فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 2
100% این مطلب را پسندیده اند

الدعاء 23

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ ‌به‌ نستعين


 الحمد لله الذى اذا مرضت فهو يشفين ‌و‌ اذا اضطررت فهو يكفين ‌و‌ الصلاه والسلام على رسوله اشرف المرسلين ‌و‌ على اهل بيته عصمه المتوسلين.
 ‌و‌ بعد فهذه الروضه الثالثه ‌و‌ العشرون ‌من‌ رياض السالكين ، تتضمن شرح الدعاء الثالث ‌و‌ العشرين ، ‌من‌ صحيفه زين العابدين ‌و‌ سيد الزاهدين صلى الله عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الطاهرين ، املاء راجى فضل ربه السنى ، على صدرالدين الحسينى الحسنى ، شفاه الله ‌و‌ كفاه ‌و‌ ‌من‌ عليه بالعفو ‌و‌ العافيه ‌و‌ المعافاه.
 
العافيه: اسم ‌من‌ عافاه الله معافاه اى: اصحه ‌و‌ محى عنه الاسقام.
 ‌و‌ قال الجوهرى: ‌و‌ توضع موضع المصدر ‌و‌ يقال: عافاه الله عافيه.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: العافيه: دفاع الله عن العبد، عافاه الله ‌من‌ المكروه ‌و‌ معافاه ‌و‌ عافيه: وهب له العافيه ‌من‌ العلل ‌و‌ البلايا، انتهى.
 ‌و‌ قال الفيومى: هى مصدر جاءت على فاعله، ‌و‌ مثلها ناشئه الليل بمعنى نشو الليل.
 ‌و‌ الخاتمه: بمعنى الختم.
 ‌و‌ العافيه: بمعنى العقب، ‌و‌ قال بعضهم: اطلاق العافيه، ‌و‌ نحوها ‌من‌ المصادر التى جاءت على فاعله، على المصدر ‌من‌ باب المجاز اللغوى، ‌و‌ ‌هو‌ استعمال اللفظ ‌فى‌ غير ‌ما‌ وضع له.
 قال بعض العلماء: العافيه متناوله لدفع جميع المكروهات ‌فى‌ النفس ‌و‌ البدن، ‌و‌ الظاهر ‌و‌ الباطن، ‌و‌ ‌فى‌ الدين ‌و‌ الدنيا ‌و‌ الاخره.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث ‌ما‌ سال الله شيئا- يعنى النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله- احب اليه ‌من‌ ‌ان‌ يسال الله العافيه ‌و‌ ذلك لانه لفظ جامع لانواع خير الدارين.
 
و ايقاع الشكر على العافيه مجاز عقلى، لكونها سببا فيه، ‌و‌ الاصل: ‌و‌ شكره عليها.
 
البسته الثوب فلبسه.
 ‌و‌ جلله: غطاه، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ جلل المطر الارض اذا عمها ‌و‌ طبقها فلم يدع شيئا الا غطى عليه. ‌و‌ يتعدى الى الثانى بنفسه ‌و‌ بالباء، فيقال: جلله اياه ‌و‌ جلله به، ‌و‌ ‌من‌ الاول ‌ما‌ روى: جللهم الله خزيا.
 ‌و‌ حصن نفسه ‌و‌ ماله تحصينا ‌و‌ احصنه احصانا: منعه ‌و‌ حفظه كانه ادخله الحصن، ‌و‌ ‌هو‌ المكان الذى ‌لا‌ يقدر عليه لارتفاعه.
 ‌و‌ الاكرام: يكون بمعنى الاعزاز ‌و‌ التعظيم، ‌و‌ يكون بمعنى التنزيه.
 قال ‌فى‌ القاموس: اكرمه ‌و‌ كرمه: عظمه ‌و‌ نزهه.
 ‌و‌ منه انا اكرمك عن كذا اى: انزهك عنه.
 ‌و‌ الاغناء: اما ‌من‌ الغنى بالكسر ‌و‌ القصر بمعنى الثروه ‌و‌ الجده، ‌او‌ ‌من‌ الغناء بالفتح ‌و‌ المد بمعنى الكفايه. ‌و‌ قيل: هما بمعنى، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ضد‌ الفقر.
 ‌و‌ تصدق على الفقراء بكذا: اعطاهم صدقه، ‌و‌ هى العطيه يبتغى ‌به‌ المثوبه ‌من‌ الله.
 ‌و‌ المراد بالتصدق هنا مطلق العطاء دون قيد ابتغاء الثواب، ‌من‌ باب اطلاق الخاص على العام ‌و‌ المقيد على المطلق مجازا، ‌و‌ آثر التعبير بالتصدق نظرا الى فقره ‌و‌ غناه تعالى، ‌من‌ حيث ‌ان‌ الصدقه انما تكون للفقراء ‌من‌ الغنى، ‌و‌ فيه شاهد على جواز اطلاق التصدق على عطائه تعالى خلافا لمن منع ذلك.
 قال النظام النيسابورى ‌فى‌ تفسيره: منع العلماء ‌ان‌ يقال لله تعالى: متصدق، ‌او‌
 
اللهم تصدق علينا، بل يجب ‌ان‌ يقال: اللهم اعطنى ‌او‌ تفضل على ‌او‌ ارحمنى، لان الصدقه يرجى بها المثوبه عند الله، ‌و‌ ‌هو‌ مستحيل ‌فى‌ حقه ‌جل‌ شانه. ‌و‌ اذا ورد ذلك ‌فى‌ كلام المعصوم عليه السلام فلا عبره بكلام غيره.
 ‌و‌ وهبت لزيد مالا: ملكته اياه بلاعوض.
 ‌و‌ افرشت زيدا افراشا ‌و‌ فرشته فرشا: بسطته له، ‌و‌ الروايه ‌فى‌ الدعاء وردت بالوجهين.
 ‌و‌ اصلحت الشى ء: ازلت فساده ‌و‌ جعلته منتفعا به.
 ‌و‌ فرقت بين الشيئين تفريقا: مبالغه ‌فى‌ فرقت بينهما- ‌من‌ باب قتل- اى: فصلت، هذا ‌ما‌ عليه الجمهور.
 ‌و‌ قال ابن الاعرابى: فرقت بين الكلامين فافترقا مخفف، ‌و‌ فرقت بين العبدين فتفرقا مثقل فجعل المخفف ‌فى‌ المعانى ‌و‌ المثقل ‌فى‌ الاعيان.
 ‌و‌ الذى حكاه غيره انهما بمعنى، ‌و‌ الثقيل مبالغه.
 ‌و‌ اعلم ‌ان‌ قوله عليه السلام: «البسنى عافيتك ‌و‌ جللنى عافيتك»، ‌و‌ نحوه ‌من‌ الافعال التى ‌لا‌ يتعلق معناها الحقيقى بالعافيه، ‌من‌ باب الاستعاره، ‌و‌ هى اما استعاره تبعيه نحو: قتل البخل ‌و‌ احيى السماحا، ‌او‌ مكنيه مرشحه، ‌و‌ ‌لا‌ يبعد جعلها ‌من‌ باب الاستعاره التمثيليه، كما تقدم التنبيه عليه ‌فى‌ نظير ذلك.
 ‌و‌ انما كرر لفظ العافيه بسوالها بانواع الطلب، ‌و‌ وضع الظاهر موضع المضمر فيما سوى الفقره الاولى، لمزيد العنايه ‌و‌ الاهتمام بشانها، ‌و‌ قرعا لباب الالحاح المندوب اليه ‌فى‌ الدعاء، ‌و‌ تلذذا للتلفظ باسمها، ‌و‌ بسطا للخطاب حيث الاصغاء مطلوب.
 
و يحتمل تخصيص كل لفظ منها بمعنى، لانها لفظ جامع لخيرات الدارين، بان يقال: ‌و‌ البسنى عافيتك ‌من‌ المرض البدنى، لان الالباس للثواب المخصوص للبدن.
 ‌و‌ جللنى عافيتك: ‌من‌ الفضيحه، بدليل التجليل الذى ‌هو‌ بمعنى التغطيه ‌و‌ الستر.
 ‌و‌ حصنى بعافيتك: ممن يريدبى سوء، بقرينه التحصين.
 ‌و‌ اكرمنى بعافيتك: ‌من‌ الذل ‌و‌ المهانه ‌او‌ ‌من‌ المعائب ‌و‌ القبائح، بدليل الاكرام بمعنى التعظيم ‌او‌ التنزيه.
 ‌و‌ اغننى بعافيتك: ‌من‌ الفقر ‌و‌ الحاجه، بدليل الاغناء.
 ‌و‌ تصدق على بعافيتك: ‌من‌ الاضطرار الى صدقه غيرك.
 وهب لى عافيتك: ‌من‌ الاحتياج الى هبه غيرك.
 ‌و‌ افرشنى عافيتك: ‌اى‌ مهادها ‌من‌ الخوف، كما يقال: افرشه مهاد امنه.
 ‌و‌ اصلح لى عافيتك: الحاصله عندى التى قد افسدها المرض ‌و‌ نحوه.
 ‌و‌ ‌لا‌ تفرق بينى ‌و‌ بين عافيتك: العامه ‌فى‌ امور الدنيا ‌و‌ الاخره.
 
عافيه: منصوب على المفعوليه المطلقه، مبين لنوع عامله لكونه موصوفا.
 ‌و‌ كافيه: صفه له.
 ‌و‌ شافيه ‌و‌ ‌ما‌ بعده: يحتمل الوصفيه ‌و‌ الحاليه.
 ‌و‌ عافيه الثانيه: بدل ‌من‌ عافيه الاولى بدل كل، ‌و‌ فائدتها التاكيد ‌و‌ التنصيص على ‌ان‌ العافيه الموصوفه بالصفات المذكوره هى العافيه التى تولد ‌فى‌ بدنى العافيه.
 ‌و‌ قوله: «عافيه الدنيا ‌و‌ الاخره» بدل ‌من‌ العافيه بدل الكل ايضا، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الموضعين ‌فى‌ حكم تكرير العامل، ‌من‌ حيث انه المقصود بالنسبه، مفيد لمتبوعه مزيد تاكيد ‌و‌ تقرير ‌و‌ ايضاح ‌و‌ تفسير، كما ‌هو‌ شان بدل الكل ‌من‌ الكل.
 ‌و‌ معنى كونها كافيه اى: مغنيه عن الاطباء، ‌او‌ عن سوال عافيه اخرى معها.
 
و شافيه: ‌اى‌ معدله للاخلاط، فان معنى الشفاء، رجوع الاخلاط الى الاعتدال، ‌او‌ مزيله للامراض ‌من‌ شفى الله المريض اذا اصحه.
 ‌و‌ عاليه: ‌اى‌ رفيعه ‌لا‌ تنالها الاسقام ‌و‌ العلل، ‌او‌ عاليه للمرض قاهره له، ‌من‌ علافلان فلانا اذا غلبه ‌و‌ قهره.
 ‌و‌ ناميه: ‌اى‌ زائده كثيره، ‌من‌ نمى الشى ء ينمى- ‌من‌ باب رمى- نماء بالفتح ‌و‌ المد ‌فى‌ لغه، ينمو نموا- ‌من‌ باب قعد- اى: زاد ‌و‌ كثر.
 ‌و‌ تولد: ‌اى‌ تنشا، ‌من‌ تولد الشى ء عن غيره اى: نشا عنه.
 ‌و‌ الالف ‌و‌ اللام ‌فى‌ العافيه للجنس باعتبار تحققه ‌فى‌ ضمن جميع افراده، ‌و‌ ‌هو‌ المعبر عنه بالاستغراق الحقيقى، ‌و‌ لهذا ابدل منها قوله: «عافيه الدنيا ‌و‌ الاخره»، توضيحا ‌و‌ تفسيرا للشمول المقصود ‌من‌ تعريف العافيه، ‌و‌ المعنى تولد ‌فى‌ بدنى كل عافيه دنيويه ‌و‌ اخرويه.
 ‌او‌ لاستغراق خصائص الافراد، اى: العافيه الكامله ‌فى‌ معناها، نحو: ‌هو‌ الرجل اى: الكامل ‌فى‌ الرجوليه، ‌و‌ يكون قوله: «عافيه الدنيا ‌و‌ الاخره» لبيان ‌ان‌ العافيه الكامله هى الدنيويه ‌و‌ الاخرويه، ‌و‌ المراد بالاخرويه العافيه ‌و‌ السلامه ‌من‌ مضار الاخره ‌و‌ آفاتها. ‌و‌ ‌لا‌ ينافيه قوله: «فى بدنى»، لان الاعمال الحاصله للانسان التى تكون سببا للسلامه ‌من‌ اهوال الاخره ‌و‌ مضارها، انما تحصل عن هذا البدن ‌و‌ تستفاد بواسطته، ‌و‌ الله اعلم.
 
الصحه: البرء ‌من‌ المرض، ‌و‌ البراءه ‌من‌ كل عيب.
 ‌و‌ قال الفيومى الصحه ‌فى‌ البدن حاله طبيعيه تجرى افعاله معها على المجرى الطبيعى، ‌و‌ قد استعيرت للمعانى، فقيل: صحت الصلاه اذا اسقطت القضاء، ‌و‌ صح العقد اذ ترتب عليه اثره، ‌و‌ صح الخبر اذا طابق الواقع.
 
و قال بعضهم: الصحه حاله ‌او‌ ملكه تصدر بها الافعال عن موضعها سليمه، ‌و‌ هى عند الفقهاء عباره عن كون الفعل مسقطا للقضاء ‌فى‌ العبادات، ‌او‌ سببا لترتب ثمراته المطلوبه منه عليه شرعا ‌فى‌ العبادات، ‌و‌ بازائه البطلان.
 ‌و‌ قيل: هى استتباع الغايه، ‌و‌ بازائها البطلان ‌و‌ الفساد.
 ‌و‌ الامن: عدم توقع مكروه ‌فى‌ المستقبل.
 ‌و‌ السلامه: الخلوص ‌من‌ الافات.
 ودان بالاسلام دينا بالكسر تعبد به.
 ‌و‌ البدن ‌فى‌ اللغه: ‌من‌ الجسد ‌ما‌ سوى الراس ‌و‌ الاطراف.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ ‌ما‌ سوى المقاتل. ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا جميع الجسد.
 ‌و‌ البصيره: قوه القلب المنور بنور القدس يرى بها حقائق الاشياء ‌و‌ بواطنها، ‌و‌ هى بمثابه البصر للنفس ترى ‌به‌ صور الاشياء ‌و‌ ظواهرها، ‌و‌ هى التى تسميها الحكماء: العاقله النظريه ‌و‌ القوه القدسيه.
 ‌و‌ نفذ ‌فى‌ الامر ‌و‌ القول- ‌من‌ باب قعد- نفوذا ‌و‌ نفاذا: مضى، ‌و‌ امر نافذ اى: ماض مطاع. ‌و‌ اصله ‌من‌ نفذ السهم اذا خرق الرميه ‌و‌ خرج منها.
 ‌و‌ الخشيه: تالم القلب بسبب توقع مكروه ‌فى‌ المستقبل.
 ‌و‌ الخوف: بمعناها. ‌و‌ هما يكونان تاره بكثره الجنايه ‌من‌ العبد، ‌و‌ تاره بمعرفه جلال الله سبحانه ‌و‌ هيبته، ‌و‌ خشيه الانبياء ‌و‌ الائمه ‌و‌ خوفهم ‌من‌ هذا القبيل.
 ‌و‌ قال بعضهم: ‌لا‌ يكاد اللغوى يفرق بين الخوف ‌و‌ الخشيه، ‌و‌ ‌لا‌ ‌شك‌ ‌ان‌ الخشيه اعلى منه ‌و‌ هى اشد الخوف، فانها ماخوذه ‌من‌ قولهم: شجره خشيه اى: يابسه ‌و‌ هى فوات بالكليه، ‌و‌ الخوف ‌من‌ ناقه خوفاء: ‌اى‌ بها داء، ‌و‌ ‌هو‌ نقص ‌و‌ ليس بفوات، ‌و‌ لذلك خصت الخشيه بالله ‌فى‌ قوله تعالى: «يخشون ربهم ‌و‌ يخافون سوء
 
الحساب».
 ‌و‌ فرق بينهما ايضا بان الخشيه تكون ‌من‌ عظم المخشى ‌و‌ ‌ان‌ كان الخاشى قويا، ‌و‌ الخوف يكون ‌من‌ ضعف الخائف ‌و‌ ‌ان‌ كان المخوف امرا يسيرا، ‌و‌ يدل لذلك ‌ان‌ الخاء ‌و‌ الشين ‌و‌ الياء ‌فى‌ تقاليبها تدل على العظمه، نحو شيخ: للسيد الكبير، ‌و‌ خيش: لما غلظ ‌من‌ اللباس، ‌و‌ لذا وردت الخشيه غالبا ‌فى‌ ‌حق‌ الله «انما يخشى الله ‌من‌ عباده العلماء»، انتهى.
 ‌و‌ قد تقدم ‌فى‌ الروضه السادسه عشره كلام للمحقق الطوسى طاب ثراه ‌فى‌ الفرق بين الخوف ‌و‌ الخشيه، فليرجع اليه.
 قال بعض العارفين: اذا احترقت جميع الشهوات بنار الخوف، ظهر ‌فى‌ القلب الذبول ‌و‌ الخشوع ‌و‌ الانكسار، ‌و‌ زال عنه الحقد ‌و‌ الكبر ‌و‌ الحسد، ‌و‌ صار كل همه النظر ‌فى‌ خطر العافيه، فلا يتفرغ لغيره، ‌و‌ ‌لا‌ يصير له شغل الا المراقبه ‌و‌ المحاسبه ‌و‌ المجاهده، ‌و‌ الاحتراز ‌من‌ تضييع الانفاس ‌و‌ الاوقات، ‌و‌ مواخذه النفس ‌فى‌ الخطوات ‌و‌ الخطرات، ‌و‌ اما الخوف الذى ‌لا‌ يترتب عليه شى ء ‌من‌ هذه الاثار، فلا يستحق ‌ان‌ يطلق عليه اسم الخوف، ‌و‌ انما ‌هو‌ حديث النفس.
 ‌و‌ لهذا قال بعض ارباب القلوب: اذا قيل لك: هل تخاف الله، فاسكت عن الجواب، فانك ‌ان‌ قلت «لا» كفرت، ‌و‌ ‌ان‌ قلت: «نعم» كذبت (ه)
 ‌و‌ القوه: تمكن الحيوان ‌من‌ الافعال الشاقه، ‌و‌ ‌لا‌ يبعد ‌ان‌ يكون المراد بها هنا الجد ‌و‌ العزيمه، كما فسر ‌به‌ قوله تعالى: «خذوا ‌ما‌ آتيناكم بقوه»، اى: بعزيمه وجد غير
 
متكاسلين ‌و‌ ‌لا‌ متغافلين.
 ‌و‌ عن الصادق عليه السلام: ‌ان‌ المراد بها قوه الابدان ‌و‌ القلوب جميعا.
 ‌و‌ الاجتناب: مطاوع جنبته الشر جنوبا- ‌من‌ باب قعد-: ابعدته ‌و‌ نحيته عنه فاجتنبه، ‌و‌ منه «و اجنبنى ‌و‌ بنى ‌ان‌ نعبد الاصنام».
 ‌و‌ جنبته بالتثقيل مبالغه، فتجنبه هو، ‌و‌ معنى منه تعالى عليه بالاجتناب لما نهاه عنه ‌من‌ المعاصى، حسم اسبابها ‌و‌ عدم الاعداد لها، ‌و‌ الله اعلم.
 
الحج لغه: القصد، ‌حج‌ حجا- ‌من‌ باب قتل-: قصد فهو حاج، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ القصد الى الشى ء المعظم.
 ‌و‌ شرعا: قصد بيت الله تعالى بصفه مخصوصه ‌فى‌ وقت مخصوص بشرائط مخصوصه، ‌و‌ الاسم الحج بالكسر.
 ‌و‌ العمره: اسم ‌من‌ الاعتمار، ‌و‌ ‌هو‌ لغه: الزياره اخذا ‌من‌ العماره، لان الزائر يعمر المكان بزيارته.
 ‌و‌ شرعا: زياره بيت الله الحرام بعمل مخصوص، ‌و‌ هى واجبه عندنا مثل الحج، ‌و‌ ‌به‌ قال الشافعى ‌فى‌ الجديد، ‌و‌ تسمى الحج الاصغر.
 روى ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسند حسن ‌او‌ صحيح عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما افاض آدم ‌من‌ منى تلقته الملائكه، فقالوا: ‌يا‌ آدم برحجك، اما انه قد حججنا هذا البيت قبل ‌ان‌ تحجه بالفى عام.
 
و قد ورد ‌فى‌ فضل الحج ‌و‌ العمره ‌و‌ ثوابهما ‌من‌ الاخبار ‌ما‌ ‌لا‌ يحصى، فعن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: الحجه ثوابها الجنه، ‌و‌ العمره كفاره لكل ذنب.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: ضمان الحاج ‌و‌ المعتمر على الله، ‌ان‌ ابقاه بلغه اهله ‌و‌ ‌ان‌ اماته ادخله الجنه.
 ‌و‌ عنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: تابعوا بين الحج ‌و‌ العمره، فانهما ينفيان الفقر ‌و‌ الذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد.
 ‌و‌ عنه عليه السلام: الحاج ‌و‌ المعتمر وفد الله، ‌ان‌ سالوه اعطاهم، ‌و‌ ‌ان‌ دعوه اجابهم، ‌و‌ ‌ان‌ شفعوا شفعهم، ‌و‌ ‌ان‌ سكتوا ابتداهم ‌و‌ يعوضون بالدرهم الف درهم.
 ‌و‌ لما كان ‌من‌ المستحبات الموكده ‌ان‌ يختم الحاج حجه بالورود الى المدينه المشرفه، لزياره النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ زياره اهل بيته سلام الله عليهم اجمعين، سال عليه السلام ذلك بقوله: «و زياره قبر رسولك الى آخره».
 روى ابوحجر الاسلمى عن ابى عبدالله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌من‌ اتى مكه ‌و‌ لم يزرنى ‌فى‌ المدينه جفوته يوم القيامه، ‌و‌ ‌من‌ اتانى زائرا وجبت له شفاعتى، ‌و‌ ‌من‌ وجبت له شفاعتى وجبت له الجنه.
 ‌و‌ ‌من‌ الاخبار المستفيضه عنه صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌من‌ ‌حج‌ ‌و‌ لم يزرنى فقد جفانى.
 
و بسند صحيح عن ابى جعفر عليه السلام قال: ابداوا بمكه ‌و‌ اختموا بنا.
 ‌و‌ عن المعلى ابى شهاب قال: قال الحسين عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌يا‌ ابتا ‌ما‌ لمن زارك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌يا‌ بنى ‌من‌ زارنى حيا ‌او‌ ميتا ‌او‌ زار اباك ‌او‌ زار اخاك ‌او‌ زارك، كان حقا على ‌ان‌ ازوره يوم القيامه ‌و‌ اخلصه ‌من‌ ذنوبه.
 قال شيخنا الشهيد قدس سره ‌فى‌ كتاب الدروس: يستحب للحاج ‌و‌ غيرهم زياره النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله بالمدينه استحبابا موكدا، ‌و‌ يجبر الامام الناس على ذلك لو تركوه، لقوله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌من‌ اتى مكه حاجا ‌او‌ معتمرا ‌و‌ لم يزرنى جفوته يوم القيامه، الحديث.
 قوله عليه السلام: «صلواتك عليه ‌و‌ رحمتك ‌و‌ بركاتك عليه ‌و‌ على آله» جمله دعائيه معترضه بين المعطوف ‌و‌ المعطوف عليه ‌لا‌ محل لها ‌من‌ الاعراب. ‌و‌ الصلاه ‌من‌ الله قيل: المغفره ‌و‌ الرحمه، ‌و‌ قيل: الثناء، ‌و‌ قيل: الكرامه.
 ‌و‌ المراد برحمته تعالى: رحمته التى وسعت كل شى ء ‌و‌ استتبعت كل خير.
 ‌و‌ بركاته: خيراته الناميه الفائضه منه بواسطه رحمته، المستتبعه لكل خير، الواسعه لكل شى ء.
 قال بعضهم: اضافه البركات اليه تعالى باعتبار ‌ان‌ البركه، سواء كانت بمعنى الزياده ‌او‌ بمعنى الكثره ‌او‌ بمعنى الخصب، ناشئه ‌من‌ الله تعالى ‌و‌ كائنه باعطائه. ‌و‌ اتى بالبركات بصيغه الجمع دون الرحمه اقتفاء لقوله تعالى حاكيا عن ملائكته الكرام: «قالوا: اتعجبين ‌من‌ امر الله رحمت الله ‌و‌ بركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد».
 
روى ‌ان‌ اميرالمومنين عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم، فقالوا: عليك السلام ‌و‌ رحمه الله ‌و‌ بركاته ‌و‌ مغفرته ‌و‌ رضوانه، فقال: ‌لا‌ تجاوزوا بنا ‌ما‌ قالت الملائكه لابينا ابراهيم عليه السلام: رحمه الله ‌و‌ بركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد.
 ‌و‌ اعلم ‌ان‌ ‌فى‌ اكثر النسخ المستفيضه لفظه «عليه» بعد الصلوات ‌و‌ بعد البركات، فهما جملتان متعاطفتان، اى: صلواتك مستقره عليه ‌و‌ رحمتك ‌و‌ بركاتك مستقره عليه. ‌و‌ ‌فى‌ نسخه ابن ادريس لفظه «عليه» بعد البركات فقط، فهى جمله واحده.
 قوله عليه السلام: «و ‌آل‌ رسولك عليهم السلام» عطف على قبر رسولك، اى: ‌و‌ زياره قبور ‌آل‌ رسولك. ‌و‌ حذف المضاف للعلم ‌به‌ ‌و‌ لدلاله ‌ما‌ تقدم عليه.
 روى عن ابى الحسن الرضا عليه السلام: ‌ان‌ لكل امام عهدا ‌فى‌ عنق شيعته ‌و‌ اوليائه، ‌و‌ ‌ان‌ ‌من‌ تمام الوفاء بالعهد ‌و‌ حسن الاداء زياره قبورهم، فمن زارهم عليهم السلام رغبه ‌فى‌ زيارتهم ‌و‌ تصديقا بما رغبوا فيه، كان ائمتهم شفعاوهم يوم القيامه.
 ‌و‌ عن زيد الشحام، قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ‌ما‌ لمن زار رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله؟ قال: كمن زار الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ فوق عرشه، قال: قلت: فما لمن زار احدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله.
 قوله عليه السلام: «ابدا ‌ما‌ ابقيتنى ‌فى‌ عامى هذا ‌و‌ ‌فى‌ كل عام».
 الابد: الدهر الطويل، ‌و‌ قيل: الدهر الطويل: لاحد له، ‌و‌ نصبه على الظرف اى: دهرا طويلا، ‌و‌ ‌هو‌ متعلق ‌با‌ منن، ‌و‌ ‌ما‌ قيل: ‌من‌ احتمال كونه ظرفا للسلام ‌من‌ قوله: «عليهم السلام»، ليس بشى ء.
 
و «ما» ‌من‌ قوله: «ما ابقيتنى»: مصدريه زمانيه اى: مده ابقائى، ‌و‌ الموصول وصلته ‌فى‌ موضع نصب، على انه بدل ‌او‌ عطف بيان ‌من‌ قوله «ابدا».
 ‌و‌ قوله: «فى عامى هذا» متعلق ‌با‌ منن، قيل: ‌او‌ بابقيتنى.
 ‌و‌ العام: الحول، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ تقدير فعل بفتحتين، ‌و‌ لهذا يجمع على اعوام مثل سبب ‌و‌ اسباب.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: العام: السنه، ‌و‌ قد تقدم ‌فى‌ الروضه الاولى عن ابن الجواليقى ‌و‌ صاحب التهذيب: ‌ان‌ العام اخص ‌من‌ السنه، ‌و‌ ‌ان‌ عدم الفرق بينهما غلط، فراجعه.
 ‌و‌ قوله: «هذا» صفه للعام بتاويل الحاضر.
 ‌و‌ قال ابن السراج: ‌هو‌ بدل منه.
 ‌و‌ قال السهيلى: عطف بيان ‌و‌ الاول ‌هو‌ الذى عليه الجمهور ‌من‌ البصريين ‌و‌ محققوا المتاخرين.
 قوله عليه السلام: «و اجعل ذلك مقبولا» الى آخره، ذلك اشاره الى المذكور ‌من‌ الحج ‌و‌ العمره ‌و‌ الزياره، ‌و‌ ‌ما‌ فيه ‌من‌ معنى البعد للاشعار بعلو درجته ‌و‌ بعد منزلته ‌فى‌ الفضل.
 ‌و‌ المقبول: المرضى لله ‌او‌ المثاب عليه كما تقدم ‌فى‌ معنى المقبول، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون الطلب متوجها الى جعله ‌من‌ جمله الاعمال المقرونه بالاخلاص، فكنى بطلب القبول عن ذلك، فلا يرد ‌ان‌ طلب القبول يدل على ‌ان‌ العمل المقرون بالاخلاص
 
لا يجب ترتب الثواب عليه ‌و‌ الا لم يكن ‌فى‌ طلبه فائده.
 ‌و‌ المشكور: المعامل معامله ‌ما‌ يشكر عليه ‌فى‌ حسن الجزاء.
 قال العلماء: الشكر عباره عن مجموع امور ثلاثه: اعتقاد كون العامل محسنا ‌فى‌ تلك الاعمال، ‌و‌ الثناء عليه بالقول، ‌و‌ الاتيان بافعال تدل على كونه مطيعا عند ذلك الشاكر، ‌و‌ الله تعالى يعامل المطيعين بهذه الامور الثلاثه، لانه يعلم كونهم محسنين ‌فى‌ تلك الاعمال، ‌و‌ انه يثنى عليهم بكلامه، ‌و‌ يعاملهم المعاملات الداله على كونهم مطيعين عند الله.
 ‌و‌ قيل: المشكور ‌من‌ الاعمال: المضاعف جزاوه، المتجاوز عما فيه ‌من‌ الخلل ‌و‌ النقص.
 ‌و‌ المذكور: الحال محل ‌ما‌ يذكر ‌فى‌ تعلق الثواب ‌به‌ ‌و‌ اظهار الرضا ‌و‌ استحقاق المنزله ‌و‌ الاكرام، ‌و‌ بازائه المنسى المطرح الذى ‌لا‌ يعبا ‌به‌ ‌و‌ ‌لا‌ يلتفت اليه.
 ‌و‌ المذخور: ‌ما‌ اعد لوقت الحاجه اليه، اى: اجعل ثوابه ذخرا ‌و‌ عده ليوم فاقتى اليه ‌و‌ ‌هو‌ يوم القيامه.
 
اى: الهم لسانى النطق بذلك، ‌و‌ قد يراد بانطاقه تعالى اقداره على النطق، كما ‌فى‌ قوله تعالى: «قالوا انطقنا الله الذى انطق كل شى ء»، ‌و‌ هذا المعنى ليس مرادا هنا، لانه واقع فلا فائده ‌فى‌ طلبه.
 ‌و‌ شرح فلان امره: اذا اظهره ‌و‌ اوضحه، ‌و‌ منه شرح المساله اذا بينها ‌و‌ فسرها ‌و‌ اوضح معناها، ‌و‌ شرح الله صدره للاسلام: ‌و‌ سعه لقبول الحق. ‌و‌ ‌لا‌ ‌شك‌ ‌ان‌ توسيع الصدر ‌و‌ القلب غير ممكن على سبيل الحقيقه، ‌و‌ لكنه كنايه عن جعل القلب قابلا
 
للحق، مهيئا لحلوله فيه، مصفى عما يمنعه ‌و‌ ينافيه.
 ‌و‌ قال النظام النيسابورى: اذا اعتقد الانسان ‌فى‌ عمل ‌من‌ الاعمال ‌ان‌ نفعه زائد ‌و‌ خيره راجح، مال طبعه اليه ‌و‌ قوى طلبه ‌و‌ رغبته ‌فى‌ حصوله، ‌و‌ ظهر ‌فى‌ القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحاله سعه الصدر، ‌و‌ ‌ان‌ حصل ‌فى‌ القلب علم ‌او‌ اعتقاد ‌او‌ ظن يكون ذلك العمل مشتملا على ضرر زائد ‌و‌ مفسده راجحه، دعاه ذلك الى تركه، ‌و‌ حصل ‌فى‌ النفس نبوه عن قبوله، فيقال لهذه الحاله: ضيق الصدر، لان المكان اذا كان ضيقا لم يتمكن الداخل ‌من‌ الدخول فيه، ‌و‌ اذا كان واسعا قدر على الدخول فيه، ‌و‌ اكثر استعمال شرح الصدر ‌فى‌ جانب الحق ‌و‌ الاسلام، ‌و‌ قد ورد ‌فى‌ الكفر ايضا، قال تعالى: «و لكن ‌من‌ شرح بالكفر صدرا».
 قال امين الاسلام الطبرسى: ‌و‌ قد وردت الروايه الصحيحه انه لما نزل قوله تعالى: «فمن يرد الله ‌ان‌ يهديه يشرح صدره للاسلام» الايه، سئل رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله عن شرح الصدر ‌ما‌ هو؟ فقال: نور يقذفه الله ‌فى‌ قلب المومن، فينشرح له صدره ‌و‌ ينفسح، قالوا: فهل لذلك ‌من‌ اماره يعرف بها؟ قال صلى الله عليه ‌و‌ آله: نعم، الانابه الى دارالخلود، ‌و‌ التجافى عن دار الغرور، ‌و‌ الاستعداد للموت قبل نزول الموت.
 قال النيسابورى: ‌و‌ هذا البيان مناسب لما ذكرنا، فان الانابه الى دار الخلود لابد ‌ان‌ يترتب على اعتقاد ‌ان‌ عمل الاخره زائد النفع ‌و‌ الخير ‌و‌ التجافى عن دار الغرور انما ينبعث عن اعتقاد كون عمل الدنيا زائد الضر ‌و‌ الضير، ‌و‌ الاستعداد للموت قبل نزوله نتيجه مجموع الامرين: الزهد ‌فى‌ الدنيا، ‌و‌ الرغبه ‌فى‌ الاخره.
 
و المراشد: جمع مرشد، ‌و‌ ‌هو‌ اما مصدر ميمى بمعنى الرشد، كالمقصد بمعنى القصد، ‌و‌ جمع باعتبار الانواع، ‌و‌ منه قول الزمخشرى ‌فى‌ الاساس: ‌هو‌ يهدى الى المراشد، ‌او‌ اسم موضع.
 قال الجوهرى: المراشد، المقاصد ‌من‌ الطرق، اى: الطرق المستقيمه، فان قصد الطريق ‌هو‌ استقامته.
 ‌و‌ المعنى: اشرح قلبى لقبول مراشد دينك اى: هداياته، ‌او‌ لسلوك مراشده اى: طرقه المستقيمه، ‌و‌ الله اعلم.
 
اى: اجرنى بحفظك ‌و‌ اعصمنى.
 ‌و‌ ذريتى عطف على الضمير.
 ‌و‌ الرجيم: المطرود، ‌و‌ اصل الرجم الرمى بالحجاره، ‌او‌ لانه يرجم بالكواكب، لقوله تعالى: «و جعلناها رجوما للشياطين»، ‌او‌ ‌من‌ رجمته بالقول اذا شتمته ‌و‌ رميته بالفحش، لانه يسب ‌و‌ يشتم.
 
و المستعاذ منه وسواسه ‌و‌ اغواوه ‌و‌ جميع شروره، بل نفسه لانه بذاته ‌شر‌ يستعاذ منه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الدعاء اقتباس ‌من‌ قول امراه عمران: «و انى اعيذها بك ‌و‌ ذريتها ‌من‌ الشيطان الرجيم».
 روى عن النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله انه قال: ‌ما‌ ‌من‌ مولود يولد الا ‌و‌ الشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا ‌من‌ مسه، الا مريم ‌و‌ ابتها، فان الله تعالى عصمهما ببركه هذه الاستعاذه.
 ‌و‌ قيل: معناه ‌ان‌ الشيطان يطمع ‌فى‌ اغواء كل مولود بحيث يتاثر منه الا مريم ‌و‌ ابنها، ‌و‌ قد تقدم الكلام على الذريه مبسوطا ‌فى‌ الروضه الرابعه.
 ‌و‌ السامه اذا قرنت بالهامه فالمراد بها ‌ما‌ يسم ‌و‌ ‌لا‌ يبلغ ‌ان‌ يقتل بسمه كالعقرب ‌و‌ الزنبور.
 ‌و‌ الهامه: كل ذات سم يقتل كالحيه، ‌و‌ اذا قرنت بالعامه ‌او‌ الحامه فالمراد بها الخاصه، ‌و‌ منه: ‌من‌ قال حين يمسى ‌او‌ يصبح: اعوذبك ‌من‌ ‌شر‌ السامه ‌و‌ الحامه ‌و‌ ‌من‌ ‌شر‌ ‌ما‌ خلقت، لم تضره دابه، قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: اى: الخاصه ‌و‌ العامه.
 قال العجاج:
 ‌هو‌ الذى انعم نعمى عمت
 على الذين اسلموا ‌و‌ سمت
 انتهى.
 ‌و‌ الحامه كما تطلق على العامه تطلق على خاصه الرجل ‌من‌ اهله ‌و‌ ولده، لكن
 
عطفها على السامه عين كون المراد بها المعنى الاول، ‌و‌ قد تقع الهامه على ‌ما‌ يدب ‌من‌ الحشرات ‌و‌ ‌ان‌ لم يقتل.
 ‌و‌ اللامه: كل ‌ما‌ يخاف ‌من‌ فزع ‌و‌ شر، ‌او‌ المراد بها العين اللامه اى: المصيبه بسوء، ‌و‌ منه اعوذ بكلمات الله التامه ‌من‌ كل عين لامه.
 اى: ذات لمم ‌و‌ ‌هو‌ طرف ‌من‌ الجنون، ‌و‌ لم يقل: ملمه، ‌و‌ اصله ‌من‌ المت لمشاكله سامه.
 ‌و‌ المريد: العاتى.
 قال ‌فى‌ القاموس: مرد- كنصر ‌و‌ كرم- مرودا ‌و‌ مراده فهو مارد ‌و‌ متمرد: اقدم ‌و‌ عتا، ‌او‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يبلغ الغايه التى تخرج ‌من‌ جمله ‌ما‌ عليه ذلك الصنف انتهى.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ المتجرد للفساد، ‌و‌ اصله العرى المنبى عن التمحض له كالتشمر، ‌و‌ لعله ماخوذ ‌من‌ تجرد المصارعين عند المصارعه.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ بمعنى الخالى ‌من‌ الخير، ‌من‌ قولهم: صخره مرداء اى: ملساء، ‌و‌ منه الامرد.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ المتطاول ‌فى‌ الشر ‌و‌ الفساد، ‌من‌ قولهم: بناء ممرد اى: متطاول متجاوز، ‌و‌ المراد اما ابليس ‌و‌ جنوده، ‌او‌ رووس اهل الفساد ‌و‌ الشر الذين يدعون ‌من‌ دونهم الى الغى ‌و‌ الضلال.
 ‌و‌ العنيد: الجائر عن القصد الباغى الذى يرد الحق مع العلم به، فعيل ‌من‌ عند عن القصد عنودا- ‌من‌ باب قعد- اى: جار، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ ‌من‌ عند الغرق عنودا- ‌من‌ باب نزل- اذا سال ‌و‌ كثر ‌ما‌ يخرج منه فلم يرقا.
 
و المترف: المتنعم المتوسع ‌فى‌ ملاذ الدنيا ‌و‌ شهواتها، الذى قد اترفته ‌و‌ ابطرته النعمه وسعه العيش.
 ‌و‌ قال ابن عرفه: المترف: المتروك يصنع ‌ما‌ يشاء ‌لا‌ يمنع منه.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: المترف: المتنعم ‌لا‌ يمنع ‌من‌ تنعمه، ‌و‌ الجبار.
 ‌و‌ قال الفارابى ‌فى‌ ديوان الادب: اترفته النعمه: ‌اى‌ اطغته، ‌و‌ اترفه: ‌اى‌ نعمه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: اترفته النعمه: ابطرته، ‌و‌ اترف فلان ‌و‌ ‌هو‌ مترف، ‌و‌ اعوذ بالله ‌من‌ الاتراف ‌و‌ الاسراف، ‌و‌ استترفوا تعفرتوا ‌و‌ طغوا، ‌و‌ لم ازل معهم ‌فى‌ ترفه اى: نعمه.
 ‌و‌ الحفيد: فعيل بمعنى مفعول، ‌و‌ ‌هو‌ الذى يخدمه اصحابه ‌و‌ يعظمونه ‌و‌ يسرعون ‌فى‌ خدمته، ‌و‌ اصله ‌من‌ حفد- ‌من‌ باب ضرب- اى: اسرع.
 قال ‌فى‌ الاساس: حفد البعير حفدا ‌و‌ حفودا ‌و‌ حفدانا: اسرع ‌فى‌ سيره ‌و‌ دارك الخطو، ‌و‌ ‌من‌ المجاز: حفد فلان ‌فى‌ الامر ‌و‌ احتفد اذا اسرع فيه ‌و‌ خف ‌فى‌ القيام به، ‌و‌ جفدت فلانا: خدمته ‌و‌ خففت الى طاعته، ‌و‌ رجل محفود: مخدوم مطاع.
 ‌و‌ ضعف عن الشى ء- ‌من‌ باب قرب-: عجز عن احتماله فهو ضعيف. ‌و‌ ‌شد‌ الشى ء يشد- ‌من‌ باب ضرب-: قوى فهو شديد، ‌و‌ المراد: كل ضعيف ‌و‌ شديد جسما ‌و‌ معنى: ‌و‌ قدم الضعيف على الشديد، لرعايه السجع ‌و‌ لمزيد الاهتمام بالاستعاذه ‌من‌ شره، فان الشديد لشدته يكثر الاحتراز ‌و‌ التوقى شروره، بخلاف الضعيف فانه كثيرا ‌ما‌ يحتقر فلا يعبا ‌به‌ لضعفه، فينفذ شره ‌و‌ ‌هو‌ مغفول عنه، كما قيل:
 
و ‌لا‌ تحتقر كيد الضعيف فربما
 تموت الافاعى ‌من‌ سموم العقارب
 ‌و‌ قال ابوعبيده: العرب تقدم الاخس غالبا، يقولون: ربيعه ‌و‌ مضر ‌و‌ سليم ‌و‌ عامر، ‌و‌ لم يترك قليلا ‌و‌ ‌لا‌ كثيرا.
 ‌و‌ الشريف: الماجد الرفيع القدر.
 ‌و‌ الوضيع: الساقط ‌لا‌ قدر له، ‌و‌ المراد بالصغير ‌و‌ الكبير: اما باعتبار السن، ‌او‌ باعتبار المهانه ‌و‌ القدر.
 ‌و‌ قال الفيومى: صغر ‌فى‌ عيون الناس: ذهبت مهابته فهو صغير، ‌و‌ منه يقال: جاء الناس صغيرهم ‌و‌ كبيرهم، اى: ‌من‌ ‌لا‌ قدر له ‌و‌ ‌من‌ له قدر.
 ‌و‌ القريب ‌و‌ البعيد: اما باعتبار المسافه ‌او‌ باعتبار النسب. ‌و‌ لك حمل كل ‌من‌ الالفاظ المذكوره على معنى مجازى عام يكون كل واحد ‌من‌ المعانى المذكوره فردا حقيقيا له.
 ‌و‌ نصبت لزيد الحرب ‌و‌ العداوه: اقمتها ‌و‌ اظهرتها له، ‌و‌ منه الناصب ‌و‌ ‌هو‌ معلن العداوه لعلى عليه السلام ‌و‌ شيعته.
 قال ‌فى‌ القاموس: النواصب ‌و‌ الناصبيه. ‌و‌ اهل النصب: المتدينون ببغضه على عليه السلام، لانهم نصبوا له اى: عادوه.
 ‌و‌ الدابه: كل حيوان ‌فى‌ الارض، ‌و‌ خالف بعضهم فاخرج الطير ‌من‌ الدواب، ورد بالسماع، ‌و‌ ‌هو‌ قوله تعالى: «و الله خلق كل دابه ‌من‌ ماء»، قالوا: ‌اى‌ خلق كل حيوان مميزا كان ‌او‌ غير مميز. ‌و‌ اما تخصيص الفرس ‌و‌ البغل بالدابه عند الاطلاق فعرف طارى. ‌و‌ تطلق الدابه على الذكر ‌و‌ الانثى، ‌و‌ الجمع الدواب.
 
و قوله: «انت آخذ بناصيتها» اى: مالك لها قادر عليها تصرفها كيف تشاء غير مستعصيه عليك، فان الاخذ بالناصيه تمثيل لذلك. ‌و‌ انما خصت الناصيه لحكم الوهم بانه تعالى ‌فى‌ جهه فوق فيكون اخذه بالناصيه، ‌و‌ لانها اشرف ‌ما‌ ‌فى‌ الدابه فسلطانه تعالى على الاشرف يستلزم القهر ‌و‌ الغلبه ‌و‌ تمام القدره، ‌و‌ قد تقدم معنى الناصيه ‌فى‌ الروضه الحاديه ‌و‌ العشرين عند قوله عليه السلام: «و ‌فى‌ قبضتك ناصيتى»، ‌و‌ الجمله ‌فى‌ محل جر صفه لدابه، ‌و‌ الوصف للتابيد ‌و‌ التعميم ‌لا‌ للتقييد ‌و‌ التخصيص.
 ‌و‌ قوله: «انك على صراط مستقيم» تعليل لما يدل عليه عموم طلب اعاذته ‌من‌ ‌شر‌ كل حيوان يدب على وجه الارض حتى ‌لا‌ يكون له قدره على اضراره، اى: انك على طريق الحق ‌و‌ العدل ‌فى‌ ملكك، فلا تسلط على شيئا ‌من‌ ذلك، اذ ‌لا‌ يضيع عندك معتصم بك. ‌و‌ فيه اقتباس ‌من‌ قوله تعالى: «انى توكلت على الله ربى ‌و‌ ربكم ‌ما‌ ‌من‌ دابه الا ‌هو‌ آخذ بناصيتها ‌ان‌ ربى على صراط مستقيم».
 
الاراده هنا: بمعنى القصد، اى: ‌من‌ قصدنى بسوء ‌و‌ ‌ان‌ حملها على معنى نزوع النفس ‌و‌ ميلها الى الفعل بحيث يحملها عليه، فالكلام على حذف مضاف، اى: ‌من‌
 
 
اراد اصابتى بسوء، لانها بهذا المعنى ‌لا‌ تتعلق بالذوات. ‌و‌ الباء: للاستعانه.
 ‌و‌ نكر السوء مبالغه، اى: بشى ء يسونى، ‌و‌ كما يقال: اراده بسوء يقال: اراد ‌به‌ سوء، قال تعالى: «ان يردن الرحمن بضر»، ‌و‌ قال: «و ارادوا ‌به‌ كيدا»، فالباء ‌فى‌ هذا للالصاق، اى: ارادوا الصاق كيد به.
 ‌و‌ صرفت الشى ء صرفا- ‌من‌ باب ضرب-: رددته، اى: فرده عنى.
 ‌و‌ دحره دحرا ‌و‌ دحورا- ‌من‌ باب منع-: طرده ‌و‌ ابعده ‌و‌ دفعه.
 ‌و‌ المكر: ايصال مكروه الى الانسان ‌من‌ حيث ‌لا‌ يشعر.
 ‌و‌ درات الشى ء درء بالهمزه- ‌من‌ باب نفع-: دفعته.
 ‌و‌ الكيد: اراده مضره الغير خفيه.
 ‌و‌ النحر: موضع القلاده ‌من‌ الصدر، ‌و‌ قد يطلق على الصدر، ورد كيده ‌فى‌ نحره كنايه عن رجع كيده عليه ‌و‌ صرفه اليه، ‌و‌ انما خص النحر لانه اعظم المقاتل.
 
و بين يديه اى: قدامه.
 ‌و‌ السد بالفتح ‌و‌ الضم: الجبل ‌و‌ الردم ‌و‌ الحاجز بين الشيئين، ‌و‌ قيل: المضموم ‌ما‌ كان ‌من‌ خلق الله كالجبل، ‌و‌ المفتوح ‌ما‌ كان ‌من‌ عمل بنى آدم، ‌و‌ ‌هو‌ تمثيل لطلب منعه عن وصوله اليه كالمسدود عليه طريقه.
 ‌و‌ حتى: تعليليه، اى: ‌كى‌ تعمى عنى بصره.
 ‌و‌ العمى: عدم البصر عما ‌من‌ شانه يبصر.
 ‌و‌ الصم: آفه مانعه ‌من‌ السماع، ‌و‌ اصله الصلابه ‌و‌ اكتناز الاشياء، ‌و‌ منه الحجر الاصم ‌و‌ القناه الصماء، سمى ‌به‌ فقدان حاسه السمع، لما ‌ان‌ سببه اكتناز باطن الصماخ ‌و‌ انسداد منافذه، بحيث ‌لا‌ يكاد يدخله هواه يحصل الصوت بتموجه.
 
و الخرس: البكم، ‌و‌ ‌هو‌ آفه ‌فى‌ اللسان تمنع ‌من‌ الكلام. ‌و‌ ليس المراد ‌ان‌ يحدث هذه الافات ببصره ‌و‌ سمعه ‌و‌ لسانه، بل المراد ‌ان‌ يجعله غافلا عنه، فلا يعمل بصره ‌و‌ سمعه ‌و‌ لسانه ‌فى‌ امره بسوء، حتى كانه اعماه ‌و‌ اصمه ‌و‌ اخرسه، ‌و‌ لذلك قيده بقوله: «عنى». ‌و‌ هذا عند مفلقى سحره البيان ‌من‌ باب التمثيل البليغ الموسس على تناسى التشبيه، كما ‌فى‌ قول الشاعر:
 ‌و‌ يصعد حتى يظن الجهول
 بان له حاجه ‌فى‌ السماء
 ‌لا‌ ‌من‌ قبيل الاستعاره التى يطوى فيها ذكر المستعاره له بالكليه، حتى لو لم يكن هناك قرينه يحمل على المعنى الحقيقى، كما ‌فى‌ قوله زهير:
 لدى اسد شاكى السلاح مقذف
 له لبد اظفاره لم تقلم
 ‌و‌ اقفلت الباب اقفالا: وضعت عليه القفل بالضم، ‌و‌ ‌هو‌ الحديد الذى يغلق ‌به‌ الباب، فهو مقفل.
 ‌و‌ خطر الشى ء ‌فى‌ باله ‌و‌ على باله خطرا ‌و‌ خطورا- ‌من‌ بابى قعد ‌و‌ ضرب-: مر بفكره، ‌و‌ ذلك اذا ذكره بعد نسيان، ‌و‌ منه الخاطر ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يتحرك ‌فى‌ القلب ‌من‌ راى ‌او‌ معنى، ‌و‌ اخطره اخطارا: امره بفكره.
 ‌و‌ دون بمعنى: عند، اى: عند اخطارى، ‌و‌ منه: ‌من‌ قتل دون ماله. اى: عند ماله، ‌او‌ بمعنى: قدام، اى: قدام اخطارى، ‌و‌ منه: ‌من‌ قتل دون دينه، اى: قدامه، بان قصد كافر ‌او‌ مبتدع خذلانه ‌فى‌ دينه ‌او‌ توهينه فيه ‌و‌ ‌هو‌ يذب عنه كالحامى له. قاله الطيبى ‌فى‌ شرح المشكاه.
 
و قمعته قمعا- ‌من‌ باب منع-: ضربته بالمقمعه بكسر الاول، ‌و‌ هى خشبه يضرب بها الانسان على راسه ليذل ‌و‌ يهان: قاله الفيومى ‌فى‌ المصباح.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: المقمعه كمكنسه: العمود ‌من‌ حديد ‌او‌ كالمحجن يضرب ‌به‌ راس الفيل، ‌و‌ خشبه يضرب بها الانسان على راسه، الجمع مقامع، قمعه كمنعه: ضربه بها ‌و‌ قهره ‌و‌ ذلله، انتهى.
 ‌و‌ ‌فى‌ المحكم: قمع الرجل يقمعه قمعا: ضرب اعلى راسه، ‌و‌ المقمع ‌و‌ المقمعه كلاهما ‌ما‌ قمع ‌به‌ انتهى.
 ‌و‌ المراد بقمع الراس هنا: القهر ‌و‌ الاذلال ‌و‌ الاهانه، ‌او‌ الردع ‌و‌ الكف، ‌من‌ قمعه قمعا: ردعه ‌و‌ كفه. نص عليه ‌فى‌ المحكم.
 ‌و‌ خص الراس بالذكر لانه مجمع الحواس ‌و‌ رئيس الاعضاء.
 ‌و‌ ذل ذلا- ‌من‌ باب ضرب- ‌و‌ الاسم الذل بالضم ‌و‌ الذله بالكسر ‌و‌ المذله: اذا ضعف ‌و‌ هان، فهو ذليل.
 ‌و‌ العز ‌و‌ العزه بكسرهما: الرفعه ‌و‌ الامتناع ‌و‌ الشده ‌و‌ الغلبه.
 ‌و‌ الجبروت بفتح الباء: الكبر ‌و‌ التعاظم ‌و‌ القهر، قيل: ‌هو‌ مصدر على زنه المبالغه، لان الواو ‌و‌ التاء تزاد ‌ان‌ للمبالغه كالرهبوت ‌و‌ الملكوت، ‌و‌ المراد بكسره: اضعافه ‌و‌ اذلاله.
 ‌و‌ الرقبه: العتق، فجعلت كنايه عن جميع الذات، ‌و‌ قد مر بيانه فيما سبق.
 ‌و‌ فسخ ثوبه- ‌من‌ باب منع- فسخا: نزعه، ‌و‌ البيع: نقضه.
 ‌و‌ الكبر: الاسم ‌من‌ التكبر، ‌و‌ ‌هو‌ العظمه، ‌و‌ مثله الكبرياء.
 ‌و‌ آمنه مما يخاف بمد الهمزه جعله آمنا ‌لا‌ يخاف غائلته.
 ‌و‌ الضر بفتح الضاد مصدر ضره يضره- ‌من‌ باب قتل-: اذا فعل ‌به‌ مكروها.
 
قال ابن القوطيه: كلما كان ‌من‌ سوء حال ‌و‌ فقر ‌و‌ شده ‌فى‌ بدن فهو ضر بالضم، ‌و‌ ‌ما‌ كان ‌ضد‌ النفع فهو بفتحها.
 ‌و‌ الشر: الفساد ‌و‌ الظلم.
 ‌و‌ غمز بالحاجب ‌و‌ العين غمزا- ‌من‌ باب ضرب-: اشار، ‌و‌ غمز فيه طعن، ‌و‌ بالرجل سعى ‌به‌ شرا.
 ‌و‌ همزه همزا- ‌من‌ باب ضرب-: اغتابه ‌فى‌ غيبته.
 ‌و‌ ‌فى‌ النهايه: الهمز: الغيبه ‌و‌ الوقيعه ‌فى‌ الناس ‌و‌ ذكر عيوبهم.
 ‌و‌ لمزه لمزا- ‌من‌ باب ضرب ايضا-: عابه. ‌و‌ قيل: الهمز: العيب ‌فى‌ الغيبه، ‌و‌ اللمز: العيب ‌فى‌ الوجه، ‌و‌ منه الحديث: اعوذبك ‌من‌ همز الشيطان ‌و‌ لمزه.
 ‌و‌ الحبائل: جمع حباله، ‌و‌ هى الشرك التى يصاد بها.
 ‌و‌ المصايد بغير همز: جمع مصيد بكسر الميم ‌و‌ سكون الصاد ‌و‌ فتح الياء، ‌و‌ هى آله الصيد. ‌و‌ كلاهما استعاره للامور التى يوطئها ‌لا‌ يقاعه بها ‌فى‌ المكاره، ‌و‌ منه: فلان نصب حبائله ‌و‌ بث غوائله، ‌و‌ مثله نصب مصائده ‌و‌ بث مكائده.
 ‌و‌ الخيل: الخياله، ‌و‌ ‌هم‌ الفرسان، ‌و‌ منه قوله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌يا‌ خيل الله اركبى.
 ‌و‌ الرجل بفتح الراء ‌و‌ سكون الجيم: اسم جمع للراجل كالصحب ‌و‌ الركب للصاحب ‌و‌ الراكب، قيل: هما كنايه عن اعوانه ‌من‌ كل راكب ‌و‌ ماش، ‌و‌ الاقرب ‌ان‌ هذا كلام اورد مورد التمثيل، فقد يقال للرجل المجد ‌فى‌ الامر: جئتنا بخيلك ‌و‌ رجلك، مثل حاله ‌فى‌ جده ‌و‌ جهده ‌لا‌ يقاعه ‌به‌ بصاحب جند ‌من‌ خياله ‌و‌ رجاله.
 
قال صاحب الكشاف ‌فى‌ قوله تعالى: «و استفزز ‌من‌ استطعت منهم بصوتك ‌و‌ اجلب عليهم بخيلك ‌و‌ رجلك»: مثلت حال ابليس ‌فى‌ تسلطه على ‌من‌ يغويه بمغوار اوقع على قوم، فصوت بهم صوتا يستفزهم ‌من‌ اماكنهم ‌و‌ يقلقهم عن مراكزهم، ‌و‌ اجلب عليهم بجنده ‌من‌ خياله ‌و‌ رجاله حتى استاصلهم.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «انك عزيز قدير» تعليل لاستدعاء القبول، ‌و‌ تاكيد الجمله لقوه عرض يقينه بمضمونها، ‌و‌ ذكر صفتى «العزه ‌و‌ القدره» لاظهار انه العزيز، اى: الغالب الذى ‌لا‌ يمانعه احد، ‌و‌ القدير الذى ‌لا‌ يعجزه شى ء فيدخل ‌فى‌ ذلك ‌ما‌ ساله عليه السلام ‌من‌ صرف ‌من‌ اراده بسوء الى آخر ‌ما‌ تضمنه الدعاء دخولا اوليا، ‌و‌ الله اعلم.
 

0
100% (نفر 2)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5
اسناد الصحیفه السجادیه- 1
الدعاء 1- 3
الدعاء 3- 1
الدعاء 31- 2
الدعاء 48- 2
الدعاء 6- 2

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^