فارسی
سه شنبه 09 مرداد 1403 - الثلاثاء 22 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 36

بسم الله الرحمن الرحيم ‌و‌ ‌به‌ نستعين


 
 الحمد لله الذى يرى عباده البرق خوفا ‌و‌ طمعا ‌و‌ يسبح الرعد بحمده والملائكه ‌من‌ خيفته معا، والصلاه والسلام على نبيه الذى يستسقى بوجهه الغمام ‌و‌ اهل بيته سحب الرحمه الواكفه على الانام.
 ‌و‌ بعد، فهذه الروضه السادسه والثلاثون ‌من‌ رياض السالكين ‌فى‌ شرح صحيفه سيدالعابدين، سلام الله عليه ‌و‌ على آبائه ‌و‌ ابنائه الطاهرين، املاء راجى فضل ربه السنى على صدرالدين الحسينى الحسنى، نظر الله بعين رحمته اليه ‌و‌ اسبل سحاب جوده ‌و‌ كرمه عليه.
 
السحاب بالفتح: الغيم، كان فيه ماء ‌او‌ لم يكن. ‌و‌ لهذا يقال: سحاب جهام، ‌اى‌ ‌لا‌ ماء فيه. ‌و‌ اصله ‌من‌ السحب، ‌و‌ ‌هو‌ الجر كسحب الذيل ‌و‌ الانسان على وجهه، سمى بذلك لجر الريح له لانجراره ‌فى‌ مره. الواحده سحابه، ‌و‌ الجمع سحب- بضمتين-.
 ‌و‌ البرق: لمعان السحاب، ‌و‌ الرعد: صوته. ‌و‌ اضافه الصوت اليه ‌من‌ اضافه العام الى الخاص، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌ان‌ البرق سوط ‌من‌ نار بيد ملك ‌من‌ ملائكه الله يزجر ‌به‌ السحاب ‌و‌ الرعد: اسم ذلك الملك الموكل بالسحاب، ‌و‌ قد ذكرنا ذلك مبسوطا ‌فى‌ الروضه الثالثه، مع ‌ما‌ قاله الطبيعيون ‌فى‌ ذلك، فليرجع اليه.
 
تاكيد الجمله، لرواجه عند المخاطب، ‌و‌ بيان ‌ان‌ الحكم عن اعتقاد ثابت، ‌و‌ صميم قلب، ‌و‌ صدق رغبه فيه. ‌و‌ الظاهر ‌ان‌ المشار اليهما بهذين البرق ‌و‌ الرعد، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون السحاب ‌و‌ البرق، ‌او‌ السحاب ‌و‌ الرعد.
 
و الايه: العلامه الظاهره.
 قال الراغب: ‌و‌ حقيقته كل شى ء ظاهر، ‌هو‌ ملازم لشى ء ‌لا‌ يظهر مظهره. فمتى ادرك مدرك الظاهر منهما علم انه ادرك الاخر الذى لم يدركه بذاته، اذ كان حكمهما سواء. ‌و‌ ذلك ظاهر ‌فى‌ المحسوسات ‌و‌ المعقولات، فمن علم ملازمه العلم للطريق المنهج، ثم وجد العلم، علم انه وجد الطريق. ‌و‌ كذا اذا علم شيئا مصنوعا علم انه لابد له ‌من‌ صانع.
 ‌و‌ اشتقاقها اما ‌من‌ اى، ‌و‌ هى التى تبين ايا ‌من‌ اى.
 ‌او‌ ‌من‌ قولهم: آوى اليه، ‌اى‌ رجع، لانها يرجع اليها لمعرفه ذى العلامه، ‌و‌ قد تقدم الكلام على بنائها، ‌و‌ نقل الخلاف فيه ‌فى‌ شرح الاسناد.
 ‌و‌ معنى «آيتان ‌من‌ آياتك» ‌اى‌ علامتان ‌من‌ علاماتك الداله على وحدانيتك ‌و‌ قدرتك، كما قال تعالى: «و ‌من‌ آياته يريكم البرق خوفا ‌و‌ طمعا».
 ‌و‌ العون: المعين ‌و‌ الظهير على الامر. ‌و‌ اشتهر اختصاصه بمن يخدم السلطان، ‌و‌ ينفذه السلطان ‌فى‌ اوامره ‌و‌ نواهيه. ‌و‌ هذا المعنى ‌هو‌ المراد هنا، ‌اى‌ خادمان ‌من‌ خدمك نافذان ‌فى‌ امرك. ‌و‌ ‌هو‌ مجاز مرسل، ‌من‌ باب اطلاق اسم اللازم على الملزوم،
 
لان الخدمه ‌و‌ تنفيذ الامر لازمان للاعانه ‌و‌ المظاهره.
 ‌و‌ ‌ما‌ قيل: ‌من‌ ‌ان‌ المراد انهما عونان للخلق، ‌و‌ اضافه الاعوان اليه تعالى ‌من‌ باب اضافه الشى ء الى فاعله، ‌و‌ المعنى انهما ‌من‌ جمله الاشياء التى جعلتها اعوانا لخلقك، ‌لا‌ يخفى عدم مناسبته لسياق الكلام.
 ‌و‌ يبتدران طاعتك، اى: يتسارعان اليها.
 قال الفارابى ‌و‌ الجوهرى: ابتدر القوم السلاح تسارعوا الى اخذه.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: بادره مبادره ‌و‌ بدارا ‌و‌ ابتدره، ‌و‌ بدر غيره اليه: عاجله.
 ‌و‌ الجمله ‌فى‌ محل رفع على الوصفيه، ‌او‌ خبر ثان. ‌و‌ ايثار تصديرها بالمضارع، لافاده الاستمرار.
 قال الرضى: جرت العاده منهم اذا قصدوا معنى الاستمرار بان يعبروا عنه بلفظ المضارع، لمشابهته للاسم الذى اصل وضعه الاطلاق، كقولك زيد يومن بالله ‌و‌ يسخو بموجوده، ‌اى‌ هذه عادته.
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: «برحمه» اما متعلقه ب«يبتدران» لتضمينه معنى ياتيان، ‌اى‌ يبتدران طاعتك آتيين برحمه على ‌ما‌ عرفت فيما تقدم ‌فى‌ بيان التضمين، ‌من‌ انه استعمال الفعل ‌فى‌ معناه الحقيقى مع حذف حال ماخوذه ‌من‌ الفعل الاخر، بمعونه القرينه اللفظيه. فقولنا: احمد اليك فلانا، معناه: احمده منهيا اليك حمده، ‌و‌ يقلب كفيه على كذا، ‌اى‌ نادما عليه. ‌او‌ بالامر المدلول عليه بالطاعه على حذف مضاف، ‌اى‌ طاعه امرك بنعمه ‌او‌ نقمه، فحذف المضاف اليه لدلاله المضاف عليه، لان الطاعه هنا بمعنى امتثال الامر ‌لا‌ مطلق الانقياد، ‌و‌ اذا كان بهذا المعنى كان متعلقها الامر دون الذات، كقوله تعالى: «فاتبعونى ‌و‌ اطيعوا امرى».
 
و المراد بالرحمه هنا: المطر ‌و‌ الخصب التابع له، سمى ذلك رحمه لتسببه عن الرحمه التى هى ‌من‌ الله الاحسان.
 ‌و‌ النفع: الخير، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الانسان الى مطلوبه، يقال: نفعنى الشى ء نفعا ‌و‌ ‌هو‌ نافع.
 ‌و‌ قال الراغب: النفع ‌ما‌ يستعان ‌به‌ ‌فى‌ الوصول الى الخيرات، ‌و‌ ‌ما‌ يتوصل ‌به‌ الى الخير فهو خير.
 ‌و‌ نعت الرحمه به: للمدح.
 ‌و‌ النقمه على وزن كلمه، ‌و‌ تخفف مثلها العقوبه، ‌و‌ هى اسم ‌من‌ الانتقام، يقال: انتقمت منه، ‌اى‌ عاقبته.
 وضره يضره ضرا- ‌من‌ باب قتل-: اذا اوقع ‌به‌ مكروها فهو ضار. ‌و‌ نعت النقمه به: للذم.
 ‌و‌ المراد بالنقمه: اما الصواعق التى يرسلها الله سبحانه على ‌من‌ يشاء كما قال ‌فى‌ محكم كتابه: «و يرسل الصواعق فيصيب بها ‌من‌ يشاء»، ‌او‌ مطلق الضرر الواقع بسبب السحاب ‌و‌ البرق ‌و‌ الرعد ‌من‌ السيول المغرقه، ‌و‌ الصواعق المحرقه، ‌و‌ هدم البيوت، ‌و‌ فساد الزرع عند ايناعه، ‌و‌ اسقاط الثمار عند نضاجها، الى غير ذلك ‌من‌ المفاسد المترتبه على بعض الامطار.
 ‌و‌ قد فسر قوله تعالى: «هو الذى يريكم البرق خوفا ‌و‌ طمعا» بالخوف ‌من‌ الصواعق، ‌و‌ الطمع ‌فى‌ الغيث، بالخوف ‌و‌ الطمع كلاهما ‌من‌ المطر، لكن الخائف منه غير الطامع فيه كالمسافر الذى يخاف تعويقه له عن المسير، ‌و‌ كالخرار ‌و‌ الجزار
 
و بعض اهل البلاد الذين ‌لا‌ ينتفعون بالمطر بل يضرهم كاهل مصر، ‌و‌ يطمع فيه ‌من‌ له فيه نفع.
 ‌و‌ تقديم الرحمه على النقمه ‌فى‌ الدعاء اشعار بسبق الرحمه على الغضب، على ‌ما‌ ورد ‌فى‌ الحديث القدسى «سبقت رحمتى غضبى».
 ‌و‌ تقديم الخوف على الطمع ‌فى‌ الايه، لان الخوف عتيد حاصل ‌فى‌ الحال، ‌و‌ المطموع فيه مترقب، ‌و‌ ‌هو‌ الرزق ‌و‌ الخصب المتوقع ‌من‌ انزال الغيث. ‌و‌ الله اعلم.
 قوله عليه السلام: «فلا تمطرنا بهما مطر السوء»، «الفاء» فصيحه، ‌اى‌ اذا كان الامر كذلك فلا تمطرنا.
 قال ابوعبيده: مطر ‌فى‌ الرحمه، ‌و‌ امطر ‌فى‌ العذاب.
 ‌و‌ قال الراغب: مطر ‌فى‌ الخير، ‌و‌ امطر ‌فى‌ العذاب.
 ‌و‌ قال الفيروز آبادى ‌فى‌ القاموس: امطرهم الله، ‌لا‌ يقال الا ‌فى‌ العذاب.
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: «بهما» هى الداخله على آله الفعل نحو: كتبت بالقلم، ‌و‌ تسمى باء الاستعانه، ‌و‌ ادرجها ابن مالك ‌فى‌ باء السببيه، تفاديا ‌من‌ اطلاق الاستعانه ‌فى‌ الافعال المنسوبه الى الله سبحانه.
 ‌و‌ السوء- بالفتح- مصدر ساءه يسوءه: اذا فعل ‌به‌ ‌ما‌ يكره، ثم اطلق على كل ضرر ‌و‌ ‌شر‌ ‌و‌ فساد. ‌و‌ اضيف اليه المطر ذما كما يقال: رجل سوء، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ باب اضافه الموصوف الى صفته، فوصف ‌فى‌ الاصل بالمصدر للمبالغه، ثم اضيف الى صفته.
 ‌و‌ اتفق القراء على فتح السين ‌فى‌ قوله تعالى: «امطرت مطر السوء». ‌و‌ انتصاب مطر، اما على انه مصدر موكد بحذف الزوائد، كما قيل ‌فى‌ «انبتها الله
 
نباتا حسنا»، ‌اى‌ امطار السوء ‌او‌ على انه مفعول ثان، ‌و‌ المعنى فلا تعطنا ‌و‌ ‌لا‌ تولنا مطر السوء.
 قال ابوالبقاء: ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون نعتا لمحذوف، اى: امطارا مثل امطار السوء.
 قوله عليه السلام: «و ‌لا‌ تلبسنا بهما لباس البلاء» اللباس بالكسر: ‌ما‌ يلبس.
 ‌و‌ البلاء: المحنه ‌و‌ الشده ‌و‌ الاصابه بالمكروه ‌و‌ الغم، لانه يبلى الجسم.
 ‌و‌ الكلام استعاره مرشحه، شبه ‌ما‌ يغشى الانسان عند البلاء ‌من‌ بعض الحوادث باللباس، لاشتماله على اللابس، فاستعار له اللباس، ثم فرع عليها ‌ما‌ يلائم اللباس ‌من‌ الالباس ‌و‌ ‌هو‌ الترشيح.
 
انزل علينا: ‌اى‌ اعطنا ‌و‌ اولنا. ‌و‌ ‌هو‌ مجاز مرسل، ‌من‌ باب اطلاق السبب على المسبب، لان اعطاء النفع متسبب عن انزال غيث السحاب.
 قال الراغب: النزول ‌فى‌ الاصل ‌هو‌ انحطاط ‌من‌ علو.
 ‌و‌ انزل الله نعمه على الخلق: اعطاها اياهم، ‌و‌ ذلك اما بانزال الشى ء نفسه كانزال القرآن. ‌و‌ اما بانزال اسبابه، كانزال اللباس ‌و‌ الرزق، قال الله تعالى: «قد انزلنا عليكم لباسا» «ينزل لكم ‌من‌ السماء رزقا».
 ‌و‌ السحاب يونث باعتبار المعنى، لان واحدته سحابه، ‌و‌ يذكر باعتبار اللفظ.
 
و البركه: ثبوت الخير الالهى ‌فى‌ الشى ء، ماخوذ ‌من‌ برك البعير اذا القى بركه، ‌اى‌ صدره على الارض. ‌و‌ تطلق على كل نماء ‌و‌ زياده غير محسوسين، لكون الخير الالهى يصدر ‌من‌ حيث ‌لا‌ يحس، ‌و‌ على وجه ‌لا‌ يحصى ‌و‌ ‌لا‌ يحصر.
 ‌و‌ صرف الله عنه السوء صرفا- ‌من‌ باب ضرب-: رده عنه.
 ‌و‌ الاذى: قيل: المكروه اليسير، ‌و‌ قيل: ‌ما‌ يلحق الحيوان ‌من‌ ضرر ‌فى‌ نفسه ‌او‌ ماله.
 ‌و‌ المضره: الضرر. ‌و‌ اصبته بمكروه: اوقعته به.
 ‌و‌ الافه: عرض يفسد ‌ما‌ اصابه، ‌و‌ هى ‌فى‌ تقدير فعله بفتح العين.
 ‌و‌ الظرف ‌من‌ قوله: «فيها» ‌فى‌ محل نصب على الحال ‌من‌ آفه، لتقدمه عليها. ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الاصل صفه لها، فلما قدم عليها نصب على الحال، كقوله تعالى: «و لكم ‌فى‌ القصاص حياه».
 ‌و‌ ‌ما‌ قيل: ‌من‌ تعلقه ب«تصبنا» فغير صواب.
 ‌و‌ ‌لا‌ ترسل: ‌اى‌ ‌لا‌ تسلط، ‌و‌ لذلك عداه ب«على» ‌و‌ الا فالاصل ‌فى‌ الارسال ‌ان‌ يتعدى ب«الى».
 ‌و‌ العاهه: كالافه وزنا ‌و‌ معنى. يقال: عيه الزرع ‌من‌ باب تعب، اذا اصابته العاهه، فهو معيه، ‌و‌ معوه ‌فى‌ لغه باب الواو.
 تصدير الجمله بحرف الشك للايذان باستواء الخوف ‌و‌ الطمع عنده ‌من‌ بعث هذه السحاب، ‌من‌ غير ترجيح لاحدهما على الاخر.
 
و انما قال: «و ‌ان‌ كنت بعثتها» ‌و‌ لم يقل: ‌و‌ ‌ان‌ بعثتها، للاشعار بتقدم بعثها ‌فى‌ علمه تعالى.
 
و بعثتها ‌و‌ ارسلتها: ‌اى‌ وجهتها.
 ‌و‌ السخطه: فعله ‌من‌ السخط- بالضم- ‌و‌ السخط- بفتحتين ‌و‌ ‌هو‌ الغضب الشديد المقتضى للعقوبه، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الله سبحانه ايقاع العقوبه.
 ‌و‌ انتصاب نقمه ‌و‌ سخطه اما على المصدريه ‌اى‌ بعث نقمه ‌و‌ ارسال سخطه، ‌او‌ على المفعول لاجله ‌اى‌ للنقمه ‌و‌ للسخطه، ‌او‌ على الحاليه على حذف مضاف، ‌اى‌ بعثتها ذات نقمه، ‌و‌ ارسلتها ذات سخطه، ‌او‌ حال كونها نقمه ‌و‌ سخطه، كانها ‌فى‌ نفسها نقمه ‌و‌ سخطه.
 ‌و‌ استجاره: طلب منه ‌ان‌ يجيره، اى: يومنه مما يخاف ‌و‌ يحفظه منه.
 ‌و‌ الابتهال: التضرع ‌فى‌ الدعاء.
 ‌و‌ الميل: الانحراف. يقال: مال عنه. ‌اى‌ انحرف، ‌و‌ اماله ‌و‌ مال به. ‌اى‌ حرفه، كما يقال: اذهبه ‌و‌ ذهب به. ‌و‌ المعنى احرف الغضب، ‌و‌ اصرفه عنا الى المشركين.
 ‌و‌ المشرك: اسم فاعل ‌من‌ اشرك بالله، ‌اى‌ اثبت له شريكا ‌فى‌ الالوهيه.
 قال الراغب: اكثر الفقهاء يحملون المشركين على الكافرين جميعا فيدخل فيهم اهل الكتاب، لقوله تعالى: «قالت اليهود عزيز ابن الله ‌و‌ قالت النصارى المسيح ابن الله».
 ‌و‌ قيل: ‌هم‌ ‌من‌ عدا اهل الكتاب لقوله تعالى: «ان الذين آمنوا ‌و‌ الذين هادوا ‌و‌ الصابئين ‌و‌ النصارى ‌و‌ المجوس ‌و‌ الذين اشركوا» فافرد المشركين عن اليهود ‌و‌ النصارى.
 ‌و‌ ادر رحى نقمتك: ‌اى‌ شدد عليهم انتقامك، ‌من‌ قولهم: دارت رحى الحرب، ‌اى‌ اشتد القتال. ‌و‌ رحى الحرب حومتها ‌و‌ شدتها، استعاره ‌من‌ الرحى التى هى
 
 
الطاحونه بجامع الافناء ‌و‌ الاذهاب. ‌و‌ لذلك يقال: طحنتهم الحرب، ‌اى‌ افنتهم ‌و‌ اهلكتهم، كما تطحن الرحى البر. ‌و‌ قد تقدم بيان هذه الاستعاره ‌فى‌ شرح الاسناد.
 ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يكون المراد: انزل بهم نقمتك، ‌من‌ قولهم: دارت عليه رحى الموت، اذا نزل به.
 ‌و‌ الملحد: اسم فاعل ‌من‌ الحد ‌اى‌ مال عن الحق. ‌و‌ يطلق على الشرك، ‌و‌ عباده غير الله تعالى، ‌و‌ ‌هو‌ المراد هنا.
 
اذهب الله الباس: ازاله، كذهب به.
 ‌و‌ قال الزمخشرى: اذهبه: جعله ذاهبا، ‌و‌ ذهب به: مر ‌به‌ مع نفسه.
 ‌و‌ قد تقدم الكلام على ذلك مبسوطا.
 ‌و‌ المحل: الجدب ‌و‌ القحط، ‌و‌ انقطاع المطر.
 ‌و‌ السقيا- بالضم- على فعلى: اسم ‌من‌ سقاه الله الغيث انزله له. ‌و‌ منه حديث الدعاء «سقيا رحمه ‌و‌ ‌لا‌ سقيا عذاب»، ‌اى‌ اسقنا غيثا نافعا بلا ضرر ‌و‌ ‌لا‌ افساد.
 ‌و‌ الوخر- بفتحتين ‌و‌ بالسكون- ‌و‌ قال الجوهرى: ‌هو‌ بالتحريك مصدر، ‌و‌ بالتسكين اسم.
 قال ابن الاثير ‌فى‌ النهايه: فيه الصوم يذهب وحر الصدر، ‌هو‌ بالتحريك وساوسه ‌و‌ غشه. ‌و‌ قيل: الحقد ‌و‌ الغيط. ‌و‌ قيل: العداوه. ‌و‌ قيل: اشد الغضب.
 ‌و‌ قال الزمخشرى ‌فى‌ الفائق: ‌هو‌ الغل، يقال: وحر صدره ‌و‌ وغر. ‌و‌ اصله ‌من‌
 
الوحره، ‌و‌ هى دويبه تلزق بالارض، ‌و‌ نظيره تسميتهم الحقد بالضب.
 ‌و‌ ‌لا‌ تشغلنا عنك: ‌اى‌ عن ذكرك ‌و‌ دعائك ‌و‌ عبادتك بسوال غيرك، ‌او‌ تاميله، ‌او‌ بالاهتمام بامر الرزق ‌و‌ الفكر فيه، ‌و‌ ذلك بحسم اسباب الشغل عنه تعالى بغيره ، ‌و‌ ‌من‌ جملتها محل البلاد، ‌و‌ وحر الصدور.
 ‌و‌ كافتنا: اى: جميعنا. ‌و‌ فيه شاهد على استعمال كافه غير منصوب على الحال، خلافا لمن زعم انه ‌لا‌ يستعمل الا كذلك. ‌و‌ قد استوفينا الكلام على ذلك ‌فى‌ الروضه السادسه ‌و‌ العشرين، فليرجع اليه.
 ‌و‌ الماده: الزياده المتصله.
 ‌و‌ البر- بالكسر- الخير ‌و‌ التوسع ‌فى‌ الاحسان.
 قوله عليه السلام: «فان الغنى ‌من‌ اغنيت»، «الفاء» للسببيه، ‌او‌ للترتيب الذكرى، كانه تفصيل لما افهمه الكلام السابق اجمالا ‌من‌ سوال الغنى ‌و‌ السلامه ‌من‌ الحاجه ‌و‌ الفقر.
 قال بعضهم: يقال: الغنى على ثلاثه وجوه:
 احدها: عدم الحاجه مطلقا، ‌و‌ ليس ذلك الا الله تعالى ‌و‌ ‌هو‌ المذكور ‌فى‌ قوله تعالى: «و الله ‌هو‌ الغنى الحميد».
 ‌و‌ الثانى: قله الحاجات، ‌و‌ القناعه ‌و‌ ‌هو‌ المشار اليه بقوله تعالى: «و وجدك عائلا فاغنى»، ‌اى‌ فاغنى قلبك بالقناعه، ‌و‌ ‌هو‌ المذكور ‌فى‌ قوله عليه السلام: «الغنى غنى النفس».
 ‌و‌ الثالث: كثره المقتنيات بحسب ضروب الناس. ‌و‌ منه قوله تعالى: «و ‌من‌ كان
 
غنيا فليستعفف».
 ‌و‌ السلامه: الخلوص ‌من‌ الافات.
 ‌و‌ وقيته وقايه: حفظته مما يوذيه ‌و‌ يضره، قال تعالى: «فوقاهم الله ‌شر‌ ذلك اليوم».
 ‌و‌ قصر اسم ‌ان‌ على خبرها ‌فى‌ الفقرتين للمبالغه ‌فى‌ غناء ‌من‌ اغناه الله تعالى، ‌و‌ سلامه ‌من‌ وقاه ‌و‌ حفظه، كانه ‌لا‌ غنى ‌و‌ ‌لا‌ سالم غيره، حسب ‌ما‌ تقدم بيانه ‌فى‌ الروضه السابقه ‌و‌ غيرها.
 ‌و‌ مفعولا «اغنيت ‌و‌ وقيت» محذوفان، ‌اى‌ اغنيته ‌و‌ وقيته، ‌و‌ قد اطرد حذف المفعول اذا كان ضميرا عائدا الى الموصول، ‌و‌ قد مر نظير ذلك غير مره.
 الجمله الاولى مستانفه للتعليل، كانه سئل: لماذا كان السالم ‌من‌ وقيت؟
 فقال: لانه ‌ما‌ عند احد دونك دفاع.
 
و «عند» هنا للحضور المعنوى نحو: «قال الذى عنده علم ‌من‌ الكتاب».
 ‌و‌ «دون» بمعنى التجاوز، ظرف مستقر وقع حالا ‌من‌ احد. ‌و‌ العامل متعلق الظرف اعنى عند ‌اى‌ ‌ما‌ استقر ‌او‌ ‌ما‌ يكون عند احد دفاع حال كونه متجاوزا اياك.
 ‌و‌ «دون» هنا مثلها ‌فى‌ قول الشاعر:
 ‌يا‌ نفس مالك دون الله ‌من‌ واق
 ‌اى‌ اذا تجاوزت وقايه الله، ‌و‌ لم تبال بها لم يقك غيره.
 ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ تكون بمعنى «غير» عند ‌من‌ اثبته، ‌اى‌ ‌ما‌ عند احد غيرك دفاع.
 
و الدفاع: الحمايه، مصدر دافع عنه دفاعا ‌و‌ مدافعه، ‌اى‌ حماه.
 قال الجوهرى: دافع عنه ‌و‌ دفع بمعنى، تقول منه دافع الله عنك السوء دفاعا.
 ‌و‌ قيل ‌فى‌ قوله تعالى «ان الله يدافع عن الذين آمنوا» صيغه المفاعله اما للمبالغه ‌او‌ للدلاله على تكرر الدفع. فانها قد تجرد عن وقوع الفعل للتكرر ‌من‌ الجانبين، فيبقى تكرره كما ‌فى‌ الممارسه، ‌اى‌ يبالغ ‌فى‌ دفع السوء ‌و‌ الضرر عنهم.
 ‌و‌ «الباء» ‌من‌ قوله: «باحد» مثلها ‌فى‌ قوله تعالى: «و ‌ما‌ بكم ‌من‌ نعمه فمن الله». فقيل: هى للملابسه ‌و‌ المصاحبه.
 قال العمادى: اى: ‌اى‌ شى ء يلابسكم ‌و‌ يصاحبكم ‌من‌ نعمه فمن الله.
 ‌و‌ قيل: للظرفيه. قال بعض المعربين «بكم» بمعنى فيكم، كما تقول: ‌به‌ عيب.
 ‌و‌ على الاول: فالتقدير ‌فى‌ عباره الدعاء ‌و‌ ‌لا‌ يلتبس باحد عن سطوتك امتناع.
 ‌و‌ على الثانى: ‌و‌ ‌لا‌ يكون ‌فى‌ احد عن سطوتك امتناع. ‌و‌ ارتفاع دفاع ‌و‌ امتناع على الفاعليه بالظرف ‌فى‌ الاول، ‌و‌ بالجار ‌و‌ المجرور ‌فى‌ الثانى لاعتمادهما على النفى، نحو: ‌ما‌ عندك احد ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ الدار احد. هذا اختيار ابن مالك ‌و‌ ابن هشام ‌فى‌ الشذور. ‌و‌ وجهه ‌ان‌ الاصل عدم التقديم ‌و‌ التاخير. ‌و‌ نقل ابن هشام الخضراوى وجوب ذلك عن الاكثرين.
 ‌و‌ رجح بعضهم الارتفاع على الابتدائيه، ‌و‌ الجار ‌و‌ المجرور ‌و‌ الظرف خبران، مع جواز الفاعليه. ‌و‌ على القول بارتفاعهما على الفاعليه، فهل عامل الفاعل الفعل المقدر، ‌او‌ الظرف ‌و‌ الجار ‌و‌ المجرور لنيابتهما عن الفعل، ‌و‌ قربهما منه لاعتمادهما؟ فيه خلاف:
 
قال ابن هشام: ‌و‌ المختار الثانى، لامتناع تقديم الحال ‌فى‌ نحو: زيد ‌فى‌ الدار جالسا، ‌و‌ لو كان العامل الفعل لم يمتنع.
 ‌و‌ سطابه يسطو سطوا ‌و‌ سطوه: قهره ‌و‌ اذله، وصال عليه.
 ‌و‌ امتنع زيد عمن يريده بسوء امتناعا: حمى نفسه بقوته، ‌او‌ بعشيرته. ‌و‌ اصل المنع: تحجير الشى ء، ‌و‌ لهذا يقال ‌فى‌ ‌ضد‌ العطاء.
 قوله عليه السلام: «تحكم بما شئت على ‌من‌ شئت» جمله مستانفه للتعليل ايضا، كالجمله المتقدمه لقصر السلامه على ‌من‌ وقاه الله تعالى. ‌و‌ ترك عطفها تنبيها على كونها عله بالاستقلال، ‌و‌ يجوز ‌ان‌ تكون تعليلا للكلام السابق عليها، كما ‌ان‌ الجمله الاولى تعليل لسابقها. ‌و‌ نظير ذلك قوله تعالى: «يا ايها الذين آمنوا ‌لا‌ تتخذوا بطانه ‌من‌ دونكم ‌لا‌ يالونكم خبالا ودوا ‌ما‌ عنتم، قد بدت البغضاء، ‌من‌ افواهم ‌و‌ ‌ما‌ تخفى صدورهم اكبر».
 قال الزمخشرى: الاحسن ‌و‌ الابلغ ‌ان‌ تكون هذه الجمل مستانفات كلها على وجه التعليل للنهى عن اتخاذهم بطانه ‌من‌ دون المسلمين.
 قال السعد التفتازانى: ليس معنى قوله: مستانفات كلها ‌ان‌ الكل عله واحده بالاجتماع، بل بمعنى ‌ان‌ كلا منها عله للنهى بالاستقلال، ‌و‌ ترك تعاطفها تنبيها على الاستقلال، كما ‌فى‌ قوله تعالى «ذلك بانهم كانوا» «ذلك بما عصوا» ‌او‌ على انها مستانفات على طريق الترتيب بان يكون اللاحق عله للسابق الى ‌ان‌ تكون الاولى عله للنهى، ‌و‌ يتم التعليل بالمجموع، اى: ‌لا‌ تتخذوهم بطانه، لانهم ‌لا‌ يالونكم خبالا لانهم يودون شده ضرركم، بدليل انه قد تبدوا البغضاء ‌من‌ افواههم، ‌و‌ ‌ان‌ كانوا يخفون الكثير. انتهى.
 
و المشيئه ‌و‌ الاراده: بمعنى واحد بحسب اللغه، ‌و‌ عند اكثر المتكلمين. ‌و‌ فرق بعضهم بينهما، بان المشيئه ‌من‌ الله تقتضى وجود الشى ء، ‌و‌ لذلك قيل: ‌ما‌ شاء الله كان، ‌و‌ ‌ما‌ لم يشا لم يكن، ‌و‌ الاراده منه تعالى ‌لا‌ تقتضى وجود المراد ‌لا‌ محاله، الا ترى انه قال: «يريد الله بكم اليسر ‌و‌ ‌لا‌ يريد بكم العسر»، ‌و‌ قال: «و ‌ما‌ الله يريد ظلما للعباد»، ‌و‌ معلوم انه قد يحصل العسر ‌و‌ الظلم فيمابين الناس.
 ‌و‌ قال بعض المحققين: مشيئه الله عباره عن تجليه بالعنايه السابقه لايجاد المعدوم، ‌او‌ اعدام الموجود، ‌و‌ ارادته عباره عن تجليه لايجاد المعدوم، فهى ‌لا‌ تتعلق ابدا الا بالمعدوم، فتكون صفه تخصص امرا بالحصول ‌و‌ وجوده، كما قال تعالى: «انما امره اذا اراد شيئا ‌ان‌ يقول له ‌كن‌ فيكون». ‌و‌ المشيئه اعم ‌من‌ الاراده ‌من‌ وجه، قال: ‌و‌ ‌من‌ تتبع مواضع استعمالات المشيئه ‌و‌ الاراده ‌فى‌ القرآن يعلم ذلك، ‌و‌ ‌ان‌ كان بحسب اللغه يستعمل احدهما مكان الاخر انتهى.
 ‌و‌ على هذا فمفاد الفقره الثانيه اخص ‌من‌ مفاد الاولى.
 ‌و‌ المعنى: انك تحكم بما شئت على ‌من‌ شئت، حسب ‌ما‌ تشاء، ‌و‌ تقضى بما اردت على ‌من‌ اردت حسب ‌ما‌ تريد، ‌من‌ غير ‌ان‌ يوجبه عليك موجب، ‌او‌ يمنعك منه مانع. ‌و‌ الله اعلم.
 
«الفاء»: سببيه. ‌و‌ تقديم الحمد على الوقايه ‌من‌ البلاء على الشكر على تخويل النعماء، لما تقرر ‌من‌ ‌ان‌ دفع الضرر اهم ‌من‌ جلب النفع، ‌و‌ التخليه مقدمه على التحليه، ‌و‌ ايثار الشكر ‌فى‌ النعماء ظاهر، لانه ‌لا‌ يقال الا ‌فى‌ مقابله نعمه.
 
و خلفت الشى ء تخليفا: تركته خلفى، ‌اى‌ ورائى ‌و‌ ‌هو‌ نقيض قدام.
 ‌و‌ وراء: نصب على الظرفيه، لاعلى انه مفعول ثان ليخلف كما توهمه بعضهم.
 ‌و‌ جمله «يخلف»- ‌فى‌ محل نصب- نعت ل«حمدا» المنصوب على المفعوليه المطلقه.
 ‌و‌ الكلام تمثيل لرجحان حمده على سائر الحمد، ‌و‌ تصوير لانافته ‌و‌ فضله على كل حمد كما، ‌و‌ كيفا بما ‌هو‌ علم ‌فى‌ الرجحان ‌و‌ الفضل ‌من‌ شرف السابق المجاوز لامثاله ‌و‌ اقرانه، المخلف لهم وراء ظهره عليهم جميعا، ‌و‌ مداره على تصوير المعقول بصوره المحسوس ‌و‌ ابراز الغائب عن الحس ‌فى‌ صوره الشاهد حتى كانه محسوس مشاهد.
 ‌و‌ مثله قوله عليه السلام «يملا ارضه ‌و‌ سماءه» فانه تمثيل ‌و‌ تصوير ايضا، لكثره الحمد بكثره ‌ما‌ يملا الارض ‌و‌ السماء.
 ‌و‌ الضمير ‌فى‌ كل ‌من‌ ارضه ‌و‌ سمائه اما عائد الى الله تعالى فيكون ‌من‌ باب الالتفات، ‌او‌ الى الحمد، ‌و‌ الاضافه لادنى ملابسه لوقوعه فيهما كما قال تعالى: «و له الحمد ‌فى‌ السماوات ‌و‌ الارض». ‌و‌ الله اعلم.
 
المنان: صيغه مبالغه ‌من‌ المنه، ‌و‌ هى النعمه الثقيله، يقال: «من عليه» اذا اثقله بالنعمه الثقيله، ‌و‌ على ذلك قوله تعالى: «و لقد ‌من‌ الله على المومنين»، ‌و‌ ذلك ‌فى‌ الحقيقه ‌لا‌ يكون الا الله تعالى.
 ‌و‌ الجسيم ‌فى‌ الاصل: العظيم الجسم، ‌و‌ ‌هو‌ ماله طول ‌و‌ عرض ‌و‌ عمق، ثم استعمل ‌فى‌ المعانى ايضا.
 
قال ‌فى‌ الاساس: ‌و‌ ‌من‌ المجاز امر جسيم، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ اجسام الامور، ‌و‌ جسيمات الخطوب.
 ‌و‌ المنن: جمع منه، مثل سدره ‌و‌ سدر.
 ‌و‌ الوهاب: ‌من‌ ابنيه المبالغه ايضا، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الهبه، ‌و‌ هى ‌ان‌ تجعل ملكك لغيرك ‌من‌ غير عوض.
 ‌و‌ العظيم ‌فى‌ اصل الوضع: ‌من‌ عظم الرجل اذا كبر عظمه، ثم استعمل لكل كبير، محسوسا كان ‌او‌ معقولا، عينا كان ‌او‌ معنى.
 ‌و‌ النعم: جمع نعمه بالكسر، ‌و‌ هى ‌فى‌ الاصل للحاله الحسنه كالركبه ‌و‌ الجلسه، ثم اطلقت فيما قصد ‌به‌ الاحسان ‌و‌ النفع.
 ‌و‌ قبلت الهديه- ‌من‌ باب تعب- قبولا، ‌اى‌ اخذتها. قالوا: ‌و‌ القبول يقتضى الرضا ‌و‌ الاثابه، ‌و‌ لذلك ‌لا‌ يقال الا ‌فى‌ اخذ الشى ء على وجه يقتضى ثوابا، كالهديه.
 ‌و‌ قبول الله تعالى للعمل عباره عن ‌ان‌ يكون العمل بحيث يرضاه ‌و‌ يثيب عليه. شبه الفعل ‌من‌ العبد بالهديه، ‌و‌ رضا الله تعالى ‌به‌ ‌و‌ اثابته عليه بالقبول.
 ‌و‌ اليسير: فعيل ‌من‌ يسر الشى ء- ‌من‌ باب قرب-: بمعنى ‌قل‌ فهو يسير، اى: قليل.
 ‌و‌ الشاكر ‌و‌ الشكور ‌فى‌ وصفه تعالى: قيل: ‌هو‌ المجازى على الشكر. ‌و‌ قيل: المثيب الكثير على القليل. ‌و‌ قيل: المثنى على ‌من‌ شكره ‌و‌ اطاعه.
 ‌و‌ المحسن: ‌من‌ الاحسان، ‌و‌ يقال على وجهين:
 احدهما: الانعام على الغير، ‌و‌ منه قوله تعالى: «و قد احسن ‌بى‌ اذ اخرجنى ‌من‌ السجن».
 
الثانى: احسان ‌فى‌ نفسه، ‌و‌ ذلك اذا علم علما حسنا، ‌او‌ عمل عملا حسنا، ‌و‌ منه قوله تعالى: «الذى احسن كل شى ء خلقه».
 ‌و‌ المجمل: ‌من‌ اجمل الصنيعه، ‌اى‌ اجزلها ‌و‌ وفرها، كانه اعطاها جملا.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: اجمل الصنيعه: حسنها، ‌و‌ كثرها. انتهى.
 فيكون على الاول: ‌من‌ الجمال، ‌و‌ ‌هو‌ الحسن، ‌و‌ على الثانى ‌من‌ الجمله.
 ‌و‌ الطول- بالفتح-: الفضل ‌و‌ المن. ‌و‌ عن ابن عباس ‌فى‌ قوله تعالى: «ذى الطول» ‌اى‌ ذى النعم على عباده، ‌و‌ عن مجاهد، ‌اى‌ ذى الغنى ‌و‌ السعه. ‌و‌ عن الحسن ‌و‌ قتاده، ‌اى‌ ذى التفضل على المومنين. ‌و‌ قيل: ‌اى‌ ذى الفضل بترك العقاب المستحق.
 ‌و‌ لما وصفه تعالى بالصفات التى ‌لا‌ تليق الا بالاله وحده بالالوهيه، فقال: ‌لا‌ اله الا انت، ‌اى‌ انت الموصوف بهذه الصفات دون غيرك، ‌و‌ ‌لا‌ يستحقها سواك.
 ثم اتبعه بقوله: «اليك المصير» ‌اى‌ اليك المرجع فحسب، ‌لا‌ الى غيرك، ‌لا‌ استقلالا ‌و‌ ‌لا‌ اشتراكا.
 ‌و‌ المعنى: ‌ان‌ الامور توول الى حيث ‌لا‌ يملك احد النفع ‌و‌ الضرر، ‌و‌ الامر ‌و‌ النهى غيرك. ‌و‌ الله اعلم.
 ثم ضحى يوم الجمعه واحد ‌و‌ عشرين شوال.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 46
الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^