فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

لابویه

لابويه


 «1» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ ، ‌و‌ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، ‌و‌ اخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ ‌و‌ رَحْمَتِكَ ‌و‌ بَرَكَاتِكَ ‌و‌ سَلَامِكَ . «2» ‌و‌ اخْصُصِ اللَّهُمَّ وَالِدَيَّ بِالْكَرَامَةِ لَدَيْكَ ، ‌و‌ الصَّلَاةِ مِنْكَ ، ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . «3» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَلْهِمْنِي عِلْمَ ‌ما‌ يَجِبُ لَهُمَا عَلَيَّ إِلْهَاماً ، ‌و‌ اجْمَعْ لِي عِلْمَ ذَلِكَ كُلِّهِ تَمَاماً ، ثُمَّ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تُلْهِمُنِي مِنْهُ ، ‌و‌ وَفِّقْنِي لِلنُّفُوذِ فِيما تُبَصِّرُنِي ‌من‌ عِلْمِهِ حَتَّى ‌لا‌ يَفُوتَنِي اسْتِعْمَالُ شَيْ ءٍ عَلَّمْتَنِيهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَثْقُلَ أَرْكَانِي عَنِ الْحَفُوفِ فِيما أَلْهَمْتَنِيهِ «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا ‌به‌ ، ‌و‌ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بِسَبَبِهِ . «5» اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ ، ‌و‌ أَبِرَّهُمَا ‌بر‌ الْأُمِّ الرَّؤُوفِ ، ‌و‌ اجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ ‌و‌ بِرِّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي ‌من‌ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ ، ‌و‌ أَثْلَجَ لِصَدْرِي ‌من‌ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أُوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا ، ‌و‌ أُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَ ‌و‌ أَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي ‌و‌ ‌ان‌ ‌قل‌ ، ‌و‌ أَسْتَقِلَّ بِرّي بِهِمَا ‌و‌ ‌ان‌ کَثُرَ . «6» اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي ، ‌و‌ أَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي ، ‌و‌ أَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي ، ‌و‌ اعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي ، ‌و‌ صَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً ، ‌و‌ عَلَيْهِمَا شَفِيقاً . «7» اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي ، ‌و‌ أَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي ، ‌و‌ احْفَظْ لَهُمَا ‌ما‌ حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي . «8» اللَّهُمَّ ‌و‌ ‌ما‌ مَسَّهُمَا مِنِّي ‌من‌ أَذًى ، أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِمَا عَنِّي ‌من‌ مَكْرُوهٍ ، أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا ‌من‌ ‌حق‌ فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِمَا ، ‌و‌ عُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا ، ‌و‌ زِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا ، ‌يا‌ مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا ‌من‌ الْحَسَنَاتِ . «9» اللَّهُمَّ ‌و‌ ‌ما‌ تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ ‌من‌ قَوْلٍ ، أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ ‌من‌ فِعْلٍ ، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي ‌من‌ ‌حق‌ ، أَوْ قَصَّرَا بِي عَنْهُ ‌من‌ وَاجِبٍ فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا ، ‌و‌ جُدْتُ ‌به‌ عَلَيْهِمَا ‌و‌ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا ، فَإِنِّي ‌لا‌ أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِي ، ‌و‌ ‌لا‌ أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرّي ، ‌و‌ ‌لا‌ أَکْرَهُ ‌ما‌ تَوَلَّيَاهُ ‌من‌ أَمْرِي ‌يا‌ رِبِّ . «10» فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ ، ‌و‌ أَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ ، ‌و‌ أَعْظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ ‌من‌ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ ، أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْلٍ ، أَيْنَ إِذاً ‌يا‌ إِلَهِي طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي ‌و‌ أَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِي ‌و‌ أَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ «11» هَيْهَاتَ ‌ما‌ يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا ، ‌و‌ ‌لا‌ أُدْرِكُ ‌ما‌ يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا ، ‌و‌ ‌لا‌ أَنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَعِنِّي ‌يا‌ خَيْرَ ‌من‌ اسْتُعِينَ ‌به‌ ، ‌و‌ وَفِّقْنِي ‌يا‌ أَهْدَى ‌من‌ رُغِبَ إِلَيْهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلآْبَاءِ ‌و‌ الْأُمَّهَاتِ يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ‌و‌ ‌هم‌ ‌لا‌ يُظْلَمُونَ . «12» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ‌و‌ ذُرِّيَّتِهِ ، ‌و‌ اخْصُصْ أَبَوَيَّ بِأَفْضَلِ ‌ما‌ خَصَصْتَ ‌به‌ آبَاءَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ‌و‌ أُمَّهَاتِهِمْ ، ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . «13» اللَّهُمَّ ‌لا‌ تُنْسِنِي ذِكْرَهُمَا فِي أَدْبَارِ صَلَوَاتِي ، ‌و‌ فِي إِنىً ‌من‌ آنَاءِ لَيْلِي ، ‌و‌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ‌من‌ سَاعَاتِ نَهَارِي . «14» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا ، ‌و‌ اغْفِرْ لَهُمَا بِبِرِّهِمَا بِي مَغْفِرَةً حَتْماً ، ‌و‌ ارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضىً عَزْماً ، ‌و‌ بَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلَامَةِ . «15» اللَّهُمَّ ‌و‌ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِي ، ‌و‌ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا حَتَّى نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ ‌و‌ مَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ ‌و‌ رَحْمَتِكَ ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، ‌و‌ الْمَنِّ الْقَديِمِ ، ‌و‌ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِميِنَ
 
(و الهمنى علم ‌ما‌ يجب لهما...) العلم بالحلال ‌و‌ الحرام ‌لا‌ ينبع ‌من‌ داخل الانسان ‌و‌ اوهامه، ‌و‌ انما يوخذ ‌من‌ الوحى ‌او‌ ‌ما‌ يمضيه الوحى ‌و‌ يقره، ‌و‌ لذا طلب الامام ‌من‌ الله سبحانه ‌ان‌ يرشده ‌و‌ يهديه الى ‌ما‌ يجب عليه لوالديه، ‌و‌ يتلخص هذا الواجب بطاعتهما ‌فى‌ كل شى ء الا ‌فى‌ معصيه الله حيث ‌لا‌ طاعه لمخلوق ‌فى‌ معصيه الخالق، ‌و‌ بهذا نجد تفسير الايه 8 ‌من‌ العنكبوت: «و وصينا الانسان بوالديه حسنا ‌و‌ ‌ان‌ جاهداك على ‌ان‌ تشرك ‌ما‌ ليس لك ‌به‌ علم فلا تطعهما» ‌و‌ غيرها ‌من‌ آيات هذا الباب ‌و‌ احاديثه.
 ‌و‌ بالمناسبه اشير، لمجرد التنبيه ‌و‌ التحذير، انى اعرف شيخا باسمه ‌و‌ شخصه يحلل ‌و‌ يحرم ‌و‌ يحكم بالفروج ‌و‌ الاموال بوحى ‌من‌ فهمه ‌و‌ وهمه، اما الدرس ‌و‌ المراجعه ‌و‌ المطالعه فهى للذين يسيرون على الطريق ‌لا‌ لمن يطفر بلا رابطه ‌و‌ واصله! ‌و‌ مع هذا يومن ‌و‌ يوقن انه المع ‌من‌ تخرج ‌من‌ مدرسه الامام جعفر الصادق (ع)! اعاذنا الله ‌من‌ مضغ هذا الهواء.
 (و اجمع لى علم ذلك...) اشاره الى واجبات الوالدين بالكامل، ‌و‌ المعنى اجعلنى عالما بكل ‌ما‌ على لهما (ثم استعملنى بما تلهمنى، ‌و‌ وفقنى للنفوذ...) بعد ‌ان‌ طلب الامام ‌من‌ الله الهدايه الى العلم بالواجبات ساله التوفيق الى العمل بموجب العلم، لان الهدف الاساس ‌من‌ كل علم ‌هو‌ التنفيذ ‌و‌ التطبيق، ‌و‌ بتعبير فيلسوف معاصر: «ليست المعرفه بناءات- ‌او‌ بنايات- تبنى بالذهن ليتعلمها الانسان، ثم ياوى الى مخدعه ليستريح» ‌و‌ كفى.
 (و لاتثقل اركانى عن الحفوف...) المراد بالثقل هنا الكسل ‌و‌ الفتور ‌و‌ بالاركان الاعضاء التى يتركب منها البدن، ‌و‌ بالحفوف الخدمه، ‌من‌ حفف الخدم حوله ‌اى‌ احدقوا به، ‌و‌ المعنى: هب لى ‌من‌ لدنك قوه ‌و‌ نشاطا ‌فى‌ طاعه والدى ‌و‌ مرضاتهما.
 
(اللهم صل على محمد ‌و‌ آله كما شرفتنا به) ‌اى‌ بميراثنا لعلمه، ‌و‌ عملنا بسنته، ‌و‌ سيرنا على طريقته، ‌لا‌ بمجرد الانتساب اليه، قال سبحانه: «فاذا نفخ ‌فى‌ الصور فلا انساب بينهم يومئذ ‌و‌ لايتساءلون- 101 المومنون... ‌ان‌ اكرمكم عند الله اتقاكم- 13 الحجرات». ‌و‌ سئل الرسول الاعظم (ص) عن احب الناس الى الله؟ فقال: «انفعهم للناس». ‌و‌ ياتى ‌فى‌ الدعاء 42: «لترفعنا فوق ‌من‌ لم يطق حمله» ‌اى‌ حمل علم الكتاب ‌و‌ السنه (كما اوجبت لنا الحق على الخلق بسببه) يشير بهذا الى الايه 23 ‌من‌ الشورى: «قل ‌لا‌ اسالكم عليه اجرا الا الموده ‌فى‌ القربى» ‌و‌ ‌ما‌ وجبت هذه الموده الا لان اهل البيت (ع) امتداد لجدهم الرسول (ص) علما ‌و‌ عملا ‌و‌ سيره ‌و‌ سريره.
 
(اللهم اجعلنى اهابهما هيبه السلطان العسوف): الظلوم، يهاب والديه على دنوه منهما ‌و‌ علمه بانهما اراف ‌به‌ ‌من‌ نفسه. ‌و‌ ‌لا‌ غرابه، انها هيبه التعظيم ‌و‌ التقدير، ‌لا‌ هيبه الخوف ‌من‌ العقاب العسير، هيبه الابوه التى لايشعر بها الا العارفون. كانت فاطمه (ع) بضعه ‌من‌ النبى (ص)، ‌و‌ احب الخلق الى قلبه، ‌و‌ مع هذا كانت تقول: ‌ما‌ استطعت ‌ان‌ اكلم ابى ‌من‌ هيبته (و ابرهما بر الام...) ‌و‌ ‌لا‌ شى ء عند الابوين اغلى ‌و‌ اثمن ‌من‌ ‌بر‌ الابن بهما، علما بانه وفاء لدين سابق... ‌و‌ مع هذا يسعدان ‌به‌ سعاده الغارس بثمرات غرسه، ‌و‌ بهذه السعاده نفسها يشعر الابن البار اذا تاكد ‌من‌ سعاده ابويه به، ‌و‌ رضاهما عنه.
 (الوسنان): ‌من‌ اخذه النعاس (و استكثر برهما ‌بى‌ ‌و‌ ‌ان‌ قل، ‌و‌ استقل برى بهما ‌و‌ ‌ان‌ كثر) الخير منه ضئيل ‌و‌ صغير بالغا ‌ما‌ بلغ، ‌و‌ منهما جليل ‌و‌ كبير ‌و‌ ‌ان‌ كان حبه ‌من‌ خردل؟! ‌و‌ ليس هذا تواضعا، بل ايمانا ‌و‌ عظمه نفس، ‌و‌ شعورا حيا بمسووليه التكليف، ‌و‌ ‌هو‌ امره تعالى: «ان اشكر لى ‌و‌ لوالديك- 14 لقمان» ‌و‌ كل شى ء قليل ‌فى‌ جنب الله ‌و‌ الشكر له لمن قرن شكره بشكره. ‌و‌ هكذا العظيم يستصغر الحسنه منه ‌و‌ ‌ان‌ كبرت، ‌و‌ يستكبر السيئه ‌و‌ ‌ان‌ صغرت على العكس تماما ‌من‌ الحقير، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف: «المومن يرى ذنبه فوقه كالجبل، يخاف ‌ان‌ يقع عليه، ‌و‌ المنافق يرى ذنبه كذباب مر على انفه فاطاره». ‌و‌ قال قائل لاحد المتقين حقا: رايت ‌فى‌ منامى انك ‌فى‌ الجنه. فقال له: ويحك اما وجد الشيطان ‌من‌ يسخر منه غيرى ‌و‌ غيرك؟.
 
(اللهم خفض لهما صوتى) غض الصوت ‌و‌ خفضه ‌من‌ الاداب الشرعيه ‌و‌ العرفيه، بخاصه عند مخاطبه الكبار ‌و‌ اهل المكانه. ‌و‌ ‌فى‌ الايه 19 ‌من‌ لقمان: «و اغضض ‌من‌ صوتك ‌ان‌ انكر الاصوات لصوت الحمير» (و اطب لهما كلامى) قال سبحانه: فلا تقل لهما اف ‌و‌ ‌لا‌ تنهرهما ‌و‌ ‌قل‌ لهما قولا كريما- 23 الاسراء» على ‌ان‌ الكلمه الطيبه بوجه عام كالشجره الطيبه «اصلها ثابت ‌و‌ فرعها ‌فى‌ السماء توتى اكلها كل حين- 25 ابراهيم» (عريكتى) طبيعتى (رفيقا): لطيفا ‌لا‌ فظا غليظا.
 
(اللهم ‌و‌ اشكر لهما...) اجزهما بالاحسان احسانا، ‌و‌ بالسيئات عفوا ‌و‌ غفرانا (و احفظ لهما ‌ما‌ حفظاه منى ‌فى‌ صغرى) اجزل لهما الاجر ‌و‌ الثواب على ‌ما‌ لقيا ‌من‌ التعب ‌و‌ العناء ‌فى‌ سبيلى رضيعا ‌و‌ صبيا. ‌و‌ قال رجل للنبى (ص): ‌ان‌ ابوى بلغا ‌من‌ الكبر عتيا، ‌و‌ انا اولى منهما- اباشر- ‌ما‌ وليا منى ‌فى‌ الصغر فهل قضيت حقهما؟ قال: لا، فانهما كانا يفعلان ذلك ‌و‌ هما يحبان بقاءك، ‌و‌ انت تفعله، ‌و‌ تريد موتهما
 
(اللهم ‌و‌ ‌ما‌ مسهما منى ‌من‌ اذى...) كل ‌ما‌ اصابهما بسببى ‌من‌ مكروه (فاجعله حطه): محوا (لذنوبهما ‌و‌ علوا) لمقامهما عندك بحيث يكون شقاوهما ‌بى‌ ‌فى‌ الدنيا سببا لسعادتهما ‌فى‌ الاخره.
 (يا مبدل السيئات باضعافها حسنات) لمحو السيئات العديد ‌من‌ الطرق، منها التوبه، ‌و‌ منها اصلاح ذات البين ‌و‌ كل عمل نافع مفيد للفرد ‌و‌ الجماعه، ‌و‌ منها المرض فانه يحط السيئات، ‌و‌ يحتها حت الاوراق، على ‌حد‌ تعبير نهج البلاغه، ‌و‌ منها العدوان حيث يتحمل المعتدى سيئات المعتدى عليه، ‌و‌ ايضا ياخذ هذا حسنات ذاك، ‌و‌ سبقت الاشاره الى ذلك ‌فى‌ الدعاء 22 عند تفسير «تقاضى ‌به‌ ‌من‌ حسناتى ‌و‌ تضاعف ‌به‌ ‌من‌ سيئاتى».
 
(اللهم ‌و‌ ‌ما‌ تعديا على فيه...) كما اوجب سبحانه حقوقا للوالدين على الولد، اوجب ايضا حقوقا له عليهما، ‌و‌ ‌من‌ اهمل ‌و‌ قصر استحق اللوم ‌و‌ العقاب والدا كان ‌او‌ ولدا، ‌و‌ الامام السجاد (ع) يتجاوز ‌و‌ يتنازل عما افترضه الله له على ابويه، ‌و‌ حملهما ‌من‌ حقه ايا كان نوعه ‌و‌ يكون، ‌و‌ عبر عن هذا التسامح ‌و‌ التجاوز بقوله: (و هبته لهما...) اسالك اللهم ‌ان‌ لاتواخذ ابوى على ‌اى‌ شى ء يتصل ‌بى‌ ‌من‌ قريب ‌او‌ بعيد (فانى ‌لا‌ اتهمهما على نفسى...) هما عندى ‌و‌ ‌فى‌ عقيدتى ‌من‌ الناصحين المخلصين ‌لا‌ توانى منهما ‌فى‌ حقى ‌و‌ ‌لا‌ تقصير (و ‌لا‌ اكره ‌ما‌ توليا ‌من‌ امرى) مهما اتى ‌من‌ المحبوب محبوب، ‌و‌ العكس بالعكس.
 
(فهما اوجب حقا على ‌و‌ احسانا الى...) لى ‌حق‌ ‌و‌ لهما حق، ‌و‌ لكن حقهما اقدم ‌و‌ اعظم (من ‌ان‌ اقاصهما بعدل...) ‌لا‌ مقاصه عادله الا مع المساواه، ‌و‌ ‌لا‌ مكان لها بين المنعم ‌و‌ المنعم عليه. ‌و‌ ‌من‌ هنا يقتل الولد بوالده، ‌و‌ لايقتل الوالد بالولد.
 (اين اذن ‌يا‌ الهى طول شغلهما...) لقد تحملا الضيق ‌و‌ الشده لاعيش ‌فى‌ سعه، ‌و‌ التعب ‌و‌ العناء لاكون ‌فى‌ راحه، ‌و‌ الذل ‌و‌ الهوان ‌من‌ اجل سعادتى  
 
(هيهات) بفتح التاء ‌و‌ كسرها ‌و‌ ضمها: اسم فعل بمعنى بعد (ما يستوفيان حقهما...) اقر ‌و‌ اعترف بالعجز عن القيام بحقهما مهما اجتهدت ‌و‌ بالغت، لانه جسيم ‌و‌ عظيم.
 ‌و‌ بعد، فمن اراد ‌ان‌ يستدرك ‌ما‌ فرط ‌من‌ ‌حق‌ ابويه بعد موتهما، فليستغفر الله لهما، ‌و‌ يقض دينهما، ‌ان‌ كان عليهما شى ء منه لله ‌او‌ للناس ‌و‌ الا تصدق عنهما بما يستطيع. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌من‌ الابرار يوم القيامه رجل ‌بر‌ والديه بعد موتهما.
 
(و اعنى ‌يا‌ خير ‌من‌ استعين به...) كل ادعيه اهل البيت (ع) ‌و‌ مناجاتهم، تهدف الى طلب الهدايه ‌و‌ العون ‌و‌ التوفيق للعلم بالحق ‌و‌ الخير ‌و‌ العمل بموجبه، لان التوفيق ‌هو‌ الاصل ‌و‌ المنطلق لكل نفع ‌و‌ صلاح دنيا ‌و‌ آخره (و لاتجعلنى ‌فى‌ اهل العقوق): العصيان ‌و‌ التمرد (للاباء ‌و‌ الامهات) ‌و‌ ‌لا‌ ادرى كيف يعق الولد والديه، ‌و‌ ‌هو‌ على علم اليقين انهما ارحم ‌به‌ ‌من‌ نفسه، ‌و‌ انهما يضحيان بالنفس ‌و‌ النفيس ‌من‌ اجله، ‌و‌ لايجزى الاحسان بالاساءه الا ‌من‌ فيه طبع الحيه ‌و‌ العقرب.
 
(و صل على محمد ‌و‌ آله ‌و‌ ذريته) قيل: الذريه اخص ‌من‌ الال، لان الال لكل ذى رحم، ‌و‌ الذريه للنسل فقط. ‌و‌ لكن المراد هنا العكس، لان القصد ‌من‌ كلمه الال ‌فى‌ الصلاه عليه ‌و‌ عليهم، المعصومون بالخصوص، اما الصلاه على الذريه فتعم كل مومن صالح ‌من‌ نسل الرسول الاعظم (ص) (و اخصص ابوى بافضل) ‌ما‌ تخص ‌به‌ المقربين لديك.
 
(اللهم ‌لا‌ تنسنى ذكرهما ‌فى‌ ادبار صلواتى) كان الشعب العاملى، المعروف الان بجنوب لبنان، ‌من‌ اشد الناس ‌و‌ لاء لاهل البيت (ع) ‌و‌ احرصهم على حفظ مناقبهم ‌و‌ آثارهم، ‌و‌ بخاصه الادعيه حيث يكررونها صباح مساء، ‌و‌ كان ‌من‌ عاده العامليين ‌ان‌ يقراوا سوره الفاتحه بعد الصلاه، ‌و‌ يهدون ثوابها الى الابوين، ‌و‌ ‌ما‌ زال الكثير منهم على ذلك. ‌و‌ غير بعيد ‌ان‌ يكون المصدر هذا الدعاء بالذات (و ‌فى‌ آناء ‌من‌ آناء ليلى ‌و‌ ‌فى‌ كل ساعه...) لاتنسنى ذكرهما ‌فى‌ ‌اى‌ وقت ‌و‌ حين.
 
(و اغفر لى...) اجعل ثوابى عندك على البر بهما، ‌و‌ ثوابهما على البر بى- مغفرتك ‌و‌ رحمتك لى ‌و‌ لهما (حتما): غفرانا محتوما (رضى عزما): معزوما ‌اى‌ مقصودا (و بلغهما بالكرامه ‌و‌ مواطن السلامه) تكرم عليهما بالجنه ‌و‌ تفضل  
 
(و ‌ان‌ سبقت مغفرتك لهما...) ‌ان‌ تك منزلتهما لديك اعلى ‌و‌ ارفع ‌من‌ مكانتى فارحمنى بشفاعتهما، ‌و‌ ‌ان‌ تك منزلتى اعلى فارحمهما بشفاعتى (حتى نجتمع) ‌فى‌ جنانك، ‌و‌ نسعد برضوانك.
 ‌و‌ الخلاصه ‌ان‌ للوالدين حقوقا تمتاز عن اكثر الحقوق حتى عن ‌حق‌ المومن على المومن ‌و‌ لو كان الابوان مشركين بنص القرآن الكريم: «و ‌ان‌ جاهداك على ‌ان‌ تشرك ‌ما‌ ليس لك ‌به‌ علم فلاتطعهما ‌و‌ صاحبهما ‌فى‌ الدنيا معروفا- 15 لقمان».
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^