فارسی
يكشنبه 13 خرداد 1403 - الاحد 24 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

الدعاء 7

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ ‌به‌ نستعين


 الحمد لله دافع كل مهمه ‌و‌ رافع كل ملمه، ‌و‌ الصلاه على نبيه كاشف الغمه ‌و‌ على آله الهداه الائمه.


 ‌و‌ بعد، فيقول العبد على صدرالدين المدنى ‌بن‌ احمد نظام الدين الحسينى الحسنى انا لهما الله ‌من‌ فضله السنى: هذه الروضه السابعه ‌من‌ رياض السالكين، تتضمن شرح الدعاء السابع ‌من‌ ادعيه صحيفه سيد العابدين صلوات الله عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الطاهرين آمين.
 
عرض له الشى ء يعرض- ‌من‌ باب ضرب-: ‌اى‌ ظهر، ‌و‌ عرض له خطب: ‌اى‌ اعترض، ‌من‌ قولهم: سرت فعرض لى ‌فى‌ الطريق عارض ‌من‌ جبل ‌و‌ نحوه، اى: مانع يمنع ‌من‌ المضى. ‌و‌ اعترض لى: بمعناه.
 ‌و‌ ‌فى‌ المحكم: العرض محركه ‌و‌ العارض: الافه تعرض ‌فى‌ الشى ء، ‌و‌ عرض لك الشك ‌و‌ نحوه: ‌من‌ ذلك.
 ‌و‌ المهم ‌و‌ المهمه: الامر الشديد ‌و‌ الحاله الشديده، ‌من‌ اهمه الامر: اذا اقلقه ‌و‌ حزنه ‌و‌ اوقعه ‌فى‌ الهم.
 ‌و‌ الملمه: النازله ‌من‌ نوازل الدهر، ‌من‌ الالمام ‌و‌ ‌هو‌ النزول.
 يقال: الم به، اى: نزل به.
 ‌و‌ الكرب: الغم الذى يشتد على صاحبه.
 
مقدمه
 
 ‌لا‌ ريب ‌فى‌ استحباب الدعاء عند نزول البلاء، ففى الحديث عن اميرالمومنين عليه السلام: اذا اشتد الفزع فالى الله المفزع.
 ‌و‌ روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الصحيح عن ابى الحسن موسى عليه السلام: ‌ما‌ ‌من‌ بلاء ينزل على عبد مومن فيلهمه الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ الدعاء الا كان كشف ذلك البلاء ‌و‌ شيكا، ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ بلاء ينزل على عبد مومن فيمسك عن الدعاء الا كان ذلك البلاء طويلا، فاذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء ‌و‌ التضرع الى الله ‌عز‌ ‌و‌ جل.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحسن عن ابى عبدالله عليه السلام: هل تعرفون طول البلاء ‌من‌ قصره؟ قلنا: لا، قال: اذا الهم احدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا ‌ان‌ البلاء قصير.
 ‌و‌ ‌فى‌ الصحيح عن ابى الحسن موسى عليه السلام، قال: الدعاء لله ‌و‌ الطلب الى الله يرد البلاء ‌و‌ قد قدر ‌و‌ قضى ‌و‌ لم يبق الا امضاوه، فاذا دعى الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ سئل صرف البلاء صرفه.
 
 فائده
 
 روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسند صحيح عن ابى عبدالله عليه السلام قال:
 
اذا نزلت برجل نازله ‌او‌ شديده ‌او‌ كربه امر، فليكشف عن ركبتيه ‌و‌ ذراعيه ‌و‌ ليلصقهما بالارض ‌و‌ ليلزق جوجوه بالارض، ثم ليدع بحاجته ‌و‌ ‌هو‌ ساجد.
 قلت: رايت بخط بعض علمائنا المعتبرين: ‌ان‌ ذلك مجرب ‌فى‌ كشف الكرب ‌و‌ شيكا.
 ‌و‌ اما الادعيه ‌فى‌ هذا المعنى فكثيره جدا، ‌و‌ قد عقد لها ‌فى‌ الكافى بابا، ‌و‌ ‌فى‌ مهج الدعوات ‌ما‌ فيه كفايه ‌ان‌ شاء الله تعالى.
 قال سيد العابدين ‌و‌ امام الساجدين صلوات الله ‌و‌ سلامه عليه:
 
حل العقده- ‌من‌ باب قتل-: نقضها فانحلت.
 ‌و‌ العقد: جمع عقده بالضم كغرفه ‌و‌ غرف، ‌و‌ هى موضع العقد الذى يظهر فيه حجمه، ‌و‌ العقد: الشد.
 ‌و‌ المكاره: جمع مكرهه بفتح الميم، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يكره الشخص ‌و‌ يشق عليه، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الاصل مصدر بمعنى الكره بالفتح ‌و‌ ‌هو‌ المشقه.
 قال ‌فى‌ الاساس: لقيت دونه كرائه الدهر ‌و‌ مكارهه، ‌و‌ جئته على كره ‌و‌ مكره.
 ‌و‌ ‌فى‌ الكلام استعاره مكنيه تخييليه، شبه ‌فى‌ نفسه الصعاب ‌من‌ المكاره
 
بالاشياء المتعقده بجامع الالتواء ‌و‌ الصعوبه، ‌و‌ ‌دل‌ عليه باثبات العقد التى هى ‌من‌ خواص المشبه ‌به‌ ‌و‌ ‌هو‌ المتعقدات، ‌و‌ هذا ‌هو‌ التخييل لتخييل ‌ان‌ المشبه ‌من‌ جنس المشبه به.
 ‌و‌ فثا الغضب ‌و‌ نحوه- ‌من‌ باب منع-: سكنه ‌و‌ كسره.
 ‌و‌ ‌حد‌ كل شى ء: حدته ‌و‌ سورته.
 ‌و‌ الشدائد: ‌ما‌ اشتد ‌من‌ الخطوب، ‌و‌ الباء ‌فى‌ الموضعين للاستعانه.
 ‌و‌ التمست الشى ء: طلبته.
 ‌و‌ المخرج: مصدر ميمى بمعنى المخلص.
 يقال: وجدت للامر مخرجا، اى: مخلصا، ‌و‌ منه قوله تعالى: «و ‌من‌ يتق الله يجعل له مخرجا»، اى: مخلصا ‌من‌ عموم الدنيا ‌و‌ الاخره.
 ‌و‌ الروح بالفتح: الراحه.
 ‌و‌ الفرج بفتحتين: اسم ‌من‌ فرج الله الغم بالتشديد: كشفه.
 
ذل ذلا- ‌من‌ باب ضرب- ‌اى‌ ضعف وهان، ‌و‌ الاسم الذل بالضم.
 ‌و‌ الصعاب: جمع صعب كسهم ‌و‌ سهام ‌و‌ صعب الشى ء- ‌من‌ باب كرم-: ‌اى‌ عسر، ‌و‌ هى صفه لمحذوف، اى: الامور الصعاب.
 ‌و‌ قدرته تعالى تعود الى اعتبار كونه مصدر الاثاره.
 ‌و‌ ذل الصعاب لها يعود الى انفعالها عنها، ‌و‌ مطاوعتها لها، ‌و‌ خضوعها ‌فى‌ رق
 
الجريان على وفق القضاء.
 ‌و‌ لطفه تعالى قيل: ‌هو‌ اجراء القضاء على وفق الاراده، ‌و‌ ايصال نفع فيه دقه.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ عباره عن تصرفه ‌فى‌ الذوات ‌و‌ الصفات تصرفا خفيا بفعل الاسباب المعده لها لافاضه كمالاتها.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ عباره عن علمه تعالى بدقائق المصالح ‌و‌ غوامضها ‌و‌ ‌ما‌ دق منها ‌و‌ لطف، ثم ايصاله لها الى المستصلح بالرفق دون العنف.
 ‌و‌ اما المعنى العرفى المشهور ‌و‌ هو: ‌ما‌ يقرب ‌به‌ العبد ‌من‌ الطاعه ‌و‌ يبعد ‌من‌ المعصيه فليس مرادا هنا.
 ‌و‌ الاسباب: جمع سبب ‌و‌ ‌هو‌ اسم لما يتوصل ‌به‌ الى المقصود، ‌و‌ ‌فى‌ الاصل اسم للحبل الذى يتوصل ‌به‌ الى الماء، فاستعير لكل ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الى شى ء.
 ‌و‌ معنى تسبب الاسباب بلطفه تعالى: صيرورتها اسبابا بخفى تصرفه ‌و‌ اعداده لها، حتى صارت اشياء يتوصل بها الى المسببات، ‌و‌ هذا معنى ‌ما‌ ورد ‌فى‌ بعض الادعيه ايضا: ‌يا‌ مسبب الاسباب ‌من‌ غير سبب.
 جرى يجرى: خلاف وقف، ‌و‌ اصله ‌من‌ جريان الماء ‌و‌ ‌هو‌ سيلانه.
 ‌و‌ القضاء: يحتمل ‌ان‌ يراد ‌به‌ هنا الامور المقضيه، اذ يقال: هذا قضاء الله، اى: مقضيه.
 ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يراد ‌به‌ الامر ‌و‌ الحكم ‌و‌ الخلق على وفق التقدير الازلى.
 ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يراد ‌به‌ ابداعه سبحانه لصور الموجودات الكليه ‌و‌ الجزئيه، التى
 
لا نهايه لها ‌من‌ حيث هى معقوله ‌فى‌ العالم العقلى، ‌و‌ ‌هو‌ المسمى بالقضاء الازلى، ‌و‌ قد يعبر عنه بسطر ‌ما‌ كان ‌و‌ ‌ما‌ يكون ‌فى‌ اللوح المحفوظ بالقلم الالهى.
 ‌و‌ مضى الامر مضيا: نفذ، اى: نفذت على وفق ارادتك الاشياء، ‌و‌ المراد بمضيها ‌و‌ نفاذها على وفق ارادته سبحانه: اما تحقق وجودها على غايه السرعه بلا تخلف ‌و‌ ‌لا‌ تلكو ‌و‌ ‌لا‌ بطو، بل يكون كلمح البصر، كما قال الله تعالى: «و ‌ما‌ امرنا الا واحده كلمح بالبصر».
 ‌و‌ اما توجهها الى وجهتها على وفق ارادته تعالى بسوق الحكمه الالهيه كلا منها الى غايته، بحيث ‌لا‌ يتعداها ‌و‌ ‌لا‌ يقصر عنها، ‌و‌ هذا كقول اميرالمومنين عليه السلام ‌فى‌ خطبه له: قدر ‌ما‌ خلق فاحسن تقديره، ‌و‌ دبره فالطف تدبيره، ‌و‌ وجهه لوجهته فلم يتعد حدود منزلته، ‌و‌ لم يقصر دون الانتهاء الى غايته، ‌و‌ لم يستصعب اذ امر بالمضى على ارادته، ‌و‌ كيف ‌و‌ انما صدرت الامور عن مشيئته
 
امرته فائتمر: ‌اى‌ امتثل الامر.
 ‌و‌ زجرته فانزجر: ‌اى‌ نهيته فانتهى.
 ‌و‌ المراد بمشيته ‌و‌ ارادته تعالى هنا: علمه بما ‌فى‌ وجود الاشياء ‌من‌ الحكمه ‌و‌ المصلحه.
 ‌و‌ دون هنا: اما بمعنى قبل، اى: هى بمجرد مشيئتك ‌و‌ ارادتك لائتمارها ‌و‌ انزجارها قبل قولك ‌و‌ نهيك موتمره ‌و‌ منزجره، فيكون المراد بقوله ‌و‌ نهيه: كلامه
 
المحدث، الذى ‌هو‌ عباره عن خلق اصوات مخصوصه ‌فى‌ جسم يجعلها دليلا على انه تعالى مريد لشى ء ‌او‌ كاره له.
 ‌و‌ اما بمعنى عند، اى: هى لمشيئتك عند قولك موتمره ‌و‌ بارادتك عند نهيك منزجره، فيكون القول ‌و‌ النهى عباره عن حكم قدرته الالهيه على الاشياء بما يريد منها ‌من‌ ائتمار ‌و‌ انزجار، كما ‌فى‌ قوله تعالى: «انما امره اذا اراد شيئا ‌ان‌ يقول له ‌كن‌ فيكون»، اذ المراد بقوله «كن»: حكم قدرته الازليه عليه بالكون ‌و‌ وجوب الصدور عن تمام موثريته ‌من‌ غير لفظ ‌و‌ ‌لا‌ نطق، كما ورد ‌فى‌ الحديث ‌و‌ عليه عامه المفسرين.
 ‌و‌ حاصل المعنى: ‌ان‌ طاعه كل شى ء له سبحانه ليس متوقفا الا على تعلق الاراده بها.
 ‌و‌ رويت المشيئه هنا بالهمزه ‌و‌ بدونها، ‌و‌ الاصل الهمزه، ‌و‌ حذفها للتخفيف كما مربيانه ‌فى‌ الروضه الاولى.
 
فزع اليه: لجا، ‌و‌ المفزع: الملجا ‌و‌ المستغاث به، ‌و‌ تعريف المسند هنا بلام الجنس لافاده القصر تحقيقا باعتبار تقييده بالظرف، اذ ليس غيره تعالى مدعوا للمهمات ‌و‌ ‌لا‌ مفزعا ‌فى‌ الملمات، ‌و‌ ‌ان‌ دعى غيره لها ‌او‌ فزع اليه، فيها، فهو جهل محض ‌او‌ شرك خفى ‌او‌ صريح. على ‌ان‌ دعاءه سبحانه عند نزول الملمات، ‌و‌ الفزع اليه حين حلول المهمات دون غيره، امر فطرى، كما قال تعالى: «و اذا
 
مسكم الضر ‌فى‌ البحر ضل ‌من‌ تدعون الا اياه».
 ‌و‌ قال تعالى: «قل ارايتكم ‌ان‌ اتيكم عذاب الله ‌او‌ اتتكم الساعه اغير الله تدعون ‌ان‌ كنتم صادقين»، «بل اياه تدعون فيكشف ‌ما‌ تدعون اليه ‌ان‌ شاء ‌و‌ تنسون ‌ما‌ تشركون».
 ‌و‌ ‌فى‌ احاديث اهل البيت عليهم السلام: ‌ان‌ معنى «الله» ‌هو‌ الذى يتاله اليه عند الحوائج ‌و‌ الشدائد كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء ‌من‌ كل ‌من‌ دونه، ‌و‌ تقطع الاسباب ‌من‌ جميع ‌ما‌ سواه.
 ‌و‌ قال رجل للصادق عليه السلام: يابن رسول الله دلنى على الله ‌ما‌ هو؟ فقد اكثر على المجادلون ‌و‌ حيرونى، فقال له: ‌يا‌ عبدالله هل ركبت سفينه قط؟ قال: نعم، قال: فهل كسر بك حيث ‌لا‌ سفينه تنجيك ‌و‌ ‌لا‌ سباحه تغنيك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنالك ‌ان‌ شيئا ‌من‌ الاشياء قادر على تخليصك ‌من‌ ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشى ء ‌هو‌ الله القادر على الانجاء حيث ‌لا‌ منجى، ‌و‌ على الاغاثه حيث ‌لا‌ مغيث.
 ‌و‌ دفعت الشى ء دفعا- ‌من‌ باب منع-: نحيته فاندفع هو.
 ‌و‌ كشفته كشفا- ‌من‌ باب ضرب- فانكشف. ‌و‌ المعنى: ‌ان‌ اندفاع شى ء ‌من‌ المضار ‌لا‌ يكون الا بقدرته تعالى، لان كل ‌ما‌ عداه فانما ‌هو‌ تحت قهره ‌و‌ تسخيره، كما قال سبحانه ‌و‌ تعالى: «و ‌ان‌ يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا ‌هو‌ ‌و‌ ‌ان‌ يمسسك بخير فهو على كل شى ء قدير ‌و‌ ‌هو‌ القاهر فوق عباده ‌و‌ ‌هو‌ الحكيم الخبير»
 
نزل بالمكان ‌و‌ ‌به‌ الامر: ‌حل‌ به.
 ‌و‌ تكاده الامر- على تفاعل ‌و‌ تفعل-: صعب عليه ‌و‌ شق، ‌و‌ منه عقبه كوود.
 ‌و‌ الثقل: كعنب ‌ضد‌ الخفه، ‌و‌ يسكن للتخفيف، ثقل ككرم ثقلا ‌و‌ ثقاله فهو ثقيل.
 ‌و‌ الم الرجل بالقوم الماما: اتاهم فنزل بهم.
 ‌و‌ بهظه الحمل يبهظه بهظا- ‌من‌ باب منع-: اثقله ‌و‌ عجز عنه، ‌و‌ هذا امر باهظ اى: شاق. استعار الثقل ‌و‌ الحمل اللذين هما حقيقه ‌فى‌ الاجسام لشده ‌ما‌ ‌حل‌ به، لتحقيق معنى المشقه التى نالته منه.
 ‌و‌ الرب ‌فى‌ الاصل: مصدر بمعنى التربيه، ‌و‌ هى تبليغ الشى ء الى كماله شيئا فشيئا، وصف ‌به‌ الفاعل مبالغه كالعدل.
 ‌و‌ قيل: صفه مشبهه ‌من‌ ربه يربه مثل تمه يتمه، بعد جعله لازما بنقله الى فعل بالضم كما ‌هو‌ المشهور سمى ‌به‌ المالك لانه يحفظ ‌ما‌ يملكه ‌و‌ يربيه، ‌و‌ ‌لا‌ يطلق على غيره تعالى الا مقيدا كرب الدار ‌و‌ رب الدابه، ‌و‌ انما تعرض عليه السلام لوصف التربيه المنبئه عن التبليغ الى الكمال لتحريك سلسله الاجابه، باظهار ‌ان‌ ‌ما‌ نزل ‌به‌ ‌من‌ الشدائد الذى بلغ ‌به‌ ‌حد‌ الاضطرار ربما اقتطعه قبل بلوغ غايه التكميل، ‌او‌ المعنى: ‌يا‌ ‌من‌ ربانى بالعلم ‌و‌ الولايه ‌و‌ سائر الكمالات انها صارت كالتالفه عند نزول هذا النازل ‌و‌ المام هذا الملم، ‌و‌ ‌هو‌ تمهيد لاستكشافه ‌و‌ استدعاء الرحمه ‌و‌ استجلاب الرافه، مع اظهاره لتمام الاضطرار ‌و‌ شده الافتقار.
 
السلطان: قدره الملك، فهو اخص ‌من‌ مطلق القدره، ‌و‌ لما كانت الامور كلها مربوطه باسبابها تحت تصريف قدرته تعالى ‌و‌ اسبابها القريبه منتهيه اليه سبحانه، صرح عليه السلام بان ‌ما‌ نزل ‌به‌ ‌من‌ المكروه انما ‌هو‌ بايراده ‌و‌ توجيهه تعالى اليه بقدرته ‌و‌ سلطانه، قطعا للنظر عن غيره ‌فى‌ جميع احواله ‌و‌ توجها الى قبلته الحقيقيه.
 
الاصدار: خلاف الايراد، تقول: اصدرت القوم: اذا صرفتهم، ‌و‌ الابل صرفتها بعد الايراد.
 ‌و‌ الفاء: للسببيه كما ‌هو‌ ظاهر، اى: فلا احد يصدر ‌ما‌ اوردت، على طريق نفى الجنس لنفى جميع افراد المصدر ذاتا ‌و‌ صفه، ‌و‌ لو قيل: فلا يصدر احد لدل على نفى الصفه فقط. ‌و‌ حاصل هذه الفقرات: ‌ان‌ الامر كله لك، فلا راد لقضائك ‌و‌ ‌لا‌ دافع لبلائك، لكنه عليه السلام بسط الكلام حيث الاصغاء مطلوب، ‌و‌ ‌فى‌ هذا المعنى ‌من‌ القرآن المجيد: «ان ينصركم الله فلا غالب لكم ‌و‌ ‌ان‌ يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم ‌من‌ بعده ‌و‌ على الله فليتوكل المومنون». ثم لما اعد نفسه عليه السلام بهذا الاقرارات لقبول الرحمه شرع ‌فى‌ المطلب، فقال:.
 
بدا بمساله الصلاه على النبى ‌و‌ آله عليهم السلام، لان الله تعالى اكرم ‌من‌ ‌ان‌ يسال حاجتين فيقضى احداهما ‌و‌ يمنع الاخرى، كما ورد عن اميرالمومنين عليه السلام، ‌و‌ قد ذكرنا الحديث بلفظه فيما تقدم.
 
بدا بمساله الصلاه على النبى ‌و‌ آله عليهم السلام، لان الله تعالى اكرم ‌من‌ ‌ان‌ يسال حاجتين فيقضى احداهما ‌و‌ يمنع الاخرى، كما ورد عن اميرالمومنين عليه السلام، ‌و‌ قد ذكرنا الحديث بلفظه فيما تقدم.
 ‌و‌ التعرض لوصف الربوبيه المبنيه على رعايه ‌ما‌ فيه صلاح المربوب، مع الاضافه الى ضميره عليه السلام، قرع لباب الاجابه بالمبالغه ‌فى‌ التضرع، ‌و‌ لذلك قيل: اذا اراد العبد ‌ان‌ يستجاب له فليدع الله بما يناسبه ‌من‌ اسمائه الحسنى ‌و‌ الامثال العليا. ‌و‌ استعار لفظ الباب لسبب الفرج، ‌و‌ رشحه بذكر الفتح، ‌و‌ هى استعاره مكنيه تخييليه. ‌و‌ كذلك استعار لفظ السلطان لغلبه الهم، ‌و‌ رشحه بذكر الكسر، ‌من‌ كسرت القوم بمعنى هزمتهم.
 ‌و‌ الطول بالفتح: الفضل.
 ‌و‌ المنه ‌و‌ الغنى ‌و‌ السعه ‌و‌ الحول: القدره على التصرف.
 اناله: ‌اى‌ اعطاه، ‌و‌ الاسم: النوال بالفتح.
 ‌و‌ حسن النظر: كنايه عن كمال الاعتناء ‌و‌ مزيد الاحسان ‌فى‌ ‌حق‌ ‌من‌ يجوز عليه النظر، لان ‌من‌ اعتنى بانسان التفت اليه ‌و‌ اعاره نظر عينيه، ثم كثر حتى صار عباره عن الاعتناء ‌و‌ الاحسان ‌و‌ ‌ان‌ لم يكن ثمه نظر، ثم جاء فيمن ‌لا‌ يجوز عليه النظر، مجردا لمعنى الاحسان مجازا عما وقع كنايه عنه فيمن يجوز عليه النظر، ‌و‌ انما
 
لم يجعل كنايه فيه ايضا لان الكنايه يعتبر فيها صلوح اراده الحقيقه ‌و‌ ‌ان‌ لم ترد، كما قرر ‌فى‌ محله ‌من‌ علم البيان. ‌و‌ استعار لفظ الحلاوه، التى هى حقيقه ‌فى‌ الكيفيه المخصوصه للاجسام، لما يوجد ‌من‌ انبساط النفس بسبب صنعه تعالى اى: معروفه، ‌و‌ الجامع اللذه، ‌و‌ رشحه بذكر الاذاقه، التى هى ‌من‌ خواص المشبه ‌به‌ تخييلا، لان الذوق ‌و‌ ‌هو‌ ادراك طعم الشى ء بواسطه الرطوبه المنبثه بالعصب المفروش على عضل اللسان، فهو ‌من‌ خواص الاجسام. ‌و‌ مفعولا «شكوت ‌و‌ سالت» محذوفان، اى: شكوته ‌و‌ سالته، ‌و‌ كثر حذف المفعول اذا كان ضميرا عائدا الى الموصول، نحو: «اهذا الذى بعث الله رسولا».
 كلا الجارين ‌فى‌ كل ‌من‌ الفقرتين متعلقان بالفعل قبلهما، ‌و‌ يجوز تعلق الثانى فيهما بمحذوف ‌هو‌ حال ‌من‌ المفعول، اى: رحمه كائنه ‌من‌ لدنك ‌و‌ مخرجا كائنا ‌من‌ عندك.
 ‌و‌ من: لابتداء الغايه المجازيه، ‌و‌ لذلك صح تعاقب «لدن» ‌و‌ «عند»، كما ‌فى‌ قوله تعالى: «آتيناه رحمه ‌من‌ عندنا ‌و‌ علمناه ‌من‌ لدنا علما»، فلو جى ء ب«عند» فيهما ‌او‌ ب«لدن» لصح، ولكن ترك دفعا للتكرار. ‌و‌ تفارق لدن عند بانها ‌لا‌ تقع ‌فى‌ غير محل ابتداء، فلا تقول: كنت لدنه، كما تقول: كنت عنده، ‌و‌ بانها ‌لا‌ تقع الا فضله بخلاف عند بدليل «و عندنا كتاب حفيظ» ‌و‌ بانها
 
مبنيه ‌و‌ عند معربه.
 ‌و‌ تنكير رحمه للتعظيم، اى: رحمه واسعه عظيمه تنقذنى بها ‌من‌ جميع المهمات ‌و‌ الملمات، ‌و‌ تاخير المفعول الصريح ‌فى‌ الفقرتين عن الجارين للاعتبار بالمقدم ‌و‌ التشويق الى الموخر، فان ‌ما‌ حقه التقديم اذا اخر تبقى النفس مترقبه لوروده، ‌لا‌ سيما عند الاشعار بكونه ‌من‌ المنافع، فاذا وردها يتمكن عندها فضل تمكن، ‌و‌ اذا وقع مثل ذلك ‌فى‌ الدعاء كانت نفس الداعى اكثر توجها الى الطلب، ‌و‌ اشد اقبالا على المطلب، ‌و‌ التوجه روح العباده.
 ‌و‌ هنيئا: فعيل ‌من‌ هنو الشى ء بالضم مع الهمزه هناءه بالفتح ‌و‌ المد، اى: تيسر ‌من‌ غير مشقه ‌و‌ ‌لا‌ عناء، ‌و‌ يجوز الابدال ‌و‌ الادغام.
 ‌و‌ الوحى: كالسريع وزنا ‌و‌ معنى فعيل بمعنى فاعل، ‌من‌ الوحاء بالقصر ‌و‌ المد ‌و‌ ‌هو‌ السرعه.
 
الاهتمام هنا: ‌من‌ همه الامر فاهتم، اى: حزنه ‌و‌ اقلقه فقلق، ‌لا‌ ‌من‌ اهتم بالشى ء بمعنى: قام به.
 ‌و‌ تعاهد الشى ء ‌و‌ تعهده: ‌اى‌ حفظه ‌و‌ تفقده، ‌و‌ حقيقته تجديد العهد به. اى: ‌لا‌ تشغلنى بالهم ‌و‌ الحزن عن المحافظه على وظائف الفرائض ‌و‌ الاتيان بها على الوجه الاكمل، ‌و‌ عن القيام بالنوافل ‌و‌ الاتيان بالسنن ‌و‌ الاداب.
 قال ‌فى‌ الذكرى: ‌و‌ قد تترك النافله لعذر ‌و‌ منه الهم ‌و‌ الغم لروايه على ‌بن‌ اسباط عن عده: ‌ان‌ الكاظم عليه السلام كان اذا اهتم ترك النافله ‌و‌ عن معمر ابن خالد عن الرضا عليه السلام مثله اذا اغتم، ‌و‌ قد يفرق بينهما بان الغم لما مضى
 
و الهم لما ياتى. انتهى.
 ‌و‌ عن اميرالمومنين عليه السلام: ‌ان‌ للقلوب اقبالا ‌و‌ ادبارا، فاذا اقبلت فاحملوها على النوافل، ‌و‌ اذا ادبرت فاقتصروا بها على الفرائض.
 قال شارحوا كلامه عليه السلام: اراد بالاقبال: الميل، ‌و‌ بالادبار: النفره عن ملال ‌و‌ نحوه.
 
ذرعا ‌و‌ هما: منصوبان على التمييز، ‌و‌ كل منهما رافع لاجمال النسبه.
 قال الجوهرى: ضقت بالامر ذرعا: اذا لم تطقه ‌و‌ لم تقو عليه، ‌و‌ اصل الذرع انما ‌هو‌ بسط اليد، فكانك تريد: مددت يدى اليه فلم تنله. انتهى.
 ‌و‌ قال الازهرى: الذرع: يوضع موضع الطاقه، ‌و‌ اصله ‌ان‌ البعير يذرع بيده اى: يمدها ‌فى‌ سيره على قدر سعه خطوه، فاذا حمل عليه اكثر ‌من‌ طاقته ضاق ذرعه عن ذلك، فجعل ضيق الذرع عباره عن قله الوسع ‌و‌ الطاقه.
 قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: الذراع: الجارحه ‌من‌ المرفق الى الانامل، ‌و‌ الذرع: مدها، ‌و‌ معنى ضيق الذرع ‌فى‌ قولهم ضاق ‌به‌ ذرعا: قصرها، كما ‌ان‌ سعتها ‌و‌ بسطها طولها، الا ترى الى قولهم: ‌هو‌ قصير الذراع ‌و‌ الباع ‌و‌ اليد ‌و‌ مديدها ‌و‌ طويلها ‌فى‌ موضع قولهم ضيقها ‌و‌ واسعها. ‌و‌ وجه التمثيل بذلك ‌ان‌ القصير الذراع اذا مدها
 
ليتناول الشى ء الذى يتناوله ‌من‌ طالت دراعه تقاصر عنه ‌و‌ عجز عن تعاطيه، فضرب مثلا للذى سقطت طاقته دون بلوغ الامر ‌و‌ الاقتدار عليه. انتهى.
 ‌و‌ قال ابن الانبارى: ‌ان‌ اصله ‌من‌ ذرع فلانا القى: اذا غلبه ‌و‌ سبقه، فمعنى ضاق ذرعه اى: ضاق عن حبس المكروه ‌فى‌ نفسه.
 ‌و‌ قال بعضهم: ‌هو‌ ‌من‌ الذرع بمعنى المساحه، ‌و‌ كانه قدر البدن مجازا، اى: ‌ان‌ بدنه ضاق قدره عن احتمال ‌ما‌ وقع فيه.
 ‌و‌ قيل: يحتمل ‌ان‌ يكون ضيق الذرع عباره عن انقباض الروح، فعند ذلك تجتمع اعضاء الانسان ‌و‌ تقل مساحتها.
 قال الواحدى: لم اجد احدا ذكر ‌فى‌ اصل الذرع احسن مما ذكره الازهرى.
 ‌و‌ عدى «حدث» ب«على» دون اللام ايذانا بما ‌فى‌ الحادث ‌من‌ المشقه، حتى كانه علاه فخضع هوله.
 قال ابن جنى: قد تستعمل «على» ‌فى‌ الافعال الشاقه المتثقله، تقول: قرات القرآن ‌و‌ بقيت على منه سورتان، ‌و‌ قد صمنا عشرين ‌من‌ الشهر ‌و‌ بقيت علينا عشر، ‌و‌ سرنا عشرا ‌و‌ بقيت علينا ليلتان، ‌و‌ انما اطردت «على» ‌فى‌ هذه الافعال ‌من‌ حيث كانت هذه الاحوال كلفا، ‌و‌ مشاق تخفض الانسان ‌و‌ تضعه ‌و‌ تعلوه ‌و‌ تتفرعه، حتى يخضع لها ‌و‌ يخشع لما يتسداه منها، فكان ذلك ‌من‌ مواضع
 
«على»، الا ترى انهم يقولون: هذا لك ‌و‌ هذا عليك، فتستعمل اللام فيما يوثره ‌و‌ «على» فيما يكرهه.
 التعريف لافاده القصر تحقيقا، اى: انت القادر ‌لا‌ غيرك على كشف ‌ما‌ ابتليت به.
 يقال: منوته ‌و‌ منيته اذا ابتليته، ‌و‌ منى بكذا بالبناء للمفعول: ابتلى به.
 ‌و‌ وقعت فيه: ‌اى‌ سقطت، ‌من‌ وقع الشى ء بمعنى سقط، اى: ‌و‌ حصلت فيه، ‌من‌ وقع الصيد ‌فى‌ الشرك اذا حصل فيه، ‌و‌ الظرفيه مجازيه.
 ذلك: اشاره الى كشف ‌ما‌ منى ‌به‌ ‌و‌ دفع ‌ما‌ وقع فيه.
 ‌و‌ استوجب الشى ء: استحقه، ‌و‌ ان- هذه-: هى التى يسميها اكثر المتاخرين وصليه، ‌و‌ قد استوفينا الكلام عليها ‌فى‌ اوائل الروضه الثانيه، فلا وجه لاعادته.
 ‌و‌ العرش: يطلق على معنيين، احدهما: العلم المحيط ‌و‌ ثانيهما: الجسم المحيط بجميع الاجسام، سمى ‌به‌ لارتفاعه ‌و‌ ‌لا‌ جسم ثمه، ‌و‌ لذلك وصف بالعظيم.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث عن ابى عبدالله عليه السلام: كل شى ء خلق الله ‌فى‌ جوف الكرسى خلا عرشه، فانه اعظم ‌من‌ ‌ان‌ يحيط ‌به‌ الكرسى.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: الكرسى عند العرش كحلقه ‌فى‌ فلاه قى.
 
و عن ابى الحسن عليه السلام: العرش اسم علم ‌و‌ قدره، ‌و‌ عرش فيه كل شى ء.
 اى: العرش اسم علم يحيط بجميع الاشياء، ‌و‌ اسم قدره نافذه فيها، ‌و‌ اسم جسم فيه كل شى ء، ‌و‌ ‌هو‌ الفلك الاعظم.
 ‌و‌ عن ابى عبدالله عليه السلام عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: ‌ان‌ بين القائمه ‌من‌ قوائم العرش ‌و‌ القائمه الاخرى خفقان الطير المسرع ثمانين الف عام.
 ‌و‌ ورد عنه عليه السلام ‌فى‌ تفسير قوله تعالى: «و ‌هو‌ رب العرش العظيم»: انه الملك العظيم.
 ‌و‌ وجه حسن الختام لهذا الدعاء بهذا الوصف انه لما قال عليه السلام: ‌و‌ انت القادر على كشف ‌ما‌ منيت به، مع ‌ما‌ تقدم ‌من‌ الاقرار بان الامر كله له، ختم الدعاء بما يشعر ‌و‌ يقرر بان جميع الاشياء تحت حياطه قدرته ‌و‌ علمه، اذ ‌هو‌ ذو العرش العظيم المحيط بكل شى ء، فيحيط بكل ‌ما‌ نزل به، ‌و‌ يعلم صدق شكايته ‌و‌ حاله اضطراره، ‌و‌ ‌هو‌ قادر على كشف ‌ما‌ ‌به‌ فيكشفه لانه الذى يجيب المضطر اذا دعاه ‌و‌ يكشف السوء عمن رجاه، ‌و‌ الله اعلم.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5
اسناد الصحیفه السجادیه- 1
الدعاء 1- 3
الدعاء 3- 1
الدعاء 31- 2

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^