فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

لولده

لولده


 «1» اللَّهُمَّ ‌و‌ ‌من‌ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي ‌و‌ بِإِصْلَاحِهِمْ لِي ‌و‌ بِإِمْتَاعِي بِهِم . «2» إِلَهِي امْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ ، ‌و‌ ‌زد‌ لِي فِي آجَالِهِمْ ، ‌و‌ رَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ ، ‌و‌ قَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ ، ‌و‌ أَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ ‌و‌ أَدْيَانَهُمْ ‌و‌ أَخْلَاقَهُمْ ، ‌و‌ عَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ‌و‌ فِي جَوَارِحِهِمْ ‌و‌ فِي كُلِّ ‌ما‌ عُنِيتُ ‌به‌ ‌من‌ أَمْرِهِمْ ، ‌و‌ أَدْرِرْ لِي ‌و‌ عَلَى يَدِي أَرْزَاقَهُمْ . «3» ‌و‌ اجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَرَاءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ ، ‌و‌ لِأَوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ ، ‌و‌ لِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ ‌و‌ مُبْغِضِينَ ، آمِينَ . «4» اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي ، ‌و‌ أَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي ، ‌و‌ كَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي ، ‌و‌ زَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي ، ‌و‌ أَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي ، ‌و‌ اكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي ، ‌و‌ أَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي ، ‌و‌ اجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ ، ‌و‌ عَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِي ، مُطِيعِينَ ، غَيْرَ عَاصِينَ ‌و‌ ‌لا‌ عَاقِّينَ ‌و‌ ‌لا‌ مُخَالِفِينَ ‌و‌ ‌لا‌ خَاطِئِينَ . «5» ‌و‌ أَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ ‌و‌ تَأْدِيبِهِمْ ، ‌و‌ بِرِّهِمْ ، ‌و‌ هَبْ لِي ‌من‌ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلَاداً ذُكُوراً ، ‌و‌ اجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لِي ، ‌و‌ اجْعَلْهُمْ لِي عَوْناً عَلَى ‌ما‌ سَأَلْتُكَ . «6» ‌و‌ أَعِذْنِي ‌و‌ ذُرِّيَّتِي ‌ما‌ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَإِنَّكَ خَلَقْتَنَا ‌و‌ أَمَرْتَنَا ‌و‌ نَهَيْتَنَا ‌و‌ رَغَّبْتَنَا فِي ثَوَابِ ‌ما‌ أَمَرْتَنَا ‌و‌ رَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ ، ‌و‌ جَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يَكِيدُنَا ، سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلَى ‌ما‌ لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ ، أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا ، ‌و‌ أَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا ، ‌لا‌ يَغْفُلُ إِنْ غَفَلْنَا ، ‌و‌ ‌لا‌ يَنْسَى إِنْ نَسيِنَا ، يُوْمِنُنَا عِقَابَکَ ، ‌و‌ يُِخَوِّفُنَا بِغَيْرِکَ . «7» إِنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنَا عَلَيْهَا ، ‌و‌ إِنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ ثَبَّطَنَا عَنْهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشَّهَوَاتِ ، ‌و‌ يَنْصِبُ لَنَا بِالشُّبُهَاتِ ، إِنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا ، ‌و‌ إِنْ مَنَّانَا أَخْلَفَنَا ، ‌و‌ إِلَّا تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا ، ‌و‌ إِلَّا تَقِنَا خَبَالَهُ يَسْتَزِلَّنَا . «8» اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَكَ فَنُصْبِحَ ‌من‌ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومِينَ بِكَ . «9» اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كُلَّ سُؤْلِي ، ‌و‌ اقْضِ لِي حَوَائِجِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَمْنَعْنِي الْإِجَابَةَ ‌و‌ قَدْ ضَمِنْتَهَا لِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَحْجُبْ دُعَائِي عَنْكَ ‌و‌ قَدْ أَمَرْتَنِي ‌به‌ ، ‌و‌ امْنُنْ عَلَيَّ بِكُلِّ ‌ما‌ يُصْلِحُنِي فِي دُنْيَايَ ‌و‌ آخِرَتِي ‌ما‌ ذَكَرْتُ مِنْهُ ‌و‌ ‌ما‌ نَسِيتُ ، أَوْ أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ أَوْ أَعْلَنْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ . «10» ‌و‌ اجْعَلْنِي فِي جَمِيعِ ذَلِكَ ‌من‌ الْمُصْلِحِينَ بِسُؤَالِي إِيَّاكَ ، الْمُنْجِحِينَ بِالطَّلَبِ إِلَيْكَ غَيْرِ الْمَمْنُوعِينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ . «11» الْمُعَوَّدِينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ ، الرَّابِحِينَ فِي التِّجَارَةِ عَلَيْكَ ، الُْمجَارِينَ بِعِزِّكَ ، الْمُوسَعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الْحَلَالُ ‌من‌ فَضْلِكَ ، الْوَاسِعِ بِجُودِكَ ‌و‌ كَرَمِكَ ، الْمُعَزِّينَ ‌من‌ الذُّلِّ بِكَ ، ‌و‌ الُْمجَارِينَ ‌من‌ الظُّلْمِ بِعَدْلِكَ ، ‌و‌ الْمُعَافَيْنَ ‌من‌ الْبَلَاءِ بِرَحْمَتِكَ ، ‌و‌ الْمُغْنَيْنَ ‌من‌ الْفَقْرِ بِغِنَاكَ ، ‌و‌ الْمَعْصُومِينَ ‌من‌ الذُّنُوبِ ‌و‌ الزَّلَلِ ‌و‌ الْخَطَاءِ بِتَقْوَاكَ ، ‌و‌ الْمُوَفَّقِينَ لِلْخَيْرِ ‌و‌ الرُّشْدِ ‌و‌ الصَّوَابِ بِطَاعَتِكَ ، ‌و‌ الُْمحَالِ بَيْنَهُمْ ‌و‌ بَيْنَ الذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ ، التَّارِكِينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ ، السَّاكِنِينَ فِي جِوَارِكَ . «12» اللَّهُمَّ أَعْطِنَا جَمِيعَ ذَلِكَ بِتَوْفِيقِكَ ‌و‌ رَحْمَتِكَ ، ‌و‌ أَعِذْنَا ‌من‌ عَذَابِ السَّعِيرِ ، ‌و‌ أَعْطِ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ ‌و‌ الْمُسْلِمَاتِ ‌و‌ الْمُؤْمِنِينَ ‌و‌ الْمُؤْمِنَاتِ مِثْلَ الَّذِي سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي ‌و‌ لِوَلَدِي فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا ‌و‌ آجِلِ الآْخِرَةِ ، إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عَفُوٌّ غَفُورٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ . «13» ‌و‌ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، ‌و‌ فِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً ‌و‌ قِنَا عَذَابَ النَّارِ
 
(اللهم ‌و‌ ‌من‌ على ببقاء ولدى) يتمنى الوالد طول الحياه لولده، لانه امتداد لوجوده ‌و‌ ذكره ‌و‌ اجله ‌و‌ عمره (و باصلاحهم لى) اجعلهم ‌من‌ اهل الايمان ‌و‌ الصلاح ‌كى‌ يطيعوك شاكرين، ‌و‌ يسمعوا منى غير عاصين (و بامتناعى بهم...) اتقوى بهم ‌فى‌ شيخوختى، ‌و‌ يخدمونى ‌فى‌ ضعفى ‌و‌ علتى  
 
(و رب لى صغيرهم) مدنى بالعون ‌من‌ فضلك على تربيتهم تربيه صالحه نافعه.
 
التوكل ‌فى‌ العمل ‌لا‌ ‌فى‌ البطاله ‌و‌ الكسل
 
 (و قولى ضعيفهم ‌و‌ اصح...) اسالك ‌يا‌ الهى ‌ان‌ يكون اولادى بالكامل اصحاء اقوياء ‌و‌ ابرارا اتقياء... ‌و‌ ليس معنى هذا ‌ان‌ يهمل الوالد شان اولاده بالمره، ‌و‌ يترك تدبيرهم لله ‌و‌ ‌هو‌ واقف ينظر ‌و‌ يتفرج، بل معناه ‌ان‌ ياخذ للامر هبته ‌من‌ اجلهم ‌و‌ يكافح بلا كلل ‌و‌ ملل، ‌فى‌ سبيلهم متوكلا على الله مستعينا ‌به‌ ‌فى‌ التوفيق ‌و‌ بلوغ الغايه، ‌و‌ الله سبحانه لايضيع اجر ‌من‌ احسن عملا، كيف ‌و‌ قد امر بالجهاد ‌و‌ النضال ‌و‌ قال فيما قال: «اعملوا فسيرى الله عملكم- 105 التوبه» ‌و‌ ندد بمن يعيش كلا على سواه ‌فى‌ الايه 76 ‌من‌ النحل.
 ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ ‌من‌ ترك الكدح ‌و‌ العمل مع طاقته ‌و‌ قدرته بزعم الاتكال على الله- فقد تمرد على امره تعالى، ‌و‌ وضع رايه فوق مشيئه الخالق ‌و‌ ارادته ‌من‌ حيث يريد ‌او‌ لايريد، ‌و‌ تواتر عن الرسول الاعظم (ص): «اعقلها ‌و‌ توكل» ‌و‌ قال حكيم قديم: ‌ان‌ الله سبحانه امرنا بالتوكل عليه ‌فى‌ العمل ‌لا‌ ‌فى‌ البطاله ‌و‌ الكسل. ‌و‌ بكلام آخر ‌ان‌ التربيه ‌من‌ صنع الانسان، ‌و‌ لها اسس ‌و‌ قوانين تماما كالصناعه ‌و‌ الزراعه ‌و‌ غيرهما، ‌و‌ الامام (ع) ‌فى‌ دعائه هذا يسال الله سبحانه ‌ان‌ يمهد له السبيل الى التنفيذ ‌و‌ القيام بما فرضه عليه ‌من‌ تربيه الاولاد ‌و‌ العنايه بهم ‌و‌ الكدح ‌من‌ اجلهم، ‌و‌ سبق الكلام عن ذلك ‌فى‌ الدعاء رقم 20 ‌و‌ ايضا قد ياتى باسلوب ثالث ‌او‌ رابع.
 
اجهل الناس بالله
 
 (و ادرر على يدى ارزاقهم) ‌ما‌ داموا صغارا ‌و‌ اطفالا حتى اذا بلغوا اشدهم سعوا ‌فى‌ الارض ‌و‌ اكلوا ‌من‌ كد اليمين. ‌و‌ فيه ايماء الى انه ينبغى للانسان ‌ان‌ يحتاط ‌و‌ يحترز ‌من‌ ‌ان‌ يترك ايتاما بلا مال ‌و‌ ‌لا‌ راع ‌و‌ كفيل، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «ان تذر ورثتك اغنياء خير ‌من‌ ‌ان‌ تذرهم عاله يتكففون الناس» ‌و‌ قريب منه قوله تعالى: «و ليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله ‌من‌ فضله- 33 النور».
 ‌و‌ اجهل خلق الله بالله ‌و‌ دينه ‌و‌ سنته ‌و‌ شريعته، ‌من‌ ترك العلاج للشفاء، ‌و‌ السعى للرزق زاعما- بلسان حاله ‌و‌ افعاله- انه قد اخذ ‌من‌ الله عهدا ‌ان‌ يعطيه ‌ما‌ يحتاج بمجرد نيه التوكل دون ‌ان‌ يسرح ‌و‌ يتزحزح! ‌ان‌ الله سبحانه ‌هو‌ الذى يشفى المريض، ‌ما‌ ‌فى‌ ذلك ريب، ‌و‌ لكن بالعلاج، ‌و‌ يطعم الجائع ‌و‌ لكن بالسعى تماما كما يخلق الحيوان ‌من‌ النطفه ‌و‌ الشجره ‌من‌ النواه ‌و‌ الليل ‌و‌ النهار ‌من‌ دوران الارض... ‌و‌ هكذا كل ‌ما‌ ‌فى‌ السموات ‌و‌ الارض ‌من‌ اسباب ‌و‌ مسببات، ترد الى السبب الاول الذى خلق فسوى ‌و‌ الذى قدر فهدى.
 
(و رب لى صغيرهم) مدنى بالعون ‌من‌ فضلك على تربيتهم تربيه صالحه نافعه.
 

 
هذا الجزء ‌من‌ الدعاء واضح لايحتاج الى الشرح ‌و‌ التفسير، ‌و‌ ايضا تقدم بالحرف ‌او‌ بالمضمون ‌فى‌ هذا الفصل ‌و‌ غيره، ‌و‌ لذا نكتفى بالاشاره الى المراد ‌من‌ بعض المفردات، ‌و‌ الفرق بين عطف الوالد على ولده، ‌و‌ عطف هذا على ابيه، ثم نذكر ‌ما‌ يهدف اليه الامام باشاره خاطفه.
 (عضدى) العضد: الساعد ‌و‌ ‌هو‌ ‌من‌ المرفق الى الكتف، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا القوه ‌و‌ المساعده، قال سبحانه: «سنشد عضدك باخيك- 35 القصص» ‌اى‌ يساعدك ‌و‌ يعينك (اودى): ثقلى ‌و‌ حملى، قال ‌عز‌ ‌من‌ قائل: «و لايووده حفظهما- 255 البقره» ‌اى‌ لايثقله حفظهما (حدبين): مشفقين.
 
 بين عطف الوالد ‌و‌ الولد
 
 اوصى سبحانه الولد بوالديه، ‌و‌ امره بالعطف عليهما، ‌و‌ لم يوص الوالد بشى ء ‌من‌ ذلك، ‌و‌ السر واضح، لان الولد بضعه ‌من‌ الوالد بل ‌هو‌ نفسه ‌و‌ ‌لا‌ عكس، قال الامام اميرالمومنين (ع) لولده الامام الحسن (ع): «وجدتك بعضى، بل وجدتك كلى حتى لو ‌ان‌ شيئا اصابك اصابنى» ‌و‌ كتب ولد لوالده: جعلت فداك. فكتب اليه والده: لاتقل مثل هذا، فانت على يومى اصبر منى على يومك. ‌و‌ ‌من‌ الامثال عندنا ‌فى‌ جبل عامل: قلبى على ولدى ‌و‌ قلب ولدى على الحجر. ‌و‌ قال سبحانه: «ان ‌من‌ ازواجكم ‌و‌ اولادكم عدوا لكم فاحذروهم- 14 التغابن» ‌و‌ ‌ما‌ قال: ‌ان‌ ‌من‌ آبائكم و امهاتكم عدوا لكم فاحذروهم، لان عاطفه الوالدين ذاتيه كما اشرنا، اما عاطفه الولد نحو ابويه فهى فى- الغالب- مجرد المصلحه، ‌و‌ قد تكون هذه المصلحه ‌فى‌ موت والده، فينقلب عليه عدوا كما اشارت آيه التغابن، ‌و‌ ‌فى‌ الاشعار:
 ارى ولد الفتى كلا عليه
 لقد سعد الذى امسى عقيما
 فاما ‌ان‌ تربيه عدوا
 ‌و‌ اما ‌ان‌ تخلفه يتيما
 ‌و‌ كنت ذات يوم ‌فى‌ «التكسى» ذاهبا الى المطبعه، ‌و‌ فيها مراهقان، فسمعت احدهما يقول للاخر: هنيئا لك، ابوك ‌من‌ ذوى الاملاك ‌و‌ الاموال. فقال له علنا ‌و‌ بكل صراحه ‌و‌ وقاحه: «لكن العكروت ‌ما‌ كان يموت» ‌و‌ الكثير ‌من‌ الجيل الجديد على هذه الطويه ‌و‌ السجيه.
 ‌و‌ بعد، فان الولد اما نعيم ليس كمثله الا الجنه، ‌و‌ اما جحيم دونه عذاب الحريق، ‌و‌ الويل كل الويل لمن ابتلاه الله بامراه سوء ‌و‌ ولد عاق... ‌و‌ الامام (ع) يدعو الله ‌و‌ يناشده ‌فى‌ ‌ان‌ يمده ‌و‌ يسعده باولاد يحبهم ‌و‌ يحبونه، اذله عليه ‌و‌ على المومنين، اعزه على اعداء الله ‌و‌ اعدائه، ‌و‌ زين له ‌فى‌ مغيبه ‌و‌ محضره ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «ان الله سبحانه رفع العذاب عن رجل، ادرك له ولد صالح، فاصلح طريقا، ‌و‌ آوى يتيما».
 
(و اعذنى ‌و‌ ذريتى...) واضح، ‌و‌ تقدم بالحرف ‌فى‌ الدعاء 23 (فانك خلقتنا ‌و‌ امرتنا...) خلق سبحانه الانسان، ‌و‌ منحه العقل ‌و‌ القدره ‌و‌ الحريه، ‌و‌ بهذه العناصر الثلاثه مجتمعه يستحق الثواب على الطاعه ‌و‌ العقاب على المعصيه (و رهبتنا عقابه) ‌اى‌ خوفتنا عقاب عصيان ‌ما‌ امرتنا ‌به‌ ‌و‌ نهيتنا عنه (و جعلت لنا عدوا) ‌و‌ ‌هو‌ الوسواس الخناس الذى يغلى ‌فى‌ الصدور ‌من‌ الحقد ‌و‌ الحسد ‌و‌ العزم على غيرهما ‌من‌ الماثم... ‌و‌ الدليل على اراده هذا المعنى قوله: اسكنته صدورنا، ‌و‌ اجريته مجارى دمائنا، اما قوله: (سلطته منا على ‌ما‌ لم تسلطنا عليه) فمعناه ‌ان‌ هذا الوسواس الخبيث ‌لا‌ ‌هو‌ يذهب ‌من‌ تلقائه، ‌و‌ ‌لا‌ نحن نستطيع الفرار منه... ‌و‌ هذا صحيح ‌لا‌ ريب فيه، ‌و‌ ‌من‌ اجل ذلك لايحاسب سبحانه ‌و‌ يعاقب على ‌اى‌ شى ء يدور ‌و‌ يمور ‌فى‌ النفس ‌من‌ الافكار ‌و‌ النوايا السوداء الا اذا ظهرت ‌و‌ تجسمت ‌فى‌ قول ‌او‌ فعل.
 
(يومننا عقابك) يضمن لنا الامن ‌و‌ الامان ‌من‌ غضبك ‌و‌ عذابك (و يخوفنا بغيرك) ‌و‌ ‌من‌ ذلك ‌ان‌ الله سبحانه قال: «يا ايها الذين آمنوا انفقوا ‌من‌ طيبات ‌ما‌ كسبتم ‌و‌ مما اخرجنا لكم ‌من‌ الارض- 267 البقره» ‌و‌ النفس الاماره ‌او‌ الوسواس يخوفنا الفقر، ‌ان‌ اطعنا ‌و‌ انفقنا
 
(و ‌ان‌ هممنا بفاحشه شجعنا عليها...) يشير بهذا الى جهاد النفس التى تحاول التغلب بالهوى على العقل ‌و‌ التقوى (و نصب لنا بالشبهات) اظهر لنا الافكار الخاطئه التى تلبس الحق ثوب الباطل ‌و‌ الباطل ثوب الحق، ‌و‌ توقع السذج البسطاء ‌فى‌ الشك ‌و‌ الحيره.
 (ان وعدنا كذبنا...) يعدهم ‌و‌ يمنيهم ‌و‌ ‌ما‌ يعدهم الشيطان الا غرورا 120 النساء (و الا تصرف عنا كيده يضلنا) اقتباس ‌من‌ الايه 33 يوسف: «و الا تصرف عنى كيدهن اصب اليهن» ‌اى‌ ‌ان‌ لم تعنى على نفسى اكن ‌من‌ الجاهلين (و الا تقنا خباله): فساده (يستزلنا) يوقعنا بالزلل ‌و‌ الخطايا
 
(فاقهر سلطانه عنا بسلطانك...) هب لنا ‌من‌ لدنك صبرا عن الحرام، ‌و‌ نصرا على الهوى حتى لانعصيك ‌فى‌ جميع الحالات (تحبسه عنا بكثره الدعاء لك) حثثت على الدعاء، ‌و‌ وعدت بالاجابه، ‌و‌ قد دعونا ‌ان‌ تصدعنا كل مكروه، ‌و‌ توسلنا بك ‌و‌ اكثرنا، فكن لدعائنا مجيبا، ‌و‌ ‌من‌ ندائنا قريبا.
 
(اللهم اعطنى كل سولى...) مطلوبى ‌و‌ ‌هو‌ قضاء حوائجى، فقد انزلتها بك دون سواك (و لاتمنعنى الاجابه، ‌و‌ قد ضمنتها لى) بقولك: «ادعونى استجب لكم- 60 غافر» ثم بين الامام (ع) هذه الحوائج بقوله: «و امنن على بكل ‌ما‌ يصلحنى... هذا ‌هو‌ ‌هم‌ المومن ‌و‌ همته: الصلاح ‌و‌ عمل الخير ‌فى‌ الدنيا، ‌و‌ النجاه ‌و‌ الخلاص ‌فى‌ الاخره، ‌لا‌ التكاثر ‌و‌ التفاخر (ما ذكرت منه ‌و‌ ‌ما‌ نسيت...) واضح، ‌و‌ تقدم مثله ‌فى‌ الدعاء 22.
 
(و اجعلنى ‌فى‌ جميع ذلك ‌من‌ المصلحين بسوالى اياك...) استرشدك بدعائى لكل ‌ما‌ فيه صلاحى ‌فى‌ الدنيا ‌و‌ فوزى ‌فى‌ الاخره (غير الممنزعين بالتوكل عليك) انت ‌يا‌ الهى تسمع الشاكين اليك، ‌و‌ لاتمنع المتوكلين عليك، ‌و‌ انا منهم، ‌و‌ ايضا انا ‌من‌  
 
(المعودين بالتعوذ بك) لقد عودت الذين يتعوذون بك ‌و‌ يلوذون، ‌ان‌ ‌لا‌ تردهم خائبين (الرابحين ‌فى‌ التجاره عليك) ‌اى‌ منك كقوله تعالى: «الذين اذا اكتالوا على الناس- 2 المطففين» ‌اى‌ ‌من‌ الناس، ‌و‌ المجرور متعلق بالرابحين، ‌و‌ المعنى ‌من‌ عمل صالحا لوجه الله تعالى زاده ‌من‌ فضله، ‌و‌ الامام يسال الله ‌ان‌ يجعله ‌من‌ العاملين له ‌لا‌ لسواه، ‌و‌ ‌من‌ (المجارين بعزك): المحفوظين بعنايه الله ‌و‌ حراسته (الموسع عليهم الرزق الحلال...) ‌و‌ ‌لا‌ شى ء اجل ‌و‌ احل ‌من‌ لقمه ياكلها المرء بكدحه ‌و‌ سعيه ‌لا‌ بالرياء ورداء الصلحاء.
 (المعزين ‌من‌ الذل بك) ‌اى‌ بطاعتك، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ اناس طلبوا العز بالنسب ‌و‌ الثراء ‌و‌ الخداع ‌و‌ الرياء فاتضعوا ‌و‌ ذلوا (و المجارين ‌من‌ الظلم بعدلك) اجرنى بعدلك ‌و‌ قدرتك ‌من‌ كل ظالم (و المعافين ‌من‌ البلاء برحمتك...) ارحمنى برحمتك، ‌و‌ امنن على قبل البلاء بعافيتك، ‌و‌ ايضا اغننى بفضلك عن الناس، ‌و‌ ابعدنى بعنايتك عن الخطاء ‌و‌ الخطيئه، ‌و‌ وفقنى للعمل بطاعتك... ‌و‌ كل ذلك تقدم مرارا ‌و‌ تكرارا. ‌و‌ اخيرا اجعلنى ‌فى‌ الاخره ‌من‌ (الساكنين بجوارك) ‌و‌ ‌من‌ سكن ‌فى‌ جوار العظيم الكريم فهو ‌فى‌ حرز حارز، ‌و‌ حصن مانع ‌من‌ كل سوء.
 
(اللهم اعطنا جميع ذلك...) اشاره الى كل ‌ما‌ تقدم ‌من‌ صحه الابدان ‌و‌ الاديان الى وفره الارزاق ‌و‌ السكنى ‌فى‌ جوار الرحمن (و اعط جميع المسلمين ‌و‌ المسلمات...) ختم الامام دعاءه هذا بالرجاء ‌ان‌ يوفق سبحانه ‌و‌ يسهل السبيل الى ‌ما‌ ذكر ‌و‌ سال لنفسه ‌و‌ لذويه ‌و‌ اهل التوحيد، لان ‌من‌ اخص خصائص المومن ‌ان‌ يكون تعاونيا مع الجميع. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: المومن يحب لغيره ‌ما‌ يحب لنفسه... المومنون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر ‌و‌ الحمى» هذا، الى ‌ان‌ العلاقه ‌ما‌ بين افراد المجتمع الواحد حتميه لتشابك المصالح ‌و‌ وحده المصير.
 
(و آتنا ‌فى‌ الدنيا حسنه...) تقدم مثله ‌فى‌ آخر الدعاء 20.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^