فارسی
سه شنبه 18 ارديبهشت 1403 - الثلاثاء 27 شوال 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

الدعاء 52

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله الذى ‌لا‌ يبرمه الحاح الطالبين ‌و‌ ‌لا‌ يضجره الحاف الراغبين، والصلاه والسلام على اشرف الاولين ‌و‌ الاخرين، سيدنا محمد ‌و‌ اهل بيته الطيبين الطاهرين.
 ‌و‌ بعد: فهذه الروضه الثانيه ‌و‌ الخمسون ‌من‌ رياض السالكين تتضمن شرح الدعاء الثانى والخمسين ‌من‌ صحيفه سيدالعابدين صلوات الله عليه ‌و‌ سلامه ابدالابدين.
 املاء راجى فضل ربه السنى على صدرالدين الحسينى الحسنى شرح الله صدره بانوار عرفانه ‌و‌ افاض عليه سجال نواله ‌و‌ احسانه.
 
الالحاح: مصدر الح ‌فى‌ السئوال الحاحا، ‌اى‌ الحف ‌و‌ ابرم ‌و‌ واظب على السئوال ‌من‌ الح السحاب اذا دام مطره.
 ‌و‌ قيل: ‌من‌ لححت عينه لححا ‌من‌ باب- تعب- اذا التصقت جفونها كان السائل يلتصق بالمسوول ‌او‌ بالحاحه.
 ‌و‌ قيل: ‌من‌ قولهم: مكان لاح، ‌اى‌ ضيق لان السائل يضيق بابرامه على ‌من‌ يساله.
 ‌و‌ قيل: ‌من‌ الحت الناقه اذا بركت ‌و‌ لزمت مكانها لان السائل يلزم السئوال ‌و‌ لايبرح عنه، ‌و‌ الالحاح ‌فى‌ سئوال الله تعالى مندوب اليه، ‌و‌ ‌فى‌ سئوال الناس مكروه، ‌و‌ قد وردت باستحبابه عده روايات عن اهل البيت عليهم السلام فعن ابى عبدالله عليه السلام قال: ‌ان‌ الله كره الحاح الناس بعضهم على بعض ‌فى‌ المساله ‌و‌ احب ذلك لنفسه، ‌ان‌ الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ يحب ‌ان‌ يسال ‌و‌ يطلب ‌ما‌ عنده.
 ‌و‌ عنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله رحم الله عبدا طلب  من الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ حاجه فالح ‌فى‌ الدعاء استجيب له ‌او‌ لم يستجب ‌و‌ تلاهذه الايه: «و ادعوا ربى عسى ‌ان‌ ‌لا‌ اكون بدعاء ربى شقيا».
 ‌و‌ عن ابى جعفر عليه السلام قال: «و الله ‌لا‌ يلح عبد مومن على الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌فى‌ حاجته الا قضاها له».
 ‌و‌ عنه عليه السلام: قال: «لا ‌و‌ الله ‌لا‌ ‌و‌ الله ‌لا‌ يلح عبد على الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ الا استجاب له».
 قال بعض اصحابنا: قد يفسر الالحاح بالعزم ‌و‌ حسن الظن بالله سبحانه ‌فى‌ الاجابه ‌و‌ قد يراد ‌به‌ التشدد ‌و‌ التلبث ‌و‌ الملازمه للدعاء ‌و‌ عدم التوانى ‌و‌ التراخى فيه.
 قلت ‌و‌ المعنيان متلازمان كما لايخفى، ‌و‌ انما احب الله تعالى الملحين ‌من‌ عباده لدوام ملازمتهم لبابه ‌و‌ انزال فقرهم وفاقتهم بعز جنابه ‌و‌ نشر آمالهم ‌و‌ مهماتهم لديه ‌و‌ عكوفهم ‌فى‌ سئوال حوائجهم عليه، سواء كانوا ‌فى‌ محنه ‌و‌ بلاء ‌او‌ ‌فى‌ نعمه ‌و‌ رجاء، ‌لا‌ تقطعهم المحن عن الرجوع اليه، ‌و‌ ‌لا‌ تشغلهم النعم عن العكوف عليه. ‌و‌ فيه اعتراف بسعه جوده ‌و‌ كرمه ‌و‌ ايقان بشمول احسانه ‌و‌ نعمه، ‌و‌ لذلك ورد ‌فى‌ الثناء عليه سبحانه: «يا ‌من‌ لايبرمه الحاح الملحين».
 ‌و‌ ‌فى‌ خطبه الاشباح لاميرالمومنين صلوات الله عليه: «انه الجواد الذى لايقبضه سئوال السائلين، ‌و‌ ‌لا‌ يبخله الحاح الملحين» ‌و‌ ذلك لعدم تاثر جوده ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ بهبه ‌ما‌  يسال ‌و‌ ‌ان‌ عظم ‌و‌ جل، ‌و‌ الله اعلم.
 
الله: علم للذات المقدس الواجب الوجود الموصوف بجميع الكمالات، ‌و‌ اصله الاله فحذفت همزته على غير قياس كما ينبى ء عنه وجوب الادغام ‌و‌ تعويض الالف ‌و‌ اللام عنها حيث لزماه ‌و‌ جردوا عن معنى التعريف، ‌و‌ لذلك قيل: ‌يا‌ الله بالقطع ‌فى‌ النداء فان المحذوف القياسى ‌فى‌ حكم الثابت فلا يحتاج الى التدارك بما ذكر ‌من‌ الادغام ‌و‌ التعويض.
 ‌و‌ قيل: على قياس تخفيف الهمزه فيكون الادغام ‌و‌ التعويض ‌من‌ خواص الاسم الشريف ليمتاز بذلك عما عداه امتياز مسماه عما سواه، ‌و‌ ‌لا‌ يحذف معه حرف النداء على الاصح ‌و‌ ‌ما‌ سمع ‌من‌ الحذف ‌فى‌ الشعر شاذ لايقاس عليه، ‌و‌ الجمله اقتباس ‌من‌ قوله تعالى ‌فى‌ سوره ‌آل‌ عمران «ان الله لايخفى عليه شى ء ‌فى‌ الارض ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ السماء» ‌اى‌ لايخفى عليه شى ء ‌ما‌ كائن ‌فى‌ الارض ‌او‌ ‌فى‌ السماء سواء كان مستقرا فيهما ‌او‌ جزءا منهما. ‌و‌ المراد انه لايخفى عليه شى ء ‌فى‌ دائره الامكان ‌و‌ الوجود ‌و‌ التعبير بالارض ‌و‌ السماء لان اكثر الناس لايعرف سواهما ممكنا ليس ‌فى‌ احدهما، ‌او‌ متعلقا بهما ‌و‌ لانهما قطرا العالم المحيطان به، ‌و‌ تقديم الارض على السماء للاعتناء بشان اهلها.
 
قوله عليه السلام: «و كيف يخفى» جمله مستانفه.
 ‌و‌ الواو للابتداء. ‌و‌ كيف: منصوب بيخفى ‌و‌ ‌هو‌ استفهام انكارى بمعنى انكار الوقوع لابمعنى انكار الواقع ‌و‌ قد بولغ فيه حيث وجه الانكار الى كيفيه الخفاء دون نفس الخفاء ايذانا بانه مما ‌لا‌ سبيل له الى التحقق ‌و‌ الوقوع اصلا لان ‌ما‌ يدخل تحت الوجود لابد ‌ان‌ يكون على حال ‌من‌ الاحوال، فاذا لم يكن لشى ء حال اصلا لم يكن له حظ ‌من‌ الوجود اصلا على الطريق البرهانى.
 ‌و‌ كلمه «ما» شامله للعقلاء تغليبا. ‌و‌ تقديم انت للقصر ‌و‌ كان حقه التاخير لانه فاعل ‌فى‌ الاصل، لكن قدم لغرض التخصيص ‌و‌ القصر، فوجب ‌ان‌ يخلفه الفاعل ‌فى‌ محله الاصلى فاتى بالتاء ‌فى‌ خلقته خلفا عنه، ‌اى‌ ‌ما‌ انت خلقته لاغيرك وقس على ذلك.
 قوله عليه السلام: «ما انت صنعته ‌و‌ ‌ما‌ انت تدبره» ‌و‌ ‌هو‌ نظير مثالهم ‌فى‌ قصر الصفه على الموصوف، ‌و‌ انا كفيت مهمك.
 ‌و‌ احصاء الشى ء: تحصيله بالعدد. ‌و‌ اذا اسند الى الله تعالى فالمراد ‌به‌ علمه ‌و‌ احاطته بالاشياء. قال تعالى: «و احصى كل شى ء عددا».
 قال بعض العلماء: ‌اى‌ احصى كل شى ء بالقلم الالهى ‌فى‌ الالواح المحفوظه ‌و‌ اليه الاشاره بقوله تعالى: «و ‌ما‌ ‌من‌ غائبه ‌فى‌ السماء ‌و‌ الارض الا ‌فى‌ كتاب مبين».
 ‌و‌ صنعت الشى ء صنعا ‌من‌ باب- منع- ‌و‌ الاسم الصنع بالضم ‌اى‌ فعلته فعلا محكما. قال الراغب: الصنع: اجاده الفعل فكل صنع فعل ‌و‌ ليس كل فعل صنعا. قال  تعالى: «صنع الله الذى اتقن كل شى ء».
 ‌و‌ دبرت الامر تدبيرا: فعلته عن فكر ‌و‌ رويه كانك نظرت ‌و‌ فكرت ‌فى‌ دبره ‌اى‌ عاقبته ‌و‌ آخرته. ‌و‌ تدبيره تعالى يعود الى تصريفه لجميع الذوات ‌و‌ الصفات دائما تصريفا كليا ‌و‌ جزئيا على مقتضى حكمته ‌و‌ عنايته سبحانه ‌و‌ تعالى، ‌و‌ هذه الفقر الثلاث مضمونها الاستدلال على عدم خفاء شى ء عليه تعالى ‌و‌ احاطه علمه بكل شى ء كما قال ‌عز‌ ‌و‌ جل: «الا يعلم ‌من‌ خلق ‌و‌ ‌هو‌ اللطيف الخبير»، ‌و‌ ذلك ‌ان‌ خلق الشى ء ‌و‌ صنعته ‌و‌ تدبيره يتوقف على معرفه تفاصيل كمياته ‌و‌ كيفياته ‌و‌ سائر احواله لئلا يقع الترجيح ‌من‌ غير مرجح، فمحال ‌ان‌ يخفى على خالقه ‌و‌ صانعه ‌و‌ مدبره.
 قوله عليه السلام: «او كيف يستطيع ‌ان‌ يهرب منك ‌من‌ ‌لا‌ حياه له الا برزقك»: ‌اى‌ كيف يتمكن ‌و‌ يطيق الفرار منك ‌ان‌ طلبته ‌من‌ حياته موقوفه على رزقك ‌و‌ ‌هو‌ استدلال على غلبته تعالى على كل شى ء ‌و‌ ذلك ‌من‌ وجهين:
 احدهما: ‌ان‌ وجود كل حى متوقف على رزقه تعالى كما قال تعالى: «امن هذا الذى يرزقكم ‌ان‌ امسك رزقه» فمحال ‌ان‌ يستطيع الهرب منه ‌و‌ اين يهرب منه ‌و‌ ‌لا‌ رازق له سواه.
 ‌و‌ الثانى: انه لو هرب منه لامسك عنه رزقه فهوى لوقته ‌فى‌ المطموره العدم، ‌و‌ مهوى الفناء فكيف يمكنه الفرار.
 قوله عليه السلام: «او كيف ينجو منك ‌من‌ ‌لا‌ مذهب له ‌فى‌ غير ملكك» نجا ‌من‌ الهلاك ‌و‌ نحوه ينجو نجاه: خلص ‌و‌ الاسم النجاه بالفتح ‌و‌ المد ‌و‌ قد يقصر ‌اى‌ كيف يخلص منك ‌من‌ اردت ‌به‌ امرا ‌من‌ ‌لا‌ مسلك له ‌و‌ ‌لا‌ طريق ينجو منه ‌فى‌ غير مملكتك،
 
و ‌هو‌ استدلال على استيلائه تعالى على كل شى ء ‌و‌ ذلك انه انما يتصور الخلاص منه اذا امكن له طريق يخلص منه ليس ‌هو‌ ‌فى‌ حوزته تعالى ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ تصرفه ليتاتى له الخلاص ‌من‌ جهته، فاذا لم يكن هناك مذهب ‌و‌ ‌لا‌ مسلك الا ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ ملكه تعالى استحالت النجاه منه قطعا.
 
سبحانك: ‌اى‌ تنزيها لك عما لايليق بشانك ‌من‌ الامور التى ‌من‌ جملتها ‌ان‌ يخفى عليك شى ء ‌او‌ يهرب منك ‌او‌ ينجو منك، ‌و‌ ‌هو‌ اعتراض موكد لما قبله ‌و‌ تمهيد لما بعده ‌و‌ ‌هو‌ قوله: «اخشى خلقك لك اعلمهم بك» الى آخره، فان ‌فى‌ تمجيده بهذه الاوصاف كمال تنزيهه عن صفات المخلوقين.
 ‌و‌ الخشيه: خوف يشوبه تعظيم، ‌و‌ اكثر ‌ما‌ يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ‌و‌ لذلك خص العلماء بها ‌فى‌ قوله تعالى: «انما يخشى الله ‌من‌ عباده العلماء» ‌اى‌ لايخشى الله تعالى بالغيب الا العالمون ‌به‌ ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ بما يليق ‌به‌ ‌من‌ صفاته الجليله ‌و‌ افعاله الجميله.
 ‌و‌ عن ابن عباس: انه قال يريد: انما يخافنى ‌من‌ خلقى ‌من‌ علم جبروتى ‌و‌ عزتى ‌و‌ سلطانى.
 ‌و‌ اذا كان مدار الخشيه معرفه المخشى كانت الخشيه له تعالى على حسب العلم بنعوت كماله ‌و‌ صفات جلاله فمن كان اعلم ‌به‌ تعالى كان اخشى له ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ اذ ذلك قال عليه السلام: «اخشى خلقك لك اعلمهم بك».
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: اعلمكم بالله اشدكم خشيه له.
 
و ‌فى‌ روايه: اعلمكم بالله اخوفكم لله.
 ‌و‌ قال صلى الله عليه ‌و‌ آله: «انا اخشاكم لله ‌و‌ اتقاكم لله، اذ كان عليه السلام اعلم الخلق ‌به‌ سبحانه.
 قال العلامه الطبرسى: ‌و‌ متى قيل قد نرى ‌من‌ العلماء ‌من‌ لايخاف الله ‌و‌ يرتكب المعاصى فالجواب: انه لابد ‌من‌ ‌ان‌ يخافه مع العلم به، ‌و‌ ‌ان‌ كان ربما يوثر المعصيه عند غلبه الشهوه لعاجل اللذه.
 ‌و‌ عن الصادق عليه السلام: يعنى بالعلماء ‌من‌ صدق قوله فعله ‌و‌ ‌من‌ لم يصدق فعله قوله فليس بعالم.
 قوله عليه السلام: «و اخضعهم لك اعملهم بطاعتك» ‌اى‌ ‌و‌ اشدهم خضوعا ‌و‌ خشوعا ‌و‌ تذللا لك اكثرهم عملا بطاعتك ‌و‌ ذلك ‌من‌ وجوه:
 احدهما: انه كلما كثر عمله بطاعته تعالى ازداد منه قربه ‌و‌ زلفى فازدادت معرفته ‌به‌ تعالى، ‌و‌ كلما ازدادت معرفته ‌به‌ ازدادت عظمته سبحانه ‌فى‌ نفسه اذ كان يقدر ‌فى‌ سلوكه عظمه الله بقدر عرفانه، فكلما عبر منزلا ‌من‌ منازل المعرفه علم عظمه خالقه فكمل عقد يقينه بذلك ‌و‌ علم نقصان ذاته فكمل خضوعه ‌و‌ صدق خشوعه، ‌و‌ هذا ‌فى‌ الحقيقيه يرجع الى معنى الفقره الاولى.
 الثانى: ‌ان‌ كثره العمل بطاعه تعالى تستدعى تحليته بحسن النيه ‌و‌ خلوص الطويه ‌و‌ ذلك يستدعى شده الخضوع ‌و‌ التذلل له تعالى ليكون عمله ابعد عن الرياء ‌و‌ ادخل ‌فى‌ الاخلاص.
 الثالث: ‌ان‌ المداومه على طاعته ‌و‌ الجد ‌فى‌ طلب مرضاته ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ انما يكون عن
 
مزيد رغبه ‌و‌ رهبه ‌و‌ كلما ازدادت الرغبه ‌و‌ الرهبه اشتد الخضوع ‌و‌ الخشوع للمرغوب اليه ‌و‌ المرهوب منه، ‌و‌ هى مقدمه جليه ‌و‌ لذلك قال تعالى ‌فى‌ وصف انبيائه: «انهم كانوا يسارعون ‌فى‌ الخيرات ‌و‌ يدعوننا رغبا ‌و‌ رهبا ‌و‌ كانوا لنا خاشعين».
 قوله عليه السلام: «و اهونهم عليك ‌من‌ انت ترزقه ‌و‌ ‌هو‌ يعبد غيرك»: ‌اى‌ اكثرهم هوانا عليك ‌من‌ انت ترزقه لاغيرك، ‌و‌ الحال انه يعبد سواك، ‌و‌ ذلك ‌ان‌ ‌ما‌ خلق له الانسان انما ‌هو‌ طاعته تعالى ‌و‌ عبادته كما قال سبحانه: «و ‌ما‌ خلقت الجن ‌و‌ الانس الا ليعبدون» فاذا عبد غيره ‌و‌ ‌هو‌ ياكل خيره كان اهون عليه تعالى حتى ‌من‌ البهائم فانها صارفه لقواها فيما خلقت له ‌و‌ لذلك قال تعالى: «قل ‌ما‌ يعبا بكم ربى لولا دعاوكم» اى: ‌اى‌ اعتداد يعتدبكم ‌و‌ ‌اى‌ وزن ‌و‌ قدر لكم عنده لولا عبادتكم له ‌و‌ طاعتكم اياه ‌و‌ ايمانكم به.
 قال العلامه الطبرسى: ‌و‌ ‌فى‌ هذا دلاله على ‌ان‌ ‌من‌ لايعبد الله ‌و‌ ‌لا‌ يطيعه فلا وزن له عند الله.
 
اى: انزهك تنزيها عما لايليق بعظمه شانك ‌من‌ الامور التى ‌من‌ جملتها ‌ان‌ يوثر ‌فى‌ نقصان ملكك اشراك ‌من‌ لم يوحدك ‌و‌ تكذيب ‌من‌ لم يصدق رسلك ‌و‌ ‌هو‌ تنزيه له تعالى عن احوال ملوك الدنيا اذ كان كمال سلطان احدهم بزياده جنوده ‌و‌ كثره مطيعيه ‌و‌ قله المخالف ‌و‌ المعاصى له ‌و‌ نقصان ملكه بعكس ذلك ‌و‌ ‌هو‌ سبب تسلط اعدائه عليه ‌و‌ طمعهم فيه، ‌و‌ اما سلطانه تعالى فلما كان لذاته غالبا
 
و كمال قدرته مستوليا ‌و‌ ‌هو‌ مالك الملك يوتى الملك ‌من‌ يشاء ‌و‌ ينزع الملك ممن يشاء، لم يتصور خروج العاصى بعصيانه عن كمال سلطانه حتى يوثر ‌فى‌ نقصانه ‌و‌ كذلك لم يكن لطاعه الطائع تاثير ‌فى‌ زياده ملكه، ‌و‌ المراد بالامر هنا القدر النازل على وفق القضاء الالهى ‌و‌ ‌هو‌ تفصيل القضاء على ‌ما‌ مر بيانه ‌و‌ معنى رده دفعه.
 ‌و‌ منعه ‌و‌ امتنع منه امتناعا: قوى على منع نفسه منه ‌و‌ اعتز ‌و‌ تابى عما يراد منه. ‌و‌ كذب ‌به‌ تكذيبا: اعتقد كونه كذبا، فالباء صله للتكذيب ‌و‌ مجرورها واقع موقع المفعول. ‌و‌ الفرق بين كذبه ‌و‌ كذب ‌به‌ كالفرق بين صدقه ‌و‌ صدق به، ‌فى‌ ‌ان‌ المعدى بنفسه منهما يستعمل ‌فى‌ الاعيان، ‌و‌ المعدى بالباء يستعمل ‌فى‌ المعانى غالبا. قال تعالى: «كل كذب الرسل فحق وعيد» ‌و‌ قال: «بل كذبوا بالحق لما جاءهم».
 ‌و‌ قدرته تعالى: عباره عن نفى العجز عنه.
 وفاته الشيء فوتا ‌من‌ باب- قال-: بعد عنه بحيث تعذر عليه ادراكه.
 ‌و‌ التعمير: اطاله العمر، ‌و‌ ‌هو‌ مده حياه الانسان ‌فى‌ الدنيا. ‌و‌ لقاوه تعالى قيل: عباره عن المصير اليه، ‌و‌ قيل: المراد ‌به‌ لقاء جزائه ‌و‌ قيل: ‌هو‌ عباره عن الموت، ‌و‌ مدار مضمون هذه الفقرات الاربع على بيان كمال قدرته تعالى ‌و‌ استيلاء سلطانه ‌و‌ نفاذ امره ‌و‌ حكمه، اذ كان ‌ما‌ قضاه ‌و‌ قدره لابد ‌من‌ وقوعه سواء كان مكروها للعبد ‌او‌ محبوبا له، ‌و‌ ‌ما‌ اراد ايقاعه بعبده اوقعه ‌به‌ قهرا عليه بحيث لايمكنه دفعه عنه ‌و‌ ‌لا‌ امتناعه منه. ‌و‌ مصير كل اليه فلا يفوته ‌من‌ عبد غيره، ‌و‌ كل ‌من‌ عليها فان فلا يبقى ‌فى‌ الدنيا ‌من‌ كره المصير اليه تعالى، ‌و‌ انما خصص عليه السلام الكاره لقضائه بالعجز عن ‌رد‌ امره ‌و‌ المكذب بقدرته بعدم الامتناع منه ‌و‌ العابد غيره بعدم فوته اياه
 
و الكاره للقائه بعدم تعميره ‌فى‌ الدنيا مع استواء كل الخلق ‌فى‌ كل ذلك، اذ كان ‌من‌ شان هولاء ‌ان‌ لو قدروا على شى ء ‌من‌ ذلك لفعلوه ‌و‌ الله اعلم.
 
هذا تنزيه ‌و‌ تقديس لله تعالى عن احكام الاوهام على صفاته بشبهيه مدركاتها، ‌و‌ تعجب ‌فى‌ معرض التمجيد ‌من‌ عظم شانه ‌و‌ قهر سلطانه ‌و‌ شده قوته ‌و‌ نفاذ امره ‌عز‌ ‌و‌ جل.
 
و قوله عليه السلام: «سبحانك قضيت على جميع خلقك الموت»، تنزيه آخر لساحه كبريائه عن ادراك العقول ‌و‌ الاوهام كنه قدرته، التى ‌من‌ آثارها قضاوه على جميع خلقه الموت ‌من‌ غير فرق بين الموحد له ‌و‌ الكافر ‌به‌ حسبما اقتضته مشيئته المبنيه على الحكمه البالغه.
 ‌و‌ معنى «قضيت على جميع خلقك الموت»: حكمت ‌به‌ ‌و‌ عداه بنفسه لتضمينه معنى اوجبت كما قال تعالى: «فلما قضينا عليه الموت».
 ‌و‌ الواو ‌من‌ قوله: «و كل ذائق الموت» ابتدائيه. ‌و‌ الجمله تذييليه مقرره لمضمون ‌ما‌ قبلها كالتى بعدها، ‌و‌ تنوين كل ‌فى‌ الفقرتين عوض ‌من‌ المضاف اليه، ‌اى‌ ‌و‌ كلهم ذائق الموت ‌و‌ كلهم صائر اليك ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى ‌فى‌ سوره العنكبوت: «كل نفس ذائقه الموت ثم الينا ترجعون» ‌و‌ معنى ذوق الموت: وجدان مرارته ‌و‌ كربه.
 
قالوا: ‌و‌ ‌فى‌ هذا التعميم دليل على ‌ان‌ المقتول ميت ‌و‌ ‌ان‌ القتل لاينفك عن الموت، ‌و‌ فيه دليل ايضا على ‌ان‌ النفس باقيه بعد فراق البدن لان الذائق لابد ‌ان‌ يكون باقيا حال حصول الذوق.
 ‌و‌ معنى مصير الكل اليه تعالى: رجوعهم بالبعث ‌و‌ الحشر اليه تعالى للثواب، ‌او‌ العقاب، ‌من‌ صار الامر اليه بمعنى: رجع ‌و‌ منه قوله تعالى: «و اليه المصير» ‌اى‌ المرجع ‌و‌ سمى البعث ‌و‌ الحشر مصيرا ‌و‌ رجوعا اليه تعالى لانه رجوع الى حيث لايكون احد يتولى الحكم فيه غير الله سبحانه كما يقال: صار امر القوم الى الامير، ‌اى‌ صار النظر ‌فى‌ امرهم اليه خاصه.
 قوله عليه السلام: «فتباركت ‌و‌ تعاليت» «الفاء»: لترتيب ‌ما‌ بعدها على ‌ما‌ قبلها، فان تفرده تعالى بحكمه على عباده جميعا بالموت ‌و‌ صيروره الكل اليه بموجب حكمته البالغه موجب لتعاليه عن ‌ان‌ يكون له شريك ‌او‌ مماثل ‌فى‌ ذاته ‌و‌ صفاته.
 ‌و‌ معنى تباركت: كثر خيرك ‌و‌ بركتك فان البركه هى كثره الخير ‌و‌ زيادته، ‌او‌ ‌هو‌ وصف له بالدوام ‌و‌ البقاء، فان البركه تطلق على دوام الخير ايضا، ‌او‌ بالتعالى لان البركه يرجع معناها الى الامتداد، ‌و‌ كل مازاد على الشى ء فقد علاه، ‌و‌ ‌به‌ فسر اكثر المفسرين قوله تعالى: «فتبارك الله احسن الخالقين».
 ‌و‌ معنى تعاليت: ارتفعت بذاتك عن ‌ان‌ يكون لك شريك، ‌و‌ تنزهت عن مماثله المخلوقين ‌فى‌ ذاتك ‌و‌ صفاتك ‌و‌ افعالك ‌و‌ احوالك.
 ‌و‌ قوله: «لا اله الا انت»: اعتراض مقرر لتعاليه تعالى عن ‌ان‌ يكون له شريك، ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون حالا ‌من‌ تاء الخطاب، ‌اى‌ فتباركت ‌و‌ تعاليت منفردا ‌فى‌ الالوهيه.
 
و وحدك: منصوب على الحاليه.
 قال سيبويه: ‌هو‌ معرفه موضوع النكره ‌اى‌ منفردا.
 ‌و‌ قيل: نصبه على الظرفيه، ‌اى‌ ‌لا‌ مع غيرك. ‌و‌ قيل: على المصدريه، ‌و‌ على كل تقدير فالغرض تاكيد الوحدانيه.
 ‌و‌ قوله: «لا شريك لك»: جمله مستانفه مقرره لما قبلها ‌او‌ حال موكده ايضا.
 
قوله عليه السلام: «آمنت بك» «الباء»: صله للايمان اما بتضمينه معنى الاعتراف ‌او‌ بجعله مجازا عن الوثوق، ‌و‌ مجرورها واقع موقع المفعول به. ‌و‌ الجمله مستانفه مقرره لمضمون ‌ما‌ قبلها ‌من‌ توحيده تعالى، ‌و‌ الاقرار بوحدانيه ‌فى‌ الالوهيه، ‌و‌ تعاليه عن الشريك، ‌و‌ تنزهه عن مماثله المخلوقين.
 ‌و‌ معنى تصديق الرسل: اعتقاد صدق كل واحد منهم ‌فى‌ دعواه الرساله ‌و‌ ‌ان‌ ‌ما‌ جاء ‌به‌ ‌حق‌ ‌و‌ ‌ان‌ نسخ شرع ‌من‌ سوى خاتمهم فان نبوته لم تنسخ ‌و‌ ايراد الرسل بصيغه الجمع تلميح الى قوله تعالى: «لانفرق بين احد ‌من‌ رسله»، ‌و‌ الغرض منه التزييف لمعتقد اهل الكتاب ‌من‌ حيث اجمعوا على الكفر بنبوه محمد صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ استقلت اليهود منهم بالكفر بعيسى عليه السلام.
 ‌و‌ قبول الكتاب: عباره عن الايمان ‌به‌ ‌من‌ حيث مجيئه ‌من‌ عنده تعالى لارشاد الخلق الى ‌ما‌ شرع لهم ‌من‌ الدين بالاوامر ‌و‌ النواهى، ‌و‌ المراد بالكتاب: اما القرآن، فالايمان ‌به‌ يتضمن الايمان بمجموع الكتب المنزله ‌من‌ الله تعالى، ‌و‌ اما جنس الكتب السماويه فان اسم الجنس المضاف ‌و‌ المعرف قد يفيد العموم كقوله تعالى: «و ‌ان‌ تعدوا نعمه الله لاتحصوها»، ‌و‌ قوله تعالى: «فبعث الله النبيين مبشرين ‌و‌ منذرين ‌و‌ انزل معهم الكتاب».
 
و قد قرا حمزه ‌و‌ الكسائى ‌و‌ خلف قوله تعالى: «كل آمن بالله ملائكته ‌و‌ كتابه» على الوحده.
 قال العلماء: قراءه الجمع اولى لمشاكله ‌ما‌ قبله ‌و‌ ‌ما‌ بعده.
 ‌و‌ قيل: قراءه الافراد اولى لان استغراق المفرد اشمل ‌من‌ استغراق الجمع، لان المفرد شائع ‌فى‌ افراد الجنس، ‌و‌ الجمع ‌فى‌ مجموعه.
 ‌و‌ ‌من‌ هنا قال ابن عباس: الكتاب اكثر ‌من‌ الكتب.
 فان حملنا الكتاب على جنس الكتب، فمعنى قبول الكتب السالفه منها الاعتراف بكونها ‌من‌ عنده تعالى، ‌و‌ ‌ان‌ احكام كل واحد منها حقه ثابته الى ورود كتاب آخر ناسخ له، ‌و‌ ‌ان‌ ‌ما‌ لم ينسخ منها الى الان ‌من‌ الشرائع ‌و‌ الاحكام ثابته ‌من‌ حيث انها ‌من‌ احكام هذا الكتاب المصون عن النسخ الى يوم القيامه.
 قوله عليه السلام: «و كفرت بكل معبود غيرك» ‌اى‌ جحدت كل ‌ما‌ عبد دونك ‌و‌ تبرات منه ‌من‌ حيث كونه معبودا لكونه بمعزل عن استحقاق المعبوديه. فالفكر ‌فى‌ الحقيقه انما ‌هو‌ بمعبوديه التى رتب عليها الكفر فلا يرد انه يلزم منه الكفر بالملائكه ‌و‌ بعيسى ‌و‌ مريم ‌و‌ عزيز عليهم السلام.
 ‌و‌ برى ء منه ‌من‌ باب- علم- براء ‌و‌ براءه بالمد فيهما: انفصل عنه ‌و‌ قطع علقته به، ‌اى‌ برئت ممن اتخذ الها غيرك كعبده الاوثان ‌و‌ الشمس ‌و‌ النجم ‌و‌ غيرهم ‌و‌ الله اعلم.
 
الاصباح: الدخول ‌فى‌ الصباح ‌و‌ ‌هو‌ مجى ء ضياء النهار.
 ‌و‌ الامساء: نقيضه ‌و‌ ‌هو‌ الدخول ‌فى‌ المساء، ‌و‌ ‌هو‌ مجى ء ظلام الليل ‌و‌ ايثار صيغه
 
الاستقبال للدلاله على التجدد ‌و‌ الاستمرار، ‌و‌ تخصيص هذين الوقتين بالذكر لان كلا منهما وقت انتقال ‌من‌ حال الى اخرى مخالفه لها.
 ‌و‌ استقللت الشى ء: رايته قليلا.
 ‌و‌ «اللام» ‌فى‌ لعملى مقويه للعامل مثلها ‌فى‌ نحو: «مصدقا لما معهم» «و فعال لما يريد».
 ‌و‌ الاعتراف: الاقرار ‌و‌ اصله اظهار معرفه الذنب، ‌و‌ ذلك ‌ضد‌ الجحود.
 ‌و‌ الاقرار: اثبات الشى ء، ‌و‌ ‌هو‌ اما اثبات بالقلب، ‌او‌ باللسان، ‌او‌ بهما معا.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «انا باسرافى على نفسى ذليل»: جمله مستانفه موكده لمضمون ‌ما‌ قبلها.
 ‌و‌ الاسراف على النفس: الافراط ‌فى‌ الجنايه عليها بالاسراف ‌فى‌ المعاصى.
 «و الباء» للسببيه.
 ‌و‌ ذليل: ‌اى‌ منقاد، ‌من‌ ذلت الدابه اذا انقادت بعد تصعب ‌و‌ شماس ‌او‌ حقير ضعيف ‌من‌ ذل بمعنى هان ‌و‌ ضعف.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام «عملى اهلكنى» استيناف وقع جوابا عن سئوال مقدر كانه قيل: كيف صار اسرافك على نفسك سببا لذلك؟ فقال: عملى اهلكنى الى آخره. ‌و‌ المراد بالاهلاك هنا: الايقاع فيما يوجب العذاب ‌و‌ ‌هو‌ الهلاك الاكبر.
 ‌و‌ الهوى: ميل النفس الى الشهوات الدنيويه. ‌و‌ قيل: سمى بذلك لانه يهوى بصاحبه ‌فى‌ الدنيا الى كل واهيه ‌و‌ ‌فى‌ الاخره الى الهاويه.
 ‌و‌ الارداء: الاهلاك ‌من‌ الردى بمعنى الهلاك.
 
و الشهوات: جمع شهوه ‌و‌ المراد بها هنا استجابه النفس لما فيه لذتها البدنيه دون الشهوه التى جعلها الله ‌فى‌ الانسان تنبعث بها النفس لنيل ‌ما‌ يظن ‌ان‌ فيه صلاح البدن كشهوه الطعام عند الجوع فان هذه غير مذمومه بل محموده ‌و‌ تسمى الشهوه الصادقه ‌و‌ انما المذمومه الشهوه بالمعنى الاول ‌و‌ تسمى الشهوه الكاذبه.
 ‌و‌ حرمت زيدا كذا ‌من‌ باب- ضرب-: منعته اياه ‌و‌ حذف المفعول ‌فى‌ الدعاء اما للعلم ‌به‌ ‌او‌ للتعميم ‌او‌ المراد جعلنى محروما ‌اى‌ منحوس الحظ ممنوعا ‌من‌ الخير ‌من‌ قولهم: فلان محروم، ‌اى‌ ‌لا‌ حظ له ‌و‌ ‌هو‌ خلاف المجدود، ‌و‌ منه: قوله تعالى: «بل نحن محرومون» ‌و‌ الله اعلم.
 
«الفاء»: لترتب السئوال المذكور على ‌ما‌ ذكر ‌و‌ عدد ‌من‌ احواله عليه السلام فان ذلك ‌من‌ دواعى السئوال على هذا النمط.
 ‌و‌ المولى: المالك ‌و‌ الناصر ‌و‌ الرب ‌و‌ السيد ‌و‌ المنعم.
 ‌و‌ نفسه لاهيه: ‌اى‌ ساهيه مشتغله بما لايعينها عما يهمها ‌و‌ يعنيها، ‌و‌ طول الامل: عباره عن توقع الامور المحبوبه الدنيويه دائما، ‌و‌ ظاهر ‌ان‌ ذلك داع للهو النفس ‌و‌ باعث عليه اذ كان موجبا لدوام ملاحظتها، ‌و‌ ‌هو‌ مستلزم لاشتغال النفس بها
 
و اعراضها عن ملاحظه احوال الاخره، ‌و‌ غفله البدن عباره عن عدم كده ‌و‌ جهده ‌فى‌ العباده ‌و‌ ميله الى الراحه ‌و‌ الفراغ ‌و‌ سكون العروق.
 قيل: المراد ‌به‌ عدم اضطرابها ‌من‌ مرض باعث على عدم الغفله.
 ‌و‌ قيل: كنايه عما ‌هو‌ فيه ‌من‌ صحه الجسد ‌و‌ سلامته ‌من‌ الافات الباعثه على الراحه فانه لايكون الا عن اعتدال حركه الشرايين الذى تجرى معه افعال البدن على المجرى الطبيعى ‌و‌ هى الحاله المعبر بها عن صحه البدن. ‌و‌ قلبه مفتون بكثره النعم، ‌اى‌ مستمال مستهتر بها ‌من‌ قولهم: فتن المال الناس ‌من‌ باب- ضرب- فتونا: استمالهم. ‌و‌ الفتنه ‌فى‌ اللغه: الاستهتار بالشى ء ‌و‌ الاعجاب ‌به‌ ‌و‌ الغلو فيه، ‌و‌ منه: ‌هو‌ مفتون بطلب الدنيا، ‌و‌ الرجل مفتون بابنه ‌و‌ شعره.
 ‌و‌ الفكر ‌فى‌ الشى ء: تريد النظر بالقلب ‌و‌ التدبر فيه.
 ‌و‌ صائر اليه: ‌اى‌ راجع، ‌من‌ صار الامر الى كذا صيروره، ‌اى‌ رجع اليه، ‌و‌ المراد بما ‌هو‌ صائر اليه: ‌ما‌ ينتهى اليه ‌من‌ احوال الاخره التى يجب على الانسان ‌ان‌ يفكر فيها ‌و‌ يسعى ‌فى‌ كسب محبوبها ‌و‌ التوقى ‌من‌ مكروهها.
 
و غلب عليه كذا: ‌اى‌ استولى عليه، ‌و‌ منه: «ربنا غلبت علينا شقوتنا».
 ‌و‌ المراد بالامل: التوقع لما لاينبغى ‌من‌ الامور الدنيويه الفانيه.
 ‌و‌ فتنه الهوى: ‌اى‌ اضله ‌او‌ اوقعه ‌فى‌ شده ‌و‌ بليه ‌و‌ منه قوله تعالى: «فتنتم انفسكم» ‌اى‌ ‌او‌ قعتموها ‌فى‌ بليه ‌و‌ عذاب.
 ‌و‌ الهوى: ميل النفس الاماره بالسوء الى مقتضى طباعها ‌من‌ اللذات الدنيويه الى ‌حد‌ الخروج عن حدود الشريعه.
 ‌و‌ استمكنت ‌من‌ الشى ء استمكانا: تسلطت عليه ‌و‌ قدرت على التصرف فيه
 
كيف شئت، ‌و‌ المراد بالدنيا حظوظ النفس ‌فى‌ هذه النشاه الفانيه التى يفسرها قوله تعالى: «انما الحيوه الدنيا لعب ‌و‌ لهو ‌و‌ زينه ‌و‌ تفاخر بينكم ‌و‌ تكاثر ‌فى‌ الاموال ‌و‌ الاولاد».
 ‌و‌ اظله الشى ء: غشيه ‌او‌ دنا منه حتى كانه القى عليه ظله، ‌و‌ ‌هو‌ عباره عن قرب وصوله ‌و‌ دنو حصوله.
 ‌و‌ الاجل: وقت الشى ء الذى يحل فيه، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا وقت الموت ‌و‌ يعبر ‌به‌ عن الموت ايضا ‌و‌ ‌به‌ فسر قوله تعالى: «و بلغنا اجلنا الذى اجلت لنا».
 ‌و‌ استكثر ذنوبه: رآها كثيره.
 ‌و‌ اعترف بخطيئته: اقربها بقلبه ‌و‌ لسانه.
 ‌و‌ ‌لا‌ رب له غيرك: ‌اى‌ ‌لا‌ مالك له. ‌و‌ غيرك بالرفع صفه لرب على الموضع، ‌و‌ يجوز نصبه على اللفظ ‌و‌ ‌ان‌ لم ترد ‌به‌ روايه.
 ‌و‌ الولى: فعيل بمعنى فاعل ‌من‌ وليه اذا قام به. ‌و‌ منه: «الله ولى الذين آمنوا». ‌و‌ يطلق على الناصر ايضا.
 ‌و‌ دونك: ‌اى‌ سواك.
 ‌و‌ الانقاذ: التخليص ‌من‌ ورطه، ‌و‌ منه: «و كنتم على شفا خفره ‌من‌ النار فانقذكم منها».
 ‌و‌ الملجا: ‌ما‌ يلجا اليه، ‌اى‌ يعتصم، ‌من‌ قولهم: لجا الى الحصن ‌و‌ نحوه ‌اى‌ اعتصم به.
 ‌و‌ الاستثناء ‌من‌ قوله «الا اليك» مفرغ ‌من‌ حال عامه ‌و‌ التقدير ‌لا‌ ملجا له منك ‌فى‌ حال ‌من‌ الاحوال، الا حال كونه ‌لا‌ جئا اليك ‌و‌ الله اعلم.
 
«الباء» ‌من‌ بحقك للاستعطاف.
 ‌و‌ الحق ‌فى‌ الاصل مصدر ‌حق‌ الشى ء ‌من‌ بابى- ضرب- و- قتل- اذا ثبت ‌و‌ لزم، ثم خص ‌فى‌ الاستعمال خال الاضافه باحد معنيين:
 احدهما: ‌ما‌ اختص بالمضاف اليه ‌و‌ ثبت له ‌من‌ غير مشاركه لغيره فيه، فيقال: هذا ‌حق‌ زيد، ‌اى‌ مختص ‌به‌ ثابت له ‌لا‌ شركه لغيره فيه.
 ‌و‌ الثانى: ‌ما‌ ثبت ‌و‌ وجب له ‌و‌ ‌ان‌ شاركه فيه غيره كما يقال: ‌حق‌ زيد ‌ان‌ يعظم اى: واجب تعظيمه ‌و‌ ‌ان‌ شاركه غيره ‌فى‌ وجوب التعظيم. ‌و‌ المراد هنا: ‌ما‌ ثبت ‌و‌ لزم له تعالى ‌من‌ غير ‌ان‌ يشاركه فيه غيره.
 ‌و‌ حقوقه تعالى الواجبه على خلقه كثيره، فالمقصود اما العموم لاضافته كقوله تعالى: «و ‌ان‌ تعدوا نعمه الله لاتحصوها» ‌اى‌ انعامه، ‌او‌ اعظمها ‌و‌ ‌هو‌ اقرارهم له سبحانه بالالوهيه ‌و‌ الوحدانيه ‌و‌ ‌ان‌ يعبدوه لايشركون ‌به‌ شيئا.
 كما روى عن صاحب الدعاء سيد العابدين عليه السلام ‌فى‌ حديث تفصيل الحقوق «حق الله الاكبر ‌ان‌ تعبده لاتشرك ‌به‌ شيئا».
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «و باسمك العظيم» الى آخره اشاره الى قوله تعالى ‌فى‌ الواقعه ‌و‌ غيرها: «فسبح باسم ربك العظيم» ‌و‌ ‌هو‌ صريح ‌فى‌ ‌ان‌ العظيم ‌فى‌ الايه
 
صفه للاسم دون الرب.
 ‌و‌ قال المفسرون: يجوز كونه صفه للاسم، ‌او‌ صفه للرب، ‌و‌ ‌دل‌ ايضا على انه اسم خاص، ‌لا‌ الى اسم ‌من‌ اسمائه الحسنى، على ‌ان‌ كل اسمائه سبحانه عظيم. ‌و‌ معنى تسبيحه تعالى باسمه العظيم بتنزيهه عما لايليق بشانه بذكر اسمه العظيم لدلالته على تقدسه تعالى عن الاوصاف ‌و‌ النقائض الامكانيه، ‌و‌ تنزهه عن العلائق الجسمانيه، ‌و‌ العوائق الظلمانيه ‌و‌ تعظيمه بحسن الثناء عليه ‌و‌ الكمال الذى لايشاركه غيره فيه.
 ‌و‌ الجلال: العظمه ‌و‌ الكبرياء.
 ‌و‌ الوجه: عباره عن الذات كما قال تعالى: «كل شى ء هالك الا وجهه» ‌و‌ قال: «و يبقى وجه ربك ذوالجلال ‌و‌ الاكرام» ‌و‌ العرب تقول: هذا وجه الراى ‌و‌ وجه التدبير بمعنى انه عين الراى ‌و‌ عين التدبير ‌و‌ منه قول الاعشى:
 ‌و‌ اول الحكم على وجهه
 ليس قضائى بالهوى الجائر
 ‌اى‌ قرر الحكم على ‌ما‌ هو.
 ‌و‌ الكريم: اما بمعنى المتصف بجميع المحامد المنزه عن جميع النقائص، ‌او‌ بمعنى الموثر للصفح عن الجانى ‌و‌ الاحسان الى المسى ء ‌و‌ السبق بالانعام، ‌او‌ بمعنى الشريف الذات المتحلى بالمجد، ‌او‌ بمعنى المنعم الذى كل فعله احسان ‌و‌ انعام لايجلب ‌به‌ نفعا ‌و‌ لايدفع ‌به‌ ضررا، ‌او‌ بمعنى المعطى ‌ما‌ عليه ‌و‌ ‌ما‌ ليس عليه ‌و‌ ‌لا‌ يطلب ‌ما‌ له فان كلا ‌من‌ هذه المعانى يطلق عليه اسم الكرم الذى ‌هو‌ مبدا اشتقاق الكريم.
 ‌و‌ بلى الثوب يبلى ‌من‌ باب- تعب- بلى بالكسر ‌و‌ القصر خلق ‌و‌ انهج بعد ‌ان‌ كان جديدا.
 
و تغير الشى ء: زال عما كان عليه.
 ‌و‌ حال الشى ء يحول حولا: استحال ‌و‌ انتقل عن طبعه ‌و‌ وصفه ‌و‌ قد يفرق بين التغير ‌و‌ الاستحاله بان التغير يكون ‌فى‌ كيفيات الشى ء. ‌و‌ الاستحاله يكون ‌فى‌ حقيقته ‌و‌ جوهره.
 ‌و‌ فنى يفنى ‌من‌ باب- تعب- فناءا بالفتح ‌و‌ المد: هلك ‌و‌ عدم ‌و‌ بطل ‌من‌ العالم راسا. ‌و‌ منه: «كل ‌من‌ عليها فان».
 ‌و‌ قيل للشيخ الهم: انه فان مجازا، لقربه ‌و‌ دنوه ‌من‌ الفناء.
 ‌و‌ اغناه الله بكذا: كفاه ‌به‌ عن غيره فلم يحتج الى شى ء سواه. فمعنى ‌ان‌ تغنينى عن كل شى ء بعبادتك ‌ان‌ تكفينى بالاشتغال بعبادتك عن الاشتغال بشى ء ‌من‌ الاشياء فانه اذا شغله بطاعته ‌و‌ عبادته كفاه امور دنياه ‌و‌ آخرته كما ورد عن صاحب الدعاء عليه السلام اذا عبدت الله لاتشرك ‌به‌ شيئا باخلاص جعل لك على نفسه ‌ان‌ يكفيك امر الدنيا ‌و‌ الاخره، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون معنى ‌ان‌ تغنينى عن كل شى ء: ‌ان‌ تصرفنى ‌و‌ تصدنى عنه بالتوفيق لعبادتك ‌و‌ ‌به‌ فسر قوله تعالى: «لكل امرى ء منهم يومئذ شان يغنيه»، قالوا: ‌اى‌ يصرفه ‌و‌ يصده عن قرابته.
 قال ابن قتيبه: يقال: اغن عنى وجهك: ‌اى‌ اصرفه. ‌و‌ ‌لا‌ يبعد ‌ان‌ يكون هذا المعنى راجعا الى المعنى الاول فان ‌من‌ اغناك عن شى ء ‌و‌ كفاك الحاجه اليه فقد صرفك ‌و‌ صدك عنه.
 ‌و‌ سلت نفسه عن الشى ء سلوا ‌من‌ باب- قعد-: زالت عنها محبته.
 قال ابوزيد السلو: طيب نفس الالف عن الفه. ‌و‌ يعدى بالتضعيف،
 
فيقال: سلاه عنه تسليه ‌اى‌ اذهب محبته عن قلبه، اى: ‌و‌ ‌ان‌ تزيل ‌و‌ تذهب عن نفسى محبه الدنيا بالقاء خوفك ‌فى‌ قلبى، ‌و‌ ذلك ‌ان‌ الخوف اذا سكن القلب احرق الشهوه ‌و‌ طرد عنه الغفله فسلا عن الدنيا ‌و‌ زخرفها ‌و‌ لذلك.
 قال الصادق عليه السلام: ‌ان‌ حب الشرف ‌و‌ الذكر لايكونان ‌فى‌ قلب الخائف الراهب.
 ‌و‌ قال عبدالله الانطاكى: خلق الله القلوب مساكن لذكره، فصارت مساكن للشهوات فلا يمحو الشهوات عنها الا خوف مزعج ‌او‌ شوق مقلق.
 ‌و‌ ثنيت الرجل بقضاء حاجته: ‌اى‌ صرفته ‌و‌ رجعته ‌به‌ ‌و‌ اصله ‌من‌ ثنى العود ‌و‌ ‌هو‌ عطفه.
 قال الزمخشرى ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز ثنيت فلانا على وجهه اذا رجعته الى حيث جاء.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله عليه السلام «بالكثير ‌من‌ كرامتك» للملابسه نحو: اهبط بسلام، ‌اى‌ ‌و‌ ‌ان‌ ترجعنى ‌او‌ تصرفنى عن مقامى ملتبسا بالكثير ‌من‌ كرامتك، ‌اى‌ كائنا منها.
 ‌و‌ الكرامه: اسم ‌من‌ الاكرام، ‌و‌ ‌هو‌ ايصال نفع يكون فيه تشريف ‌و‌ تنويه للموصل اليه. ‌و‌ ‌من‌ عجيب الوهم ‌ما‌ وقع لبعض المترجمين هنا ‌من‌ جعل «الباء» ‌فى‌ قوله «بالكثير» بمعنى الى. ‌و‌ قال: المعنى ‌و‌ ‌ان‌ تردنى الى الكثير ‌من‌ كرامتك، ‌او‌ هى للسببيه، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ تردنى عن المعاصى، ‌او‌ عن البلايا بسبب الكثير ‌من‌ كرامتك، ثم قال: ‌و‌ ليس لهذه الفقره معنى مناسب غير ذلك. ‌و‌ الظاهر: ‌ان‌ تثنينى تصحيف تثيبنى كما وقع ‌فى‌ بعض النسخ اى: تجعل ثوابى الكثير ‌من‌ كرامتك
 
انتهى. ‌و‌ كانه لم يقف على ‌ان‌ ثناه ‌و‌ رجعه ‌و‌ صرفه ‌و‌ قلبه بمعنى واحد، ‌و‌ الا لم يقل ذلك.
 ‌و‌ ‌فى‌ الدعاء: ‌و‌ اصرفنى بقضاء حوائجى، ‌و‌ ‌فى‌ التنزيل «فانقلبوا بنعمه ‌من‌ الله» ‌اى‌ فرجعوا ملتبسين بنعمه ‌من‌ الله.
 ‌و‌ الباء ‌فى‌ قوله عليه السلام: «برحمتك»: للاستعطاف ‌او‌ للسببيه ‌و‌ الله اعلم.
 
«الفاء»: للسببيه، ‌و‌ تقديم المعمول ‌فى‌ جميع هذه الفقرات للقصر ‌و‌ التخصيص مع ‌ما‌ فيه ‌من‌ التعظيم ‌و‌ الاهتمام كما ‌فى‌ قوله تعالى: «اياك نعبد ‌و‌ اياك نستعين».
 ‌و‌ الفرار الى الله: الالتجاء اليه ‌و‌ الاقبال عليه ‌و‌ الاعراض عما سواه، ‌و‌ منه قوله تعالى: «ففروا الى الله انى لكم منه نذير مبين»، ‌و‌ قد سبق الكلام عليه مستوفى فليرجع اليه.
 ‌و‌ الخوف ‌من‌ الله تعالى: عباره عن ارتسام امره ‌و‌ نهيه حذرا ‌من‌ عقابه.
 قال الراغب: لايراد بالخوف ‌من‌ الله ‌ما‌ يخطر بالبال ‌من‌ الرعب كاستشعار الخوف ‌من‌ الاسد، بل انما يراد ‌به‌ الكف عن المعاصى ‌و‌ تحرى الطاعات، ‌و‌ لذلك قيل: ‌لا‌ يعد خائفا ‌من‌ لايكون للذنوب تاركا.
 ‌و‌ استغثت بالله: طلبت منه الغوث، ‌و‌ ‌هو‌ النصره ‌و‌ الاعانه اسم ‌من‌ اغاثه اغاثه اذا نصره ‌و‌ اعانه.
 
و رجاء الله سبحانه: عباره عن توقع احسانه ‌و‌ رحمته ‌و‌ مغفرته، ‌و‌ قد استوفينا الكلام عليه فيما مر فاغنى عن الاعاده.
 ‌و‌ اللام ‌من‌ قوله عليه السلام: «و لك ادعو» لتقويه العامل لتاخره مثلها ‌فى‌ قوله تعالى: «لربهم يرهبون». ‌و‌ الاصل ادعوك فلما اخر العامل ‌و‌ لم يفصل الضمير جى ء باللام تقويه له، ‌و‌ ‌من‌ حملها على التعليل فقد ابعد.
 ‌و‌ دعاوه تعالى: سئواله ‌و‌ طلب فضله ‌و‌ نائله.
 ‌و‌ لجا اليه يلجا لجا بالهمزه ‌من‌ بابى- تعب- و- نفع- اعتصم به.
 ‌و‌ وثق ‌به‌ يثق بكسرهما ثقه ‌و‌ وثوقا: اعتمد على وفائه ‌و‌ ائتمنه.
 ‌و‌ الاستعانه: طلب المعونه ‌و‌ اطلقها لتناول كل مستعان فيه.
 ‌و‌ الايمان بالله: التصديق بالوهيته ‌و‌ الاعتراف بوحدانيته.
 ‌و‌ التوكل عليه: الاعتماد عليه ‌و‌ عرف بانه انقطاع العبد اليه ‌فى‌ جميع ‌ما‌ يومله ‌من‌ المخلوقين، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ الثقه بما عند الله ‌و‌ الياس عما ‌فى‌ ايدى الناس، ‌و‌ قد مر الكلام عليه مستقصى.
 ‌و‌ اتكل عليه ‌فى‌ امره اتكالا: اعتمد، ‌و‌ عطف الكرم على الجود ‌من‌ باب عطف العام على الخاص فان الجود مختص ببذل المغتنيات مالا كان ‌او‌ علما، ‌و‌ الكرم اعم منه كما مر بيانه ‌و‌ الله اعلم.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5
اسناد الصحیفه السجادیه- 1
الدعاء 1- 3
الدعاء 3- 1
الدعاء 31- 2
الدعاء 48- 2
الدعاء 6- 2

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 45- 1

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^