فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الفرار من الخطایا

الفرار ‌من‌ الخطايا


 «1» اللَّهُمَّ ‌يا‌ كَافِيَ الْفَرْدِ الضَّعِيفِ ، ‌و‌ وَاقِيَ الْأَمْرِ الَْمخُوفِ ، أَفْرَدَتْنِي الْخَطَايَا فَلَا صَاحِبَ مَعِي ، ‌و‌ ضَعُفْتُ عَنْ غَضَبِكَ فَلَا مُؤَيِّدَ لِي ، ‌و‌ أَشْرَفْتُ عَلَى خَوْفِ لِقَائِكَ فَلَا مُسَكِّنَ لِرَوْعَتِي «2» ‌و‌ ‌من‌ يُؤْمِنُنِي مِنْكَ ‌و‌ أَنْتَ أَخَفْتَنِي ، ‌و‌ ‌من‌ يُسَاعِدُنِي ‌و‌ أَنْتَ أَفْرَدْتَنِي ، ‌و‌ ‌من‌ يُقَوِّينِي ‌و‌ أَنْتَ أَضْعَفْتَنِي «3» ‌لا‌ يُجِيرُ ، ‌يا‌ إِلَهِي ، إِلَّا رَبٌّ عَلَى مَرْبُوبٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُؤْمِنُ إِلَّا غَالِبٌ عَلَى مَغْلُوبٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُعِينُ إِلَّا طَالِبٌ عَلَى مَطْلُوبٍ . «4» ‌و‌ بِيَدِكَ ، ‌يا‌ إِلَهِي . جَمِيعُ ذَلِكَ السَّبَبِ ، ‌و‌ إِلَيْكَ الْمَفَرُّ ‌و‌ الْمَهْرَبُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَجِرْ هَرَبِي ، ‌و‌ أَنْجِحْ مَطْلَبِي . «5» اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ صَرَفْتَ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيمَ أَوْ مَنَعْتَنِي فَضْلَكَ الْجَسِيمَ أَوْ حَظَرْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ أَوْ قَطَعْتَ عَنِّي سَبَبَكَ لَمْ أَجِدِ السَّبِيلَ إِلَى شَيْءٍ ‌من‌ أَمَلِي غَيْرَكَ ، ‌و‌ لَمْ أَقْدِرْ   عَلَى ‌ما‌ عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِوَاكَ ، فَاِنِّي عَبْدُکَ ‌و‌ فِي قَبْضَتِکَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِکَ . «6» ‌لا‌ أَمْرَ لِي مَعَ أَمْرِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ قُوَّةَ لِي عَلَى الْخُرُوجِ ‌من‌ سُلْطَانِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَسْتَطِيعُ مُجَاوَزَةَ قُدْرَتِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَسْتَمِيلُ هَوَاكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَبْلُغُ رِضَاكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَنَالُ ‌ما‌ عِنْدَكَ إِلَّا بِطَاعَتِكَ ‌و‌ بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ . «7» إِلَهِي أَصْبَحْتُ ‌و‌ أَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ ، ‌لا‌ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ‌و‌ ‌لا‌ ضَرّاً إِلَّا بِكَ ، أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِي ، ‌و‌ أَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتِي ‌و‌ قِلَّةِ حِيلَتِي ، فَأَنْجِزْ لِي ‌ما‌ وَعَدْتَنِي ، ‌و‌ تَمِّمْ لِي ‌ما‌ آتَيْتَنِي ، فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الضَّرِيرُ الْحَقِيرُ الْمَهِينُ الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ . «8» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْنِي نَاسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي ، ‌و‌ ‌لا‌ غَافِلًا لِإِحْسَانِكَ فِيما أَبْلَيْتَنِي ، ‌و‌ ‌لا‌ آيِساً ‌من‌ إِجَابَتِكَ لِي ‌و‌ إِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّي ، فِي سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ ، أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخَاءٍ ، أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَلَاءٍ ، أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْمَاءَ ، أَوْ جِدَةٍ أَوْ لَأْوَاءَ ، أَوْ فَقْرٍ أَوْ غِنًى . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْ ثَنَائِي عَلَيْكَ ، ‌و‌ مَدْحِي إِيَّاكَ ، ‌و‌ حَمْدِي لَكَ فِي كُلِّ حَالَاتِي حَتَّى ‌لا‌ أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي ‌من‌ الدُّنْيَا ، ‌و‌ ‌لا‌ أَحْزَنَ عَلَى ‌ما‌ مَنَعْتَنِي فِيهَا ، ‌و‌ أَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ ، ‌و‌ اسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِيما تَقْبَلُهُ مِنِّي ، ‌و‌ اشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي عَنْ كُلِّ ‌ما‌ يَرِدُ عَلَيَّ حَتَّى ‌لا‌ اُحِبَّ شَيْئاً ‌من‌ سُخْطِکَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَسْخَطَ شَيْئاً ‌من‌ رِضَاکَ . «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ فَرِّغْ قَلْبِي لَِمحَبَّتِكَ ، ‌و‌ اشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ ، ‌و‌ انْعَشْهُ بِخَوْفِكَ ‌و‌ بِالْوَجَلِ مِنْكَ ، ‌و‌ قَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ ، ‌و‌ أَمِلْهُ إِلَى طَاعَتِكَ ، ‌و‌ أَجْرِ ‌به‌ فِي أَحَبِّ السُّبُلِ إِلَيْكَ ، ‌و‌ ذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فِيما عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا . «11» ‌و‌ اجْعَلْ تَقْوَاكَ ‌من‌ الدُّنْيَا زَادِي ، ‌و‌ إِلَى رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي ، ‌و‌ فِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي ، ‌و‌ اجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ ، ‌و‌ هَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ ، ‌و‌ اجْعَلْ فِرَارِيَ إِلَيْكَ ، ‌و‌ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ ، ‌و‌ أَلْبِسْ قَلْبِيَ الْوَحْشَةَ ‌من‌ شِرَارِ خَلْقِكَ ، ‌و‌ هَبْ لِيَ الْأُنْسَ بِكَ ‌و‌ بِأَوْلِيَائِكَ ‌و‌ أَهْلِ طَاعَتِكَ . «12» ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ ‌و‌ ‌لا‌ كَافِرٍ عَلَيَّ مِنَّةً ، ‌و‌ ‌لا‌ لَهُ عِنْدِي يَداً ، ‌و‌ ‌لا‌ بِي إِلَيْهِمْ حَاجَةً ، بَلِ اجْعَلْ سُكُونَ قَلْبِي ‌و‌ أُنْسَ نَفْسِي ‌و‌ اسْتِغْنَائِي ‌و‌ كِفَايَتِي بِكَ ‌و‌ بِخِيَارِ خَلْقِكَ . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، ‌و‌ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ، ‌و‌ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، ‌و‌ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ ‌و‌ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ ، ‌و‌ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ
 
(اللهم ‌يا‌ كافى الفرد الضعيف) كل فرد ‌من‌ افراد الانسان ‌هو‌ ضعيف ‌فى‌ نفسه ‌و‌ جسمه، ‌و‌ قد صور الامام على (ع) ضعفه الجسمى بقوله: تولمه البقه، ‌و‌ تقتله الشرقه، ‌و‌ تنتنه العرقه. ‌و‌ قال عن ضعفه ‌فى‌ نفسه: ‌ان‌ ملكه الياس قتله الاسف، ‌و‌ ‌ان‌ ناله الخوف شغله الحذر، ‌و‌ ‌ان‌ اصابته مصيبه فضحه الجزع، ‌و‌ ‌ان‌ عضته الفاقه شغله البلاء (و واقى الامر المخوف) ‌اى‌ يقى الانسان ‌و‌ يدرا عنه اذى الطبيعه باسباب طبيعيه، فللداء الدواء ‌و‌ للجوع الغذاء، ‌و‌ للفيضان السدود، ‌و‌ للعبور الجسور... الى كثير ‌من‌ الاسباب ‌و‌ ‌من‌ ذلك قوله تعالى: «و الله جعل لكم مما خلق ظلالا ‌و‌ جعل لكم ‌من‌ الجبال اكنانا- مساكن- ‌و‌ جعل لكم سرابيل تقيكم الحر ‌و‌ سرابيل تقيكم باسكم- 81 النحل»
 (افردتنى الخطايا فلا صاحب معى) فعلت ‌بى‌ الخطايا فعلها حتى جعلتنى وحيدا يحمل اثقاله على ظهره ‌لا‌ ناصر له ‌و‌ ‌لا‌ ذاب عنه (و ضعفت عن غضبك.) ‌و‌ ‌من‌ الذى يقوى على غضب الواحد القهار ‌و‌ المنتقم الجبار؟ (فلا مسكن لروعتى...) ابدا ‌لا‌ اطمئنان ‌و‌ ‌لا‌ امان لمن هددت ‌و‌ توعدت، ‌و‌ ‌لا‌ معين لمن خذلت، ‌و‌ ‌لا‌ مجير لمن طردت  
 
(لايجير ‌يا‌ الهى الا رب...) ‌لا‌ احد يجير ‌و‌ يحمى العبد ‌من‌ سيده، ‌و‌ ينقذ المملوك ‌من‌ مالكه الا السيد ‌و‌ المالك، ‌و‌ هكذا كل مغلوب، ‌لا‌ ‌بد‌ ‌و‌ ‌ان‌ ينزل على حكم الغالب ‌و‌ امره  
 
(و بيدك ‌يا‌ الهى جميع ذلك...) انت وحدك الطالب ‌و‌ الغالب، فمنك اخاف، ‌و‌ اليك افر، ‌و‌ اياك ارجو، ‌و‌ بك اثق، ‌و‌ عليك اتوكل.
 
 معنى الفرار ‌من‌ الله
 
 ‌و‌ معنى الفرار منه تعالى ‌ان‌ نفر ‌من‌ معصيته الى طاعته، ‌و‌ ‌من‌ الضلال الى الهدى ‌و‌ ‌من‌ الشيطان الى الرحمن، ‌و‌ ‌لا‌ نجاه لاحد الا بهذا الفرار... فالكل مسيئون ‌و‌ خاطئون، ‌و‌ ‌ان‌ رايت احدا يبرى ء نفسه ‌و‌ يزكيها فتعوذ منه، لان الشيطان نطق بلسانه، ‌و‌ قاده الى الهاويه بعنانه. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: فروا ‌من‌ الله الى الله، ‌و‌ امضوا ‌فى‌ الذى نهجه لكم، ‌و‌ قوموا بما عصبه بكم- ‌اى‌ كلفكم به- فعلى ضامن لفلجكم- لفوزكم- آجلا، ‌ان‌ لم تمنحوه عاجلا.
 
(اللهم انك ‌ان‌ صرفت عنى...): اعرضت عنى، ‌و‌ الجسيم: العظيم ‌و‌ حظرت: منعت، ‌و‌ سببه تعالى: توفيقه ‌و‌ رحمته (لم اجد السبيل الى شى ء ‌من‌ املى غيرك) ‌لا‌ فاتح لما اغلقت، ‌و‌ ‌لا‌ مغلق لما فتحت، ‌و‌ ‌لا‌ ميسر لما عسرت ‌و‌ ‌لا‌ ناصر لمن خذلت، كما سبق ‌فى‌ الدعاء السابع (و لم اقدر على ‌ما‌ عندك بمعونه سواك) ‌لا‌ حول ‌و‌ ‌لا‌ قوه لاحد الا بك ‌و‌ منك، فكيف استعين بغيرك على نوال فضلك ‌و‌ خيرك؟ (و انا عبدك) ‌و‌ لولاك ‌لا‌ اثرلى ‌و‌ ‌لا‌ خبر (و ‌فى‌ قبضتك) تملك ‌من‌ نفسى ‌ما‌ انت املك ‌به‌ منى (ناصيتى بيدك) عبدك بين يديك خاضع ‌و‌ راغم، ‌و‌ ‌فى‌ الدعاء السادس: اصبحنا ‌فى‌ قبضتك يحوينا ملكك ‌و‌ سلطانك  
 
(و ‌لا‌ امر لى مع امرك) ‌لا‌ شى ء لى على الاطلاق الا ‌ما‌ وهبت ‌و‌ اعطيت.
 (عدل ‌فى‌ قضاوك) اقر ‌و‌ اعترف ‌ان‌ حكمك ‌فى‌ ‌و‌ على ‌حق‌ ‌و‌ عدل، ‌و‌ ‌ان‌ كان بعقابى ‌و‌ عذابى (و ‌لا‌ قوه لى على الخروج ‌من‌ سلطانك) كيف يستطيع المخلوق الهرب ‌من‌ خالقه ‌و‌ المرزوق ‌من‌ رازقه؟ ‌و‌ ‌لا‌ استطيع مجاوزه قدرتك) عطف تكرار (و ‌لا‌ استميل هواك...) ‌لا‌ سبيل الى حبك لى، ‌و‌ رضاك على، ‌و‌ الفوز منك بحسن الثواب ‌و‌ الماب (الا بطاعتك ‌و‌ بفضل رحمتك) هناك طريقان الى النجاه ‌و‌ الخلاص ‌من‌ غضب الله ‌و‌ عذابه ‌و‌ ‌لا‌ ثالث: الاول عمل صالح ‌و‌ نافع يحبه الله ‌و‌ رسوله ‌و‌ الناس اجمعين. ‌و‌ الثانى رافه ‌و‌ رحمه ‌من‌ رب العالمين، ‌و‌ هى قريبه ‌من‌ المحسنين كما ‌فى‌ الايه 56 ‌من‌ الاعراف، بعيده عن المجرمين لقوله تعالى: «ان المجرمين ‌فى‌ عذاب جهنم خالدون- 74 الزخرف».
 ‌و‌ تجدر الاشاره انى ‌ما‌ رايت كلمه الهوى منسوبه اليه تعالى الا ‌فى‌ هذا الدعاء. ‌و‌ ‌لا‌ غضاضه ‌ما‌ دام المراد منها الثواب ‌و‌ الرضا.
 
نكتفى ‌من‌ الشرح هنا فيما ياتى ‌من‌ الدعاء- بمجرد الاشارات، لان الكلام واضح ‌و‌ مكرور (داخرا): ذليلا صاغرا (و قله حيلتى): قله تدبيرى ‌و‌ ضعفى عن التصرف (فانى عبدك المسكين...) المراد بهذه الصفات ‌و‌ النعوت مجرد التضرع ‌و‌ التبتل لله سبحانه ‌و‌ الرضا بامره ‌و‌ طلب الرحمه ‌من‌ فضله  
 
(و لاتجعلنى ناسيا لذكرك فيما اوليتنى): فيما اعطيتنى، ‌و‌ لاتنسنى الشكر ‌و‌ الحمد على عطائك ‌و‌ آلائك (و ‌لا‌ غافلا عن احسانك فيما ابليتنى): فيما احسنت الى. قال الشيخ الطريحى ‌فى‌ مجمع البحرين: «فى الحديث: الحمد لله على ‌ما‌ ابلانا- ‌اى‌ انعم علينا ‌و‌ تفضل، ‌من‌ البلاء الذى ‌هو‌ الاحسان ‌و‌ الانعام... يقال: ابلاه بلاء حسنا- ‌اى‌ بكثره المال ‌و‌ الصحه ‌و‌ الشباب».
 (و ‌لا‌ آيسا ‌من‌ اجابتك لى ‌و‌ ‌ان‌ ابطات عنى) قال سبحانه: «و لاتياسوا ‌من‌ روح الله انه لايياس ‌من‌ روح الله الا القوم الكافرون- 87 يوسف».
 ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «قد توخر الاجابه عشرين سنه... ‌و‌ حين دعا موسى ‌و‌ هرون على فرعون قال لهما سبحانه: «قد اجيبت دعوتكما» ‌و‌ بين الدعاء ‌و‌ الاجابه اربعون عاما» (فى سراء كنت...) ‌او‌ ‌فى‌ الحالات كلها بلا استثناء. ‌و‌ اللاواء: الشده ‌و‌ ضيق المعيشه.
 
(و اجعل ثنائى عليك...) بعد ‌ان‌ تضرع الامام لله سبحانه راجيا ‌ان‌ لاينسيه ذكره، ‌و‌ لايوئسه ‌من‌ فضله مهما اشتد البلاء ‌و‌ تفاقم- ساله ‌ان‌ يجعل حمده ‌و‌ مدحه لله وحده ‌فى‌ الحالات كلها (حتى ‌لا‌ افرح بما آتيتنى ‌من‌ الدنيا، ‌و‌ ‌لا‌ احزن على ‌ما‌ منعتنى فيها) قال صاحب مجمع البيان: سال رجل الامام السجاد (ع) عن الزهد؟ فقال له: الزهد كله ‌فى‌ هذه الايه: «كيلا تاسوا على ‌ما‌ فاتكم ‌و‌ لاتفرحوا بما آتاكم- 23 الحديد». ‌و‌ قيل لبزرجمهر: مالك ايها الحكيم لاتاسو على ‌ما‌ فات، ‌و‌ لاتفرح بما ‌هو‌ آت؟ فقال: ‌ان‌ الفائت لايتلافى بالعبره، ‌و‌ الاتى لايستدام بالحبره. ‌و‌ قال آخر: ‌لا‌ اقول لشى ء كان: ليته لم يكن، ‌و‌ ‌لا‌ لشى ء لم يكن: ليته كان.
 (و اشعر قلبى تقواك...) اجعل شعاره ‌و‌ مثله الاعلى تقوى الله بالابتعاد عن معاصيه ‌و‌ محارمه، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 20: الهمنى التقوى، ‌و‌ وفقنى للتى هى ازكى، ‌و‌ استعملنى بما ‌هو‌ ارضى (و اشغل بطاعتك نفسى عن كل ‌ما‌ يرد على) لاتشغلنى عنك بغيرك ‌من‌ لهو ‌و‌ لغو (حتى ‌لا‌ احب شيئا ‌من‌ سخطك، ‌و‌ ‌لا‌ اسخط شيئا ‌من‌ رضاك) ‌لا‌ ابتعد عن طاعتك، ‌و‌ ‌لا‌ اقترب ‌من‌ معصيتك،
 
(و فرغ قلبى لمحبتك) ‌و‌ ليس معنى محبه الله ‌ان‌ تقول له: «احبك حبين حب الهوى ‌و‌ حبا لانك اهل لذاكا» بل معناه ‌ان‌ تجاهد ‌فى‌ سبيل الله، ‌و‌ لاتخاف فيه لومه لائم (و انعشه بخوفك) اذا خاف القلب ‌من‌ الله دفع بصاحبه الى فعل الخيرات، ‌و‌ ابتعد ‌به‌ عن المحرمات ‌و‌ الشبهات، ‌و‌ بهذا ينمو القلب ‌و‌ ينتعش.
 (و قوه بالرغبه اليك) ليست القوه بالجاه ‌و‌ المال، بل بتقوى الله ‌و‌ طاعته، بالصدق ‌و‌ الاخلاص ‌و‌ الاعمال الصالحات (و امله الى طاعتك) اعدل ‌به‌ عن الشر الى عمل الخير (و اجر ‌به‌ الى احب السبل اليك) ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ احب السبل الى الله ‌و‌ اقربها افشاء السلام ‌و‌ العمل ‌من‌ اجل الصالح العام (و ذلله بالرغبه فيما عندك) سهل عليه مسلك المسابقه الى المبرات ‌و‌ فعل الخيرات ‌كى‌ يفوز يوم المعاد بحسن الثواب ‌و‌ الماب.
 
(و اجعل تقواك ‌من‌ الدنيا زادى) الى يوم القاك، ‌و‌ تكلمنا حول التقوى ‌فى‌ فقره خاصه عند شرح الدعاء رقم 16 ‌و‌ 17 (و الى رحمتك رحلتى) ‌و‌ هى الرحله الى القبر، ‌و‌ منه الى الحشر ‌و‌ النشر، الى الوقوف بين يدى الله تعالى لنقاش الحساب، ‌و‌ ‌لا‌ نجاه ‌و‌ خلاص الا لمن تداركته رحمه ‌من‌ ربه، ‌و‌ ‌هو‌ سبحانه لايرحم احدا تشهيا ‌و‌ جزافا، بل بموجب علمه ‌و‌ حكمته (و ‌فى‌ مرضاتك مدخلى) وفقنى الى طاعتك، ‌و‌ استعملنى ‌فى‌ مرضاتك، ‌و‌ تكرر ذلك مرات (مثواى): منزلى (وهب لى قوه احتمل بها جميع مرضاتك) امنن على بقوه الجسم ‌و‌ البصيره ‌كى‌ اقوى بها على العلم ‌و‌ العمل بدينك ‌و‌ شريعتك (و اجعل فرارى اليك) ‌و‌ معنى الفرار اليه العمل بطاعته. انظر الدعاء 21 فقره معنى الفرار الى الله.
 (و رغبتى فيما عندك) ‌فى‌ ثوابك، ‌و‌ تقدم قبل لحظه (و البس قلبى الوحشه ‌من‌ شرار خلقك) ‌فى‌ صحبه الاشرار مفاسد ‌و‌ اضرار جمه، منها ‌ما‌ يعود للصاحب لانه معتبر بمن يصاحب كما ‌فى‌ الايه 140 ‌من‌ النساء: «انكم اذا مثلهم» ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: المرء على دين خليله. ‌و‌ ‌فى‌ الاشعار:
 ‌و‌ الريح آخذه مما تمر ‌به‌
 نتنا ‌من‌ النتن ‌او‌ طيبا ‌من‌ الطيب
 ‌و‌ منها ‌ما‌ يضر بالصالح العام، لان صحبه الاشرار رضا بالمنكر ‌و‌ تشجيع له على الاستمرار ‌و‌ الانتشار... ‌و‌ ‌من‌ جالس الاخيار ‌و‌ صاحبهم تاثر بهم، و اخذ منهم ‌من‌ حيث يريد ‌او‌ لايريد. قال الامام على (ع) مجالسه الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار، ‌و‌ مجالسه الاخيار تلحق الاشرار بالاخيار (و هب لى الانس بك) ‌و‌ كل ‌من‌ لزم الحق، ‌و‌ استوحش ‌من‌ الباطل فهو ‌من‌ الذين يحبون الله ‌و‌ يانسون بذكره، ‌و‌ اياهم قصد ‌و‌ اراد بقوله تعالى: «الا بذكر الله تطمئن القلوب- 28 الرعد»
 
(و لاتجعل لفاجر ‌و‌ ‌لا‌ كافر على منه) ‌اى‌ نعمه. لقد جبلت القلوب على حب ‌من‌ احسن اليها ‌و‌ بغض ‌من‌ اساء، ‌و‌ ‌لا‌ احد يستطيع ‌ان‌ يكره قلبا على حب ‌من‌ اساء اليه ‌او‌ بغض ‌من‌ احسن. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «القلب بين اصبعين ‌من‌ اصابع الله» ‌اى‌ ‌لا‌ سلطان عليه الا لخالقه حتى صاحبه ينقاد لامره ‌و‌ زجره، ‌و‌ لاينقاد ‌هو‌ لحامله. ‌و‌ هنا يكمن السر ‌فى‌ دعاء الامام (ع) حيث يخشى ‌ان‌ يكون بقلبه ‌و‌ هواه مع ‌من‌ ضل سواء السبيل ‌ان‌ كان له عليه ‌من‌ فضل.
 (بل اجعل سكون قلبى) ‌من‌ السكينه بمعنى الاطمئنان (و انس نفسى) الفتها ‌و‌ راحتها (و استغنائى ‌و‌ كفايتى بك ‌و‌ بخيار خلقك) كفايتى تفسيرا لاستغنائى. ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ ‌فى‌ مقدور الانسان الفرد ‌ان‌ يعيش وحيدا ‌و‌ بعيد عن الناس بارائه ‌و‌ معتقداته، ‌و‌ ‌لا‌ احد يستطيع العيش مستقلا ‌و‌ مستغنيا عن غيره ‌فى‌ حياته الشخصيه ‌و‌ حاجاته الجزئيه... فالتعاون ‌و‌ تبادل المصالح بين افراد الجماعه قانون تكاملى ‌و‌ حتمى لحياه الانسان. قال ارسطو: «لا غنى لاحد عن القصاب ‌و‌ الخباز ‌و‌ الحذاء، ‌و‌ بائع انواع السلع الضروريه، ‌و‌ ‌اى‌ شخص ‌لا‌ يحتاج الى غيره ‌من‌ الناس فهو اما اله ‌و‌ اما وحش». ‌و‌ لذا لم يسال الامام (ع) الغنى ‌و‌ الكفايه عن جميع الناس، بل سال الكفايه بالاخيار عن الاشرار. ‌و‌ كل طيب ‌و‌ برى ء ‌من‌ ولد آدم يود ‌من‌ اعماقه ‌ان‌ يعيش ‌فى‌ مجتمع صالح تسوده العداله ‌و‌ المساواه ‌فى‌ جميع الحقوق ‌و‌ الواجبات... لايعرف كذبا ‌و‌ ‌لا‌ غشا ‌و‌ ‌لا‌ احتكارا ‌و‌ استغلالا ‌و‌ ‌لا‌ سلبا ‌و‌ لصوصيه.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد، ‌و‌ اجعلنى لهم قرينا...): موصولا بالنبى ‌و‌ آله واقعا ‌لا‌ ظاهرا فقط، ‌و‌ تقدم قول الصق الناس بمحمد (ص) ‌و‌ اقربهم نسبا له ‌و‌ اولادهم به: «ولى محمد ‌من‌ اطاع الله ‌و‌ ‌ان‌ بعدت لحمته، ‌و‌ عدو محمد ‌من‌ عصى الله ‌و‌ ‌ان‌ قربت قرابته» ‌و‌ تواتر عن اهل البيت (ع): «و الله ‌ما‌ شيعتنا الا ‌من‌ اتقى الله» ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ الرابطه الجامعه بين النبى ‌و‌ آله ‌و‌ شيعتهم هى التقوى ‌و‌ كفى. ‌و‌ ليس العمامه السوداء ‌او‌ الخضراء ‌و‌ ‌لا‌ المرجعيه ‌و‌ الرساله العمليه.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^