فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 18

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ ‌به‌ نستعين


 الحمد لله المشكور على دفع كل محذور، ‌و‌ الصلاه على نبيه الفائز باسنى المطالب، ‌و‌ آله الرافعين لواء المجد ‌فى‌ لوى ‌بن‌ غالب.
 ‌و‌ بعد فهذه الروضه الثامنه عشره ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح صحيفه سيدالعابدين ، املاء العبد الراجى فضل ربه السنى على صدرالدين ‌بن‌ احمد الحسينى الحسنى، احسن الله اليهما، ‌و‌ افاض سبحان احسانه عليهما.
 
دفع الله عنه السوء دفعا- ‌من‌ باب منع-: صرفه ‌و‌ حذر الشى ء حذرا- ‌من‌ باب تعب-: خافه.
 ‌و‌ عجل له مطلبه: قضاه بسرعه. ‌و‌ انما حذف الفاعل ‌و‌ اسند الفعل الى المفعول للعلم بان الفاعل لذلك انما ‌هو‌ الله سبحانه، فتعينه مغن عن ذكره ‌و‌ لو ذكره لغرض التبرك ‌و‌ الاستلذاذ جاز.
 
قدم الخبر للتخصيص، اى: لك الحمد دون غيرك. ‌و‌ المراد بقضائه سبحانه: حكمه بوجود ‌ما‌ قدره ‌فى‌ الازل، ‌و‌ بحسنه: كونه على وفق الحكمه ‌و‌ المصلحه، هذا ‌ان‌ حملناه على العموم، ‌و‌ يدخل فيه قضاوه له بتعجيل مطلبه. ‌و‌ ‌ان‌ حملناه على خصوص قضائه بانجاح مسووله ‌و‌ مطلبه، فالمراد بحسنه كونه على وفق ‌ما‌ اراد، ‌من‌ تيسيره ‌و‌ تعجيله مع كونه على وفق المصلحه ‌و‌ الحكمه.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله: «و بما صرفت»: للتعليل.
 
 
و ما: موصوله: اى: ‌و‌ لاجل الذى صرفت عنى ‌من‌ بلائك، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ تكون بمعنى على ‌و‌ من: بيانيه.
 ‌و‌ المراد بالبلاء هنا: المكروه، ‌من‌ بلاه اذا اصابه بمكروه.
 قال ‌فى‌ القاموس: ‌و‌ البلاء يكون منحه، ‌و‌ يكون محنه.
 لما كان الحمد سببا للمزيد، كما قال تعالى: «لئن شكرتم لازيدنكم»، جعل طلب عدم الاقتصار على المحمود عليه مترتبا على الحمد، كانه قال: اذا حمدتك على حسن قضائك ‌و‌ صرف بلائك، فلا تجعل نصيبى ‌من‌ رحمتك ‌ما‌ اسرعت بقضائه لى ‌من‌ عافيتك، التى هى تعجيل قضاء هذا المطلوب، ‌او‌ صرف هذا المكروه فحسب، فان الجعل منبى عن دوام الملابسه ‌و‌ استمرار الاستقرار.
 ‌و‌ الفاء ‌من‌ قوله: «فاكون»: للسببيه، ‌و‌ الفعل منصوب ب«ان» المصدريه المضمره بعدها، لكونها مسبوقه بالطلب، اى: فيتسبب عن ذلك، ‌و‌ ‌هو‌ جعل حظى ‌من‌ رحمتك مجرد هذه العافيه المعجله، كونى قد شقيت شقاوه اخرويه، بسبب ‌ما‌ احببته ‌من‌ تعجيلها، لاقتضائه فوات عظيم الاجر ‌و‌ الجزاء المسبب عن الصبر على البلاء، ‌و‌ يكون قد سعد غيرى ممن لم تجعل حظه ‌من‌ رحمتك مجرد عافيتك المعجله سعاده اخرويه، بسبب البلاء الذى كرهته انا ‌و‌ صبر ‌هو‌ عليه، فنال بذلك عظيم الاجر ‌و‌ جزيل الثواب.
 ‌و‌ الحاصل: انه لما كانت المحن ‌فى‌ هذه الدار ‌من‌ منح الله سبحانه على عباده المومنين، لما يترتب عليها ‌من‌ حط الذنوب ‌و‌ رفع الدرجات.
 
كما روى عن ابى عبدالله عليه السلام: ‌ما‌ احب الله قوما الا ابتلاهم.
 خشى عليه السلام ‌ان‌ يكون تعجيل العافيه له موجبا لحرمان الجزاء المترتب على الصبر على البلاء، فسال عليه السلام ‌ان‌ ‌لا‌ يجعل حظه ‌من‌ رحمته مقصورا على هذه العافيه المعجله، فيكون قد فاته ‌من‌ السعاده الاخرويه ‌ما‌ ادركه غيره ‌من‌ المبتلين، الذين صبروا على البلاء ففازوا بعظيم الجزاء.
 
 هدايه
 
 ورد ‌فى‌ ابتلاء المومن ‌فى‌ هذه الدار اخبار كثيره، دلت على ‌ان‌ الابتلاء بالمكاره الجسمانيه ‌و‌ الروحانيه ‌من‌ كرامه الله تعالى ‌به‌ ‌و‌ حبه له، لامن هوانه عليه، فمن ذلك ‌ما‌ استفاض ‌من‌ طرق الخاصه ‌و‌ العامه: ‌ان‌ البلاء موكل بالانبياء، فالاوصياء، ثم الامثل فالامثل.
 ‌و‌ عن ابى جعفر عليه السلام: اشد الناس بلاء الانبياء، ثم الاوصياء، ثم الاماثل فالاماثل.
 ‌و‌ عن ابى عبدالله عليه السلام: ‌ان‌ لله عبادا ‌فى‌ الارض ‌من‌ خالص عباده، ‌ما‌ تنزل ‌من‌ السماء تحفه الى الارض الا صرفها عنهم الى غيرهم، ‌و‌ ‌لا‌ تنزل بليه الا صرفها اليهم.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: ‌ان‌ الله ليتعاهد عبده المومن بالبلاء كما يتعاهد الغائب اهله بالطرف، ‌و‌ انه ليحميه الدنيا كما يحمى الطبيب المريض.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: ‌ان‌ الله اذا احب عبدا غته بالبلاء غتا اى: غمسه فيه.
 
و عنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ سلم: ‌ان‌ عظيم البلاء يكافى ‌به‌ عظيم الجزاء، فاذا احب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: انما المومن بمنزله كفه الميزان، كلما زيد ‌فى‌ ايمانه زيد ‌فى‌ بلائه.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: ‌ان‌ ‌فى‌ الجنه منزله ‌لا‌ يبلغها عبد الا بالابتلاء ‌فى‌ جسده.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: لو يعلم المومن ماله ‌فى‌ الاجر ‌من‌ المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض. الى غير ذلك ‌من‌ الاخبار.
 ‌و‌ قد ذكروا لذلك وجوها ‌من‌ الحكمه.
 منها: انه كفاره للذنوب.
 ‌و‌ منها: انه لاختبار صبره ‌و‌ ادراجه ‌فى‌ الصابرين.
 ‌و‌ منها: انه لتزهيده ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ تنفيره عنها، لئلا يفتتن بها ‌و‌ يطمئن اليها، فلا يشق عليه الخروج منها.
 ‌و‌ منها: انه لاضعاف نفسه عن الصفات البشريه، ‌و‌ قطعها عن مواد العلائق الجسمانيه، لتنقطع علاقته بدنياه، ‌و‌ يرجع بكله الى مولاه، ‌و‌ يالف الاقبال عليه ‌فى‌ السراء، ‌و‌ يستديم المثول بين يديه ‌فى‌ الضراء، الى ‌ان‌ يرتقى بذلك الى اعلى درجات المحبين ‌و‌ اقصى مراتب المقربين.
 ‌و‌ منها: اكرامه بالدرجه التى ‌لا‌ يبلغها قط بكسبه، كدرجه الشهاده التى ‌لا‌ يبلغها الشهيد بكسب نفسه، ‌و‌ انما يبلغها بالابتلاء بالقتل ‌فى‌ سبيل الله.
 قال بعضهم: ‌ما‌ ‌من‌ بليه الا ‌و‌ فيها خيره عاجله، ثم عنها ‌و‌ عليها عوض ‌و‌ مثوبه آجله، ‌و‌ هى ذاهبه فانيه، ‌و‌ المثوبه عليها دائمه باقيه، فهى ‌فى‌ الحقيقه نعمه لانقمه،
 
و منحه ‌لا‌ محنه.
 
الظلول: الكينونه بالنهار.
 ‌و‌ المبيت: الكينونه بالليل.
 يقال: ظل يظل ظلولا ‌من‌ باب تعب ‌و‌ باب يبيت مبيتا ‌و‌ بيتوته ‌و‌ مباتا، ‌و‌ ظل يفعل كذا: اذا فعله نهارا، ‌و‌ بات يفعل كذا: اذا فعله ليلا، ‌و‌ ‌لا‌ يقال بات بمعنى نام، ‌و‌ ‌لا‌ يشترط فيه عدم النوم ايضا، فقول الضراء: بات الرجل: اذا سهر الليل كله ‌فى‌ طاعه ‌او‌ معصيه. خطا صريح، بل ‌هو‌ اعم ‌من‌ ‌ان‌ يكون حصل منه نوم اولا، الا ترى الى قولهم: بات فلان عند امراته: اذا حصل عندها ليلا سواء وقع منه نوم اولا.
 ‌و‌ قول بعضهم: لايكون المبيت الا مع سهر الليل، لقوله تعالى: «و الذين يبيتون لربهم سجدا ‌و‌ قياما» ‌و‌ قولهم بات يرعى النجوم. ليس بشى ء، لان السهر انما استفيد ‌من‌ الخبر، اذ الساجد ‌و‌ القائم ليلا ‌و‌ راعى النجوم ‌لا‌ يكون الا ساهرا.
 ‌و‌ اما يبيتون ‌و‌ بات فلا يدل الا على الكينونه بالليل مطلقا، فكما يصح ‌ان‌ تقول: بات زيد ساهرا، يصح ‌ان‌ تقول: بات زيد نائما، ‌و‌ قد جمع المعنيين قول الشريف الرضى:
 اتبيت ملان الجفون ‌من‌ الكرى
 ‌و‌ ابيت منك بليله الملسوع
 فقوله عليه السلام: «ظللت فيه ‌او‌ بت فيه» اى: كنت فيه نهارا، ‌او‌ كنت فيه ليلا ‌من‌ هذه العافيه، ‌و‌ الظرفيه مجازيه بتشبيه ملابسه كونه ‌و‌ حصوله للعافيه ‌فى‌ الاجتماع معها بملابسه المظروف للظرف، فتكون لفظه «فى» استعاره تبعيه، ‌و‌ لك ‌ان‌ تشبه العافيه بما يكون محلا ‌و‌ ظرفا للشى ء على طريق الاستعاره بالكنايه، ‌و‌ يكون
 
ذكر كلمه «فى» قرينه ‌و‌ تخييلا.
 ‌و‌ بين يدى بلاء: ‌اى‌ امامه، ماخوذ ‌من‌ بين يدى الانسان، ‌و‌ قد تقدم الكلام عليه.
 ‌و‌ جمله «لا ينقطع»: ‌فى‌ محل جر صفه البلاء.
 ‌و‌ الوزر بالكسر: الاثم.
 ‌و‌ ‌لا‌ يرتفع: ‌اى‌ ‌لا‌ ينتقل ‌و‌ ‌لا‌ يزول.
 ‌و‌ الفاء ‌من‌ قوله: «فقدم لى»: رابطه للجواب.
 ‌و‌ المعنى: ‌ان‌ كانت هذه العافيه التى انافيها مقدمه على بلاء اخروى دائم، فقدم لى ‌ما‌ اخرته ‌من‌ البلاء، فيكون ‌فى‌ الدنيا الظاعن مقيمها، ‌و‌ اخر عنى ‌ما‌ قدمت ‌من‌ العافيه، ليكون ‌فى‌ الاخره الدائم نعيمها.
 
الفاء: للسببيه بمعنى لام السببيه، لان ‌ما‌ بعدها سبب لما قبلها ‌من‌ طلب تقديم ‌ما‌ اخر ‌و‌ تاخير ‌ما‌ قدم، فهو كقولك: اكرم زيدا فانه فاضل، ‌و‌ منه قوله تعالى: «فاخرج منها فانك رجيم».
 ‌و‌ عاقبه كل شى ء ‌و‌ عقباه ‌و‌ عقبه بضمتين ‌و‌ عقبه. بالاسكان: آخره ‌و‌ خاتمته ‌و‌ تلوه.
 نفى عليه السلام عما يكون غايته الفناء ‌و‌ الزوال- ‌و‌ ‌ان‌ عد ‌فى‌ الدنيا كثيرا- استحقاق وصفه بالكثره، تحقيرا له ‌و‌ استهوانا ‌به‌ بما يلزمه ‌من‌ غايته التى هى الفناء.
 ‌و‌ كذا نفى عما يكون غايته البقاء ‌و‌ الدوام- ‌و‌ ‌ان‌ عد ‌فى‌ الدنيا قليلا- استحقاق وصفه بالقله، تعظيما له ‌و‌ اعتدادا ‌به‌ بما يلزمه ‌من‌ غايته التى هى البقاء.
 ‌و‌ المعنى: ‌ما‌ كثير يفنى بكثير، ‌و‌ ‌لا‌ قليل يبقى بقليل، ‌و‌ الله اعلم.
 هذا آخر الروضه الثامنه عشره ‌من‌ رياض السالكين، ‌و‌ الحمد لله رب العالمين.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^