عند البرق و الرعد
«1» اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَيْنِ آيَتَانِ من آيَاتِكَ ، و هَذَيْنِ عَوْنَانِ من أَعْوَانِكَ ، يَبْتَدِرَانِ طَاعَتَكَ بِرَحْمَةٍ نَافِعَةٍ أَوْ نَقِمَةٍ ضَارَّةٍ ، فَلَا تُمْطِرْنَا بِهِمَا مَطَرَ السَّوْءِ ، و لا تُلْبِسْنَا بِهِمَا لِبَاسَ الْبَلَاءِ . «2» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و أَنْزِلْ عَلَيْنَا نَفْعَ هَذِهِ السَّحَائِبِ و بَرَكَتَهَا ، و اصْرِفْ عَنَّا أَذَاهَا و مَضَرَّتَهَا ، و لا تُصِبْنَا فِيهَا بِآفَةٍ ، و لا تُرْسِلْ عَلَي مَعَايِشِنَا عَاهَةً . «3» اللَّهُمَّ و إِنْ كُنْتَ بَعَثْتَهَا نِقْمَةً و أَرْسَلْتَهَا سَخْطَةً فانا نَسْتَجِيرُكَ من غَضَبِكَ ، و نَبْتَهِلُ إِلَيْكَ فِي سُؤَالِ عَفْوِكَ ، فَمِلْ بِالْغَضَبِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، و أَدِرْ رَحَى نَقِمَتِکَ عَلَي الْمُلْحِدِينَ . «4» اللَّهُمَّ أَذْهِبْ مَحْلَ بِلَادِنَا بِسُقْيَاكَ ، و أَخْرِجْ وَحَرَ صُدُورِنَا بِرِزْقِكَ ، و لا تَشْغَلْنَا عَنْكَ بِغَيْرِكَ ، و لا تَقْطَعْ عَنْ كَافَّتِنَا مَادَّةَ بِرِّكَ ، فَإِنَّ الْغَنِيَّ من أَغْنَيْتَ ، و إِنَّ السَّالِمَ من وَقَيْتَ «5» ما عِنْدَ أَحَدٍ دُونَكَ دِفَاعٌ ، و لا بِأَحَدٍ عَنْ سَطْوَتِكَ امْتِنَاعٌ ، تَحْكُمُ بِمَا شِئْتَ عَلَى من شِئْتَ ، و تَقْضِي بِمَا أَرَدْتَ فِيمَنْ أَرَدْتَ «6» فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما وَقَيْتَنَا من الْبَلَاءِ ، و لَكَ الشُّكْرُ عَلَى ما خَوَّلْتَنَا من النَّعْمَاءِ ، حَمْداً يُخَلِّفُ حَمْدَ الْحَامِدِينَ وَرَاءَهُ ، حَمْداً يَمْلَأُ أَرْضَهُ و سَمَاءَهُ «7» إِنَّكَ الْمَنَّانُ بِجَسِيمِ الْمِنَنِ ، الْوَهَّابُ لِعَظِيمِ النِّعَمِ ، الْقَابِلُ يَسِيرَ الْحَمْدِ ، الشَّاكِرُ قَلِيلَ الشُّكْرِ ، الُْمحْسِنُ الُْمجْمِلُ ذُو الطَّوْلِ ، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِلَيْكَ الْمَصِيرُ
(اللهم ان هذين آيتان من آياتك) هذين: اشاره الى البرق و الرعد، و آيتان: علامتان قال سبحانه: «و من آياته يريكم البرق خوفا و طمعا- 24 الروم... او كصيب من السماء فيه ظلمات و رعد و برق- 19 البقره» (و هذين عونان من اعوانك) و ليس المراد بالعون هنا المعونه و المساعده، لانه تعالى يوجد ما يريد بكلمته و مشيئته و كفى بل المراد بالعون مجرد الطاعه فى تاديه البشاره بالرحمه او الانذار بالنقمه كما قال الامام (ع): (يبتدران): يسارعان الى (طاعتك برحمه نافعه او نقمه ضاره) الرحمه: الغيث، و النقمه: الصاعقه و ما اشبه، و قول الامام هذا اقتباس من آيه الروم السابقه.
(فلاتمطرنا مطر السوء) كالسيول المغرقه و الصواعق المحرقه (و لاتلبسنا بهما لباس البلاء) لايكن الرعد و البرق انذارا لنا بالطمر و الغمر فى الاسواء و الادواء
(و انزل علينا نفع هذه السحائب...) كل ذلك و اكثر منه تقدم فى دعاء الاستسقاء رقم 19
(و ان كنت بعثتها...) ان تك السحاب و برقها و رعدها للوعيد و الانذار بالشر و العذاب فرحماتك يا رب الارباب... ان تسمع شكوانا، و لاتخيب املنا و رجانا، و اصرف عذابك عنا الى العصاه الجاحدين بالحق و العدل، و المشركين الذين عبدوا الاموال من دونك، و اثاروا من اجلها الحروب و القتال، و انتهكوا الحرمات، و افسدوا طعم الحياه.
و ما من شك ان الله يستجيب الدعاء بشرطه و قيوده، قال سبحانه: «ادعونى استجب لكم- 60 غافر... و نوحا اذا نادى من قبل فاستجبنا له- 76 الانبياء... فلولا ان كان من المسبحين للبث فى بطنه الى يوم يبعثون- 14 الصافات»... الى غير ذلك. انظر الدعاء 20 فقره- ضع مع الدعاء شيئا من القطران.
(اللهم اذهب محل بلادنا بسقياك) «و ترى الارض هامده فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و انبتت من كل زوج بهيج- 5 الحج» و تقدم فى الدعاء 19 (و اخرج و حر صدورنا برزقك، و لاتشغلنا عنك بغيرك...) الوحر: الغيظ، و المعنى ارزقنا من العيش الكفايه كيلا تنصرف عنك نفوسنا، و تمتلى ء بالغيظ، و تشتعل بالحسد لمن اقننى و استغنى. و تقدم فى الدعاء 20 و غيره (و لاتقطع عن كافتنا ماده برك...) كافتنا: جميعنا، و ماده برك: دوام خيرك، و المعنى اجعل نعمتك علينا ناميه دائمه (فان الغنى من اغنيت...) لا غنى الا بك و منك، و لا فرار من سطوتك الا اليك، و عليك وحدك المعول فى كل شى ء. و تقدم فى الدعاء 13 و غيره.
(تحكم بما شئت على من شئت...) و لا دافع و مانع لما تريد. قال بعض العارفين: كل شى ء ينتهى عند هذه الايه: «ان ربك فعال لما يريد- 107 هود» و مثلها فى الوضوح: «ان الامر كله لله- 154 آل عمران»
(حمدا يخلف حمد الحامدين...) هذا و ما بعده كنايه عن الكثره الكاثره. و مثله فى الدعاء الاول: «حمدا لا منتهى لحده، و لا حساب لعدده، و لا مبلغ لغايته، و لا انقطاع لامده... انظر فقره الحمد فى الدعاء المذكور.»
(المنان): المنعم (المنن): النعم (المجمل): صاحب الجميل و المعروف (ذو الطول): ذو الفضل و العطاء.