علاقة المسلمين الأفارقة بأهل البيت عبر الصحيفة السجادية
قال الامام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلام:
«اللهم انا نرغب اليک في دولة کريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الي طاعتک و القادة الي سبيلک و ترزقنا فيها کرامة الدنيا و الآخرة برحمتک يا أرحم الراحمين».
و کيف يقدر الانسان الحصول و الوصول الي هذه المطالب عبر غير أصحابها، و من هم أصحابها غير أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائکة و مهبط الوحي و التنزيل، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا؟
قال الله سبحانه و تعالي في محکم کتابه المجيد: (.. ضرب الله مثلا کلمة طيبة کشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء، توتي اکلها کل حين باذن ربها..) (ابراهيم / 25 - 24).
و قال تعالي: (الله نور السموات و الأرض مثل نوره کمشکاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة کأنها کوکب دري يوقد من شجرة مبارکة زيتونة لا شرقية و لا غربية يکاد زيتها يضي ء و لو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بکل شي ء عليم) (النور / 35).
ان القارة الأفريقية السوداء تشتاق الي التذوق من ثمرة أو ثمار هذه الشجرة الطيبة الثابت أصلها و المترفرفة فروعها من السماء الي کل بقاع الأرض بما فيها أفريقيا.
ان کثيرا من الأفارقة نهجوا هذا الطريق السوي، لا سيما عندما تفجرت الثورة الاسلامية الايرانية، و سيبقي هذا النهج مسلکنا ان شاء الله حتي يرث الله الأرض و من عليها، رغم أنف المستکبرين الذين يحاولون الاحالة دون ذلک و قطع هذه الصلة التي أمر الله بها أن توصل، و يفسدون في الأرض، بالحروب و التمرد، کما فعلوا في سير العيون لمدة ثماني سنوات يهلکون الحرث و النسل، فقد حرقوا بيوتنا و قتلوا أهلنا و قطعوا أيدي الناس أحياء، و نهبوا أموالنا، حتي أدي ذلک الي اغلاق بعض السفارات أو توقيفها بما فيها سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في فريتاون بعد نهبها.
و الشعب السيراليوني المسلم المشتاق الي أهل بيت نبيه، ما زال يهتف هتاقاف مبکية و يقول: أيها السادة و مسؤولي الجمهورية الاسلامية في ايران، کيف تحلون مشاکل و هموم طلبة العلم الذين بدأوا يشربون من کأس ماء الولاية عبر علوم أهل البيت عليهم السلام خلال السنين الماضية أثناء وجود السفارة و المرکز الثقافي و المعهد العالمي للدراسات الاسلامية و المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام.
أيها الکرام... ان هؤلاء الأحبة لأهل البيت عليهم السلام يقولون لکم بألفاظ مبکية: نحن مشتاقون الي استئناف و استمرار هذه الدروس و الندوات للأئمة و الطلاب التي عودتمونا اليها. لأننا من فاضل هذه الطينة الطيبة و عجينتها.
و لقد بدأنا نستقي من ماء الولاية جديدا و ابتداء، و نريد الاکمال، تصديقا لقول الامام عليه الاسلام: «شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا و عجنوا من ماء ولايتنا..» بحارالأنوار / ج 53 ص 303.
أيها السادة اننا لم و لن نتخلي عن هذه الشجرة الطيبة الي أن يرث الله الأرض و من عليها، و لنکون ان شاء الله تحت راية محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة المعصومين عليهم السلام مهما کلفنا الأمر.
اننا نعلم علم اليقين أن الامام السجاد عليه السلام (في ذلک الوقت) کان من المحاصرين و رغم ذلک کله و في تلک الظروف الصعبة استطاع عليه السلام أن يکتب الصحيفة السجادية ککتاب دعاء، و لکنها کلها حياة و ثقافة و سياسة، و فيها کل احتياجات الانسان لحياته و مماته.
يقول أحد الشعراء:
لو أن عبدا أتي بالصالحات غدا
وود کل نبي مرسل و ولي
و صام ما صام صواما بلا ملل
و قام ما قام قواما بلا کسل
و طار في الجو لا يأوي الي أحد
و غاص في البحر مأمونا من البلل
و عاش في الناس الافا مؤلفة
عار من الذنب معصوم من الزلل
ما کان في الحشر يوم البعث مکتفيا
الا بحب أميرالمؤمنين علي
طبعا و أولاده جميعا. و يقول شاعر آخر:
يا حبذا دوحة في الخلد نابتة
ما مثلها نبتت في الخلد من شجر
محمد أصلها و الفرع فاطمة
ثم اللقاح علي سيد البشر
و الهاشميان سبطاه لها ثمر
و التسعة الغر أطباق من الزهر
هذا مقال رسول الله جاء به
أهل الرواية في العالي من الخبر
و في الختال أقول: الحمدلله الذي هدانا لهذا و ما کنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. و أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا معهم في الدنيا و الآخرة انه سميع مجيب. و السلام عليکم و رحمة الله.
أحمد تيجان سيلا /من کتاب: الابعاد الانسانية و الحضارية في الصحيفة السجادية