فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 1
100% این مطلب را پسندیده اند

الدعاء 34

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ اياه نستعين


 
 الحمد لله ساتر الفضائح والقبائح، ‌و‌ غافر الجرائر ‌و‌ الجرائح، والصلاه والسلام على نبيه المنعوت باشرف المدائح ‌و‌ اهل بيته المخصوصين باكرم المنائح.
 ‌و‌ بعد: فهذه الروضه الرابعه ‌و‌ الثلاثون ‌من‌ رياض السالكين، ‌فى‌ شرح صحيفه سيدالعابدين صلوات الله عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الطاهرين، املاء راجى فضل ربه السنى على الصدر الحسينى الحسنى، احسن الله اليه ‌و‌ اسبل ستر غفرانه عليه.
 
قال الراغب: بلى الثوب بلى ‌و‌ بلاء، اى: خلق. ‌و‌ بلوته: اختبرته كانى اخلقته ‌من‌ كثره اختبارى له.
 ‌و‌ ابتلاء الله لعباده تاره بالمسار ليشكروا، ‌و‌ تاره بالمضار ليصبروا، فصارت المنحه ‌و‌ المحنه جميعا بلاء.
 فالمحنه مقتضيه للصبر، ‌و‌ المنحه مقتضيه للشكر، قال تعالى: «و نبلوكم بالشر ‌و‌ الخير فتنه».
 ‌و‌ اذا قيل: ابتلى فلان بكذا تضمن امرين:
 احدهما: تعرف حاله ‌و‌ الوقوف على ‌ما‌ يجهل ‌من‌ امره.
 ‌و‌ الثانى: ظهور جودته ‌و‌ رداءته.
 ‌و‌ ربما قصد ‌به‌ الامران، ‌و‌ ربما قصد ‌به‌ احدهما. فاذا قيل: بلاه الله بكذا ‌و‌ ابتلاه، فليس المراد الا ظهور جودته ‌و‌ رداءته، دون التعرف لحاله ‌و‌ الوقوف على ‌ما‌ يجهل منه، اذ كان الله تعالى علام الغيوب. ‌و‌ على هذا قوله تعالى «و اذ ابتلى
 
ابراهيم ربه بكلمات».
 ‌و‌ الفضيحه: اسم ‌من‌ فضحه فضحا، ‌من‌ باب منع، اذا كشف مساويه، ‌و‌ بينها للناس.
 ‌و‌ الباء ‌من‌ قوله: «بذنب» للاستعانه ‌او‌ للسببيه، متعلق بفضيحه، فعلى الاول يكون الذنب بمنزله الاله للفضيحه، لان باء الاستعانه هى الداخله على آله الفعل نحو كتبت بالقلم، ‌و‌ على الثانى يكون سببا للفضيحه.
 
افتتح الدعاء بالنداء بوصف الالوهيه الجامعه لجميع الكمالات، اظهارا لغايه التضرع، ‌و‌ مبالغه ‌فى‌ ابتداء الاجابه.
 ‌و‌ تعريف «الحمد» للتعميم. ‌و‌ تقديم الخبر للتخصيص، ‌اى‌ لك الحمد كله، ‌لا‌ لاحد غيرك.
 ‌و‌ سترت الشى ء سترا- ‌من‌ باب قتل-: غطيته. ‌و‌ الستر بالكسر: ‌ما‌ يستتر به، ‌و‌ جمعه ستور.
 ‌و‌ لم يتعرض للمستور، لان غرضه الحمد على حصول اصل الستر منه تعالى، ‌من‌ غير اعتبار تعلقه بمستور عام ‌او‌ خاص.
 ‌و‌ لما كان المعنى لك الحمد على حصول الستر منك، ‌و‌ كانت اللام فيه للحقيقه، كان قوله عليه السلام: «على سترك» مفيدا لعموم افراد الستر، دفعا للتحكم اللازم ‌من‌ حمله على فرد دون آخر، على ‌ما‌ حققه السعد التفتازانى ‌فى‌ شرح التلخيص.
 
و قال الشريف العلامه: الاظهر ‌ان‌ يقال: المفيد لعموم الافراد ‌هو‌ المقام، ‌او‌ الفعل بمعونه المقام.
 ‌و‌ «بعد» ظرف زمان متراخ عن زمان سابق، فاذا قلت: جاء زيد بعد عمرو، كان معناه ‌ان‌ زمان مجيئه كان متراخيا عن زمان مجى ء عمرو. لكن ليس المراد بها هنا مجرد هذا المعنى، لان الستر ‌من‌ كل احد ‌لا‌ يتحقق معناه الا بعد العلم بالمستور ‌و‌ الاطلاع عليه، ‌و‌ لهذا ‌لا‌ يقال للجاهل بالشى ء: ستره، بل الغرض استعظام ستره تعالى، اذ كان ‌هو‌ الخصم ‌و‌ المنتقم الذى يقتضى علمه المواخذه ‌و‌ الانتقام. فستره بعد علمه ليس الا لمزيد الكرم، ‌و‌ نهايه الاحسان. وقس على ذلك.
 قوله عليه السلام: «و معافاتك بعد خبرك» ‌و‌ المعافاه: مصدر، عافاه الله، ‌اى‌ اعفاه اذا وهب له العافيه.
 قال ‌فى‌ الاساس: العافيه دفاع الله عن العبد، عافاه الله ‌من‌ المكروه معافاه، ‌و‌ عافيه: وهب له العافيه ‌من‌ العلل ‌و‌ البلايا كاعفاه.
 ‌و‌ قال الرضى ‌فى‌ شرح الشافيه، ‌فى‌ باب ‌ما‌ جاء ‌من‌ فاعل بمعنى فعل: عافاك الله. ‌اى‌ جعلك ذا عافيه انتهى.
 فما وقع ‌فى‌ بعض التراجم ‌من‌ ‌ان‌ معنى المعافاه هنا ‌ان‌ يعافيك الله ‌من‌ الناس، ‌و‌ يعافيهم منك، بمعزل عن المقام.
 ‌و‌ الخبر- بالضم-: العلم، لكن اذا اضيف الى الخفايا الباطنه فهو اخص ‌من‌ مطلق العلم.
 ‌و‌ قال الراغب: العلم بالاشياء المعلومه ‌من‌ جهه الخبر. ‌و‌ قيل: المعرفه ببواطن
 
الامور، ‌و‌ قوله تعالى: «و الله خبير بما تعملون» ‌اى‌ عالم باخبار اعمالكم. ‌و‌ قيل: عالم ببواطن اموركم.
 قوله عليه السلام: «فكلنا قد اقترف العائبه فلم تشهره».
 الفاء: للترتيب الذكرى، ‌و‌ ‌هو‌ عطف مفصل على مجمل.
 ‌و‌ اقتراف الاثم: اكتسابه ‌و‌ فعله.
 قال الراغب: اصل القرف ‌و‌ الاقتراف قشر اللحاء عن الشجره ‌و‌ الجلده عن الجرح.
 ‌و‌ استعير الاقتراف للاكتساب حسنا كان ‌او‌ سوءا، ‌و‌ ‌فى‌ الاساءه اكثر استعمالا، ‌و‌ لهذا يقال: الاعتراف يزيل الاقتراف.
 ‌و‌ العائبه: العيب، مصدر جاء على فاعله، كالعافيه ‌و‌ العاقبه.
 ‌و‌ الشهره- بالضم-: ظهور الشى ء ‌فى‌ شنعه، شهره: كمنعه.
 ‌و‌ ارتكب الذنب: اجترحه.
 ‌و‌ الفاحشه: ‌ما‌ عظم قبحه ‌من‌ الافعال ‌و‌ الاقوال، كالفحش ‌و‌ الفحشاء.
 ‌و‌ فضحه يفضحه، ‌من‌ باب- منع-: اظهر معائبه ‌و‌ بينها للناس.
 ‌و‌ تستر استتر: ‌اى‌ تغطى ‌و‌ اختفى.
 ‌و‌ الباء: للملابسه، ‌اى‌ ملتبسا بالمساوى، كقوله تعالى: «و قد دخلوا بالكفر».
 ‌و‌ ‌من‌ العجب ‌ما‌ وقع ‌فى‌ بعض التراجم ‌من‌ حملها على الاستعانه تاره، ‌و‌ جعل المساوى هى المستتر بها، فقال: معناه جعل المساوى لباسا له، ‌و‌ ستر بها نفسه،
 
فصار مغمورا بالذنوب. ‌و‌ على الزياده اخرى، فقال: معناه انه اخفى الذنوب، ‌و‌ لم يرد ‌ان‌ يطلع عليها احد، ‌و‌ كل ذلك خبط ظاهر.
 ‌و‌ المساوى: النقائص ‌و‌ المعائب.
 قال ابوالفضل الميدانى ‌فى‌ مجمع الامثال: قال اللحيانى: ‌لا‌ واحد للمساوى.
 ‌و‌ مثلها المحاسن ‌و‌ المقاليد، ‌و‌ كذا ‌فى‌ فقه اللغه للثعالبى.
 ‌و‌ دللت على الشى ء ‌و‌ اليه، ‌من‌ باب- قتل- دلاله: ‌او‌ صلت الى معرفته، ‌و‌ كشفت امره.
 ‌و‌ فك الادغام ‌فى‌ المضاعف المجزوم لغه الحجاز، ‌و‌ الادغام لغه اهل نجد، ‌و‌ كل فصيح، غير ‌ان‌ الاولى هى التى جاء بها التنزيل، قال تعالى: «و لو لم تمسسه نار».
 
«كم» ‌فى‌ محل رفع على الابتداء، ‌و‌ هى هنا خبريه بمعنى كثير، ‌و‌ المراد بها التكثير. ‌و‌ «نهى» مميز لها مجرور باضافتها اليه.
 ‌و‌ ذهب الفراء: الى ‌ان‌ جره ب«من» مقدره، ‌و‌ عمل الجار المقدر، ‌و‌ ‌ان‌ كان ‌فى‌ غير هذا الموضع نادرا، الا انه لما كثر دخول ‌من‌ على مميزكم الخبريه نحو: «و ‌كم‌ ‌من‌
 
قريه» ‌و‌ «كم ‌من‌ آيه» ساغ عمله مقدرا، لان الشى ء اذا عرف ‌فى‌ موضع جاز تركه، لقوه الدلاله عليه.
 ‌و‌ هذا القول نقله ابن مالك ‌فى‌ شرح الكافيه عن الخليل.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه «كم نهيا لك» بالنصب، ‌و‌ هى اما على لغه ‌من‌ ينصب مميز «كم» الخبريه.
 قال ابن هشام ‌فى‌ المغنى: ‌و‌ زعم قوم ‌ان‌ لغه تميم جواز نصب تمييز «كم» الخبريه اذا كان مفردا.
 ‌و‌ قال الرضى: ‌و‌ بعض العرب ينصب مميز «كم» الخبريه مفردا كان ‌او‌ جمعا بلا فصل، اعتمادا ‌فى‌ التمييز بينها ‌و‌ بين الاستفهاميه على قرينه الحال.
 ‌و‌ اما على ‌ان‌ ‌كم‌ استفهاميه لان مميزها ‌لا‌ يكون الا منصوبا. لكن ليس المراد بها حقيقه الاستفهام، بل معنى التكثير ايضا، فهى ‌فى‌ تقدير الخبريه، كانه اظهر الذهول عن كميه العدد لكثرته، فهو يسال عنه، ‌اى‌ ذلك كثير ‌لا‌ اعرف عدده، فاخبرنى عن عدده.
 ‌و‌ هذا المعنى ابلغ ‌من‌ معنى الخبريه ‌فى‌ توبيخ النفس بارتكاب العصيان، ‌و‌ الاعتراف لله سبحانه بكثره المعاصى، لما فيه ‌من‌ التهويل.
 ‌و‌ محل «كم» على كل تقدير الرفع على الابتداء، ‌و‌ خبرها قوله: «قد اتيناه، فهى على كونها خبريه بمنزله قولك: كثير ‌من‌ النهى قد اتيناه، ‌و‌ على كونها استفهاميه بمنزله اعشرون نهيا قد اتيناه.
 ‌و‌ لك جعل «كم» ‌فى‌ محل النصب على المفعوليه، ‌و‌ الناصب مضمر على شريطه التفسير، ‌و‌ يقدر بعد «كم»، لئلا تقع غير صدر الكلام، ‌اى‌ ‌كم‌ نهى لك ‌او‌ ‌كم‌
 
نهيا لك قد اتينا قد اتيناه.
 ‌و‌ الاول اولى، لسلامته عن الحذف ‌و‌ التقدير.
 ‌و‌ ‌فى‌ قوله: «لك» تعظيم للنهى ‌و‌ اتيانه ببيان اختصاصه ‌به‌ تعالى.
 ‌و‌ النهى: قيل: قول يستدعى ‌به‌ ترك الفعل ممن ‌هو‌ دونه. ‌و‌ قيل: ‌هو‌ طلب امتناع الفعل. ‌و‌ قيل: طلب الكف عن فعل.
 ‌و‌ قال الراغب: النهى: الزجر عن الشى ء، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ حيث المعنى ‌لا‌ فرق بين ‌ان‌ يكون بالقول ‌او‌ بغيره. ‌و‌ ‌ما‌ كان بالقول ‌لا‌ فرق بين ‌ان‌ يكون بلفظه افعل نحو: اجتنب هذا، ‌او‌ بلفظه نحو: ‌لا‌ تفعل، ‌و‌ ‌من‌ حيث اللفظ ‌هو‌ قولهم: ‌لا‌ تفعل كذا، فاذا قيل: ‌لا‌ تفعل كذا فهو نهى ‌من‌ حيث اللفظ ‌و‌ المعنى جميعا نحو «و ‌لا‌ تقربا هذه الشجره» ‌و‌ قوله تعالى: «ان الله يامر بالعدل ‌و‌ الاحسان ‌و‌ ايتاء ذى القربى، ‌و‌ ينهى عن الفحشاء ‌و‌ المنكر» ‌اى‌ يحث على فعل الخير ‌و‌ يزجر عن الشر، ‌و‌ ذلك بعضه بالعقل الذى ركبه فينا، ‌و‌ بعضه بالشرع الذى شرعه لنا. انتهى.
 ‌و‌ اتيناه: اى: تعاطيناه ‌و‌ استعمال الاتيان هنا كاستعمال المجى ء ‌فى‌ قوله تعالى: «لقد جئت شيئا فريا».
 ‌و‌ ايثار صيغه المتكلم مع الغير هنا، ‌و‌ ‌فى‌ سائر الافعال الاتيه، للاشعار باشتراك سائر الموحدين، له ‌فى‌ ذلك.
 ‌و‌ الامر: قيل: طلب وجود الفعل على جهه الاستعلاء. ‌و‌ قيل: استدعاء الفعل بالقول ممن ‌هو‌ دونه ‌و‌ قيل: طلب فعل غير كف.
 ‌و‌ قال الراغب: ‌هو‌ التقدم بالشى ء، سواء كان ذلك بقولهم: افعل ‌و‌ ليفعل، ‌او‌ كان ذلك بلفظ خبر نحو: «و المطلقات يتربصن»، ‌او‌ كان باشاره، ‌او‌ غير ذلك، الا ترى انه قد سمى ‌ما‌ راى ابراهيم عليه السلام ‌فى‌ المقام ‌من‌ ذبح ابنه امرا،
 
حيث قال «يا ابت افعل ‌ما‌ تومر».
 ‌و‌ وقفتنا عليه، اى: امرتنا بالوقوف عنده، لانتعداه، ‌و‌ ‌لا‌ نتجاوزه كما يدل عليه قوله عليه السلام: «فتعديناه». ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون بمعنى اطلعتنا عليه ‌و‌ بينته لنا، ‌من‌ وقفته على عيبه اذا اطلعته عليه.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه «اوقفتنا» بالالف، ‌و‌ هى لغه ‌فى‌ وقفتنا. ‌و‌ انكرها بعضهم، ‌و‌ الصحيح ثبوتها، كما نص عليه صاحب القاموس.
 ‌و‌ تعديناه: ‌اى‌ تجاوزناه الى غيره.
 ‌و‌ السيئه: الفعله القبيحه، ‌و‌ هى ‌ضد‌ الحسنه.
 ‌و‌ اكتسابها: تحملها.
 ‌و‌ الخطيئه: الذنب. ‌و‌ قيل: الكبيره. ‌و‌ قيل: الفرق بين السيئه ‌و‌ الخطيئه ‌ان‌ الاولى: تطلق على ‌ما‌ يقصد بالذات، ‌و‌ الثانيه: تغلب على ‌ما‌ يقصد بالعرض، لانها ‌من‌ الخطا، كمن رمى صيدا فاصاب انسانا، ‌او‌ شرب مسكرا فجنى جنايه ‌فى‌ سكره.
 ‌و‌ ارتكب الذنب: فعله.
 ‌و‌ جمله قوله عليه السلام: «كنت المطلع عليها» ‌فى‌ محل نصب على الحاليه.
 ‌و‌ الضمير ‌من‌ «عليها» اما عائد الى جمله ‌ما‌ ذكره ‌من‌ النهى ‌و‌ الامر ‌و‌ السيئه ‌و‌ الخطيئه، ‌و‌ هى اشياء يعود الضمير عليها مونثا. ‌و‌ اما الى السيئه ‌و‌ الخطيئه، ‌و‌ انما افرد الضمير ‌و‌ المذكور شيئان، لان المراد سيئات ‌و‌ خطيئات كثيره، كما يدل عليه «كم» ‌و‌ «دون» الناظرين، ‌اى‌ متجاوزا للناظرين، لم يطلع عليها منهم غيرك، على ‌ما‌ عرفت فيما سبق ‌من‌ ‌ان‌ «دون» بمعنى ادنى مكان ثم اتسع فيه، فاستعمل ‌فى‌ كل
 
تجاوز ‌حد‌ الى حد، ‌و‌ تخطى امر الى امر.
 ‌و‌ علن الامر علونا، ‌من‌ باب- قعد-: ظهر ‌و‌ انتشر، فهو عالن، ‌و‌ علن علنا- ‌من‌ باب تعب لغه- فهو علن، ‌و‌ الاسم: العلانيه- مخفف- ‌و‌ يعدى بالالف، فيقال: اعلنته اعلانا.
 وفوق: ظرف مكان نقيض تحت. ‌و‌ قد استعير للاستعلاء الحكمى، ‌و‌ معناه الزياده ‌و‌ الفضل، يقال: هذا فوق ذاك، ‌اى‌ افضل منه ‌و‌ ازيد.
 ‌اى‌ ‌و‌ كنت القادر على اظهارها زائدا على القادرين.
 قوله عليه السلام: «كانت عافيتك لنا حجابا» الى آخره، جمله مستانفه.
 ‌و‌ العافيه: هنا بمعنى المعافاه، ‌اى‌ كانت معافاتك لنا حجابا دون ابصارهم.
 ‌و‌ الحجاب: الستر، ‌من‌ حجبه حجبا- ‌من‌ باب قتل- ‌اى‌ منعه، لان الستر يمنع المشاهده. ‌و‌ الاصل فيه جسم حائل بين جسمين، ثم استعمل ‌فى‌ المعانى فقيل: المعصيه حجاب بين العبد ‌و‌ بين ربه، ‌و‌ منه عباره الدعاء.
 ‌و‌ «دون» هنا بمعنى قدام، كقول الاعشى يصف زجاجه الكاس:
 تريك القذى ‌من‌ دونها ‌و‌ هى دونه
 ‌اى‌ تريك القذى قدامها، ‌و‌ هى قدامه، لرقتها ‌و‌ صفائها. ‌و‌ الحجاب اذا كان قدام البصر كان مانعا له ‌من‌ المشاهده.
 ‌و‌ الردم: السد.
 قال الجوهرى: ردمت الثلمه اردمها- بالكسر- ردما سددتها، ‌و‌ الردم ايضا الاسم، ‌و‌ ‌هو‌ السد.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ قوله تعالى: «فاعينونى بقوه اجعل بينكم ‌و‌ بينهم ردما» ‌اى‌
 
حاجزا حصينا موثقا ‌و‌ الردم: اكبر ‌من‌ السد ‌و‌ اوثق، ‌من‌ قولهم: ثوب مردوم، اى: رقاع فوق رقاع. انتهى.
 ‌و‌ لما كان الحجاب بمعنى الستر قد ‌لا‌ يمنع السمع ‌من‌ السماع آثر لفظ الردم ‌فى‌ جانب الاسماع، لانه حاجز حصين، ‌و‌ برزخ متين. ‌و‌ الله اعلم.
 
العوره: كل ‌ما‌ يستحيى منه اذا ظهر، ‌و‌ اصلها ‌من‌ العار ‌و‌ ذلك ‌ما‌ يلحق ‌فى‌ ظهورها ‌من‌ العار، ‌اى‌ المذمه.
 ‌و‌ ‌فى‌ المصباح: كل شى ء يستره الانسان انفه ‌او‌ حياء، فهو عوره.
 ‌و‌ الدخيله هنا بمعنى الدخل- بالتحريك- ‌و‌ ‌هو‌ العيب ‌و‌ الغش ‌و‌ الفساد.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: ‌و‌ حقيقته ‌ان‌ يدخل ‌فى‌ الامر ‌ما‌ ليس منه.
 ‌و‌ وعظه يعظه وعظا وعظه ‌و‌ موعظه: امره بالطاعه، ‌و‌ وصاه بها، فهو واعظ. ‌و‌ منه قوله تعالى: «انما اعظكم بواحده»، ‌اى‌ اوصيكم ‌و‌ آمركم. ‌و‌ قيل: الوعظ: زجر مقترن بتخويف.
 ‌و‌ قال الخليل: ‌هو‌ التذكير بالخير بما يرق له القلب.
 ‌و‌ الزجر: الطرد ‌و‌ المنع، زجره زجرا- ‌من‌ باب قتل- فهو زاجر، ‌و‌ منه قوله تعالى:
 
«و لقد جاءهم ‌من‌ الانباء ‌ما‌ فيه مزدجر»، ‌اى‌ طرد ‌و‌ منع عن ارتكاب الماثم.
 ‌و‌ الخلق: كيفيه نفسانيه تصدر عنها الافعال بسهوله. فان كان الصادر عنها الافعال الجميله عقلا ‌و‌ شرعا سميت الكيفيه خلقا حسنا، ‌و‌ ‌ان‌ كان الصادر عنها الافعال القبيحه، سميت الكيفيه التى هى المصدر، خلقا سيئا.
 ‌و‌ المعنى: اجعل ذلك سببا ‌لا‌ تعاظنا ‌و‌ انزجارنا عن سوء الخلق بان يعتبر ‌به‌ فيكف نفسه، ‌و‌ ينزجر عن القبيح.
 ‌و‌ لما كان الفعل قد ينسب الى سببه سماه واعظا ‌و‌ زاجرا، ‌و‌ منه قولهم: كفى بالشيب واعظا، ‌و‌ كفى بالاسلام ناهيا، ‌و‌ عليه ‌ما‌ ورد ‌فى‌ الحديث «و على راس الصراط واعظ الله ‌فى‌ قلب كل مسلم» قال ابن الاثير: يعنى حجته التى تنهاه عن الدخول فيما منعه الله منه ‌و‌ حرمه عليه، ‌و‌ البصائر التى جعلها فيه.
 ‌و‌ اقتراف الخطيئه: ‌اى‌ ارتكاب المعصيه.
 ‌و‌ السعى: المشى السريع، ‌و‌ ‌هو‌ دون العدو، ‌و‌ يستعمل للجد ‌فى‌ الامر خيرا كان ‌او‌ شرا، قال تعالى: «و سعى ‌فى‌ خرابها».
 قال الراغب: ‌و‌ اكثر ‌ما‌ يستعمل السعى ‌فى‌ الافعال المحموده.
 اى: ‌و‌ اجعل ذلك سببا للسعى الى التوبه، اى: الجد فيها. ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ باب اطلاق المسبب على السبب.
 ‌و‌ الماحيه: المزيله للذنب ‌من‌ المحو، ‌و‌ ‌هو‌ ازاله الاثر. ‌و‌ ‌من‌ كلامهم: التوبه تمحو الحوبه.
 ‌و‌ الطريق: السبيل الذى يطرق بالارجل، ‌اى‌ يضرب، يذكر ‌و‌ يونث، ثم استعير
 
لكل مسلك يسلكه الانسان ‌فى‌ فعل، محمودا كان ‌او‌ مذموما.
 
و القرب: خلاف البعد، ‌و‌ يستعمل ‌فى‌ الزمان ‌و‌ المكان.
 ‌و‌ الوقت مقدار ‌من‌ الزمان مفروض لامر ما، ‌و‌ لهذا ‌لا‌ يكاد يستعمل الا مقيدا، نحو قولهم: وقت كذا.
 ‌و‌ الضمير ‌من‌ «فيه» عائد الى السعى. ‌و‌ «فى» للظرفيه المجازيه، جعل السعى ظرفا للوقت مجازا كما يقال: اصرف وقتك ‌فى‌ الطاعه.
 وسمته الذل، ‌اى‌ اوليته اياه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس: سمت المراه المعانقه، ‌اى‌ اردتها منها، ‌و‌ عرضتها عليها.
 ‌و‌ معنى سومه تعالى الغفله: التخليه بين العبد ‌و‌ بين الاسباب الموديه الى الغفله، ‌و‌ جعله غافلا بالخذلان، ‌لا‌ ارادته اياها منه.
 ‌و‌ معنى الغفله عنه سبحانه، الغفله عن جنابه ‌و‌ ذكره ‌و‌ الانهماك ‌فى‌ الحسيات الموديه الى البعد عن الحق.
 ‌و‌ ‌فى‌ الفقره تلميح الى قوله تعالى: «و ‌لا‌ تطع ‌من‌ اغفلنا قلبه عن ذكرنا».
 ‌و‌ الرغبه الى الله تعالى: الابتهال اليه، ‌و‌ ‌هو‌ الاجتهاد ‌فى‌ الدعاء ‌و‌ اخلاصه. ‌و‌ قيل: هى التضرع اليه، ‌و‌ المساله منه. ‌و‌ فسر قوله تعالى: «و الى ربك فارغب» بالرغبه ‌فى‌ المساله، ‌اى‌ ارفع حوائجك الى ربك، ‌و‌ ‌لا‌ ترفعها الى غيره ‌و‌ قوله تعالى: «انا الى ربنا راغبون» ‌اى‌ راجون العفو، طالبون الخير.
 ‌و‌ «الى» لانتهاء الرغبه ‌او‌ لتضمنها معنى الرجوع.
 ‌و‌ تقديم الظرف ‌فى‌ الفقره الاولى للتخصيص، ‌و‌ ‌فى‌ الثانيه للسجع، ‌و‌ التاكيد: للانباء عن صدق الرغبه، ‌و‌ وفور النشاد. ‌و‌ الجملتان تعليل لاستدعاء الاجابه. ‌و‌ الله اعلم.
 
الخيره: بالكسر ‌و‌ السكون ‌و‌ كعنبه اسم ‌من‌ الاختيار، ‌اى‌ الاصطفاء، يقال: محمد خيره الله، ‌و‌ خيرته، بالوجهين. ‌و‌ قد وردت بهما الروايه ‌فى‌ الدعاء.
 ‌و‌ عتره الرجل: نسله.
 قال الازهرى: ‌و‌ روى تغلب عن ابن الانبارى: ‌ان‌ العتره ولد الرجل ‌و‌ ذريته ‌و‌ عقبه ‌من‌ صلبه، ‌و‌ ‌لا‌ تعرف العرب ‌من‌ العتره غير ذلك. ‌و‌ قيل: رهطه الادنون، ‌و‌ يقال: اقرباوه.
 ‌و‌ قال الزمخشرى: ‌فى‌ الفائق: العتره: العشيره، سميت بالعتره- ‌و‌ هى المرز نجوشه- لانها ‌لا‌ تنبت الا شعبا متفرقه.
 ‌و‌ ‌فى‌ العين: عتره الرجل: اقرباوه ‌من‌ ولده ‌و‌ ولد ولده ‌و‌ بنى عمه.
 قال ابن الاثير ‌فى‌ النهايه: عتره الرجل اخص اقاربه، ‌و‌ عتره النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ سلم بنوعبدالمطلب. ‌و‌ قيل: اهل بيته الاقربون ‌و‌ ‌هم‌ اولاده، ‌و‌ على ‌و‌ اولاده عليهم السلام. ‌و‌ قيل: عترته: الاقربون ‌و‌ الابعدون منهم. ‌و‌ المعروف المشهور ‌ان‌ عترته اهل بيته الذين حرمت عليهم الزكاه. انتهى.
 ‌و‌ صفوه الشى ء مثلثه- ‌ما‌ صفا منه، ‌و‌ خلص ‌من‌ الشوب ‌و‌ الكدر كصفوه.
 ‌و‌ البريه: الخلق فعيله بمعنى مفعوله، ‌من‌ برء الله الخلق يبروهم، ‌اى‌ خلقهم.
 قال الجوهرى: ‌و‌ قد تركت العرب همزته. قال الفراء: ‌و‌ ‌ان‌ اخذت البريه ‌من‌
 
البراء- ‌و‌ ‌هو‌ التراب- فاصله غير الهمز، تقول: منه براه الله يبروه بروا، ‌اى‌ خلقه.
 ‌و‌ «الطاهرين» اى: النقيين ‌من‌ دنس المولد ‌و‌ العمل، البريئين ‌من‌ صغائر الذنوب ‌و‌ كبائرها، كما قال تعالى «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت، ‌و‌ يطهركم تطهيرا».
 ‌و‌ اجعلنا سامعين اى: مجيبين لامرهم، قابلين لحكمهم. ‌و‌ اصل السماع الاصغاء، لكنهم استعملوه ‌فى‌ الاجابه، ‌و‌ قبول الامر كثيرا، كما تقول سمع فلان ‌ما‌ قلت له، ‌و‌ منه قولهم: سمع القاضى البينه، ‌اى‌ قبلها.
 ‌و‌ مطيعين: ‌اى‌ منقادين، ‌من‌ اطاعه اطاعه، ‌اى‌ انقاد له.
 ‌و‌ قوله عليه السلام: «كما امرت»، الظرف ‌فى‌ محل نصب على انه نعت لمصدر محذوف. ‌و‌ «ما» مصدريه، ‌اى‌ اطاعه مثل الاطاعه التى امرت بها. ‌و‌ نظيره «فاستقم كما امرت»، ‌و‌ ‌هو‌ اشاره الى قوله تعالى ‌فى‌ سوره النساء: «يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله ‌و‌ اطيعوا الرسول ‌و‌ اولى الامر منكم».
 قال الصادق عليه السلام: ايانا عنى خاصه، امر جميع المومنين الى يوم القيامه بطاعتنا.
 ‌و‌ ‌فى‌ حديث جابر ‌بن‌ عبدالله لما نزلت هذه الايه، قلت: ‌يا‌ رسول الله، عرفنا الله ‌و‌ رسوله، فمن اولوالامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال: ‌هم‌ خلفائى ‌يا‌ جابر ‌و‌ ائمه المسلمين ‌من‌ بعدى اولهم على ‌بن‌ ابى طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم على ‌بن‌ الحسين ثم محمد ‌بن‌ على المعروف ‌فى‌ التوراه بالباقر، ‌و‌ ستدركه ‌يا‌ جابر، فاذا لقيته فاقراه منى السلام، ثم الصادق جعفر ‌بن‌ محمد، ثم موسى ‌بن‌ جعفر، ثم على ‌بن‌
 
موسى، ثم محمد ‌بن‌ على، ثم على ‌بن‌ محمد، ثم الحسن ‌بن‌ على، ثم سمى محمد، ‌و‌ كنى حجه الله ‌فى‌ ارضه، ‌و‌ بقيته ‌فى‌ عباده ابن الحسن ‌بن‌ على، ذاك الذى يفتح الله على يديه مشارق الارض ‌و‌ مغاربها، ذاك الذى يغيب عن شيعته ‌و‌ اوليائه غيبه ‌لا‌ يثبت فيها على القول بامامته الا ‌من‌ امتحن الله قلبه للايمان. قال جابر، فقلت له: ‌يا‌ رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله فهل لشيعته الانتفاع ‌فى‌ غيبته؟ قال: ‌اى‌ ‌و‌ الذى بعثنى بالنبوه، انهم يستضيئون بنوره ‌و‌ ينتفعون بولايته ‌فى‌ غيبته كانتفاع الناس بالشمس ‌و‌ ‌ان‌ تجلاها سحاب، ‌يا‌ جابر هذا ‌من‌ مكنون ‌سر‌ الله، ‌و‌ مخزون علم الله، فاكتمه الا عن اهله. ‌و‌ الله اعلم.
 هذا آخر الروضه الرابعه ‌و‌ الثلاثين ‌من‌ رياض السالكين، وفق الله سبحانه لاتمامها عشيه يوم الخميس لست مضين ‌من‌ شوال، سنه اربع ‌و‌ مائه ‌و‌ الف، ولله الحمد.
 

0
100% (نفر 1)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^