فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

عند ختم القرآن

عند ختم القرآن


 «1» اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً ، ‌و‌ جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ ، ‌و‌ فَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَهُ . «2» ‌و‌ فُرْقَاناً فَرَقْتَ ‌به‌ بَيْنَ حَلَالِكَ ‌و‌ حَرَامِكَ ، ‌و‌ قُرْآناً أَعْرَبْتَ ‌به‌ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ ‌و‌ كِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلًا ، ‌و‌ وَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُکَ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ تَنْزِيلاً . «3» ‌و‌ جَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي ‌من‌ ظُلَمِ الضَّلَالَةِ ‌و‌ الْجَهَالَةِ بِاتِّبَاعِهِ ، ‌و‌ شِفَاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهَمِ التَّصْدِيقِ إِلَى اسْتَِماعِهِ ، ‌و‌ مِيزَانَ قِسْطٍ ‌لا‌ يَحِيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ ، ‌و‌ نُورَ هُدًى ‌لا‌ يَطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ ، ‌و‌ عَلَمَ نَجَاةٍ ‌لا‌ يَضِلُّ ‌من‌ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ ‌من‌ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ . «4» اللَّهُمَّ فَإِذْ أَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلَى تِلَاوَتِهِ ، ‌و‌ سَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ ‌حق‌ رِعَايَتِهِ ، ‌و‌ يَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيمِ لُِمحْكَمِ آيَاتِهِ ، ‌و‌ يَفْزَعُ إِلَى الْإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ ، ‌و‌ مُوضَحَاتِ بَيِّنَاتِهِ . «5» اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ مُجْمَلًا ، ‌و‌ أَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلًا ، ‌و‌ وَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً ، ‌و‌ فَضَّلْتَنَا عَلَى ‌من‌ جَهِلَ عِلْمَهُ ، ‌و‌ قَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ ‌من‌ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ . «6» اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً ، ‌و‌ عَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ ‌و‌ فَضْلَهُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ ‌به‌ ، ‌و‌ عَلَى آلِهِ الْخُزَّانِ لَهُ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ‌من‌ عِنْدِكَ حَتَّى ‌لا‌ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ . «7» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ ، ‌و‌ يَأْوِي ‌من‌ الْمُتَشَابِهَاتِ إِلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ ، ‌و‌ يَسْكُنُ فِي ظِلِّ جَنَاحِهِ ، ‌و‌ يَهْتَدِي بِضَوْءِ صَبَاحِهِ ، ‌و‌ يَقْتَدِي بِتَبَلُّجِ إِسْفَارِهِ ، ‌و‌ يَسْتَصْبِحُ بِمِصْبَاحِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَلْتَمِسُ الْهُدَي فِي غَيْرِهِ . «8» اللَّهُمَّ ‌و‌ كَمَا نَصَبْتَ ‌به‌ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلَالَةِ عَلَيْكَ ، ‌و‌ أَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إِلَيْكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إِلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ ، ‌و‌ سُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إِلَى مَحَلِّ السَّلَامَةِ ، ‌و‌ سَبَباً نُجْزَى ‌به‌ النَّجَاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ ، ‌و‌ ذَرِيعَةً نَقْدَمُ بِهَا عَلَى نَعِيمِ دَارِ الْمُقَامَةِ . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ احْطُطْ بِالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الْأَوْزَارِ ، ‌و‌ هَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الْأَبْرَارِ ، ‌و‌ اقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ ‌به‌ آنَاءَ اللَّيْلِ ‌و‌ أَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا ‌من‌ كُلِّ دَنَسٍ بِتَطْهِيرِهِ ، ‌و‌ تَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَاؤُوا بِنُورِهِ ، ‌و‌ لَمْ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ . «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُرْآنَ لَنَا فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي مُونِساً ، ‌و‌ ‌من‌ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ‌و‌ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً ، ‌و‌ لِأَقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إِلَى الْمَعَاصِي حَابِساً ، ‌و‌ لِأَلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ ‌من‌ غَيْرِ ‌ما‌ آفَةٍ مُخْرِساً ، ‌و‌ لِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآْثَامِ زَاجِراً ، ‌و‌ لِمَا طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنَّا ‌من‌ تَصَفُّحِ الِاعْتِبَارِ نَاشِراً ، حَتَّى تُوصِلَ إِلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ ، ‌و‌ زَوَاجِرَ أَمْثَالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلَابَتِهَا عَنِ احْتَِمالِهِ . «11» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَدِمْ بِالْقُرْآنِ صَلَاحَ ظَاهِرِنَا ، ‌و‌ احْجُبْ ‌به‌ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا ، ‌و‌ اغْسِلْ ‌به‌ دَرَنَ قُلُوبِنَا ‌و‌ عَلَائِقَ أَوْزَارِنَا ، ‌و‌ اجْمَعْ ‌به‌ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا ، ‌و‌ أَرْوِ ‌به‌ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأَ هَوَاجِرِنَا ، ‌و‌ اكْسُنَا ‌به‌ حُلَلَ الْأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي نُشُورِنَا . «12» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا ‌من‌ عَدَمِ الْإِمْلَاقِ ، ‌و‌ سُقْ إِلَيْنَا ‌به‌ رَغَدَ الْعَيْشِ ‌و‌ خِصْبَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ ، ‌و‌ جَنِّبْنَا ‌به‌ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ ‌و‌ مَدَانِيَ الْأَخْلَاقِ ، ‌و‌ اعْصِمْنَا ‌به‌ ‌من‌ هُوَّةِ الْكُفْرِ ‌و‌ دَوَاعِي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُونَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إِلَى رِضْوَانِكَ ‌و‌ جِنَانِكَ قَائِداً ، ‌و‌ لَنَا فِي الدُّنْيَا عَنْ سُخْطِكَ ‌و‌ تَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائدا ، ‌و‌ لما عندک بتحليل حلاله ‌و‌ تحريم حرامه شاهدا . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ هَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ ، ‌و‌ جَهْدَ الْأَنِينِ ، ‌و‌ تَرَادُفَ الْحَشَارِجِ إِذَا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّرَاقِيَ ، ‌و‌ قِيلَ ‌من‌ رَاقٍ ‌و‌ تَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا ‌من‌ حُجُبِ الْغُيُوبِ ، ‌و‌ رَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ ، ‌و‌ دَافَ لَهَا ‌من‌ ذُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ ، ‌و‌ دَنَا مِنَّا إِلَى الآْخِرَةِ رَحِيلٌ ‌و‌ انْطِلَاقٌ ، ‌و‌ صَارَتِ الْأَعْمَالُ قَلَائِدَ فِي الْأَعْنَاقِ ، ‌و‌ كَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأْوَي إِلَي مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلَاقِ «14» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ بَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ الْبِلَى ، ‌و‌ طُولِ الْمُقَامَةِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى ، ‌و‌ اجْعَلِ الْقُبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا ، ‌و‌ افْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلَاحِدِنَا ، ‌و‌ ‌لا‌ تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثَامِنَا . «15» ‌و‌ ارْحَمْ بِالْقُرْآنِ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا ، ‌و‌ ثَبِّتْ ‌به‌ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الَْمجَازِ عَلَيْهَا زَلَلَ أَقْدَامِنَا ، ‌و‌ نَوِّرْ ‌به‌ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنَا ، ‌و‌ نَجِّنَا ‌به‌ ‌من‌ کُلِّ کَرْبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‌و‌ شَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ «16» ‌و‌ بَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ ‌و‌ النَّدَامَةِ ، ‌و‌ اجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلِ الْحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكَداً . «17» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ ، ‌و‌ صَدَعَ بِأَمْرِكَ ، ‌و‌ نَصَحَ لِعِبَادِكَ . «18» اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ‌و‌ عَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ الْنَّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً ، ‌و‌ أَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً ، ‌و‌ أَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً ، ‌و‌ أَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً . «19» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ ، ‌و‌ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ ، ‌و‌ ثَقِّلْ مِيزَانَهُ ، ‌و‌ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ ، ‌و‌ قَرِّبْ وَسِيلَتَهُ ، ‌و‌ بَيِّضْ وَجْهَهُ ، ‌و‌ أَتِمَّ نُورَهُ ، ‌و‌ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ «20» ‌و‌ أَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ ، ‌و‌ تَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ ‌و‌ خُذْ بِنَا مِنْهَاجَهُ ، ‌و‌ اسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا ‌من‌ أَهْلِ طَاعَتِهِ ، ‌و‌ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ ، ‌و‌ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ ، ‌و‌ اسْقِنَا بِكَأْسِهِ «21» ‌و‌ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، صَلَاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ ‌ما‌ يَأْمُلُ ‌من‌ خَيْرِكَ ‌و‌ فَضْلِكَ ‌و‌ كَرَامَتِكَ ، إِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ، ‌و‌ فَضْلٍ كَرِيمٍ . «22» اللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا َ بَلَّغَ ‌من‌ رِسَالَاتِكَ ، ‌و‌ أَدَّى ‌من‌ آيَاتِكَ ، ‌و‌ نَصَحَ لِعِبَادِكَ ، ‌و‌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ ، أَفْضَلَ ‌ما‌ جَزَيْتَ أَحَداً ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، ‌و‌ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ ، ‌و‌ السَّلَامُ عَلَيْهِ ‌و‌ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ‌و‌ رَحْمَةُ اللهِ ‌و‌ بَرَکَاتُهُ
 
(اللهم انك اعنتنى على ختم كتابك الذى انزلته نورا) يدعو الى الوحده الانسانيه جمعاء. بلا حدود ‌من‌ الارض، ‌و‌ ‌لا‌ قيود ‌من‌ الجنسيات ‌و‌ الطبقات ‌و‌ اللغات، ‌و‌ ‌لا‌ تباين ‌و‌ تعدد ‌فى‌ الدين ‌و‌ المذهب، بل ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ الامه ‌و‌ الدوله، فالناس كلهم سواء كاسنان المشط، ربهم واحد، ‌و‌ ابوهم واحد، ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ تراب، ‌و‌ الانسان الاكرم ‌و‌ الاعظم ‌من‌ ترك لاخيه الانسان شيئا جديدا ‌و‌ مفيدا. ‌و‌ هذا ‌هو‌ بالذات دين العقل ‌و‌ الفطره ‌و‌ الحياه الذى ‌به‌ يستدل على كل فكره ‌و‌ مبدا، ‌و‌ لايستدل عليه بغيره، لانه ‌من‌ المعطيات الاوليه التى اليها تنتهى الادله النظريه، ‌و‌ ‌من‌ ارتاب ‌فى‌ ‌ان‌ الاسلام ‌هو‌ دين العقل ‌و‌ الفطره، احلناه الى القرآن ‌و‌ ‌هو‌ بين يديه ‌و‌ يدى كل طالب ‌و‌ راغب. اقرا فقره الاسلام دين الجهاد ‌فى‌ الدعاء 14 ‌و‌ فقره ‌لا‌ هدف ‌من‌ الدين الا الانسان ‌فى‌ الدعاء 20 ‌و‌ فقره ‌كف‌ الاذى ‌فى‌ الدعاء 39.
 (و جعلته مهيمنا على كل كتاب) اقتباس ‌من‌ قوله تعال: «و انزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ‌من‌ الكتاب ‌و‌ مهيمنا عليه- 48 المائده» ‌اى‌ رقيبا يشهد بصحه الصحيح ‌و‌ تحريف المحرف (و فضلته على كل حديث قصصته) اقتباس من: «نحن نقص عليك احسن القصص- 3 يوسف» لان القرآن الكريم ‌هو‌ الكتاب الوحيد الذى وضع مخططا لحياه الناس ‌فى‌ كل عصر ‌و‌ مصر يخلصها ‌من‌ الجهل ‌و‌ الفساد ‌و‌ العبوديه ‌و‌ الاستبداد.
 
 شخصيه محمد
 
 قرات ‌فى‌ مجله العربى الكويتيه عدد 232 ص 23 نقلا عن سيره النبى لشبلى نعمانى: «الذين ظهروا قبل الرسول محمد (ص) بعامه كانوا نماذج لفضائل معينه- ‌و‌ على سبيل المثال- مدرسه المسيح كانت للتحمل ‌و‌ الصبر ‌و‌ السلام ‌و‌ التسامح ‌و‌ التواضع، ‌و‌ ‌لا‌ مكان فيها للصفات الرفيعه اللازمه للاداره ‌و‌ الحكم، بينما ‌لا‌ مجال فيما جاء عن نوح ‌و‌ موسى للتسامح العام. ‌و‌ ‌من‌ اجل ذلك دعت الحاجه الى قائد جديد ‌فى‌ كل مرحله ‌من‌ مراحل الانسانيه. هذا القائد يستطيع ‌ان‌ يرفع سيفه، ‌و‌ ‌ان‌ يعيش معتكفا ايضا، قائد يستطيع ‌ان‌ يمارس حياه الحاكم ‌و‌ الفاتح ‌و‌ التالى لاسماء الله الحسنى، يستطيع ‌ان‌ يعيش حياه الفقر بالرضا ‌و‌ حياه الغنى بالقلب الكريم، هذا الرسول الكامل بين الخالق ‌و‌ الكون، هذه الشخصيه المحيطه هى شخصيه محمد». اقرا ‌فى‌ الدعاء فقره طبيعه الدعوه ‌و‌ شخصيه الداعى.
 
(فرقانا فرقت ‌به‌ بين حلالك ‌و‌ حرامك) اقتباس ‌من‌ هذه الايه: «تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا- 1 الفرقان». ‌و‌ سمى القرآن فرقانا لفصله بين الحق ‌و‌ الباطل (و قرآنا اعربت فيه عن شرائع احكامك) الاسلام عقيده ‌و‌ شريعه، ‌و‌ اصل الاصول ‌فى‌ عقيدته التوحيد، ‌و‌ الاصل ‌و‌ الاساس ‌فى‌ شريعته العدل ‌و‌ المصلحه، ‌و‌ عليهما تبتنى احكام الله تحليلا ‌و‌ تحريما، فحيث يكون العدل ‌و‌ المصلحه يكون الحلال، ‌و‌ حيث يكون الظلم ‌و‌ المفسده يكون النهى ‌و‌ الحرام (و كتابا فصلته لعبادك تفصيلا) قال سبحانه: «كتاب احكمت آياته ثم فصلت ‌من‌ لدن حكيم خبير- 1 هود». ‌و‌ قلت ‌فى‌ التفسير الكاشف حول هذه الايه: المعنى ‌ان‌ القرآن الكريم واضح المعانى محكم النظم، ‌لا‌ نقص فيه ‌و‌ ‌لا‌ خلل، لانه ممن يقدر الامور، ‌و‌ يدبرها على اساس العلم ‌و‌ الحكمه. قال بعض العارفين: ‌ان‌ لله كتابين: واحد تكوينى ‌و‌ ‌هو‌ هذا الكون، ‌و‌ الاخر تدوينى ‌و‌ ‌هو‌ القرآن، ‌و‌ كل منهما محكم ‌من‌ جميع جهاته على اتم الوجوه ‌و‌ اكملها.
 
(و جعلته نورا نهتدى ‌من‌ ظلم الضلاله ‌و‌ الجهاله باتباعه) بالعمل بموجبه ‌لا‌ بمجرد التغنى ‌به‌ ‌و‌ الصياح بكلماته ‌من‌ مكبرات الصوت على الماذن ‌و‌ ‌فى‌ المحافل... ‌و‌ سمع رجل ‌من‌ اهل الله ‌و‌ العلم ‌به‌ ‌من‌ يجهر بقراءته فقال له: ‌ان‌ كنت تريد الله فاخفض صوتك، فان الله ليس باصم، ‌و‌ ‌ان‌ كنت تريد الناس فانهم لم يغنوا عنك شيئا. ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى: قال رسول الله (ص): سيجى ء بعدى اقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء ‌و‌ النوح ‌و‌ الرهبانيه، لايجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبه ‌و‌ قلوب ‌من‌ يعجبهم شانهم. ‌و‌ ‌فى‌ احياء العلوم عن النبى (ص): اقرا القرآن ‌ما‌ نهاك، فان لم ينهك فلست تقراه. اكثر منافقى هذه الامه قراوها. ‌و‌ عن الامام على (ع): ‌لا‌ خير ‌فى‌ عباده بلا فقه، ‌و‌ ‌لا‌ ‌فى‌ قراءه بلا تدبر.
 (و شفاء لمن انصت بفهم التصديق الى استماعه) القرآن دواء ‌و‌ شفاء ‌من‌ داء الكفر ‌و‌ النفاق ‌و‌ الجهل ‌و‌ الفساد ‌و‌ الضلال ‌و‌ الاحقاد، ‌و‌ ‌من‌ كل رذيله بشرط الاصغاء له ‌و‌ الاتعاظ ‌به‌ كما قال سبحانه: «و اذا قرى ء القرآن فاستمعوا له ‌و‌ انصتوا لعلكم ترحمون- 24 الاعراف... انما المومنون الذين اذا ذكر الله ‌و‌ جلت قلوبهم ‌و‌ اذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا ‌و‌ على ربهم يتوكلون- 2 الانفال» «انما» للحصر، ‌و‌ بها تدل هذه الايه ‌ان‌ ‌من‌ ذكر بالله ‌و‌ آياته فتجنبها دون ‌ان‌ يخشى فهو تماما كالذى عناه تعالى بقوله: «و يتجنبها الاشقى الذى يصلى النار الكبرى- 12 الاعلى»:
 
ميزان الاخره
 
 (و ميزان قسط لايحيف عن الحق لسانه...) القسط: العدل، ‌و‌ لايحيف: لايميل عن الحق، ‌و‌ المعنى بالقرآن تقاس جميع العقائد ‌و‌ الاراء ‌و‌ الاقوال ‌و‌ الافعال. ‌و‌ ‌من‌ جمله ‌ما‌ قاله الملا صدرا ‌فى‌ الاسفار: «ميزان الاخره ‌هو‌ القرآن الذى انزله المعلم الاول، ‌و‌ ‌هو‌ الله، على المعلم الثالث ‌و‌ ‌هو‌ الرسول (ص) بواسطه المعلم الثانى ‌و‌ ‌هو‌ جبريل، فباحكام القرآن يقاس علم الانسان ‌و‌ عقله ‌و‌ جميع اقواله ‌و‌ افعاله، ‌و‌ تعرف حسناته ‌من‌ سيئاته».
 
(اللهم فاذ افدتنا المعونه على تلاوته، ‌و‌ سهلت جواسى السنتنا بحسن عبارته) جواس السنتنا: حركات السنتنا، ‌و‌ العباره: البيان، ‌و‌ المعنى اعنت ‌يا‌ الهى ‌و‌ سهلت السبيل لان نتلو كتابك بالكامل، فاتمم انعامك هذا بالهدايه الى تدبيره ‌و‌ رعايته ‌و‌ العمل بموجبه ‌و‌ الا فمجرد التلاوه لاتحقق الهدف المطلوب.
 
 ‌من‌ يجيب عن كل سوال فهو مجنون
 
 (التسليم لمحكم آياته، ‌و‌ يفزع الى الاقرار بمتشابهاته) المحكم: الواضح الذى يمكن العلم بالمراد ‌من‌ ظاهره مثل ‌لا‌ اله الا الله، ‌و‌ المتشابه: المبهم الذى ‌لا‌ يمكن العلم بالمراد حيث ‌لا‌ ظاهر له مثل «الم» ‌و‌ يفزع: يلجا، ‌و‌ المعنى وفق عبادك المومنين الى التمييز بين الظاهر ‌و‌ المبهم ‌من‌ آيات القرآن كيلا يقتحموا الشبهات ‌و‌ يتعسفوا ‌فى‌ التاويل. قال الامام اميرالمومنين (ع): «ان الراسخين ‌فى‌ العلم ‌هم‌ الذين اغناهم عن اقتحام السدود المضروبه دون الغيوب الاقرار بجمله ‌ما‌ جهلوا تفسيره ‌من‌ الغيب المحجوب... ‌و‌ ‌ما‌ اكثر ‌ما‌ نجهل... سكت الله لكم عن اشياء، ‌و‌ لم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها». ‌و‌ قال الامام الصادق (ع): ‌من‌ اجاب عن كل ‌ما‌ يسال عنه فهو مجنون.
 
(اللهم انك انزلته على نبيك محمد صلى الله عليه ‌و‌ سلم ‌و‌ آله مجملا، ‌و‌ الهمته علم عجائبه مكملا) ‌فى‌ القرآن آيات، منها كاملات بينات اشار اليها الامام (ع) بقوله «مكملا» ‌اى‌ كامله البيان يعرف النبى (ص) المراد منها دون الرجوع الى الله سبحانه ‌فى‌ تفسيرها كايه تحريم الزواج بالاقارب 23 النساء ‌و‌ آيه تحريم الميته ‌و‌ الدم ‌و‌ الخنزير... 3 المائده، ‌و‌ بعض آيات القرآن رموز ‌و‌ اشارات ‌لا‌ يعرف النبى (ص) معانيها بالتفصيل الاببيان ثان ‌من‌ الله تعالى، ‌و‌ اشار اليها الامام بقوله «مجملا» مثل «و اقيموا الصلاه ‌و‌ آتوا الزكاه 110 البقره» فان الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ بين لنبيه الكريم كيفيه الصلاه ‌و‌ مقدار الزكاه بوحى ثان، ‌و‌ ‌هو‌ ‌ما‌ يعبر عنه بالسنه النبويه، اما غرائب القرآن الكريم و عجائبه التى اشار اليها الامام (ع) فتشمل ‌و‌ تعم كل ‌ما‌ فيه، لانه معجزه المعاجز ‌من‌ الفه الى يائه.
 (و ورثتنا علمه مفسرا) كل علوم القرآن الكريم ‌و‌ الرسول العظيم هى عند الائمه الاطهار ‌من‌ اهل بيته بنص الحديث المتواتر المعروف بحديث الثقلين حيث جعلهم عدلا للقرآن الذى فيه تبيان كل شى ء، ‌و‌ قد جاء هذا الحديث ‌فى‌ اربعين كتابا ‌او‌ اكثر ‌من‌ كتب السنه، ‌و‌ قد تتبعها الشيخ قوام الدين الوشنوى، ‌و‌ سجل اسماءها مع النص ‌فى‌ رساله خاصه بعنوان «حديث الثقلين» ‌و‌ سبقت الاشاره الى ذلك ‌فى‌ شرح الدعاء 24.
 (و فضلتنا على ‌من‌ جهل علمه) كل اهل السماء ‌و‌ الارض يفضلون العلم على الجهل بالطبع ‌و‌ الفطره، ‌و‌ هل ‌من‌ احد يوازن بينهما؟ اللهم الا ‌من‌ يتخطب ‌فى‌ ظلمات الحقد ‌و‌ التعصب الموروث (و قويتنا عليه) ‌اى‌ على فهمه ‌و‌ العلم باسراره ‌و‌ اهدافه تماما كما ‌هو‌ ‌فى‌ علم الله ‌و‌ رسول الله، ‌و‌ ايضا قواهم سبحانه على العمل بجميع احكامه ‌و‌ آدابه (لترفعنا فوق ‌من‌ لم يطق حمله) يشير بهذا الى الذين يمتطون الدين الى الدنيا، ‌و‌ ‌ما‌ اكثرهم ‌فى‌ كل عصر، بخاصه ‌فى‌ العصر الراهن، ‌و‌ السر التضخم الهائل ‌فى‌ اموال النفط. ‌و‌ ‌فى‌ روايه عن الامام الصادق (ع): ‌فى‌ جهنم رحى تطحن العلماء الفجره ‌و‌ القراء الفسقه.
 
(اللهم فكما جعلت قلوبنا...) اوعيه لكتابك، ‌و‌ خزنه لعلمك (فصل على محمد الخطيب به...): البشير النذير بالقرآن (و اجعلنا ممن يعترف بانه ‌من‌ عندك...) ‌و‌ قد تسال: ‌ان‌ قول الامام (ع) اولا: «جعلت قلوبنا له حمله» معناه الاعتراف بان القرآن ‌من‌ عند الله، فكيف قال بعده: «اجعلنا ‌من‌ يعترف بانه ‌من‌ عندك»؟ اليس هذا تحصيلا للحاصل تماما كقول القائل: اجعل الماء ماء؟
 الجواب المراد بالاعتراف الثانى البقاء ‌و‌ الاستمرار على الايمان ‌و‌ اليقين ‌به‌ كقوله تعالى: «و انى لغفار لمن تاب ‌و‌ آمن- 82 طه ‌اى‌ بقى ‌و‌ استمر على ايمانه ‌و‌ توبته حيث ‌لا‌ توبه بلا ايمان.
 
(و اجعلنا ممن يعتصم بحبله): ‌من‌ المهتدين بنوره (و ياوى ‌من‌ المتشابهات...) اذا عرضت له معضله ‌و‌ مشكله بحث عن حلها ‌فى‌ نصوص القرآن فان اهتدى الى الحل فذاك ‌و‌ الا فاحجم ‌و‌ فوض الامر اليه تعالى (و ‌لا‌ يلتمس الهدى ‌فى‌ غيره) قال الرسول الاعظم (ص): «من ابتغى الهدى ‌فى‌ غير القرآن اضله الله» ‌و‌ ‌من‌ يضلل الله فماله ‌من‌ هاد.
 
(اللهم ‌و‌ كما نصبت ‌به‌ محمدا علما للدلاله عليك) الضمير ‌فى‌ «به» للقرآن ‌و‌ نصبت اقمت ‌و‌ ارسلت، ‌و‌ المعنى ارسل سبحانه محمدا الى عباده ‌و‌ عياله برساله ترشد الخلق الى الحق، ‌و‌ تكرم كل انسان، ‌و‌ تصونه ‌من‌ العنف ‌و‌ الجور ‌و‌ الجهل ‌و‌ الفقر، ‌و‌ توفر له حياه فاضله ‌و‌ كريمه (و انهجت باله سبل الرضا اليك) انهجت: اوضحت، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ الائمه ‌من‌ العتره الطاهره امتداد لجدهم الرسول (ص) ‌فى‌ هدايه الخلق الى الحق، ‌و‌ السبيل الى رضوانه تعالى ‌و‌ جنانه (و اجعل القرآن وسيله لنا الى اشرف منازل الكرامه...) ‌و‌ فقنا الى العمل بالقرآن لنحظى لديك بالسلامه ‌و‌ الكرامه، ‌و‌ هذا ‌من‌ الامام (ع) اصدق شاهد على ‌ان‌ اهل البيت (ع) لايتوسلون الى الله سبحانه بالانساب، ‌و‌ لايدعون التفوق على الناس، لانهم شعب الله المختار، كيف؟ ‌و‌ ‌هم‌ يروون عن جدهم (ص): كلكم لادم، ‌و‌ آدم ‌من‌ تراب، ‌و‌ يقراون قوله تعالى: «ان اكرمكم عند الله اتقاكم» ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الباقر (ع): «و الله ‌ما‌ معنا ‌من‌ الله براءه، ‌و‌ ‌لا‌ بيننا ‌و‌ بين الله قرابه، ‌و‌ ‌لا‌ لنا على الله حجه، ‌و‌ ‌لا‌ نتقرب اليه الا بالطاعه» ‌و‌ بالعلم ‌و‌ العمل اصبحوا خلفاء الله ‌فى‌ ارضه ‌و‌ حجته على عباده.
 
(اللهم احطط بالقرآن عنا ثقل الاوزار) اهدنا الى العمل بالقرآن ‌و‌ احكامه هدايه تطهرنا ‌من‌ الذنوب الماضيه، ‌و‌ تعصمنا ‌من‌ الذنوب الاتيه (و هب لنا شمائل الابرار...) الحقنا بعبادك الصالحين الذين يقيمون الصلاه طرفى النهار ‌و‌ آناء ‌من‌ الليل (حتى تطهرنا ‌من‌ كل دنس بتطهيره) الدنس: الذنب، ‌و‌ المعنى مدنا ‌يا‌ الهى بالعون ‌و‌ التوفيق الى العمل بالقرآن لتكون نفوسنا تقيه نقيه ‌من‌ كل ‌ما‌ يشينها ‌و‌ يدنسها (و تقفو بنا آثار...) اجعلنا ‌من‌ التابعين باحسان للعاملين بالقرآن (و لم يلههم الامل عن العمل...) ‌لا‌ تخدعهم حلاوه الدنيا عن نعيم الاخره، بل يعملون لهذه ‌و‌ تلك ‌لا‌ باعتبار انهما مختلفتين منفصلتين، بل لان العمل الصالح النافع ‌هو‌ الوسيله الى خير الاخره. ‌و‌ كررنا فيما سبق ‌ان‌ دنيا الحلال دعامه مجد ‌و‌ ‌عز‌ للدين بشهاده سيد المرسلين حيث قال: المومن القوى خير ‌من‌ المومن الضعيف، ‌و‌ اليد العليا خير ‌من‌ اليد السفلى.
 
(و اجعل القرآن لنا ‌فى‌ ظلم الليل مونسا) لحديث الليل متعه ‌و‌ نكهه. ‌و‌ هناك كتب ‌فى‌ اللغه الاجنبيه، تحمل اسم حديث الليل، قرات عنها، ‌و‌ ‌ما‌ قراتها لان ثقافتى عربيه بحت، ‌و‌ اذا حرمت ‌من‌ لغه الاجانب فانى قرات العديد ‌من‌ المترجمات عن لغات شتى ‌و‌ ‌فى‌ مواضيع مختلفه... ‌و‌ اذا كان حديث الليل مع الحبيب فهناك الفردوس ‌و‌ النشوه، ‌و‌ حديث القرآن ‌فى‌ كل ‌آن‌ احب الاحاديث لدى الذين يحبون ‌فى‌ الله ‌و‌ ‌من‌ اجله يكرهون، فكيف اذا كان حديث القرآن ‌فى‌ غسق الليل ‌و‌ سكونه؟.
 (و ‌من‌ نزغات الشيطان...): احابيله ‌و‌ اباطيله، قال سبحانه: «و اما ينزغنك ‌من‌ الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم- 200 الاعراف» ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن اميرالمومنين (ع): «البيت الذى يقرا فيه القرآن تهجره الشيطان» ‌و‌ عن الامام الصادق (ع) يعجبنى ‌ان‌ يكون ‌فى‌ البيت مصحف (و لاقدامنا عن نقلها الى المعاصى حابسا) قال سبحانه: «يوم تشهد عليهم السنتهم ‌و‌ ايديهم ‌و‌ ارجلهم بما كانوا يعملون- 24 النور». ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «من مشى على الارض اختيالا لعنته الارض ‌من‌ تحته ‌و‌ السماء ‌من‌ فوقه» فكيف بمن سعى ‌فى‌ الارض الفساد؟.
 (و لما طوت الغفله عنا ‌من‌ تصفح ناشرا) طوى الحديث: كتمه، ‌و‌ تصفح الشى ء: نظره بتامل ‌و‌ امعان، ‌و‌ المعنى اجعل القرآن لنا عاصما ‌من‌ سنه الغفله كى ننظر الى الدنيا ‌و‌ زينتها باعين تبصر ‌و‌ تعتبر، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «القرآن هدى ‌من‌ الضلاله، ‌و‌ تبيان ‌من‌ العمى، ‌و‌ استقاله ‌من‌ العثره، ‌و‌ نور ‌من‌ الظلمه، ‌و‌ ضياء ‌من‌ الاحداث، ‌و‌ عصمه ‌من‌ الهلكه، ‌و‌ رشد ‌من‌ الغوايه، ‌و‌ بيان ‌من‌ الفتن، ‌و‌ بلاغ ‌من‌ الدنيا الى الاخره، فيه كمال دينكم، ‌و‌ ‌ما‌ عدل احد عن القرآن الا الى النار».
 
 القرآن ‌و‌ الزمان
 
 (حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه) ‌و‌ روى صاحب الكافى ‌ان‌ الامام السجاد (ع) صاحب هذا الدعاء قال: «آيات القرآن خزائن، فكلما فتحت خزانه ينبغى ‌ان‌ تنظر فيها» قال الامام (ع) هذا منذ 13 قرنا ‌او‌ تزيد، ‌و‌ معناه ‌ان‌ مضامين القرآن تزداد وضوحا بالامعان ‌و‌ التدبر ‌و‌ بالفهم ‌و‌ العلم، ‌و‌ هذا ‌ما‌ حدث بالفعل حيث كشف العلم الحديث عن حقائق ‌و‌ اسرار، لها اصول ‌و‌ جذور ‌فى‌ القرآن الكريم، ‌و‌ فيما قرات: «ان القرون القادمه ستوضح معانى كلمات الله للبشر اكثر فاكثر.»
 (و زواجر امثاله) ‌فى‌ القرآن امثال ضربها الله سبحانه، تزجر عن الموبقات ‌و‌ المحرمات، ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: القرآن آمر زاجر. ‌اى‌ يامر بالخير ‌و‌ الصلاح، ‌و‌ يزجر عن الشر ‌و‌ الفساد (ضعفت الجبال الراوسى عن حمله) الانسان ‌هو‌ الذى يتحمل المسووليه عن التكليف، لان الله سبحانه منحه العقل ‌و‌ الحريه ‌و‌ الاراده ‌و‌ القدره على التنفيذ، ‌و‌ ‌لا‌ شى ء ‌من‌ ذلك ‌فى‌ الجبال ‌كى‌ تكلف ‌و‌ تحاسب ‌و‌ تسال، ‌و‌ عليه يكون ضعف الجبال هنا كنايه عن عدم تكليفها ‌من‌ الاساس، ‌و‌ ‌ان‌ المسوول عن التكليف ‌و‌ امانه الله سبحانه ‌هو‌ الانسان، ‌و‌ يجب ‌ان‌ يحرص كل الحرص على الطاعه ‌و‌ التنفيذ. انظر ‌ما‌ قلناه ‌فى‌ التفسير المبين حول الايه 72 ‌من‌ الاحزاب.
 
(و ادم بالقرآن صلاح ظاهرنا، ‌و‌ احجب ‌به‌ خطرات الوساوس...) اجعلنا بالقرآن ‌من‌ الذين استقاموا على الطريقه المثلى ‌فى‌ المظهر ‌و‌ المخبر، ‌و‌ تقدم بالمحتوى ‌و‌ المضمون ‌هو‌ ‌و‌ كل ‌او‌ ‌جل‌ البقيه الباقيه ‌من‌ هذا الفصل، ‌و‌ ‌لا‌ جدوى ‌من‌ طول الشرح، اجل قد نقف هنيهه حول بعض الكلمات، ‌ان‌ ‌يك‌ ‌فى‌ الوقوف شى ء ‌من‌ الفائده.
 
 خطرات الوساوس
 
 الوساوس: جمع وسواس، ‌و‌ ‌هو‌ حديث النفس الذى يمر بالفكر ‌من‌ حين الى حين، ‌و‌ ‌لا‌ مفر منه لكبير ‌او‌ صغير، ‌و‌ لكن العاقل يمضى ‌فى‌ سبيله كان لم يكن شى ء، اما الانسان الخرافى فيندفع وراءه، ‌و‌ يبنى الدور ‌و‌ القصور ‌فى‌ الهواء ‌من‌ زبد الماء، ‌و‌ هذى هى الرعونه بالذات، ‌و‌ مثله تماما ‌من‌ يفقد الصبر، ‌و‌ يهيج لاتفه الاسباب... ‌ان‌ التمييز بين الوهم ‌و‌ الواقع ‌هو‌ الحجر الاساس لبناء شخصيه قويه تواجه الاحداث ‌و‌ المشكلات باعصاب بارده راكده، ‌و‌ تعالجها بالحكمه، ‌و‌ تنجو منها بسلام.
 (و اغسل درن قلوبنا ‌و‌ علائق اوزارنا) درن القلوب: اللوم ‌و‌ الحقد ‌و‌ ‌ما‌ اشبه، ‌و‌ العلائق: الصلات ‌و‌ العلاقات، ‌و‌ الاوزار: الذنوب، ‌و‌ المعنى طهرنا بالقرآن ‌من‌ المعاصى ‌و‌ الرذائل ‌و‌ كل ‌ما‌ يتصل بها ‌من‌ قريب ‌او‌ بعيد (و اجمع منتشر امورنا) انتشار الامور: تمزق الطاقات ‌و‌ القوى، ‌و‌ المعنى اجمع شملنا، ‌و‌ وحد قوانا (وارو ‌به‌ ‌فى‌ موقف العرض عليك ظما ‌هو‌ اجرنا) ارو: اسق، ‌و‌ موقف العرض: الوقوف بين يدى الله لنقاش الحساب، ‌و‌ الظما: العطش، ‌و‌ الهواجر: جمع الهاجره بمعنى شده الحر (و اكسنا ‌به‌ حلل...) اعذنا ‌من‌ عذاب السعير يوم القيامه ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 25 ‌و‌ غيره.
 
(و اجبر خلتنا ‌من‌ عدم الاملاق) خلتنا بفتح الخاء: حاجتنا، ‌و‌ الاملاق: الفقر، ‌و‌ «من» بيانيه، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ الحاجه التى نطلبها منك ‌يا‌ الله هى عدم الفقر، ‌و‌ تقدم مرات ‌و‌ مرات (و سق الينا رغد العيش) الرغد: السعه، ‌و‌ العطف للتكرار، ‌و‌ مثله ‌ما‌ بعده (الضرائب): جمع ضريبه، ‌و‌ هى الطبيعه ‌و‌ السجيه (و مدانى الاخلاق) اسافلها ‌و‌ رذائلها.
 
(و اعصمنا ‌به‌ ‌من‌ هوه الكفر ‌و‌ دواعى النفاق...) الهوه: الحفره، ‌و‌ الدواعى: البواعث، ‌و‌ كل ‌من‌ يعمل بكتاب الله فهو ‌فى‌ حصن حصين. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 17، ‌و‌ ايضا ‌فى‌ هذا الدعاء بلحفظ الحبس عن المعاصى ‌و‌ الخوض بالباطل (و لما عندك بتحليل حلاله ‌و‌ تحريم حرامه شاهدا) ‌فى‌ الحديث: ‌ان‌ القرآن يشهد بالخير لمن عمل به، ‌و‌ بالشر على ‌من‌ حرف ‌و‌ خالف  
 
(كرب السياق) الكرب: الشده ‌و‌ المشقه، ‌و‌ السياق: نزع الروح ‌من‌ البدن (و ترادف الحشارج): جمع حشرجه بمعنى تردد النفس عند الموت (و التراقى): جمع ترقوه، ‌و‌ هى عظمه ‌فى‌ اعلى الصدر بين العاتق ‌و‌ ثغره النحر، قال سبحانه: «كلا اذا بلغت التراقى ‌و‌ قيل ‌من‌ راق- 27 القيامه» اى هل ‌من‌ راق يرقيه ‌او‌ طبيب يداويه (وداف) يقال: داف الدواء بالماء اذا خلطه ‌به‌ (ذعاف الموت) ‌اى‌ سمه القاتل لساعته (رحيل ‌و‌ انطلاق) رحيل ‌من‌ فضاء الارض الى زنزانه مظلمه، طولها ست اقدام بعرض قدمين ‌و‌ نصف (و صارت الاعمال قلائد ‌فى‌ الاعناق) كل امرى ء بما كسب رهين- 21 الطور. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 40.
 ‌و‌ بعد، فلا احد اجهل ‌و‌ اشقى ممن يعيش كما يحلو له بلا حدود ‌و‌ قيود، ‌و‌ ‌لا‌ يرى الا قضاء ‌و‌ طره، غير مكترث بعاقبه ‌و‌ مال! ‌و‌ لو لم يكن ‌من‌ شى ء الا الموت الذى يعم الخلائق بالكامل- لكفى ‌به‌ واعظا ‌و‌ مخوفا. ‌و‌ الخوف يبعث العاقل على التحفظ ‌و‌ الاحتراز.
 
(و بارك لنا ‌فى‌ حلول دار البلى) ‌و‌ هى الزنزانه التى اشرنا اليها قبل لحظه، ‌و‌ المراد بالبركه الاحساس بالكرامه ‌لا‌ بالمهانه التى يحسها ‌و‌ يعانى منها السجناء ‌فى‌ دار الحياه. ‌و‌ ‌فى‌ الايه 29 المومنون: «و ‌قل‌ ربى انزلنى منزلا مباركا ‌و‌ انت خير المنزلين» حيث يثيب ‌و‌ يكرم سبحانه الذين ينزلهم ‌فى‌ داره ‌و‌ جواره بالخيرات ‌و‌ المسرات (و طول المقامه بين اطباق الثرى) اطباق: جمع طبق ‌اى‌ الغطاء، ‌و‌ الثرى: التراب، ‌و‌ المعنى ندفن بعد الموت ‌فى‌ حفره تنقطع ‌فى‌ ظلمتها آثارنا ‌و‌ تغيب اخبارنا، ‌و‌ ‌من‌ فوقنا يعلو التراب المتراكم، ‌و‌ نبقى ‌فى‌ هذا الظلام الابهم الى قيام الساعه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 3.
 (و اجعل القبور...) ‌فى‌ الحديث: «القبر روضه ‌من‌ رياض الجنه ‌او‌ حفره ‌من‌ حفر النار». «و لكل درجات مما عملوا- 132 الانعام» ابدا ‌لا‌ خوف على البرى ء السليم ‌من‌ الاثام ‌و‌ ‌ان‌ كان تحت الثرى، ‌و‌ انما الخوف كل الخوف على ‌من‌ خان ‌و‌ اعتدى، ‌و‌ ‌ان‌ تحصن بالالوف ‌و‌ السيوف (و لاتفضحنا ‌فى‌ حاضرى القيامه بموبقات آثامنا) كل الناس يحضرون ‌و‌ يشهدون القيامه، ‌و‌ موبقات الاثام: الذنوب المهلكه، ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر: نعوذ بك اللهم ‌من‌ الذنوب التى تنزل البلاء، ‌و‌ تقطع الرجاء، ‌و‌ تورث الشقاء. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 30 ‌و‌ غيره  
 
(و ارحم ‌فى‌ موقف العرض...) بين يديك لنقاش الحساب ‌من‌ استسلم لعزتك، ‌و‌ افتقر الى جودك ‌و‌ فضلك. ‌و‌ تقدم قبل قليل ‌فى‌ هذا الدعاء 12 ‌و‌ غيره (و ثبت ‌به‌ عند اضطراب جسر جهنم...) ‌اى‌ ثبتنا على صراط القرآن الذى ‌من‌ استقام عليه فالى الجنه ‌و‌ ‌من‌ زل ‌و‌ مال عنه فالى النار.
 
(اهوال يوم الطامه): الداهيه، ‌و‌ المراد بها هنا القيامه، قال سبحانه: «فاذا جاءت الطامه الكبرى يومئذ يتذكر الانسان ‌ما‌ سعى- 34 المنازعات» ‌و‌ قالوا: ‌ما‌ ‌من‌ طامه الا وفوقها طامه، ‌و‌ القيامه فوق كل طامه  
 
(و بيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمه) بياض الوجه هنا كنايه عن الفرح بالنعيم، ‌و‌ سواده عن الحزن الاليم بالجحيم، اما الظالمون فلهم الوان ‌من‌ التنيكل ‌و‌ العذاب الاليم.
 
 موده ‌آل‌ الرسول
 
 (و اجعل لنا- نحن اهل البيت- ‌فى‌ صدور المومنين ودا) ‌فى‌ الجزء الاول ‌من‌ كتاب فضائل الخمسه ‌من‌ الصحاح السته للفيروز آبادى ‌ان‌ الايه 23 ‌من‌ الشورى: «قل ‌لا‌ اسلكم عليه اجرا الا الموده ‌فى‌ القربى» نزلت ‌فى‌ قربى الرسول (ص) نقلا عن تفسير ابن جرير الطبرى ج 25 ص 16 ‌و‌ 17 الطبع بالقاهره سنه 1357 ه. ‌و‌ عن كتاب حليه الاولياء لابى نعيم الاصفهانى ج 3 ص 301 الطبع بالقاهره سنه 1351 ه، ‌و‌ عن تفسير الدر المنثور للسيوطى الطبع سنه 1314 ه، ‌و‌ عن مستدرك الصحيحين النيسابورى ‌و‌ اسد الغايه لابن الاثير ‌و‌ ذخائر العقبى لمحب الدين الطبرى ‌و‌ الصواعق المحرقه لابن حجر، ‌و‌ كشاف الزمخشرى.
 ‌و‌ ايضا ‌فى‌ كتاب الفيروز آبادى ‌ان‌ الايه 96 مريم: «ان الذين آمنوا ‌و‌ عملوا الصالحات سيجعل الرحمن لهم ودا» نزلت ‌فى‌ ‌آل‌ الرسول (ص) نقلا عن كشاف الزمخشرى ‌و‌ تفسير الدر المنثور ‌و‌ الرياض النضره، كل ذلك مع رقم الجزء ‌و‌ الصفحه، ‌و‌ ذكر تاريخ الطبع ‌فى‌ آخر الجزء الثالث.
 
فى اصول الكافى عن رسول الله (ص): «اجعلونى ‌فى‌ اول الدعاء، ‌و‌ ‌فى‌ آخره، ‌و‌ ‌فى‌ وسطه» ‌و‌ ايضا فيه عن الامام الصادق (ع): «من كانت له حاجه الى الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ فليبدا بالصلاه على محمد ‌و‌ آله، ثم يسال حاجته، ثم يختم بالصلاه على محمد ‌و‌ آله، فان الله سبحانه اكرم ‌من‌ ‌ان‌ يقبل الطرفين، ‌و‌ يدع الوسط» ‌و‌ مثله ‌فى‌ نهج البلاغه. ‌و‌ كل صلاه على محمد دون آله فهى بتراء ‌لا‌ وزن لها ‌و‌ ‌لا‌ اثر. فقد روى البخارى ‌و‌ مسلم ‌ان‌ الصحابه سالوا النبى (ص): كيف نصلى عليك؟ فاجاب قولوا: اللهم صل على محمد ‌و‌ على آله محمد... ‌و‌ ‌من‌ هنا تكررت الصلوات عليه ‌و‌ عليهم ‌فى‌ ادعيه اهل العصمه. ‌و‌ الفصل الثانى ‌من‌ الصحيفه السجاديه يختص بالصلاه عليه ‌و‌ على آله، كما سبق.
 ‌و‌ ايضا اشتهر عن النبى (ص): «لايومن احدكم حتى اكون احب اليه ‌من‌ ولده ‌و‌ والده ‌و‌ الناس اجمعين» ذلك بان حب محمد (ص) ‌هو‌ حب لله ‌و‌ للانسان، ‌و‌ ايمان بنداء العقل ‌و‌ الحريه ‌و‌ العدل، ‌و‌ ‌لا‌ احد يبغض محمدا الا ‌من‌ كان على سنه ابى جهل.
 ‌و‌ بعد، فان ‌ما‌ ختم ‌به‌ الامام (ع) هذا الفصل ‌من‌ الصلوات على جده الرسول (ص) ‌هو‌ تكرار لما جاء ‌فى‌ الفصل الثانى ‌و‌ غيره ‌من‌ فصول الصحيفه، هذا الى ‌ان‌ المراد ‌من‌ هذه الصلوات على محمد (ص) واضح يفهمه الامى ‌و‌ المتعلم على السواء ‌و‌ لمجرد اليمن ‌و‌ التبرك نشير الى بعض الكلمات.
 (و صدع بامرك) بلغه وجهر ‌به‌ (و نصح لعبادك) ‌و‌ تحمل الصعاب ‌فى‌ هذه السبيل  
 
(اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه ‌و‌ على آله اقرب النبيين...) هذا بيان لمقام الرسول الاعظم عند الله سبحانه، باسلوب الدعاء ‌و‌ الرجاء، ‌و‌ ايضا فيه اشاره الى انه ‌ما‌ ‌من‌ احد يستحق على الله اجرا بالحتم حتى محمد (ص) الا ‌من‌ باب الرحمه التى كتبها سبحانه على نفسه علما بان رحمته لايكتبها لاحد الا بموجب حكمته  
 
(و شرف بنيانه) ارفع شانه فوق كل شان. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: اللهم اعل على بناء البانين بناءه (و عظم برهانه) باظهاره على كل حجه ‌و‌ دليل (و ثقل ميزانه) بالحسنات (و قرب وسيلته) قرب منك منزلته، ‌و‌ حقق رغبته  
 
(و احينا على سنته...) ثبتنا على الاسلام، ‌و‌ لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا
 
(اللهم صل عل محمد صلاه تبلغه بها...) ‌ما‌ يحب ‌و‌ يرضى ‌و‌ ايضا صل عليه ‌و‌ على آله بعد ‌ان‌ يرضى صلاه تنمو ‌و‌ تعلو ببقائك ‌و‌ دوامك.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^