فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 11

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله الذى بيده سوابق الخير ‌و‌ خواتمه، ‌و‌ بجوده استهلت سحائب الفضل ‌و‌ غمائمه، ‌و‌ الصلاه ‌و‌ السلام على نبيه الذى شيدت ‌به‌ معاهد الدين ‌و‌ معالمه، ‌و‌ على آله الذين ‌هم‌ اساطين الهدى ‌و‌ دعائمه.


 ‌و‌ بعد فهذه الروضه الحاديه عشره ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح الدعاء الحادى عشر ‌من‌ صحيفه سيد العابدين، املاء راجى فضل ربه السنى على الصدر الحسينى الحسنى، ختم الله له باحسن الاعمال ‌و‌ بلغه بفضله منتهى الامال.
 
الخواتم: جمع خاتمه بمعنى العاقبه، اى: عواقب الاعمال ‌و‌ اواخرها، ‌و‌ اضافتها الى الخير اما بمعنى ‌من‌ البيانيه كخاتم حديد، لصحه الاخبار بالمضاف اليه فيه عن المضاف، كقولك: خاتمتك خير. ‌و‌ اما بمعنى اللام الداله على الاختصاص، اى: خواتم الاعمال المختصه بالخير.
 ‌و‌ اعلم انه لما كان الخوف ‌من‌ سوء الخاتمه ‌من‌ اعظم المخاوف عند ارباب العقول، وقع التضرع ‌و‌ الابتهال منهم ‌فى‌ طلب حسن العاقبه ‌و‌ استقامه الخاتمه.
 قال بعض العلماء: ‌ان‌ الخوف ‌من‌ سوء الخاتمه ‌هو‌ الذى قرح قلوب العارفين، ‌و‌ وقع ‌من‌ سوئها حسرات كثيره، ‌و‌ زل فيها اقدام جماعه ‌من‌ اهل العرفان، ‌و‌ لذلك كان اهل الحق ‌و‌ السعاده يطلبون حسن الخاتمه بالدعاء ‌و‌ الرغبه الى الله تعالى.
 ‌و‌ قال الشيخ كمال الدين ميثم البحرانى ‌فى‌ شرح النهج: اغلب المخاوف على قلوب المتقين خوف الخاتمه، فان الامر فيها خطر، ‌و‌ اعلى الاقسام ‌و‌ ادلها على كمال المعرفه خوف السابقه، لكون الخاتمه تبعا لها ‌و‌ مظهره لما سبق ‌فى‌ اللوح المحفوظ.
 ‌و‌ قد مثل ‌من‌ له خوف السابقه ‌و‌ ‌من‌ له خوف الخاتمه برجلين، وقع لهما ملك
 
بتوقيع يحتمل ‌ان‌ يكون لهما فيه غنى ‌او‌ هلاك، فيتعلق قلب احدهما بحال نشر التوقيع ‌و‌ ‌ما‌ يظهر فيه ‌من‌ خير ‌او‌ شر، ‌و‌ تعلق قلب الاخر بما خطر للملك حاله التوقيع ‌من‌ رحمه ‌او‌ غضب، ‌و‌ هذا التفات الى السبب فكان اعلى، فكذلك الالتفات الى القضاء الازلى الذى جرى بتوقيعه القلم الالهى ‌فى‌ اللوح المحفوظ اعلى ‌من‌ الالتفات الى الابد.
 ‌و‌ الى ذلك اشار الرسول صلى الله عليه ‌و‌ آله حيث كان على المنبر فقبض كفه اليمنى، ثم قال: هذا كتاب الله كتب فيه اهل الجنه باسمائهم ‌و‌ اسماء آبائهم ‌لا‌ يزاد فيه ‌و‌ ‌لا‌ ينقص، ‌و‌ ليعمل اهل السعاده بعمل اهل الشقاوه حتى يقال: كانهم منهم بل ‌هم‌ هم ثم يستنقذهم الله تعالى قبل الموت ‌و‌ لو بفواق ناقه، ‌و‌ ليعمل اهل الشقاوه بعمل اهل السعاده حتى يقال: كانهم منهم بل ‌هم‌ هم ثم يستخرجهم الله قبل الموت ‌و‌ لو بفواق ناقه. السعيد ‌من‌ سعد بقضاء الله ‌و‌ الشقى ‌من‌ شقى بقضاء الله، ‌و‌ الاعمال بالخواتيم انتهى.
 قلت: ‌و‌ مثل هذا الحديث ‌ما‌ رواه ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسنده عن ابى عبدالله عليه السلام، قال: انه يسلك بالسعيد ‌فى‌ طريق الاشقياء حتى يقول الناس: ‌ما‌ اشبهه بهم بل ‌هو‌ منهم ثم تتداركه السعاده.
 ‌و‌ قد يسلك بالشقى طريق السعداء حتى يقول الناس: ‌ما‌ اشبهه بهم بل ‌هو‌ منهم ثم يتداركه الشقاء، ‌ان‌ ‌من‌ كتبه الله سعيدا ‌و‌ ‌ان‌ لم يبق ‌من‌ الدنيا الا فواق
 
ناقه ختم له بالسعاده انتهى.
 ‌و‌ لما كان ‌من‌ القضاء ‌ما‌ ‌هو‌ معلق مشروط كان الدعاء بخواتم الخير ‌و‌ طلبها ‌من‌ اعظم المطالب ‌و‌ اهمها. ‌و‌ لذلك ورد ‌فى‌ الدعاء ايضا: «ان كنت عندك ‌فى‌ ‌ام‌ الكتاب شقيا فاكتبنى سعيدا فانك تمحو ‌ما‌ تشاء ‌و‌ تثبت ‌و‌ عندك ‌ام‌ الكتاب».
 
الذكر: يشمل الثناء، ‌و‌ الدعاء، ‌و‌ الصلاه، ‌و‌ قراءه القرآن، ‌و‌ الحديث، ‌و‌ ذكر الحلال ‌و‌ الحرام، ‌و‌ اخبار الانبياء ‌و‌ الاوصياء ‌و‌ الصالحين، ‌و‌ ‌هو‌ اعم ‌من‌ ‌ان‌ يكون باللسان ‌او‌ بالجنان ‌او‌ بالاركان.
 اما الذكر باللسان فهو ‌ان‌ يحمده ‌و‌ يسبحه ‌و‌ يمجده ‌و‌ يقرا كتابه ‌و‌ نحو ذلك.
 ‌و‌ اما بالجنان فهو ‌ان‌ يتفكر ‌فى‌ الدلائل على ذاته ‌و‌ صفاته، ‌و‌ ‌فى‌ الاجوبه عن شبه الطاعنين فيها، ‌و‌ ‌فى‌ الدلائل على كيفيه تكاليفه ‌و‌ احكامه ‌و‌ اوامره ‌و‌ نواهيه ‌و‌ وعده ‌و‌ وعيده ليعمل بمقتضاها، ثم يتفكر ‌فى‌ اسرار المخلوقات متوصلا ‌من‌ كل ذره الى موجدها.
 ‌و‌ اما بالاركان فهو ‌ان‌ تكون مستغرقه ‌فى‌ الاعمال المامور بها، فارغه عن الاشتغال بالمنهى عنها، ‌و‌ بهذا الوجه سمى الصلاه ذكرا ‌فى‌ قوله تعالى: «فاسعوا الى ذكر الله».
 ‌و‌ قال بعضهم: الذكر ثلاثه: ذكر باللسان، ‌و‌ ذكر بالقلب، ‌و‌ هذا نوعان:
 
احدهما: الفكر ‌فى‌ عظمه الله تعالى ‌و‌ جلاله ‌و‌ ملكوته ‌و‌ آيات ارضه ‌و‌ سمائه.
 ‌و‌ الثانى: ذكره عند امره ‌و‌ نهيه، فيمتثل الامر ‌و‌ يجتنب النهى ‌و‌ يقف عند ‌ما‌ يشكل.
 ‌و‌ ارفع الثلاثه الفكر، لدلاله الاحاديث الوارده على فضل ذكر الخفى، ‌و‌ اضعفها الذكر باللسان، ولكن له فضل كثير على ‌ما‌ جاء ‌فى‌ الاثار.
 ‌و‌ قيل: الخلاف انما ‌هو‌ ‌فى‌ الذكر بالقلب بالتهليل ‌و‌ التسبيح ‌و‌ نحوهما، ‌او‌ ‌فى‌ الذكر باللسان، فان الفكر ‌لا‌ يقاربه ذكر اللسان فكيف يفاضل معه.
 ثم هذا الخلاف اذا كان القلب ‌فى‌ ذكر اللسان حاضرا، ‌و‌ اما اذا كان لاهيا فذكر اللسان لغو ‌لا‌ ذكر، فمن رجح ذكر القلب قال: لان عمل السر افضل، ‌و‌ ‌من‌ فضل ذكر اللسان قال: لان فيه زياده عمل الجوارح على عمل ذكر القلب، ‌و‌ زياده العمل تقتضى زياده الاجر.
 قال بعض علمائنا المتاخرين: ‌و‌ ‌ما‌ ذكر ‌من‌ انه لابد ‌من‌ حضور القلب كانه اراد ‌به‌ النيه، فان خلا الذكر عن النيه فهو لغو. ثم ‌ان‌ صحبته النيه ‌من‌ الشروع الى التمام فهى الغايه ‌و‌ المطلوب، ‌و‌ ‌ان‌ صحبته ‌فى‌ الشروع ‌و‌ غرب عنه ‌فى‌ الاثناء، فالظاهر انه اذا كان اصل العمل لله تعالى ‌و‌ على ذلك عقد فلا يضره ‌ما‌ يعرض ‌من‌ الخطرات التى تقع ‌فى‌ القلب ‌و‌ ‌لا‌ تملك، ‌و‌ لذلك اعتبروا النيه الحكميه ‌فى‌ الوضوء ‌و‌ الصلاه ‌و‌ نحوهما دون الفعليه انتهى.
 ‌و‌ الشرف: علو المنزله ‌و‌ المجد. ‌و‌ لما كان كل ذكر بالثناء ‌و‌ نحوه على غير الله سبحانه شرفا للمذكور، اشار عليه السلام الى ‌ان‌ ذكره تعالى شرف للذاكر ‌و‌ فائدته عائده اليه، لاستغنائه ‌جل‌ ‌و‌ ‌عز‌ عمن سواه.
 
و لعل فيه تلميحا الى قوله تعالى: «فاذكرونى اذكركم» فان ذكر السيد للعبد شرف له ‌و‌ اعلاء لمنزلته.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث القدسى: ‌من‌ ذكرنى ‌فى‌ ملا ذكرته ‌فى‌ ملا خير ‌من‌ ملئه. ‌و‌ ‌من‌ ذكرنى سرا ذكرته علانيه.
 قيل: المراد بذكره سبحانه لذاكره اظهار حاله ‌و‌ شرفه ‌فى‌ المخلوقين ‌من‌ الملائكه ‌و‌ الناس اجمعين.
 ‌و‌ ‌فى‌ مناجاه الذاكرين لزين العابدين عليه السلام: «و امرتنا بذكرك ‌و‌ وعدتنا ‌ان‌ تذكرنا تشريفا ‌و‌ اكراما ‌و‌ تعجبا ‌و‌ اعظاما».
 الفوز: النجاه ‌و‌ الظفر بالخير، ‌و‌ ‌لا‌ خفاء ‌فى‌ صحه حمله هنا على كل ‌من‌ المعنيين.
 اما كونه نجاه فلان النفوس مرتهنه بالنعمه، ‌و‌ انما يفكها الشكر. ‌و‌ قد فسروا قوله عليه السلام لربه تعالى ‌و‌ تقدس: «فك رهانى ‌و‌ ثقل ميزانى» ‌ان‌ ذلك ‌هو‌ التوفيق للشكر، اذ ‌لا‌ يفك النفوس المرتهنه بنعمه غير شكره، ‌و‌ لما كان العباد ‌لا‌ يبلغون كنه شكره تعالى فزع صلى الله عليه ‌و‌ آله الى الله تعالى ‌ان‌ يتولى فك رهانه بجوده ‌و‌ كرمه، ‌و‌ قد قال تعالى: «و لئن كفرتم ‌ان‌ عذابى لشديد»، فبقدر الشكر النجاه ‌من‌ العذاب، ‌و‌ بقدره الافتكاك ‌من‌ الرهان، ‌و‌ لعموم التقصير ‌فى‌
 
الشكر ‌ما‌ قال العدو اللعين: «و ‌لا‌ تجد اكثرهم شاكرين».
 ‌و‌ قد جاء ‌فى‌ تفسير قوله: «لاقعدن لهم صراطك المستقيم» انه طريق الشكر.
 ‌و‌ جاء ‌فى‌ الخبر: ‌ان‌ الله تعالى قال لبنى اسرائيل: انى ابتدى عبادى بنعمتى، فان قبلوا اتممت، ‌و‌ ‌ان‌ شكروا زدت، ‌و‌ ‌ان‌ غيروا بدلت.
 ‌و‌ قد بين الله تعالى لنا انه «لم ‌يك‌ مغيرا نعمه انعمها على قوم حتى يغيروا ‌ما‌ بانفسهم»، فكان الشكر فوزا، اى: نجاه ‌من‌ غرام الارتهان، ‌و‌ نجاه ‌من‌ حبائل الشيطان، ‌و‌ نجاه ‌من‌ تغيير نعمه المنان.
 ‌و‌ اما كونه ظفرا بالخير فلقوله تعالى: «لئن شكرتم لازيدنكم»، فالظفر بزياده النعم ظفر بالخير.
 ‌و‌ ‌فى‌ بعض الخطب: الشكر شجره بر، ‌و‌ التوفيق ‌من‌ انوارها، ‌و‌ الزياده ‌فى‌ النعمه ‌من‌ ثمارها تسقيها سماء الهدايه بسحابها، ‌و‌ تغذوها ارض الرعايه بسائل شعابها، ‌و‌ تجنيها يد البركه ببنانها، ‌و‌ يحرزها حرز السعاده ‌فى‌ مكانها.
 ‌و‌ قد جمع هذين المعنيين للفوز المخبر ‌به‌ عن الشكر قوله تعالى: «لئن شكرتم لازيدنكم ‌و‌ لئن كفرتم ‌ان‌ عذابى لشديد»، فهو ظفر بالمزيد ‌و‌ نجاه ‌من‌ العذاب الشديد.
 
الطاعه: الانقياد لامر الامر ‌و‌ نهيه، ‌و‌ ‌لا‌ ‌شك‌ ‌ان‌ طاعته تعالى نجاه للمتصف بها ‌من‌ مهالك الدنيا ‌و‌ الاخره.
 اما مهالك الدنيا فلانها تعصم صاحبها ‌من‌ الرذائل الموبقه التى هى محال الهلاك ‌و‌ التلف.
 ‌و‌ اما مهالك الاخره فلانها تنجى ‌من‌ مخاوفها ‌و‌ اهوالها ‌و‌ حر نيرانها، قال الله تعالى: «و ‌من‌ يطع الله ‌و‌ رسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم ‌من‌ النبيين ‌و‌ الصديقين ‌و‌ الشهداء ‌و‌ الصالحين ‌و‌ حسن اولئك رفيقا»، ‌و‌ قال تعالى: «و ‌من‌ يعص الله ‌و‌ رسوله ‌و‌ يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ‌و‌ له عذاب مهين».
 ‌و‌ ‌من‌ خطبه لاميرالمومنين عليه السلام: اجعلوا طاعه الله جنه ليوم فزعكم، ‌و‌ مصابيح لبطون قبوركم، ‌و‌ سكنا لطول وحشتكم، ‌و‌ نفسا لكرب مواطنكم، فان طاعه الله تعالى حرز ‌من‌ متالف مكتنفه ‌و‌ مخاوف متوقعه.
 اعلم ‌ان‌ للذكر درجات:
 الاولى: ‌ان‌ يكون باللسان مع غفله القلب، ‌و‌ هذا اضعفها ‌و‌ ‌ان‌ كان مندوبا اليه ايضا.
 قال بعض ارباب القلوب: ذكر اللسان مع خلو القلب عنه ‌لا‌ يخلو ‌من‌ فائده، لانه يمنعه ‌من‌ التكلم باللغو، ‌و‌ يجعل لسانه معتادا بالخير.
 ‌و‌ قد يلقى الشيطان اليه ‌ان‌ حركه اللسان بدون توجه القلب عيب ينبغى
 
تركه، فاللائق بحال الذاكر ‌ان‌ يحضر قلبه حينئذ رغما للشيطان، ‌و‌ ‌ان‌ لم يحضره فاللائق ‌به‌ ‌ان‌ ‌لا‌ يترك الذكر باللسان رغما لانفه، ‌و‌ ‌ان‌ يجيبه بان اللسان آله للذكر كالقلب ‌و‌ ‌لا‌ يترك احدهما بترك الاخر، فان لكل عضو عباده.
 الثانيه: الذكر بالقلب مع عدم استقراره فيه، ‌و‌ ‌لا‌ يتوجه اليه الا بالتكلف ‌و‌ الاجتهاد.
 ‌و‌ الثالثه: ‌ان‌ يكون بالقلب ‌و‌ يستقر فيه، بحيث ‌لا‌ يتوجه القلب الى غيره الا بالتكلف.
 ‌و‌ الرابعه: ‌ان‌ يكون بالقلب مع استقراره فيه ‌و‌ استيلائه عليه بحيث ‌لا‌ يشغل عنه اصلا، ‌و‌ هذه مرتبه المحبه. ‌و‌ الذاكر ‌فى‌ هذه المرتبه قد يبلغ مقام الفناء ‌فى‌ الله، بحيث يغفل عن نفسه ‌و‌ عن غيرها حتى عن الذكر فلا يجد ‌فى‌ نفسه الا المذكور.
 قال بعض العارفين: اعلم ‌ان‌ الذكر القلبى ‌من‌ اعظم علامات المحبه، لان ‌من‌ احب احدا ذكره دائما ‌او‌ غالبا، ‌و‌ ‌ان‌ اصل الذكر عند الطاعه ‌و‌ المعصيه سبب لفعل الطاعه ‌و‌ ترك المعصيه، ‌و‌ هما سببان لزياده الذكر ‌و‌ رسوخه، ‌و‌ هكذا يتبادلان الى ‌ان‌ يستولى المذكور ‌و‌ ‌هو‌ الله سبحانه على القلب ‌و‌ يتجلى فيه، فالذاكر حينئذ يحبه حبا شديدا ‌و‌ يغفل عن جميع ‌ما‌ سواه حتى نفسه، اذ الحب المفرط يمنع عن مشاهده غير المحبوب. ‌و‌ هذا المقام يسمى مقام الفناء ‌فى‌ الله، ‌و‌ الواصل الى هذا المقام ‌لا‌ يرى ‌فى‌ الوجود الا هو، ‌و‌ هذا معنى وحده الوجود، ‌لا‌ بمعنى انه تعالى متحد مع الكل لانه محال ‌و‌ زندقه، بل بمعنى ‌ان‌ الموجود ‌فى‌ نظر الفانى ‌هو‌ ‌لا‌ غيره، لانه تجاوز عن عالم الكثره ‌و‌ جعله وراء ظهره ‌و‌ غفل عنه، فافهم. انتهى.
 
اذا عرفت ذلك ظهر لك ‌سر‌ قوله عليه السلام: «و اشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر»، فانه طلب لاكمل افراده ‌و‌ ارفع مراتبه التى هى مرتبه المحبه ‌و‌ مقام الفناء، فاعلم.
 ‌و‌ لما كان الشكر باللسان ادل افراد الشكر على الاعتراف بالنعمه، سال عليه السلام شغل الالسنه ‌به‌ ‌و‌ استغراقها فيه، ‌و‌ ادمج ‌فى‌ ذلك سوال الاغناء عن الخلق ‌و‌ عن الافتتان بشكرهم، المستلزم للصرف عن الله ‌و‌ التوجه الى القبله الحقيقيه، ‌و‌ عدم الاستعداد لنفحات الله بالتوجه الى غيره ‌و‌ اشتغال نفسه بذلك الغير، كما قال اميرالمومنين: اللهم صن وجهى باليسار، ‌و‌ ‌لا‌ تبذل جاهى بالاقتار، فاسترزق طالبى رزقك، ‌و‌ استعطف شرار خلقك، ‌و‌ ابتلى بحمد ‌من‌ اعطانى، ‌و‌ افتتن بذم ‌من‌ منعنى، ‌و‌ انت ‌من‌ وراء ذلك ولى الاعطاء ‌و‌ المنع، انك على كل شى ء قدير.
 جوارح الانسان: اعضاوه التى يعمل بها ‌و‌ يكتسب، ‌و‌ المراد بشغلها بطاعته تعالى عن كل طاعه استغراقها ‌فى‌ الاعمال بها فلا تشتغل بطاعه غيره، ‌و‌ فيه ايضا ادماج سوال الاكرام عن الاحتياج الى التزام طاعه احد ‌من‌ المخلوقين.
 ‌و‌ اما طاعه الرسول ‌و‌ اولى الامر ‌و‌ الوالدين فمن طاعه الله سبحانه.
 
قدرت: ‌اى‌ قضيت ‌و‌ حكمت.
 
و الفراغ: الخلاص ‌من‌ المهام.
 ‌و‌ الشغل بضم الشين ‌و‌ بضم الغين ‌و‌ يسكن للتخفيف: اسم ‌من‌ شغله شغلا- ‌من‌ باب نفع-.
 ‌و‌ السلامه: الخلاص ‌من‌ الافات.
 ‌و‌ ادركته: اذا طلبته فلحقته، ‌و‌ ‌هو‌ هنا لحوق معنوى.
 ‌و‌ التبعه: على وزن كلمه ‌ما‌ فيه اثم يتبع به، قاله ‌فى‌ المحكم.
 ‌و‌ قد يطلق على ‌ما‌ يطلبه الانسان ‌من‌ ظلامه ‌و‌ نحوها، ‌و‌ هذا ‌هو‌ المعنى المشهور حتى ‌ان‌ اكثر اهل اللغه لم يذكروا للتبعه معنى غيره.
 ‌و‌ ‌لا‌ يخفى ‌ان‌ المعنى الاول ‌هو‌ اللائق بالمقام هنا، ‌و‌ ‌ان‌ صح المعنى الثانى على تاويل.
 ‌و‌ السامه: مصدر سئمته اسامه- ‌من‌ باب تعب- بمعنى ضجرت منه ‌و‌ مللته، ‌و‌ يعدى بالحرف ايضا فيقال: سئمت منه، ‌و‌ ‌فى‌ التنزيل «لا يسام الانسان ‌من‌ دعاء الخير».
 ‌و‌ المعنى ‌ان‌ قضيت لنا فراغا ‌من‌ شغل ‌من‌ الاشغال المذكوره فاجعله فراغا مقرونا بالسلامه ‌من‌ الافات الدينيه ‌و‌ الدنيويه، فلا يكون عدم اشتغالنا ‌به‌ لتهاون ‌فى‌ القيام به، ‌او‌ لعله توجب القعود عنه كمرض ‌و‌ نحوه.
 ‌و‌ قوله: «لا تدركنا» جمله نعتيه للفراغ المضاف الى السلامه.
 ‌و‌ فى: للسببيه ‌فى‌ الموضعين، ‌او‌ للظرفيه المجازيه، اى: ‌لا‌ يلحقنا بسبب ذلك
 
الفراغ ‌او‌ ‌فى‌ اثنائه اثم نتبع به، ‌و‌ ‌لا‌ ملل ‌و‌ ضجر ‌من‌ ذلك الشغل، فنغتنم الفراغ منه بل يكون فراغا نجد معه ‌من‌ انفسنا طلب المعاوده للشغل كما قال.
 ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يراد بالسامه: السامه ‌من‌ الفراغ، اى: ‌لا‌ يكون فراغا طويلا يحصل بسببه ‌او‌ فيه ضجر ‌و‌ ملل منه.
 ‌و‌ قد ورد ‌فى‌ ذم الفراغ ‌و‌ الضجر اخبار كثيره، روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسنده عن بشير الدهان، قال: سمعت اباالحسن موسى عليه السلام يقول: ‌ان‌ الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ يبغض العبد النوام الفارغ.
 ‌و‌ بسنده عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام، قال: ‌ان‌ الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ يبغض كثره النوم ‌و‌ كثره الفراغ.
 ‌و‌ بسنده عن سعد ‌بن‌ ابى خلف عن ابى الحسن موسى عليه السلام، قال: قال ابى لبعض ولده: اياك ‌و‌ الكسل ‌و‌ الضجر فانهما يمنعانك ‌من‌ حظك ‌من‌ الدنيا ‌و‌ الاخره.
 ‌و‌ عنه عليه السلام قال: اياك ‌و‌ الكسل ‌و‌ الضجر، فانك ‌ان‌ كسلت لم تعمل، ‌و‌ ‌ان‌ ضجرت لم تعط الحق.
 قال بعض العلماء: ‌ان‌ الفراغ يبطل الهيئات الانسانيه، فكل هيئه بل عضو ترك استعماله بطل، كالعين اذا غمضت ‌و‌ اليد اذا عطلت، ‌و‌ لذلك وضعت الرياضه ‌فى‌ كل شى ء.
 
حتى: للتعليل بمعنى كى، ‌و‌ ‌هو‌ تعليل لسوال شغل القلوب بالذكر ‌و‌ الالسنه بالشكر ‌و‌ الجوارح بالطاعه، ‌و‌ طلب سلامه الفراغ.
 ‌و‌ انصرف: ذهب لسبيله.
 ‌و‌ تولى: ادبر. ‌و‌ المراد بكتاب السيئات ‌و‌ كتاب الحسنات: الملائكه الذين يكتبون على ابن آدم اعماله ‌من‌ حسنه ‌و‌ سيئه، ‌و‌ ‌هم‌ المشار اليهم بقوله تعالى: «و ‌ان‌ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ‌ما‌ تفعلون». ‌و‌ قد سبق الكلام على ذلك مبسوطا، فليراجع.
 
انقضى الشى ء: فنى ‌و‌ تصرم ‌و‌ انقطع ‌و‌ ذهب، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الصرم بمعنى القطع.
 ‌و‌ استحضرت الشى ء: طلبت حضوره.
 ‌و‌ الدعوه: اسم ‌من‌ دعوته اذا طلبت اقباله، ‌و‌ المراد بها الموت.
 ‌و‌ ‌لا‌ ‌بد‌ منها: ‌اى‌ ‌لا‌ محيد عن وقوعها ‌و‌ حصولها ‌و‌ ‌لا‌ محيد عن اجابتها.
 ‌و‌ ختام الشى ء: آخره، ‌و‌ الطين الذى يختم ‌به‌ على الشى ء، فان حملته على هذا
 
المعنى كان استعاره.
 ‌و‌ قد فسر قوله تعالى: «ختامه مسك» بالمعنيين، اى: آخر طعمه كالمسك، ‌او‌ الطين الذى يختم ‌به‌ عليه مسك.
 ‌و‌ احصاه: عده ‌و‌ حفظه ‌و‌ علمه.
 ‌و‌ سال جعل ختام الاعمال توبه مقبوله، لما تقرر ‌من‌ ‌ان‌ كل ‌من‌ مات على حاله حكم له بها ‌من‌ خير ‌او‌ شر.
 
 تنبيهان
 
 الاول: المراد باستحضار الدعوه ‌و‌ اجابتها: الحاله التى قبل حضور الموت ‌و‌ تيقن الفوت، ‌و‌ ‌هو‌ المعبر عنه بالمعاينه ‌فى‌ حديث: ‌من‌ تاب قبل ‌ان‌ يعاين قبل الله توبته.
 ‌و‌ اما عند المعاينه فقد انعقد الاجماع على عدم صحتها، ‌و‌ نطق بذلك القرآن العزيز، ‌و‌ قال تعالى: «ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان ‌و‌ ‌لا‌ الذين يموتون ‌و‌ ‌هم‌ كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما».
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث عن النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌ان‌ الله يقبل توبه العبد ‌ما‌ لم يغرغر.
 
و الغرغره: تردد الماء ‌و‌ غيره ‌من‌ الاجسام المايعه ‌فى‌ الحلق، ‌و‌ المراد هنا تردد الروح وقت النزع.
 ‌و‌ قد روى محدثو الاماميه عن ائمه اهل البيت عليهم السلام احاديث متكثره ‌فى‌ انه ‌لا‌ يقبل التوبه عند حضور الموت ‌و‌ حضور علاماته ‌و‌ مشاهده اهواله. ‌و‌ ربما علل ذلك بان الايمان برهانى، ‌و‌ مشاهده تلك العلامات ‌و‌ الاهوال ‌فى‌ ذلك يصير الامر عيانا فيسقط التكليف عنهم.
 قال بعض المفسرين: ‌و‌ ‌من‌ لطف الله بالعباد ‌ان‌ امر قابض الارواح بالابتداء ‌فى‌ نزعها ‌من‌ اصابع الرجلين، ثم تصعد شيئا فشيئا الى ‌ان‌ تصل الى الصدر، ثم تنتهى الى الحلق، ليتمكن ‌فى‌ هذه المهله ‌من‌ الاقبال بالقلب على الله تعالى، ‌و‌ الوصيه، ‌و‌ التوبه ‌ما‌ لم يعاين، ‌و‌ الاستحلال، ‌و‌ ذكر الله سبحانه فتخرج روحه ‌و‌ ذكر الله على لسانه فيرجى له حسن الخاتمه، رزقنا الله ذلك بمنه ‌و‌ كرمه. قاله شيخنا البهائى ‌فى‌ شرح الاربعين.
 ‌و‌ فسر قوله عليه السلام «قبل ‌ان‌ يعاين» بمعاينه ملك الموت، ‌و‌ ‌هو‌ المروى عن ابن عباس.
 ‌و‌ يمكن ‌ان‌ يراد بالمعاينه علمه بحلول الموت ‌و‌ قطعه الطمع ‌من‌ الحياه ‌و‌ تيقنه ذلك كانه يعاينه، ‌و‌ ‌ان‌ يراد معاينه النبى ‌و‌ الوصى عليهماالسلام، فقد روى انهما.
 
يحضران عند كل محتضر ‌و‌ يبشرانه بما يوول اليه ‌من‌ خير ‌و‌ شر، ‌و‌ معاينه منزلته ‌فى‌ الاخره.
 كما روى عن النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله انه قال: لن يخرج احدكم ‌من‌ الدنيا حتى يعلم اين مصيره، ‌و‌ حتى يرى مقعده ‌من‌ الجنه ‌او‌ النار. ‌و‌ الله اعلم.
 قال بعضهم: ‌و‌ الظاهر ‌ان‌ المرض المهلك ليس ‌من‌ باب المعاينه، لان الموت معه ليس بمتحقق قطعا.
 الثانى: قال الشيخ ‌فى‌ الاربعين: المراد بقبول التوبه اسقاط العقاب المترتب على الذنب الذى تاب منه، ‌و‌ سقوط العقاب بالتوبه مما اجمع عليه اهل الاسلام، ‌و‌ انما الخلاف ‌فى‌ انه هل يجب على الله حتى لو عاقب بعد التوبه كان ظلما، ‌او‌ ‌هو‌ تفضل بفعله سبحانه كرما منه ‌و‌ رحمه بعباده؟
 المعتزله على الاول، ‌و‌ الاشاعره على الثانى، ‌و‌ اليه ذهب الشيخ ابوجعفر الطوسى قدس الله روحه ‌فى‌ كتاب الاقتصاد، ‌و‌ العلامه الحلى ‌فى‌ بعض كتبه الكلاميه، ‌و‌ توقف المحقق الطوسى ‌فى‌ التجريد. ‌و‌ مختار الشيخين ‌هو‌ الظاهر، ‌و‌ دليل الوجوب مدخول.
 توقفنا: مضارع اوقف بالالف، هكذا ‌فى‌ النسخ المشهوره، ‌و‌ ‌فى‌ نسخه تقفنا: مضارع وقف متعديا، ‌و‌ اكثر اهل اللغه على انكار اوقف بهذا المعنى.
 قال الزجاجى ‌فى‌ شرح ادب الكاتب: قال ابوبكر ‌بن‌ انبارى: قال ثعلب:
 
ليس ‌فى‌ كلام العرب اوقفت الا ‌فى‌ موضعين، يقال: تكلم الرجل فاوقف اذا انقطع عن الكلام عيا عن الحجه، ‌و‌ اوقفت المراه اذا جعلت لها سوارا ‌من‌ الوقف ‌و‌ ‌هو‌ الذيل.
 ‌و‌ ‌فى‌ الصحاح للجوهرى: وقفته على ذنبه: ‌اى‌ اطلعت عليه. قال: ‌و‌ ليس ‌فى‌ الكلام اوقفت الا حرف واحد: اوقفت عن الامر الذى كنت فيه، اى: اقلعت انتهى.
 ‌و‌ وروده ‌فى‌ كلام المعصوم عليه السلام دال على صحته ‌و‌ فصاحته، على ‌ان‌ بعض ائمه العربيه ذكر لاوقفت معنى يناسب هذا المقام، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ ‌فى‌ كتاب الاصلاح لابن السكيت، قال ابوسعيد: قال ابوعبيده: اوقفت فلانا على ذنوبه: اذا بكته بها. ‌و‌ اوقفت الرجل: اذا استوقفته ساعه ثم افترقتما ‌لا‌ يكون الا هكذا. انتهى.
 ‌و‌ ‌لا‌ يخفى ‌ان‌ المعنى الاول له تمام المناسبه هنا، فيكون معنى ‌لا‌ توقفنا بعدها على ذنب ‌لا‌ تبكتنا عليه، اى: ‌لا‌ تونبنا ‌و‌ ‌لا‌ توبخنا ‌و‌ ‌لا‌ تستقبلنا بما نكره بسببه. ‌و‌ يكون معنى ‌لا‌ تقفنا كما ‌فى‌ النسخه الاخرى ‌و‌ ‌لا‌ تطلعنا بعدها على ذنب. ‌و‌ المعنيان متقاربان ‌و‌ ‌ان‌ كان بينهما تفاوت ‌ما‌ ‌فى‌ الظاهر، الا ‌ان‌ المعنى الثانى يوول الى الاول كما ‌لا‌ يخفى.
 ‌و‌ اجترح الذنب ‌و‌ اقترفه: اكتسبه ‌و‌ فعله. ‌و‌ الفقره الثانيه عطف تفسير ‌و‌ تاكيد على الاولى.
 
و الجاران كلاهما متعلقان بتكشف، ‌و‌ وهم ‌من‌ زعم ‌ان‌ «على» متعلق بسترته.
 ‌و‌ الاشهاد قيل: جمع شاهد كصاحب ‌و‌ اصحاب، ‌و‌ قيل: جمع شهيد كشريف ‌و‌ اشراف، ‌و‌ قيل: جمع شهد، ‌و‌ ‌هو‌ جمع شاهد كصحب جمع صاحب.
 قال الجوهرى: شهد له بكذا اى: ادى ‌ما‌ عنده ‌من‌ الشهاده فهو شاهد ‌و‌ الجمع شهد، مثل صاحب ‌و‌ صحب ‌و‌ سافر ‌و‌ سفر. ‌و‌ بعضهم ينكره، ‌و‌ جمع الشهد شهود ‌و‌ اشهاد. انتهى.
 يقال: فعلت ذلك على رووس الاشهاد، اى: بمراى ‌و‌ منظر ‌من‌ الحاضرين بحيث ‌هو‌ نصب اعينهم ‌فى‌ مكان مرتفع ‌لا‌ يخفى على احد.
 ‌و‌ قد مر الكلام على معنى الاشهاد ‌فى‌ شرح الدعاء الاول عند قوله عليه السلام: «و يشرف ‌به‌ منازلنا عند مواقف الاشهاد»، فليرجع اليه.
 روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسنده عن ابن وهب، قال: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: اذا تاب العبد توبه نصوحا احبه الله تعالى فستر عليه، فقلت: ‌و‌ كيف يستر عليه؟ قال: ينسى ملكيه ‌ما‌ كانا يكتبان عليه، ‌و‌ يوحى الله الى جوارحه ‌و‌ الى بقاع الارض ‌ان‌ اكتمى عليه ذنوبه، فيلقى الله تعالى حين يلقى ‌و‌ ليس شى ء يشهد عليه بشى ء ‌من‌ الذنوب.
 متعلق بتكشف، ‌و‌ المراد ‌به‌ يوم القيامه، كما قال تعالى: «يوم تبلى
 
السرائر».
 ‌و‌ البلاء: الاختبار، ‌و‌ حقيقته ‌فى‌ حقه تعالى يرجع الى الكشف ‌و‌ الاظهار.
 ‌و‌ فسرت الاخبار ‌فى‌ قوله تعالى: «و نبلوا اخباركم» بالاخبار التى تحكى عنهم ‌من‌ دعوى الايمان ‌و‌ غيرها، ‌و‌ بالعهود التى كانوا عاهدوا الله عليها، ‌و‌ بالاسرار التى كانوا يضمرونها، ‌و‌ الكل محتمل هنا. ‌و‌ قد تقدم الكلام على ذلك بابسط ‌من‌ هذا فليرجع اليه.
 
عدى الرحمه بالباء لتضمينها معنى الرافه، كما قال تعالى: «ان الله كان بكم رحيما».
 روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى عن ابى عبدالله عليه السلام، قال: ‌من‌ قال ‌يا‌ الله ‌يا‌ الله عشر مرات قيل له: لبيك ‌ما‌ حاجتك.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^