فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

لاهل الثغور

لاهل الثغور


 «1» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ حَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ ، ‌و‌ أَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ ، ‌و‌ أَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ ‌من‌ جِدَتِكَ . «2» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ كَثِّرْ عِدَّتَهُمْ ، ‌و‌ اشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ ، ‌و‌ احْرُسْ حَوْزَتَهُمْ ، ‌و‌ امْنَعْ حَوْمَتَهُمْ ، ‌و‌ أَلِّفْ جَمْعَهُمْ ، ‌و‌ دَبِّرْ أَمْرَهُمْ ، ‌و‌ وَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ ، ‌و‌ تَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ ، ‌و‌ اعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ ، ‌و‌ أَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ ، ‌و‌ الْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ . «3» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ عَرِّفْهُمْ ‌ما‌ يَجْهَلُونَ ، ‌و‌ عَلِّمْهُمْ ‌ما‌ ‌لا‌ يَعْلَمُونَ ، ‌و‌ بَصِّرْهُمْ ‌ما‌ ‌لا‌ يُبْصِرُونَ . «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ ، ‌و‌ امْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ ، ‌و‌ اجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، ‌و‌ لَوِّحْ مِنْهَا لِأَبْصَارِهِمْ ‌ما‌ أَعْدَدْتَ فِيهَا ‌من‌ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ ‌و‌ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ ‌و‌ الْحُورِ الْحِسَانِ ‌و‌ الْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ ‌و‌ الْأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الَّثمَرِ حَتَّى ‌لا‌ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْاِدْبَارِ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَارٍ . «5» اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ ، ‌و‌ اقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ ، ‌و‌ فَرِّقْ بَيْنَهُمْ ‌و‌ بَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، ‌و‌ اخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ ، ‌و‌ بَاعِدْ بَيْنَهُمْ ‌و‌ بَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ ، ‌و‌ حَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ ، ‌و‌ ضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ ، ‌و‌ انْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ ، ‌و‌ امْلَأْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ ، ‌و‌ اقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ ، ‌و‌ اخْزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ ، ‌و‌ شَرِّدْ بِهِمْ ‌من‌ خَلْفَهُمْ ‌و‌ نَكِّلْ بِهِمْ ‌من‌ وَرَاءَهُمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَاعَ ‌من‌ بَعْدَهُمْ . «6» اللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ ، ‌و‌ يَبِّسْ أَصْلَابَ رِجَالِهِمْ ، ‌و‌ اقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ ‌و‌ أَنْعَامِهِمْ ، ‌لا‌ تَأْذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْرٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ لِأَرْضِهِمْ فِي نَبَاتٍ . «7» اللَّهُمَّ ‌و‌ قَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ حَصِّنْ ‌به‌ دِيَارَهُمْ ، ‌و‌ ثَمِّرْ ‌به‌ أَمْوَالَهُمْ ، ‌و‌ فَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ ، ‌و‌ عَنْ مُنَابَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ حَتَّى ‌لا‌ يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ غَيْرُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُعَفَّرَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ . «8» اللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ نَاحِيَةٍ ‌من‌ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ‌من‌ بِإِزَائِهِمْ ‌من‌ الْمُشْرِكِينَ ، ‌و‌ أَمْدِدْهُمْ بِمَلَائِكَةٍ ‌من‌ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُوهُمْ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ قَتْلًا فِي أَرْضِكَ ‌و‌ أَسْراً ، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي ‌لا‌ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَکَ ‌لا‌ شَرِيکَ لَکَ . «9» اللَّهُمَّ ‌و‌ اعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلَادِ ‌من‌ الْهِنْدِ ‌و‌ الرُّومِ ‌و‌ التُّرْكِ ‌و‌ الْخَزَرِ ‌و‌ الْحَبَشِ ‌و‌ النُّوبَةِ ‌و‌ الزَّنْجِ ‌و‌ السَّقَالِبَةِ ‌و‌ الدَّيَالِمَةِ ‌و‌ سَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ ، الَّذِينَ تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ ‌و‌ صِفَاتُهُمْ ، ‌و‌ قَدْ أَحْصَيْتهم بِمَعْرِفَتِکَ ، ‌و‌ أَشْرَفْتَ عَلَيْهِمَ بِقُدْرَتِکَ . «10» اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ ، ‌و‌ خُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ ، ‌و‌ ثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الِاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ . «11» اللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ ‌من‌ الْأَمَنَةِ ، ‌و‌ أَبْدَانَهُمْ ‌من‌ الْقُوَّةِ ، ‌و‌ أَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الِاحْتِيَالِ ، ‌و‌ أَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ ، ‌و‌ جَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ ، ‌و‌ ابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ بِبَأْسٍ ‌من‌ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ ، تَقْطَعُ ‌به‌ دَابِرَهُمْ ‌و‌ تَحْصُدُ ‌به‌ شَوْكَتَهُمْ ، ‌و‌ تُفَرِّقُ ‌به‌ عَدَدَهُمْ . «12» اللَّهُمَّ ‌و‌ امْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ ، ‌و‌ أَطْعِمَتَهُمْ بِالْأَدْوَاءِ ، ‌و‌ ارْمِ بِلَادَهُمْ بِالْخُسُوفِ ، ‌و‌ أَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ ، ‌و‌ افْرَعْهَا بِالُْمحُولِ ، ‌و‌ اجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ ‌و‌ أَبْعَدِهَا عَنْهُمْ ، ‌و‌ امْنَعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ ‌و‌ السُّقْمِ الْأَلِيمِ . «13» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ ‌من‌ أَهْلِ مِلَّتِكَ ، أَوْ مُجَاهِدٍ جَاهَدَهُمْ ‌من‌ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الْأَعْلَى ‌و‌ حِزْبُكَ الْأَقْوَى ‌و‌ حَظُّكَ الْأَوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ ، ‌و‌ هَيِّىْ لَهُ الْأَمْرَ ، ‌و‌ تَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ ، ‌و‌ تَخَيَّرْ لَهُ الْأَصْحَابَ ، ‌و‌ اسْتَقْوِ لَهُ ، الظَّهْرَ ، ‌و‌ أَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ ، ‌و‌ مَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ ، ‌و‌ أَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ ، ‌و‌ أَجِرْهُ ‌من‌ ‌غم‌ الْوَحْشَةِ ، ‌و‌ أَنْسِهِ ذِکْرَ الْاَهْلِ ‌و‌ الْوَلَدِ . «14» ‌و‌ أْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ ، ‌و‌ تَوَلَّهُ بِالْعَافِيَةِ ، ‌و‌ أَصْحِبْهُ السَّلَامَةَ ، ‌و‌ أَعْفِهِ ‌من‌ الْجُبْنِ ، ‌و‌ أَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ ، ‌و‌ ارْزُقْهُ الشِّدَّةَ ، ‌و‌ أَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ ، ‌و‌ عَلِّمْهُ السِّيَرَ ‌و‌ السُّنَنَ ، ‌و‌ سَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ ، الْجُرْأَةَ اَعْزِلْ عَنْهُ الرِّيَاءَ ، ‌و‌ خَلِّصْهُ ‌من‌ السُّمْعَةِ ، ‌و‌ اجْعَلْ فِكْرَهُ ‌و‌ ذِکْرَهُ ‌و‌ ظَعْنَهُ ‌و‌ اِقَامَتَهُ ، فِيِکَ ‌و‌ لَکَ . «15» فَإِذَا صَافَّ عَدُوَّكَ ‌و‌ عَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ ، ‌و‌ صَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ ، ‌و‌ أَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُدِلْهُمْ مِنْهُ ، فَإِنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ ، ‌و‌ قَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الْأَسْرُ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ تَأْمَنَ أَطْرَافُ الْمُسْلِمِينَ ، ‌و‌ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ . «16» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ ، أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيهِ فِي غَيْبَتِهِ ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَةٍ ‌من‌ مَالِهِ ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَادٍ ، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَادٍ ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً ، أَوْ رَعَى لَهُ ‌من‌ وَرَائِهِ حُرْمَةً ، فَآجِرْ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ ‌و‌ مِثْلًا بِمِثْلٍ ، ‌و‌ عَوِّضْهُ ‌من‌ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ ‌به‌ نَفْعَ ‌ما‌ قَدَّمَ ‌و‌ سُرُورَ ‌ما‌ أَتَى ‌به‌ ، إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ ‌به‌ الْوَقْتُ إِلَى ‌ما‌ أَجْرَيْتَ لَهُ ‌من‌ فَضْلِكَ ، ‌و‌ أَعْدَدْتَ لَهُ ‌من‌ كَرَامَتِكَ . «17» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَهَمَّهُ أَمْرُ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ أَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ فَنَوَى غَزْواً ، أَوْ ‌هم‌ بِجِهَادٍ فَقَعَدَ ‌به‌ ضَعْفٌ ، أَوْ أَبْطَأَتْ ‌به‌ فَاقَةٌ ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إِرَادَتِهِ مَانِعٌ فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِي الْعَابِدِينَ ، ‌و‌ أَوْجِبْ لَهُ ثَوَابَ الُْمجَاهِدِينَ ، ‌و‌ اجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ ‌و‌ الصَّالِحِينَ . «18» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، صَلَاةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ ، صَلَاةً ‌لا‌ يَنْتَهِي أَمَدُهَا ، ‌و‌ ‌لا‌ يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ ‌ما‌ مَضَى ‌من‌ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَدٍ ‌من‌ أَوْلِيَائِكَ ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ
 
(و حصن ثغور المسلمين...) الثغور هنا تعم ‌و‌ تشمل كل مكان يخاف منه هجوم العدو سواء اكان حدا كجبل عامل بين لبنان ‌و‌ اسرائيل ‌ام‌ كان بعيدا عن الحدود ، علما بانه ‌لا‌ ثغور ‌و‌ حدود ‌و‌ حصون ‌فى‌ العصر الراهن مع الطائرات السريعه المقاتله ‌و‌ الصواريخ عابرات القارات... ‌و‌ غير بعيد ‌ان‌ تقيم غدا ‌او‌ بعد غد دول للقنابل النوويه قواعد حربيه على سطح القمر. ‌و‌ على ايه حال فان مراد الامام هنا ‌و‌ القصد ‌من‌ الايه 60 الانفال: «و ‌من‌ رباط الخيل» ‌هو‌ الاستعداد ‌و‌ التسلح بسلاح العدو ‌و‌ القوه الرادعه له عن العدوان ايا كان نوعها، فان الذى يتبدل ‌و‌ يتغير ‌هو‌ الشكل ‌و‌ المظهر ‌لا‌ اصل الفكره ‌و‌ الجوهر.
 
الجهاد ‌فى‌ الاسلام
 
 الجهاد اصل اصيل ‌فى‌ الاسلام حيث ‌لا‌ ‌حق‌ ‌و‌ ‌لا‌ عدل بلا قوه رادعه، ‌و‌ القوه بلا ‌حق‌ ‌و‌ عدل فساد ‌و‌ استبداد، قال سبحانه: «و قاتلوهم حتى لاتكون فتنه ‌و‌ يكون الدين كله لله- 39 الانفال...» الا تفعلوا تكن فتنه ‌فى‌ الارض ‌و‌ فساد- 73 الانفال... «يا ايها النبى جاهد الكفار ‌و‌ المنافقين ‌و‌ اغلظ عليهم- 73 التوبه» ‌و‌ ادل آيه على مكانه الجهاد ‌و‌ عظمته قوله تعالى: «فقاتل ‌فى‌ سبيل الله لاتكلف الا نفسك- 84 النساء» ‌و‌ هذا الخطاب الحاسم القاطع موجه للنبى وحده، ‌و‌ العدو الوف مالفه، اما السبب الموجب لنزول هذه الايه فهو قول ‌من‌ قال: «ربنا لم كتبت علينا القتال لو ‌لا‌ اخرتنا الى اجل قريب- 77 النساء». ‌و‌ قال عارف بمقاصد القرآن: ‌و‌ هكذا يعامل الله رسله القاده، على اساس نفسى ‌هو‌ نسيانهم غريزه المحافظه على الذات ‌فى‌ سبيل ابلاغ رسالاتهم ‌و‌ اداء واجبهم.
 ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: يشفع يوم القيامه ثلاثه: الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء. ‌و‌ ‌فى‌ حديث آخر: يشفع الشهيد ‌فى‌ سبعين ‌من‌ اهل بيته.
 ‌و‌ قال ختال محتال: الاسلام دين حربى! فاجابه الشيخ محمد عبده ‌فى‌ الصحف ‌و‌ كتاب الاسلام ‌و‌ النصرانيه: «الاسلام دين العفو ‌و‌ المسامحه بنص الايه 199 ‌من‌ الاعراف: خذ العفو ‌و‌ امر بالعرف ‌و‌ اعرض عن الجاهلين. ‌و‌ لكن القتال فيه ‌رد‌ لاعتداء المعتدين على الحق ‌و‌ اهله الى ‌ان‌ يامن شرهم، ‌و‌ يامن السلامه ‌من‌ غوائلهم... ‌ان‌ دفع الشر بالشر عند القدره عليه ‌و‌ عدم التمكن ‌من‌ سواه طبيعه ‌فى‌ الانسان».
 ‌و‌ قال الامام اميرالمومنين (ع): «احصد الشر ‌من‌ صدر غيرك بقلعه من صدرك» ‌و‌ ايضا قال: «ردوا الحجر ‌من‌ حيث جاء، فان الشر لايدفعه الا الشر» ‌اى‌ لم اذا لم يمكن دفعه بالاحسن.
 (و اسبغ عليهم ‌من‌ جدتك) اسبع الله عليك النعمه: اتمها، ‌و‌ عطاياهم: رواتبهم ‌و‌ تحسين حالهم، ‌و‌ الجده: الغنى ‌و‌ القدره، ‌و‌ المعنى سهل عليهم الطريق لحياه افضل  
 
(و كثر عدتهم) بكسر العين: جماعتهم ‌و‌ بضمها: القوه ‌و‌ الاستعداد (و اشحذ اسلحتهم) اشحذ السيف: احده، ‌و‌ المراد هنا ‌ان‌ تفعل الاسلحه فعلها بالعدو ‌من‌ ‌اى‌ نوع كانت ‌و‌ تكون (و احرس حوزتهم) ناحيتهم (و امنع): ‌من‌ المناعه ‌و‌ الحصانه (حومتهم): شدتهم ‌و‌ عظمتهم.
 (و واتربين ميرهم) واتر: تابع، ‌و‌ الميره: الغذاء المنقول ‌من‌ بلد الى آخر، ‌و‌ المراد هنا ‌ان‌ تكون الطريق الى الجنود سالكه آمنه ‌كى‌ يصل اليهم جميع ‌ما‌ يحتاجون اليه ‌من‌ نجده ‌و‌ سلاح ‌و‌ غذاء (و توحد بكفايه...) انت ‌يا‌ الهى وحدك تفرض النصر، ‌و‌ تمنح الصبر ‌فى‌ الجهاد، ‌و‌ تلهم تدبير الامر ‌و‌ احكامه ‌ضد‌ العدو- ‌و‌ هذا التدبير ‌و‌ الاحكام ‌هو‌ الذى اراده الامام ‌من‌ كلمه «مكر» ‌فى‌ دعائه- ‌و‌ ‌ما‌ دمت المتفرد المتوحد بكل ذلك فامنن ‌به‌ على حماه ثغور المسلمين، فانك المنان الكريم.
 
(عرفهم ‌ما‌ يجهلون) ‌من‌ من خطط الحرب ‌و‌ اصول القتال (و علمهم... ‌و‌ بصرهم) عطف تكرار
 
(و انسبهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم...) المنفعه العاجله مطلوبه، ‌و‌ الدنيا محبوبه لكل البشر بالطبع ‌و‌ الفطره. قال الامام على (ع): «الناس ابناء الدنيا، ‌و‌ ‌لا‌ يلام الرجل على حب امه» ‌و‌ اذن الزهد ‌فى‌ الدنيا صعب ‌و‌ عسير، ‌و‌ هن هنا سال الامام ‌ان‌ يقطع الله امل المحاربين ‌من‌ الدنيا، ‌و‌ يجعل لهم سلطانا على انفسهم ‌و‌ قهر شهواتهم ‌و‌ نسيان اهلهم ‌و‌ ذويهم.
 
 صاحب الحاجه  ‌و‌ كل ‌من‌ يحرص على شهوته ‌و‌ قضاء حاجته الخاصه فهو عبد لها ‌و‌ اسير، ‌لا‌ يقول ‌و‌ يفعل الا بوحيها، ‌و‌ ‌لا‌ وزن عنده للحق ‌و‌ الايمان ‌و‌ ‌لا‌ للعدل ‌و‌ الوجدان ‌و‌ ‌ان‌ خيل اليه انه ذو دين ‌و‌ ضمير ‌و‌ كرامه ‌و‌ شهامه، قال الامام على (ع): الامانى تعمى البصائر، ‌و‌ ‌فى‌ الامثال: «صاحب الحاجه اعمى لايرى الا قضاءها» ‌و‌ ‌ما‌ رايت اجبن ‌و‌ احقر ‌و‌ اذل ‌و‌ اصغر ‌من‌ ضعيف الناس اذا احتاج، اما ضعيف فيبيع دينهم للشيطان حتى ‌و‌ لو كان اغنى الاغنياء.
 
(و اجعل الجنه نصب اعينهم...) اذا احب الانسان الدنيا بفطرته كما اشرنا، فمحال ‌ان‌ يتركها الا الى الافضل ‌و‌ الاكمل، ‌و‌ ‌لا‌ شى ء كالجنه التى فيها ‌ما‌ يلذ الاعين، ‌و‌ تشتهى الانفس. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: كل نعيم دون الجنه فهو محقور. ‌و‌ لذا سال الامام ‌ان‌ يعرف سبحانه المجاهدين بحقيقه الجنه ‌و‌ نعيمها كما بشرهم بها ‌كى‌ يكونوا على علم بقيمه الصفقه، ‌و‌ انها المنفعتهم الذاتيه ‌و‌ للعلو ‌من‌ شانهم دنيا ‌و‌ آخره، فبذلوا الثمن بنفس راضيه تمام الرضا.
 
بعد ‌ان‌ دعا الامام (ع) للمجاهدين المدافعين عن الحريه ‌و‌ الكرامه ‌و‌ الارواح ‌و‌ الاموال ‌و‌ الاوطان- دعا على الاشرار الاقذار الذين يعتدون على عباد الله ‌و‌ بلاده، ‌و‌ يثيرون الحروب ‌و‌ الفتن. ‌و‌ ينهبون الاقوات، ‌و‌ يشردون الامنين، دعا عليهم ‌و‌ ‌ان‌ انتسبوا الى الاسلام، ‌و‌ قال: (اللهم افلل بذلك عدوهم) ذلك اشاره الى ثبات اهل الثغور ‌و‌ صبرهم على الجهاد ‌و‌ عدم فرارهم من الزحف، ‌و‌ افلل: اهزم ‌و‌ اكسر، ‌و‌ ضمير الغائبين ‌فى‌ عدوهم يعود الى المجاهدين المحقين (و اقلم اظافرهم) امنع اذاهم (و فرق بينهم ‌و‌ بين اسلحتهم) كنايه عن حصارهم ‌و‌ الاحاطه بهم ‌و‌ منع الامداد عنهم.
 (و اخلع ‌و‌ ثائق افئدتهم) املا قلوبهم بالخوف ‌من‌ جيش المسلمين، ‌و‌ بالقنوط ‌من‌ النصر ‌و‌ النجاه (و باعد بينهم ‌و‌ بين ازودتهم): جمع زاد على غير قياس، عطف تكرار على فرق بينهم ‌و‌ بين اسلحتهم، ‌او‌ عطف عام على خاص، ‌ان‌ اريد بالازوده مطلق الامداد، ‌و‌ بالاسلحه المعنى الظاهر (و حيرهم ‌فى‌ سبلهم) بحيث لايستطيعون حيله، ‌و‌ لايهتدون الى النصر سبيلا (و ظلهم عن وجوههم) اعم ابصارهم ‌و‌ قلوبهم عما يضمرون ‌و‌ يقصدون (و اقطع عنهم المدد) عطف تكرار على باعد بينهم ‌و‌ بين ازودتهم (و املا افئدتهم الرعب) عطف تفسير على اخلع ‌و‌ ثائق افئدتهم (و اقبض ايديهم عن البسط) عطف تكرار على اقلم اظافرهم (و اخزم): اخرس ‌و‌ امنع (و شرد بهم)،: اهزمهم (و نكل بهم): انزل بهم الكوارث ‌و‌ الزلازل (و اقطع بخزيهم اطماع ‌من‌ بعدهم) اجعلهم درسا نافعا لمن يحدث نفسه بالعدوان على عبادك ‌و‌ عيالك.
 
ما زال الدعاء على الذين يسعون ‌فى‌ الارض فسادا سواء اكانوا ملحدين ‌ام‌ ينطقون باسم الله الكريم... ‌و‌ ‌من‌ ‌كف‌ اذاه عن الناس فهو حمى الشريعه الالهيه المحمديه حتى ‌و‌ لو كان جاحدا لان حسابه على خالقه الذى قال لنبيه الكريم: «ما عليك ‌من‌ حسابهم ‌من‌ شى ء- 52 الانعام... «ان الينا ايابهم ثم علينا حسابهم- 65 الغاشيه» ‌و‌ فوق ذلك سمح الاسلام للمسلمين ‌ان‌ يحسنوا لمن يخالفهم ‌فى‌ العقيده اذا ‌هو‌ ‌كف‌ شره ‌و‌ ضره كما ‌فى‌ الايه 8 ‌من‌ الممتحنه ‌و‌ 193 ‌من‌ البقره.
 (عقم ارحام نسائهم ‌و‌ يبس اصلاب رجالهم) اصلاب: جمع صلب بضم الصاد، ‌و‌ المراد ‌به‌ سلسله فقرات الظهر التى تمتد ‌من‌ اعلاه الى اسفله، ‌و‌ دعا الامام (ع) عليهم بالعقم نساء ‌و‌ رجالا، لان الحيه لاتلد الا حيه «انك ‌ان‌ تذرهم يضلوا عبادك ‌و‌ لايلدوا الا فاجرا كفارا- 27 نوح» (و اقطع نسل دوابهم): جمع دابه، ‌و‌ هى لغه ‌فى‌ كل ‌من‌ ‌و‌ ‌ما‌ دب على الارض، ثم تغلبت على ‌ما‌ يركب ‌و‌ يحمل عليه فقط (و الانعام): الابل ‌و‌ البقر ‌و‌ الغنم، ‌و‌ كانت هذه الدواب ‌من‌ اهم الوسائل ‌و‌ الاسباب للانتاج ‌و‌ المواصلات، ‌و‌ دعا عليها الامام (ع) لانهم كانوا يستعينون بها ‌و‌ يتقوون ‌فى‌ الحرب ‌و‌ القتال.
 (لاتاذن لسمائهم...) امنع عنهم بركات السموات ‌و‌ الارض  
 
(و قو بذلك) اشاره الى نزول الكوارث ‌و‌ النكبات بالاعداء الطغاه (محال اهل الاسلام)
 
 
المحال بكسر الميم: احكام التدبير ‌و‌ بعد النظر، ‌و‌ القصد ‌ان‌ يجعل الله سبحانه ضعف الاشرار قوه للاخيار (و حصن ديارهم) عطف تكرار على قو، لان التحصين ‌من‌ مظاهر القوه (و ثمر اموالهم) ‌زد‌ الانتاج اضعافا كثيره (و فرغهم عن محاربتهم لعبادتك) متعلق بفرغهم (و عن منابذتهم) عن مخالفتهم، ‌و‌ المعنى انصر المجاهدين ‌فى‌ سبيلك على الطغاه المعتدين ‌كى‌ يتفرغوا للعمل ‌من‌ اجل حياه افضل... ‌و‌ ‌ان‌ قال قائل: ‌لا‌ شى ء افضل ‌من‌ الجهاد. قلنا ‌فى‌ جوابه: ليس الجهاد غايه ‌فى‌ نفسه، بل وسيله ليعيش الناس ‌فى‌ اخاء ‌و‌ هناء ‌لا‌ ‌فى‌ حرب ‌و‌ شقاء، ليتعاونوا يدا واحده على ‌ما‌ فيه لله رضا، ‌و‌ لعباده خير ‌و‌ صلاح.
 
(اللهم اغز بكل ناحيه ‌من‌ المسلمين على ‌من‌ بازائهم ‌من‌ المشركين) الازاء بكسر الهمزه: المقابل ‌و‌ المجاور، ‌و‌ ‌من‌ المعلوم ‌ان‌ المشركين كانوا ‌فى‌ عهد الامام السجاد (ع) ابغض الناس للاسلام ‌و‌ اشدهم على اهله، يتربصون بهم الدوائر، ‌و‌ يبيتون لهم ‌كم‌ شر، ‌و‌ الامام يدعو الله سبحانه ‌ان‌ يسهل لانصار الحق ‌و‌ العدل سبيل الغز ‌و‌ الغلبه على اعدائه ‌و‌ اعداء الانسانيه جمعاء (حتى يكشفوهم الى منقطع التراب قتلا ‌فى‌ ارضك ‌و‌ اسرا) منقطع الشى ء: نهايته، ‌و‌ المراد بالتراب هنا الارض بقرينه قوله ‌فى‌ «ارضك» ‌و‌ المعنى انصر اللهم المحقين على المبطلين حتى لايبقى على وجه الارض ‌من‌ بدايتها الى نهايتها- احد ‌فى‌ ارضك ‌من‌ المعتدين ‌و‌ المفسدين (او يقروا بانك انت...) ‌او‌ يتوبوا ‌و‌ يكفوا عن الفساد ‌و‌ الضلال.
 
(و اعمم بذلك اعدائك ‌فى‌ اقطار البلاد...) يشير الامام (ع) بقوله هذا الى حديث جده الرسول الاعظم (ص) الذى رواه العشرات ‌من‌ رجال الشيعه ‌و‌ اكثر ‌من‌ مئه ‌من‌ رجال السنه بمذاهبهم الاربعه ‌و‌ هو: «لو لم يبق ‌من‌ الدنيا الا يوم واحد لبعث الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ رجلا ‌من‌ اهل بيتى يملاها- ‌اى‌ يملا الدنيا- عدلا كما ملئت جورا».
 
و ‌فى‌ العديد ‌من‌ الروايات: ‌ان‌ الله سبحانه يخرج ‌من‌ ذريه محمد (ص) رجلا يسهل له كل عسير، ‌و‌ يذلل له كل صعب، ‌و‌ يقرب ‌به‌ كل بعيد، ‌و‌ يقهر ‌به‌ كل جبار عنيد، ‌و‌ يسوق ‌به‌ بركات السموات ‌و‌ الارض، ‌و‌ لايظلم احد احدا، ‌و‌ لايخاف شى ء ‌من‌ شى ء، ‌و‌ لايراق محجمه دم، ‌و‌ تستوى الارزاق بين الناس، ‌و‌ يقتسمون بالسويه، ‌و‌ يكون الجميع على احسن حال، ‌و‌ اذا سافر انسان الى مكان بعيد لايصحب معه زادا ‌و‌ ‌لا‌ مالا... الى كل ‌ما‌ ‌لا‌ عين رات ‌و‌ ‌لا‌ اذن سمعت. انظر كتاب الشجره المباركه للشيخ على اليزدى ‌و‌ البحار للمجلسى ج 13 ‌و‌ على ‌و‌ القرآن للمولف.
 ‌و‌ رب قائل: هذا كلام حلو ‌و‌ جميل، ‌و‌ لكنه مجرد حلم ‌و‌ وهم، ‌و‌ هل يمكن ‌ان‌ تقوم للبشر حياه على غير حرب ‌و‌ نهب ‌و‌ حسد ‌و‌ حقد ‌و‌ تكاثر ‌و‌ تفاخر؟ الجواب: اجل، يمكن بكل توكيد، ‌و‌ ‌ان‌ ذلك لواقع ‌لا‌ محاله ‌و‌ لو بعد مئه حين ‌و‌ حين، اولا لان دوام الحال ‌من‌ المحال، ‌و‌ بخاصه ‌فى‌ الاحوال الاجتماعيه. ثانيا: لانه ‌من‌ صنع الانسان، ‌و‌ ‌هو‌ قادر على التحويل ‌و‌ التغيير، فكم ‌من‌ امه خرجت ‌من‌ الظلمات الى النور، ‌من‌ الغار الى ارقى الحضارات، فوحدت الصفوف بعد الشتات ‌و‌ التفتيت، ‌و‌ اصبحت قوه ترجى ‌و‌ تخشى ‌فى‌ العالم كله بعد ‌ان‌ كانت ‌لا‌ شى ء يذكر.
 ‌و‌ هل ‌من‌ عاقل على وجه الارض يستطيع القول ‌و‌ الجزم بان كرامه الانسان لن تقوم لها- بعد اليوم- قائمه، ‌و‌ ‌ان‌ الثورات الاصلاحيه قد ذهبت الى غير رجعه؟... ‌و‌ ‌ما‌ خروج المهدى المنتظر الا ثوره على الفساد ‌فى‌ الارض ‌و‌ على كل ضار ‌و‌ مفترس يعيش ‌او‌ يحاول العيش على دماء المستضعفين. ‌و‌ اذن فاين الخرافه ‌و‌ السخافه؟ ‌و‌ علام الهجمات ‌و‌ الحفلات بالدس ‌و‌ الافتراء ‌و‌ السخريه ‌و‌ الاستهزاء؟.
 
(اللهم اشغل المشركين عن تناول اطراف المسلمين) المراد بالمشركين هنا الزمره القذره الباغيه التى تخل بالامن، ‌و‌ تعكر صفو الحياه بالسلب ‌و‌ النهب ‌و‌ اثاره الفتن ‌و‌ الحروب... ‌و‌ ‌لا‌ سبيل- ‌فى‌ الحياه الدنيا- على ‌من‌ ‌كف‌ اذاه عن عباد الله ‌و‌ عياله كائنا ‌من‌ كان، لان الدعاء مختص بمن يحاول الاعتداء على المسلمين، ‌و‌ لقوله تعالى: «فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين»- 193 البقره.
 ‌و‌ الخلاصه ‌ان‌ اتفاق الاشرار ‌شر‌ ‌و‌ نقمه على العالمين حتى ‌و‌ لو نطقوا بكلمه التوحيد، ‌و‌ اختلافهم خير ‌و‌ رحمه على الناس اجمعين.
 (و خذهم بالنقص عن تنقصهم) تقول: نقص الانتاج هذه السنه، اى ‌قل‌ عما ‌هو‌ المعتاد ‌و‌ المعهود. ‌و‌ تقول: تنقص ماء البئر، ‌اى‌ يذهب ماوه شيئا فشيئا، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ الطغاه ملاوا الدنيا فسادا ‌و‌ عدوانا، فخذهم ‌يا‌ الهى بالنقص ‌و‌ التنقص ‌من‌ الاموال ‌و‌ الانفس ‌كى‌ يامن العباد ‌و‌ البلاد ‌من‌ شرهم ‌و‌ جورهم (و ثبطهم بالفرقه عن الاحتشاد عليهم) يقال: ثبطه عن لامر اذا اقعده ‌و‌ صرفه عنه، ‌و‌ المعنى اوقع العداوه ‌و‌ البغضاء بين العتاه المعتدين، ‌و‌ اشغلهم بانفسهم عن الحشد ‌و‌ الجمع لحرب الامنين.
 
(اللهم اخل قلوبهم ‌من‌ الامنه) ‌و‌ املاها بالفزع ‌و‌ الهلع ‌من‌ قوه المسلمين ‌و‌ هيبتهم... ‌و‌ الايه اليوم معكوسه، فالمسلمون ‌هم‌ الذين يخافون ‌ان‌ يتخطفهم الذئاب ‌و‌ كل ذى ناب، ‌لا‌ لشى ء الا لانهم عصوا الله ‌فى‌ نصحه ‌و‌ قوله: «و لاتنازعوا فتفشلوا ‌و‌ تذهب ريحكم- 46 الانفال» ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: اعطو الله طاعتكم... ‌او‌ لينقلن الله عنكم سلطان الاسلام، ثم لاينقله اليكم ابدا حتى يرجع الامر الى غيركم (و ابدانهم ‌من‌ القوه) ‌و‌ القوه اليوم للعلم ‌و‌ المخترعات ‌لا‌ للسواعد ‌و‌ العضلات.
 (و اذهل قلوبهم عن الاحتيال) عن التجسس ‌و‌ التامر ‌و‌ الدعايات الكاذبه (و اوهن اركانهم عن منازله الرجال...) كنايه عن القوه بشتى مظاهرها حيث ‌لا‌ منازله اليوم بين الرجال ‌و‌ الابطال، بل بين القواعد العسكريه ‌و‌ الاساطيل البحريه ‌و‌ الجويه ‌و‌ الاسلحه الجهنميه كما تقدم (و تقطع ‌به‌ دابرهم): آخرهم حتى لايبقى منهم احد (و شوكتهم): قوتهم.
 
 اسلام بغير مسلمين
 ‌و‌ ‌لا‌ ادرى باى شى ء يدعو الامام السجاد (ع) لو كان ‌فى‌ هذا العصر، يرى الجيوش ‌و‌ القواعد العسكريه ‌و‌ التسهيلات لاعداء الاسلام ‌و‌ المسلمين ‌فى‌ قلب بلادهم؟ ‌و‌ ‌فى‌ سفينه البحار: «ياتى زمان على امتى لايبقى للقرآن الا رسمه، ‌و‌ ‌لا‌ للاسلام الا اسمه، يسمون ‌به‌ وهم ابعد الناس عنه... ففقهاء ذلك الزمان ‌شر‌ فقهاء تحت ظل السماء» ‌و‌ قال الشيخ محمد عبده: قد تجد ‌فى‌ اوربا مسلمين بغير اسلام، ‌و‌ ‌فى‌ البلاد الاسلاميه اسلاما بغير مسلمين.
 
(اللهم امزج مياههم بالوباء ‌و‌ اطعمهتم بالادواء) الوباء ‌و‌ الادواء الامراض، ‌و‌ المراد هنا بذور المرض ‌و‌ اسبابه بوجه عام كتلويث الارض ‌و‌ الماء ‌و‌ الهواء بالغازات السامه ‌و‌ نفايات المصانع ‌و‌ غيرها ‌من‌ الجراثم ‌و‌ الاقذار... ‌و‌ دعاء الامام (ع) يومى ء الى ‌ان‌ الامراض كلها ‌او‌ جلها ترجع الى الاطعمه ‌و‌ الاشربه، ‌و‌ ‌لا‌ ريب ‌فى‌ ذلك عند اهل الاختصاص. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف:
 
«المعده بيت الداء، ‌و‌ الحميه راس الدواء، ‌و‌ عودوا بدنا ‌ما‌ اعتاد» ‌و‌ انما كانت المعده بيت الداء، لانها مستودع الغذاء طعاما ‌و‌ شرابا. ‌و‌ بالمناسبه كان القدامى يتصارعون ‌و‌ يتطاحنون على الماء تماما كما هى الحال الان بين الدول الكبرى ‌فى‌ التنافس ‌و‌ التسابق الى الذهب الاسود.
 (و ارم بلادهم بالخسوف) خسفت الارض: انشقت، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ تنشق الارض ‌و‌ تبتلع ‌ما‌ على ظهرها مما يملكون ‌و‌ يقتنون، قال سبحانه: «فخسفنا ‌به‌ ‌و‌ بداره الارض- 81 القصص» (الح عليها بالقذوف) بريح عاصفه قاصفه لاتبقى ‌و‌ لاتذر لهم ‌من‌ شى ء (و افرعها بالمحول) فرع راسه بالعصا: ضربه بها، ‌و‌ ارض محول: جذبه (و اجعل ميرهم): جمع ميره، ‌و‌ هى الطعام يجلب ‌من‌ بلد لاخر (فى اخص ارضك) ‌فى‌ اكثرها جدبا ‌و‌ اقلها خيرا (و امنع حصونها منهم...) ضمير الغائب ‌فى‌ حصونها للميره، ‌و‌ المعنى اجعل الاقوات ‌فى‌ حصون حصينه لايستطيع اعداء الله ‌و‌ الانسانيه الوصول اليها حتى يموتوا جوعا ‌و‌ مرضا.
 
(اللهم ‌و‌ ‌اى‌ غاز...) الغزو: السير الى العدو ‌و‌ قتاله ‌فى‌ عقر داره، ‌و‌ الجهاد اعم ‌و‌ اشمل، ‌و‌ المله: الشريعه الدينيه ‌و‌ ايضا تطلق على الدين بوجه عام، ‌و‌ السنه: الشريعه ‌و‌ الطريقه... لما دعا الامام (ع) لاهل الثغور ‌و‌ حماه الحدود، دعا لكل ‌من‌ غزا ‌و‌ جاهد لنصره الحق ‌و‌ اعزازه ‌و‌ خذلان الباطل ‌و‌ اذلاله (فلقه) جواب ‌اى‌ غاز ‌و‌ مجاهد، ‌و‌ المعنى اعط كل مكافح ‌و‌ مناضل ‌فى‌ سبيلك (اليسر ‌و‌ هيى ء له الامر ‌و‌ توله بالنجح) اشمله بعنايتك ‌و‌ رعايتك، ‌و‌ اكتب له الفوز ‌و‌ النجاح (و تخير له الاصحاب) ‌من‌ اهل الصدق ‌و‌ الوفاء ‌لا‌ ‌من‌ اهل الكذب ‌و‌ الرياء.
 
(و استقوله الظهر) المراد بالظهر هنا كل ‌ما‌ يركب ‌من‌ سياره ‌او‌ حماره تبعا للزمان ‌و‌ تطوره (و اسبغ عليه ‌فى‌ النفقه) اغنه ‌من‌ فضلك، ‌و‌ وسع عليه ‌من‌ رزقك (و متعه بالنشاط) نشط ‌فى‌ عمله: اقبل عليه راغبا فيه، لايشغله عنه شاغل (واطف عنه حراره الشوق) الهمه الصبر على فراق الاهل ‌و‌ الصحب ‌و‌ الوطن (و اجره ‌من‌ ‌غم‌ الوحشه) الغربه وحشه، فانس اللهم وحشته، ‌و‌ ارحم غربته  
 
(و آثر له حسن النيه) اجعله يوثر النيه الحسنه ‌فى‌ غزوه ‌و‌ جهاده، ‌و‌ معنى حسن النيه ‌فى‌ الجهاد ‌ان‌ يكون خالصا لوجه الله الكريم (و توله بالعافيه) امنن عليه بعافيه الدنيا ‌و‌ الاخره (و اصحبه السلامه) ‌فى‌ دينه ‌و‌ عقله ‌و‌ قلبه ‌و‌ جسمه.
 (و اعفه ‌من‌ الجبن...) ابدا ‌لا‌ نجاح مع الجبن ‌فى‌ ‌اى‌ شى ء، اما الجراه العاقله مع الصبر فهى سبيل الفوز ‌و‌ الفلاح، قال الامام اميرالمومنين (ع): «قرنت الهيبه بالخيبه، ‌و‌ الحياء بالحرمان» (و علمه السير ‌و‌ السنن) سهل عليه سبيل العلم النافع، بخاصه المعرفه بسير الصالحين المصلحين ‌و‌ سنه النبى الكريم، ‌و‌ غنى عن البيان ‌ان‌ لهذه المعرفه قيمتها ‌فى‌ التوجيه ‌و‌ التمييز بين ‌ما‌ ينبغى فعله ‌و‌ ‌ما‌ يجب تركه (و اعزل عنه الرياء) لانه الداء العياء (و خلصه ‌من‌ السمعه): ‌من‌ حب الشهره (و اجعل فكره...) الظعن: السير ‌و‌ الرحيل، ‌و‌ المعنى اجعل جميع اقواله ‌و‌ افعاله ‌و‌ مقاصده فيما يرضيك بحيث لايقدم بل ‌و‌ لايعزم على ارتكاب المحارم ‌و‌ اكتساب الماثم.
 
(فاذا صادف عدوك ‌و‌ عدوه فقللهم...) المراد جنس العدو، ‌و‌ لذا ارجع اليه ضمير الجمع، ‌و‌ المعنى اجعله ‌فى‌ قلب المعركه يخشاك ‌و‌ ‌لا‌ يخشى سواك (و ادل له منهم...) ادال لفلان ‌من‌ خصمه: نصره عليه، ‌و‌ اقتص له منه، ‌و‌ المعنى انصر الطيبين على الخبثاء المعتدين، ‌و‌ ‌لا‌ عكس (فان ختمت له...) ‌و‌ لغيره ‌من‌ المجاهدين ‌فى‌ سبيلك بالشهاده- فليكن ذلك ثمنا لانتصار الحق ‌و‌ العدل على الظلم ‌و‌ الفساد.
 ‌و‌ ‌فى‌ شتى الاحوال فان الله سبحانه لاياذن بالحرب ‌و‌ القتال لمجرد الغضب ‌و‌ العاطفه، ‌و‌ بلا تعقل ‌و‌ تدبر ‌و‌ ‌لا‌ اعداد العده. ‌و‌ قديما قيل: «لايفل الحديد الا الحديد».
 
(اللهم ‌و‌ ايما مسلم خلف غازيا ‌او‌ مرابطا ‌فى‌ داره) هذا المجرور متعلق بخلف، ‌و‌ ‌فى‌ مجمع البحرين للشيخ الطريحى: «اصل المرابطه الملازمه ‌و‌ المواظبه ‌و‌ ملازمه ثغر العدو... ‌و‌ ايضا ‌من‌ المرابطه حبس الرجل نفسه على تحصيل معالم الدين، بل ‌هو‌ ابلغ ‌فى‌ اسم المرابطه، فان مهام الدين اولى بالاهتمام».
 ‌و‌ بعد ‌ان‌ دعا الامام (ع) لكل جندى ‌و‌ فدائى يدافع بنفسه عن دينه ‌و‌ وطنه، دعا للكفيل الذى يخلف هذا المجاهد ‌فى‌ داره ‌و‌ اهله، يرعاهم، ‌و‌ يقوم بحوائجهم ‌فى‌ غيابه (او تعهد خالفيه ‌فى‌ غيبته) ‌اى‌ تردد ‌و‌ تفقد اهل المجاهد ‌او‌ كفيلهم، ‌و‌ ساله عن حالهم، ‌و‌ عرض الخدمه ‌و‌ المساعده (او اعانه بطائفه ‌من‌ ماله) ‌اى‌ اعان المجاهد بشى ء ‌من‌ المال (او امده بعتاد) بسلاح ‌و‌ ‌ما‌ اشبه.
 (او شحذه على جهاد) حمله عليه ‌و‌ رغبه فيه (او اتبعه ‌فى‌ وجهه دعوه) دعا له بالفوز ‌و‌ النصر، ‌و‌ المراد بالوجه هنا الجهه المقصوده للمجاهد (او رعى له ‌من‌ ورائه حرمه) حفظ مكانته ‌و‌ كرامته ‌فى‌ غيابه (فاجر له مثل اجره...) هذا جواب ايما مسلم... ‌و‌ المعنى كل ‌من‌ اعان مجاهدا ‌او‌ ادخل عليه السرور ‌او‌ على ذويه بجهه ‌من‌ الجهات- فاكتب له اجر المجاهد بالذات، ‌و‌ لاتنقصه عنه شيئا، فان خزائنك تفيض ‌و‌ ‌لا‌ تغيض (و عوضه فعله حاضرا...) امنن عليه بخير الدنيا ‌و‌ الاخره معا (الى ‌ان‌ ينتهى...) الى ‌ان‌ ينتقل ‌من‌ دنياه الى رضوانك ‌و‌ جنانك.
 
(اللهم ايم مسلم اهمه امر المسلمين) اصول الكافى عن رسول الله (ص): «من لايهتم بامور المسلمين فليس بمسلم» ‌و‌ عن الامام الصادق (ع): «عليك بالنصح لله ‌فى‌ خلقه، فلن تلقاه بعمل افضل منه (او احزنه تحزب اهل الشرك عليهم فنوى غزوا...) يدعو الامام (ع) لمن صح منه العزم على الجهاد، ثم عرض له مانع ‌من‌ مرض ‌او‌ عجز مادى ‌او‌ ‌اى‌ شى ء- ‌ان‌ يكتب الله سبحانه (اسمه ‌فى‌ العابدين) ‌و‌ يوجب له (ثواب الشهداء ‌و‌ الصالحين) ‌و‌ هذا ثابت بنص الكتاب ‌و‌ السنه، ‌و‌ ‌ما‌ دعاء الامام ‌به‌ الا مجرد تشجيع ‌و‌ تكريم لارباب المقاصد الخيريه ‌و‌ النوايا الخالصه المخلصه... ‌و‌ كل المسلمين يسالون الله ‌ان‌ يصلى على محمد علما منهم بانه يصلى عليه ‌و‌ ملائكه السماء بلا دعاء ‌و‌ رجاء.
 قال سبحانه: «و ‌من‌ يخرج ‌من‌ بيته مهاجرا الى ال ‌و‌ رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله- 100 النساء» ‌و‌ ‌فى‌ الحديث الشريف: «من ‌هم‌ بحسنه فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كامله، ‌و‌ ‌من‌ ‌هم‌ بسيئه ‌و‌ لم يعملها لم تكتب عليه» ‌و‌ الايه 89 ‌من‌ الشعراء: «يوم لاينفع مال ‌و‌ ‌لا‌ بنون الا ‌من‌ اتى الله بقلب سليم». ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ نيه الخير بمجردها خير.
 
(اللهم صل على محمد عبدك ‌و‌ رسولك ‌و‌ ‌آل‌ محمد صلاه...) تبلغهم بها افضل ‌ما‌ ياملون ‌من‌ خيرك ‌و‌ فضلك. انك الباسط ‌و‌ القابض، ‌و‌ الرافع ‌و‌ الخافض. ‌و‌ ‌فى‌ الختام قال سيد الانام: «من صلى على صلى الله عليه، ‌و‌ ‌من‌ شاء فليقلل، ‌و‌ ‌من‌ شاء فليكثر» اللهم صل على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^