فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

فى استقبال شهر رمضان

فى استقبال شهر رمضان


 «1» الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ ، ‌و‌ جَعَلَنَا ‌من‌ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ ‌من‌ الشَّاكِرِينَ ، ‌و‌ لِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الُْمحْسِنِينَ «2» ‌و‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ ، ‌و‌ اخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ ، ‌و‌ سَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إِلَى رِضْوَانِهِ ، حَمْداً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا ، ‌و‌ يَرْضَى ‌به‌ عَنَّا «3» ‌و‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ ‌من‌ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، شَهْرَ الصِّيَامِ ، ‌و‌ شَهْرَ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ شَهْرَ الطَّهُورِ ، ‌و‌ شَهْرَ الَّتمْحِيصِ ، ‌و‌ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ، هُدًى لِلنَّاسِ ، ‌و‌ بَيِّنَاتٍ ‌من‌ الْهُدَى ‌و‌ الْفُرْقَانِ «4» فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ ‌من‌ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ ، ‌و‌ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فِيهِ ‌ما‌ أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إِعْظَاماً ، ‌و‌ حَجَرَ فِيهِ الْمَطَاعِمَ ‌و‌ الْمَشَارِبَ إِكْرَاماً ، ‌و‌ جَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً ‌لا‌ يُجِيزُ ‌جل‌ ‌و‌ ‌عز‌ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ . «5» ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً ‌من‌ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ ، ‌و‌ سَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ ‌و‌ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ‌من‌ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَى ‌من‌ يَشَاءُ ‌من‌ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ ‌من‌ قَضَائِهِ . «6» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ ‌و‌ إِجْلَالَ حُرْمَتِهِ ، ‌و‌ التَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ ، ‌و‌ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ ، ‌و‌ اسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيكَ حَتَّى ‌لا‌ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إِلََى لََغْوٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَي لَهْوٍ «7» ‌و‌ حَتَّى ‌لا‌ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إِلَى مَحْظُورٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَى مَحْجُورٍ ، ‌و‌ حَتَّى ‌لا‌ تَعِيَ بُطُونُنَا إِلَّا ‌ما‌ أَحْلَلْتَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلَّا بِمَا مَثَّلْتَ ، ‌و‌ ‌لا‌ نَتَكَلَّفَ إِلَّا ‌ما‌ يُدْنِي ‌من‌ ثَوَابِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ نَتَعَاطَى إِلَّا الَّذِي يَقِي ‌من‌ عِقَابِكَ ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ ‌من‌ رِئَاءِ الْمُرَاءِينَ ، ‌و‌ سُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ ، ‌لا‌ نَشْرَكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ نَبْتَغِي فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ . «8» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ قِفْنَا فِيهِ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ ، ‌و‌ فُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ ، ‌و‌ وَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ ، ‌و‌ أَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ «9» ‌و‌ أَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينَ لِمَنَازِلِهَا ، الْحَافِظِينَ لِأَرْكَانِهَا ، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا عَلَى ‌ما‌ سَنَّهُ عَبْدُكَ ‌و‌ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ‌و‌ آلِهِ فِي رُكُوعِهَا ‌و‌ سُجُودِهَا ‌و‌ جَمِيعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ ‌و‌ أَسْبَغِهِ ، ‌و‌ أَبْيَنِ الْخُشُوعِ ‌و‌ أَبْلَغِهِ . «10» ‌و‌ وَفِّقْنَا فِيهِ لِأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ ‌و‌ الصِّلَةِ ، ‌و‌ أَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالْإِفْضَالِ ‌و‌ الْعَطِيَّةِ ، ‌و‌ أَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا ‌من‌ التَّبِعَاتِ ، ‌و‌ أَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ ، ‌و‌ أَنْ نُرَاجِعَ ‌من‌ هَاجَرَنَا ، ‌و‌ أَنْ نُنْصِفَ ‌من‌ ظَلَمَنَا ، ‌و‌ أَنْ نُسَالِمَ ‌من‌ عَادَانَا حَاشَى ‌من‌ عُودِيَ فِيكَ ‌و‌ لَكَ ، فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي ‌لا‌ نُوَالِيهِ ، ‌و‌ الْحِزْبُ الَّذِي ‌لا‌ نُصَافِيهِ . «11» ‌و‌ أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيهِ ‌من‌ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنَا ‌به‌ ‌من‌ الذُّنُوبِ ، ‌و‌ تَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ ‌من‌ الْعُيُوبِ ، حَتَّى ‌لا‌ يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ إِلَّا دُونَ ‌ما‌ نُورِدُ ‌من‌ أَبْوَابِ الطَّاعَةِ لَکَ ، ‌و‌ أَنْوَاعِ الْقُرْبَةِ إِلَيْکَ . «12» اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ ، ‌و‌ بِحَقِّ ‌من‌ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ ‌من‌ ابْتِدَائِهِ إِلَى وَقْتِ فَنَائِهِ ‌من‌ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ ‌من‌ كَرَامَتِكَ ، ‌و‌ أَوْجِبْ لَنَا فِيهِ ‌ما‌ أَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ ‌من‌ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الْأَعْلَي بِرَحْمَتِکَ . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ جَنِّبْنَا الْإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ ، ‌و‌ الْتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ ، ‌و‌ الشَّكَّ فِي دِينِكَ ، ‌و‌ الْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ ، ‌و‌ الْإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ ، ‌و‌ الِانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ «14» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ إِذَا كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ‌من‌ لَيَالِي شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا ‌من‌ تِلْكَ الرِّقَابِ ، ‌و‌ اجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا ‌من‌ خَيْرِ أَهْلٍ ‌و‌ أَصْحَابٍ . «15» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ امْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحَاقِ هِلَالِهِ ، ‌و‌ اسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلَاخِ أَيَّامِهِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا ‌و‌ قَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ ‌من‌ الْخَطِيئَاتِ ، ‌و‌ أَخْلَصْتَنَا فِيهِ ‌من‌ السَّيِّئَاتِ . «16» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ إِنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا ، ‌و‌ إِنْ زُغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا ، ‌و‌ إِنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ . «17» اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ ، ‌و‌ زَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ ، ‌و‌ أَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَى صِيَامِهِ ، ‌و‌ فِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّلَاةِ ‌و‌ التَّضَرُّعِ إِلَيْكَ ، ‌و‌ الْخُشُوعِ لَكَ ، ‌و‌ الذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى ‌لا‌ يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ . «18» اللَّهُمَّ ‌و‌ اجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ ‌و‌ الْأَيَّامِ كَذَلِكَ ‌ما‌ عَمَّرْتَنَا ، ‌و‌ اجْعَلْنَا ‌من‌ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ‌هم‌ فِيهَا خَالِدُونَ ، ‌و‌ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ‌ما‌ آتَوْا ‌و‌ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ، أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ، ‌و‌ ‌من‌ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ‌و‌ ‌هم‌ لَهَا سَابِقُونَ . «19» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، فِي كُلِّ وَقْتٍ ‌و‌ كُلِّ أَوَانٍ ‌و‌ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَدَدَ ‌ما‌ صَلَّيْتَ عَلَى ‌من‌ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ ، ‌و‌ أَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْأَضْعَافِ الَّتِي ‌لا‌ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ
 
(الحمد لله الذى هدانا لحمده) الحمد على الحمد تماما كالشكر على الشكر، يتسلسل الى ‌ما‌ ‌لا‌ نهايه، ‌و‌ تقدم الكلام عنه ‌فى‌ الفصل الاول فقره الحمد (و جعلنا ‌من‌ اهله) لنتفرغ الى صيامه ‌و‌ قيامه، ‌و‌ الى التوبه ‌و‌ العمل الصالح، ‌و‌ يجزينا سبحانه على ذلك جزاء المحسنين  
 
(و الحمد لله الذى حبانا بدينه): خصنا ‌به‌ (و اختصنا بملته) عطف تكرار، لان المراد بالمله الدين (و سبلنا): سيرنا.
 
(و الحمد لله الذى جعل ‌من‌ تلك السبل شهره شهر رمضان...) ‌ما‌ اكثر سبل الخير لمن يريده ‌و‌ ينشده! ‌و‌ يكون بالقصد ‌و‌ القول ‌و‌ الفعل، ‌و‌ ايضا بالمكان ‌و‌ الزمان، ‌و‌ ‌من‌ فعل خيرا ‌فى‌ مكان كريم ‌او‌ زمان مبارك فهو نور على نور، ‌و‌ شبه الشيخ محمد عبد الله دراز فضل رمضان على الشهور بفضل الربيع ‌و‌ فضله على سائر الفصول، قال بكتاب «فى الدين ‌و‌ الاخلاق ‌و‌ القوميه»:
 «ان الربيع يورق فيه الشجر، ‌و‌ يتفتح فيه الزهر، ‌و‌ تطيب فيه التربه، ‌و‌ تبارك فيه الحبه، فتوتى اكلها اضعافا كثيره... ‌و‌ هكذا رمضان ‌هو‌ ربيع الارواح، كل ‌ما‌ ازلفت فيه النفس ‌من‌ خير يزكوا ‌و‌ ينمو: صيامه ‌و‌ قيامه ‌و‌ صدقاته ‌و‌ غدواته ‌و‌ روحاته كلها مباركه مضاعفه الاجر، ‌و‌ حسبه ‌ان‌ فيه ليله القدر، ‌و‌ ‌ما‌ ادراك ‌ما‌ ليله القدر». ‌و‌ ‌لا‌ ادرى: هل قرا الشيخ دراز قول الامام الباقر (ع): «لكل شى ء ربيع، ‌و‌ ربيع القرآن شهر رمضان»؟
 
(فابان فضيلته على سائر الشهور...) خطب رسول الله (ص) ‌فى‌ شهر رمضان، فقال ‌فى‌ خطابه ‌من‌ جمله ‌ما‌ قال: «قد اقبل اليكم شهر الله بالبركه ‌و‌ الرحمه ‌و‌ المغفره، ‌هو‌ عند الله افضل الشهور، ‌و‌ ايامه افضل الايام، ‌و‌ لياليه افضل الليالى، ‌و‌ ساعاته افضل الساعات، ‌و‌ قد دعيتم فيه الى ضيافه الله، ‌و‌ جعلتم فيه ‌من‌ اهل كرامه الله... فاسالوا الله بنيه صادقه ‌و‌ قلوب طاهره... ‌من‌ فطر منكم صائما كان له بذلك عتق رقبه- قالوا: ‌يا‌ رسول الله ليس كلنا يقدر على ذلك- قال: اتقوا النار ‌و‌ لو بشق تمره... ‌و‌ لو بشربه ماء... ‌من‌ ‌كف‌ شره عن الناس ‌كف‌ الله غضبه عنه يوم القيامه» اقرا فقره ‌كف‌ الاذى ‌فى‌ الدعاء 39.
 (فحرم فيه ‌ما‌ احل...) قال سبحانه: «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين ‌من‌ قبلكم لعلكم تتقون- 183 البقره» فقوله تعالى لعلكم تتقون بيان لحكمه الصيام، ‌و‌ ‌ان‌ الهدف منه ‌ان‌ يملك الانسان الصائم زمام شهوته، ‌و‌ ينتصر عقله على طيشه ‌و‌ حمقه، ‌و‌ دينه على عاطفته ‌و‌ نزقه (و جعل له وقتا بينا...) للصوم ‌حد‌ ‌و‌ للصلاه حد، ‌و‌ لكل حكم ‌من‌ احكامه حدلا يتقدم عليه، ‌و‌ لايتاخر عنه. ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الباقر (ع): «جعل سبحانه لكل شى ء حدا، ‌و‌ جعل عليه دليلا يدل عليه، ‌و‌ جعل على ‌من‌ تعدى على الحد حدا».
 
(ثم فضل ليله واحده ‌من‌ لياليه على ليالى الف شهر، ‌و‌ سماها ليله القدر...) ‌لا‌ احد ‌من‌ المسلمين يشك ‌فى‌ فضل ليله القدر ‌و‌ بركاتها قال سبحانه: «انا انزلناه ‌فى‌ ليله مباركه- 3 الدخان» ‌و‌ ايضا ‌لا‌ ‌شك‌ انها ‌من‌ ليالى رمضان، لان اول آيه هبط بها جبريل (ع) على قلب محمد (ص) كانت ‌فى‌ شهر رمضان بنص الايه 185 ‌من‌ البقره: «شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن» فاذا عطفنا عليها الايه الاولى ‌من‌ القدر: «انا انزلناه ‌فى‌ ليله القدر» جاءت النتيجه ‌ان‌ ليله القدر هى احدى ليالى رمضان، ‌و‌ تعددت الاقوال ‌فى‌ تعيين هذه الليله ‌من‌ الشهر المبارك، ‌و‌ سكت القرآن الكريم عن تعيينها لحكمه لاتبدلها الاقوال ‌و‌ لاتدركها الافهام. سبحانك ‌لا‌ نعلم ‌من‌ احكامك ‌و‌ حكمتك الا ‌ما‌ علمتنا.
 ‌و‌ قال الشيخ محمد عبده: «ليله القدر هى ليله عباده ‌و‌ خشوع ‌و‌ تذكر بنعمه الحق ‌و‌ الدين، ‌و‌ لكن المسلمين ‌فى‌ هذه الايام يتحدثون فيها بما ‌لا‌ ينظر الله اليهم، ‌و‌ يسمعون شيئا ‌من‌ كتاب الله ‌لا‌ ينظرون فيه، ‌و‌ ‌لا‌ يعتبرون بمعانيه، بل ‌ان‌ اصغوا انما يصغون الى نغمه تالى القرآن... ‌و‌ لهم خيالات ‌فى‌ ليله القدر ‌لا‌ تليق بعقول الاطفال فضلا عن الراشد ‌من‌ الرجال».
 
(و الهمنا معرفه فضله...) اعنا ‌و‌ سهل لنا طريق العلم ‌و‌ العمل الذى افترضته علينا ‌فى‌ شهرك هذا، ‌و‌ ‌لا‌ تجعلنا فيه ‌من‌ الكسالى ‌و‌ المقصرين (و اعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك...) ‌و‌ الجوارح: الاعضاء، قال الامام الصادق (ع): «ليس الصيام ‌من‌ الشراب ‌و‌ الطعام وحده، ‌و‌ ‌ان‌ على كل جارحه حقا للصيام، فاذا صمت فليصم سمعك ‌و‌ بصرك ‌و‌ جلدك ‌و‌ لسانك ‌و‌ بطنك ‌و‌ فرجك ‌و‌ احفظ يديك عن الاذى. ‌ان‌ النبى (ص) سمع امراه تسب جارتها ‌و‌ هى صائمه، فدعاها ‌و‌ جاء بطعام ‌و‌ قال لها: كلى فقالت: انى صائمه. فقال: كيف تكونين صائمه، ‌و‌ قد سببت جارتك، ‌ان‌ الصوم ليس ‌من‌ الطعام ‌و‌ الشراب فقط».
 (ثم خلص ذلك كله ‌من‌ رياء المرائين...) ‌من‌ قدر على الحرام، ‌و‌ تركه لوجه الله ‌لا‌ رياء ‌و‌ ‌لا‌ خوفا ‌من‌ الناس- فهو ماجور، ‌ما‌ ‌فى‌ ذلك ريب، ‌و‌ ‌هو‌ مراد الامام (ع) ‌من‌ دعائه هذا، ‌و‌ ‌من‌ ترك الحرام عن عجز ‌او‌ خوف مع قدرته عليه، فما ‌هو‌ بماجور ‌و‌ ‌لا‌ مازور. قال الامام اميرالمومنين (ع): «من العصمه تعذر المعاصى، ‌و‌ ‌من‌ قدر على الحرام ‌و‌ تركه رياء ‌او‌ خوفا فليس بماجور، بل ‌هو‌ مذموم ‌و‌ ملوم، ‌و‌ لكنه ‌لا‌ يعاقب، لان الرياء كالحسد ‌و‌ غيره ‌من‌ النوايا الخبيثه ‌لا‌ يتبعها شى ء الا ‌ان‌ يكون معه قول ‌او‌ فعل.
 
يختص هذا المقطع ‌من‌ الدعاء بالصلاه ‌و‌ اجزائها ‌و‌ شروطها ‌و‌ احكامها ‌و‌ مستحباتها، ‌و‌ كل ذلك ‌و‌ ‌ما‌ اليه معروف ‌و‌ مسطور ‌فى‌ كتب الفقه ‌من‌ الرسائل العمليه الى جواهر النجفى ‌و‌ وسائل العاملى، اما مكانها ‌من‌ الدين فهى عموده، ‌و‌ اما سرها فالامر بالمعروف ‌و‌ النهى عن المنكر: ‌من‌ الله اكبر الى الصلاه على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ السلام على عباد الله الصالحين المتقين... ‌و‌ تكلمت عن حكمه الصلاه ‌و‌ فوائدها ‌فى‌ التفسير الكاشف ‌و‌ ‌فى‌ ظلال نهج البلاغه، ‌و‌ سبقنى الى ذلك العشرات ‌من‌ الاولين ‌و‌ الاخرين، ‌و‌ كتبوا افضل ‌و‌ اجمل مما كتبت ‌فى‌ الصلاه احكاما ‌و‌ تفصيلا ‌و‌ اسرارا ‌و‌ تعليلا، ‌و‌ لكن ‌ما‌ قرات لواحد ‌من‌ الشيوخ الذين كتبوا ‌و‌ نشروا عن الصلاه- ايه اشاره الى السر الموجب لتهاون شباب الجيل بالصلاه علما بان توضيح هذا السر ‌هو‌ الاهم لان العديد ‌من‌ الشباب يومنون- نظريا- بالله ‌و‌ رسوله ‌و‌ اليوم الاخر. بل البعض ‌من‌ هولاء يغارون على الاسلام ‌و‌ المسلمين غيره الشيوخ ‌و‌ زياده، ‌و‌ ربما كتب ‌من‌ كتب، ‌و‌ لم اقتص اثره.
 
 واقع الشباب المولم
 
 ‌و‌ ‌من‌ قراءتى الصحف ‌و‌ غيرها تبين لى ‌ان‌ الصهيونيه العالميه بتضامنها ‌و‌ تلاحمها مع الاستعمار تهدف الى السيطره ‌و‌ التغلب على العالم كله، بخاصه العالم الاسلامى ‌و‌ العربى، اما التصميم ‌و‌ المخطط للوصول الى هذا الهدف فهو زرع الشقاق ‌و‌ بذور الانحلال ‌و‌ الفساد ‌فى‌ عقول ‌و‌ افكار الشباب عن طريق الصحف ‌و‌ الاذاعات ‌و‌ الكتب ‌و‌ التدريس ‌فى‌ المدارس ‌و‌ الجامعات الاجنبيه ‌و‌ غير ذلك ‌من‌ الدعايات المضلله، ‌و‌ فيما يلى اذكر بعض الامثله مما قرات:
 نشرت جريده الاهرام بتاريخ 1978/4/14 مقالا بعنوان «الصهيونيه مع الغزو الفكرى ‌و‌ الثقافى» جاء فيه: «بدا التخطيط الصهيونى للغز ‌و‌ الفكرى ‌و‌ الثقافى ‌فى‌ العالم الاسلامى بالموتمر المشهور الذى تراسه هيرتزل عام 1877... ‌و‌ ‌من‌ هذا التخطيط تقديم نظريات علميه ‌فى‌ مجال الطبيعه ‌و‌ النفس ‌و‌ الاقتصاد ‌و‌ السياسه على نحو ‌ما‌ يراه (دارون) ‌فى‌ التطور ‌و‌ (فرويد) ‌فى‌ الدراسات النفسيه ‌و‌ (ماركس) ‌فى‌ التفسير المادى للتاريخ ‌و‌ (مكيا فيللى) ‌فى‌ السياسه، ‌و‌ ‌ان‌ لم يقل هولاء: ‌ان‌ القصد ‌من‌ نظرياتهم ‌هو‌ معاداه الاسلام ‌و‌ كل هولاء يهود، ‌و‌ لايمكن ‌ان‌ يكون هذا ‌من‌ باب الصدفه».
 ‌و‌ ‌فى‌ يومى هذا قرات مقالا ‌فى‌ مجله الكفاح العربى البيروتيه بتاريخ 1978/11/27، بعنوان «ديانه الشر الصهيونيه» جاء فيه: «الصهيونيه تزرع الشقاق ‌و‌ بذور الانحلال ‌و‌ الفساد ‌فى‌ خفاء ‌و‌ نفاق ‌و‌ غدر لاضعاف الروح القوميه ‌و‌ افساد الوطنيه ‌فى‌ ابناء الشعوب ‌كى‌ يتحولوا فريسه سهله بين فكى السياسه الصهيونيه... ‌و‌ هناك ارقام تثبت ممارسه هذا النشاط المدمر ‌فى‌ مختلف البلاد بخاصه العربيه منها تسهيلا لاخضاعها عن طريق محق التقاليد ‌و‌ كل موروث تماما كما فعلت ‌فى‌ الولايات المتحده».
 هذا غيض ‌من‌ فيض، ‌و‌ اتمنى ‌ان‌ لايجهل ذلك ‌اى‌ مسلم ‌و‌ عربى ليعرف عدوه الاصيل ‌و‌ عدو الله ‌و‌ الانسانيه قبل ‌ان‌ يسال عن الحكمه ‌فى‌ وجوب الصلاه لله «فى ضوء معطيات العلم الحديث»!...
 
(و وفقنا فيه لان نصل ارحامنا) قال سبحانه: «و اتقوا الله الذى تساءلون ‌به‌ ‌و‌ الارحام- 1 النساء» ‌اى‌ ‌و‌ صلوا الارحام، ‌و‌ ‌فى‌ الايه 22 ‌من‌ سوره محمد «فهل عسيتم ‌ان‌ توليتم ‌ان‌ تفسدوا ‌فى‌ الارض ‌و‌ تقطعوا ارحامكم» (و ‌ان‌ نتعاهد جيراننا بالافضال) ‌فى‌ الايه 36 ‌من‌ النساء: «و الجار ذى القربى ‌و‌ الجار الجنب» ‌اى‌ يوصيكم الله بالجار سواء اكان رحما ‌ام‌ اجنبيا (و ‌ان‌ نخلص اموالنا...) «و الذين ‌فى‌ اموالهم ‌حق‌ معلوم للسائل ‌و‌ المحروم- 22 المعارج (و ‌ان‌ نراجع ‌من‌ هاجرنا) ‌ان‌ نصل ‌من‌ قطعنا، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 20 ‌و‌ قال الامام الصادق (ع): «من قال لك: ‌ان‌ قلت واحده سمعت عشرا، فقل له: ‌ان‌ قلت عشرا تسمع واحده».
 (و ‌ان‌ ننصف ‌من‌ ظلمنا) «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ‌ما‌ اعتدى عليكم ‌و‌ اتقوا الله- 194 البقره» افعلوا بالظالم مثل فعله بكم، ‌و‌ ‌من‌ زاد ‌فى‌ القصاص تشفيا ينتقم الله منه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 22 ‌و‌ 39 (و ‌ان‌ نسالم ‌من‌ عادانا حاشا ‌من‌ عودى فيك ‌و‌ لك...) حاشا ‌من‌ عودى: الا ‌من‌ عاديناه ‌و‌ المعنى نحن نصفح عمن اساء الى شخصنا بالخصوص ‌و‌ نسامحه طاعه لقولك ‌يا‌ الهنا: «و ‌ان‌ تعفوا اقرب للتقوى- 237 البقره» ‌و‌ لكن ‌لا‌ هواده عندنا اطلاقا لمن عاديناه فيك ‌و‌ ‌من‌ اجلك. ايضا طاعه لقولك: «لاتتخذوا عدوى ‌و‌ عدوكم اولياء- 1 الممتحنه».
 
(و ‌ان‌ نتقرب اليك فيه ‌من‌ الاعمال...) ضمير «فيه» لشهر رمضان ‌و‌ المعنى تكرم ‌و‌ تفضل ‌يا‌ الهى علينا بالتوفيق ‌فى‌ شهرك العظيم الى اعمال تطهرنا من الذنوب، ‌و‌ تحفظنا ‌من‌ العيوب، ‌و‌ تقربنا ‌من‌ مرضاتك، ‌و‌ تبتعد بنا عن سخطك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 20 (حتى ‌لا‌ يود عليك احد ‌من‌ ملائكتك...) كتاب الاعمال ‌لا‌ يغادر صغيره ‌و‌ ‌لا‌ كبيره الا احصاها بنص الايه 49 ‌من‌ الكهف، ‌و‌ عليه يكون المعنى المراد: حتى نكون بصالح الاعمال اقرب اليك ‌من‌ الملك الذى جعلته رقيبا علينا، ‌و‌ رفع لعظمتك كتابا ‌و‌ تقريرا مفصلا عن اعمالنا.
 
(اللهم انى اسالك بحق هذا الشهر... العظيم) ‌من‌ بدايته الى نهايته ‌و‌ بحق كل ‌من‌ رضيت عن اعماله فيه ‌و‌ بكل ‌من‌ له شان لديك نبيا كان ‌او‌ ملكا ‌او‌ عبدا تقيا (ان تصلى على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ اهلنا فيه...) اجعلنا اهلا لكرامتك ‌و‌ رحمتك ‌و‌ نيل الدرجات الرفيعه لديك. ‌و‌ هذا تكرار ‌او‌ تلخيص لمضمون ‌ما‌ تقدم ‌فى‌ اسلوب آخر.
 
(و جنبنا الالحاد...) ‌و‌ اين الالحاد ‌من‌ زين العباد! ‌و‌ اذن فالمعنى ‌ما‌ نحن ‌من‌ الذين عنيتهم بقولك لنجيك الحبيب: «يمنون عليك ‌ان‌ اسلموا- 17 الحجرات» بل ‌من‌ الذين يشكرون الله ‌ان‌ هداهم للايمان (و الشك ‌فى‌ دينك) ‌اى‌ ‌فى‌ الاسلام لقوله تعالى: «ان الدين عند الله الاسلام- 19 ‌آل‌ عمران» (و العمى عن سبيلك): عن كتابك ‌و‌ سنه نبيك (و الاغفال لحرمتك): لحلالك ‌و‌ حرامك (و الانخداع لعدوك الشيطان الرجيم) بطاعته ‌و‌ معصيتك.
 
(و اذا كان لك ‌فى‌ كل ليل...) ‌من‌ هنا الى آخر الدعاء واضح بنفسه، ‌و‌ توضيح الواضح محال تماما كقتل المقتول ‌او‌ كلام فارغ كتفسير الماء بالماء، فلم يبق الا الاشاره الى بعض الاحاديث، قال الرسول الاعظم (ص): «ان لله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ ‌فى‌ كل ليله ‌من‌ شهر رمضان عتقاء ‌و‌ طلقاء ‌من‌ النار الا ‌من‌ افطر على مسكر، فاذا كان آخر ليله منه اعتق مثل ‌ما‌ اعتق ‌فى‌ جميعه». ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ عتقاء شهر الصيام كلهم ‌من‌ الصائمين، ‌و‌ ‌لا‌ احد منهم مفطر بلاعذر، بدليل قوله (ص): الا ‌من‌ افطر على مسكر.
 
(و امحق ذنوبنا مع امحاق هلاله) ليالى المحاق ثلات ‌من‌ آخر الشهر القمرى لذهاب نوره، ‌و‌ السعيد ‌من‌ تذهب ذنوبه بذهاب يومه ‌او‌ شهره ‌او‌ سنته، ‌و‌ اسعد منه ‌من‌ ‌لا‌ ذنب له (و اسلخ عنا تبعاتنا): خطايانا، ‌و‌ العطف للتكرار
 
(و ‌ان‌ زغنا فيه فقومنا) ‌و‌ قد تسال: ‌ان‌ الله سبحانه يعامل العبد تبعا لعمله كما قال ‌فى‌ الايه 5 ‌من‌ الصف: «فلماذا زاعوا ازاغ الله قلوبهم» ‌و‌ الامام يقول لله: اذا زغنا فلا تزغ قلوبنا، الا يومى ء هذا الى ‌ما‌ يشبه الاعتراض؟.
 
الجواب: يسال الامام ‌فى‌ دعائه هذا ‌ان‌ يعامله سبحانه بفضله ‌لا‌ بعدله، ‌و‌ ‌لا‌ يكله الى نفسه ‌ان‌ بدرت منه بادره، بل يشمله بعنايته، ‌و‌ يهديه الى التوبه ‌و‌ الانابه تماما كما قال ‌فى‌ اول الدعاء التاسع: «اللهم صيرنا الى محبوبك ‌من‌ التوبه، ‌و‌ ازلنا عن مكروهك ‌من‌ الاصرار».
 
(اللهم اشحنه) الضمير لرمضان، ‌و‌ اشحنه: املاه (و زين اوقاته بطاعتنا لك) عطف تكرار (و اعنا ‌فى‌ نهاره...) احسن معونتنا على الجد ‌و‌ الاجتهاد حتى نبلغ ‌من‌ طاعتك ‌فى‌ ليل رمضان ‌و‌ نهاره ‌ما‌ يرضيك (لايشهد نهاره علينا بغفله) عن وعيدك ‌و‌ تهديدك (و ‌لا‌ ليله بتفريط) ‌فى‌ شكرك ‌و‌ طاعتك.
 
(اللهم ‌و‌ اجعلنا ‌فى‌ سائر الشهور ‌و‌ الايام...) ‌فى‌ حصن حصين ‌من‌ الذنوب ‌و‌ اليعوب حتى نلقاك بسلام آمنين (الذين يرثون الفردوس...): الجنه، ‌و‌ هى للذين آمنوا ‌و‌ عملوا الصالحات، ‌و‌ كرر سبحانه ذلك ‌فى‌ العديد ‌من‌ الايات دون ‌ان‌ يبين المراد ‌من‌ هذه الاعمال الصالحه، ثم انزل سوره خاصه حدد فيها عدد صفات المومنين ‌و‌ اعمالهم ‌فى‌ بيان ‌لا‌ لبس فيه ‌و‌ ابهام ‌و‌ هى سوره «المومنون» ‌و‌ اشار الامام (ع) ‌فى‌ دعائه هذا الى ‌ما‌ جاء ‌فى‌ الايه 60 ‌و‌ 61 ‌من‌ السوره المذكوره ‌و‌ هما «و الذين يوتون ‌ما‌ اتوا ‌و‌ قلوبهم وجله انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون ‌فى‌ الخيرات ‌و‌ ‌هم‌ لها سابقون،» ‌اى‌ ينفقون مما اعطاهم الله، ‌و‌ مع ذلك يخافون ‌ان‌ لايتقبل منهم، ‌و‌ ايضا يسرعون الى كل خير ‌و‌ لايتوانون، ‌و‌ ‌من‌ اجل هذا يسبقون الناس الى الجنه  
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله...) صلاه لايحصيها الا انت. ‌و‌ تقدم مرارا منها ‌فى‌ الدعاء 2 ‌و‌ 6 ‌و‌ 20 ‌و‌ 32.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^