فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 41

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ اياه نستعين


 
 الحمد لله مسبل جلابيب الستر والوقايه، الناهج مناهج الرشد والهدايه، والصلاه والسلام على نبيه المخصوص باسرار الغايه ‌و‌ على اهل بيته القائمين باعباء الامامه والولايه.
 ‌و‌ بعد: فهذه الروضه الحاديه ‌و‌ الاربعون ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح الدعاء الحادى والاربعين، ‌و‌ صحيفه سيدالعابدين صلى الله ‌و‌ سلم عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الصالحين، املاء راجى فضل ربه السنى على الصدر الحسينى الحسنى، الحقه الله بستر وقايته، ‌و‌ بلغه ‌من‌ حسن الامل منتهى غايته.
 
الستر- بالفتح- تغطيه الشى ء ‌من‌ ستره سترا- ‌من‌ باب قتل-: ‌اى‌ غطاه. ‌و‌ بالكسر ‌ما‌ يستتر به، كالستاره- بالكسر- ‌و‌ الستره- بالضم-.
 ‌و‌ الوقايه: حفظ الشى ء مما يوذيه ‌و‌ يضره. يقال: وقيت الشى ء اقيه وقايه ‌و‌ وقاء. قال تعالى: «فوقاهم الله ‌شر‌ ذلك اليوم».
 ‌و‌ المراد بالستر المطلوب اخفاء الاعمال الفاضحه عن غير الله سبحانه ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ الاخره، اما ‌فى‌ الدنيا: فبتوفيقه للاستتار بها، ‌و‌ حسم اسباب اطلاع الخلق عليها. ‌و‌ فائدته استبتاع غفرانها كما رواه ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسنده عن الرضا عليه السلام: انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: المستتر بالحسنه تعدل سبعين حسنه، ‌و‌ المذيع بالسيئه مخذول، ‌و‌ المستتر بالسيئه مغفور له.
 ‌و‌ اما ‌فى‌ الاخره فباخفائها عن الملائكه ‌و‌ الانبياء ‌و‌ جميع الخلق، كما روى عن الصادق عليه السلام: اذا كان يوم القيامه تجلى الله تعالى لعبده المومن فيقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر له، ‌لا‌ يطلع على ذلك ملكا مقربا ‌و‌ ‌لا‌ نبيا مرسلا، ‌و‌ يستر
 
عليه ‌ما‌ يكره ‌ان‌ يقف عليه احد، ثم يقول لسيئاته كونى حسنات.
 ‌و‌ الاخبار ‌فى‌ هذا المعنى كثيره.
 ‌و‌ المراد بالوقايه الوقايه ‌من‌ السيئات ‌و‌ تبعاتها، كما يدل عليه متن الدعاء، ‌و‌ هى الوقايه التى ليسالها حمله العرش ‌و‌ ‌من‌ حوله للمومنين بقولهم: «وقهم السيئات ‌و‌ ‌من‌ تق السيئات يومئذ فقد رحمته ‌و‌ ذلك ‌هو‌ الفوز العظيم».
 
فرشت البساط ‌و‌ غيره فرشا- ‌من‌ باب قتل- ‌و‌ ‌فى‌ لغه- ‌من‌ باب ضرب-: بسطته. ‌و‌ افرشه اياه افراشا: بسطته له. ‌و‌ ‌هو‌ الفراش- بالكسر- بمعنى مفروش ككتاب بمعنى مكتوب
 ‌و‌ المهاد- بالكسر- الفراش. ‌و‌ جمعه مهد ككتاب ‌و‌ كتب. ‌و‌ يكون المهاد جمع مهد ايضا كسهم ‌و‌ سهام، ‌و‌ يجمع على مهود ايضا كفلس ‌و‌ فلوس.
 قال الفيومى: المهد ‌و‌ المهاد: الفراش.
 ‌و‌ الكرامه: اسم ‌من‌ الاكرام، ‌و‌ ‌هو‌ الاعزاز.
 ‌و‌ اوردته الماء: ابلغته اياه.
 ‌و‌ المشارع: جمع مشرعه- بفتح الميم ‌و‌ الراء- ‌و‌ هى مورد الناس للاستقاء.
 ‌و‌ قال الازهرى: ‌لا‌ تسميها العرب مشرعه حتى يكون الماء ‌لا‌ انقطاع له كماء الانهار، ‌و‌ يكون ظاهرا معينا، ‌اى‌ جاريا على وجه الارض، ‌لا‌ يستقى منه برشاء.
 ‌و‌ ‌فى‌ كل ‌من‌ الفقرتين استعاره مكنيه تخييليه، فانه اضمر ‌فى‌ نفسه تشبيه الكرامه بالمكان الصالح للقعود فيه، ‌و‌ الرحمه بالماء العذب الذى يروى ‌به‌ ‌من‌ يرده بجامع الراحه ‌و‌ اللذه فيهما. ‌و‌ هذا ‌هو‌ الاستعاره بالكنايه، ثم اثبت لها ‌ما‌ ‌به‌ قوام المشبه ‌به‌ ‌من‌ لوازمه المناسبه ‌و‌ ‌هو‌ المهاد ‌فى‌ الاولى، ‌و‌ المشارع ‌فى‌ الثانيه، ‌و‌ هذا ‌هو‌ التخييل.
 
و احللت زيدا المكان، ‌و‌ به: انزلته فيه. ‌من‌ ‌حل‌ بالبلد ‌و‌ حله ‌من‌ باب قعد اذا نزل به.
 ‌و‌ بحبوحه المكان: وسطه ‌و‌ وزنها فعلوله.
 قال بعض ارباب القلوب: جنته- تعالى- ‌فى‌ الاخره دار ثوابه، ‌و‌ ‌فى‌ الدنيا مقام الرضا ‌و‌ التسليم. ‌و‌ الله اعلم.
 سمته ذلا: ‌اى‌ اوليته اياه، ‌و‌ منه «يسومونكم سوء العذاب». ‌و‌ انما عداه عليه السلام بالباء لتضمينه معنى الاهانه كما عدوا «سمع» باللام ‌فى‌ قوله لهم: «سمع الله لمن حمده» لتضمينه معنى استجاب. ‌و‌ انما اصله ‌ان‌ يتعدى بنفسه مثل «يوم يسمعون الصيحه». ‌و‌ ‌فى‌ نسخه «و ‌لا‌ تسمنى» بكسر السين ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ السمه بمعنى العلامه.
 ‌و‌ رده عنه ردا: صرفه ‌و‌ منعه. ‌و‌ ‌هو‌ كنايه عن الحرمات، ‌و‌ منع المعروف. ‌و‌ منه ‌رد‌ السائل اذا حرمه، ‌و‌ لم يعطه شيئا، ‌و‌ حرمت زيدا كذا احرمته- ‌من‌ باب ضرب، يتعدى الى مفعولين- حرمانا ‌و‌ حرمه- بالكسر فيهما-: منعته ايام. ‌و‌ كثيرا ‌ما‌ يحذف المفعول الثانى لقصد العموم، فيقال: حرمت زيدا ‌اى‌ لم اعطه شيئا.
 ‌و‌ الخيبه: عدم الظفر بالمطلوب.
 ‌و‌ قوله: «منك» يحتمل تعلقه بالفعل، ‌او‌ بالخيبه. فيكون لغوا. ‌و‌ يحتمل تعلقه بمحذوف حال ‌من‌ الخيبه فيكون مستقرا ‌و‌ «من» ابتدائيه.
 
و قاصصت زيدا بما كان لى عنده قصاصا ‌و‌ مقاصه: ‌اى‌ حبست عليه مثل ذلك ‌و‌ اجترحت الاثم: اكتسبته. ‌اى‌ ‌لا‌ تحبس على ‌من‌ الثواب مثل ‌ما‌ اكتسبته ‌من‌ الماثم.
 
و ناقشته مناقشه: استقصيت ‌فى‌ حسابه.
 ‌و‌ برز الشى ء بروزا- ‌من‌ باب قعد-: ظهر. ‌و‌ يتعدى بالهمزه فيقال: ابرزته فهو مبروز، ‌و‌ هذا ‌من‌ النوادر التى جاءت على مفعول ‌من‌ افعل، كمحبوب ‌من‌ احب، ‌و‌ مسعود ‌من‌ اسعد.
 ‌و‌ كتمت السر ‌و‌ الحديث كتما- ‌من‌ باب قتل- ‌و‌ كتمانا- بالكسر-. سترته فهو مكتوم ‌و‌ يتعدى الى مفعولين. ‌و‌ منه «و ‌لا‌ يكتمون الله حديثا».
 ‌و‌ الكشف كالضرب: الاظهار، ‌و‌ رفع الشى ء عما يواريه، ‌و‌ يغطيه. ‌و‌ منه: «فكشفنا عنك غطاءك».
 ‌و‌ سترت الشى ء سترا- ‌من‌ باب قتل-: غطيته فهو مستور.
 قال بعضهم: ‌و‌ هذه الفقره عطف تفسير لما قبلها. ‌و‌ ليس كذلك فان قوله عليه السلام: «و ‌لا‌ تبرز مكتومى» يختص بالمعانى كالاسرار ‌و‌ الاخبار، لان الكتمان لايستعمل الا فيها.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «و ‌لا‌ تكشف مستورى» يختص بالجثث ‌و‌ الاعيان، لان الاصل ‌فى‌ الستر تغطيه الشى ء بغطاء، ثم استعمل ‌فى‌ غيرها تجوزا، فهو اما ‌من‌ باب عطف الشى ء على مغايره، ‌او‌ ‌من‌ باب عطف العام على الخاص، ‌لا‌ ‌من‌ باب عطف التفسير، ‌و‌ الله اعلم.
 حملته على كذا: ‌اى‌ الزمته به. ‌و‌ اصله ‌من‌ الحمل على الدابه كانك جعلته لازما له لزوم الراكب لمركوبه، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ باب التمثيل.
 
و الميزان: آله الوزن. ‌و‌ اصله موزان قلبت الواو ياء لانكسار ‌ما‌ قبلها، ‌و‌ لذلك يجمع على موازين.
 ‌و‌ الوزن ‌فى‌ اللغه: ‌هو‌ مقابله احد الشيئين بالاخر حتى يظهر مقداره.
 ‌و‌ الانصاف ‌فى‌ المعامله: العداله. ‌و‌ ذلك ‌ان‌ ‌لا‌ ياخذ ‌من‌ صاحبه ‌من‌ المنافع الا مثل ‌ما‌ يعطيه، ‌و‌ ‌لا‌ يناله ‌من‌ المضار الا مثل ‌ما‌ يناله.
 ‌و‌ المراد بالعمل هنا مطلقه، حسنا كان ‌او‌ سيئا.
 ‌و‌ ميزان الانصاف فيه: ‌ان‌ يجازيه بالاحسان احسانا، ‌و‌ بالسيئه سيئه، كما قال الله تعالى: «فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ‌و‌ ‌من‌ يعمل مثقال ذره شرا يره».
 ‌و‌ ‌من‌ البين ‌ان‌ ‌فى‌ ذلك هلاك العبد، لقله حسناته، ‌و‌ كثره سيئاته، ‌و‌ اين يقع الواحد ‌من‌ الدهماء، ‌و‌ الفطره ‌من‌ الداماء؟! ‌و‌ لذلك ورد ‌فى‌ الحديث عن ابى جعفر عليه السلام ‌فى‌ قوله تعالى: «و ‌من‌ يعمل مثقال ذره شرا يره» اذا كان ‌من‌ اهل الجنه، راى ذلك الشر، ثم غفر له.
 ‌و‌ قال الامام الطبرسى: الايه مخصوصه بلا خلاف، فان التائب معفو عنه بالاجماع.
 ‌و‌ آيات العفو داله على جواز العفو عما دون الشرك، فجاز ‌ان‌ يشترط ‌فى‌ المعصيه التى يواخذ بها، الا يكون مما قد عفى عنه.
 
 تبصره
 
 قد تكرر ‌فى‌ الايات ‌و‌ الروايات ذكر الوزن ‌و‌ الميزان يوم القيامه، كقوله تعالى ‌فى‌
 
سوره الاعراف: «و الوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك ‌هم‌ المفلحون» «و ‌من‌ خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم ‌فى‌ جهنم خالدون» ‌و‌ قوله تعالى ‌فى‌ سوره الانبياء: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئا ‌و‌ ‌ان‌ كان مثقال حبه ‌من‌ خردل اتينا بها ‌و‌ كفى بنا حاسبين» الى غير ذلك ‌من‌ الايات.
 ‌و‌ ‌فى‌ الصحيح ‌فى‌ خطبته صلى الله عليه ‌و‌ آله لاقبال شهر رمضان: ‌من‌ اكثر فيه الصلاه على ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين.
 ‌و‌ عنه صلى الله عليه ‌و‌ آله: يجاء بالعبد يوم القيامه، فتوضع حسناته ‌فى‌ كفه ‌و‌ سيئاته ‌فى‌ كفه. الحديث.
 ‌و‌ قد اختلف اهل الاسلام ‌فى‌ الوزن المذكور ‌و‌ هل ‌هو‌ كنايه عن العدل ‌و‌ الانصاف ‌و‌ التسويه، ‌او‌ المراد ‌به‌ الوزن الحقيقى؟ الى كل ‌من‌ القولين ذهب طائفه. ‌و‌ الخلاف ‌فى‌ ذلك واقع بين اصحابنا ايضا، فممن ذهب منهم الى القول الاول شيخنا المفيد قدس سره فانه قال: الوزن ‌و‌ الموازين ‌هو‌ التعديل بين الاعمال ‌و‌ الجزاء عليها، ‌و‌ وضع كل منها ‌فى‌ موضعه، ‌و‌ ايصال كل ذى ‌حق‌ حقه. ‌و‌ ليس الامر ‌فى‌ معنى ذلك على ‌ما‌ ذهب اليه اهل الحشو- ‌من‌ ‌ان‌ ‌فى‌ القيامه موازين كموازين الدنيا لكل ميزان كفتان، توضع الاعمال فيها- اذ الاعمال اعراض، ‌و‌ الاعراض ‌لا‌ يصح وزنها، ‌و‌ انما توصف بالثقل ‌و‌ الخفه على وجه المجاز. ‌و‌ المراد بذلك ‌ان‌ ‌ما‌ ثقل منها ‌هو‌ ‌ما‌ كثر ‌و‌ استحق عليه عظيم الثواب، ‌و‌ ‌ما‌ خف منها ‌ما‌ ‌قل‌ قدره ‌و‌ لم يستحق عليه جزيل الثواب. ‌و‌ الذى ذكره الله تعالى ‌فى‌ الحساب ‌هو‌ الموافقه على الاعمال، لان ‌من‌ وفق على اعماله لم يتخلص ‌من‌ تبعاتها، ‌و‌ ‌من‌ عفا الله عنه ‌فى‌ ذلك فاز بالنجاه، ‌و‌ ‌من‌
 
ثقلت موازينه بكثره استحقاقه الثواب «فاولئك ‌هم‌ المفلحون» ‌و‌ ‌من‌ خفت موازينه بقله اعمال الطاعات «فاولئك الذين خسروا انفسهم» «و ‌فى‌ جهنم خالدون».
 ‌و‌ القرآن انما نزل بلغه العرب، ‌و‌ حقيقه كلامها ‌و‌ مجازه، ‌و‌ لم ينزل على الفاظ العامه، ‌و‌ ‌ما‌ سبق الى قلوبها ‌من‌ الاباطيل. انتهى.
 ‌و‌ ممن ذهب الى القول الثانى شيخنا البهائى طاب ثراه ‌فى‌ شرح الاربعين فانه قال: جمهور اهل الاسلام على هذا القول، للوصف بالخفه ‌و‌ الثقل ‌فى‌ القرآن ‌و‌ الحديث، ‌و‌ ‌ان‌ الموزون: صحائف الاعمال، ‌او‌ الاعمال انفسها بعد تجسيمها ‌فى‌ تلك النشاه.
 ‌و‌ الحق: ‌ان‌ الموزون فيها ‌هو‌ نفس الاعمال، لاصحائفها.
 ‌و‌ ‌ما‌ يقال ‌من‌ ‌ان‌ تجسيم العرض طور وراء طور العقل، فكلام ظاهرى عامى.
 ‌و‌ الذى عليه الخواص ‌من‌ اهل التحقيق: ‌ان‌ سنخ الشى ء ‌و‌ حقيقته امر مغاير للصوره التى يتجلى بها على المشاعر الظاهره، ‌و‌ يلبسها لدى المدارك الباطنه، ‌و‌ انه يختلف ظهوره ‌فى‌ تلك الصور بحسب اختلاف المواطن ‌و‌ النشات، فيلبس ‌فى‌ كل موطن لباسا، ‌و‌ يتجلبب ‌فى‌ كل نشاه بجلباب، كما قالوا: ‌ان‌ لون الماء لون انائه.
 ‌و‌ اما الاصل الذى تتوارد هذه الصور عليه ‌و‌ يعبرون عنه تاره بالسنخ، ‌و‌ تاره بالوجه، ‌و‌ اخرى بالروح، فلا يعلمه الا علام الغيوب، فلا بعد ‌فى‌ كون الشى ء ‌فى‌ موطن عرضا، ‌و‌ ‌فى‌ آخر جوهرا. الا ترى الى الشى ء المبصر فانه انما يظهر لحس البصر اذا كان محفوفا بالجلابيب الجسمانيه، ملازما لوضع خاص، ‌و‌ توسط بين القرب ‌و‌ البعد المفرطين ‌و‌ امثال ذلك. ‌و‌ ‌هو‌ يظهر ‌فى‌ الحسن المشترك عريا عن تلك  
 
الامور التى كانت شرط ظهوره. لذلك، الا ترى الى ‌ما‌ يظهر ‌فى‌ اليقظه ‌من‌ صوره العلم، فانه ‌فى‌ تلك النشاه امر عرضى، ثم انه يظهر ‌فى‌ النوم بصوره اللبن. فالظاهر ‌فى‌ الصورتين سنخ واحد تجلى ‌فى‌ كل موطن بصوره، ‌و‌ تجلى ‌فى‌ كل نشاه بحليه، ‌و‌ تزيا ‌فى‌ كل عالم بزى، ‌و‌ تسمى ‌فى‌ كل مقام باسم، فقد تجسم ‌فى‌ مقام ‌ما‌ كان عرضا ‌فى‌ مقام عرضا ‌فى‌ مقام آخر ‌و‌ تجسم العمل ‌فى‌ النشاه الاخرويه، ‌و‌ قد ورد ‌فى‌ احاديث متكثره ‌من‌ طرق المخالف ‌و‌ الموالف. انتهى.
 ‌و‌ ‌فى‌ المقام كلام طويل طويناه على غره، ‌و‌ قد الف بعض اصحابنا المتاخرين ‌فى‌ هذا المقام رساله جيده، سماها ميزان الاخره، استوفى الكلام فيها على هذا المطلب.
 فمن اراد تحقيق المرام فيه فعليه بها.
 قوله عليه السلام: «و ‌لا‌ تعلن على عيون الملا خبرى».
 علن الامر علونا- ‌من‌ باب «قعد»-: ظهر ‌و‌ انتشر فهو عالن. ‌و‌ علن علنا- ‌من‌ باب تعب لغه- فهو علن، ‌و‌ الاسم العلانيه- مخففه-. ‌و‌ اعلنته- بالالف- اظهرته. ‌و‌ منه قوله تعالى: «ثم انى اعلنت لهم ‌و‌ اسررت لهم اسرارا».
 ‌و‌ الملا: اشراف الناس ‌و‌ روساوهم ‌و‌ مقدموهم، ‌و‌ ‌هو‌ اسم للجماعه ‌لا‌ واحد له ‌من‌ لفظه. كالقوم.
 قال الراغب: الملاء: جماعه يجتمعون على راى، فيملاون العيون ‌و‌ النفوس جلاله ‌و‌ بهاء.
 قال الله تعالى: «الم ‌تر‌ الى الملاء ‌من‌ بنى اسرائيل».
 ‌و‌ قال الفيومى: الملاء- مهموز-: اشراف القوم، سموا بذلك لملاءتهم بما يلتمس عندهم ‌من‌ المعروف، وجوده الراى، ولانهم يملاون العيون ابهه، ‌و‌ الصدور هيبه
 
انتهى.
 ‌و‌ ‌ما‌ وقع لغير واحد ‌من‌ المترجمين ‌من‌ تخصيص الملا هنا بالملائكه ‌لا‌ وجه له.
 ‌و‌ الظرف ‌من‌ قوله: «على عيون الملاء» اما لغو متعلق ب«تعلن»، ‌او‌ مستقر متعلق بمحذوف حال ‌من‌ خبرى قدمت عليه لرعايه الفاصله، ‌و‌ الاصل ‌و‌ ‌لا‌ تعلن خبرى ظاهرا على عيون الملاء ‌او‌ بمراى منهم ‌و‌ منظر، ‌و‌ «على» هنا بمنزلتها ‌فى‌ قوله تعالى: «فاتوا ‌به‌ على اعين الناس».
 قال الزمخشرى ‌فى‌ الكشاف: معنى الاستعلاء ‌فى‌ «على» وارد على طريق التمثيل. ‌اى‌ يثبت اثباته ‌فى‌ الاعين، ‌و‌ يتمكن ثبات الراكب على المركوب ‌و‌ تمكنه منه. انتهى.
 فان قلت: هذا المعنى ‌لا‌ يناسب الخبر، لان الخبر انما يتمكن ‌فى‌ السمع، ‌لا‌ ‌فى‌ العيون.
 قلت: المراد بالخبر هنا: المخبر عنه ‌و‌ ‌هو‌ الحال ‌او‌ العمل فانهم قد يكنون ‌به‌ عنهما.
 قال الراغب: قوله تعالى: «قد نبانا الله ‌من‌ اخباركم» ‌اى‌ ‌من‌ احوالكم التى يخبر عنها.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ قوله تعالى: «و نبلوا اخباركم»: ‌اى‌ ‌ما‌ يحكى عنكم ‌و‌ ‌ما‌ يخبر ‌به‌ عن اعمالكم، لنعلم حسنها ‌من‌ قبيحها، لان الخبر على حسب المخبر عنه، ‌ان‌ حسنا فحسن، ‌و‌ ‌ان‌ قبيحا فقبيح.
 قال السعد التفتازانى: يريد ‌ان‌ بلاء الاخبار كنايه عن بلاء الاعمال، ‌و‌ المعنى نبلوا اخباركم ‌اى‌ ‌ما‌ نخبر ‌به‌ عن اعمالكم، ليتميز حسنه عن قبيحه، فيتميز حسن الاعمال المخبر عنها عن قبيحها، لان الخبر عن الشى ء على حسب المخبر عنه، ‌ان‌
 
 
حسن حسن، ‌و‌ ‌ان‌ قبح قبح. انتهى.
 ‌و‌ قال السراج الفارسى ‌فى‌ الكشف: قوله: لان الخبر على حسب المخبر عنه، ‌و‌ ‌هو‌ العمل كذلك. فصح ‌ان‌ يجعل كنايه عن بلاء الاعمال، ‌و‌ يكون ابلغ. انتهى.
 اذا عرفت ذلك فان حملت الخبر على العمل ‌فى‌ الاخره، امكن ‌ان‌ يستانس بهذه العباره على تجسم الاعمال ‌فى‌ تلك الدار، لانها اذا تجسمت تعلقت بالعيون ‌لا‌ بالاسماع، ‌و‌ لذلك قال عليه السلام: «على عيون الملاء» ‌و‌ لم يقل على اسماعهم، فتامله، فانه نفيس جدا.
 
قوله عليه السلام: «و اخف عنهم ‌ما‌ يكون نشره على عارا».
 الاخفاء: يقال الابداء ‌و‌ الاعلان.
 قال تعالى: «ان تبدوا الصدقات فنعما هى ‌و‌ ‌ان‌ تخفوها»، ‌و‌ قال: «و انا اعلم بما اخفيتم ‌و‌ ‌ما‌ اعلنتم».
 ‌و‌ نشر الخبر نشرا- ‌من‌ باب قتل-: بثه ‌و‌ اشاعه. ‌و‌ اصله ‌من‌ نشر الثوب ‌و‌ ‌هو‌ بسطه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: نشر الخبر: اذاعه، ‌و‌ انتشر الخبر ‌فى‌ الناس.
 ‌و‌ العار: كل شى ء يلزم منه عيب ‌و‌ مذمه. ‌و‌ اصله الياء.
 ‌و‌ طوى عنى الحديث: كتمه. ‌و‌ اصله ‌من‌ ‌طى‌ الثوب.
 ‌و‌ الشنار- بالفتح-: اقبح العيب ‌و‌ العار، ‌و‌ الامر المشهور بالشنعه، كذا ‌فى‌ القاموس.
 ‌و‌ عندك: ‌اى‌ ‌فى‌ حكمك كقوله تعالى: «ان كان هذا ‌هو‌ الحق ‌من‌ عندك» ‌و‌ كانه احتراز عما يعده الجهلاء عيبا ‌و‌ عارا، ‌و‌ ليس ‌به‌ باس عندالله تعالى. ‌و‌ الله اعلم.
 
الشرف- بفتحتين-: العلو شرف: ككرم فهو شريف، ‌و‌ شرفه تشريفا اعلاه.
 ‌و‌ اصله ‌من‌ الشرف، ‌و‌ ‌هو‌ المكان المشرف العالى، ثم استعمل ‌فى‌ القدر ‌و‌ المنزله مجازا.
 قال ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز، لفلان شرف- ‌و‌ ‌هو‌ علو المنزله- ‌و‌ شرفه الله.
 ‌و‌ الدرجه: واحده الدرج، ‌و‌ هى المرقاه، كقصبه ‌و‌ قصب.
 قال الراغب: الدرجه نحو المنزله، لكن يقال للمنزله درجه اذا اعتبرت بالصعود، دون الامتداد على البسيطه، كدرجه السطح ‌و‌ السلم، ‌و‌ يعبر بها عن المنزله الرفيعه. قال الله تعالى: «و للرجال عليهن درجه» تنبيه لرفعه درجه الرجال عليهن ‌فى‌ العقل ‌و‌ السياسه، ‌و‌ قال تعالى: «هم درجات عند الله» ‌اى‌ اولوا درجات.
 ‌و‌ الرضوان- بكسر الراء، ‌و‌ قيس ‌و‌ تميم يضمونها-: قيل: ‌هو‌ بمعنى الرضا، ‌و‌ قيل. ‌هو‌ الكثير ‌من‌ الرضا، ‌و‌ لذلك خص ‌فى‌ القرآن بما كان ‌من‌ الله تعالى، لما كان اعظم الرضا رضاه سبحانه.
 ‌و‌ كمل الشى ء كمولا- ‌من‌ باب قعد- تم، ‌و‌ الاسم الكمال.
 ‌و‌ قيل: الكمال: امر زائد على التمام، لان التمام يرد على الناقص فيتمه، ‌و‌ الكمال يرد على التمام فيكمل اوصافه.
 ‌و‌ قيل: كمال الشى ء حصول ‌ما‌ فيه الغرض منه، فاذا قيل: كمل فمعناه حصل ‌ما‌ ‌هو‌ الغرض منه، قال تعالى: «و الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين»
 
تنبيها على ‌ان‌ ذلك غايه ‌ما‌ يتعلق ‌به‌ اصلاح الولد. ‌و‌ يتعدى كمل بالهمزه ‌و‌ التضعيف، فيقال: اكملته اكمالا، ‌و‌ كملته تكميلا.
 ‌و‌ الكرامه: اسم ‌من‌ اكرمه ‌اى‌ اعزه ‌و‌ عظمه. ‌و‌ له على كرامه: ‌اى‌ عزازه ‌و‌ اجلال.
 ‌و‌ يقال: اكرمه بالشى ء: اذا اعطاه اياه عطاء على وجه الاعزاز ‌و‌ الاجلال.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «بغفرانك» يحتمل تعلقه بالفعل، ‌و‌ بالكرامه، ‌و‌ بهما معا على طريق التنازع.
 ‌و‌ نظمت الدر نظما- ‌من‌ باب ضرب-: جعلته ‌و‌ جمعته ‌فى‌ سلك، ‌و‌ ‌هو‌ الخيط. ‌اى‌ اجعلنى مع اصحاب اليمين ‌و‌ اجمعنى بهم. ‌و‌ ‌هو‌ اما استعاره مكنيه، ‌او‌ تبعيه.
 ‌و‌ اصحاب اليمين خلاف اصحاب الشمال، ‌و‌ قد تكلموا ‌فى‌ الفريقين، فقيل اصحاب اليمين: اصحاب المنزله العليه، ‌و‌ اصحاب الشمال اصحاب المنزله الدنيئه، ‌من‌ قولهم. فلان منى باليمين اذا وصفته بالرفعه عندك، ‌و‌ عليه قول الشاعر:
 ‌و‌ قد كنت ‌فى‌ يمنى يديك جعلتنى
 فلا تجعلنى بعدها ‌فى‌ شمالكا
 ‌و‌ قول ابن الدمينه:
 ابينى ‌فى‌ يمنى يديك جعلتنى
 فافرح ‌ام‌ صيرلتنى ‌فى‌ شمالكا
 ‌و‌ ‌من‌ ذلك تيمنهم بالميامن، ‌و‌ تشاومهم بالشمائل.
 ‌و‌ قيل: الذين يوتون صحائفهم بايمانهم، ‌و‌ الذين يوتونها بشمائلهم.
 ‌و‌ قيل: الذين يوخذ بهم ذات اليمين الى الجنه، ‌و‌ الذين يوخذ بهم ذات الشمال الى النار.
 ‌و‌ قيل: اصحاب اليمين ‌و‌ اصحاب الشوم، فان السعداء ميامين على انفسهم بطاعاتهم، ‌و‌ الاشقياء مشائيم على انفسهم بمعاصيهم. فان قلت: كيف لم يسال عليه
 
السلام نظمه ‌فى‌ السابقين الذين ‌هم‌ اعلى درجه ‌من‌ اصحاب اليمين، كما ‌دل‌ عليه قوله تعالى: «و كنتم ازواجا ثلاثه فاصحاب الميمنه ‌ما‌ اصحاب الميمنه ‌و‌ اصحاب المشئمه ‌ما‌ اصحاب المشئمه ‌و‌ السابقون السابقون اولئك المقربون».
 ‌و‌ كما ورد ‌فى‌ الحديث ‌ان‌ السابقين ‌هم‌ رسل الله عليهم السلام، ‌و‌ خاصه الله ‌من‌ خلقه، ‌و‌ اصحاب اليمين ‌هم‌ المومنون.
 ‌و‌ ‌لا‌ ‌شك‌ انه عليه السلام ‌من‌ اقرب المقربين، ‌و‌ اشرف خاصه رب العالمين، ‌و‌ هل يليق بالاعلى منزله ‌ان‌ يسال دون مقامه؟ قلت: يحتمل انه عليه السلام ادمج سوال نظمه ‌فى‌ السابقين ‌فى‌ سوال نظمه ‌فى‌ اصحاب اليمين، فان السابقين ‌من‌ جمله اصحاب اليمين، الا انهم ارفع طبقه، ‌و‌ اقرب منزله ‌من‌ سائرهم، كما يدل عليه ‌ما‌ رواه على ‌بن‌ ابراهيم ‌فى‌ تفسيره، بسنده الى حذيفه ‌بن‌ اليمان، ‌و‌ رئيس المحدثين بسنده الى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌ان‌ الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ قسم الخلق قسمين فجعلنى ‌فى‌ خيرهما قسما ‌و‌ ذلك قوله تعالى ‌فى‌ ذكر اصحاب اليمين ‌و‌ اصحاب الشمال، ‌و‌ انا خير اصحاب اليمين. ثم قسم القسمين ثلاثا فجعلنى ‌فى‌ خيرها ثلثا لقوله ‌عز‌ ‌و‌ جل: «فاصحاب الميمنه ‌ما‌ اصحاب الميمنه، ‌و‌ اصحاب المشئمه ‌ما‌ اصحاب المشئمه، ‌و‌ السابقون السابقون» ‌و‌ انا خير السابقين. الحديث.
 فيكون ايثاره عليه السلام لسوال نظمه ‌فى‌ اصحاب اليمين، دون السابقين لامرين:
 احدهما: التواضع ‌و‌ الهضم لنفسه الشريفه ‌من‌ ترشيحها لذلك، كما ‌هو‌ دابه
 
عليه السلام ‌فى‌ دعائه.
 الثانى: كون اصحاب اليمين اكثر ‌من‌ السابقين، كما قالوا ‌فى‌ قول يوسف عليه السلام «توفنى مسلما ‌و‌ الحقنى بالصالحين». انه ‌ان‌ اراد بالصالحين الصالحين ‌من‌ آبائه فظاهر، ‌و‌ ‌ان‌ اراد الالحاق بعامه الصالحين، فوجهه ‌ان‌ اجتماع النفوس المشرقه بالانوار الالهيه له اثر عظيم، ‌و‌ فوائد جمه، كالمرايا المستنيره المتقابله التى تتعاكس اضواوها، ‌و‌ تتكامل انوارها، الى حيث ‌لا‌ تطيقها العيون الضعيفه، ‌و‌ كلما كانت اكثر كانت الاشراق اظهر. فلا يرد ‌ان‌ الصلاح اول درجات الصالحين، فكيف يليق بمن رتبته النبوه ‌ان‌ يطلب البدايه؟! ‌و‌ الله اعلم بمقاصد اوليائه.
 قوله عليه السلام: «و وجهنى ‌فى‌ مسالك الامنين».
 وجهت الشى ء: ارسلته ‌فى‌ جهه.
 ‌و‌ المسالك: جمع مسلك، ‌و‌ ‌هو‌ موضع السلوك، ‌و‌ ‌هو‌ النفاذ ‌فى‌ الطريق. يقال: سلكت الطريق سلوكا- ‌من‌ باب قعد-: ‌اى‌ ذهبت فيه.
 ‌و‌ الامنين: جمع آمن، ‌من‌ آمن امنا- ‌من‌ باب منع- اذا اطمانت نفسه، ‌و‌ زال خوفه، ‌و‌ كانه تلميح الى قوله تعالى: «ان المتقين ‌فى‌ جنات ‌و‌ عيون ادخلوها بسلام آمنين»، ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يراد بهم الامنون ‌من‌ آفات الدنيا ‌و‌ عقوبات الاخره.
 ‌و‌ الفوج: الجماعه ‌من‌ الناس. ‌و‌ قيل: الجماعه الماره المسرعه.
 ‌و‌ الفوز: الظفر بالخير مع حصول السلامه، ‌و‌ لذلك قال تعالى: «اصحاب الجنه ‌هم‌ الفائزون» لظفرهم بكل خير، ‌و‌ سلامتهم ‌من‌ كل شر.
 
و العماره: نقيض الخراب، يقال عمرت الدار- ‌من‌ باب قتل- اذا بنيتها ‌او‌ جددت ‌ما‌ استرم منها. ‌و‌ عمر المنزل اهله اذا سكنوه، ‌و‌ اقاموا به، فعمر هوبهم، يتعدى ‌و‌ ‌لا‌ يتعدى، ‌و‌ الجميع ‌من‌ باب قتل.
 ‌و‌ عماره مجالس الصالحين: عباره عن لزومها، ‌و‌ كثره اتيانها ‌و‌ غشيانها، لمعاشرتهم ‌و‌ صحبتهم ‌و‌ معاونتهم على الصلاح ‌و‌ البر ‌و‌ التقوى.
 ‌و‌ الصالح: قيل: ‌هو‌ الخالص ‌من‌ كل فساد. ‌و‌ قيل: ‌هو‌ المقيم بما يلزمه ‌من‌ حقوق الله ‌و‌ حقوق الناس.
 ‌و‌ كذا قال الزجاج ‌فى‌ معانى القرآن: الصالح ‌هو‌ الذى يودى ‌ما‌ افترض الله عليه، ‌و‌ يودى الى الناس حقوقهم.
 ‌و‌ آمين بالمد ‌و‌ القصر: ‌اى‌ استجب، ‌و‌ قد سبق الكلام عليه مبسوطا. ‌و‌ الله اعلم.
 هذا آخر الروضه الحاديه ‌و‌ الاربعين ‌من‌ رياض السالكين، وفق الله لاتمامها، ‌و‌ تاليف ‌در‌ نظامها، عشيه يوم الجمعه، ثانى ايام التشريق، ‌من‌ سنه اربع ‌و‌ مائه ‌و‌ الف، ‌و‌ لله الحمد.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^