ‌فى‌ الحرب، ‌و‌ النكايه ‌و‌ المكروه.
 
الهدايه: الدلاله بلطف على ‌ما‌ يوصل الى المطلوب، ‌و‌ قد مر الكلام عليها مستوفى، ‌و‌ المراد بها هنا الدلاله على الحق الموجب للفوز بالنجاه.
 ‌و‌ اللهو: اشتغال الانسان عما يعنيه ‌و‌ يهمه بما لايعنيه، ‌اى‌ دللتنى على الحق بارسال رسولك ‌و‌ انزال آياتك ‌و‌ عرفتنى سبيل رضوانك، فاشتغلت عن ذلك بما ‌لا‌ يهمنى امره، ‌و‌ ‌لا‌ يضرنى تركه ‌و‌ كانه عليه السلام اراد بذلك الاشتغال بالمباحات عن الطاعات حال الاستمتاع بها.
 قال الراغب: يعبر باللهو عن كل ‌ما‌ ‌به‌ استمتاع قال تعالى: «لو اردنا ‌ان‌ نتخذ لهوا ‌لا‌ تخذناه ‌من‌ لدنا».
 ‌و‌ الوعظ: زجر مقترن بتخويف، ‌و‌ قال الخليل: ‌هو‌ التذكير بالخير فيما يرق له القلب.
 ‌و‌ المراد بوعظه تعالى ‌ما‌ تضمنه كلامه المجيد ‌من‌ الامر بالخير ‌و‌ النهى عن الشر كقوله تعالى: «ان الله يامر بالعدل ‌و‌ الاحسان ‌و‌ ايتاء ذى القربى ‌و‌ ينهى عن الفحشاء ‌و‌ المنكر ‌و‌ البغى يعظكم لعلكم تذكرون».
 قال العلامه النيسابورى: ختم الايه بقوله تعالى: «يعضكم لعلكم تذكرون» لانها كافيه ‌فى‌ باب العظه ‌و‌ التذكر ‌و‌ الارتقاء ‌من‌ حضيض عالم البشريه الى ذروه عالم الارواح المقدسه.
 
و قال ابن مسعود: هذه الايه، اجمع آيه ‌فى‌ كتاب الله للخير ‌و‌ الشر.
 ‌و‌ القساوه: عباره عن الغلظ ‌و‌ الجفاء ‌و‌ الصلابه كما ‌فى‌ الحجر استعيرت لقسوه القلب عن التاثر بالمواعظ.
 ‌و‌ ابليت الجميل: ‌اى‌ اعطيت ‌و‌ انعمت بالجميل، ‌من‌ ابلاه خيرا اذا اعطاه اياه، ‌و‌ منه قوله تعالى: «و ليبلى المومنين منه بلاء حسنا» قال المفسرون اى: ليعطيهم ‌من‌ عنده تعالى: عطاء حسنا غير مشوب بالمكاره ‌و‌ الشدائد.
 ‌و‌ اصل البلاء ‌فى‌ كلام العرب: الاختبار ‌و‌ الامتحان، ‌و‌ ‌هو‌ قد يكون بالخير لامتحان الشكر، ‌و‌ قد يكون بالشر لامتحان الصبر كما قال تعالى: «و نبلوكم بالشر ‌و‌ الخير فتنه». غير ‌ان‌ الاكثر ‌فى‌ الشر ‌ان‌ يقال: بلوته ابلوه بلاء، ‌و‌ ‌فى‌ الخير ابليته ابلاء ‌و‌ بلاء كما وقع ‌فى‌ الايه ‌و‌ الدعاء.
 ‌و‌ جمع زهير ‌من‌ اللغتين ‌فى‌ البلاء الذى ‌هو‌ الخير فقال:
 جزى الله بالاحسان ‌ما‌ فعلا بكم
 ‌و‌ ابلاهما خير البلاء الذى يبلو
 اراد انعم الله عليهما خير النعمه التى يختبر بها عباده.
 ‌و‌ الجميل: الحسن ‌من‌ جمل الشى ء يجمل جماله فهو جميل مثل صبح صباحه فهو صبيح اذا حسن، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الدعاء نعت لمحذوف، ‌اى‌ ‌و‌ ابليت البلاء الجميل، ‌و‌ قد كثر حذف موصوف هذا الوصف حتى كان يلحق بالاسماء، فقيل: فلان يفعل الجميل، ‌و‌ فلان يعامل الناس بالجميل ‌و‌ ‌هو‌ ذو جميل ‌و‌ ‌فى‌ المثل: الجميل ابقى، كل ذلك بحذف الموصوف.
 ‌و‌ العصيان: الخروج عن الطاعه، ‌و‌ كل ‌من‌ مفعول ‌و‌ عظت ‌و‌ ابليت ‌و‌ عصيت
 
محذوف للعلم به، ‌اى‌ وعظتنى ‌و‌ ابليتنى فعصيتك.
 ‌و‌ «ثم»: للترتيب ‌و‌ التراخى ايذانا بان المعرفه المترتب عليها الاستغفار لم تقع الا بعد امهال ‌و‌ تماد ‌فى‌ العصيان كل ذلك مبالغه ‌فى‌ الاعتراف بالتقصير المقتضى للغفران.
 ‌و‌ الاصدار: خلاف الايراد، يقال: اوردت الابل: اذا اتيت بها الماء للسقى، ‌و‌ اصدرتها: اذا صرفتها عن الماء بعد ربها، ‌و‌ منه: «لانسقى حتى يصدر الرعاء» ثم استعمل ‌فى‌ المعانى مجازا.
 قال ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز ‌هو‌ يعرف موارد الامور ‌و‌ مصادرها، ‌و‌ اذا اورد امرا اصدره.
 ‌و‌ يقال: صدر ‌هو‌ صدورا: خلاف ورد، ‌و‌ الاسم الصدر بفتحتين.
 ‌و‌ «ما» ‌من‌ قوله: «ما اصدرت» اما موصوله، ‌اى‌ ‌ما‌ صرفته ‌من‌ المعاصى الى جنابك، ‌او‌ ‌ما‌ اوقعته منها ‌من‌ قولهم: صدرت منه معصيه: ‌اى‌ وقعت، ‌و‌ صدر منه قول: ‌اى‌ تكلم به، ‌و‌ اصله ‌من‌ صدور الابل عن الماء ايضا، ‌و‌ اما مصدريه محضه هى ‌و‌ الفعل بعدها ‌فى‌ تاويل المصدر، ‌اى‌ ثم عرفت اصدارى لنفسى، ‌اى‌ صرفى لها عن العصيان بعد ايرادى لها اياه على روايه: اصدرت بضم التاء على المتكلم، ‌او‌ عرفت اصدارك لى عنه بعد ورودى له على روايه فتح التاء على الخطاب، ‌و‌ نظير «ما» هنا ‌فى‌ كونها مصدريه محضه قوله تعالى: «ودوا ‌ما‌ عنتم» ‌اى‌ عنتكم، ‌و‌ قوله: «ليجزيك اجر ‌ما‌ سقيت لنا» ‌اى‌ اجر سقيك لنا، لان الاجر على السقى ‌لا‌ على المسقى الذى ‌هو‌ الغنم، ‌و‌ ‌لا‌ على الماء لانه كان مباحا.
 ‌و‌ «اذ» اسم للزمن الماضى ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ محل نصب على الظرفيه، ‌و‌ العامل فيها
 
عرفت مثلها ‌فى‌ قوله تعالى: «فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا».
 ‌و‌ معنى تعريف الله تعالى له توفيقه للتنبه عن الغفله ‌و‌ فتح عين بصيرته بلطفه حتى عرف قبح ‌ما‌ اصدره ‌او‌ صرف نفسه لو صرف الله له عما كان عليه فاستغفر.
 ‌و‌ اقاله الله: سامحه ‌و‌ رفع عنه العذاب ‌و‌ اصله ‌من‌ اقال عثرته اذا رفعه ‌من‌ سقوطه ‌و‌ منه: الاقاله ‌فى‌ البيع لانها رفع العقد.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «من اقال نادما اقاله الله ‌من‌ نار جهنم» ‌اى‌ وافقه على نقض البيع ‌و‌ رفع العقد ‌و‌ سامحه بذلك.
 ‌و‌ العود: الرجوع، ‌اى‌ رجعت الى العصيان.
 ‌و‌ سترت الشى ء سترا ‌من‌ باب- قتل- حجبته عمن ينظر اليه، ‌و‌ ستره تعالى عباره عن عدم اطلاع احد على مساوى عبده ‌و‌ عدم فضيحته له بين الخلق، ‌او‌ هى عباره عن امهاله ‌و‌ عدم المعاجله بالانتقام.
 ‌و‌ «الفاء» ‌من‌ قوله عليه السلام: «فلك الحمد» للسببيه، ‌اى‌ فبسبب ذلك لك الحمد دون غيرك، ‌و‌ اما الفاءات قبلها فعاطفه ‌و‌ مفادها مع ذلك ترتيب معانى معطوفاتها ‌فى‌ الوجود ‌و‌ هى ‌فى‌ سوى جملتى قوله عليه السلام: «فاستغفرت، فاقلت» لمجرد الترتيب، ‌و‌ فيهما للسببيه مع افاده الترتيب لان الاستغفار سبب عن المعرفه، ‌و‌ الاقاله مسببه عن الاستغفار، ‌و‌ هذا النوع ‌من‌ تكرير الفاءات ‌و‌ ترتيبها- على هذا النمط الواقع ‌فى‌ عباره الدعاء- نوع لطيف ‌و‌ اسلوب رشيق ‌من‌ لسان العرب، ‌و‌ ‌من‌ احسن ‌ما‌ وقع منه قول الشنفرى ‌من‌ قصيده:
 بعينى ‌ما‌ امست فباتت فاصبحت
 فقضت امورا فاستقلت فولت
 
و الطف ‌من‌ ذلك قول الشيخ شمس الدين محمد ‌بن‌ عفيف الدين التلمسانى ‌من‌ ابيات:
 قف ‌و‌ استمع راحما اخبارا ‌من‌ قتلوا
 فمات ‌فى‌ حبهم لم يبلغ الغرضا
 راى فحب فرام الوصل فامتنعوا
 فسام صبرا فاعيا نيله فقضى
 قال الشيخ ابوعبدالله ‌بن‌ المقرى: سال ابن فرحون ‌بن‌ حكم هل تجد ‌فى‌ التنزيل ست فاءات مرتبه ترتيبها ‌فى‌ بيت التلمسانى المذكور؟ ففكر ثم قال: نعم قوله تعالى: «فطاف عليها طائف ‌من‌ ربك ‌و‌ ‌هم‌ نائمون فاصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين ‌ان‌ اغدوا على حرثكم ‌ان‌ كنتم صارمين فانطلقوا ‌و‌ ‌هم‌ يتخافتون ‌ان‌ لايدخلنها اليوم عليكم مسكين ‌و‌ غدوا على حرد قادرين فلما راوها قالوا انا لضالون بل نحن محرمون قال اوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون» فهذه ست فاءات فمنعت البناء ‌فى‌ فتنادوا فقال: لابن فرحون فهل عندك غيره؟ فقال: نعم قوله تعالى: «فقال لهم رسول الله ناقه الله ‌و‌ سقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسويها ‌و‌ ‌لا‌ يخاف عقباها» ‌فى‌ قراءه نافع ‌و‌ ابن عامر بالفاء فلا يخاف فمنع له بناء الاخره لقراءه الواو فقلت له: امنع ‌و‌ ‌لا‌ تسند فيقال لك: ‌ان‌ المعانى قد تختلف باختلاف الحروف ‌و‌ ‌ان‌ كان السند لايسمع الكلام عليه انتهى.
 
و مما وقع ‌من‌ هذا النوع بست فاءات ‌فى‌ دعاء الصحيفه قوله عليه السلام ‌فى‌ دعاء التضرع ‌و‌ الاستكانه: فتب على متعوذا، فاعذنى مستجيرا، فلا تخذلنى سائلا، فلا تحرمنى معتصما، فلا تسلبنى داعيا، فلا تردنى خائبا، ‌و‌ سياتى الكلام عليه ‌ان‌ شاء الله تعالى.
 
جمله تقحمت: استيناف ‌لا‌ محل لها ‌من‌ الاعراب مبنى على تقدير سئوال نشا ‌من‌ الكلام السابق كانه قيل: عند بيان احواله ‌من‌ اللهو ‌و‌ القسوه ‌و‌ العصيان ‌و‌ العود اليه بعد الاقاله فماذا صنعت ‌فى‌ مده تماديك ‌فى‌ هذه الزلات؟ فقال: تقحمت اوديه الهلاك الى آخره، ‌اى‌ رميت بنفسى ‌فى‌ اوديه الهلاك يقال: تقحم ‌و‌ هده ‌او‌ نهرا ‌او‌ عقبه اذا رمى بنفسه فيها على شده ‌و‌ مشقه كاقتحمها، ‌و‌ اصله ‌من‌ اقتحم الفرس النهر: اذا دخل فيه ثم استعمل ‌فى‌ المعانى ايضا.
 قال ‌فى‌ الاساس: قحم نفسه ‌فى‌ الامور ‌و‌ تقحم ‌و‌ اقتحم فيها: دخل فيها بغير رويه.
 ‌و‌ الاوديه جمع واد: ‌و‌ ‌هو‌ كل منفرج بين جبال ‌و‌ آكام يكون منفذا للسيل.
 ‌و‌ حللت بالبلد حلولا: ‌من‌ باب- قعد- اذا نزلت ‌و‌ يتعدى بنفسه ايضا فيقال: حللت البلد.
 ‌و‌ الشعاب جمع شعب بالكسر: قال ‌فى‌ الاساس: الشعب بالكسر: الطريق ‌فى‌
 
 
الجبل، ‌و‌ مسيل الماء ‌فى‌ ارض، ‌او‌ الفرج بين الجبلين.
 ‌و‌ التلف ‌و‌ الهلاك بمعنى يقال: تلف الشى ء تلفا ‌من‌ باب «فرح» ‌و‌ هلك هلكا ‌من‌ باب- ضرب- ‌و‌ هلاكا ‌و‌ هلوكا اذا بطل ‌و‌ عدم باستحاله ‌و‌ فساد، ‌و‌ استعار عليه السلام الاوديه ‌و‌ الشعاب لانواع الهلاك ‌و‌ طرائقه، ‌و‌ اصناف التلف ‌و‌ مذاهبه بجامع ‌ان‌ كلا منها مظنه الهلاك ‌و‌ التلف ‌و‌ لهذا تسمعهم يقولون ‌فى‌ الغائب المفقود: اين سلك ‌و‌ باى واد هلك، ‌و‌ هى استعاره مصرحه لذكر المشبه ‌به‌ فيكون التقحم ‌و‌ الحلول ترشيحا لها ‌و‌ القرينه اضافه الاوديه الى الهلاك ‌و‌ الشعاب الى التلف، ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون الكلام استعاره تمثيليه على تشبيه الحال بالحاله ‌من‌ غير اعتبار مجاز ‌فى‌ المفردات كما تقدم بيانه ‌فى‌ نظير ذلك غير مره.
 ‌و‌ تعرضت للشى ء: تصديت له ‌و‌ استقبلته.
 ‌و‌ سطا عليه ‌و‌ ‌به‌ وسطوا ‌و‌ سطوه: قهره ‌و‌ اذله ‌و‌ بطش ‌به‌ ‌اى‌ اخذه بشده، ‌و‌ الجمله ‌فى‌ محل نصب نعت للشعاب.
 ‌و‌ العقوبات: جمع عقوبه، ‌و‌ هى اسم ‌من‌ عاقبه معاقبه ‌و‌ عقابا ‌اى‌ اخذه بذنبه.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه: تعرضت فيها لسطواتك ‌و‌ لحلول عقوباتك.
 
و الوسيله: ‌ما‌ يتوسل ‌به‌ الى الشى ء، ‌اى‌ يتوصل ‌و‌ يتقرب.
 ‌و‌ الذريعه: بمعناها قال ‌فى‌ الاساس: فلان ذريعتى الى فلان ‌و‌ قد تذرعت ‌به‌ اليه ‌اى‌ توسلت.
 ‌و‌ قد مر بيان اصل اشتقاقها.
 ‌و‌ لم اشرك بك شيئا: ‌اى‌ لم اجعله شريكا لك.
 ‌و‌ الاتخاذ: افتعال ‌من‌ الاخذ، ‌و‌ ‌هو‌ تناول الشى ء لكنهم قد يستعملونه بمعنى
 
الجعل ‌و‌ التصيير فيعدونه الى مفعولين، ‌و‌ منه: «لاتتخذوا اليهود ‌و‌ النصارى اولياء» ‌اى‌ لاتجعلوهم ‌و‌ اما قوله تعالى: «ثم اتخذتم العجل ‌من‌ بعده ‌و‌ انتم ظالمون» فهو على حذف المفعول الثانى.
 قال العلامه الطبرسى: ‌اى‌ اتخذتموه الها لان بنفس فعلهم لصوره العجل لم يكونوا ظالمين لان فعل ذلك ليس بمحظور ‌و‌ انما ‌هو‌ مكروه ‌و‌ اما الخبر الذى روى انه عليه السلام لعن المصورين فالمراد ‌به‌ ‌من‌ شبه الله بخلقه ‌او‌ اعتقد انه صوره انتهى. ثم الاتخاذ هنا بمعنى الجعل ‌و‌ التصيير الاعتقادى، ‌و‌ المعنى لم اعتقد الها كائنا معك فالظرف ‌هو‌ المفعول الثانى: نحو: «فلا تجعلوا لله اندادا» ‌اى‌ ‌لا‌ تعتقدوا ‌و‌ منه قوله تعالى: «و جعلوا الملائكه الذين ‌هم‌ عباد الرحمن اناثا» ‌اى‌ اعتقدوهم اناثا تقول: جعلت زيدا صالحا ‌اى‌ اعتقدت صلاحه ‌و‌ حكمت به.
 ‌و‌ الجمله ‌من‌ قوله عليه السلام: «و وسيلتى اليك التوحيد» ‌فى‌ محل نصب على الحال ‌من‌ ضمير المتكلم ‌فى‌ تعرضت.
 ‌و‌ غرضه عليه السلام انه مع تعرضه لها تعرض له مما ذكر، لم يقطع وسيلته ‌و‌ ذريعه منه تعالى حتى يياس ‌من‌ التوسل اليه ‌فى‌ العفو ‌و‌ المغفره، بل تعرض لذلك ‌و‌ الحال انه له وسيله هى اعظم الوسائل ‌و‌ ذريعه هى امتن الذرائع ‌فى‌ تاميل نجاته ‌و‌ هما: توحيده تعالى ‌و‌ عدم الاشراك ‌به‌ ‌و‌ الله اعلم.
 الواو للاستيناف. ‌و‌ الجمله مستانفه استينافا نحويا.
 ‌و‌ فر ‌من‌ عدوه يفر ‌من‌ باب- ضرب- فرارا: هرب، ‌و‌ منه: قوله تعالى: «ففروا
 
الى الله». قال العلامه الطبرسى اى: فاهربوا ‌من‌ عقاب الله الى رحمته ‌و‌ ثوابه باخلاص العباده له، ‌و‌ قيل: ففروا الى الله بترك جميع ‌ما‌ يشغلكم عن طاعته ‌و‌ يقطعكم عما امركم به.
 ‌و‌ قال النيسابورى اى: التجاوا اليه ‌و‌ ‌لا‌ تعبدوا غيره امر بالاقبال عليه ‌و‌ الاعراض عما سواه.
 ‌و‌ قال العمادى اى: اهربوا الى الله بالايمان ‌و‌ الطاعه ‌كى‌ تنجوا ‌من‌ عقابه ‌و‌ تفوزوا بثوابه.
 ‌و‌ ‌من‌ خطبه لاميرالمومنين عليه السلام: ‌و‌ فروا الى الله ‌من‌ الله.
 قال الشيخ كمال الدين: الامر بالفرار الى الله امر بالاقبال على الله ‌و‌ توجيه وجه النفس الى كعبه وجوب وجوده انتهى.
 
و قد ذكرنا فيما تقدم مراتب فرار العبد الى الله تعالى فليرجع اليه.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله عليه السلام: «بنفسى» للمصاحبه.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام: «و اليك مفر المسى ء» اعتراض تذييلى مقرر لما قبله ‌من‌ الفرار بنفسه اليه تعالى.
 ‌و‌ المفر: مصدر ميمى بمعنى الفرار، ‌و‌ تقدير الظرف للحصر، ‌اى‌ اليك ‌لا‌ الى غيرك فرار ‌من‌ اتصف بالاساءه.
 ‌و‌ فزع اليه فزعا كفرح فرحا: التجا اليه. ‌و‌ المفزع هنا مصدر ميمى ايضا بمعنى الفزع.
 ‌و‌ اضاع الشى ء اضاعه وضيعه تضييعا: اهمله حتى افتقد ‌و‌ ذهب ‌و‌ عدم.
 ‌و‌ الحظ: النصيب.
 ‌و‌ التجا اليه: اعتصم ‌به‌ فهو ملتجى ء.
 
و «الفاء» ‌من‌ قوله عليه السلام: «فكم ‌من‌ عدو» للايذان بترتب ‌ما‌ بعدها على ‌ما‌ قبلها ‌من‌ ‌ان‌ اليه تعالى مفر المسى ء ‌و‌ مفزع المضيع لحظ نفسه الملتجى ء. ‌و‌ «كم»: خبريه بمعنى كثير، ‌و‌ محلها الرفع بالابتداء. ‌و‌ «من عدو» تمييز لها.
 ‌و‌ قوله: «انتضى» خبر لها، ‌و‌ الضمير فيه عائد الى كم، يقال: نضوت السيف ‌من‌ غمده ‌و‌ انتضيته، ‌اى‌ جردته استعار عليه السلام السيف لشده العداوه ‌و‌ نكايتها بجامع الاضرار، ‌و‌ ذكر الانتضاء ترشيحا للاستعاره.
 ‌و‌ شحذت الحديده اشحذها ‌من‌ باب- منع- ‌و‌ الذال معجمه: احددتها.
 ‌و‌ الظبه بالظاء المعجمه ‌و‌ تخفيف الباء الموحده: ‌حد‌ السيف ‌و‌ السكين ‌و‌ نحوهما.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: ظبه السيف: حده ممايلى الطرف منه.
 
و المديه: مثلثه الميم على ‌ما‌ ‌فى‌ القاموس: الشفره بالفتح ‌و‌ هى السكين العريض ‌او‌ العظيم.
 ‌و‌ ارهفت السيف ارهافا: رققته.
 ‌و‌ شباه السنان ‌و‌ نحوه: طرفه المحدده ‌و‌ جمعها شباء ‌و‌ شبوات.
 ‌و‌ ‌حد‌ كل شى ء: حدته ‌و‌ ‌من‌ الانسان: باسه.
 قال ‌فى‌ الاساس: لفلان ‌حد‌ وحده: ‌اى‌ باس.
 ‌و‌ داف زيد الزعفران ‌او‌ الدواء دوفا ‌من‌ باب- قال-: خلطه بالماء ليبتل فهو مدوف.
 ‌و‌ السموم: جمع سم بالفتح ‌فى‌ الاكثر، ‌و‌ الضم لغه لاهل العاليه، ‌و‌ الكسر لغه لبنى تميم، ‌و‌ ‌هو‌ القاتل المعروف.
 ‌و‌ اضافه القواتل اليه ‌من‌ باب اضافه الصفه الى الموصوف.
 ‌و‌ سدد الرامى السهم الى الهدف تسديدا: وجهه اليه.
 ‌و‌ الصوائب: جمع صائب، ‌من‌ صاب السهم صوبا ‌من‌ باب- قال- لغه ‌فى‌ اصاب اصابه: ‌اى‌ وصل الغرض، ‌و‌ منها المثل مع الخواطى سهم صائب، ‌و‌ اضافتها الى السهام كاضافه القواتل الى السموم.
 ‌و‌ الحراسه بالكسر: فعل الحارس ‌و‌ هى اسم ‌من‌ حرسه يحرسه ‌من‌ باب- قتل- اى: حفظه، ‌و‌ المراد بالحراسه هنا لازمها ‌و‌ ‌هو‌ الرعايه له ‌و‌ مراقبته ‌فى‌ كل ‌آن‌ اما ليجد منه غره ‌و‌ غفله فيفتك فيه ‌او‌ لئلا يكون سالما ‌من‌ اذاه ‌و‌ ضرره دائما فهو لايغفل عنه وقتا ما، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون المراد بحراسته: اذيته، ‌و‌ اضراره ‌من‌ باب التهكم كما سموا السارق حارسا على العكس.
 
قال الزمخشرى ‌فى‌ اساس اللغه: ‌و‌ ‌من‌ المجاز فلان حارس ‌من‌ الحراس: ‌اى‌ سارق، ‌و‌ ‌هو‌ مما جاء على طريق التهكم ‌و‌ التعكيس لانهم وجدوا الحراس فيهم السرقه كما قال: ‌و‌ محترس ‌من‌ مثله ‌و‌ ‌هو‌ حارس ‌و‌ نحوه: كل الناس عدول الا العدول فقالوا للسارق حارس، انتهى.
 ‌و‌ اضافه العين الى الحراسه ‌من‌ باب اضافه الشى ء الى علته لافاده الاختصاص كما تقدم بيانه ‌فى‌ الروضه السابعه ‌و‌ الاربعين عند قوله عليه السلام: «و ‌لا‌ ترم ‌بى‌ رمى ‌من‌ سقط ‌من‌ عين رعايتك» ‌و‌ يجوز حملها على الاستعاره فيكون اضافتها كاضافه اليد الى الشمال ‌فى‌ قول لبيد:
 اذا اصبحت بيد الشمال زمامها
 جعل الحراسه مثل ذى العين ‌من‌ الاحياء كما جعل الشمال مثل ذى اليد منهم فهى استعاره بالكنايه ‌و‌ نفى النوم ترشيح ‌و‌ اما حمل العين على معنى الطليعه فبعيد لايناسبه الاضافه الى الحراسه ‌و‌ سائر الاستعارات المتقدمه عليها ظاهره فلك جعلها ‌من‌ باب الاستعاره التمثيليه ‌و‌ لك حملها على غيرها كما تقدم بيانه ‌فى‌ نظائرها.
 ‌و‌ اضمرت الشى ء اضمارا: عزمت عليه بضميرى ‌و‌ قلبى.
 ‌و‌ سمته كذا: ‌اى‌ ابتغيته له، ‌و‌ منه «يسومونكم سوء العذاب» ‌اى‌ يبتغونه لكم.
 قال الراغب: اصل السوم: الذهاب ‌فى‌ ابتغاء الشى ء فهو لمعنى مركب ‌من‌ الذهاب ‌و‌ الابتغاء فاجرى مجرى الذهاب ‌فى‌ قولهم: سامت الابل فهى سائمه ‌و‌ مجرى الابتغاء ‌فى‌ قولهم: سمته كذا قال تعالى: «يسومونكم سوء العذاب» ‌و‌ قيل: سيم
 
الخسف ‌و‌ ‌هو‌ يسام الخسف، انتهى.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: السوم ‌ان‌ تجشم انسانا مشقه ‌او‌ خطه ‌من‌ الشر، ‌و‌ فلان يسوم فلانا سوء: اذا داوم عليه لايزال يعاوده ‌من‌ سامت الابل الكلا سوما: اذا داومت على رعيه.
 ‌و‌ جرعت الماء جرعا ‌من‌ باب- منع-: ابتلعته.
 ‌و‌ الجرعه بالضم ‌من‌ الماء: كاللقمه ‌من‌ الطعام، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يجرع مره واحده ‌و‌ صيغه التفعيل هنا للتكثير.
 قال الرضى ‌فى‌ شرح الشافيه: جرعتك الماء فتجرعته: ‌اى‌ كثرت لك جرع الماء فتقبلت ذلك التكثير.
 ‌و‌ الزعاق بضم الزاء ‌و‌ آخره قاف: الماء المر الغليظ لايطاق شربه، ‌و‌ طعام زعاق ايضا: كثير الملح، ‌و‌ ‌فى‌ نسخه ذعاف مرارته بضم الذال المعجمه ‌و‌ آخره فاء ‌و‌ ‌هو‌ السم، شبه عليه السلام تحمل المكروه بالمشرب المر ‌او‌ المسموم ‌و‌ طوى ذكر المشبه ‌به‌ ‌و‌ اثبت له زعاق المراره ‌او‌ ذعافها تخييلا، ‌و‌ ذكر التجريع ترشيحا فهى استعاره مكنيه تخييليه مرشحه ‌و‌ لك حملها على التمثيل.
 
و الفاء ‌من‌ قوله عليه السلام: فنظرت عاطفه مفادها التعقيب.
 ‌و‌ نظره تعالى: عباره عن علمه ‌او‌ رحمته، ‌اى‌ فعلمت ضعفى عن احتمال الفوادح ‌او‌ رحمته.
 ‌و‌ الفوادح جمع فادح ‌او‌ فادحه ‌من‌ فدحه الامر فدحا ‌من‌ باب- منع- اذا غلبه ‌و‌ بهظه.
 
و ‌فى‌ القاموس: فوادح الدهر: خطوبه، ‌و‌ الفادحه النازله.
 ‌و‌ العجز: القصور عن فعل الشى ء ‌و‌ ‌هو‌ ‌ضد‌ القدره.
 ‌و‌ انتصر ‌من‌ عدوه: انتقم منه.
 ‌و‌ قصدت الشى ء قصدا ‌من‌ باب- ضرب-: طلبته بعينه.
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: «بمحاربته» للملابسه، ‌اى‌ ملتبسا بمحاربته.
 ‌و‌ الوحده: الانفراد.
 ‌و‌ «فى» للمقايسه: ‌اى‌ بالقياس الى كثير ‌من‌ ناوانى كقوله تعالى: «فما متاع الحياه الدنيا ‌فى‌ الاخره الا قليل» ‌اى‌ بالقياس الى الاخره ‌و‌ لك حملها على الظرفيه المجازيه.
 ‌و‌ ناواه مناواه ‌و‌ نواء ‌من‌ باب- قاتل- مهموز اللام: عاداه ‌و‌ يجوز التسهيل فيقال: ناواه بالالف، ‌و‌ ‌به‌ وردت الروايه ‌فى‌ الدعاء.
 ‌و‌ ارصاد الشى ء: اعداده قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق، تقول: رصدته اذا قعدت له على طريقه تترقبه، ‌و‌ ارصدت له العقوبه: اذا اعددتها له، ‌و‌ حقيقته جعلتها على طريقه كالمترقبه له، ‌و‌ يحذف المفعول كثيرا فيقال: فلان مرصد لفلان ‌و‌ ارصد له ‌و‌ ‌لا‌ يذكر ‌ما‌ ارصد له ‌و‌ منه قوله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ «و ارصادا لمن حارب الله» انتهى.
 ‌و‌ قال الزجاج: الارصاد: الانتظار.
 ‌و‌ قال ابن قتيبه: الانتظار مع العداوه.
 ‌و‌ قال الراغب: الاستعداد للترقب.
 اذا عرفت ذلك فقوله عليه السلام: «و ارصد لى البلاء» ‌اى‌ اعده لى على روايه البلاء بدون باء، فالبلاء مفعول به، ‌و‌ اما على روايه «الباء» فهو اما بمعنى
 
الانتظار، ‌اى‌ انتظرنى بالبلاء ‌او‌ بمعنى الاعداد فالباء اما زائده ‌فى‌ المفعول ‌به‌ ‌و‌ هى كثيرا ‌ما‌ تزاد فيه نحو: «و هزى اليك بجذع النخله» «و ‌لا‌ تلقوا بايديكم الى التهلكه» ‌او‌ على حذف مفعول ارصد على ‌ما‌ ذكره الزمخشرى ‌من‌ حذفه كثيرا.
 ‌و‌ «الباء» للملابسه ‌اى‌ ارصد لى الشر ملتبسا بالبلاء.
 ‌و‌ ‌فى‌ ‌من‌ قوله عليه السلام: «فيما لم اعمل» للظرفيه المجازيه كانه موضع لارصاده له.
 قال ‌فى‌ الاساس: فلان يرصد الزكاه ‌فى‌ صله اخوانه: ‌اى‌ يضعها فيها.
 ‌و‌ اعمل فكره ‌فى‌ الامر: ‌اى‌ استعمله بمعنى تفكر فيه ‌اى‌ اعد لى البلاء ‌او‌ الشر فيما انا غافل عنه لم اتفكر فيه ‌و‌ لم احترس ‌من‌ جهته.
 
و ابتدانى زيد باحسانه: ‌اى‌ احسن الى ابتداء قبل ‌ان‌ اساله، ‌اى‌ فنصرتنى قبل ‌ان‌ اسالك النصر.
 ‌و‌ ‌شد‌ الازر: عباره عن احكام القوه، ‌اى‌ ‌و‌ قويتنى اشد التقويه عليه، ‌و‌ الازر: القوه الشديده ‌و‌ منه «اشدد ‌به‌ ازرى ‌و‌ اشركه ‌فى‌ امرى».
 قال العمادى اى: احكم ‌به‌ قوتى.
 ‌و‌ قال الراغب اى: قونى ‌به‌ ‌و‌ اصله ‌من‌ ‌شد‌ الازار.
 ‌و‌ قال الطبرسى: اى: قوبه ظهرى ‌و‌ اعنى ‌به‌ ‌و‌ الله اعلم.
 
«ثم» حرف عطف يقتضى تاخر ‌ما‌ بعدها عما قبلها اما تاخر بالذات ‌او‌ بالمرتبه ‌او‌ بالوضع، ‌و‌ قد اجتمعت الاحوال الثلاثه هنا، فان فل الله تعالى لحد العدو ‌و‌ تصييره وحده بعد كثره جمعه انما يكون بعد ابتدائه بالنصر لمن يريد نصره ‌و‌ اعانته له عليه ‌و‌ تقويته اياه ذاتا ‌و‌ مرتبه ‌و‌ وضعا.
 ‌و‌ فل الله حده يفله فلا ‌من‌ باب- قتل-: ثلمه ‌و‌ كسره.
 ‌و‌ «اللام» للتعليل، ‌اى‌ لاجلى، ‌او‌ للتبيين كما ‌فى‌ قوله تعالى: «و لم يكن له كفوا احد».
 ‌و‌ صيرته: ‌اى‌ جعلته.
 ‌و‌ «من» ‌فى‌ قوله عليه السلام: «من بعد جمع عديد» قال الجمهور: لابتداء الغايه، ‌و‌ قال ابن مالك: زائده.
 ‌و‌ قال الرضى بمعنى ‌فى‌ لان بعد ‌و‌ قبل ‌فى‌ الاصل صفتان للزمان اذ معنى: جئت قبلك ‌و‌ بعدك جئت ‌فى‌ زمن قبل زمان مجيئك ‌و‌ بعده.
 ‌و‌ الجمع: الجماعه تسميته بالمصدر، ‌و‌ يجمع على جموع مثل: فلس ‌و‌ فلوس.
 ‌و‌ العديد: الكثير.
 قال الراغب: جيش عديد: ‌اى‌ كثير انتهى.
 ‌و‌ ‌هو‌ فعيل بمعنى مفعول، ‌اى‌ معدود، ‌و‌ ‌هم‌ قد يستعملون المعدود ‌فى‌ كثره الشى ء لان الشى ء اذا ‌قل‌ علم مقداره ‌و‌ مقدار عدده فلم يحتج ‌ان‌ يعد ‌و‌ اذا كثر احتاج الى
 
العد فقالوا: جيش عديد ‌و‌ انهم لذو عدد، ‌اى‌ ‌هم‌ بحيث يعدون كثره، ‌و‌ قد يستعملونه ‌فى‌ قله الشى ء مقابله لما لايحصى كثره ‌و‌ منه قوله تعالى: «و شروه بثمن بخس دراهم معدوده» ‌اى‌ قليله.
 ‌و‌ عن ابن عباس: انها كانت عشرين درهما.
 ‌و‌ قوله: «و لن تمسنا النار الا اياما معدوده» لانهم قالوا: نعذب بعدد الايام التى عبدنا فيها العجل.
 ‌و‌ وحده على القول بانه منصوب انتصاب الظرف ‌و‌ الاصل على وحده حذف الجار ‌و‌ نصب وحده على الظرف ‌هو‌ المفعول الثانى لصيرت، ‌و‌ الاصل صيرته كائنا وحده كما تقول: صيرت زيدا عندك ‌و‌ ‌هو‌ قول يونس ‌و‌ الكوفيين فهو ظرف مستقر.
 قال الرضى: ‌و‌ على ‌فى‌ «على وحده» بمعنى مع.
 ‌اى‌ مع انفراده ‌لا‌ مع غيره، ‌و‌ اما على القول بانه لازم النصب على الحاليه ‌و‌ ‌هو‌ قول سيبويه فالمفعول الثانى لصيرت محذوف لدلاله الحال عليه ‌و‌ التقدير صيرته منفردا حال كونه وحده فتكون حالا موكده لصاحبها مثل جميعا ‌فى‌ قوله تعالى: «لامن ‌من‌ ‌فى‌ الارض كلهم جميعا» ‌و‌ هذا القول اعنى: لزوم نصب وحده على الحاليه ‌و‌ ‌ان‌ اشتهر عن سيبويه، ‌و‌ ‌هو‌ امام الصناعه الا ‌ان‌ القول الاول ‌هو‌ الذى عليه المعول.
 قال الشيخ تقى الدين السبكى ‌فى‌ تاليف له ‌فى‌ معنى وحده يدل على انتصابه على الظرف قول العرب: زيد وحده فهذا خبر ‌لا‌ حال.
 
قال الشيخ جلال الدين السيوطى ‌فى‌ همع الهوامع: هذا المثال «يعنى زيد وحده» مسموع ‌و‌ ‌هو‌ اقوى دليل على ظرفيته حيث جعلوه خبرا ‌لا‌ حالا اذ لايجوز زيد جالسا انتهى.
 اذا عرفت ذلك فكون وحده ‌فى‌ عباره الدعاء ‌هو‌ المفعول الثانى لصيرت ‌هو‌ الصواب لان مفعولى التصيير ‌فى‌ الحقيقه اسم صار ‌و‌ خبره اولهما الاول ‌و‌ ثانيهما الثانى ‌و‌ هما مبتداء ‌و‌ خبر ‌و‌ الاصل ‌هو‌ وحده ثم قيل: صار وحده ثم صيرته وحده ‌و‌ تقديره صيرته كائنا وحده لان خبر صار ‌فى‌ الحقيقه ‌هو‌ الكون المقدر العامل ‌فى‌ الظرف ‌و‌ ‌ان‌ شاع اطلاقهم على الظرف اذا كان مستقرا انه الخبر كما نص عليه السعد التفتازانى ‌فى‌ شرح الكشاف حيث قال: الظرف اذا كان مستقرا كان خبرا ‌و‌ ‌لا‌ يقال: ‌ان‌ الخبر محذوف فاعلم ذلك فهو تحقيق لاتجده ‌فى‌ غير هذا الكتاب.
 قوله عليه السلام: «و اعليت كعبى عليه» كنايه عن اعلائه ‌و‌ تشريفه عليه ‌و‌ اظفاره به.
 قال صاحب المحكم: رجل عالى الكعب يوصف بالظفر ‌و‌ الشرف.
 قال: لما علا كعبك ‌بى‌ علوت اراد لما اعلانى كعبك انتهى. ‌و‌ ‌هو‌ الظاهر ‌فى‌ انه ‌من‌ الكعب الذى ‌هو‌ العظم الناشز فوق قدم الانسان، ‌او‌ العظم الناتى ء عند ملتقى الساق ‌و‌ القدم على الخلاف المعروف ‌فى‌ تفسير كعب الانسان.
 ‌و‌ ‌فى‌ النهايه لابن الاثير ‌و‌ ‌فى‌ حديث قبله: ‌و‌ الله ‌لا‌ يزال كعبك عاليا: ‌هو‌ دعاء لها بالشرف ‌و‌ العلو ‌و‌ الاصل فيه كعب القناه ‌و‌ ‌هو‌ انبوبها ‌و‌ ‌ما‌ بين كل عقدتين منها كعب ‌و‌ كل شى ء علا ‌و‌ ارتفع فهو كعب ‌و‌ منه سميت البيت الحرام الكعبه، انتهى.
 
و سدده: ‌اى‌ وجهه نحوى ‌من‌ سددت السهم الى الصيد تسديدا اذا وجهته اليه ‌و‌ سددت الرمح اذا وجهته اليه طولا خلاف عرضته.
 ورددته عليه: ‌اى‌ رجعته عليه ورددته: ‌اى‌ صرفته.
 ‌و‌ شفى غيظه: ‌اى‌ ازاله، ‌من‌ شفى الله المريض يشفيه ‌من‌ باب- رمى- شفاء: ‌اى‌ ابراه فان الغيظ كالداء فاذا زال فكانه برا ‌و‌ الجمله ‌فى‌ محل نصب على الحال ‌من‌ ضمير الغائب ‌فى‌ رددته ‌اى‌ صرفته ‌و‌ الحال انه لم يشف غيظه منى
 ‌و‌ الغليل بالغين المعجمه: حراره العطش، ‌و‌ يطلق على الحقد ايضا ‌و‌ كل ‌من‌ المعنيين محتمل هنا.
 ‌و‌ السكون: ثبوت الشى ء ‌و‌ استقراره بعد تحرك فان حملت الغليل على حراره العطش فالمراد بها اثر الغيظ ‌و‌ هى الحراره التى يجدها الانسان ‌من‌ ثوران ‌دم‌ قلبه حاله الغيظ ‌و‌ الغضب، ‌و‌ يلازمها العطش ‌و‌ سكونها عباره عن انكسارها، ‌و‌ ‌ان‌ حملته على الحقد ‌و‌ ‌هو‌ الانطواء على العداوه ‌و‌ البغضاء فسكونه عباره عن انحلاله، ‌و‌ اياما كان شبه انكسار الحراره ‌و‌ انحلال الحقد بسكون المتحرك بجامع الانتقال ‌من‌ حاله مشتمله على نوع حركه ‌و‌ اضطراب بحاله مشتمله على نوع سكون ففى يسكن استعاره مصرح بها تحقيقيه تبعيه ‌و‌ جاز ‌ان‌ يجعل الغليل استعاره بالكنايه ‌و‌ ذلك بان يشبه بمتحرك يريد الانتقام فتنقلت تلك الاستعاره التحقيقيه قرينه للمكنيه.
 ‌و‌ العض: الشد ‌و‌ الامساك بالاسنان، يقال: عضه ‌و‌ عض عليه، ‌و‌ قد يقال: عض ‌به‌ عضا ‌من‌ باب- تعب- ‌فى‌ الاكثر المصدر ساكن، ‌و‌ ‌من‌ باب- نفع- و- قتل- لغتان.
 ‌و‌ الشوى على وزان نوى يطلق على الاطراف ‌من‌ اليدين ‌و‌ الرجلين وقحف الراس ‌و‌ ‌ما‌ كان غير مقتل، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا اطراف اليدين ‌و‌ هى الانامل لان الانسان اذا اشتد غيظه ‌و‌ عجز عن الانتقام عض انامله.
 قال النيسابورى: يوصف المغتاظ ‌و‌ النادم بعض الانامل ‌و‌ البنان ‌و‌ الابهام، لان هذا الفعل كثيرا ‌ما‌ يصدر عنهما فجعل كنايه عن الغضب ‌و‌ الندم ‌و‌ ‌ان‌ لم يكن
 
هناك عض انتهى.
 ‌و‌ منه قوله تعالى: «عضوا عليكم الانامل ‌من‌ الغيظ».
 ‌و‌ قول الشاعر:
 اذا راونى اطال الله غيظهم
 عضوا ‌من‌ الغيظ اطراف الاباهيم
 ‌و‌ ادبر ادبارا: ولى دبره ‌و‌ ‌هو‌ خلاف الاقبال.
 ‌و‌ ولى عن الشى ء توليه: اعرض عنه ‌و‌ تركه، يقال: ادبر موليا ‌و‌ ولى مدبرا بمعنى، ‌اى‌ انقلب راجعا.
 قال النحاه: المنصوب منهما حال موكده لعاملها ‌و‌ تعقبه بعضهم بان التوليه قد ‌لا‌ تكون ادبارا بدليل: «فول وجهك شطر المسجد الحرام».
 ‌و‌ اخلف اخلافا: يقال لمعان كلها محتمله هنا:
 احدها: اخلف الرجل وعده اذا قال شيئا ‌و‌ لم يفعله ‌فى‌ الاستقبال فالاخلاف ‌فى‌ المستقبل كالكذب ‌فى‌ الماضى ‌و‌ الاسم الخلف بالضم.
 الثانى: اخلف زيد ظنى فيه: اذا ظننت ‌به‌ خيرا فلم يصح ظنك فيه.
 الثالث: اخلفت النجوم اى: لم تمطر.
 قال الجوهرى: كان اهل الجاهليه يقولون: اخلفت النجوم اذا امحلت ‌و‌ لم يكن فيها مطر.
 الرابع: اخلف الشجر: ‌اى‌ لم يثمر.
 
قال ‌فى‌ الاساس: اخلفت النجوم، ‌و‌ الشجر لم تمطر ‌و‌ لم تثمر.
 ‌و‌ قال الهروى ‌فى‌ الغريبين: اخلف الشجر لم يحمل ‌و‌ الغرس لم يعلق انتهى.
 ‌و‌ السرايا: جمع سريه كعطيه ‌و‌ عطايا، ‌و‌ هى قطعه ‌من‌ الجيش.
 قال ‌فى‌ القاموس: ‌من‌ خمسه انفس الى ثلاثماثه ‌او‌ اربعمائه.
 قال الفيومى: هى فعيله بمعنى فاعله لانها تسرى ‌فى‌ خفيه.
 قال ابن الاثير ‌فى‌ النهايه: هى طائفه ‌من‌ الجيش يبلغ اقصاها اربعمائه ‌و‌ يبعث الى العدو، سموا بذلك لانهم يكونون خلاصه العسكر ‌و‌ خيارهم ‌من‌ الشى ء السرى النفيس.
 ‌و‌ قيل: سموا بذلك لانهم ينفذون سرا ‌و‌ خفيه ‌و‌ ليس بالوجه لان لام السر راء ‌و‌ هذه ياء انتهى.
 ‌و‌ المراد بسرايا العدو اما اعوانه ‌و‌ انصاره الذين يستعين بهم على حصول غرضه ‌و‌ يبعثهم اليه لينالوا منه، ‌و‌ اما حيله ‌و‌ تدابيره التى كان يعملها ‌فى‌ الانتقام منه على الاستعاره، ‌و‌ معنى اخلافها عدم ظفرها ‌به‌ مستعار ‌من‌ احد المعانى المذكوره للاخلاف بجامع عدم ظهور النفع ‌او‌ ترتب الفائده المطلوبه عليها، فهى استعاره مصرح بها تحقيقيه تبعيه، ‌و‌ اما ‌ما‌ يوجد ‌فى‌ بعض النسخ على الهامش منسوبا الى الشهيد الثانى قدس سره ‌من‌ تفسير اخلفت سراياه بمعنى اخطات ‌فى‌ قصدها، فهو
 
بيان لحاصل المعنى ‌لا‌ تفسير للفظ اخلفت حتى يعترض عليه بان هذا المعنى لم ينص عليه ارباب اللغه ‌و‌ الله اعلم.
 
بغى على الناس بغيا: ظلم ‌و‌ اعتدى فهو باغ ‌و‌ بغيته ابغيه بغيا: طلبته كابتغيته ‌و‌ كلاهما ‌من‌ باب- رمى-.
 ‌و‌ قال الراغب: البغى طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه اولم يتجاوزه، فتاره يعتبر ‌فى‌ القدر الذى ‌هو‌ الكميه، ‌و‌ تاره يعتبر ‌فى‌ الوصف الذى ‌هو‌ الكيفيه، يقال: بغيت الشى ء: اذا طلبته اكثر مما يجب، ‌و‌ ابتغيت كذلك، ‌و‌ البغى على ضربين: محمود ‌و‌ ‌هو‌ تجاوز العدل الى الاحسان ‌و‌ الغرض الى التطوع، ‌و‌ مذموم ‌و‌ ‌هو‌ تجاوز الحق الى الباطل ‌و‌ منه بغى اذا ظلم ‌و‌ اعتدى ‌و‌ تكبر، ‌و‌ ذلك لتجاوزه منزلته الى ‌ما‌ ليس له، ‌و‌ يستعمل ذلك ‌فى‌ ‌اى‌ امر كان، فالبغى ‌فى‌ اكثر المواضع مذموم، ‌و‌ قوله تعالى: «غير باغ ‌و‌ ‌لا‌ عاد» ‌اى‌ غير طالب ‌ما‌ ليس له طلبه، ‌و‌ ‌لا‌ متجاوز لما رسم له. ‌و‌ قال الحسن: غير متناول للذه ‌و‌ ‌لا‌ متجاوز ‌سد‌ الجوعه، ‌و‌ قال مجاهد: غير باغ على امام ‌و‌ ‌لا‌ عاد ‌فى‌ المعصيه طريق الحق، انتهى.
 
و «الباء» ‌من‌ قوله عليه السلام: «بمكائده» للملابسه ‌اى‌ بغانى ملتبسا بمكائده، ‌و‌ يحتمل الاستعانه ‌اى‌ مستعينا بمكائده.
 ‌و‌ المكائد: جمع مكيده اسم ‌من‌ كاده كيدا ‌من‌ باب- باع- ‌اى‌ خدعه ‌و‌ مكر به. ‌و‌ نصبت الشى ء نصبا ‌من‌ باب- ضرب-: وضعته وضعا ثابتا.
 ‌و‌ الشرك محركه: حبائل الصائد، واحدتها شركه كقصب ‌و‌ قصبه.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ مفرد، ‌و‌ الشركه مونثه، ‌و‌ جمعه اشراك ‌و‌ شرك بضمتين نادر.
 ‌و‌ المصائد اما جمع مصيده اسم مصدر بمعنى الصيد كمكيده ‌و‌ مكائد، ‌او‌ جمع مصيد ‌او‌ مصيده بكسر الميم ‌و‌ فتح الياء فيهما ‌و‌ هما آله الصيد فيكون اضافه الشرك اليها ‌من‌ باب اضافه الشى ء الى مرادفه كقوله:
 فقلت انجوا عنها نجا الجلد انه
 سيرضيكما منه سنام ‌و‌ غاربه
 فان النجا مقصورا ‌هو‌ الجلد.
 قال الفراء: اضاف النجا الى الجلد، لان العرب تضيف الشى ء الى نفسه اذا اختلف اللفظان كقولك: ‌حق‌ اليقين، ‌و‌ الدار الاخره، ‌و‌ عباره الدعاء استعاره مكنيه تخييليه مرشحه، فانه شبه عليه السلام ‌فى‌ نفسه الباغى له بمكائده بالصائد، ‌و‌ ‌دل‌ عليه بشرك المصائد ‌و‌ ذكر النصب ترشيحا.
 ‌و‌ وكلت فلانا بكذا توكيلا: وليته امره، يقال: وكلته بالبيع فتوكل ‌به‌ ثم تجوز فيه فاستعمل ‌فى‌ المعانى.
 ‌و‌ قيل: وكل ‌به‌ همه اذا صرفه اليه ‌و‌ جعله موقوفا عليه.
 قال الزمخشرى ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز ‌و‌ كل همه بكذا ‌و‌ منه عباره الدعاء.
 ‌و‌ تفقدت الشى ء: تعرفته ‌و‌ طلبته عند فقده ‌و‌ غيبته.
 
قال الراغب: حقيقه التفقد تعرف فقدان الشى ء.
 ‌و‌ قال الفارابى: تفقده طلبه بمظانه، انتهى. ثم استعمل ‌فى‌ مطلق التعرف، ‌و‌ منه قول ابى الدرداء: ‌من‌ يتفقد يفقد.
 قال الزمخشرى اى: ‌من‌ يتفقد احوال الناس ‌و‌ يتعرفها عدم الرضا.
 ‌و‌ قال ابن الاثير اى: ‌من‌ يتفقد احوال الناس ‌و‌ يتعرفها فانه لايجد ‌ما‌ يرضيه لان الخير ‌فى‌ الناس قليل.
 ‌و‌ الرعايه: اسم ‌من‌ راعيته اذا راقبته ‌و‌ نظرت اليه ماذا يفعل ‌و‌ ماذا منه يكون ‌و‌ الى ماذا يصير، ‌و‌ منه: راعيت النجوم.
 ‌و‌ ضبا يضبا ‌من‌ باب- منع- مهموز اللام ضبا ‌و‌ ضبوءا: لصق بالارض يستتر بها ليختل كاضبا اضباء ‌و‌ باللغتين وردت الروايه ‌فى‌ الدعاء.
 ‌و‌ السبع بفتح السين ‌و‌ ضم الباء ‌و‌ تكسر: كل ذى ناب يعدو ‌به‌ ‌و‌ يفترس كالاسد ‌و‌ الذئب ‌و‌ الفهد ‌و‌ النمر.
 ‌و‌ الطريده: فعيله بمعنى مفعوله ‌من‌ طردت الصيد طردا ‌من‌ باب- قتل- اذا اثرته ‌و‌ اخرجته ‌من‌ مكانه ‌و‌ الاسم الطرد بفتحتين.
 قال الجوهرى: ‌و‌ الطريده ‌ما‌ طردت ‌من‌ صيد ‌و‌ غيره.
 ‌و‌ قال الراغب: يسمى ‌ما‌ يثار ‌من‌ الصيد طريده.
 ‌و‌ انتظار الامر: توقع حصوله، ‌و‌ منه انتظار الفرج عباده ‌و‌ نصبه على المفعول لاجله.
 
و انتهز الفرصه: نهض اليها مبادرا ‌و‌ اغتنمها ‌من‌ نهز نهزا ‌من‌ باب- نفع-: اذا نهض لتناول الشى ء.
 ‌و‌ الفرصه بالضم: الحاله التى يتمكن فيها ‌من‌ الشى ء المطلوب ‌و‌ اصلها ‌من‌ الفرصه بمعنى النوبه.
 قال الفيومى ‌فى‌ المصباح: هى اسم ‌من‌ تفارص القوم الماء القليل ‌اى‌ تناوبوه لكل منهم نوبه فيقال: ‌يا‌ فلان حانت فرصتك ‌اى‌ نوبتك ‌و‌ وقتك الذى تستقى فيه فتسارع له.
 ‌و‌ قال الفارابى ‌فى‌ ديوان الادب: الفرصه: النوبه تكون بين القوم يتناوبونها على الماء، يقال: جاءت فرصتك ‌من‌ البئر.
 ‌و‌ «اللام» ‌من‌ قوله عليه السلام: «لفريسته» اما للاختصاص ‌او‌ للتعليل فتتعلق بالانتهاز، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ تكون بمعنى ‌فى‌ ‌اى‌ ‌فى‌ فريسته نحو: مضى لسبيله، ‌اى‌ ‌فى‌ سبيله.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه: لانتهاز فريسته ‌من‌ دون الفرصه ‌اى‌ لاخذها ‌و‌ اغتنامها.
 ‌و‌ الفريسه: فعيله بمعنى مفعوله، ‌من‌ فرس السبع الشاه فرسا ‌من‌ باب- ضرب- دق عنقها ‌و‌ كسرها، ‌و‌ منه: النهى عن الفرس ‌فى‌ الذبيحه ‌و‌ ‌هو‌ كسر رقبتها قبل ‌ان‌ تبرد، ‌و‌ فريسه الاسد ‌ما‌ فرسه ‌من‌ حيوان، لكن ليس المراد بفريسته ‌فى‌ عباره الدعاء ‌ما‌ قد فرسه، بل ‌ما‌ سيفرسه تسميه له بما يوول اليه كتسميه العنب خمرا ‌فى‌ قوله تعالى: «قال احدهما انى ارانى اعصر خمرا» ‌اى‌ عنبا يوول الى الخمريه.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام: «و ‌هو‌ يظهر لى بشاشه الملق» ‌فى‌ محل نصب على الحال
 
من الضمير المستكن ‌فى‌ اضباء.
 ‌و‌ البشاشه: طلاقه الوجه ‌و‌ اقبال الرجل على اخيه ‌و‌ الضحك اليه، ‌و‌ فرح الصديق بالصديق يقال: لقينى فبششت له بالكسر ابش بالفتح بشا ‌من‌ باب- تعب- لكن المصدر ساكن.
 ‌و‌ الملق محركه: الود ‌و‌ اللطف الشديد، يقال: ملقته ملقا ‌و‌ ملقت له ايضا ‌من‌ باب- تعب- ‌و‌ تملقت له تملقا: ‌اى‌ توددت اليه ‌و‌ تلطفت له.
 قال الشاعر:
 اياك ادعو فتقبل ملقى
 اغفر خطاياى ‌و‌ ثمر ورقى
 ‌و‌ ‌فى‌ النهايه لابن الاثير ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ليس ‌من‌ خلق المومن الملق، ‌هو‌ بالحركه زياده التودد ‌فى‌ الدعاء ‌و‌ التضرع فوق ‌ما‌ ينبغى، انتهى.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ اظهار الموده ‌و‌ اللطف باللسان دون القلب.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: ‌هو‌ الود ‌و‌ اللطف ‌و‌ ‌ان‌ تعطى باللسان ‌ما‌ ليس ‌فى‌ القلب.
 ‌و‌ الحنق بالحاء المهمله ‌و‌ النون المفتوحتين: الغيظ ‌او‌ شدته.
 
و الدغل بالتحريك: الفساد ‌و‌ الريبه.
 ‌و‌ سريره الانسان: ‌ما‌ اسره ‌و‌ اضمره ‌من‌ خير ‌و‌ ‌شر‌ ‌و‌ هى خلاف العلانيه، ‌و‌ منه الدعاء: اجعل سريرتى خيرا ‌من‌ علانيتى.
 ‌و‌ قبح الشى ء قبحا ‌من‌ باب- قرب-: خلاف حسن فهو قبيح.
 قال الراغب: القبيح ‌ما‌ ينبو عنه البصر ‌من‌ الاعيان، ‌و‌ ‌ما‌ تنبو عنه النفس ‌من‌ الاعمال ‌و‌ الاحوال.
 
و انطوى فلان على الشر: ‌اى‌ كتمه، ‌و‌ اصله ‌من‌ الطى خلاف النشر.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز انطوى قلبه على حقد.
 ‌و‌ ركسته ركسا ‌من‌ باب- قتل- ‌و‌ اركسته اركاسا قلبته على راسه.
 ‌و‌ «اللام» ‌من‌ قوله: عليه السلام: «لام راسه» بمعنى على، ‌اى‌ على راسه نحو: «و يخرون للاذقان» ‌و‌ «دعانا لجنبه» «و تله للجبين».
 ‌و‌ قول الشاعر:
 فخر صريعا لليدين ‌و‌ للفم
 ‌و‌ ‌ام‌ الراس: الدماغ ‌و‌ ‌هو‌ مخ الراس.
 ‌و‌ قيل: ‌ام‌ الراس: الجلده الرقيقه التى تكون على الدماغ.
 ‌و‌ ‌فى‌ كتاب الاباء ‌و‌ الامهات: ‌ام‌ الراس: هى الهامه ‌و‌ اعلى الهامه ‌و‌ الجمجمه ‌و‌ الدماغ، ‌و‌ منه يقال: امه بالعصا: اذا ضربه بها ضربه تصل الى الدماغ، ‌و‌ قيل له: ‌ام‌ الراس لانه مجمع اكثر الحواس انتهى.
 ‌و‌ الزبيه بالضم: حفره تحفر ‌فى‌ موضع عال يصاد فيها الاسد ‌و‌ نحوه، ‌و‌ الجمع زبى كمديه ‌و‌ مدى.
 ورددته: ‌اى‌ رجعته.
 ‌و‌ المهوى: اسم لموضع الهوى، يقال: هوى، يهوى ‌من‌ باب- ضرب- هويا بضم الهاء ‌و‌ فتحها ‌و‌ كسر الواو ‌و‌ تشديد الياء اذا سقط ‌من‌ اعلى الى اسفل.
 ‌و‌ الحفره بالضم: الحفيره ‌و‌ هى ‌ما‌ يحفر ‌من‌ الارض ‌و‌ جمعها حفر كغرفه ‌و‌ غرف.
 ‌و‌ قمع خصمه قمعا ‌من‌ باب- نفع-: قهره ‌و‌ اذله فانقمع.
 
و قال الراغب: قمعته فانقمع ككففته فكف.
 ‌و‌ الاستطاله: الترفع ‌و‌ العلو، ‌و‌ هى خلاف الذل يقال: طال عليه ‌و‌ تطاول ‌و‌ استطال اذا علا ‌و‌ ترفع.
 ‌و‌ الربق بالكسر ‌و‌ السكون: حبل يجعل فيه عده عرى يشد بها البهم الواحده ‌من‌ العرى ربقه بالكسر ‌و‌ تفتح، ‌و‌ جمعها ربق ككسره ‌و‌ كسر، ‌و‌ بها رويت عباره الدعاء ايضا.
 ‌و‌ حباله الصائد بالكسر: شركه التى يصطاد بها ‌و‌ تجمع على حبائل، ‌و‌ يقال لها: الاحبوله بالضم ‌و‌ جمعها احابيل.
 ‌و‌ التقدير ‌من‌ الانسان: التفكر ‌و‌ التدبير ‌فى‌ الامر بحسب نظر عقله، ‌اى‌ كان يفكر ‌و‌ يدبر ‌ان‌ يرانى ‌فى‌ ربق حبالته.
 ‌و‌ «قد» لتقريب الفعل الماضى ‌من‌ الحال تقول: قام زيد، فيحتمل الماضى القريب، ‌و‌ الماضى البعيد فاذا قلت: قد قام اختص بالقريب.
 ‌و‌ كاد فعل ناقص اتى منه الماضى ‌و‌ المضارع فقط، له اسم مرفوع ‌و‌ خبر مضارع مجرد ‌من‌ ‌ان‌ ‌فى‌ الاغلب، ‌و‌ معناه قارب ‌و‌ اشتهر على السنه كثيرين ‌ان‌ كاد اثباتها نفى ‌و‌ نفيها اثبات بخلاف سائر الافعال.
 قال المعرى ملغزا فيها:
 انحوى هذا العصر ‌ما‌ هى لفظه
 جرت ‌فى‌ لسانى جرهم ‌و‌ ثمود
 اذا استعملت ‌فى‌ معرض الجحد اثبتت
 ‌و‌ ‌ان‌ اثبتت قامت مقام جحود
 فاستدلوا على ذلك بقوله تعالى: «يكاد زيتها يضيى ء» ‌و‌ ‌هو‌ لم يضيى ء، ‌و‌ بقوله: «فذبحوها ‌و‌ ‌ما‌ كادوا يفعلون» ‌و‌ قد ذبحوا.
 ‌و‌ التحقيق انها كسائر الافعال اثباتها اثبات، ‌و‌ نفيها نفى لكن معناها المقاربه
 
 
لا وقوع الفعل فاثباتها اثبات لمقاربه الفعل، ‌و‌ نفيها نفى لمقاربه الفعل، ‌و‌ لايلزم ‌من‌ مقاربته وقوعه فقولك: كاد زيد يقوم، معناه قارب القيام ‌و‌ لم يقم، ‌و‌ منه: «يكاد زيتها يضى ء» ‌اى‌ يقارب الاضاءه ‌و‌ لم يضى ء ‌و‌ قولك: ‌ما‌ كاد زيد يقوم، معناه ‌ما‌ قارب القيام فضلا عن ‌ان‌ يقع منه، ‌و‌ منه: «اذا اخرج يده لم يكد يراها» ‌اى‌ لم يقارب ‌ان‌ يراها فضلا عن ‌ان‌ يرى، ‌و‌ اما قوله تعالى: «فذبحوها ‌و‌ ‌ما‌ كادوا يفعلون» فمحمول على وقتين ‌اى‌ فذبحوها بعد تكرار الامر عليهم بذبحها، ‌و‌ ‌ما‌ كادوا يذبحونها قبل ذلك ‌و‌ ‌لا‌ قاربوا الذبح، بل انكروا ذلك اشد الانكار بدليل قولهم: «اتتخذنا هزوا» ‌و‌ ‌ما‌ تلى علينا ‌من‌ تعنتهم ‌و‌ تكرار سئوالهم.
 اذا عرفت ذلك فمعنى قوله عليه السلام ‌فى‌ الدعاء: «و قد كاد ‌ان‌ يحل ‌بى‌ لولا رحمتك ‌ما‌ ‌حل‌ بساحته»، ‌اى‌ قد قارب الحلول ‌و‌ لم يحل ‌و‌ نفى الحلول لازم بالاخبار بالقرب، لان الاخبار بقرب الشى ء يقتضى عقلا عدم حصوله، ‌و‌ الا كان الاخبار حين اذ بحصوله ‌لا‌ بمقاربه حصوله، ‌و‌ اسم كاد ضمير الشان مضمر فيه كقوله تعالى: «من بعد ‌ما‌ كاد يزيغ قلوب فريق منهم» ‌و‌ يجوزان يكون ‌من‌ باب التنازع ‌و‌ اعمال ‌اى‌ الفعلين شئت كما نص عليه الرضى.
 ‌و‌ اتفقت النسخ المشهوره ‌من‌ الصحيفه الشريفه على اثبات ‌ان‌ ‌فى‌ خبر كاد هنا، ‌و‌ ‌هو‌ شاهد على وروده ‌فى‌ السعه ‌و‌ ‌ان‌ قل، خلافا للراغب حيث قال: ‌و‌ قلما تستعمل ‌ان‌ ‌فى‌ خبر كاد الا ‌فى‌ ضروره الشعر نحو قوله:
 قد كاد ‌من‌ طول البلى ‌ان‌ يمصحا
 ‌و‌ ‌من‌ شواهده ايضا قول بعض الصحابه: ‌ما‌ كدت ‌ان‌ اصلى العصر حتى
 
كادت الشمس ‌ان‌ تغرب.
 ‌و‌ وقع ‌فى‌ نسخه قديمه: ‌و‌ قد كادت تحل ‌بى‌ ‌ما‌ ‌حل‌ بساحته ‌و‌ جواب لولا ‌فى‌ عباره الدعاء محذوف لدلاله الكلام عليه ‌و‌ التقدير: لولا رحمتك ‌بى‌ لحل ‌بى‌ ‌ما‌ ‌حل‌ بساحته.
 ‌و‌ الساحه: فناء الدار ‌و‌ فضاوها الواسع ‌و‌ المراد ‌ما‌ ‌حل‌ به، لكنه اقحم الساحه كما اقحمت ‌فى‌ قوله تعالى: «فاذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين» ايذانا بان ‌ما‌ ‌حل‌ به، ‌و‌ ‌ما‌ ينزل ‌من‌ العذاب بهم لعظمته ‌لا‌ تسعه الا الساحه ذات الفضاء الواسع، ‌و‌ قيل: الساحه عباره عن الدار، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ ‌فى‌ الايه ‌من‌ باب التمثيل مثل النازل بهم ‌من‌ العذاب بجيش قد هجم فاناخ بفنائهم بغته فشن عليهم الغاره ‌و‌ لك حمل عباره الدعاء عليه ‌و‌ الله اعلم.
 
الحسد: تمنى زوال نعمه ‌من‌ مستحق لها، ‌و‌ ربما يكون مع ذلك سعى ‌فى‌ ازالتها عنه، حسده يحسده ‌من‌ باب- قتل- حسدا محركه فهو حاسد ‌و‌ حسود.
 ‌و‌ شرق زيد بريقه، ‌و‌ بالماء شرقا ‌من‌ باب- تعب-: غص به.
 ‌و‌ الغصه بالضم ‌ما‌ نشب ‌فى‌ الحلق ‌و‌ اعترض فلم يجر فيه ماء كان ‌او‌ طعاما ‌او‌ غيرهما.
 فالباء ‌من‌ قوله عليه السلام: «شرق بى» سببيه، ‌و‌ الثانيه صله للفعل مثلها ‌فى‌
 
بريقه، وكلا البائين متعلقان بشرق لاختلاف، معناهما ‌و‌ ‌ان‌ اتحدا لفظا.
 ‌و‌ شجى الرجل بالعظم ‌و‌ نحوه شجى ‌من‌ باب- تعب-: غص ‌به‌ يقال: عليك بالكظم ‌و‌ ‌ان‌ شجيت بالعظم، ‌و‌ الفرق بين الشرق ‌و‌ الشجى ‌ان‌ الشرق: يكون بالريق ‌و‌ الماء ‌و‌ نحوهما ‌من‌ كل مايع، ‌و‌ الشجى: يكون بالعظم ‌و‌ اللقمه ‌و‌ نحوهما ‌من‌ كل جامد، ‌و‌ الغصص يعمهما فيقال: غص بريقه ‌و‌ غص بالطعام قال تعالى: «و طعاما ذا غصه» ‌و‌ يقال: للغصه ‌و‌ ‌ما‌ اعترض ‌فى‌ الحلق: شجى ايضا، ‌و‌ منه قول اميرالمومنين صلوات الله عليه: فصبرت ‌و‌ ‌فى‌ الحلق شجى.
 ‌و‌ ‌من‌ ‌فى‌ قوله عليه السلام: «شجى منى» اما للسببيه نحو: «مما خطيئاتهم اغرقوا». ‌او‌ ابتدائيه لان الشجى حصل منه.
 ‌و‌ الباء ‌فى‌ «بغيظه» صله لشجى.
 ‌و‌ سلقه بلسانه سلقا ‌من‌ باب- قتل-: خاطبه بما يكره ‌و‌ منه قوله تعالى: «سلقوكم بالسنه حداد» قال العلامه الطبرسى: ‌و‌ السلق اصله الضرب.
 ‌و‌ سلقته بالكلام: اسمعته المكروه، ‌و‌ قال الزمخشرى: سلقوكم: ‌اى‌ ضربوكم.
 ‌و‌ قال الراغب: السلق بسط بقهر اما باليد ‌و‌ اما باللسان ‌و‌ منه: «سلقوكم بالسنه حداد».
 ‌من‌ هنا قال بعض المفسرين: سلقوكم اى: بسطوا اليكم السنتهم.
 ‌و‌ قال الجوهرى: سلقه بالكلام سلقا: ‌اى‌ آذاه ‌و‌ ‌هو‌ شده القول باللسان، قال
 
الله تعالى: «سلقوكم بالسنه حداد»، قال ابوعبيده: بالغوا فيكم بالكلام.
 ‌و‌ ‌حد‌ اللسان: حدته.
 ‌و‌ الوحر: الوغر، ‌و‌ ‌هو‌ امتلاء الصدر غيظا، يقال: وحر صدره على وحرا وغر وغرا ‌من‌ باب- تعب- فيهما بمعنى ‌اى‌ امتلا غيظا فهو وحر الصدر ككتف ‌و‌ واغر الصدر على فاعل ‌و‌ الاسم الوحر ‌و‌ الوغر فيهما بالسكون فيهما ‌و‌ منه الحديث «تهادوا فان الهديه تذهب بوحر الصدر».
 ‌و‌ ‌فى‌ روايه: تذهب وغر الصدر بالغين المعجمه.
 فقوله عليه السلام: «وحرنى» ‌اى‌ جعلنى وحر الصدر، ‌و‌ عدى فعل بكسر العين ‌و‌ ‌هو‌ لازم بنقله الى فعل بفتح العين، ‌و‌ ‌هو‌ احد الامور التى يتعدى بها الفعل القاصر ‌و‌ يسمى التعديه بالحركه، ‌و‌ ‌هو‌ مسموع كثير.
 ‌و‌ منه: اثم اثما ‌من‌ باب- تعب- ‌و‌ الاثم بكسر الهمزه ‌و‌ السكون: اسم منه فهو آثم، ‌و‌ يعدى بالحركه فيقال: اثمته اثما ‌من‌ بابى- ضرب- و- قتل- اذا جعلته اثما فهو ماثوم.
 ‌و‌ منه: بهت ‌من‌ بابى «تعب» ‌و‌ «قرب» اى: دهش ‌و‌ تحير فهو باهت ‌و‌ يعدى بالحركه، فيقال: بهته ابهته بفتحتين فبهت بالبناء للمفعول ‌و‌ ‌هو‌ مبهوت:
 ‌و‌ منه: ثرم الرجال ثرما ‌من‌ باب- تعب- اذا انكسرت ثنيته فهو اثرم ‌و‌ يعدى بالحركه فيقال: ثرمته ثرما ‌من‌ باب- قتل- فهو مثروم.
 ‌و‌ منه: حزن حزنا ‌من‌ باب- تعب- ‌و‌ الاسم الحزن بالضم فهو حزين ‌و‌ يتعدى ‌فى‌ لغه قريش بالحركه فيقال: حزنه الامر يحزنه ‌من‌ باب- قتل- فهو حزين.
 ‌و‌ منه: ‌و‌ قرت اذنه ‌و‌ قرا ‌من‌ باب- تعب- اذا ثقل سمعها ‌و‌ يعدى بالحركه،
 
فيقال: وقرها الله وقرا ‌من‌ باب- وعد- الى غير ذلك مما ‌لا‌ يحصى كثره، ‌و‌ انما بسطنا الكلام ‌فى‌ ذلك، لان الاصحاب لما راوا قوله عليه السلام: «وحرنى» متعديا ‌و‌ وجدوه مضبوطا بفتح الحاء ‌و‌ لم يجدوا ‌فى‌ كتب اللغه الا: «وحر صدره» بكسر الحاء لازما تحيروا ‌فى‌ ذلك ‌و‌ لم يهتدوا الى الوجه فيه، ‌و‌ الله الهادى الى سواء السبيل.
 ‌و‌ وقع ‌فى‌ بعض النسخ: ‌و‌ خزنى بالخاء ‌و‌ الزاء المعجمتين بدلا ‌من‌ وحرنى بالحاء ‌و‌ الراء المهملتين، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الوخز بمعنى: الطعن يقال: وخزه وخزا ‌من‌ باب- وعد- اذا طعنه طعنه غير نافذه برمح ‌او‌ ابره ‌او‌ غير ذلك.
 ‌و‌ القرف: التهمه يقال: قرفه قرفا ‌من‌ باب- قتل-: ‌اى‌ اتهمه، ‌و‌ منه الحديث: كان صلى الله عليه ‌و‌ آله لاياخذ بالقرف: اى: بالتهمه.
 ‌و‌ يطلق على الوقيعه ايضا، قال ‌فى‌ الاساس: ‌هو‌ يقرف بكذا: ‌اى‌ يتهم ‌به‌ ‌و‌ ‌هو‌ مقروف ‌به‌ وقرفنى فلان: وقع فى، قال:
 اذا ‌ما‌ الحاسدون سعوا فشنوا
 فكم يبقى على القرف الاخاء
 ‌و‌ هذا المعنى محتمل هنا ايضا ‌و‌ اضافه العيوب الى ضمير الحاسد اما ‌من‌ باب اضافه الفعل الى فاعله، فيكون المعنى انه قرفه ‌و‌ اتهمه بعيوب نفسه التى ‌هو‌ اكتسبها ‌و‌ تحلى بها، كما صرح ‌به‌ عليه السلام بقوله ثانيا: ‌و‌ قلدنى خلالا لم تزل فيه، فيكون داخلا ‌فى‌ عموم قوله تعالى: «و ‌من‌ يكسب خطيئه ‌او‌ اثما ثم يرم ‌به‌ بريئا فقد احتمل بهتانا ‌و‌ اثما مبينا» ‌و‌ اما ‌من‌ باب اضافه القول الى قائله فيكون المراد بعيوبه العيوب التى خلقها ‌و‌ ائتفكها ‌و‌ افتراها له فقرفه ‌و‌ بهته بها لتشيع الفاحشه عنه،
 
فيكون داخلا ‌فى‌ عموم قوله تعالى: «ان الذين يحبون ‌ان‌ تشيع الفاحشه ‌فى‌ الذين آمنوا لهم عذاب اليم ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره».
 ‌و‌ عرض الرجل بكسر العين: جانبه الذى يصونه ‌من‌ نفسه ‌و‌ حسبه ‌و‌ شرفه ‌و‌ يحامى عنه ‌ان‌ ينتقص ‌و‌ يثلب ‌و‌ قيل: ‌هو‌ خليقه المحموده.
 ‌و‌ قيل: موضع المدح ‌و‌ الذم منه سواء كان ‌فى‌ نفسه ‌او‌ سلفه ‌او‌ ‌من‌ يلزمه امره ‌و‌ يطلق على النفس، ‌و‌ منه: ‌من‌ اتقى الشبهات استبرا لدينه ‌و‌ عرضه، احتاط لنفسه.
 ‌و‌ الغرض محركه: الهدف.
 ‌و‌ المرامى جمع مرمات بكسر الميم: ‌و‌ ‌هو‌ السهم، سمى بذلك لانه آله للرمى، ‌و‌ يقال: للسهم الصغير الذى يتعلم ‌به‌ الرمى مرماه ايضا، ‌و‌ ‌هو‌ ارذل السهام، ‌و‌ ربما خصوا المرامى بنصال محدده يلعب بها الصبيان فيرمونها ‌فى‌ كوم ‌من‌ تراب فايهم اثبتها ‌فى‌ الكوم غلب، لكن المراد بها هنا مطلق السهام.
 قال ‌فى‌ الاساس يقال: رماه عن القوس بالمرماه ‌و‌ بالمرامى، انتهى.
 ‌و‌ الكلام استعاره شبه عليه السلام اقواله ‌و‌ كلماته السيئه بالسهام بجامع الاضرار ‌و‌ الاذى فاستعار لها المرامى ‌و‌ القرينه جعل العرض غرضا لها.
 ‌و‌ قلدته القلاده تقليدا: جعلتها ‌فى‌ عنقه فتقلدها ‌و‌ ‌هو‌ هنا استعاره للالزام بجامع كمال الارتباط حيث قصد ‌ان‌ يجعل تلك الخلال لازمه له لزوم القلاده ‌او‌ الغل للعنق لاينفك عنها بحال، ‌و‌ هى استعاره مصرح بها تحقيقيه تبعيه، ‌و‌ جاز ‌ان‌ يجعل الخلال استعاره مكنيه بتشبيهها بالاغلال فيكون التقليد تخييلا.
 
و الخلال جمع خله بالفتح: ‌و‌ هى الخصله.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «لم تزل فيه» ‌اى‌ استمرت تلك الخلال فيه ‌و‌ لم تنفصل عنه لان ‌ما‌ زال لاستمرار خبرها لفاعلها.
 ‌و‌ وخزنى بكيده: ‌اى‌ طعننى بخدعته ‌و‌ مكره.
 ‌و‌ قصدنى بمكيدته: ‌اى‌ طلبنى ‌و‌ امنى.
 ‌و‌ المكيده: اسم ‌من‌ كاده كيدا، ‌اى‌ خدعه ‌و‌ مكر به.
 
و قوله: «فناديتك» ‌اى‌ دعوتك عقيب ذلك حال كونى مستغيثا بك، ‌اى‌ طالبا اغاثتك ‌و‌ اعانتك ‌و‌ نصرك، يقال: استغاث ‌به‌ فاغاثه: ‌اى‌ استعانه ‌و‌ استنصره فاعانه ‌و‌ نصره.
 ‌و‌ توسيط النداء: لمزيد الضراعه.
 ‌و‌ وثقت ‌به‌ اثق بكسرهما ثقه ‌و‌ وثوقا: اعتمدت عليه فانا واثق.
 ‌و‌ اضافه السرعه الى الاجابه ‌من‌ باب اضافه المصدر الى فاعله فتكون ‌من‌ باب المجاز الحكمى.
 ‌و‌ العلم: هنا بمعنى اليقين ‌و‌ نصب «واثقا ‌و‌ عالما» على الحاليه ايضا اما ‌من‌ باب ترادف الحال عند ‌من‌ اجازه ‌او‌ ‌من‌ باب تداخل الحال عند ‌من‌ منع الترادف قياسا على الظرف ‌و‌ ‌هو‌ مذهب الفارسى ‌و‌ ابن عصفور ‌و‌ جماعه فتكون الحال الثانيه حالا ‌من‌ الضمير ‌فى‌ الاولى، ‌و‌ الثالثه حالا ‌من‌ الضمير ‌فى‌ الثانيه.
 ‌و‌ الاضطهاد: افتعال ‌من‌ الضهد بمعنى القهر، يقال: ضهده ضهدا ‌من‌ باب- منع- ‌و‌ اضطهده: ‌اى‌ قهره، ‌و‌ الطاء بدل ‌من‌ تاء الافتعال كما سبق بيانه.
 ‌و‌ آوى اليه ياوى ‌من‌ باب- ضرب- اويا على فعول بالضم: انضم ‌و‌ التجا اليه ‌و‌ منه «اذ اوى الفتيه الى الكهف».
 
و الظل هنا: بمعنى العز، ‌و‌ المنعه: مستعار ‌من‌ الظل المعروف.
 ‌و‌ الكنف بفتحتين: الجانب، ‌اى‌ الى ‌عز‌ جانبك ‌و‌ مناعته.
 قال الراغب: ‌و‌ يعبر بالظل عن العز ‌و‌ المناعه.
 ‌و‌ الكلام استعاره تمثيليه مثل صوره انقطاعه الى الله تعالى بصوره ‌من‌ التجا الى ظل كنف ملك عظيم لايقهر ‌من‌ التجا اليه فهو ‌من‌ باب اراك تقدم رجلا ‌و‌ توخر اخرى.
 فان قلت: الاستعاره التمثيليه لايكون ‌فى‌ مفرداتها تجوز كما نصوا عليه، ‌و‌ الظل هنا مجاز عن العز ‌و‌ المناعه قطعا فكيف يصح التمثيل.
 قلت: لم ينص احد على اشتراط كون مفردات الاستعاره التمثيليه مستعمله ‌فى‌ حقائق معانيها، بل شرطوا فيها ‌ان‌ يكون التجوز ‌فى‌ مجموع اللفظ ‌لا‌ ‌فى‌ شى ء ‌من‌ مفرداته ‌و‌ تكون المفردات باقيه على حالها قبل تجوز التمثيل ‌من‌ كونها حقيقه ‌او‌ مجازا كما صرح ‌به‌ السيد الشريف ‌فى‌ شرح المفتاح ‌فى‌ تعريف الاستعاره التمثيليه فلا ينافى التمثيل كون الظل مستعارا للعز ‌و‌ المنعه، ‌و‌ ‌لا‌ كون الكنف مرادا ‌به‌ الحراسه ‌و‌ الحمايه.
 قوله عليه السلام: ‌و‌ ‌لا‌ يفزع ‌من‌ لجا الى معقل انتصارك.
 فزع فزعا ‌من‌ باب- تعب-: خاف.
 ‌و‌ قال الراغب: الفزع: انقباض ‌و‌ نفار يعرو الانسان ‌من‌ الشى ء المخيف ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ جنس الجزع، ‌و‌ ‌لا‌ يقال: فزعت ‌من‌ الله كما يقال: خفت منه، ‌و‌ منه قوله تعالى: «و ‌هم‌ ‌من‌ فزع يومئذ آمنون».
 
و المعقل على وزن مسجد: الحصن ‌و‌ الملجا، ‌و‌ اصله ‌من‌ العقل بمعنى الامساك ‌و‌ الاستمساك، ‌و‌ ‌هو‌ هنا مستعار للحمايه بجامع الامن ‌و‌ القرينه اضافته الى الانتصار.
 ‌و‌ حصنته تحصينا: منعته ‌من‌ ‌ان‌ يقدر عليه يقال: حصن بالضم حصانه فهو حصين، ‌اى‌ منيع، ‌و‌ منه: الحصن للمكان الذى لايقدر عليه لارتفاعه.
 ‌و‌ الباس: الشده ‌و‌ القوه ‌و‌ منه: «نحن اولوا قوه ‌و‌ اولوا باس شديد».
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: «بقدرتك» للملابسه، ‌او‌ للاستعاره ‌و‌ التصريح بها للايذان بان ‌فى‌ قدرته تعالى ‌ما‌ ليس ‌فى‌ قدره احد سواه ‌و‌ الله اعلم.
 
السحائب جمع سحابه: ‌و‌ هى الغيم.
 ‌و‌ المكروه: كل ‌ما‌ شق على الانسان حمله ‌و‌ عافته نفسه.
 ‌و‌ جليتها: ‌اى‌ كشفتها ‌من‌ الجلاء على وزن كتاب بمعنى الكشف.
 ‌و‌ امطر الله السماء امطارا: ارسلها، ‌و‌ لفظ السحائب ‌فى‌ الموضعين استعاره الا ‌ان‌ الانسب بالمقام، ‌ان‌ تكون الاولى استعاره مصرحا بها تحقيقيه تبعيه مرشحه بان شبه ‌ما‌ يغشى النفس ‌و‌ يعرض ‌من‌ لها ‌من‌ الهموم ‌و‌ ظلمه الغم بسبب المكروه بالسحائب بجامع التغشيه، ‌و‌ ذكر التجليه ترشيح ‌و‌ الثانيه استعاره مكنيه تخييليه مرشحه بان شبه النعم بالامطار ‌و‌ طوى ذكر المشبه ‌به‌ ‌و‌ ‌دل‌ عليه بالسحائب التى هى ‌من‌ لوازمه ‌و‌ ‌هو‌ التخييل، ‌و‌ ذكر الامطار ترشيح ‌و‌ ‌من‌ ‌حق‌ فصيح الكلام ‌ان‌ يختار له
 
من وجوه البلاغه ‌ما‌ كان انسب بالمقام ‌و‌ ادخل ‌فى‌ تحصيل المرام.
 ‌و‌ الجداول جمع جدول كجعفر: ‌و‌ ‌هو‌ النهر، ‌و‌ قيده اكثرهم بالصغير.
 ‌و‌ نشرتها: ‌اى‌ بسطتها ‌من‌ النشر خلاف الطى، ‌او‌ احييتها ‌من‌ نشر الميت ‌و‌ ‌هو‌ احياوه لانه يقال: مات النهر اذا انقطع ماوه.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه سريتها بالسين المهمله ‌و‌ الراء المهمله المشدده ‌و‌ سكون الياء المثناه ‌من‌ تحت: ‌اى‌ جعلتها ساريه، ‌اى‌ جاريه، ‌و‌ منه السرى: للنهر الصغير يجرى الى النخل ‌و‌ قيل: سمى بذلك لان الماء يسرى فيه، ‌و‌ عليه حمل جمهور المفسرين قوله تعالى: «قد جعل ربك تحتك سريا».
 ‌و‌ البسه الله العافيه: جعله ملتبسا بها.
 ‌و‌ الاعين جمع عين: بمعنى الباصره.
 ‌و‌ الاحداث، جمع حدث بفتحتين: ‌و‌ ‌هو‌ الحادث ‌من‌ حوادث الدهر ‌و‌ نوائبه التى تحدث ‌اى‌ تقع، يقال: حدثان الدهر ‌و‌ حوادثه ‌و‌ احداثه.
 ‌و‌ الطمس: المحو، يقال: طمسته طمسا ‌من‌ باب- ضرب-: ‌اى‌ محوته.
 ‌و‌ قال الراغب، الطمس: ازاله الاثر بالمحو، ‌و‌ قوله تعالى: «و لو نشاء لطمسنا على اعينهم» ‌اى‌ ازلنا ضوءها ‌و‌ صورتها كما يطمس الاثر.
 قال ‌فى‌ الاساس: يقال طمس الله اعينهم ‌و‌ على اعينهم.
 ‌و‌ قال ‌فى‌ الكشاف: الطمس تعفيه شق العين حتى تعود ممسوحه.
 ‌و‌ قال العلامه الطبرسى: الطمس: محو الشى ء حتى يذهب اثره، ‌و‌ اعمى
 
مطموس ‌و‌ طميس: ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يذهب الشق الذى بين الجفنين.
 ‌و‌ الغواشى جمع غاشيه فاعله ‌من‌ غشيه يغشاه ‌من‌ باب- تعب- غشيا: ‌اى‌ ستره ‌و‌ غطاه، ‌و‌ منه: الغاشيه لغطاء السرج ‌و‌ سميت الداهيه الشديده غاشيه لانها تغشى القلب بشدتها.
 ‌و‌ الكربات جمع كربه بالضم: اسم ‌من‌ كربه الامر كربا ‌من‌ باب- قتل- ‌اى‌ شق عليه ‌و‌ غمه فهو مكروب، ‌اى‌ مغموم.
 ‌و‌ الكشف: ازاله الغطاء ‌و‌ نحوه عن الشى ء، يقال كشفه يكشفه كشفا ‌من‌ باب- ضرب- فانكشف فهو مكشوف ‌و‌ منكشف ‌و‌ سائر الاستعارات ‌فى‌ هذا الفصل ظاهره.
 
الظن الحسن: هنا عباره عن الرجاء ‌و‌ الامل ‌فى‌ رحمته ‌و‌ كرمه تعالى.
 ‌و‌ حققت ظنه احقه حقا ‌من‌ باب- ضرب-: فعلت ‌ما‌ كان يظنه، ‌و‌ حققته تحقيقا بالتشديد للمبالغه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: قال الكسائى حققت ظنه مثل حققته ‌و‌ انشد:
 فبذلت مالك لى ‌و‌ جدت ‌به‌
 ‌و‌ حققت ظنى ثم لم تخب
 
و العدم بفتحتين ‌و‌ بالضم ‌و‌ السكون: الفقر، ‌و‌ بالوجهين وردت الروايه ‌فى‌ الدعاء.
 ‌و‌ جبر الله فقره جبرا ‌من‌ باب- قتل-: سده، ‌و‌ قال ابوعمرو: الجبر ‌ان‌ تغنى الرجل ‌من‌ فقر ‌او‌ تصلح عظمه ‌من‌ كسر.
 ‌و‌ الصرعه بالفتح: المره ‌من‌ الصرع، ‌و‌ ‌هو‌ الطرح بالارض، ‌و‌ بالكسر حاله المصروع ‌و‌ هياته، ‌و‌ هى روايه ابن ادريس.
 ‌و‌ نعشه نعشا ‌و‌ انعشه انعاشا: اقامه ‌و‌ رفعه ‌من‌ سقطته ‌و‌ المراد بالصرعه هنا: الورطه ‌و‌ الشده ‌و‌ بالانعاش التدارك ‌و‌ التخليص منها على الاستعاره.
 ‌و‌ المسكنه: حال المسكين، ‌و‌ ‌هو‌ الفقير، ‌و‌ يطلق على الذليل المقهور ‌و‌ ‌ان‌ كان غنيا، ‌و‌ منه قوله تعالى: «ضربت عليهم الذله ‌و‌ المسكنه».
 ‌و‌ حولت الشى ء تحويلا: غيرته ‌و‌ نقلته ‌من‌ حال الى حال، ‌اى‌ ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ مسكنه غيرتها ‌و‌ نقلتها الى الغنى ‌او‌ الى العز.
 ‌و‌ مفعول كل من: «حققت ‌و‌ جبرت ‌و‌ انعشت ‌و‌ حولت» ضمير عائد الى ‌ما‌ قبله حذف للعلم به.
 
و قوله: «و كل ذلك» ‌اى‌ كل ‌ما‌ ذكر ‌من‌ ضروب احسانه تعالى، ‌و‌ ‌هو‌ مبتدا محذوف الخبر، ‌و‌ خبره فعل ناصب لقوله: انعاما ‌و‌ التقدير: ‌و‌ كل ذلك انعمت ‌به‌ انعاما، ‌و‌ نظيره قوله تعالى: «سلام قولا ‌من‌ رب رحيم» على اعرابه مبتدا خبره فعل مقدر ناصب لقولا، ‌اى‌ سلام يقال لهم قولا.
 ‌و‌ التطول: الافضال، ‌اى‌ ‌و‌ تطولت ‌به‌ تطولا.
 ‌و‌ انهمك ‌فى‌ الامر انهماكا: جد فيه ‌و‌ لج فهو منهمك، ‌اى‌ ‌و‌ انهمكت ‌فى‌ جميعه
 
انهماكا، فهو مصدر موكد لفعل ‌هو‌ متعلق الظرف.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه انهماك بالرفع على انه مبتدا خبره الظرف قبله على راى سيبويه، ‌و‌ على الفاعليه مما تعلق ‌به‌ الجار على راى الاخفش.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام: «لم تمنعك اساءتى» استيناف مقرر لما قبله ‌من‌ انعامه ‌و‌ تطوله تعالى ‌و‌ انهماكه ‌هو‌ ‌فى‌ معاصيه.
 ‌و‌ حجزت بين الشيئين حجزا بالزاى ‌من‌ باب- قتل- فصلت بينهما ‌و‌ منعت اتصالهما فالحجز المنع بين الشيئين لفاصل بينهما.
 ‌و‌ روى: ‌و‌ ‌لا‌ حجرنى بالراء المهمله، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ حجره حجرا ‌من‌ باب- قتل- ايضا: ‌اى‌ منعه.
 ‌و‌ المساخط: جمع مسخط: ‌و‌ هى مصدر بمعنى السخط جاء على مفعله بفتح الميم ‌و‌ العين كالمحمده بمعنى الحمد، ‌و‌ المنفعه بمعنى النفع ‌و‌ المعدله بمعنى العدل.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: البر مرضاه للرب مسخطه للشيطان.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام: «لاتسئل عما تفعل» اثر بيان ‌ان‌ اساءته لم تمنعه تعالى عن اتمام احسانه اليه استيناف ببيان ‌ان‌ جميع افعاله سبحانه حكمه ‌و‌ صواب، فليس لاحد ‌ان‌ يناقشه ‌فى‌ شى ء ‌من‌ افعاله، اذ لايقال: للحكيم لم فعلت الصواب كما قال تعالى: «لايسئل عما يفعل ‌و‌ ‌هم‌ يسالون».
 
و قوله عليه السلام: «و لقد سئلت فاعطيت» كلام مستانف مسوق لتقرير ‌ما‌ قبله.
 ‌و‌ «اللام» جواب قسم محذوف، ‌اى‌ ‌و‌ اقسم، ‌او‌ ‌و‌ بالله ‌او‌ ‌و‌ تالله لقد سالت ‌اى‌ طلبت ‌من‌ السئوال بمعنى الطلب ‌لا‌ بمعنى الاستعلام، فاعطيت ‌اى‌ انلت ‌ما‌ سالته
 
و لم تسئل فابتدات ‌اى‌ ابتدات بالعطاء ‌من‌ غير سئوال.
 ‌و‌ استمحته استماحه: سالته العطاء ‌و‌ اصله ‌من‌ محت الماء ميحا ‌من‌ باب- باع- اذا دخلت البئر فملات الدلو بيدك لقله مائها.
 ‌و‌ طلبته فاكدى: ‌اى‌ منع ‌و‌ جحد ‌و‌ انكر ‌من‌ قولهم: «اكدى الحافر» اذا بلغ الكديه بالضم كمديه ‌و‌ هى صلابه الارض فمنعته ‌من‌ ‌ان‌ يحفر.
 ‌و‌ ‌فى‌ الصحاح: اكديت الرجل عن الشى ء رددته عنه ‌و‌ اكدى الرجل اذا ‌قل‌ خيره ‌و‌ قوله تعالى: «و اعطى قليلا ‌و‌ اكدى» ‌اى‌ قطع القليل.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس حفر فاكدى صادف الكديه ‌و‌ ساله فاكدى وجده مثلها ‌و‌ اكدى بخل ‌او‌ ‌قل‌ خيره ‌او‌ قلل عطاءه، انتهى.
 ‌و‌ عن الفراء ‌فى‌ قوله تعالى: «و اكدى» ‌اى‌ امسك عن العطيه ‌و‌ قطع.
 ‌و‌ قال المبرد: معناه منع منعا شديدا.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «ابيت ‌يا‌ مولاى الا احسانا» الى آخره استيناف كلام ساقه مقررا لما سبق.
 ‌و‌ ابيت: ‌اى‌ امتنعت.
 ‌و‌ قال الراغب: الاباء شده الامتناع فكل اباء امتناع، ‌و‌ ليس كل امتناع اباء قال تعالى: «و يابى الله الا ‌ان‌ يتم نوره» ‌و‌ قال: «الا ابليس ابى».
 ‌و‌ الاستثناء ‌من‌ قوله عليه السلام: الا احسانا مفرغ ‌و‌ انما صح ‌من‌ الموجب مع انه ‌لا‌ يصح: ضربت الا زيدا لانه متاول بالنفى اذ كان المعنى ‌ما‌ اردت الا احسانا.
 
قال ابن هشام: وقوع الاستثناء المفرغ ‌فى‌ الايجاب ‌فى‌ نحو: «و انها لكبيره الا على الخاشعين» ‌و‌ «يابى الله الا ‌ان‌ يتم نوره» ‌من‌ باب اعطاء الشى ء حكم ‌ما‌ اشبهه ‌فى‌ معناه كان المعنى ‌و‌ انها لاتسهل الا على الخاشعين، ‌و‌ ‌لا‌ يريد الله الا ‌ان‌ يتم نوره.
 ‌و‌ تقحم الرجل الامر تقحما ‌و‌ اقتحمه اقتحاما دخل فيه بلا رويه ‌و‌ ‌لا‌ تامل، ‌و‌ اصله ‌من‌ تقحم النهر ‌و‌ نحوه اذا رمى نفسه فيه.
 ‌و‌ اللام ‌من‌ قوله: «لحرماتك ‌و‌ لحدودك» مزيده لتقويه عمل المصدر اذ كان ضعيفا بكونه فرعا ‌فى‌ العمل.
 قال ابن هشام: يصح ‌فى‌ اللام المقويه ‌ان‌ يقال: انها متعلقه بالعامل القوى لان التحقيق انها ليست بزائده محضه لما تخيل ‌فى‌ العامل ‌من‌ الضعف الذى نزل منزله القاصر، ‌و‌ ‌لا‌ معديه محضه لاطراد صحه اسقاطها فلها منزله بين المنزلتين.
 ‌و‌ الحرمات جمع حرمه بالضم ‌و‌ هى ‌ما‌ حرمه الله تعالى ‌من‌ ترك الواجبات ‌و‌ فعل المحرمات، ‌و‌ منه قوله تعالى: «و ‌من‌ يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه».
 ‌و‌ قيل: هى ‌ما‌ وجب القيام ‌به‌ ‌و‌ حرم التفريط فيه ‌و‌ عليه فالكلام على حذف مضاف ‌و‌ التقدير الا تقحما لانتهاك حرماتك.
 
و الحدود: جمع حد، ‌و‌ ‌هو‌ لغه المنع، ‌و‌ «حدود الله تعالى» محارمه ‌و‌ مناهيه لانها تمنع ‌من‌ الاقدام، قال تعالى: «تلك حدود الله فلا تعتدوها». ‌و‌ الغفله: السهو الذى يعترى الانسان ‌من‌ قله التحفظ ‌و‌ التيقظ.
 ‌و‌ الوعيد: التهديد، ‌و‌ الوعد بالشر، ‌و‌ قد سبق الكلام عليه غير مره.
 ‌و‌ «الفاء» ‌من‌ قوله عليه السلام: «فلك الحمد» لترتب ‌ما‌ بعدها ‌من‌ اختصاص الحمد ‌به‌ تعالى على ‌ما‌ قبلها ‌من‌ افعاله المذكوره.
 ‌و‌ «من»: بيانيه.
 ‌و‌ المقتدر: القادر على الكمال لايعجزه شى ء.
 ‌و‌ الاناه: اسم ‌من‌ تانى ‌فى‌ الامر، ‌اى‌ تمكث ‌و‌ لم يعجل.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه: فلك الحمد الهى ‌من‌ مقتدر لاينازع ‌و‌ قوى لايغلب ‌و‌ ذى اناه لايعجل.
 
سبغت النعمه سبوغا ‌من‌ باب- قعد-: فاضت ‌و‌ اتسعت، ‌و‌ اسبغ الله علينا نعمه، اسباغا: افاضها، ‌و‌ اصله ‌من‌ سبوغ الثوب ‌و‌ ‌هو‌ اتساعه ‌و‌ صفوه.
 ‌و‌ قابلت فعله بكذا مقابله: جازيته به، ‌و‌ اصله ‌من‌ المقابله بمعنى المواجهه.
 ‌و‌ قصر ‌فى‌ الامر تقصيرا: توانى ‌فى‌ القيام به، يريد التقصير ‌فى‌ شكرها.
 
و شهد على نفسه: ‌اى‌ اقر كقوله تعالى: «شاهدين على انفسهم بالكفر» ‌اى‌ مقرين على انفسهم بعباده الاوثان.
 ‌و‌ تضييع الشى ء ‌و‌ اضاعته: اهماله ‌و‌ عدم حفظه حتى يهلك، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا عدم القيام ‌و‌ الحفظ لما يجب لله تعالى ‌من‌ فرض اوسنه.
 ‌و‌ منه قوله تعالى: «فخلف ‌من‌ بعدهم خلف اضاعوا الصلوه» ‌اى‌ تركوها، ‌و‌ قيل: اضاعوها: بتاخيرها عن وقتها ‌من‌ غير ‌ان‌ يتركوها اصلا ‌و‌ ‌هو‌ المروى عن ابى عبدالله عليه السلام.
 
و تقرب الى الله: طلب منه القرب المتحقق بحصول الرفعه عنده، ‌و‌ نيل الثواب لديه تشبيها بالقرب المكانى.
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: بالمحمديه للملابسه، ‌او‌ للسببيه، ‌او‌ للاستعانه.
 ‌و‌ المحمديه: المنسوبه الى محمد صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ هى صفه لموصوف محذوف، ‌اى‌ المله ‌او‌ المنزله المحمديه.
 ‌و‌ الرفيعه: المتصفه بالرفعه ‌و‌ العلو ‌و‌ الشرف.
 ‌و‌ العلويه: المنسوبه الى على صلوات الله عليه، ‌اى‌ الولايه ‌او‌ الدرجه العلويه، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون المراد بالمحمديه ‌و‌ العلويه المعنى المصدرى فان ياء النسب اذا لحقت آخر الاسم افادت معنى المصدر، نحو الفرسيه ‌و‌ الضاربيه الا ترى انهم يقولون: معنى بلغنى الا هذا زيد بلغنى زيديته فيكون الاصل: اتقرب اليك بمحمديه محمد ‌و‌ علويه على فحذف المضاف ‌و‌ عوض عنه اللام، كما قاله الزمخشرى ‌فى‌ قوله تعالى: «و علم آدم الاسماء» ‌ان‌ الاصل اسماء المسميات.
 ‌و‌ البيضاء: ‌اى‌ الفاضله الكريمه.
 
قال الراغب: لما كان البياض افضل لون عندهم كما قيل: البياض افضل، ‌و‌ السواد اهول، ‌و‌ الحمره اجمل، ‌و‌ الصفره اشكل، عبر عن الفضل ‌و‌ الكرم بالبياض حتى قيل لمن لم يتدنس بمعاب: ‌هو‌ ابيض الوجه، انتهى.
 ‌و‌ منه قول الشاعر:
 بيض الوجوه كريمه احسابهم
 شم الانوف ‌من‌ الطراز الاول
 ‌و‌ توجه الى الله بكذا: قصده متوسلا اليه به.
 ‌و‌ ‌ان‌ تعيذنى: ‌فى‌ محل نصب على نزع الخافض، ‌اى‌ لان تعيذنى.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ باق على خفضه، ‌و‌ ‌ان‌ مصدريه ‌اى‌ لاعاذتى.
 ‌و‌ كذا ‌و‌ كذا: كنايتان عما يطلب الاعاذه ‌من‌ شره ‌و‌ هما ‌فى‌ موضع خفض الاولى بالاضافه ‌و‌ الثانيه بالعطف عليها، ‌و‌ قد اسلفنا الكلام على بيان تركيبهما ‌و‌ معناهما مركبين ‌و‌ مفردين ‌فى‌ الروضه الثالثه عشره فليرجع اليه.
 ‌و‌ «الفاء» ‌من‌ قوله عليه السلام: «فان ذلك» سببيه، ‌و‌ الاشاره بذلك الى المسوول ‌من‌ الاعاذه ‌من‌ الشر.
 ‌و‌ ضاق عليه الامر ضيقا ‌من‌ باب- سار- شق عليه ‌و‌ عجز عن القيام به، ‌و‌ الاسم الضيق بالكسر.
 ‌و‌ الوجد بالضم: الغنى كالجده بالكسر.
 ‌و‌ تكاده الامر: مهموز العين صعب عليه ‌و‌ شق ‌و‌ منه: عقبه كوود، ‌اى‌ شاقه.
 ‌و‌ قوله: «و انت على كل شى ء قدير»: اعتراض تذييلى مقرر لما قبله.
 
و الدوام: ثبوت الشى ء يقال: دام يدوم دوما ‌و‌ دواما، ‌و‌ اصله السكون، ‌و‌ منه: نهى ‌ان‌ يبول الانسان ‌فى‌ الماء الدائم، ‌اى‌ الساكن، ثم استعمل ‌فى‌ ثبوت الشى ء ‌و‌ امتداد الزمان عليه.
 ‌و‌ التوفيق: لغه جعل الشى ء موافقا لاخر ‌و‌ عرفا جعل الله تعالى فعل عبده موافقا لما يحبه ‌و‌ يرضاه.
 ‌و‌ سلم كسكر: ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الى الامكنه العاليه سمى ‌به‌ تفاولا بالسلامه، ثم جعل اسما لكل ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الى شى ء رفيع كالسبب ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الدعاء اما استعاره تبعيه ‌او‌ تخييل للمكنيه على تشبيه الرضوان ‌فى‌ النفس بالمكان العالى، ‌و‌ العروج ترشيح على كل وجه.
 ‌و‌ «الباء» فى: «به» للسببيه، ‌او‌ للالصاق، ‌او‌ الاستعانه.
 ‌و‌ ختم عليه السلام الدعاء بقوله: «يا ارحم الراحمين» لاستدعاء الاجابه كما مر غير مره ‌و‌ الله اعلم.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5
اسناد الصحیفه السجادیه- 1
الدعاء 1- 3
الدعاء 3- 1
الدعاء 31- 2
الدعاء 48- 2
الدعاء 6- 2

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^