فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

عند رویه الهلال

عند رويه الهلال


 «1» أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ . «2» آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ ، ‌و‌ أَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ ، ‌و‌ جَعَلَكَ آيَةً ‌من‌ آيَاتِ مُلْكِهِ ، ‌و‌ عَلَامَةً ‌من‌ عَلَامَاتِ سُلْطَانِهِ ، ‌و‌ امْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ ‌و‌ النُّقْصَانِ ، ‌و‌ الطُّلُوعِ ‌و‌ الْأُفُولِ ، ‌و‌ الْإِنَارَةِ ‌و‌ الْكُسُوفِ ، فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ ، ‌و‌ إِلَى إِرَادَتِهِ سَرِيعٌ «3» سُبْحَانَهُ ‌ما‌ أَعْجَبَ ‌ما‌ دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ ‌و‌ أَلْطَفَ ‌ما‌ صَنَعَ فِي شَأْنِكَ جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لِأَمْرٍ حَادِثٍ «4» فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي ‌و‌ رَبَّكَ ، ‌و‌ خَالِقِي ‌و‌ خَالِقَكَ ، ‌و‌ مُقَدِّرِي ‌و‌ مُقَدِّرَكَ ، ‌و‌ مُصَوِّرِي ‌و‌ مُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَنْ يَجْعَلَكَ هِلَالَ بَرَكَةٍ ‌لا‌ تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ ، ‌و‌ طَهَارَةٍ ‌لا‌ تُدَنِّسُهَا الآْثَامُ «5» هِلَالَ أَمْنٍ ‌من‌ الآْفَاتِ ، ‌و‌ سَلَامَةٍ ‌من‌ السَّيِّئَاتِ ، هِلَالَ سَعْدٍ ‌لا‌ نَحْسَ فِيهِ ، ‌و‌ يُمْنٍ ‌لا‌ نَكَدَ مَعَهُ ، ‌و‌ يُسْرٍ ‌لا‌ يُمَازِجُهُ عُسْرٌ ، ‌و‌ خَيْرٍ ‌لا‌ يَشُوبُهُ ‌شر‌ ، هِلَالَ أَمْنٍ ‌و‌ إِيمَانٍ ‌و‌ نِعْمَةٍ ‌و‌ إِحْسَانٍ ‌و‌ سَلَامَةٍ ‌و‌ إِسْلَامٍ . «6» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا ‌من‌ أَرْضَى ‌من‌ طَلَعَ عَلَيْهِ ، ‌و‌ أَزْكَى ‌من‌ نَظَرَ إِلَيْهِ ، ‌و‌ أَسْعَدَ ‌من‌ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ ، ‌و‌ وَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ ، ‌و‌ اعْصِمْنَا فِيهِ ‌من‌ الْحَوْبَةِ ، ‌و‌ احْفَظْنَا فِيهِ ‌من‌ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ «7» ‌و‌ أَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، ‌و‌ أَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ ، ‌و‌ أَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ ، ‌و‌ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ
 
(ايها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد ‌فى‌ منازل...) الخلق: المخلوق كاللفظ ‌و‌ الاكل بمعنى الملفوظ ‌و‌ الماكول، ‌و‌ الدائب: ‌من‌ جد ‌فى‌ عمله ‌و‌ واظب عليه، ‌و‌ القمر مطيع لله تعالى بمعنى انه يتحرك ‌فى‌ فلكه ‌و‌ مداره تبعا لقوانين اودعها سبحانه ‌فى‌ الطبيعه، ‌و‌ لو حاد عنها لاختل نظامه ‌او‌ نظام باسره... هذا الى انه تعالى خالق الاشياء كلها، اوجد بعضها ‌من‌ ‌لا‌ شى ء ‌و‌ بعضها الاخر ‌من‌ الشى ء الذى اوجده ‌من‌ ‌لا‌ شى ء، اما المنازل فهى اشاره الى ‌ما‌ قاله علماء الفلك: انها 28، ينزل القمر كل ليله ‌فى‌ واحد منها، ‌و‌ يستتر ‌فى‌ ليلتين اذا كان الشهر 30 يوما، ‌و‌ ‌فى‌ ليله واحده اذا كان 29 يوما، ‌و‌ المنازل القمريه تحدد ايام الشهر القمرى، اما الشمس فتحدد ساعات النهار.
 ‌و‌ بالمناسبه نشير ‌ان‌ الفيلسوف اليونانى «انكساجوراس)» ادرك بالفراسه ‌و‌ اللفته الواعيه قبل الميلاد بخمسه قرون: ‌ان‌ القمر مجرد جسم يشبه الارض، ‌و‌ ‌فى‌ القرن الثالث قبل الميلاد قال: «بلو تارك»: ‌فى‌ القمر اوديه ‌و‌ تلال تماما كالارض. ‌و‌ هذا ‌ما‌ ثبت بالحس بعد صعود الانسان على القمر.
 
(آمنت بمن نور بك الظلم) قيل: ‌ان‌ نور القمر مستمد ‌من‌ ضياء الشمس. ‌و‌ ‌ما‌ نحن بتاويل الكواكب بعالمين (و اوضح بك البهم): المجهولات ‌و‌ المشكلات، ‌و‌ العطف هنا للتكرار ‌و‌ التفسير (و جعلك آيه...) ‌و‌ ‌فى‌ كل شى ء له آيه تدل على انه واحد (و امتهنك بالزياده ‌و‌ النقصان...) امتهنك: استخدمك ‌و‌ سيرك، ‌و‌ الافول: الغياب، ‌و‌ القمر ‌لا‌ ينقص ‌و‌ يزيد، ‌و‌ ‌لا‌ يغيب ‌و‌ يووب، ‌و‌ انما جاء التعبير بهذه الالفاظ باعتبار رويه البصر ‌لا‌ البصيره ‌و‌ الظاهر دون الواقع.
 
(ما اعجب ‌ما‌ دبر ‌من‌ امرك...) كل ‌ما‌ ‌فى‌ الكون ‌من‌ الذره الصغيره الى المجره الكبيره، عجيب ‌فى‌ صنعه ‌و‌ تدبيره، ‌و‌ محال ‌ان‌ يحدث صدفه ‌من‌ غير علم ‌و‌ قصد ‌و‌ حكمه، ‌و‌ ‌من‌ قال بالاتفاق ‌و‌ الصدفه تاه ‌فى‌ الظلمات، ‌و‌ انتقل ‌من‌ ‌شك‌ الى شك، ‌و‌ ‌من‌ هنا قال فولتير: «و جود الله فرض ضرورى، لان الفكره المضاده حماقات».
 (جعلك مفتاح شهر حادث لامر حادث) كل شهر ‌و‌ كل يوم ‌و‌ كل ساعه، ‌و‌ كل شى ء ‌فى‌ تغير دائم- سوى الخالق- شئنا ‌ام‌ ابينا، هكذا قال العلم الحديث، ‌و‌ ‌من‌ قبله بقرون قال القرآن الكريم: «كل يوم ‌هو‌ ‌فى‌ شان- 29 الرحمن» ‌و‌ ضمير «هو» يعود الى اليوم، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا مطلق الوقت ‌و‌ ‌ما‌ يقع فيه. ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «العلم لاينتهى لما يحدث بالليل ‌و‌ النهار يوما بيوم ‌و‌ ساعه بساعه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 6.
 
(خالقى ‌و‌ خالقك، ‌و‌ مقدرى ‌و‌ مقدرك، ‌و‌ مصورى ‌و‌ مصورك) التقدير يسبق الخلق ‌و‌ التصويو، لانه تخطيط ‌و‌ تصميم قال سبحانه: «و خلق كل شى ء فقدره تقديرا- 2 الفرقان» ‌اى‌ عن قصد ‌و‌ تخطيط ‌و‌ علم ‌و‌ اتقان لحكمه بالغه: «ربنا ‌ما‌ خلقت هذا باطلا سبحانك- 191 ‌آل‌ عمران» ‌و‌ الخلق هنا يسبق التصوير قال ‌عز‌ ‌من‌ قائل: «و لقد خلقناكم ثم صورناكم- 11 الاعراف» ‌و‌ «ثم» للترتيب، ‌اى‌ خلق آدم ‌من‌ تراب ‌و‌ اولاده ‌من‌ نطفه، ثم صورهم ‌و‌ مثلهم على هيئه الانسان الكامل باعضائه ‌و‌ شكله، فتبارك الله احسن الخالقين.
 (و ‌ان‌ يجعلك هلال بركه ‌لا‌ تمحهقا الايام) محق الشى ء: ابطله ‌و‌ محاه، ‌و‌ البركه: النماء ‌و‌ الزياده... ‌و‌ خير الاوقات على الاطلاق ‌ما‌ تمحى فيه السيئات، ‌و‌ تثبت الحسنات، ‌و‌ كل شى ء ‌ما‌ عدا ذلك فالى زوال، ‌و‌ الزائل ليس بشى ء، ‌و‌ ‌ان‌ كان ملك سليمان (و طهاره ‌لا‌ تدنسها الاثام) ‌و‌ ‌لا‌ اثم كاثاره الحروب ‌و‌ الفتن ‌و‌ الفساد ‌فى‌ الارض بالاعتداء على حقوق الناس.
 
و الكلمه الجامعه لخصال الخير بالكامل قوله: (هلال امن ‌و‌ ايمان) حيث ‌لا‌ طيب للعيش ‌و‌ ‌لا‌ خير ‌فى‌ الحياه بلا امن ‌و‌ امان، ‌و‌ هل للصحه ‌و‌ المال ‌و‌ السلطان ‌من‌ طعم مع الخوف ‌و‌ الهلع؟ بل المخف احسن حالا ‌من‌ المثقل الف مره ‌فى‌ يوم الشده ‌و‌ المحنه... اما الايمان فامان ‌من‌ سوء العذاب ‌فى‌ الاخره، ‌و‌ حاجز عن تقحم الفساد ‌و‌ اذى العباد ‌فى‌ الحياه الدنيا، ‌و‌ ‌ما‌ تقدمت الانسانيه خطوه الى الامام الا بالجهاد ‌و‌ الايمان، ‌و‌ ‌ما‌ تاخرت ‌و‌ تخلفت الا بالخوف ‌و‌ ضعف العقيده.
 
(و اجعلنى ‌من‌ ارضى ‌من‌ طلع عليه) وفقنى فيه الى العمل بطاعتك ‌و‌ مرضاتك (و ازكى ‌من‌ نظر اليه...) ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر: «اللهم ‌ان‌ الناس اذا نظروا الهلال نظر بعضهم الى وجوه بعض، ‌و‌ يتبرك بعضهم ببعض، ‌و‌ انى نظرت الى اسمائك- ‌اى‌ سبحت ‌و‌ هللت ‌و‌ كبرت- ‌و‌ اسماء نبيك ‌و‌ وليك ‌و‌ اوليائك- ‌اى‌ صليت عليهم ‌و‌ سلمت- ‌و‌ الى كتابك» قرات بعض آياته (و اعصمنا فيه ‌من‌ الحوبه): الخطيئه  
 
(و اوزعنا) الهمنا (جنن): جمع جنه بضم الجيم بمعنى الستر ‌و‌ الوقايه (المنه): النعمه ‌و‌ الاحسان، ‌و‌ المنان: المنعم ‌و‌ المحسن.
 ‌و‌ بعد، فان الهدف الاول ‌من‌ دعاء الهلال ‌ان‌ لاتمضى علينا ساعه ‌من‌ ساعاته الا بخير، ‌و‌ ‌ان‌ نغتنم الفرصه للتفكير عما اجترحنا ‌من‌ سيئات، ‌و‌ ‌لا‌ نزداد فيه خسارا ‌و‌ اصرارا على الموبقات.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^