فارسی
شنبه 03 آذر 1403 - السبت 20 جمادى الاول 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

الجهاد فی نظر الامام السجاد

الجهاد في نظر الامام السجاد



مقدمة
في الحقيقة ‌لا‌ نستطيع أن نفصل الصحيفة السجادية عن سياقها السياسي ‌و‌ سياقها التاريخي حيث جاءت في مرحلة ‌ما‌ بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام، هذا الاستشهاد الذي نري فيه مصيبة کبري، ‌و‌ لکن يجب أن نفکر جليا ‌و‌ دقيقا أن ‌ما‌ جري في کربلاء، ‌و‌ أدي الي أن يستشهد سيد شباب أهل الجنة ‌و‌ ريحانة رسول الله (ص) ‌و‌ ابن فاطمة عليهاالسلام، ‌و‌ أهل بيته ‌و‌ أصحابه، ‌و‌ تسبي نساؤه ‌و‌ تحرق خيمه.
السؤال الأساسي الذي يجب أن نفکر فيه:
ما ‌هو‌ الهدف الذي ‌هو‌ أکبر ‌من‌ استشهاد الامام الحسين عليه السلام حتي استشهد الامام ‌من‌ أجله؟

ما ‌هو‌ المشروع الذي ‌من‌ أجله کان هذا الاستشهاد الکبير؟
و ‌ما‌ ‌هو‌ الخطر الکبير الذي واجه الامة حينذاک حتي کان المواجهة بأن يستشهد سيد شباب أهل الجنة؟ هذا أمر کبير ‌و‌ عظيم قد حصل، ‌و‌ هنا أريد أن أحدد أمرين في هذا الموضوع:
الأمر الأول: ‌ان‌ التطور السياسي السلبي الذي حصل أوصل الأمور ليس الي ‌حد‌ يمکن التعايش فيه ‌ما‌ بين ‌خط‌ الانحراف ‌و‌ ‌خط‌ الاسلام، بل الي ‌حد‌ اما الاسلام ‌و‌ اما الانحراف، فکانت الخيارات اما الاستشهاد ‌و‌ اما البيعة، ‌و‌ البيعة کانت الاندماج الکامل في مشروع الظلم العام.
الامام الحسين عليه السلام رفض ذلک اذ قال: (ألا ‌و‌ ‌ان‌ الدعي ابن الدعي قد رکز بين اثنتين بين السلة ‌و‌ الذلة ‌و‌ هيهات منا الذلة).
ان کان المشروع ‌هو‌ الانتقال بالمفهوم السياسي للاسلام ‌من‌ النبود ‌و‌ الامامة الي الملک ‌و‌ السلطان الدنيوي، فهذا يعني ممنوع أن يبقي أحد في المجتمع يمثل مرجعية الاسلام غير هذه السلطة، لذلک الامام الحسين عليه السلام کان يقول: (انا أهل بيت النبوة ‌و‌ موضع الرسالة ‌و‌ مختلف الملائکة ‌و‌ مهبط الوحي ‌و‌ التنزيل، ‌و‌ مثلي ‌لا‌ يبايع مثل يزيد). اذا الموضوع هو: هل يبقي ‌خط‌ النبوة، أولا يبقي؟؟
فالاستشهاد کان ‌من‌ أجل بقاء ‌خط‌ النبوة، أي ‌من‌ أجل بقاء ‌خط‌ الاسلام، ‌و‌ تعاليم الاسلام، ‌و‌ تعاليم ‌و‌ أخلاق ‌و‌ أحکام ‌و‌ مفاهيم القرآن. فعلي مستوي موازين الغلبة العسکرية کانت الغلبة ليزيد، ‌و‌ لکن بمستوي موازين النصر ‌و‌ الهزيمة نعرف الآن هل انتصر الامام الحسين عليه السلام أم لم ينتصر؟
هنا أريد أن أقول: ‌ان‌ الامام السجاد عليه السلام کان مريضا في کربلاء ‌و‌ لم يقتل، ‌و‌ ذلک ‌من‌ لطف الله ‌و‌ ارادته، فالذين تجرؤوا علي قتل الامام الحسين عليه السلام ‌و‌ انتهاک حرمته، ‌لا‌ يقف أمامهم حرمة قتل مريض في کربلاء، لکن ارادة الله شاءت أن يبقي الامام السجاد عليه السلام علي قيد الحياة، ‌و‌ ‌هو‌ دليل علي أنه حجة الله...
الأمر الثاني: ‌ان‌ المرحلة التي حولت ‌دم‌ الحسين عليه السلام الي الانتصار ‌و‌ أثبتت وجود الاسلام، أثبتت ‌ان‌ الاسلام بعد الحسين ‌هو‌ أقوي ‌من‌ الاسلام قبل الحسين عليه السلام.
الصحيفة السجادية هنا هي الشاهد علي وجود الاسلام بعد أن قتل الحسين عليه السلام، فهي الهمزة التي أوصلت الدم بالنصر.
ان الصحيفة السجادية هي الوثيقة الثابتة التي أکدت امامة الامام السجاد عليه السلام ‌و‌ هي مناجاة الامام السجاد لله سبحانه ‌و‌ تعالي، ‌و‌ هي عبادته ‌و‌ سجوده ‌و‌ طاعته، ‌و‌ هي التبتل، ‌و‌ هي العروج الي الله.
نحن ندعو الله سبحانه ‌و‌ تعالي بالأدعية التي کان يدعو بها الامام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية، ‌و‌ غيرها ‌من‌ الأدعية المنقولة عن الأئمة عليهم السلام، ‌و‌ هي أدعية مناجاة لله... ‌و‌ ليست تأليفا انشائيا... ‌و‌ هي ‌من‌ أهم الدلالات علي أنهم حجج الله...
المعارف الاسلامية في الصحيفة السجادية صيغت بالدعاء، ‌و‌ السؤال ‌ما‌ ‌هو‌ مبرر ذلک؟ لماذا لم تعط المعارف الاسلامية کما أعطاها بقية الأئمة بالشکل المعتاد؟ لماذا أعطيت علي شکل دعاء؟ ألا يشير هذا الأمر الي الظروف السياسية التي سادت بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام، ألا يعني ذلک أن الصحيفة السجادية هي ‌ما‌ أمکن أن يعطيه الامام زين العابدين عليه السلام للأمة ‌من‌ معارف الاسلام دون أن يتمکن السلطان الظالم ‌من‌ أن يراقب هذه المعارف.
الأمر الآخر علي المستوي السياسي أيضا، أن هذه الصحيفة السجادية ليست دعاء للمهزومين، ‌و‌ ليست دعاء للضعفاء، ‌و‌ ليست دعاء للزاهدين في الدنيا، هذه الصحيفة هي دعاء المجاهدين.... هي کلمات المجاهدين ‌و‌ مناجاة المجاهدين، هي روحهم، هي مشروعهم الذي ‌هو‌ ‌خط‌ النبوة ‌و‌ ‌خط‌ الاسلام ‌و‌ اقامة العدل الالهي في العالم، هذا ‌هو‌ المشروع.
الامام الخميني (رض) في ثورته الاسلامية، تلک الثورة کان لها علاقة بالصحيفة السجادية، ‌و‌ لأن الامام الخميني (رض) ‌هو‌ ‌من‌ نسق الامام السجاد عليه السلام ‌و‌ ليس ‌من‌ نسق السلاطين، ‌و‌ ليس ‌من‌ نسق الحکام، الامام قرب الينا صورة أولئک المناجين لله سبحانه ‌و‌ تعالي، ‌و‌ قرب الينا صورة المعصومين أيضا.
فالذي حققه الامام الخميني رضوان الله عليه، أساسه ‌و‌ جوهره ‌هو‌ عالم المعنويات ‌و‌ الأخلاقيات، جوهره ‌هو‌ نسق الصحيفة السجادة، ‌و‌ الذي انتصر في العالم ‌من‌ خلال الامام الخميني (رض) ‌هو‌ الايمان ‌و‌ المعنويات ‌و‌ الأخلاقيات، ‌و‌ العالم ينظر الي الامام ‌من‌ خلال هذا المنظار، ‌و‌ ‌لا‌ ينظر اليه فقط ‌من‌ خلال منظار سياسي أو اقتصادي أو سلطوي.
نحن کأمة اسلامية نعيش في قلب الصراع ‌و‌ في عمق الصراع، ‌من‌ هناک ‌من‌ الجمهورية الاسلامية الايرانية الي سوريا الي لبنان ‌و‌ الي فلسطين، هذه المواقع أنا أسأل: ‌ما‌ ‌هو‌ الدافع ‌و‌ ‌ما‌ هي العناصر ‌و‌ العوامل التي تجعل انسانا شابا بعمر العشرين سنة، ‌و‌ الخمس ‌و‌ العشرين سنة، ‌من‌ الذي يستطيع أن يجعل هذا الانسان ينطلق ليقوم بعمليات استشهادية مبتسما؟ أية ثقافة؟ ‌و‌ أي فکر؟ ‌و‌ أية دعوة؟ أنا ‌لا‌ أتحدث عن التاريخ أنا أتحدث عن الوقت المعاصر، اتحدث عن هؤلاء الشباب سواء کانوا في جنوب لبنان ‌و‌ البقاع الغربي أو کانوا في فلسطين، ‌ما‌ ‌هو‌ الدافع؟ ‌من‌ الذي حول قلبهم الي هذا القلب؟
هناک شعب ينهدم أمام أصغر تهديد، ‌و‌ هناک شعب ينهدم امام حصارعسکري ‌و‌ أمني ‌و‌ اقتصادي أو ‌ما‌ أشبه ذلک، لکن المقاومة في جنوب لبنان عند ‌ما‌ تهدد بالموت فيستشهد المقاومون ‌من‌ أجل أن تبقي ارادتها. هذا الاستشهاد ‌هو‌ دليل علي العزم ‌و‌ الارادة.
نحن ‌لا‌ نذهب ‌و‌ ‌لا‌ يذهب شبابنا الي جنوب لبنان ‌و‌ البقاع الغربي، ‌من‌ أجل أرض ‌و‌ أو شجرة أو ماء ‌و‌ ‌ما‌ أشبه ذلک، ‌و‌ انما يذهب کل هؤلاء ‌من‌ أجل الحق الالهي ‌و‌ العدل الالهي، ‌و‌ يملأ قلبهم عشق الله، ‌من‌ خلال القرآن الکريم ‌و‌ أدعية الصحيفة السجادية للامام السجاد عليه السلام.
ان الصحيفة السجادية اليوم هي التي تصنع هذا الموقف ‌و‌ هذا الموقع المتقدم علي مستوي الأمة، ‌و‌ نقول ‌ان‌ الاسلام الذي استشهد الامام الحسين عليه السلام ‌من‌ أجله، ‌و‌ دعا ‌من‌ أجله الامام السجاد عليه السلام، هذا الاسلام نقيضه الکامل اليوم ‌هو‌ مشروع الصهيونية ‌و‌ التسلط الأمريکي الغربي في العالم، فعلي هذا الأساس الصحيفة السجادية ‌لا‌ تصنع خائنا ‌و‌ ‌لا‌ مهزوما ‌و‌ ‌لا‌ ضعيفا ‌و‌ انما تصنع مجاهدا مقاوما شهيدا في مشروع مواجهة المشروع الصهيوني الأمريکي في هذه الأمة.
و هنا أدلي بکلمة بسيطة ‌و‌ هي أن الدراسات التي تجري في الغرب لفهم ظاهرة الاستشهاد، تتم عندهم بمقاييس غير مقاييس الاسلام، مقاييس مادية ‌و‌ نفعية، لذلک فانهم لن يجدوا الحقيقة، فهم يحاولون أن يفسروا ‌ما‌ يجري في جنوب لبنان ‌و‌ البقاع الغربي، فلا يستطيعون أن يجدوا أي جواب لهذا الأمر، ‌و‌ الذي يستطيعون أن يقولوه ‌ان‌ المقاومة هي ورقة بيد الجمهورية الاسلامية ‌و‌ ورقة بيد سوريا، هذا أکثر ‌ما‌ يستطيعون قوله، ‌و‌ أنا في مقابلهم أقول: ‌ان‌ الجمهورية الاسلامية هي قاعدة کبري ‌و‌ أساسية في مشروع مواجهة الصهيونية في العالم ‌و‌ هي القاعد الکبري في تحقيق العدل الالهي.


السيد ابراهيم أمين السيد

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

گزارش تصویری- مراسم سالروز شهادت امام رضا(ع)- ...
انتقاد شديد به بد حجابي وتذكربه مسئولان فرهنگي ...
شبهه زدایی از دین باید مورد توجه قرار بگیرد
آمرزش والدین با اعمال نیک فرزندان
شرح و تفسیر صحیفه سجادیه در مرکز علمی تحقیقاتی ...
زهر کین بر ایشان تلخ تر بود، یا زهر جهل؟
دنيا در كلام سليمان عليه السلام‏
برآوردن حاجت مؤمن
نماز
احساس نياز به درگاه بى نياز

بیشترین بازدید این مجموعه

رسیدن به مقام قرب الهى مشقت دارد
اعراض نفس از آیات خدا
نفس مرکز خیر و شر
استاد حسين انصاريان:گوهر گران‌بهاي زن در صندوق ...
معناى دين
مناجات عارفان
سخنراني مهم استاد انصاريان در روز شهادت حضرت ...
خصوصيت علمى و عملى سجده‏
اشاعه اسلام در هائیتی : سرزمینی که تاکنون تنها ...
تفكر و انديشه در قرآن‏

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^