فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

فى عید الفطر و الجمعه

فى عيد الفطر ‌و‌ الجمعه


 «1» ‌يا‌ ‌من‌ يَرْحَمُ ‌من‌ ‌لا‌ يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ «2» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يَقْبَلُ ‌من‌ ‌لا‌ تَقْبَلُهُ الْبِلَادُ «3» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ «4» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يُخَيِّبُ الْمُلِحِّينَ عَلَيْهِ . «5» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ «6» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يَجْتَبِي صَغِيرَ ‌ما‌ يُتْحَفُ ‌به‌ ، ‌و‌ يَشْكُرُ يَسِيرَ ‌ما‌ يُعْمَلُ لَهُ . «7» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيلِ ‌و‌ يُجَازِي بِالْجَلِيلِ «8» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يَدْنُو إِلَى ‌من‌ دَنَا مِنْهُ . «9» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ ‌من‌ أَدْبَرَ عَنْهُ . «10» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ . «11» ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا ، ‌و‌ يَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا . «12» انْصَرَفَتِ الآْمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالْحَاجَاتِ ، ‌و‌ امْتَلَأَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبَاتِ ، ‌و‌ تَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِّفَاتُ ، فَلَكَ الْعُلُوُّ الْأَعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَالٍ ، ‌و‌ الْجَلَالُ الْأَمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلَالٍ . «13» كُلُّ جَلِيلٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، ‌و‌ كُلُّ شَرِيفٍ فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ ، خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ ، ‌و‌ خَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِ ‌لا‌ لَكَ ، ‌و‌ ضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلَّا بِكَ ، ‌و‌ أَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا ‌من‌ انْتَجَعَ فَضْلَکَ «14» بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ ، ‌و‌ جُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ ، ‌و‌ إِغَاثَتُكَ قَرِيبَةٌ ‌من‌ الْمُسْتَغِيثِينَ . «15» ‌لا‌ يَخِيبُ مِنْكَ الآْمِلُونَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَيْأَسُ ‌من‌ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَشْقَى بِنَقِمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ . «16» رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، ‌و‌ حِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ ، عَادَتُكَ الْإِحْسَانُ إِلَى الْمُسِيئِينَ ، ‌و‌ سُنَّتُكَ الْإِبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ ، ‌و‌ صَدَّهُمْ إِمْهَالُكَ عَنِ النُّزُوعِ . «17» ‌و‌ إِنَّمَا تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيؤُوا إِلَى أَمْرِكَ ، ‌و‌ أَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ ، فَمَنْ كَانَ ‌من‌ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، ‌و‌ ‌من‌ كَانَ ‌من‌ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا . «18» كُلُّهُمْ صَائِرُونَ ، إِلَى حُكْمِكَ ، ‌و‌ اُمُورُهُمْ آئِلَةٌ إِلَى أَمْرِكَ ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُولِ مُدَّتِهِمْ سُلْطَانُكَ ، ‌و‌ لَمْ يَدْحَضْ لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ . «19» حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ ‌لا‌ تُدْحَضُ ، ‌و‌ سُلْطَانُكَ ثَابِتٌ ‌لا‌ يَزُولُ ، فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ، ‌و‌ الْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، ‌و‌ الشَّقَاءُ الْأَشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ . «20» ‌ما‌ أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ ، ‌و‌ ‌ما‌ أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِي عِقَابِكَ ، ‌و‌ ‌ما‌ أَبْعَدَ غَايَتَهُ ‌من‌ الْفَرَجِ ، ‌و‌ ‌ما‌ أَقْنَطَهُ ‌من‌ سُهُولَةِ الَْمخْرَجِ عَدْلًا ‌من‌ قَضَائِكَ ‌لا‌ تَجُورُ فِيهِ ، ‌و‌ إِنْصَافاً ‌من‌ حُكْمِكَ ‌لا‌ تَحِيفُ عَلَيْهِ . «21» فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ ، ‌و‌ أَبْلَيْتَ الْأَعْذَارَ ، ‌و‌ قَدْ تَقَدَّمْتَ بِالْوَعِيدِ ، ‌و‌ تَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيبِ ، ‌و‌ ضَرَبْتَ الْأَمْثَالَ ، ‌و‌ أَطَلْتَ الْإِمْهَالَ ، ‌و‌ أَخَّرْتَ ‌و‌ أَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلمُعَاجَلَةِ ، ‌و‌ تَأَنَّيْتَ ‌و‌ أَنْتَ مَلِيءٌ بِالْمُبَادَرَةِ «22» لَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً ، ‌و‌ ‌لا‌ إِمْهَالُكَ وَهْناً ، ‌و‌ ‌لا‌ إِمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، ‌و‌ ‌لا‌ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ أَبْلَغَ ، ‌و‌ كَرَمُكَ أَكْمَلَ ، ‌و‌ إِحْسَانُكَ أَوْفَى ، ‌و‌ نِعْمَتُكَ أَتَمَّ ، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ ‌و‌ لَمْ تَزَلْ ، ‌و‌ ‌هو‌ كَائِنٌ ‌و‌ ‌لا‌ تَزَالُ . «23» حُجَّتُكَ أَجَلُّ ‌من‌ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا ، ‌و‌ مَجْدُكَ أَرْفَعُ ‌من‌ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، ‌و‌ نِعْمَتُكَ أَكْثَرُ ‌من‌ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا ، ‌و‌ إِحْسَانُكَ أَكْثَرُ ‌من‌ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ «24» ‌و‌ قَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ ، ‌و‌ فَهَّهَنِيَ الْإِمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ ، ‌و‌ قُصَارَايَ الْإِقْرَارُ بِالْحُسُورِ ، ‌لا‌ رَغْبَةً ‌يا‌ إِلَهِي بَلْ عَجْزاً . «25» فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّکَ بِالْوِفَادَةِ ، ‌و‌ أَسْأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اسْمَعْ نَجْوَايَ ، ‌و‌ اسْتَجِبْ دُعَائِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَخْتِمْ يَوْمِي بِخَيْبَتِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي ، ‌و‌ أَكْرِمْ ‌من‌ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي ، ‌و‌ تُرِيدُ مُنْقَلَبِي ، إِنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ ، ‌و‌ ‌لا‌ عَاجِزٍ عَمَّا تُسْأَلُ ، ‌و‌ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ ، ‌و‌ ‌لا‌ حَوْلَ ‌و‌ ‌لا‌ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
 
(يا ‌من‌ يرحم ‌من‌ لايرحمه العباد) الله سبحانه رب العالمين جميعا، ‌و‌ لايختص بفئه دون فئه ‌او‌ شعب دون شعب ‌او‌ بالاقوياء دون الضعفاء ‌و‌ الاتقياء دون الاشقياء، ‌و‌ ‌هو‌ سبحانه الرحمن الرحيم ‌اى‌ له رحمتان: عامه تشمل المستحق ‌و‌ غير المستحق ‌من‌ بنى الانسان، ‌و‌ ايضا تعم كل ‌ما‌ ‌فى‌ الكون ‌و‌ لولاها لم يكن شى ء على الاطلاق. ‌و‌ قيل: هذه الرحمه العامه يدل عليها اسم الرحمن الذى وسعت رحمته كل شى ء، ‌و‌ لايسمى ‌به‌ غيره. الرحمه الثانيه خاصه كاصطفاء الانبياء ‌و‌ الائمه الاوصياء، ‌و‌ التوفيق الى العلم ‌و‌ الاجتهاد ‌و‌ اعمال الخيرات ‌و‌ الحسنات، ‌و‌ الذريه المومنه الباره ‌و‌ الزوجه المطيعه الصالحه. ‌و‌ قيل: تدل على هذه الرحمه الخاصه، كلمه الرحيم، ‌و‌ اليها الاشاره بقوله تعالى: «يختص برحمته ‌من‌ يشاء- 74 ‌آل‌ عمران... ذلك فضل الله يوتيه ‌من‌ يشاء- 54 المائده». ‌و‌ العبد الضعيف الذى لايقدر على شى ء، ‌و‌ ‌لا‌ راحم له ‌من‌ العباد ‌و‌ معين- يشمله سبحانه برحمته العامه ‌و‌ الخاصه، ‌و‌ بالاخص اذا توسل بالله، ‌و‌ توكل عليه.
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يقبل...) عطف تكرار
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايحتقر اهل الحاجه اليه) قال سبحانه: «فاما اليتيم فلا تقهر. ‌و‌ اما السائل فلا تنهر- 10 الضحى... قول معروف ‌و‌ مغفره خير ‌من‌ صدقه يتبعها اذى- 264 البقره» ‌و‌ محال ‌فى‌ حقه تعالى ‌ان‌ يفعل الشى ء الذى نهى عنه. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: فوت الحاجه اهون ‌من‌ طلبها الى غير اهلها، هذا الى انه تعالى ‌هو‌ الذى خلق الانسان مفتقرا اليه اكثر ‌من‌ ‌اى‌ كائن بنص الايه 15 ‌من‌ فاطر: «يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله ‌و‌ الله ‌هو‌ الغنى» فكيف يحتقر ‌من‌ ساله مضطرا الى فضله ‌و‌ رحمته؟
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايجبه بالرد اهل الداله عليه) يجبه: يستقبله بمكروه، ‌و‌ الداله: ‌ما‌ تدل على ‌ما‌ لك ‌من‌ منزله ‌و‌ مكانه عند ‌من‌ تثق به، ‌و‌ حطم موسى (ع) الالواح ‌فى‌ سوره ‌من‌ سورات غضبه، ‌و‌ اخذ براس اخيه يجره، ‌و‌ لكنه استدرك فورا ‌و‌ قال: رب اغفر لى ‌و‌ انت ارحم الراحمين، فغفر له، ‌و‌ انزل سبحانه غضبه على الذين عبدوا العجل ‌من‌ دون الله.
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يجتبى صغير ‌ما‌ يتحف به) الله سبحانه يتقبل القليل ‌من‌ عبده، ‌و‌ يثيب عليه، شريطه ‌ان‌ يكون لوجهه الكريم. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: تصدقوا ‌و‌ لو بشق تمره. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: لايقل عمل مع تقوى، ‌و‌ كيف يقل ‌ما‌ يتقبل... ‌لا‌ تستح ‌من‌ اعطاء القليل، فان الحرمان اقل منه... افعلوا الخير ‌و‌ ‌لا‌ تحقروا منه شيئا، فان صغيره كبير، ‌و‌ قليله كثير، ‌و‌ لايقولن احدكم: ‌ان‌ احدا اولى بفعل الخير منى، فيكون ‌و‌ الله كذلك (و يشكر يسير ‌ما‌ يعمل له) عطف تكرار
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يشكر على القليل، ‌و‌ يجازى بالجليل) يكافى ء القليل بالكثير، بل يعطى ابتداء. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 12 ‌و‌ غيره.
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يدنو الى ‌من‌ دنا...) فتح سبحانه بابه الكريم لكل راغب، ‌و‌ رحب بالمقبل، ‌و‌ دعا المدبر الى مائده عرضها السموات ‌و‌ الارض، ‌و‌ فيها ‌ما‌ تشتهى الانفس، ‌و‌ تلذ الاعين ‌و‌ ‌ما‌ لايخطر على قلب، ‌من‌ دون تغيير ‌و‌ ‌لا‌ زوال  
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ لايغير النعمه...) شريطه ‌ان‌ لايستعين المرء بنعمه الله على معصيه الله «ذلك بان الله لم ‌يك‌ مغيرا نعمه انعمها على قوم حتى يغيروا ‌ما‌ بانفسهم- 53 الانفال». ‌و‌ ‌فى‌ الايه 7 ‌من‌ ابراهيم: «لئن شكرتم لازيدنكم ‌و‌ لئن كفرتم ‌ان‌ عذابى لشديد». ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45
 
(و ‌يا‌ ‌من‌ يثمر الحسنه حتى ينميها) اشاره الى قوله تعالى: «من جاء بالحسنه فله عشر امثالها- 160 الانعام» ‌و‌ غير ذلك ‌من‌ الايات (و يتجاوز عن السيئه...) اشاره الى قوله سبحانه: «و يعفو عن كثير- 15 المائده». ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 31 ‌و‌ 45.
 
(انصرفت الامال دون مدى كرمك بالحاجات) قضيت حوائج المحتاجين، ‌و‌ حققت آمال الاملين ‌من‌ جودك ‌و‌ كرمك الذى ‌لا‌ منتهى لحده، ‌و‌ ‌لا‌ حساب لعده، ‌و‌ ‌لا‌ انقطاع لامده (و امتلات بفيض جودك اوعبه الطلبات): الحاجات، ‌و‌ العطف للتكرار. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 13 باسلوب اجمع ‌و‌ اوسع

(و تفسخت دون بلوغ نعتك الصفات) تفسخت: عجزت، ‌و‌ المعنى عجزت عن نعته تعالى اوهام الواصفين ‌و‌ السنه الذاكرين. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 32 (فلك العلو...) ‌و‌ الكمال المطلق وحدك ‌لا‌ شريك لك. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «سبق ‌فى‌ العلو فلا شى ء اعلى منه، ‌و‌ قرب ‌فى‌ الدنو فلا شى ء اقرب منه» ‌اى‌ علا بكماله، ‌و‌ قرب بعلمه.
 
(كل جليل عندك صغير...) لانك غنى عن كل شى ء، ‌و‌ ‌لا‌ غنى لاى شى ء عنك (خاب الوافدون على غيرك...) لان كرمك لايضيق بسوال السائلين، ‌و‌ ‌ان‌ يدك بالعطايا اعلى ‌من‌ كل يد (و ضاع الملمون الا بك) الملمون: النازلون، ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر: اللهم بك انزلت فقرى ‌و‌ فاقتى ‌و‌ مسكنتى (و اجدب المنتجعون) اجدب المكان: انقطع عنه المطر، ‌و‌ انتجع: طلب المعروف  
 
(و اغاثتك قريبه ‌من‌ المستغيثين) الغوث: النصره ‌و‌ المعونه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 16 ‌و‌ غيره.
 
(لايخيب منك الاملون...) واضح، ‌و‌ تقدم قبل قليل (و لايشقى بنقمتك المستغفرون) التائبون. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌لا‌ صغيره مع الاصرار، ‌و‌ ‌لا‌ كبيره مع الاستغفار. ‌و‌ ‌فى‌ الايه 33 ‌من‌ الانفال: «و ‌ما‌ كان الله معذبهم ‌و‌ ‌هم‌ يستغفرون ».
 
(رزقك مبسوط لمن عصاك) بل ‌و‌ يقوى ‌به‌ على المعصيه، ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: الحذر الحذر، فو الله لقد ستر حتى كانه قد غفر. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 37 (و حلمك معترض لمن ناواك) معترض: متصد ‌او‌ موجود، ‌و‌ ناواك: عاداك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45 (عادتك الاحسان الى المسيئين) تكرار لقوله قبل قليل: «يتجاوز عن السيئه» (و سنتك الابقاء...) جرت حكمتك البالغه ‌ان‌ لاتعاجل المسى ء ‌و‌ المعتدى بالعذاب ‌كى‌ يستبدل المعصيه بالتوبه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 37.
 
(و امهلتهم ثقه بدوام ملكك) الذى لايفوته المقيم، ‌و‌ لايعجزه الهارب، ‌و‌ ‌فى‌ دعاء آخر: انما يعجل ‌من‌ يخاف الفوت (فمن كان ‌من‌ اهل السعاده) الذين عملوا عمل السعداء، قال سبحانه: «و الذين اهتدوا زدناهم هدى ‌و‌ آتاهم تقواهم- 17) محمد» (و ‌من‌ كان ‌من‌ اهل الشقاوه) الذين عملوا عمل الاشقياء قال تعالى: «فى قلوبهم مرض فزادهم مرضا- 10 البقره» ‌و‌ باسلوب آخر: الاعتقاد ‌و‌ العمل يتركان لحريه الانسان، ‌لا‌ لشى ء الا ليتحمل تبعه سلوكه ‌و‌ مسووليه اختياره  
 
(كلهم صائرون الى حكمك...) ابدا، ‌لا‌ مفر منك الا اليك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 21 (لم يهن على طول مدتهم سلطانك...) المراد بالسلطان هنا حجه الله على عباده، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ امهاله تعالى للعتاه لايبطل حجته عليهم، ‌و‌ لاتضعف بمرور الزمن، بل هى قائمه ‌و‌ لازمه مدى الدهر، بل الامهال حجه اخرى ‌او‌ تكون ‌به‌ اقوى ‌و‌ ابلغ. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45، ‌و‌ ايضا ياتى بعد قليل.
 
(فالويل الدائم لمن جنح عنك) الويل: الهلاك ‌و‌ الهوان: ‌و‌ جنح، مال ‌و‌ انحرف، ‌و‌ ‌من‌ انحرف عن ارادته تعالى فقد مال الى الشر ‌و‌ الباطل ‌و‌ الضلال ‌و‌ الفساد (و الخبيه الخاذله لمن خاب منك) اخيب الناس سعيا ‌من‌ تخلت عنه عنايه الله ‌و‌ وكلته الى نفسه (و الشقاء الاشقى لمن اغتر بك) اشقى الشقاء لمن عصاك غير خائف ‌من‌ غضبك ‌و‌ عذابك  
 
(ما اكثر تصرفه...) ‌اى‌ تقلبه ‌و‌ تردد ‌فى‌ انواع ‌من‌ عذاب جهنم خالدا فيها الا ‌ما‌ شاء ربك (و ‌ما‌ ابعد غايته ‌من‌ الفرج) ‌اى‌ ‌لا‌ فرج له ‌و‌ ‌لا‌ مخرج (و ‌ما‌ اقنطه ‌من‌ سهوله المخرج) يئس ‌من‌ النجاه ‌و‌ الخلاص (عدلا ‌من‌ قضائك...) قضاوك العدل ‌و‌ حكمك الفصل. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45.
 
(فقد تظاهرت الحجج، ‌و‌ ابليت الاعذار...) تظاهرت الحجج: تكاثرت ‌و‌ تعاضدت حتى اعجزت ‌و‌ افحمت المنكر ‌و‌ الجاحد، ‌و‌ ابليت الاعذار: بينتها كامله واضحه على وجه لايدرى الطرف الاخر بماذا يعتذر ‌و‌ يتعلل. ‌و‌ للحجه الدامغه القاطعه شروط، ‌و‌ اهمها:
 1- ‌ان‌ تدل على المعنى المقصود دلاله واضحه، لايبقى معها احتمال للتاويل ‌او‌ للتخصيص.
 2- ‌ان‌ تكون الحجه على مستوى الخصم ‌و‌ عيا ‌و‌ ثقافه بحيث يتمثلها ‌و‌ يهضمها بيسر ‌و‌ سهوله.
 3- ‌ان‌ تكون مقنعه بذاتها ‌و‌ طبيعتها، يستجيب لها الضمير الحى ‌و‌ العقل الخالص، ‌و‌ لاينكرها الا معاند ‌و‌ مكابر بشهاده كل عالم منصف.
 ‌و‌ قد دعا القرآن الناس الى التعقل ‌و‌ التبصر ‌فى‌ كل شى ء ابتداء ‌من‌ انفسهم ‌و‌ ‌ما‌ ياكلون ‌و‌ يشربون ‌و‌ ‌ما‌ يزرعون ‌و‌ يمارسون، ‌و‌ انتهاء بافاق الكون ‌و‌ اشيائه ‌من‌ الذره الصغيره الى المجره الكبيره، ‌و‌ حشد العديد ‌من‌ الايات الكونيه، ‌و‌ ضرب الكثير ‌من‌ الامثال، ‌و‌ تقدم بالعبر ‌و‌ العظات ترغيبا ‌و‌ ترهيبا ‌و‌ تبشيرا ‌و‌ انذرا، ‌و‌ ‌ما‌ ابقى لاحد ‌من‌ حجه يتعلل بها ‌و‌ معذره يلجا اليها.
 (و اطلت الامهال...) ‌و‌ لو تعجل ‌ما‌ ترك على ظهرها ‌من‌ دابه. ‌و‌ تقدمت هذه الحقيقه ‌او‌ الجمله ‌و‌ ‌ما‌ يتبعها مرات، منها ‌فى‌ الدعاء 1 ‌و‌ 16 ‌و‌ 45
 
(كل ذلك كان) ذلك: اشاره الى ‌ما‌ تقدم ‌من‌ الوعيد ‌و‌ الترغيب ‌و‌ الانتظار (و لم تزل) حججك ‌يا‌ الهى قائمه لازمه الى ابد الدهر (و ‌هو‌ كائن) ضمير الغائب يعود الى كلمه «ذلك» ‌و‌ المعنى «سنه الله... ‌و‌ لن تجد لسنه الله تبديلا- 62 الاحزاب» (و لاتزال  حجتك اجل ‌من‌ ‌ان‌ توصف) ‌و‌ صفا كاملا ‌و‌ جامعا مانعا ‌و‌ (و مجدك ارفع ‌ان‌ يحد) بحقيقته، ‌و‌ انما يتجلى بخلقك ‌و‌ آثارك ‌و‌ المراد بمجده تعالى عزته ‌و‌ جلاله، ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ المخلوق يعجز عن الاحاطه بالخالق (و نعمتك اكثر...) واضح، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 37 ‌و‌ غيره.
 
(عن تحميدك) ‌اى‌ تكرار الحمد لك، انظر الدعاء الاول فقره الحمد (و فههنى): عجز لسانى عن النطق (و قصاراى الاقرار بالحسور ‌لا‌ رغبه يا الهى، بل عجزا) قصاراى: غايه جهدى ‌و‌ كل ‌ما‌ عندى، ‌و‌ الحسور: الضعيف ‌او‌ المتلهف، ‌و‌ المعنى كل ‌ما‌ لدى ‌هو‌ الاعتراف بانى ‌ما‌ سكت عن التحميد ‌و‌ التمجيد الا عن ضعف ‌و‌ عجز ‌لا‌ عن قصد ‌و‌ عمد
 
(فها انا ذا اومك): اقصدك (بالوفاده) بالقدوم ‌و‌ التوجه اليك طلبا لفضلك (و اسالك حسن الرفاده): العطاء ‌و‌ المعونه (و اسمع نجواى): استجب دعائى، ‌و‌ ‌ما‌ بعده تكرار (و لاتختم يومى بخيبتى) اسعدنى ‌فى‌ يومى هذا بقبول دعوتى ‌و‌ مسالتى (و اكرم ‌من‌ عندك...) ‌من‌ على بالسلامه ‌و‌ الكرامه ‌فى‌ ذهابى ‌و‌ ايابى (انك غير ضائق...) بل واسع الاحسان، ‌و‌ باسط اليدين بالرحمه، ‌و‌ قادر على كل شى ء، ‌ما‌ شئت كان، ‌و‌ ‌ما‌ لم تشا لم يكن.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^