فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 19

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ ‌به‌ نستعين


 الحمد لله الذى ينزل الغيث ‌من‌ بعد ‌ما‌ قنطوا، ‌و‌ ينشر رحمته، ‌و‌ يرسل الرياحخ فتثير سحابا فيبسطه ‌فى‌ السماء كيف يشاء ليبسط نعمته، ‌و‌ يجعله كسفا فترى الودق يخرج ‌من‌ خلاله، فاذا اصاب ‌به‌ ‌من‌ يشاء ‌من‌ عباده اذا ‌هم‌ يستبشرون بنواله، ‌و‌ الصلاه ‌و‌ السلام على نبيه الذى ارسله غيثا للمجدبين ‌و‌ غوثا للمذنبين، ‌و‌ على آله مرابيع النعم ‌و‌ ينابيع الحكم.


 ‌و‌ بعد فهذه الروضه التاسعه عشره ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح صحيفه سيدالعابدين ، املاء العبد الفقير الى ربه الغنى على صدرالدين الحسينى الحسنى، احيا الله قلبه بعرفانه، ‌و‌ اغدق عليه سحب فضله ‌و‌ احسانه.
 
عند: هنا اسم لزمان الحضور ‌لا‌ لمكانه، فانها كما تاتى اسما للمكان تاتى اسما للزمان، نحو: الصبر عند الصدمه الاولى، ‌و‌ جئتك عند طلوع الشمس.
 ‌و‌ الاستسقاء: استفعال بمعنى طلب السقى، مثل الاستمطار لطلب المطر، ‌و‌ استسقيت فلانا: اذا طلبت منه ‌ان‌ يسقيك، ‌و‌ قد صار حقيقه شرعيه على طلب الغيث بالدعاء ‌و‌ الاستغفار.
 ‌و‌ الجدب: المحل، ‌و‌ ‌هو‌ انقطاع المطر ‌و‌ يبس الارض، اى: بعد حصوله.
 ‌و‌ الاستسقاء انواع، ادناه الدعاء بلا صلاه ‌و‌ ‌لا‌ خلف صلاه، ‌و‌ اوسطه الدعاء خلف الصلاه، ‌و‌ افضله الاستسقاء بركعتين ‌و‌ خطبتين، ‌و‌ كيفيته ‌ان‌ يامر الخطيب يوم الجمعه الناس بالتوبه ورد المظالم ‌و‌ تطهير الاخلاق ‌من‌ الرذائل، ‌و‌ صوم ثلاثه ايام بعد الجمعه، ‌و‌ يخرج الناس ‌فى‌ اليوم الثالث ‌و‌ ‌هو‌ يوم الاثنين، فان لم يكونوا بمكه اصحروا، ‌و‌ ‌ان‌ كانوا بها صلوا بالمسجد الحرام، ‌و‌ يستحب لهم الخروج حفاه ‌و‌ نعالهم بايديهم ‌فى‌ ثياب بذله متخشعين مخبتين مستغفرين، ‌و‌ يخرج الامام خاشعا متبذلا متنظفا ‌لا‌ متطيبا، ‌و‌ يستحب الخروج بذوى الزهد ‌و‌ الصلاح ‌و‌ الشيوخ ‌و‌ الاطفال ‌و‌ البهائم ‌و‌ العجائز، ‌لا‌ الشواب ‌و‌ الفساق ‌و‌ اهل الخلاف ‌و‌ الكفار ‌و‌ لو اهل ذمه،
 
و يفرق بين الاطفال ‌و‌ الامهات، ‌و‌ ينادى الموذنون بدل الاذان الصلاه ثلاثا، ‌و‌ وقتها ‌من‌ طلوع الشمس الى الزوال، فيصلى الامام بالناس ركعتين، يقرا ‌فى‌ الاولى بعد الحمد سوره بالجهر، ثم يكبر خمسا، ‌و‌ يقنت عقيب كل تكبيره بالاستغفار ‌و‌ سوال الله تعالى طلب الغيث ‌و‌ توفير المياه ‌و‌ انزال الرحمه، ‌و‌ ‌من‌ الماثور فيه «اللهم اسق عبادك ‌و‌ اماءك ‌و‌ بهائمك ‌و‌ انشر رحمتك ‌و‌ احى بلادك الميته».
 ثم يكبر السادسه ‌و‌ يركع ‌و‌ يسجد السجدتين، ثم يقوم الى الركعه الثانيه فيقرا بعد الحمد سوره، ثم يكبر اربعا ‌و‌ يقنت عقيب كل تكبيره كما ‌فى‌ الاولى، ثم يكبر ‌و‌ يركع ‌و‌ يسجد ‌و‌ يتشهد، فاذا سلم صعد المنبر ‌و‌ حول رداءه، فيجعل الذى على يمينه على يساره ‌و‌ الذى على يساره على يمينه، ‌و‌ يتركه محولا حتى ينزعه، ‌و‌ يخطب بخطبتين، فاذا فرغ استقبل القبله ‌و‌ كبر الله مائه مره، ثم يلتفت عن يمينه ‌و‌ يهلل الله مائه مره، ثم يلتفت عن يساره ‌و‌ يسبح الله مائه مره، ثم يستدبر القبله ‌و‌ يستقبل الناس ‌و‌ يحمدالله مائه مره، رافعا بكل ذلك صوته ‌و‌ الناس يتابعونه ‌فى‌ الاذكار دون الالتفات الى الجهات، فان سقوا ‌و‌ الا عادوا، ثانيا ‌و‌ ثالثا ‌من‌ غير قنوط، بانين على الصوم الاول ‌ان‌ لم يفطروا بعده، ‌و‌ الا فبصوم مستانف، ‌و‌ يصح ‌من‌ المسافر ‌و‌ ‌فى‌ كل وقت، ‌و‌ ‌من‌ الرجل وحده ‌و‌ لو ‌فى‌ بيته.
 
سقانا الله الغيث ‌و‌ اسقانا، ‌و‌ الاسم السقيا بالضم.
 ‌و‌ قال الراغب: الاسقاء ابلغ ‌من‌ السقى، لان الاسقاء ‌ان‌ تجعل له ‌ما‌ يستسقى منه ‌و‌ يشرب، ‌و‌ السقى ‌ان‌ تعطيه ‌ما‌ يشرب
 
و قال الجوهرى: يقال: سقيته لشفته ‌و‌ اسقيته لما شيته ‌و‌ ارضه. ‌و‌ قيل: سقيته اذا كان بيدك، ‌و‌ اسقيته اذا دللته على الماء. ‌و‌ قيل: السقى مما ‌لا‌ كلفه فيه، ‌و‌ لهذا ذكر ‌فى‌ شراب الجنه، نحو «و سقاهم ربهم شرابا طهورا»، ‌و‌ الاسقاء لما فيه كلفه، ‌و‌ لهذا ذكر ‌فى‌ ماء الدنيا، نحو «لاسقيناهم ماء غدقا».
 ‌و‌ الغيث: المطر، ‌و‌ يسمى النبات الذى ينبت ‌به‌ غيثا تسميه باسم السبب، فيقال: رعينا الغيث.
 قال الجوهرى: ‌و‌ ربما سمى السحاب ‌و‌ النبات بذلك ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: الغيث: المطر الذى يكون عرضه بريدا.
 ‌و‌ انشر علينا رحمتك: ‌اى‌ ابسط علينا بركات الغيث ‌و‌ منافعه ‌فى‌ كل شى ء ‌من‌ السهل ‌و‌ الجبل ‌و‌ النبات ‌و‌ الحيوان، ‌او‌ المراد رحمته الواسعه المنتظمه للمطلوب انتظاما اوليا.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ «بغيثك»: للسببيه ‌او‌ للمصاحبه، ‌و‌ الاولى انسب بالمعنى الاول، ‌و‌ الثانيه بالثانى.
 ‌و‌ غدق المطر غدقا- ‌من‌ باب تعب- ‌و‌ اغدق اغداقا: كثر ماوه ‌و‌ قطره.
 ‌و‌ السحاب بالفتح: الغيم، سمى بذلك لانسحابه ‌فى‌ الهواء، الواحده سحابه ‌و‌ الجمع سحب بضمتين.
 ‌و‌ المنساق: منفعل ‌من‌ انساق مطاوع ساقه، اصله منسوق، تحركت الواو فقلبت الفا، ‌و‌ السوق: حث الماشى ‌فى‌ السير حتى يقع الاسراع فيه، ‌و‌ انسياقه باعتبار سوق الله تعالى له بالرياح، اى: صرفه له الى حيث يشاء، كما قال سبحانه: «حتى
 
اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا ‌به‌ الماء»، ‌و‌ قال تعالى: «و الله الذى ارسل الرياح فتثير سحابا فسقناه الى بلد ميت فاحيينا ‌به‌ الارض بعد موتها».
 ‌و‌ النبات بالفتح: مصدر نبت البقل نبتا ‌و‌ نباتا ‌من‌ باب قتل، ثم لما ينبت: نبت ‌و‌ نبات، ‌و‌ ‌هو‌ المراد هنا.
 ‌و‌ اللام: للتعليل، اى: لاجل انباته ‌او‌ لسقيه.
 ‌و‌ انق الشى ء انقا- ‌من‌ باب تعب-: راع حسنه ‌و‌ اعجب، ‌و‌ يتعدى بالهمزه فيقال: آنقنى فهو مونق، كاعجبنى فهو معجب وزنا ‌و‌ معنى.
 ‌و‌ الافاق: جمع افق بضمتين، ‌و‌ ‌هو‌ الناحيه، اى: ‌فى‌ جميع نواحى الارض.
 ‌و‌ ‌فى‌ هاتين الفقرتين ‌من‌ البديع ‌و‌ الترصيع ‌فى‌ السجع، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يكون ‌ما‌ ‌فى‌ احدى القرينتين مثل ‌ما‌ يقابله ‌من‌ الاخرى ‌فى‌ الوزن ‌و‌ التقفيه، الا ترى ‌ان‌ المغدق ‌و‌ المونق مثلان وزنا ‌و‌ قافيه، ‌و‌ كذلك المنساق ‌و‌ الافاق، ‌و‌ مثله قول البديع الهمدانى: ‌ان‌ بعد الكدر صفوا، ‌و‌ بعد المطر صحوا.
 
امنن: ‌اى‌ انعم، المن بمعنى الانعام ‌و‌ الاحسان. ‌و‌ ينعت الثمار ينعا- ‌من‌ باب نفع ‌و‌ ضرب-: ادركت ‌و‌ نضجت، ‌و‌ الاسم الينع بضم الياء ‌و‌ فتحها، ‌و‌ بالفتح قرا السبعه فهى يانعه ‌و‌ اينعت بالالف ايناعا مثله، ‌و‌ ‌هو‌ اكثر استعمالا ‌من‌ الثلاثى.
 ‌و‌ الثمر بفتحتين، ‌و‌ الثمره مثله، فالاول مذكر ‌و‌ يجمع على ثمار مثل جبل ‌و‌ جبال، ‌و‌ الثانى مونث ‌و‌ الجمع ثمرات كقصبه ‌و‌ قصبات، ‌و‌ الثمر ‌و‌ الثمره: الحمل الذى تخرجه
 
الشجره سواء اكل اولا، فيقال: ثمر الاراك ‌و‌ ثمر الاوسج، كما يقال: ثمر النخل ‌و‌ ثمر العنب.
 ‌و‌ بلغ الثمر بلوغا- ‌من‌ باب قعد-: اينع ‌و‌ ادرك.
 ‌و‌ زهر النبات: نوره، الواحده زهره مثل تمر ‌و‌ تمره، ‌و‌ قد تفتح الهاء، ‌و‌ ‌لا‌ يسمى زهرا حتى يتفتح.
 ‌و‌ قال ابن قتيبه: حتى يصفر.
 ‌و‌ المراد يبلوغ الزهره ادراكها ‌و‌ انعقادها ثمره.
 ‌و‌ اشهد: ‌اى‌ احضر، ‌من‌ شهد المجلس اذا حضره، ‌و‌ منه «ما اشهدتهم خلق السموات ‌و‌ الارض» اى: احضرتهم.
 ‌و‌ السفره: الكتبه ‌من‌ الملائكه الذين ينسخون الكتب ‌من‌ اللوح المحفوظ، على انه جمع سافر ‌من‌ السفر ‌و‌ ‌هو‌ الكتب.
 ‌و‌ قيل: ‌هم‌ الذين يسفرون بالوحى بينه تعالى ‌و‌ بين الانبياء، على انه جمع سفير ‌من‌ السفاره بكسر السين، ‌و‌ اصلها الاصلاح، يقال: سفرت بين القوم ‌اى‌ اصلحت، ثم سمى الرسول سفيرا، لانه يسعى ‌فى‌ الاصلاح ‌و‌ يبعث له غالبا، فاطلقت السفاره على مطلق الرساله.
 ‌و‌ فائده اشهاد الملائكه ‌و‌ احضارهم توقع مزيد ‌من‌ الرحمه ‌و‌ البركه ‌و‌ قبول الدعاء، فان لحضور الملاء الاعلى ‌و‌ الارواح المقدسه، الذين حياتهم بمعرفه الله تعالى ‌و‌ طاعته ‌و‌ لذتهم بذكره، مدخلا عظيما ‌فى‌ استنزال البركات ‌و‌ استدرار الخيرات ‌و‌ قبول الدعوات، ‌و‌ اذا كان ‌فى‌ حضور اهل الطاعه ‌من‌ سكان الارض تاثير ‌فى‌ قبول ‌و‌ استنزال الرحمه، فما ظنك بحضور اهل الطاعه ‌و‌ العصمه ‌من‌ سكان السماوات. ‌و‌ انما خصت
 
الكرام السفره، لانهم الوسائط بين الله تعالى ‌و‌ البشر، ‌او‌ لمزيد تعطفهم على المومنين، فقد فسر الكرام ‌من‌ قوله تعالى: «بايدى سفره كرام برره»
 بالمتعطفين على المومنين يكلمونهم ‌و‌ يستغفرون لهم.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله «بسقى»: للسببيه، نحو «فاخرج ‌به‌ ‌من‌ الثمرات». ‌و‌ هى اما متعلقه بالافعال الثلاثه التى قبله على طريق التنازع ‌و‌ اعمال الاخير منها ‌فى‌ المجرور ‌و‌ الاوليين ‌فى‌ ضميره، ثم حذفه لانه فضله ‌و‌ ‌لا‌ لبس، ‌و‌ الاصل ‌و‌ امنن على عبادك بايناع الثمره ‌به‌ واحى بلادك ببلوغ الزهره به.
 ‌لا‌ يقال: يلزم منه تعلق حرفى جر بمعنى واحد بفعل واحد ‌من‌ غير ابدال، ‌و‌ ‌هو‌ غير جائز.
 لانا نقول: حرفا الجر هنا ليس بمعنى واحد، بل الباء ‌من‌ قوله «بايناع الثمره» للتعديه، ‌و‌ ايناع الثمره واقع موقع المفعول به، الا ترى ‌ان‌ «من» قد يتعدى بنفسه فيقال: «من عليه كذا»، كما يقال: «من عليه بكذا».
 قال الفيومى ‌فى‌ المصباح: ‌من‌ عليه العتق ‌و‌ غيره ‌و‌ ‌به‌ منا- ‌من‌ باب قتل-: انعم عليه به.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله: «ببلوغ الزهره»: للاله، ‌و‌ تسمى باء الاستعانه. ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله: «بسقى»: للسببيه، فاختلف معنى الحرفين، فتعلقهما بالاول كقولك: ‌من‌ الله على زيد بخلاصه برحمته، ‌و‌ بالثانى كقولك: قطعت الشجره بالسكين بقوتى، ‌و‌ هذا مما ‌لا‌ ريب ‌فى‌ جوازه.
 ‌و‌ اما متعلقه بالمصدرين اعنى الايناع ‌و‌ البلوغ على جهه التنازع ايضا، فيكون السقى سببا ‌لا‌ يناع الثمره ‌و‌ بلوغ الزهره، كما قال تعالى: «و انزل ‌من‌ السماء ماء
 
فاخرج ‌به‌ ‌من‌ الثمرات رزقا لكم».
 قال المفسرون: خروج الثمرات انما ‌هو‌ بقدرته تعالى ‌و‌ مشيئته، ‌و‌ لكنه جعل الماء سببا ‌فى‌ اخراجها ‌و‌ ماده لها كالنطفه ‌فى‌ الحيوان، بان اودع ‌فى‌ الماء قوه فاعله ‌و‌ ‌فى‌ الارض قوه منفعله قابله، يتولد ‌من‌ اجتماعهم اصناف الثمرات، ‌او‌ بان اجرى عادته بافاضه صور الثمار ‌و‌ كيفياتها المتخالفه على الماده الممتزجه ‌من‌ الماء ‌و‌ التراب، ‌و‌ ‌هو‌ سبحانه قادر على ‌ان‌ يوجد جميع الاشياء بلا اسباب ‌و‌ مواد، كما ابدع نفوس الاسباب ‌و‌ المواد، ‌و‌ لكن له ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌فى‌ انشائها متقلبه ‌فى‌ الاحوال ‌و‌ متبدله ‌فى‌ الاطوار، ‌من‌ بدائع حكم باهره يتجدد لاولى الابصار عبرا ‌و‌ تزيدهم طمانينه الى عظيم قدرته ‌و‌ لطيف رحمته، ‌ما‌ ليس ‌فى‌ ابداعها بغته.
 ‌و‌ النفع: ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الانسان الى مطلوبه، يقال نفعنى الشى ء نفعا ‌و‌ ‌هو‌ نافع.
 ‌و‌ دام الشى ء يدوم دواما: ثبت ‌و‌ استمر استمرارا ‌لا‌ ينقطع، هذا اصل الدوام ‌فى‌ اللغه، ثم اطلق على طول المده، فيقال: دام الشى ء: اذا طال زمانه، ‌و‌ منه ادام الله عزك، ‌و‌ دام المطر: اذا تتابع نزوله، ‌و‌ منه الديمه بالكسر للمطر الذى يدوم اياما خمسه ‌او‌ سته ‌او‌ سبعه ‌او‌ يوما ‌و‌ ليله.
 ‌و‌ الغزر بفتح الغين المعجمه ‌و‌ ضمها ثم الزاى ثم الراى المهمله: مصدر غزر الماء ككرم: اذا كثر، ‌و‌ الناقه: ‌در‌ ‌و‌ كثر لبنها.
 قال ‌فى‌ الاساس: غزر الماء غزرا ‌و‌ غزرت الناقه، ثم استعير فقيل: مال ‌و‌ علم غزير.
 ‌و‌ وسع الشى ء مثل كرم: اتسع فهو واسع.
 ‌و‌ الدرر بكسر الدال المهمله على وزن عنب: جمع دره بالكسر.
 
قال الجوهرى: للسحاب دره اى: صب، ‌و‌ الجمع درر.
 ‌و‌ قال ‌فى‌ النهايه: ‌فى‌ حديث الاستسقاء «ديما دررا» ‌و‌ ‌هو‌ جمع دره، يقال: للسحاب دره ‌اى‌ صب ‌و‌ اندفاق، ‌و‌ قيل الدرر الدار، كقوله تعالى: «دينا قيما» اى: قائما انتهى.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه «واسع دره» بالفتح، ‌و‌ ‌هو‌ مصدر درت السماء بالمطر اذا اندفقت، ‌و‌ منه «يرسل السماء عليكم مدرارا».
 ‌و‌ ‌ما‌ قيل: انه بمعنى اللبن استعير للمطر ‌لا‌ داعى اليه.
 ‌و‌ الوابل ‌و‌ الوبل: المطر الشديد الضخم القطر.
 يقال: وبلت السماء وبلا ‌من‌ باب وعد- اى: اشتد مطرها، ‌و‌ كان الاصل وبل مطر السماء فحذف للعلم به، ‌و‌ لهذا يقال للمطر: وابل.
 
جمله «تحيى به»: ‌فى‌ محل جر صفه لسقى، اى: تخرج ‌و‌ تعيد ‌به‌ ‌ما‌ ذهب ‌و‌ يبس ‌من‌ اصناف النبات، ‌و‌ ضروب الاعشاب، ‌و‌ الوان الازهار، ‌و‌ انواع الاشجار ‌و‌ الثمار، ‌و‌ ‌ما‌ انقطع ‌من‌ جوارى الجداول ‌و‌ الانهار، فاستعار الاحياء الذى ‌هو‌ حقيقه افاضه الروح على الجسد للاخراج ‌و‌ الاعاده المذكورين، كما استعار الموت الذى ‌هو‌ حقيقه انقطاع تعلق الروح بالجسد لليبس ‌و‌ الذهاب.
 ‌و‌ الجامع ‌فى‌ الاولى احداث القوى الناميه ‌فى‌ المواد ‌و‌ المنافع المترتبه على ذلك، ‌و‌ ‌فى‌ الثانيه استيلاء اليوبسه ‌و‌ عدم النفع، ‌و‌ هما استعارتان تبعيتان، لان اللفظ المستعار ‌فى‌ كل منها فعل.
 
و القرنيه ‌فى‌ الاولى المجرور اعنى الضمير ‌فى‌ «به» العائد الى السقى، فانه قرينه على ‌ان‌ الاحياء استعاره، لان الاحياء الحقيقى ‌لا‌ يكون بالسقى.
 ‌و‌ ‌فى‌ الثانيه الاسناد الى الفاعل، لان الموت الذى يحيى المتصف ‌به‌ بالسقى ‌لا‌ يكون حقيقيا.
 ‌و‌ ترد به: ‌اى‌ ترجع، ‌من‌ رددت الشى ء اذا رجعته. ‌و‌ فات الامر: ذهب ‌و‌ مضى.
 قال الفيومى: ‌و‌ الاصل فات وقت فعله، ‌و‌ منه فاتت الصلاه اذا خرج وقتها ‌و‌ لم تفعل.
 ‌و‌ المراد برد ‌ما‌ قد فات: تدارك ‌ما‌ قد مضى وقت حصوله ‌من‌ المنافع، ‌و‌ جبران ‌ما‌ قد نقص منه، ‌و‌ باخراج ‌ما‌ ‌هو‌ آت: ايجاد ‌ما‌ لم يوجد بعد ‌من‌ الارزاق المتسببه عن السقى.
 الاقوات: جمع قوت، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يوكل ليمسك الرمق.
 ‌و‌ فى: مزيده للتوكيد، نحو «اركبوا فيها» اى: اركبوها ‌او‌ على معنى تجعل التوسعه فيها، بان جعل توسع مع كونه متعديا منزله اللازم للمبالغه، نحو فلان يعطى ‌و‌ يمنع، ثم عدى كما يعدى اللازم كقوله:
 يخرج ‌فى‌ عراقيبها نصلى
 اى: يفعل الجرح ‌فى‌ عراقيبها.
 ‌او‌ على تضمينه معنى تبارك، كقوله تعالى: «و اصلح لى ‌فى‌ ذريتى» ‌اى‌ بارك.
 نصب سحابا على الحال ‌من‌ «سقى»، ‌و‌ صح كونه حالا مع جموده، لكونه نوعا
 
لصاحبه ‌و‌ كونه عن نكره لتخصيصها بالنعوت المتقدمه، ‌و‌ يجوز كونه منصوبا بفعل محذوف اى: نسالك، كما ورد ‌فى‌ دعاء آخر «اللهم صيبا نافعا» اى: اسقنا.
 ‌و‌ المتراكم: السحاب المتراكب بعضه فوق بعض.
 ‌و‌ الهنى ء: السائغ اللذيذ، ‌من‌ هنا الطعام- ‌من‌ بابى علم ‌و‌ كرم-: ساغ ولذ.
 ‌و‌ المرى ء مهموزا: المحمود العاقبه الذى لاوباء فيه، ‌من‌ مرء الطعام مراءه مثل ضخم ضخامه.
 ‌و‌ قال الهروى: الهنى ء: ‌ما‌ ‌لا‌ تعب فيه ‌و‌ ‌لا‌ اثم، ‌و‌ المرى ء: ‌ما‌ لاداء فيه.
 قال بعضهم: ‌و‌ معنى كون الغيث هنيئا مريئا: خلوه عن كل ‌ما‌ ينقصه كالهدم ‌و‌ الغرق.
 ‌و‌ الطبق بالتحريك: العام الشامل الكثير، كانه يطبق الارض ‌و‌ يغطيها بالماء.
 ‌و‌ الطيب: ‌ما‌ تستلذه الحواس ‌و‌ النفس.
 ‌و‌ المجلجل: السحاب الذى يسمع منه صوت الرعد.
 قال ‌فى‌ القاموس: الجلجله: التحريك، ‌و‌ شده الصوت، ‌و‌ صوت الرعد، ‌و‌ سحاب مجلجل ‌و‌ غيث جلجال.
 ‌و‌ الروايه المشهوره ‌فى‌ الدعاء مجلجلا على اسم المفعول، ‌و‌ ‌فى‌ نسخه قديمه مجلجلا بكسر الجيم الثانيه على اسم الفاعل. فعلى الاول معناه ‌ان‌ الملك يجلجله فيصوت، ‌و‌ على الثانى معناه المصوت.
 ‌و‌ الث السحاب: دام فهو ملث، ‌و‌ اصله ‌من‌ الث فلا بالمكان اذا اقام لايبرح.
 ‌و‌ الودق: المطر.
 
قيل: ‌و‌ هذا ‌من‌ قبيل الاحتراس، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ ياتى المتكلم بمعنى يتوجه عليه فيه دخل، فيفطن له فياتى بما يخلصه، كقوله تعالى: «اسلك يدك ‌فى‌ جيبك تخرج بيضاء ‌من‌ غير سوء»، احترس سبحانه بنفى السوء عن البهق ‌و‌ البرص ‌و‌ كقول طرفه:
 فسقى ديارك غير مفسدها
 صوب الربيع ‌و‌ ديمه تهمى
 فقوله: «غير مفسدها» احتراس حسن، لان الديمه مما يعفى آثارها ‌و‌ يمحو معالهما، ‌و‌ كذا قوله عليه السلام: «غير ملث» احتراس، لان الالثاث يعفو الديار ‌و‌ يمحو معالمها انتهى.
 ‌و‌ فيه: ‌ان‌ وصفه عليه السلام السحاب بكونه هنيئا مريئا طيبا لم يبق لتوجه دخل عليه احتمالا حتى يحتاج الى الاحتراس منه، فكيف يكون قوله: «غير ملث ودقه» احتراسا؟ ‌و‌ انما عد قول طرفه: «غير مفسدها» احتراسا، لانه طلب للديار مطلق السقى، ‌و‌ ‌هو‌ محتمل لان يكون سببا للفساد، فاحترس بقوله: «غير مفسدها». على انه قد تعقبه بعض المحققين بان مجرد احتمال كون المطر سببا للفساد ‌لا‌ يكفى ‌فى‌ ايهام خلاف المقصود، بل لابد ‌من‌ وقوع سبق الى الذهن، ‌و‌ ‌لا‌ يسبق ‌من‌ السقى الا الاصلاح لشيوعه ‌فى‌ ذلك، اللهم الا ‌ان‌ يقال: سبق الذهن بالفساد ‌من‌ قوله: «ديمه»، فان الديمه هى المطر الدائم، ‌و‌ بعد ‌لا‌ يخلو ‌من‌ شوب، لان تقدم قوله: «غير مفسدها» على قوله «وديمه تهمى» يدفع هذا التوجيه انتهى.
 ‌و‌ الصواب ‌ان‌ قوله عليه السلام: «غير ملث ودقه ‌و‌ ‌لا‌ خلب برقه» ‌من‌ باب التكميل، فيكون وصفه بذلك تكمله لما قبله، ليكون جامعا بين صفه النفع التام المرغوب فيه، وصفه السلامه ‌من‌ الافساد بالافراط المدلول عليه بقوله: «غير ملث ودقه»، ‌و‌ التفريط المدلول عليه بقوله: «و ‌لا‌ خلب برقه».
 
و البرق الخلب: الذى ‌لا‌ غيث فيه كانه خادع، ‌من‌ الخلايه بالكسر ‌و‌ هى الخديعه بالقول الطيب.
 قال ابن الاثير ‌فى‌ النهايه: ‌و‌ ‌فى‌ حديث الاستسقاء «اللهم سقيا غير خلب برقها» اى: خال عن المطر، الخلب: السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره، ثم يخلف ‌و‌ يتقشع، ‌و‌ كانه ‌من‌ الخلابه ‌و‌ هى الخداع بالقول اللطيف.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: برق خلب: ‌لا‌ غيث معه، قال:
 لم ‌يك‌ برقك برقا خلبا
 ‌ان‌ خير البرق ‌ما‌ الغيث معه.
 
اغاث الله الخلق برحمته، كشف شدتهم، ‌و‌ منه اغاثهم المطراى: رفع ‌ما‌ كان بهم ‌من‌ القحط، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الاسناد المجازى، ‌و‌ المغيث ‌فى‌ الحقيقه انما ‌هو‌ الله تعالى، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الغوث بالواو لامن الغيث بالياء، فان الفعل منه غاث بدون الف.
 يقال: غاث الله البلاد غيثا- ‌من‌ باب ضرب-: انزل بها الغيث، ‌و‌ غاث الغيث الارض: نزل بها، ‌و‌ هذا المعنى ليس مرادا هنا.
 ‌و‌ المريع بفتح الميم ‌فى‌ النسخ العامه المخصب الناجع، ‌من‌ مرع الوادى مراعه ككرم كرامه اى: اخصب بكثره الكلا.
 قال ابن سيده ‌فى‌ مجمل اللغه: ‌و‌ غيث مريع تمرع عنه الارض اى: تخصب.
 
و رجل مريع الجناب: كثير الخير، على المثل
 ‌و‌ بضم الميم كما ‌فى‌ نسخه ابن ادريس: الكثير النماء، ‌من‌ راع الطعام اذا صارت له زياده ‌فى‌ العجن ‌و‌ الخبز. ‌و‌ اراعت الابل اذا كثرت اولادها.
 ‌و‌ يروى مربعا بضم الميم ‌و‌ الباء الموحده، اى: مغنيا عن الارتياد لعمومه، فالناس يربعون حيث كانوا، اى: يقيمون ‌و‌ ‌لا‌ يطلبون ‌و‌ يرتادون المراعى ‌فى‌ غير مراعيهم، ‌من‌ اربعوا اذا اقاموا ‌فى‌ المربع.
 ‌و‌ قال الخطابى: اى: منبتا للربيع.
 قال بعضهم: ‌و‌ الاول ‌هو‌ الاعرف، لان الارباع بمعنى انبات الربيع قلما ذكر ‌فى‌ كلامهم.
 ‌و‌ الممرع: بمعنى المخصب ايضا.
 يقال: امرع المكان امراعا كما يقال: مرع مراعه: اذا اخصب.
 ‌و‌ العريض: الكثير الدايم، مستعار مما له عرض متسع، للاشعار بكثرته ‌و‌ استمراره، ‌و‌ ‌هو‌ ابلغ ‌من‌ الطويل، اذ الطول اطول الامتدادين، فاذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله؟ ‌و‌ منه قوله تعالى: «و اذا مسه الشر فذو دعاء عريض»،.
 
و بالغين المعجمه: الطرى، ‌و‌ يقال لماء المطر: غريض لطرواته.
 ‌و‌ الواسع: الذى وسع غيثه كل مكان ‌و‌ خصبه كل جدب.
 ‌و‌ الغزير: الكثير الماء ‌و‌ القطر.
 ‌و‌ النهيض: فعيل بمعنى فاعل، ‌و‌ ‌هو‌ صفه لموصوف حذف للعلم به، اى: النبت النهيض.
 يقال: نهض النبت ينهض اى: استوى.
 ‌و‌ المراد برده اعادته الى ‌ما‌ كان عليه ‌من‌ الاستواء، لانه بعد استوائه انحفض ‌و‌ انجدل على الارض لعدم المطر ‌و‌ السقى، ‌او‌ اعاده ‌ما‌ نهض ‌من‌ النبت ‌فى‌ سالف السنين المخصبه.
 ‌و‌ جبرت العظم جبرا- ‌من‌ باب قتل-: اصلحته، فجبر ‌هو‌ جبرا ايضا ‌و‌ جبورا: صلح، يستعمل لازما ‌و‌ متعديا.
 ‌و‌ المهيض: مفعول ‌من‌ هاض العظم يهيضه هيضا كسره بعد الجبور، ‌و‌ ‌هو‌ اشد ‌ما‌ يكون ‌من‌ الكسر، شبه النبات المنكسر للقحط بالعظم المكسور، فاستعار له لفظ المهيض تصريحا بالاستعاره، ‌و‌ قرنها بذكر الجبر الذى ‌هو‌ ‌من‌ لوازم المستعار منه ترشيحا.
 
سال الماء يسيل سيلا- ‌من‌ باب باع-: جرى، ‌و‌ اسلته اساله: اجريته.
 ‌و‌ الظراب: جمع ظرب على وزن كتف، ‌و‌ ‌هو‌ الجبل الصغير، ‌او‌ المنبسط على
 
 
و قيل: الظراب: الراوبى الصغار.
 ‌و‌ قيل: هى رووس الجبال.
 ‌و‌ ايقاع فعل الاساله على الظراب مجاز عقلى، اذ حقه ‌ان‌ يوقع على الماء لانه المسال حقيقه، لكنه اوقع على مكانه لملابسته له، كما اسند الفعل اليه ‌فى‌ سال النهر، فان المجاز العقلى اعم ‌من‌ ‌ان‌ يكون ‌فى‌ النسبه الاسناديه ‌او‌ غيرها، فكما ‌ان‌ اسناد الفعل الى غير ‌ما‌ حقه ‌ان‌ يسند اليه مجاز، فكذا ايقاعه على غير ‌ما‌ حقه ‌ان‌ يوقع عليه ‌و‌ اضافه المضاف الى غير ‌ما‌ حقه ‌ان‌ يضاف اليه، لانه جاز موضعه الاصلى، نص على ذلك التفتازانى ‌فى‌ المطول.
 قال بعض المترجمين: ‌و‌ انما خص الظراب بالذكر لظهور سيلان السيول عليها، ‌او‌ يكون المراد ايقاع الاساله عليها حقيقه، فيكون الغرض طلب كثره المطر حتى تذيب الظراب ‌و‌ تسيلها انتهى.
 ‌و‌ ‌لا‌ يخفى سخافه كل ‌من‌ الوجهين، بل انما خص الظراب بالذكر لانها ‌من‌ جمله المراعى التى تصعدها الانعام ‌و‌ ترعى ‌ما‌ فيها ‌من‌ النبات، بخلاف الجبال الشواهق التى ‌لا‌ يمكن رقيها ‌و‌ صعودها، كما يدل عليه حديث عباده ‌بن‌ الصامت ‌او‌ اخيه عبدالله: يوشك ‌ان‌ يكون خير مال المسلم شاه بين مكه ‌و‌ المدينه، ترعى فوق رووس الظراب ‌و‌ تاكل ‌من‌ ورق القتاد ‌و‌ البشام.
 ‌و‌ الجباب: جمع جب.
 قال ‌فى‌ القاموس: الجب بالضم: البئر ‌او‌ الكثيره الماء البعيده القعر، ‌او‌ الجيده الموضع ‌من‌ الكلا، ‌او‌ التى لم تطو، ‌او‌ مما وجدلا مما حفره الناس.
 
و فجرت الماء فجرا- ‌من‌ باب قتل- ‌و‌ فجرته تفجيرا فانفجر ‌و‌ تفجر: اجريته فجرى.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ ‌ان‌ تفتح له طريقا ليخرج ‌من‌ منبعه ‌و‌ يسيل جاريا.
 ‌و‌ الانهار: جمع نهر بالتحريك لغه ‌فى‌ النهر بالسكون مثل سبب ‌و‌ اسباب، ‌و‌ الساكن يجمع على نهر بضمتين ‌و‌ انهر، ‌و‌ ‌هو‌ المجرى الواسع ‌من‌ مجارى الماء، ‌و‌ ايقاع التفجير عليها مجاز عقلى كما تقدم.
 ‌و‌ ‌فى‌ المصباح للفيومى: النهر: الماء الجارى المتسع، ثم اطلق على الاخدود مجازا للمجاوره، فيقال: جرى النهر ‌و‌ جف النهر كما يقال: جرى الميزاب، ‌و‌ الاصل جرى ماءالنهر انتهى.
 ‌و‌ على هذا فيجوز ‌ان‌ يكون تفجير الانهار حقيقه ‌لا‌ مجازا.
 ‌و‌ الاشجار: جمع شجر، ‌و‌ ‌هو‌ ماله ساق صلب ‌من‌ النبات يقوم ‌به‌ كالنخل ‌و‌ غيره.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: الشجر ‌من‌ النبات: ‌ما‌ قام على ساق، ‌او‌ ماسما بنفسه، دق ‌او‌ جل، قاوم الشتاء ‌او‌ عجز عنه.
 ‌و‌ الرخص بالضم: ‌ضد‌ الغلاء، رخص الشى ء رخصا ‌من‌ باب قرب فهو رخيص، ‌و‌ يتعدى بالهمزه فيقال: ارخص الله السعر، ‌و‌ تعديته بالتضعيف غير معروف، فلا يقال:رخصه الله ترخيصا.
 ‌و‌ الاسعار: جمع سعر بالكسر، ‌و‌ ‌هو‌ تقدير اثمان الاشياء ‌و‌ ارتفاعه غلاء ‌و‌ انحطاطه رخص.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ تقدير ‌ما‌ يباع ‌به‌ الشى ء طعاما كان ‌او‌ غيره، ‌و‌ يكون غلاء ‌و‌ رخصا
 
باعتبار الزياده على المقدار الغالب ‌فى‌ ذلك المكان ‌و‌ الاوان ‌و‌ النقصان عنه.
 فائده: اختلف ‌فى‌ التسعير، فقيل: ‌هو‌ ‌من‌ فعل الله سبحانه ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ ذهبت اليه الاشاعره، بناء على اصلهم ‌من‌ انه ‌لا‌ فاعل الا الله تعالى، ‌و‌ لما ورد ‌فى‌ الحديث: حين وقع غلاء ‌فى‌ المدينه فاجتمع اهلها اليه عليه السلام، ‌و‌ قالوا: سعر لنا ‌يا‌ رسول الله، فقال: المسعر ‌هو‌ الله.
 ‌و‌ اختلف المعتزله ‌فى‌ هذه المساله.
 فقال بعضهم: ‌هو‌ فعل مباشر ‌من‌ العبد، اذ ليس ذلك الا مواضعه منهم على البيع ‌و‌ الشرى بثمن مخصوص.
 ‌و‌ قال آخرون: متولد ‌من‌ فعل الله تعالى، ‌و‌ ‌هو‌ تقليل الاجناس ‌و‌ تكثير الرغبات باسباب هى ‌من‌ فعله تعالى.
 ‌و‌ الذى تذهب اليه معشر الاماميه: ‌ان‌ خروج السعر عن مجرى عادته ترقيا ‌او‌ نزولا، ‌ان‌ استند الى اسباب غير مستنده الى العبد ‌و‌ اختياره نسب الى الله تعالى حتى توافق ارادات عامه الناس ‌و‌ رغباتهم، ‌و‌ الا نسب الى العبد، كجبر السلطان الرعيه على سعر مخصوص.
 ‌و‌ ‌ما‌ ورد ‌فى‌ الحديث النبوى المذكور محمول على انه ‌لا‌ ينبغى التسعير، بل يفوض الى الله تعالى ليقرره بمقتضى حكمته الكامله ‌و‌ رحمته الشامله، ‌لا‌ ‌ان‌ كل تسعير وقع منسوب الى الله تعالى، اذ لو كان هذا مراده عليه السلام لم يكن اجابته الى سوالهم منافيا له، ‌و‌ ‌لا‌ كان قوله: «المسعر ‌هو‌ الله» عذرا عن ترك التسعير.
 ‌و‌ ‌ما‌ ورد ‌من‌ الاخبار عن اهل البيت عليهم السلام ‌فى‌ هذا المعنى.
 كما روى عن على ‌بن‌ الحسين عليهماالسلام انه قال: ‌ان‌ الله ‌و‌ كل ملكا بالسعر
 
يدبره بامره.
 ‌و‌ عن ابى عبدالله عليه السلام: ‌ان‌ الله ‌و‌ كل بالاسعار ملكا يدبرها بامره.
 فالمراد بالسعر ‌ما‌ لم يكن للعبد ‌فى‌ اسبابه مدخل، ‌و‌ الله اعلم.
 ‌و‌ الامصار: جمع مصر بالكسر، ‌و‌ ‌هو‌ البلد العظيم، ‌و‌ اصله الحاجز بين الشيئين.
 ‌و‌ قال ابن فارس: المصر: كل كوره يقسم فيها الفى ء ‌و‌ الصدقات.
 ‌و‌ نعشه نعشا- ‌من‌ باب منع-: جبره بعد فقره، ‌و‌ اصله ‌من‌ نعشت العاثر اذا رفعته ‌من‌ عثرته.
 قال ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ نعشته فانتعش اذا تداركته ‌من‌ ورطه.
 ‌و‌ قال ابن سيده ‌فى‌ محكم اللغه: نعشه ينعشه نعشا: تداركه ‌من‌ هلكه، ‌و‌ نعشه الله ‌و‌ انعشه: ‌سد‌ فقره، ‌و‌ الربيع ينعش الناس: يغيثهم، قال النابغه:
 ‌و‌ انت ربيع ينعش الناس سيبه
 ‌و‌ سيف اعيرته المنيه قاطع
 ‌و‌ البهائم: جمع بهيمه، ‌و‌ هى كل ذات اربع ‌من‌ دواب البر ‌و‌ البحر، ‌و‌ كل حيوان ‌لا‌ يميز فهو بهيمه.
 ‌و‌ المراد بالخلق: الناس، كما يوذن ‌به‌ ايراده ‌فى‌ مقابله البهائم.
 ‌و‌ كمل الشى ء كمولا ‌من‌ باب قعد، ‌و‌ الاسم الكمال، ‌و‌ يستعمل ‌فى‌ الذوات ‌و‌ الصفات.
 يقال، كمل اذا تمت اجزاوه ‌و‌ كملت محاسنه، ‌و‌ يتعدى بالهمزه ‌و‌ التضعيف فيقال: اكملته اكمالا ‌و‌ كملته تكميلا.
 
و الروايه ‌فى‌ الدعاء وردت بالوجهين.
 ‌و‌ طيبات الرزق: مستلذاته.
 ‌و‌ قيل: هى الجامعه للذه ‌و‌ النفع ‌و‌ الحل، ‌و‌ قد تقدم الكلام عليه مبسوطا.
 ‌و‌ الزرع: ‌ما‌ استنبت بالبذر، ‌و‌ تسميه بالمصدر. ‌و‌ منه يقال: حصدت الزرع اى: النبات.
 قال بعضهم: ‌و‌ ‌لا‌ يسمى زرعا الا ‌و‌ ‌هو‌ غض طرى.
 ‌و‌ ‌در‌ اللبن درا- ‌من‌ باب ضرب ‌و‌ قتل- كثر، ‌و‌ ادره الله: كثره، ‌و‌ صاحبه: استخرجه.
 ‌و‌ الضرع: لكل ذات ظلف ‌و‌ خف كالثدى للمراه، ‌و‌ ادرار الضرع كاجراء النهر مجاز عقلى.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «و تزيدنا ‌به‌ قوه الى قوتنا» تلميح الى قوله تعالى حكايه عن هود: «و ‌يا‌ قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ‌و‌ يزدكم قوه الى قوتكم».
 ‌و‌ استعمال كلمه «الى» لتضمين معنى الاضافه ‌و‌ الانضمام، اى: قوه مضافه ‌و‌ منضمه الى قوتنا ‌فى‌ الدعاء ‌و‌ الى قوتكم ‌فى‌ الايه، ‌و‌ فسرت القوه هاهنا بالمال ‌و‌ الولد ‌و‌ الشده، ‌و‌ كل ذلك مما يتقوى ‌به‌ الانسان.
 ‌و‌ قال على ‌بن‌ عيسى: يريد عزا الى عزكم بكثره عددكم ‌و‌ اموالكم.
 ‌و‌ قيل: قوه ‌فى‌ ايمانكم الى قوه ‌فى‌ ابدانكم، ‌و‌ انما خصص القوه لانها اصل الانتفاع بالسقيا ‌و‌ اشرف مطالب الرزق.
 
الظل قيل: ‌هو‌ الفى ء الحاصل ‌من‌ حاجز بينك ‌و‌ بين الشمس مطلقا.
 ‌و‌ قيل: مخصوص بما كان منه الى الزوال، ‌و‌ ‌ما‌ بعده ‌هو‌ الفى ء.
 ‌و‌ قال ابن قتيبه ‌فى‌ اول ادب الكاتب: يذهبون- يعنى العوام- الى ‌ان‌ الظل ‌و‌ الفى ء بمعنى، ‌و‌ ليس كذلك، بل الظل يكون غدوه ‌و‌ عشيه ‌و‌ ‌من‌ اول النهار الى آخره.
 ‌و‌ معنى الظل الستر، ‌و‌ منه انا ‌فى‌ ظلك، ‌و‌ منه ظل الجنه، ‌و‌ ظل شجرها انما ‌هو‌ سترها ‌و‌ نواحيها، ‌و‌ ظل الليل سواده لانه يستر كل شى ء، ‌و‌ ظل الشمس ‌ما‌ سترت الشخوص ‌من‌ مسقطها.
 ‌و‌ اما الفى ء فلا يكون الا بعد الزوال، ‌و‌ ‌لا‌ يقال لما قبل الزوال: ‌فى‌ ء ‌و‌ انما سمى ‌ما‌ بعد الزوال ‌فى‌ ء، لانه ظل فاء ‌من‌ جانب الى جانب ‌و‌ الفى ء الرجوع انتهى.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: الظل ‌من‌ السحاب: ‌ما‌ وارى الشمس منه ‌او‌ سواده.
 ‌و‌ السموم بالفتح: الريح الحاره تكون غالبا بالنهار.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ مطلع الريح الحاره التى تدخل ‌فى‌ مسام البدن، ‌و‌ فسر «عذاب يوم الظله» بانه غيم تحته سموم.
 ‌و‌ الحسوم بالضم مصدر كالصعود ‌و‌ الهبوط.
 يقال: حسمه حسما ‌و‌ حسوما ‌من‌ باب ضرب بمعنى قطعه.
 ‌و‌ منه قيل للسيف: حسام، لانه قاطع.
 اى: لاتجعل برده علينا قطعا اى: قاطعا، كقوله تعالى: «قل ارايتم ‌ان‌ اصبح ماوكم غورا» اى: غائرا.
 
و المراد بالقطع الهلاك ‌و‌ الاستيصال، يقال: قطعه الله اى: اهلكه ‌و‌ استاصله، ‌او‌ ‌هو‌ بمعنى التتابع ‌و‌ الدوب، ماخوذ ‌من‌ حسم الداء ‌و‌ ‌هو‌ متابعه الكى ‌و‌ اعادته على الداء مره بعد اخرى حتى ينحسم، اى: لاتجعل برده علينا متتابعا دائما، فان البرد اذا تتابع اهلك. ‌او‌ ‌هو‌ بمعنى الشوم ‌و‌ الشر الذى يحسم كل خير.
 قال ‌فى‌ القاموس: الحسوم بالضم الشوم ‌و‌ الدووب ‌فى‌ العمل.
 ‌و‌ فسر الحسوم ‌من‌ قوله تعالى: «سبع ليال ‌و‌ ثمانيه ايام حسوما» اى: ولاء متتابعه، كانه تتابع عليهم الشر حتى استاصلهم، ‌و‌ قيل: دائمه.
 ‌و‌ قيل: قاطعه قطعتهم قطعا حتى اهلكتهم.
 ‌و‌ قيل: شائم نكدا قليله الخير حسمت الخير عن اهلها.
 ‌و‌ الصوب بالفتح: نزول المطر ‌و‌ انصبابه، صابت السماء صوبا ‌من‌ باب قال، ‌و‌ مطر صيب ذو صوب، ‌و‌ يطلق على المطر نفسه.
 ‌و‌ رجمه رجما- ‌من‌ باب قتل-: رماه بالحجاره، ‌و‌ الرجوم بالضم جمع رجم، ‌و‌ ‌هو‌ اسم ‌ما‌ يرجم به.
 قال ابن الاثير ‌فى‌ النهايه: ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون مصدرا ‌لا‌ جمعا. ‌و‌ كونه جمعا انسب بحمل الصوب على معنى المطر نفسه، ‌او‌ مصدرا بحمله على معنى النزول ‌و‌ ‌ان‌ حملته على معنى النزول ‌و‌ جعلت الرجوم جمعا فهو على حذف مضاف اى: ذا رجوم.
 اى: لاتجعل نزول مطره علينا ذا حجاره ‌او‌ نحوها ترجمنا بها، ‌او‌ رميا بالحجاره، ‌او‌ لاتجعل مطره علينا حجاره، اى: اجعله مطر رحمه ‌لا‌ مطر عذاب، كما عذبت قوما ‌من‌ قبلنا بامطار الحجاره عليهم، كما قال تعالى: «و امطرنا عليهم حجاره ‌من‌
 
سجيل». ‌و‌ ‌لا‌ حاجه الى القول بان المعنى ‌لا‌ تجعل صوبه علينا كالحجاره ‌فى‌ الاضرار بنا ‌و‌ افساد النبات ‌و‌ الزرع، لان حمل الكلام على ظاهره عند الامكان اولى ‌من‌ التعسف ‌فى‌ التاويل، كما ‌هو‌ مقرر عند العلماء.
 ‌و‌ الاجاج بالضم: الشديد الملوحه ‌لا‌ يمكن شربه.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ المر الشديد المراره الغليظ الذى ‌لا‌ يطاق شربه.
 
البركات: جمع بركه بالتحريك، ‌و‌ هى بمعنى الزياده ‌و‌ النماء، ‌و‌ تطلق على مطلق الخير. ‌و‌ بركات السماوات ‌و‌ الارض خيراتها الناميه، بانزال المطر ‌من‌ السماء، ‌و‌ باخراج النبات ‌و‌ الثمار ‌من‌ الارض.
 ‌و‌ قيل: بركات السماء اجابه الدعاء، ‌و‌ بركات الارض تيسير الحوائج، ‌و‌ بكل ‌من‌ المعنيين فسر قوله تعالى: «و لو ‌ان‌ اهل القرى آمنوا ‌و‌ اتقوا لفتحنا عليهم بركات ‌من‌ السماء ‌و‌ الارض».
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «انك على كل شى قدير» تعليل للدعاء ‌و‌ مزيد استدعاء للاجابه، ‌و‌ تاكيد الجمله لغرض كمال قوه يقينه بمضمونها.
 ‌و‌ القدير: ‌هو‌ الفعال لكل ‌ما‌ يشاء، ‌و‌ لذلك لم يوصف ‌به‌ غير البارى ‌جل‌ جلاله، ‌و‌ قد سلف الكلام على معنى قدرته تعالى فليرجع اليه، ‌و‌ الله اعلم.
 هذا آخر الروضه التاسعه عشره ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح صحيفه سيدالعابدين، ‌و‌ قد وقع الفراغ ‌من‌ تحريرها ‌و‌ اتمامها ‌و‌ الوقوف على انهاء نظامها يوم الوافقه ‌من‌ ذى الحجه الحرام آخر شهور سنه مائه ‌و‌ الف ‌من‌ الهجره، ‌و‌ لله الحمد.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^