فارسی
يكشنبه 17 تير 1403 - الاحد 29 ذي الحجة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الدعاء 42- 3

دام الشى ء يدوم دوما ‌و‌ دواما ‌و‌ ديمومه: ثبت، ‌و‌ يعدى بالهمزه فيقال: ادامه: ‌اى‌ ثبت بالقرآن صلاح ظاهرنا، ‌و‌ قد يطلق الدوام على امتداد الزمان على الشى ء ‌و‌ منه: ادام الله عزك.


 ‌و‌ الصلاح: الخير ‌و‌ الصواب.
 ‌و‌ الظاهر: خلاف الباطن، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ ظهر للبصر ‌و‌ البصيره ‌و‌ لم يخف امره.
 ‌و‌ حجبه حجبا ‌من‌ باب- قتل-: منعه ‌من‌ الوصول.
 ‌و‌ الصحه: ذهاب المرض ‌و‌ البراءه ‌من‌ كل عيب.
 ‌و‌ الضمائر: جمع ضمير على التشبيه بسريره ‌و‌ سرائره ‌و‌ الا فباب- فعيل- اذا كان اسما لمذكر ‌ان‌ يجمع جمع رغيف ‌و‌ ارغفه ‌و‌ رغفان.
 ‌و‌ ضمير الانسان: قلبه ‌و‌ باطنه، ‌و‌ قيل ‌هو‌ ‌ما‌ ينطوى عليه القلب ‌و‌ يدق الوقوف عليه، ‌و‌ تسمى القوه التى تحفظ ذلك ضميرا.
 ‌و‌ صحه الضمائر: عباره عن خلوصها ‌من‌ سوء العقائد، ‌و‌ سلامتها ‌من‌ مرض الشكوك ‌و‌ الارتياب.
 ‌و‌ غسلت الشى ء غسلا ‌من‌ باب- ضرب-: اسلت عليه الماء فازلت درنه، ‌و‌ الاسم الغسل بالضم، ‌و‌ بعضهم جعل المضموم ‌و‌ المفتوح بمعنى ‌و‌ عزاه الى سيبويه.
 ‌و‌ قال ابن القوطيه: الغسل بالضم تمام الطهاره، ‌و‌ ‌هو‌ اسم ‌من‌ الاغتسال.
 ‌و‌ الدرن بفتحتين: الوسخ. درن الثوب درنا ‌من‌ باب- تعب- فهو درن: مثل
 
وسخ وسخا فهو وسخ زنه، ‌و‌ معنى، استعير هنا لما ‌فى‌ القلوب ‌من‌ الغفله ‌و‌ القسوه ‌و‌ نحو ذلك ‌و‌ الغسل ترشيح.
 ‌و‌ العلائق: جمع علاقه بالفتح ‌و‌ هى القدر الذى يتمسك ‌به‌ ‌فى‌ الخصومه ‌و‌ العقوبه ‌و‌ نحو ذلك، يقال: ‌ما‌ ابقى له ‌فى‌ هذا الامر علقه بالضم، ‌و‌ علاقه بالفتح: ‌اى‌ شيئا يتعلق به.
 ‌و‌ المعنى: اغسل ‌به‌ عنا ‌ما‌ يتعلق ‌به‌ ‌فى‌ اثبات اوزارنا ‌و‌ المواخذه عليها.
 ‌و‌ نشرت الشى ء فانتشر: فرقته فتفرق، ‌و‌ انتشروا ‌فى‌ الارض: تفرقوا ‌و‌ انتشار الامور: عباره عن عدم انتظامها ‌و‌ انتساقها.
 ‌و‌ روى ‌من‌ الماء ريا ‌من‌ باب- علم-: يشرب منه حتى زال ظماوه فهو ريان، ‌و‌ المراه ريا كغضبان ‌و‌ غضبا، ‌و‌ الجمع ‌فى‌ المذكر ‌و‌ المونث رواء، ككتاب ‌و‌ يعدى بالهمزه ‌و‌ التضعيف، فيقال: ارويته ‌و‌ رويته فارتوى منه.
 ‌و‌ الموقف: كمسجد محل الوقوف.
 ‌و‌ عرضت الشى ء عرضا ‌من‌ باب- ضرب-: اظهرته ‌و‌ ابرزته ‌و‌ منه عرض الامير الجند اذا امرهم عليه ‌و‌ نظر اليهم ليعرفهم. قال تعالى: «و حشرناهم فلم نغادر منهم احدا ‌و‌ عرضوا على ربك صفا».
 قال الزمخشرى: شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان.
 ‌و‌ الظما: كالعطش وزنا ‌و‌ معنى ‌و‌ فعلهما ‌من‌ باب- تعب-، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ شده العطش.
 ‌و‌ الهواجر: جمع هاجره، ‌و‌ هى نصف النهار عند اشتداد الحر، ‌او‌ عند زوال الشمس مع الظهر، ‌او‌ ‌من‌ عند زوالها الى العصر لان الناس يستكنون ‌فى‌ بيوتهم كانهم قد تهاجروا ‌من‌ شده الحر.
 
و قال الراغب: ‌و‌ هى الساعه التى يمتنع فيها ‌من‌ السير للحر كانها هجرت الناس ‌او‌ هجرت لذلك.
 ‌و‌ قال بعضهم: الهاجره: نصف النهار ‌فى‌ القيظ خاصه، ‌و‌ اضافه الظما اليها مجاز عقلى لكونها ظرفا له كمكر الليل ‌و‌ النهار.
 ‌و‌ كسوته ثوبا، اكسوه: البسته اياه، ‌و‌ الكسوه بالضم ‌و‌ الكسر: اللباس.
 ‌و‌ الحلل: جمع حله بالضم، ‌و‌ هى ازار ورداء، ‌لا‌ تسمى حله حتى تكون ثوبين ‌من‌ جنس واحد ‌و‌ هى استعاره مصرحه تحقيقيه.
 شبه عليه السلام ‌ما‌ يدركه الانسان ‌من‌ سكون النفس ‌و‌ اطمئنان القلب عند حصول الامان بالحله ‌من‌ حيث انه يشمله ‌و‌ يلازمه كانه محيط ‌به‌ احاطه الحله بلابسها ، ‌و‌ ذكر الكسوه ترشيح، ‌و‌ يحتمل الحمل على التخييل ايضا بان يجعل ‌من‌ الامان امر ‌و‌ همى يشمل الانسان ‌و‌ يحيط ‌به‌ شبيها بالحله ‌و‌ الترشيح بحاله.
 ‌و‌ الفزع بفتحتين: انقباض ‌و‌ نفار يعرو الانسان ‌من‌ الشى ء المخيف ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ جنس الجزع، ‌و‌ قيل: ‌هو‌ الخوف الشديد.
 ‌و‌ الاكبر: ‌اى‌ الاعظم ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى «لا يحزنهم الفزع الاكبر»، قيل: ‌هو‌ الخوف ‌و‌ الفزع ‌من‌ دخول النار ‌و‌ عذابها.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ النفخه الاخيره لقوله تعالى: «و يوم ينفخ ‌فى‌ الصور ففزع ‌من‌ ‌فى‌ السماوات ‌و‌ ‌من‌ ‌فى‌ الارض».
 ‌و‌ عن الحسن: ‌هو‌ الانصراف الى النار فانه ‌لا‌ فزع اكبر مما اذا شاهدوا النار.
 ‌و‌ قيل: ‌هو‌ حين تطبق النار على اهلها فيفزعون لذلك فزعه عظيمه.
 ‌و‌ قيل: حين يذبح الموت على صوره كيش املح ‌و‌ ينادى ‌يا‌ اهل الجنه خلود ‌و‌ ‌لا‌
 
موت، ‌و‌ ‌يا‌ اهل النار خلود ‌و‌ ‌لا‌ موت فعند ذلك يستقر اهل الجنه ‌فى‌ الجنه ‌و‌ اهل النار ‌فى‌ النار.
 ‌و‌ روى ابوسعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله انه قال: ثلاثه على كثبان ‌من‌ مسك ‌لا‌ يحزنهم الفزع الاكبر، ‌و‌ ‌لا‌ يكترثون بالحساب رجل قرا القرآن محتسبا ثم ‌ام‌ ‌به‌ قوما محتسبا ‌و‌ رجل اذن محتسبا ‌و‌ مملوك ادى ‌حق‌ الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌و‌ ‌حق‌ مولاه.
 ‌و‌ النشور: مصدر نشر الميت نشورا ‌من‌ باب- قعد- ‌اى‌ عاش بعد الموت ‌و‌ ‌هو‌ ايضا مصدر. نشر الله الميت نشورا: ‌اى‌ احياه فهو لازم ‌و‌ متعد ‌و‌ يتعدى بالهمزه ايضا فيقال: انشره الله، ‌و‌ بها قرا العشره ‌فى‌ قوله تعالى: «اذا شاء انشره» ‌و‌ قرا ابوحياه، ‌و‌ شعيب ‌بن‌ ابى حمزه، نشره بغير همزه.
 
الجبر: اصلاح الشى ء بضرب ‌من‌ القهر ‌و‌ الاكراه.
 يقال: جبرته جبرا ‌من‌ باب- قتل- فانجبر، ثم قد يستعمل الجبر تاره ‌فى‌ مجرد الاصلاح كعباره الدعاء، ‌و‌ قول اميرالمومنين عليه السلام: «يا جابر كل كسير ‌و‌ ‌يا‌ مسهل كل عسير».
 
و تاره ‌فى‌ مجرد القهر ‌و‌ الاكراه، ‌و‌ منه: لاجبر ‌و‌ ‌لا‌ تفويض.
 ‌و‌ الخله بالفتح: الحاجه ‌و‌ الفقر ‌من‌ الخلل بفتحتين، ‌و‌ ‌هو‌ الفرجه بين الشيئين.
 ‌و‌ العدم بالتحريك ‌و‌ بالضم ‌و‌ بضمتين: فقدان الشى ء، ‌و‌ غلب على فقدان المال عدمه عدما ‌من‌ باب- تعب-. ‌و‌ قيل: ‌هو‌ بالتحريك مصدر، ‌و‌ بالضم اسم. ‌و‌ اعدم بالالف: افتقر فهو معدم ‌و‌ عديم.
 ‌و‌ الاملاق: الفقر ‌و‌ اصله الانفاق، ‌و‌ الاخراج. يقال: املق الرجل اذا انفق ماله حتى افتقر، ‌و‌ املق الدهر ماله: اذهبه ‌و‌ اخرجه ‌من‌ يده.
 ‌و‌ ساق الله اليه خيرا: ارسله اليه ‌و‌ اصله ‌من‌ سوق الماشيه.
 ‌و‌ رغد عيشه بالضم رغدا ككرم كرما، ‌و‌ رغد رغدا كسمع سمعا: اتسع ‌و‌ طاب ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ رغد ‌من‌ العيش، ‌اى‌ رزق واسع طيب.
 ‌و‌ العيش: الحياه المختصه بالحيوان ‌و‌ يطلق على المعيشه ‌و‌ هى ‌ما‌ يعاش ‌به‌ ‌و‌ ‌هو‌ المراد هنا.
 ‌و‌ الخصب بالكسر: النماء ‌و‌ البركه ‌و‌ ‌هو‌ خلاف الجدب. ‌و‌ السعه خلاف الضيق يوصف بها الحال كما يوصف بها المكان ‌و‌ منه «لينفق ذو سعه ‌من‌ سعته».
 ‌و‌ جنبت الرجل الشر جنوبا ‌من‌ باب- قعد-: ابعدته عنه ‌و‌ منه: «و اجنبنى ‌و‌ بنى ‌ان‌ نعبد الاصنام».
 ‌و‌ جنبته اياه تجنيبا بالتثقيل للمبالغه.
 ‌و‌ الضرائب: جمع ضريبه، ‌و‌ هى السجيه ‌و‌ الطبيعه ‌من‌ قولهم ضرب فلان على الكرم، ‌اى‌ طبع عليه ‌و‌ مدانى الاخلاق: خلاف معاليها، جمع مدناه بفتح الميم، ‌و‌ هى مفعله ‌من‌ دنا يدنو دناوه ودنايه، ‌اى‌ حقر ‌و‌ ضعف فهو دنى ‌اى‌ حقير خسيس، قيل: ‌و‌ اصله الهمزه يقال: دنا يدنا بفتحتين ‌و‌ دنو يدنو مثل قرب يقرب فهودنى على فعيل
 
كله مهموز ‌اى‌ لوم فعله ‌و‌ خبث ثم خفف ‌فى‌ لغه ‌من‌ غير همز فقيل: دنا يدنو دناوه.
 ‌و‌ فرق بعضهم بين المخفف ‌و‌ المهموز، فجعل المخفف للخسيس الحقير، ‌و‌ المهموز للئيم الخبيث.
 ‌و‌ معنى مدانى الاخلاق: ‌ما‌ يكسب الخسه ‌و‌ الحقاره منها كما ‌ان‌ معالى الاخلاق ‌و‌ هى جمع معلاه بفتح الميم ‌ما‌ يكسب الشرف ‌و‌ الرفعه منها ‌من‌ علا ‌فى‌ المكارم يعلى ‌من‌ باب- تعب- علاء بالفتح ‌و‌ المد.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه ابن ادريس: مذام الاخلاق: جمع مذمه بالفتح، ‌و‌ هى مفعله ‌من‌ الذم خلاف المدح. يقال: البخل مذمه، ‌اى‌ مما يذم عليه.
 ‌و‌ الهوه بالضم: الحفره ‌و‌ قيل: الوهده العميقه، ‌و‌ هى الارض المنخفضه شبه الكفر بطريق ذا هوه يسقط فيها ‌من‌ سلكه ‌و‌ ‌دل‌ على ذلك باثبات الهوه له فهى استعاره مكنيه تخييليه.
 ‌و‌ دواعى النفاق: الامور الداعيه اليه ‌من‌ دعاه الى الشى ء ‌اى‌ حثه على قصده.
 ‌و‌ النفاق: اظهار الايمان باللسان ‌و‌ كتمان الكفر بالقلب ‌و‌ قد مر الكلام عليه مبسوطا.
 ‌و‌ قاد الرجل البعير قودا ‌من‌ باب- قال- جره خلفه فهو قائد.
 قال الخليل: القود: ‌ان‌ يكون الرجل امام الدابه آخذا بقيادها ‌و‌ ‌هو‌ خلاف السوق.
 ‌و‌ حدود الله: شرائعه ‌و‌ احكامه المحدوده التى ‌لا‌ يجوز مجاوزتها ‌و‌ تعديها قال تعالى: «و ‌من‌ يعص الله ‌و‌ رسوله ‌و‌ يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ‌و‌ له عذاب مهين».
 
و ذاده عن الامر يذوده ذودا ‌من‌ باب- قال- منعه ‌و‌ دفعه فهو ذائد ‌و‌ اصله ‌من‌ ذاد الراعى ابله عن الماء ‌اى‌ منعها ‌و‌ طردها عن ‌ان‌ ترده.
 ‌و‌ لما عندك: ‌اى‌ لما ‌هو‌ ‌فى‌ حكمك، ‌من‌ قولهم: هذا عندى افضل ‌من‌ هذا: ‌اى‌ ‌فى‌ حكمى ‌و‌ منه قوله تعالى: «ان كان هذا ‌هو‌ الحق ‌من‌ عندك» ‌اى‌ ‌فى‌ حكمك.
 ‌و‌ المراد بتحليل حلاله: اعتقاد ‌حل‌ ‌ما‌ بين الله فيه انه حلال ‌و‌ ‌هو‌ كل شى ء ‌لا‌ يعاقب عليه باستعماله.
 ‌و‌ بتحريم حرامه: اعتقاد حرمه ‌ما‌ بين الله فيه انه حرام ‌و‌ ‌هو‌ كل ‌ما‌ ياثم بفعله مستعمله ‌و‌ يعاقب عليه ‌اى‌ ‌و‌ حتى يكون القرآن لاجل ‌ما‌ ثبت عندك ‌و‌ وجب ‌فى‌ حكمك ‌من‌ التكليف باتباعه ‌و‌ العمل باحكامه شاهدا لنا بتحليلنا حلاله ‌و‌ تحريمنا حرامه ‌و‌ ‌ما‌ قيل: ‌من‌ ‌ان‌ المعنى.
 ‌و‌ حتى يكون القرآن شاهدا لتحليل ‌ما‌ ثبت عندك انه حلال ‌و‌ تحريم ‌ما‌ ثبت عندك انه حرام، فيكون الضمير ‌فى‌ حلاله ‌و‌ حرامه عائدا الى ‌ما‌ الموصوله ‌و‌ الغرض كون القرآن مبينا للحل ‌و‌ الحرمه اللتين حكم الله بهما ‌فى‌ الواقع فلا يخفى بعده ‌و‌ عدم مناسبته لما قبله على انه ‌من‌ باب تحصيل الحاصل.
 ‌و‌ قول بعضهم: ‌اى‌ لما عندك ‌من‌ جزيل الثواب ‌لا‌ يناسبه قوله شاهدا ‌و‌ الله اعلم بمقاصد اوليائه.
 ‌و‌ ‌فى‌ نسخه: ‌و‌ لنا عندك ‌و‌ المعنى عليها واضح.
 
هان الامر يهون هونا ‌من‌ باب- قال-: سهل ولان ‌و‌ هونه عليه تهوينا: سهله.
 ‌و‌ عند الموت: ‌اى‌ عند حضوره.
 ‌و‌ الكرب: مصدر كرب، الامر يكربه كربا ‌من‌ باب- قتل-: شق عليه.
 
و ساق المريض سوقا ‌و‌ سياقا ‌من‌ باب- قام-: شرع ‌فى‌ نزع الروح.
 ‌و‌ جهده الامر ‌و‌ المرض جهدا ‌من‌ باب- منع-: بلغ منه المشقه، ‌و‌ منه جهد البلاء.
 ‌و‌ ‌ان‌ المريض يئن بالكسر انينا: تاوه ‌و‌ صوت ‌من‌ شده الالم.
 ‌و‌ الترادف: التتابع، يقال ترادف القوم: ‌اى‌ تتابعوا، ‌و‌ اصله ‌من‌ الرديف، ‌و‌ ‌هو‌ الذى تحمله خلفك على ظهر الدابه ثم اطلق على مطلق التتابع، فقيل لكل شى ء تبع شيئا: ‌هو‌ رديفه، ‌و‌ ردفه.
 ‌و‌ الحشارج: جمع حشرجه، ‌و‌ هى الصوت الذى يردده المريض ‌فى‌ حلقه عند الموت.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: الحشرجه: الغرغره عند الموت ‌و‌ تردد النفس.
 ‌و‌ التراقى: جمع ترقوه ‌و‌ ‌هو‌ مقدم الحلق ‌من‌ اعلى الصدر تترقى اليها النفس عند الموت، ‌و‌ اليها يترقى النفس ‌و‌ البخار ‌من‌ الجوف ‌و‌ هناك تقع الحشرجه.
 قال ذو الرمه:
 ‌و‌ رب عظيمه دامغت عنهم
 ‌و‌ قد بلغت نفوسهم التراقى
 قال الزمخشرى: التراقى: العظام المكتنفه لثغره النحر عن يمين ‌و‌ شمال انتهى.
 ‌و‌ المراد بالنفس التى تبلغ التراقى: الروح الحيوانيه، ‌و‌ هى الجوهر المجرد البخارى
 
اللطيف الحامل لقوه الحياه ‌و‌ الحس ‌و‌ الحركه الاراديه ‌و‌ منبعه تجويف القلب الجسمانى ‌و‌ تنتشر بواسطه العروق الضوارب الى سائر اجزاء البدن ‌و‌ بواسطته تتعلق النفس الناطقه التى هى اللطيفه العالمه المدركه ‌من‌ الانسان بالبدن حتى قالوا انها مركب لها.
 قال بعض المفسرين: ‌و‌ ‌من‌ لطف الله بالعباد ‌ان‌ امر قابض الارواح بالابتداء ‌فى‌ نزعها ‌من‌ اصابع الرجلين ثم تصعد شيئا فشيئا الى ‌ان‌ تصل الى الصدر ثم تنتهى الى الحلق ليتمكن العبد ‌فى‌ هذه المهله ‌من‌ الاقبال بالقلب على الله تعالى ‌و‌ الوصيه ‌و‌ التوبه ‌ما‌ لم يعاين ‌و‌ الاستحلال ‌و‌ ذكر الله سبحانه فتخرج روحه ‌و‌ ‌هو‌ رطب اللسان بذكر الله تعالى فيرجى بذلك حسن خاتمته رزقنا الله ذلك بمنه ‌و‌ كرمه.
 قوله عليه السلام: «و قيل ‌من‌ راق»: يجوز ‌ان‌ يكون ‌من‌ الرقيه. يقال: رقاه يرقيه ‌من‌ باب- رمى- رقيا بالضم اذا عوذه بالله، ‌و‌ الاسم الرقيا على فعلى ‌و‌ المراه رقيه، فالقائل ‌هم‌ بعض اصحاب الميت ‌و‌ اقاربه ‌و‌ الاستفهام اما على اصله لان العاده جاريه بطلب الطبيب، ‌و‌ الراقى وقت ‌ما‌ يشتد المرض ‌و‌ اما بمعنى الانكار ‌اى‌ ‌من‌ الذى يقدر ‌ان‌ يرقى هذا الانسان المشرف على الموت.
 ‌و‌ يجوز ‌ان‌ يكون اشتقاقه ‌من‌ الرقى بمعنى الصعود. يقال: رقى يرقى ‌من‌ باب- تعب- رقيا بالضم على فعول. قال تعالى: «و لن نومن لرقيك». فالقائل بعض الملائكه يعنى ايكم يرقى بروح هذا المحتضر ملائكه الرحمه ‌ام‌ ملائكه العذاب.
 ‌و‌ عن ابن عباس: ‌ان‌ الملائكه يكرهون القرب ‌من‌ الكافر فيقول ملك الموت: ‌من‌ يرقى بروح هذا الكافر.
 
و قال الكلبى: يحضر العبد عند الموت سبعه املاك ‌من‌ الملائكه العذاب مع ملك الموت فاذا بلغت نفس العبد التراقى نظر بعضهم الى بعض ايهم يعرج بروحه الى السماء.
 ‌و‌ الفقره ‌من‌ الدعاء اقتباس ‌من‌ قوله تعالى ‌فى‌ القيامه: «كلا اذا بلغت التراقى ‌و‌ قيل ‌من‌ راق» ‌و‌ ‌لا‌ يضر التغيير اليسير كما مر بيانه ‌فى‌ الرياض السابقه.
 ‌و‌ تجلى: ‌اى‌ ظهر ‌و‌ بان ‌و‌ منه جلوت العروس اذا ابرزتها ‌و‌ اظهرتها.
 ‌و‌ ملك الموت: عباره عن الروح المتولى لافاضته صوره العدم على اعضاء هذا البدن ‌و‌ حال مفارقه النفس له.
 ‌و‌ الحجب: جمع حجاب ‌و‌ ‌هو‌ الستر، شبه الغيوب بالاماكن المستوره فاثبت لها الحجب على طريقه الاستعاره المكنيه التخييليه.
 ‌و‌ الغيوب: جمع غيب، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الاصل مصدر غاب الشى ء يغيب غيبا ‌من‌ باب- باع- اذا استتر عن العين، ثم استعمل فيما غاب عن العلم ‌و‌ العقل، ‌و‌ فيما غاب عن الذكر ايضا.
 ‌و‌ لما كان ملك الموت غائبا عن اكثر الناس بجميع هذه المعانى جاء ‌به‌ بلفظ الجمع، ‌و‌ قد تواترت الاخبار بان الميت يرى ملك الموت عيانا ‌و‌ يخاطبه عند كشف الغطاء ‌و‌ يسمى وقت المعاينه.
 ‌و‌ ‌فى‌ روايه: انه يسال المومن هل اخذت فكاك رقبتك ‌و‌ امان برائتك ‌و‌ تمسكت بالعصمه الكبرى ‌فى‌ الحياه الدنيا؟ فيقول: نعم، فيقول: ‌و‌ ‌ما‌ ذاك؟ فيقول : ولايه على ‌بن‌ ابى طالب، فيقول: صدقت، ثم يومنه ‌و‌ يبشره بما يسره،
 
و يسال الكافر كما سئل المومن فيقول: ‌لا‌ فيبشره بسخط الله ‌و‌ عذابه ‌و‌ النار.
 ‌و‌ حكى ابوجعفر الخياط قال: حضرت موت عبدالله ‌بن‌ جعفر ‌بن‌ احمد ‌بن‌ فارس الاصبهانى ‌و‌ كان ‌من‌ الثقات المعمرين فقال ‌و‌ ‌هو‌ محتضر ‌و‌ نحن جلوس عنده: هذا ملك الموت قد جاء فقال بالفارسيه: اقبض روحى كما تقبض روح رجل يقول تسعين سنه: اشهد ‌ان‌ ‌لا‌ اله الا الله ‌و‌ اشهد ‌ان‌ محمدا رسول الله، ‌و‌ كان عمره ثمانيا ‌و‌ تسعين سنه.
 ‌و‌ «عن» ‌من‌ قوله: «عن قوس المنايا»، للمجاوزه ‌اى‌ مجاوزه مدخولها عما قبلها، لان الرامى يجاوز السهم عن القوس.
 ‌و‌ قال ابن مالك: هى ‌فى‌ رميت عن القوس للاستعانه لانهم يقولون، ايضا رميت بالقوس حكاهما الفراء ‌و‌ فيه ‌رد‌ على الحريرى ‌فى‌ انكاره ‌ان‌ يقال ذلك الا. اذا كانت القوس هى المرميه، ‌و‌ حكى ايضا رميت على القوس.
 ‌و‌ ‌فى‌ شرح اللباب يجوز رميت بالقوس بالنظر الى ‌ان‌ القوس جعلت آله للرمى ‌و‌ مستعانا بها فيه، ‌و‌ رميت على القوس بالنظر الى يد الرامى التى اعتمدت على القوس ‌فى‌ الرمى، ‌و‌ رميت عن القوس بالنظر الى السهم، ‌و‌ اضافه القوس الى المنايا ‌من‌ باب اضافه المشبه ‌به‌ الى المشبه، كذلك اضافه الاسهم الى وحشه الفراق شبهه ملك الموت بالرامى على الاستعاره بالكنايه فاثبت له قوسا ‌و‌ اسهما على التخييل، ‌و‌ لما كانت المنايا ‌و‌ هى جمع منيه بمعنى الموت سببا لحصول الوحشه ‌فى‌ النفوس شبهها بالقوس التى هى آله للرمى ‌و‌ سبب لحصول السهم ‌فى‌ الغرض ‌و‌ لما كانت الوحشه حاصله عن الموت واقعه ‌فى‌ النفوس وقوع الاسهم ‌من‌ الهدف متالمه بها شبهها بالاسهم ثم قدم المشبه ‌به‌ ‌فى‌ الموضعين ‌و‌ اضافه الى المشبه كلجين الماء، ‌و‌ انما
 
افرد القوس ‌و‌ جمع الاسهم لان الرامى ‌فى‌ الغالب لايرمى الا عن قوس واحده ‌و‌ اسهم متعدده.
 ‌و‌ وحشه الفراق: هى وحشه فراق الدنيا ‌و‌ نعيمها.
 ‌و‌ دفت الدواء ادوفه دوفا بالدال المهمله: اذا بللته بماء ‌و‌ خلطته فهو مدوف.
 ‌و‌ الذعاف: بالذال المعجمه المضمومه على وزن غراب السم ‌او‌ سم ساعه.
 ‌و‌ الكاس بهمزه ساكنه ‌و‌ يجوز تخفيفها: القدح مملوءا ‌من‌ الشراب ‌و‌ ‌لا‌ تسمى كاسا الا ‌و‌ فيها الشراب ‌و‌ هى مونثه.
 المسمومه: اسم مفعول ‌من‌ سممت الطعام سما ‌من‌ باب- قتل- اذا جعلت فيها السم.
 ‌و‌ المذاق: مصدر ميمى بمعنى الذوق ‌و‌ ‌هو‌ ادراك طعم الشى ء بواسطه الرطوبه المنبثه بالعصب المفروش على عضل اللسان.
 يقال: ذقته اذوقه ذوقا ذوقانا ‌و‌ ذواقا ‌و‌ مذاقا: اذا عرفته بتلك الواسطه، ‌و‌ الكلام اما استعاره تمثيليه ‌او‌ مكنيه تخييليه مرشحه، ‌و‌ ايقاع الذوق على الكاس مجاز عقلى لكونها ظرفا للمذوق.
 ‌و‌ دنا يدنو دنوا: قرب.
 ‌و‌ الرحيل: مصدر رحل عن البلد اذا سار عنه.
 ‌و‌ الانطلاق: الذهاب يقال: اطلقته فانطلق اذا خليت عنه فذهب محلى.
 ‌و‌ القلائد: جمع قلاده، ‌و‌ هى ‌ما‌ يعلق ‌فى‌ العنق، شبه الاعمال بها للزومها اربابها لزوم القلائد للاعناق، ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى ‌فى‌ بنى اسرائيل: « ‌و‌ كل انسان الزمناه طائره ‌فى‌ عنقه».
 قال الطبرسى: معناه: ‌و‌ الزمنا كل انسان عمله ‌من‌ خير ‌او‌ ‌شر‌ ‌فى‌ عنقه، عن
 
 
ابن عباس، ‌و‌ مجاهد يريد جعلناه كالطوق ‌فى‌ عنقه ‌لا‌ يفارقه.
 ‌و‌ قال صاحب الكشاف: طائره- عمله، ‌و‌ عن ابن عيينه: ‌هو‌ ‌من‌ قولك: طار له سهم اذا خرج يعنى الزمناه ‌ما‌ طار اليه ‌من‌ عمله ‌و‌ المعنى: ‌ان‌ عمله لازم له لزوم القلاده، ‌او‌ الغل ‌لا‌ ينفك عنه. ‌و‌ منه مثل العرب: تقلدها طوق الحمامه، ‌و‌ قولهم: الموت ‌فى‌ الرقاب ‌و‌ هذا ربقه ‌فى‌ رقبته. عن الحسن: يابن آدم بسطت لك صحيفه اذا بعثت قلدتها ‌فى‌ عنقك انتهى.
 ‌و‌ الماوى: اسم للمكان الذى ياوى اليه ‌من‌ اوى الى منزله ياوى ‌من‌ باب- ضرب- اويا على فعول ‌اى‌ نزل ‌به‌ ‌و‌ اقام فيه.
 ‌و‌ يوم التلاق: يوم القيامه. قال تعالى «لينذر يوم التلاق»، قيل: لانه يلتقى فيه اهل السماء ‌و‌ الارض.
 ‌و‌ قيل: يلتقى فيه الاولون ‌و‌ الاخرون ‌و‌ الخصم ‌و‌ المخصوم، ‌و‌ الظالم ‌و‌ المظلوم.
 ‌و‌ قيل: يلتقى الخلق ‌و‌ الخالق.
 ‌و‌ قيل: تلتقى الارواح ‌و‌ الاجساد ‌و‌ الله اعلم.
 
بارك الله له ‌فى‌ الشى ء: جعل فيه الخير.
 قال الراغب: البركه: ثبوت الخير الالهى ‌فى‌ الشى ء ‌و‌ المبارك: ‌ما‌ فيه ذلك الخير ‌و‌ منه قوله تعالى: «انزلنى منزلا مباركا» ‌اى‌ حيث يوجد الخير الالهى انتهى.
 
و الحلول ‌فى‌ المكان: النزول ‌به‌ ‌و‌ اصله ‌من‌ ‌حل‌ الاحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول، فقيل: ‌حل‌ حلولا ‌و‌ احله غيره.
 ‌و‌ البلى بالكسر ‌و‌ القصر: مصدر بلى الميت يبلى ‌من‌ باب- تعب- بلى ‌و‌ بلاء بالفتح ‌و‌ المد اذا افنت الارض جسده، فالمراد بدار البلى القبر، ‌و‌ انما سال عليه السلام البركه ‌فى‌ حلوله لما تواترت ‌به‌ الاخبار ‌و‌ انعقد عليه الاجماع ‌من‌ ثبوت نعيم القبر ‌و‌ عذابه فسال عليه السلام ‌ان‌ يجعل له الخير ‌فى‌ حلوله ليفوز بنعيمه ‌و‌ يجيره ‌من‌ عذابه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث المشهور «القبر روضه ‌من‌ رياض الجنه ‌او‌ حفره ‌من‌ حفر النار» نعوذ بالله منها.
 ‌و‌ المقامه بالضم: مصدر بمعنى الاقامه.
 ‌و‌ الاطباق: جمع طبق بفتحتين كسبب ‌و‌ اسباب، ‌و‌ ‌هو‌ ‌فى‌ الاصل الشى ء الذى يكون على مقدار الشى ء مطبقا له ‌من‌ جميع جوانبه كالغطاء له، ‌و‌ منه يقال: اطبقوا على الامر بالالف: اذا اجتمعوا عليه متوافقين غير متخالفين، ثم استعمل ‌فى‌ الشى ء الذى يكون فوق الاخر تاره، ‌و‌ فيما يوافق غيره اخرى. فاطباق الثرى: ‌ما‌ كان بعضها فوق بعض.
 ‌و‌ الثرى: قيل: ‌هو‌ التراب مطلقا، ‌و‌ قيل: التراب الندى فان لم يكن نديا فهو التراب.
 قال بعضهم: كان طول الاقامه بين اطباق الثرى اشاره الى مراتب
 
الاستحالات.
 قوله عليه السلام: «و اجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا» قال بعض الاصحاب: يحتمل ‌ان‌ يكون المراد خير منازلنا ‌فى‌ الدنيا قبل المفارقه ‌و‌ بعدها، ‌او‌ خير المنازل بالنسبه الى قبور اخرى تتفاوت بالنعيم ‌و‌ العذاب، ‌او‌ خيرها باعتبار عدم الانتقال الى جهنم ‌من‌ غير تفصيل انتهى.
 قلت: ‌و‌ اظهر ‌من‌ ذلك كله ‌ان‌ يكون المراد خير منازلنا بعد فراق الدنيا الى وقت دخول الجنه.
 فقد ورد ‌فى‌ حديث عن رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله انه قال: ‌ان‌ القبر اول منزل ‌من‌ منازل الاخره فان نجامنه فما بعده ايسر منه ‌و‌ ‌ان‌ لم ينج منه فما بعده اشد منه.
 ‌و‌ الله اعلم بمقاصد اوليائه.
 ‌و‌ الفسحه بالضم: السعه، ‌و‌ فسح له ‌فى‌ المكان فسحا ‌من‌ باب- منع- وسع ‌و‌ فرج.
 ‌و‌ الضيق بالكسر: اسم ‌من‌ ضاق الشى ء ضيقا ‌من‌ باب- سار-: خلاف اتسع.
 ‌و‌ ‌فى‌ القاموس: الضيق بالفتح: ‌ما‌ ضاق عنه صدرك، ‌و‌ بالكسر: يكون فيما يتسع ‌و‌ يضيق كالدار ‌و‌ الثوب.
 ‌و‌ الملاحد: جمع ملحد بمعنى اللحد ‌و‌ ‌هو‌ الشق يكون ‌فى‌ جانب القبر.
 ‌و‌ حاضر القيامه: اما بمعنى الجمع الكثير الذين يحضرون يوم القيامه ‌من‌ قولهم: «للحى العظيم ‌و‌ القبيله الكبيره» حاضر.
 قال الجوهرى: الحاضر: الحى العظيم. يقال حاضر ‌طى‌ ‌و‌ ‌هو‌ جمع، كما يقال
 
سامر للسمار ‌و‌ حاج للحجاج.
 ‌و‌ قال الزمخشرى: ‌فى‌ الفائق: الحاضر: الحى اذا حضر، ‌و‌ الدار التى بها مجتمعهم ‌و‌ منه حديث اسامه، «و انهم قد احاطوا ليلا بحاضر».
 فعم، ‌اى‌ ضخم جم، ‌و‌ اما بمعنى المكان المحضور يوم القيامه.
 قال الخطابى: ربما جعلوا الحاضر اسما للمكان المحضور فيقولون: نزلنا حاضر بنى فلان فهو فاعل بمعنى مفعول.
 قال ابن الاثير: ‌و‌ منه الحديث: «هجره الحاضر» ‌اى‌ المكان المحضور.
 ‌و‌ قد تكرر ‌فى‌ الحديث ‌و‌ ‌ما‌ وقع لبعض المترجمين ‌من‌ ‌ان‌ معنى حاضر: القيامه يوم القيامه الحاضر الذى ‌لا‌ يخفى فعبر عنه بالحاضر لظهوره ‌و‌ عدم خفائه، ‌او‌ لحضور الخلائق فيه فلا يخفى سقوطه.
 
و المقام: بالفتح يكون مصدرا، ‌و‌ اسم مكان القيام ‌و‌ زمانه، ‌و‌ كذلك المقام بالضم يكون مصدرا بمعنى الاقامه ‌و‌ اسم مكانها ‌و‌ زمانها. ‌و‌ قد وردت الروايه فيه بالوجهين، ‌و‌ اضافه الذل الى المقام مجاز عقلى.
 ‌و‌ ثبت الشى ء ثبوتا ‌من‌ باب- قعد-: استقر ‌و‌ يعدى بالهمزه ‌و‌ التضعيف، فيقال: اثبته ‌و‌ ثبته.
 ‌و‌ الاضطراب: افتعال ‌من‌ الضرب، ‌و‌ معناه كثره الذهاب ‌فى‌ الجهات، ‌و‌ عدم الاستقرار ‌فى‌ جهه، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ الضرب ‌فى‌ الارض، ‌و‌ ‌هو‌ الذهاب فيها، ‌و‌ سمى الذهاب ‌فى‌ الارض ضربا لضربها بالارجل.
 ‌و‌ الجسر بكسر الجيم ‌و‌ فتحها: ‌ما‌ يعبر عليه، مبنيا كان ‌او‌ غير مبنى، ‌و‌ جسر جهنم: ‌هو‌ الصراط الممدود على متن جهنم، ‌و‌ ‌هو‌ طريق المومنين الى الجنه، ‌و‌ قد
 
تواترت الاخبار بانه يمد يوم القيامه على متن جهنم جسر اوله ‌فى‌ الموقف ‌و‌ آخره على باب الجنه يجوزه ‌من‌ اخلص لله فيدخل الجنه، ‌و‌ ‌من‌ عصاه سقط عن جنبيه الى النار، ‌و‌ ورد ‌فى‌ وصفه انه ادق ‌من‌ الشعر ‌و‌ احد ‌من‌ السيف ‌و‌ ‌ان‌ المومن يجوزه كالبرق الخاطف.
 ‌و‌ اما اضطرابه الذى ‌دل‌ عليه متن الدعاء فقد ورد ‌فى‌ بعض الاخبار ‌ان‌ الصراط يتزلزل ‌و‌ يرتعد باهله حتى تكاد مفاصلهم ينحل بعضها ‌من‌ بعض ‌و‌ الخلائق يتساقطون منه ‌فى‌ النار كالذر فلا ينجو الا ‌من‌ رحم الله ‌و‌ على هذا فلا داعى الى حمل اضافه الاضطراب الى الجسر على المجاز لان المضطرب انما ‌هو‌ اهله ‌لا‌ ‌هو‌ كما وقع لبعض المترجمين فان الاصل ‌فى‌ الكلام الحقيقه دون المجاز ‌و‌ الله اعلم.
 ‌و‌ زلل الاقدام: زلقها ‌و‌ استرسالها ‌من‌ غير قصد ‌و‌ ايقاع التثبيت عليه دون الاقدام مجاز ‌فى‌ الاثبات ‌من‌ قبيل الايقاع على السبب نحو: «و ‌لا‌ تطيعوا امر المسرفين».
 
 تنبيه
 
 قال بعض العلماء: اعلم ‌ان‌ الصراط الموعود ‌به‌ ‌فى‌ القرآن الكريم ‌حق‌ يجب الايمان ‌به‌ ‌و‌ ‌ان‌ اختلف الناس ‌فى‌ حقيقته ‌و‌ ظاهر الشريعه، ‌و‌ الذى عليه جمهور المسلمين ‌و‌ ‌من‌ اثبت المعاد الجسمانى يقتضى انه جسم ‌فى‌ غايه الدقه ‌و‌ الحده ممدود على جهنم ‌و‌ ‌هو‌ طريق الى الجنه يجوزه اليها ‌من‌ اطاع الله ‌و‌ يسقط عنه الى النار ‌من‌ عصاه.
 ‌و‌ اما الحكماء فقالوا بحقيته لكنهم قالوا حقيقته ‌هو‌ الوسط الحقيقى بين الاخلاق المتضاده كالسخاوه بين التبذير ‌و‌ البخل ‌و‌ الشجاعه بين التهور ‌و‌ الجبن، ‌و‌ الاقتصاد بين
 
الاسراف ‌و‌ التقتير، ‌و‌ التواضع بين التكبر ‌و‌ المهانه، ‌و‌ العداله بين الظلم ‌و‌ الانظلام، فالاوساط بين هذه الاخلاق المتضاده هى الاخلاق المحموده، ‌و‌ لكل واحد منها طرفا تفريط ‌و‌ افراط هما مذمومان، ‌و‌ كل واحد منها ‌هو‌ غايه البعد بين طرفيه، ‌و‌ ليس ‌من‌ طرف الزياده ‌و‌ ‌لا‌ ‌من‌ طرف النقصان.
 قالوا: ‌و‌ تحقيق ذلك ‌ان‌ كمال الانسان ‌فى‌ التشبه بالملائكه ‌و‌ ‌هم‌ منفكون عن هذه الاوصاف المتضاده ‌و‌ ليس ‌فى‌ امكان الانسان الانفكاك عنها بالكليه فغايته التباعد عنها الى الوسط تباعدا يشبه الانفكاك عنها، فالسخى كانه ‌لا‌ بخيل ‌و‌ ‌لا‌ مبذر. فالصراط المستقيم: ‌هو‌ الوسط الحق الذى ‌لا‌ ميل له الى احد الجانبين ‌و‌ ‌لا‌ عرض له ‌و‌ ‌هو‌ ادق ‌من‌ الشعر، ‌و‌ لذلك قال تعالى «و لن تستطيعوا ‌ان‌ تعدلوا بين النساء ‌و‌ لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل» ‌و‌ الله اعلم.
 ‌و‌ السدف: جمع سدفه بالضم، ‌و‌ هى الظلمه، ‌و‌ منه حديث «و كشفت عنه سدف الريب» ‌اى‌ ظلمها.
 ‌و‌ الكرب: الغم ‌و‌ الحزن، ياخذ بالنفس، ‌و‌ كربه الامر كربا ‌من‌ باب- قتل- ايضا: شق عليه.
 ‌و‌ الاهوال: جمع هول ‌و‌ ‌هو‌ الفزع ‌و‌ الخوف، ‌من‌ هالنى الامر هولا ‌من‌ باب- قال- افزعنى فهو هائل.
 ‌و‌ الطامه: القيامه، ‌من‌ طم الامر طما ‌من‌ باب- قتل- ‌اى‌ علا ‌و‌ غلب لانها تطم على سائر الطامات، ‌اى‌ تعلوها ‌و‌ تغلبها ‌و‌ ‌من‌ ذلك يقال: «ما ‌من‌ طامه الا وفوقها طامه».
 
و القيامه فوق كل طامه، ‌و‌ لذلك وصفها تعالى بالكبرى فقال: «فاذا جاءت الطامه الكبرى» ‌اى‌ العظمى.
 ‌و‌ قيل: هى النفخه الثانيه.
 ‌و‌ قيل: هى الساعه التى يساق فيها الخلائق الى محشرهم.
 ‌و‌ قيل: هى الساعه التى يساق فيها اهل الجنه الى الجنه ‌و‌ اهل النار الى النار.
 
و بياض الوجوه ‌و‌ سوادها: كنايتان عن ظهور بهجه السرور ‌و‌ كابه الخوف فيها.
 ‌و‌ قيل يوسم اهل الحق ببياض الوجه ‌و‌ اشراق البشره، ‌و‌ اهل الباطل بضد ذلك. قال تعالى: «يوم تبيض وجوه ‌و‌ تسود وجوه»، ‌و‌ قد تقدم الكلام عليه.
 ‌و‌ يوم الحسره: ‌هو‌ يوم القيامه لتحسر جميع الناس فيه ‌و‌ تاسفهم، اما المسى فعلى اساءته، ‌و‌ اما المحسن فعلى عدم ازدياده ‌من‌ الاحسان.
 ‌و‌ قيل: انما يتحسر ‌من‌ يستحق العقاب ‌و‌ اما المومن فلا يتحسر، ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى «و انذرهم يوم الحسره اذ قضى الامر» ‌اى‌ فرغ ‌من‌ الحساب ‌و‌ تصادر الفريقان الى الجنه ‌و‌ النار.
 ‌و‌ روى على ‌بن‌ ابراهيم قال: حدثنى ابى، عن الحسن ‌بن‌ محبوب، عن ابى ولاد الحناط، عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سئل عن قوله تعالى: «و انذرهم يوم الحسره»، قال: ينادى مناد ‌من‌ عند الله ‌و‌ ذلك بعد ‌ما‌ صار اهل الجنه ‌فى‌ الجنه، ‌و‌ اهل النار ‌فى‌ النار هل تعرفون الموت ‌فى‌ صوره ‌من‌ الصور؟ فيقولون: ‌لا‌ فيوتى بالموت ‌فى‌ صوره كبش املح فيوقف بين الجنه ‌و‌ النار ثم ينادون جميعا اشرفوا ‌و‌ انظروا الى الموت فيشرفون ثم يامر الله ‌به‌ فيذبح، ثم قال: ‌يا‌ اهل الجنه خلود فلا موت ابدا ‌و‌ ‌يا‌ اهل النار خلود فلا موت ابدا، ‌و‌ ‌هو‌ قول الله تعالى: «و انذرهم يوم الحسره اذ قضى
 
الامر ‌و‌ ‌هم‌ ‌فى‌ غفله» ‌اى‌ قضى على اهل الجنه الخلود فيها ‌و‌ على اهل النار الخلود فيها».
 ‌و‌ ‌فى‌ روايه اخرى: فيفرح اهل الجنه فرحا لو كان احد يومئذ ميتا لماتوا فرحا ‌و‌ يشهق اهل النار شهقه لو كان احد يومئذ ميتا لماتوا حزنا.
 ‌و‌ الندامه: التحسر ‌من‌ تغير راى على امر فائت.
 ‌و‌ قيل: هى كراهه الانسان شيئا فعله ‌و‌ تمنيه انه لم يكن فعله.
 ‌و‌ سمى يوم القيامه بيوم الندامه، لندامه اهل الضلال ‌به‌ قال تعالى: «و اسروا الندامه لما راوا العذاب ‌و‌ قضى بينهم بالقسط ‌و‌ ‌هم‌ ‌لا‌ يظلمون».
 ‌و‌ الود بتثليث الواو: المحبه يقال: وددته اوده ‌من‌ باب- تعب-: ‌اى‌ احببته ‌و‌ الاسم الموده، ‌و‌ لما كانت المحبه تقتضى الالطاف ‌و‌ الاكرام سال عليه السلام ‌ان‌ يجعل له ودا ‌فى‌ صدور المومنين ‌و‌ الغرض سئوال خلق داعيه اكرامه ‌فى‌ صدورهم.
 ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى: «ان الذين آمنوا ‌و‌ عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا».
 قال المفسرون: ‌اى‌ سيحدث لهم ‌فى‌ القلوب موده ‌من‌ غير ‌ما‌ سبب ‌من‌ الاسباب المعهوده كقرابه ‌او‌ اصطناع معروف كما يقذف ‌فى‌ قلوب اعدائهم الرعب ‌و‌ ذلك اما ‌فى‌ الدنيا لكون المومنين ممقوتين بين الكفره فوعدهم الله الموده عند الناس ‌و‌ اما يوم القيامه بان يحببهم الى خلقه بما يعرض ‌من‌ حسناتهم. ‌و‌ عن ابن عباس: يعنى يحبهم الله ‌و‌ يحببهم الى خلقه.
 
و عن قتاده: ‌ما‌ اقبل العبد الى الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ الا اقبل الله بقلوب العباد اليه.
 ‌و‌ عن رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله «اذا احب الله عبدا يقول لجبرئيل قد احببت فلانا فاحبه فيحبه جبرئيل عليه السلام ثم ينادى ‌فى‌ اهل السماء ‌ان‌ الله قد احب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له المحبه ‌و‌ القبول ‌فى‌ الارض.
 ‌و‌ ‌فى‌ تفسير ابى حمزه الثمالى: حدثنى ابوجعفر الباقر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله لعلى عليه السلام: ‌قل‌ اللهم اجعل لى عندك عهدا ‌و‌ اجعل لى ‌فى‌ قلوب المومنين ودا فقالهما على عليه السلام فنزلت هذه الايه.
 ‌و‌ نكد العيش نكدا: ‌من‌ باب- تعب- فهو نكد ‌و‌ نكد كجبل ‌و‌ كتف: اشتد ‌و‌ تعسر ‌و‌ قل، ‌و‌ منه: «ناقه نكداء» اذا كانت قليله الدر صعبه الحلب، ‌و‌ عطاء منكود نزر قليل، ‌و‌ رجل نكد ‌و‌ انكد شوم عسر.
 
«الكاف» للتعليل، ‌او‌ للتشبيه كما مر مرارا، ‌و‌ نظيرها قوله تعالى: «و اذكروه كما هداكم».
 ‌و‌ صدع بالامر: جهر به. ‌من‌ قولهم: «صدع بالحجه» اذا تكلم بها جهارا. ‌و‌ فيه تلميح الى قوله تعالى: «فاصدع بما تومر ‌و‌ اعرض عن المشركين» ‌اى‌ بالامر ‌او‌ بما تومر به.
 
قال الفراء: اراد: اظهر دينك.
 يقال: صدع بالحق اذا اظهره ‌و‌ تكلم ‌به‌ جهارا، ‌و‌ صدع بالحجه ‌اى‌ تكلم بها ‌و‌ اظهرها اظهارا تاما كانه شق باطنها ‌و‌ كشف عن جليتها بحيث ‌لا‌ تلتبس بعد ذلك اصلا.
 ‌و‌ قال اهل البيان: ‌هو‌ مستعار ‌من‌ صدع الزجاجه ‌و‌ هى استعاره محسوس لمعقول فان الصدع المستعار ‌و‌ ‌هو‌ كسر الزجاجه محسوس، ‌و‌ التبليغ المستعار له معقول، ‌و‌ الجامع التاثير ‌و‌ ‌هو‌ ابلغ ‌من‌ بلغ ‌و‌ ‌ان‌ كان بمعناه لان تاثير الصدع ابلغ ‌من‌ تاثير التبليغ، فقد ‌لا‌ يوثر التبليغ ‌و‌ الصدع يوثر جزما.
 ‌و‌ النصح: تحرى الانسان فعلا ‌او‌ قولا فيه صلاح صاحبه.
 يقال: نصح له ينصح ‌من‌ باب- منع- نصحا بالضم ‌و‌ نصيحه هذه اللغه الفصيحه ‌و‌ عليها عباره الدعاء. ‌و‌ قوله تعالى: «و ‌لا‌ ينفعكم نصحى ‌ان‌ اردت ‌ان‌ انصح لكم» ‌و‌ ‌فى‌ لغه يعدى بنفسه فيقال: نصحته.
 ‌و‌ قال الراغب: نصحت لكم ‌من‌ قولهم: نصحت له الود، ‌اى‌ اخلصته.
 
و اضافه النبى الى ضمير المتكلم مع غيره تعظيم لشان المضاف اليه ‌و‌ تشريف له .
 ‌و‌ المراد بالقرب ‌فى‌ قوله عليه السلام: «اقرب النبيين منك مجلسا»: قرب المنزله ‌و‌ الرتبه ‌لا‌ القرب المكانى لتنزهه تعالى عن ذلك، ‌و‌ لما كان صلى الله عليه ‌و‌ آله اشرف النبيين ‌و‌ سيد المرسلين دعا له عليه السلام بان يجعله يوم القيامه اقربهم منه تعالى منزله اظهارا لشرفه ‌و‌ كرامته لديه سبحانه على رووس الخلائق حيث يجتمع الاولون ‌و‌ الاخرون ليشهد ذلك الخلائق اجمعون.
 
و مكن فلان عند السلطان مكانه: وزن ضخم ضخامه، عظم عنده ‌و‌ ارتفع فهو مكين ‌و‌ ‌هو‌ امكن ‌من‌ غيره.
 ‌و‌ «من» ‌فى‌ قوله: «منك» ‌فى‌ الفقره الاولى: للانتهاء على قول الكوفيين ‌و‌ ابن مالك لقولهم قربت منك مثل قولك قربت اليك، ‌و‌ ‌فى‌ الفقره الثانيه: بمعنى «عند » لمساواتها قولك امكن عندك ‌و‌ موافقه ‌من‌ لعند.
 قال ابوعبيده ‌فى‌ قوله تعالى: «لن تغنى عنهم اموالهم ‌و‌ ‌لا‌ اولادهم ‌من‌ الله شيئا» ‌اى‌ عنده، ‌و‌ تاولها الجمهور على البدل ‌اى‌ بدل طاعه الله ‌او‌ بدل رحمه الله ‌و‌ هذا التاويل ‌لا‌ يصح هنا.
 ‌و‌ ‌جل‌ يجل ‌من‌ باب- ضرب- جلاله: عظم فهو جليل.
 ‌و‌ قدر الشى ء بالسكون: مبلغه ثم استعمل ‌فى‌ الحرمه ‌و‌ الوقار ‌و‌ التعظيم.
 يقال: ‌ما‌ لفلان عندى قدر: ‌اى‌ حرمه ‌و‌ وقار ‌و‌ منه: «ما قدروا الله ‌حق‌ قدره» ‌اى‌ ‌ما‌ عظموه ‌حق‌ تعظيمه.
 ‌و‌ وجه بالضم وجاهه فهو وجيه: اذا كان له حظ ‌و‌ رتبه ‌و‌ حرمه، قال العباس ‌بن‌ مرداس:
 ‌و‌ قال بنى عاد هلكتم فجهزوا
 خياركم اهل الوجاهه ‌و‌ المجد
 ‌و‌ الجاه: القدر ‌و‌ المنزله ‌و‌ الخطوه عند الناس.
 قال الراغب: قال بعضهم: الجاه مقلوب عن الوجه، لكن الوجه يقال ‌فى‌ العضو ‌و‌ الحظوه، ‌و‌ الجاه ‌لا‌ يقال الا ‌فى‌ الحظوه.
 
الشرف بفتحتين: علو المنزله ‌و‌ المكان العالى. ‌و‌ شرفه الله تشريفا: اعلاه.
 ‌و‌ البنيان: البناء ‌و‌ كلاهما مصدران ‌و‌ يستعملان بمعنى المبنى.
 قال الزمخشرى ‌فى‌ الاساس: بنى بيتا احسن بناء ‌و‌ بنيان ‌و‌ هذا بناء حسن ‌و‌ بنيان حسن «كانهم بنيان مرصوص» سمى المبنى بالمصدر انتهى.
 ‌و‌ ‌فى‌ معنى هذه الفقره قول اميرالمومنين عليه السلام ‌فى‌ خطبه علم فيها الناس الصلاه على النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله: «اللهم اعل على بناء البانين بناءه».
 قال الشيخ كمال الدين ميثم البحرانى «قدس سره»: يحتمل ‌ان‌ يريد «ببنائه» ماشيده ‌من‌ الدين فيكون، اعلاوه المطلوب ‌هو‌ اتمام دينه ‌و‌ اظهاره بعده على الاديان كلها، ‌و‌ يحتمل ‌ان‌ يريد ‌به‌ ماشيده ‌من‌ ملكات الخير ‌و‌ استحقه ‌من‌ مراتب الجنه ‌و‌ قصورها انتهى.
 ‌و‌ الاحتمالان جاريان ‌فى‌ عباره الدعاء، ‌و‌ يحتمل وجها ثالثا: ‌و‌ ‌هو‌ ‌ان‌ يكون المراد ببنيانه ‌ما‌ بناه ‌من‌ الشرف ‌و‌ الذكر ‌و‌ المكارم.
 قال ‌فى‌ القاموس: ‌و‌ تكون البنايه ‌فى‌ الشرف.
 ‌و‌ ‌فى‌ الاساس بنى مكرمه ‌و‌ ابتناها ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ بناه المكارم. قال:
 بناه مكارم ‌و‌ اساه كلم
 دماوهم ‌من‌ الكلب الشفاء
 انتهى.
 
و البرهان: الدليل ‌و‌ الحجه، ‌و‌ تعظيمه عباره عن اعلائه ‌و‌ اظهاره، ‌و‌ قهر الخصم ‌به‌ ‌و‌ اذهان العقول ‌و‌ الافهام له.
 ‌و‌ تثقيل الميزان: كنايه عن ترجيح الحسنات ‌و‌ تكثير الخيرات قال تعالى: «فاما ‌من‌ ثقلت موازينه فهو ‌فى‌ عيشه راضيه».
 قال بعضهم: الوزن عباره عن القدر ‌و‌ الخطر فكان المعنى: فاما ‌من‌ عظم قدره عند الله لكثره حسناته فهو ‌فى‌ معيشه يرضاها.
 ‌و‌ تقبل شفاعته: ‌اى‌ اقبلها، ‌و‌ انما عدل الى صيغه التفعل لكونها مشعره بحسب اصل الوضع بالتكلف، ‌و‌ كون الفعل على خلاف طبع الفاعل فكان المراد بها ‌فى‌ حقه تعالى ‌ما‌ يترتب عليه ‌من‌ كمال قوه الفعل ‌و‌ كثرته.
 ‌و‌ الوسيله: ‌ما‌ يتوسل ‌به‌ الى الشى ء برغبه. قال الراغب: ‌و‌ حقيقه الوسيله الى الله تعالى مراعاه سبيله بالعلم ‌و‌ العباده ‌و‌ تحرى مكارم الشريعه ‌و‌ هى كالقربه انتهى.
 ‌و‌ تقريبها: عباره عن قبولها ‌و‌ كمال الرضا بها.
 ‌و‌ تبييض الوجه: كنايه عن ايتائه ‌من‌ الكرامه ‌و‌ الفضيله ‌ما‌ يسر ‌به‌ فيظهر لذلك بهجه المسره ‌فى‌ وجهه.
 قال بعضهم: لما كان البياض افضل لون عندهم عبر عن الفضل ‌و‌ الكرم بالبياض حتى قيل لمن لم يتدنس بمعاب ‌هو‌ ابيض الوجه.
 ‌و‌ قوله تعالى: «يوم تبيض وجوه» عباره عن المسره ‌و‌ اسودادها عن الغم، ‌و‌ على نحو ذلك قوله تعالى: «وجوه يومئذ ناضره» ‌و‌ «وجوه يومئذ مسفره ضاحكه مستبشره».
 
و نوره صلى الله عليه ‌و‌ آله اما النور الذى بعث ‌به‌ ‌اى‌ الدين.
 ‌و‌ اتمامه: انتشاره ‌فى‌ قلوب العالمين، ‌و‌ اما النور الذى ‌فى‌ جوهر ذاته، ‌و‌ اتمامه: زياده كماله.
 ‌و‌ رفع درجته: عباره عن اعطائه كمال الرفعه ‌و‌ تشريفه بالفضيله التامه.
 
و سنته صلى الله عليه ‌و‌ آله: طريقته التى كان عليها ‌و‌ سبيله التى دعا اليها ‌و‌ هى الموصله الى ثواب الله تعالى ‌و‌ جواره.
 ‌و‌ ملته: دينه، غير ‌ان‌ المله ‌لا‌ تستعمل الا ‌فى‌ جمله الشرائع دون آحادها ‌و‌ ‌لا‌ تضاف الا الى النبى الذى تسند اليه نحو: «اتبعوا مله ابراهيم»، ‌و‌ ‌لا‌ تكاد توجد مضافه الى الله ‌و‌ ‌لا‌ الى آحاد امه النبى، فلا يقال مله الله ‌و‌ ‌لا‌ ملتى ‌و‌ ‌لا‌ مله زيد كما يقال: دين الله ‌و‌ دينى ‌و‌ دين زيد، ‌و‌ اصل الاخذ التناول ‌و‌ امساك الشى ء باليد، يقال: اخذ الخطام ‌و‌ اخذ بالخطام ‌اى‌ امسكه ثم استعمل ‌فى‌ مطلق الاستيلاء على الشى ء ‌و‌ ‌ما‌ تضمن معناه فيقال: خذبنا طريق القوم ‌اى‌ سربنا طريقهم لما ‌فى‌ السير بالشى ء ‌من‌ الاستيلاء عليه.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «فيوخذ بهم ذات الشمال» فاقول رب اصحابى ‌و‌ اصحابى ‌اى‌ يساربهم.
 ‌و‌ المنهاج: الطريق الواضح: ‌اى‌ سربنا منهاجه ‌و‌ لما كان غرضه عليه السلام بالسوال افاضه قوه جاذبه قاهره له على سلوك منهاجه صلى الله عليه ‌و‌ آله اثر التعبير بالاخذ الذى ‌لا‌ يكون الا بطريق الاستيلاء ‌و‌ القهر.
 ‌و‌ سلكت بزيد الطريق: ذهبت ‌به‌ فيه.
 ‌و‌ السبيل: الطريق الذى فيه سهوله يذكر ‌و‌ يونث ‌و‌ المراد بسبيله صلى الله عليه
 
و آله: السبيل المشار اليها بقوله تعالى: «قل هذه سبيلى ادعوا الى الله على بصيره انا ‌و‌ ‌من‌ اتبعنى» ‌اى‌ هذه السبيل التى هى الدعوه الى التوحيد ‌و‌ الايمان بالاخلاص سبيلى ‌و‌ طريقتى ‌و‌ سيرتى.
 ‌و‌ قوله: «ادعوا الى الله» تفسير لسبيله.
 ‌و‌ اجعلنا ‌من‌ اهل طاعته ‌اى‌ ‌من‌ المنقادين لاحكامه الممتثلين لاوامره.
 ‌و‌ الحشر: اخراج الجماعه عن مقرهم ‌و‌ ازعاجهم منه.
 ‌و‌ قيل: جمعهم ‌من‌ كل ناحيه للخروج حشرهم حشرا ‌من‌ باب- قتل- ‌و‌ ‌من‌ باب- ضرب- لغه ‌و‌ بالاولى قرا السبعه.
 ‌و‌ الزمره بالضم: الجماعه ‌من‌ الناس ‌و‌ اشتقاقها ‌من‌ الزمر ‌و‌ ‌هو‌ الصوت اذ الجماعه ‌لا‌ تخلو عنه.
 ‌و‌ ورد البعير ‌و‌ غيره الماء يرده ورودا: بلغه ‌و‌ وافاه ‌و‌ يعدى بالهمزه فيقال: اوردته ايرادا.
 ‌و‌ الحوض: مجتمع الماء، ‌و‌ حوضه صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌هو‌ الذى يرده خيار امته يوم القيامه.
 قال بعض اصحابنا: قد ثبت ‌ان‌ له صلى الله عليه ‌و‌ آله حوضا ‌فى‌ الاخره ‌من‌ طرق الخاصه ‌و‌ العامه رواه مسلم عن سبعه عشر صحابيا ‌و‌ رواه غيره عن عشره منهم غيرهم.
 قال عياض: الايمان ‌به‌ واجب ‌و‌ التصديق ‌به‌ ‌من‌ الايمان انتهى.
 ‌و‌ قال القرطبى: مما يجب على كل مكلف ‌ان‌ يعلمه ‌و‌ يصدق به، ‌ان‌ الله تعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه ‌و‌ آله بالحوض المصرح باسمه ‌و‌ صفاته ‌و‌ شرابه ‌فى‌
 
الاحاديث الصحيحه الشهيره التى يحصل مجموعها العلم القطعى اذ روى ذلك عنه صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌من‌ الصحابه نيف على الثلاثين منهم ‌فى‌ الصحيحين ‌ما‌ ينيف على العشرين ‌و‌ ‌فى‌ غيرهما بقيه ذلك كما صح نقله ‌و‌ اشتهرت روايته.
 ‌و‌ قال القرطبى ايضا: ذهب صاحب القوت ‌و‌ غيره الى ‌ان‌ الحوض يكون بعد الصراط ‌و‌ ذهب آخرون الى العكس ‌و‌ الصحيح: ‌ان‌ للنبى صلى الله عليه ‌و‌ آله حوضين احدهما ‌فى‌ الموقف قبل الصراط ‌و‌ الاخر داخل الجنه ‌و‌ كل منهما يسمى كوثرا.
 ‌و‌ تعقبه ابن حجر: بان الكوثر: نهر داخل الجنه ‌و‌ ماوه يصب ‌فى‌ الحوض ‌و‌ يطلق على الحوض كوثرا لكونه يمد منه انتهى.
 قلت: ‌و‌ مما ورد ‌من‌ طرقنا ‌فى‌ وصف الحوض: ‌ما‌ رواه ثقه الاسلام ‌فى‌ الكافى بسنده عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه ‌و‌ آله: ‌من‌ سره ‌ان‌ يحيى حياتى ‌و‌ يموت ميتتى ‌و‌ يدخل الجنه التى وعدنيها ربى ‌و‌ يتمسك بقضيب غرسه ربى بيده فليتوال على ‌بن‌ ابى طالب ‌و‌ اوصياءه ‌من‌ بعده فانهم ‌لا‌ يدخلونكم ‌فى‌ باب ضلال ‌و‌ ‌لا‌ يخرجونكم ‌من‌ باب هدى فلا تعلموهم فانهم اعلم منكم ‌و‌ انى سالت ربى ‌ان‌ ‌لا‌ يفرق بينهم ‌و‌ بين الكتاب حتى يردا على الحوض هكذا وضم بين اصبعيه، ‌و‌ عرضه ‌ما‌ بين صنعاء الى ايله فيه قدحان ذهب ‌و‌ فضه عدد النجوم انتهى.
 ‌و‌ صنعاء ممدوده: قصبه معروفه ‌من‌ بلاد اليمن ‌و‌ ايله بفتح الهمزه ‌و‌ سكون الياء المثناه ‌من‌ تحت مدينه معروفه نصف ‌ما‌ بين مكه ‌و‌ مصر ‌و‌ قيل: هى جبل بين مكه ‌و‌ المدينه قرب ينبع.
 
و روى ثقه الاسلام ايضا ‌فى‌ كتاب الروضه ‌فى‌ وصيه الله تعالى لعيسى عليه السلام حيث قال ‌فى‌ وصف محمد صلى الله عليه ‌و‌ آله: له الكوثر ‌و‌ المقام الاكبر ‌فى‌ جنات عدن يعيش اكرم معاش ‌و‌ يقبض شهيدا له حوض اكبر ‌من‌ بكه الى مطلع الشمس ‌من‌ رحيق مختوم فيه آنيه مثل نجوم السماء ‌و‌ اكواب مثل مدر الارض عذب فيه ‌من‌ كل شراب ‌و‌ طعم كل ثمار الجنه ‌من‌ شرب منه شربه لم يظما ابدا.
 قال بعض الاصحاب: لابد ‌من‌ حمل التحديد ‌فى‌ هذا الخبر على المقدار ‌فى‌ الطول للجمع بينه ‌و‌ بين الحديث السابق المصرح فيه بتحديد العرض ‌و‌ الا وقع الاختلاف بينهما اللهم الا ‌ان‌ يقال: المقصود منهما ‌هو‌ الكنايه عن السعه ‌لا‌ على التقدير المحقق انتهى.
 ‌و‌ الضمير ‌فى‌ قوله عليه السلام: «و اسقنا بكاسه» يحتمل عوده الى الحوض اشاره الى الاقداح ‌و‌ الانيه ‌و‌ الاكواب التى فيه، ‌و‌ يحتمل عوده الى النبى صلى الله عليه ‌و‌ آله ‌و‌ اضافتها اليه باعتبار انه الساقى بها ‌او‌ باعتبار ‌ان‌ السقى بها انما يكون باذنه عليه السلام.
 
قال الراغب: صلوات الله على العباد ‌فى‌ التحقيق تزكيه لهم ‌اى‌ تنميه بالخيرات ‌و‌ البركات ‌و‌ هى ‌من‌ الملائكه ‌و‌ الناس الدعاء ‌و‌ الاستغفار.
 ‌و‌ املته امله ‌من‌ باب- طلب-: رجوته فانا آمل ‌و‌ ‌هو‌ مامول على فاعل ‌و‌ مفعول.
 
و املته تاميلا: مبالغه ‌و‌ تكثير ‌و‌ ‌هو‌ اكثر استعمالا ‌من‌ المخفف حتى انكر بعضهم التخفيف ‌و‌ كانه لم يسمع قول كعب: ارجو ‌و‌ آمل يدنو مودتها، ‌و‌ قوله ايضا: ‌و‌ قال كل خليل كنت آمله ‌و‌ الخير ‌ما‌ يختار ‌و‌ يرغب فيه، ‌و‌ خيره تعالى خير مطلق ‌اى‌ مرغوب فيه على كل حال ‌و‌ عند كل احد.
 ‌و‌ الفضل: العطاء الذى ‌لا‌ يلزم المعطى ‌و‌ عليه قوله تعالى: «و اسئلوا الله ‌من‌ فضله».
 ‌و‌ الكرامه: اسم ‌من‌ اكرمه اكراما اذا فعل ‌به‌ ‌ما‌ يوجب تعظيمه ‌و‌ توقيره.
 ‌و‌ جمله: «انك ذو رحمه واسعه»: مستانفه ‌و‌ هى تعليل لما قبلها ‌و‌ تحريك لسلسله الاجابه ‌و‌ ‌هو‌ اقتباس ‌من‌ قوله تعالى: «فقل ربكم ذو رحمه واسعه» ‌اى‌ ‌لا‌ تضيق عن شى ء كما قال تعالى: «و رحمتى وسعت كل شى ء».
 ‌و‌ فضل كريم: ‌اى‌ خطير كبير وافر كثير ‌لا‌ يخاف عليه فناء ‌و‌ ‌لا‌ نقصان، ‌و‌ العرب تصف كل نفيس مستحسن بكونه كريما.
 قال الواحدى: الكرم اسم جامع لكل ‌ما‌ يحمد ‌و‌ يستحسن ‌فى‌ بابه، فالله تعالى كريم لانه محمود ‌فى‌ كل ‌ما‌ يحتاج اليه، ‌و‌ القرآن كريم لانه يوجد فيه بيان كل شى ء: «اولئك لهم مغفره ‌و‌ رزق كريم» ‌هو‌ نعيم الجنه المقرون بالدوام ‌و‌ اللذه.
 
و الباء ‌من‌ قوله: «بما بلغ» للمقابله، ‌و‌ هى الداخله على الاعواض نحو: اشتريته بالف ‌و‌ كافات احسانه بضعف.
 ‌و‌ قوله تعالى: «ادخلوا الجنه بما كنتم تعملون» ‌و‌ يجوز ‌ان‌ تكون للسببيه ‌اى‌ بسبب تبليغ ‌ما‌ بلغ ‌من‌ رسالاتك «و ما»: على التقديرين موصوله. ‌و‌ «من»: بيان لها.
 
و بلغ الرساله تبليغا: انهاها ‌و‌ اداها الى المرسول اليه بها.
 ‌و‌ الرساله بالكسر: قد تكون اسم مصدر بمعنى التوجيه ‌و‌ قد تكون بمعنى القول المتحمل ‌و‌ ‌هو‌ المراد هنا.
 ‌و‌ ادى ‌من‌ آياتك: ‌اى‌ ‌و‌ بما اوصله منها، ‌من‌ ادى الامانه تاديه اذا اوصلها الى اهلها، ‌و‌ الاسم الاداء بالمد.
 ‌و‌ الايات: جمع آيه اما بمعنى الايه ‌من‌ القرآن ‌و‌ معنى تاديتها ظاهر، ‌و‌ اما بمعنى العلامه ‌اى‌ علامات ربوبيتك ‌و‌ وحدانيتك فتكون تاديتها عباره عن تنبيه الخلق عليها ‌و‌ ارشادهم اليها ‌و‌ قد اسلفنا الكلام على بيانها ‌فى‌ شرح السند فليرجع اليه.
 ‌و‌ نصحه عليه السلام للعباد ‌هو‌ تحريه ‌و‌ قصده لما فيه صلاحهم قولا ‌و‌ فعلا.
 ‌و‌ الجهاد ‌و‌ المجاهده: استفراغ الوسع ‌فى‌ مدافعه العدو ‌و‌ ‌هو‌ يكون باليد ‌و‌ اللسان.
 قال عليه السلام: «جاهدوا الكفار بايديكم ‌و‌ السنتكم». ‌و‌ سبيله تعالى ‌ما‌ يوصل الى رضاه ‌و‌ ثوابه.
 ‌و‌ الملائكه المقربون: قيل ‌هم‌ الذين قربهم الله سبحانه ‌و‌ رفع منازلهم على غيرهم ‌من‌ خلقه، ‌و‌ قيل: ‌هم‌ الكروبيون الذين حول العرش ‌و‌ قيل: ‌هم‌ اعلى ‌من‌ الكروبيين رتبه.
 ‌و‌ قال الحكماء: ‌هم‌ الذوات المقدسه عن الجسميه ‌و‌ الجهه ‌و‌ عن حاجتها الى القيام بها.
 ‌و‌ النبى: ‌من‌ اوحى اليه بملك، ‌او‌ الهم ‌فى‌ قلبه، ‌او‌ نبه بالرويا الصالحه.
 فالرسول افضل بالوحى الخاص الذى فوق وحى النبوه ‌و‌ قد تقدم الكلام على ذلك مبسوطا.
 ‌و‌ اصطفاء الله سبحانه للانبياء ‌و‌ المرسلين يعود الى افاضه الكمال النبوى عليهم
 
بحسب ‌ما‌ وهبته لهم العنايه الالهيه ‌من‌ القبول ‌و‌ الاستعداد.
 ‌و‌ الطيب ‌من‌ الانسان ‌من‌ تعرى ‌من‌ دنس الجهل ‌و‌ الفسق ‌و‌ قبائح الاعمال ‌و‌ تحلى بالعلم ‌و‌ الايمان ‌و‌ محاسن الافعال.
 ‌و‌ الطاهر: ‌من‌ طهر ‌من‌ نجاسه الميلاد، ‌و‌ تنزه عن درن المعاصى ‌و‌ الفساد.
 ‌و‌ رحمه الله تعالى: انعامه ‌و‌ افضاله.
 ‌و‌ بركاته: خيراته الناميه المتكاثره التى ‌لا‌ تحصى ‌و‌ ‌لا‌ تحصر. ‌و‌ فيه: اقتباس ‌من‌ قول الملائكه ‌فى‌ سوره هود: «رحمه الله ‌و‌ بركاته عليكم اهل البيت».
 روى ‌ان‌ اميرالمومنين عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا: ‌و‌ عليك السلام ‌و‌ رحمه الله ‌و‌ بركاته ‌و‌ مغفرته ‌و‌ رضوانه فقال عليه السلام: ‌لا‌ تجاوزوا بنا ‌ما‌ قالت الملائكه لابينا ابراهيم عليه السلام: رحمه الله ‌و‌ بركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد ‌و‌ الله اعلم.
 هذا آخر الروضه الثانيه ‌و‌ الاربعين ‌من‌ رياض السالكين ‌و‌ قد وفق الله سبحانه بمنه ‌و‌ كرمه، لاتمامها، ‌و‌ حسن ختامها ضحوه يوم الاربعاء لاثنتى عشره خلون ‌من‌ صفر سنه اربع ‌و‌ مائه ‌و‌ الف ‌و‌ لله الحمد كثيرا، ‌و‌ الصلاه على نبيه ‌و‌ آله الذين اذهب عنهم الرجس ‌و‌ طهرهم تطهيرا.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

الدعاء 47- 5
الدعاء 16
الدعاء 2- 1
الدعاء 1- 2
اسناد الصحیفه السجادیه- 2
الدعاء 53
الدعاء 45- 1
الدعاء 52
الدعاء 20- 1
الدعاء 1- 5

بیشترین بازدید این مجموعه

الدعاء 47- 5

 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^