فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

فى قضاء الدین

فى قضاء الدين


 «1» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ هَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ ‌من‌ دَيْنٍ تُخْلِقُ ‌به‌ وَجْهِي ، ‌و‌ يَحَارُ فِيهِ ذِهْنِي ، ‌و‌ يَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرِي ، ‌و‌ يَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي «2» ‌و‌ أَعُوذُ بِكَ ، ‌يا‌ رَبِّ ، ‌من‌ ‌هم‌ الدَّيْنِ ‌و‌ فِكْرِهِ ، ‌و‌ شُغْلِ الدَّيْنِ ‌و‌ سَهَرِهِ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَعِذْنِي مِنْهُ ، ‌و‌ أَسْتَجِيرُ بِكَ ، ‌يا‌ رَبِّ ، ‌من‌ ذِلَّتِهِ فِي الْحَيَاةِ ، ‌و‌ ‌من‌ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَجِرْني مِنْهُ بِوُسْعٍ فَاضِلٍ أَوْ كَفَافٍ وَاصِلٍ . «3» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ احْجُبْنِي عَنِ السَّرَفِ ‌و‌ الِازْدِيَادِ ، ‌و‌ قَوِّمْنِي بِالْبَذْلِ ‌و‌ الِاقْتِصَادِ ، ‌و‌ عَلِّمْنِي حُسْنَ التَّقْدِيرِ ، ‌و‌ اقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ عَنِ التَّبْذِيرِ ، ‌و‌ أَجْرِ ‌من‌ أَسْبَابِ الْحَلَالِ أَرْزَاقِي ، ‌و‌ وَجِّهْ فِي أَبْوَابِ الْبِرِّ إِنْفَاقِي ، ‌و‌ ازْوِ عَنِّي ‌من‌ الْمَالِ ‌ما‌ يُحْدِثُ لِي مَخِيلَةً أَوْ تَاَدِّياً اِلَي بَغْيٍ أَوْ ‌ما‌ أتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَاناً . «4» اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ صُحْبَةَ الْفُقَرَاءِ ، ‌و‌ أَعِنِّي عَلَى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الصَّبْرِ «5» ‌و‌ ‌ما‌ زَوَيْتَ عَنِّي ‌من‌ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ فَاذْخَرْهُ لِي فِي خَزَائِنِكَ الْبَاقِيَةِ «6» ‌و‌ اجْعَلْ ‌ما‌ خَوَّلْتَنِي ‌من‌ حُطَامِهَا ، ‌و‌ عَجَّلْتَ لِي ‌من‌ مَتَاعِهَا بُلْغَةً إِلَى جِوَارِكَ ‌و‌ وُصْلَةً إِلَى قُرْبِكَ ‌و‌ ذَرِيعَةً إِلَى جَنَّتِكَ ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، ‌و‌ أَنْتَ الْجَوَادُ الْکَرِيمُ
 
(و هب لى العافيه ‌من‌ دين تخلق ‌به‌ وجهى) اخلق الثوب: بلى، ‌و‌ خلق الوجه: ذهب رونقه ‌و‌ نضاره، ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «ماء وجهك جامد، يقطره السوال، فانظر عند ‌من‌ تقطره» ‌و‌ المراد بماء الوجه النضاره، ‌و‌ الدين مال الناس عندك ‌و‌ ‌فى‌ ذمتك، ‌و‌ له اهميته البالغه عند الكبار ‌و‌ الصغار، ‌و‌ ‌لا‌ شى ء يوازيه الا اللحم ‌و‌ الدم. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: دماوكم عليكم حرام، ‌و‌ اموالكم عليكم حرام. ‌و‌ ‌من‌ هنا كان لباذل المال ‌و‌ دائنه اجر عند الله ‌و‌ فضل على المدان و المبذول له، ‌و‌ الامام (ع) يرجو الله سبحانه ‌ان‌ يعافيه ‌و‌ يغنيه ‌من‌ فضله عن مال الناس دينا كان ‌او‌ بذلا، لان كلا منهما ثقيل ‌و‌ وبيل.
 
(و يحار فيه ذهنى...) ‌فى‌ سفينه البحار عن النبى (ص): الدين ‌هم‌ بالليل ‌و‌ ذل بالنهار... ‌ما‌ الوجع الا وجع العين، ‌و‌ ‌لا‌ الهم الا ‌هم‌ الدين... اعوذ بالله ‌من‌ الكفر ‌و‌ الدين. فقيل له: ‌يا‌ رسول الله ايعدل الدين الكفر؟ قال نعم» يريد الدين المغصوب (و ‌من‌ تبعته بعد الوفاه) ‌اى‌ ‌من‌ الحساب ‌و‌ العذاب لعدم الاداء ‌و‌ الوفاء مع القدره. قال الامام الباقر (ع): «كل ذنب يكفره القتل ‌فى‌ سبيل الله الا الدين، فانه ‌لا‌ كفاره له الا ‌ان‌ يودى ‌و‌ يقضى ‌او‌ يعفو الذى له الحق» قال الصادق (ع): مات رجل ‌من‌ الانصار عليه دين، فلم يصل عليه النبى (ص) ‌و‌ قال للصحابه: «لاتصلوا على صاحبكم حتى يقضى عنه الدين» (و بوسع فاضل): زائد عن مقدار الحاجه (او كفاف) مقدار الحاجه ‌من‌ غير زياده ‌او‌ نقصان.
 ‌و‌ جاء يهودى الى رسول الله (ص) يتقاضاه دينا عليه لم يحل اجله بعد، فجذب ثوب النبى ‌و‌ قال: انكم مطل ‌يا‌ بنى عبدالمطلب. فانتهره عمر، ‌و‌ شدد له ‌فى‌ القول: فالتفت الرسول (ص) الى عمر ‌و‌ قال: انا ‌و‌ اليهودى كنا الى غير هذا منك احوج ‌يا‌ عمر. كان عليك ‌ان‌ ترغب الى اليهودى ‌فى‌ حسن التقاضى، ‌و‌ الى بحسن سداد الدين. ‌و‌ كان هذا السلوك ‌من‌ رسول الله (ص) سببا ‌فى‌ اسلام اليهودى.
 
(و احجبنى عن السرف...) ‌و‌ ‌هو‌ التبذير ‌و‌ تجاوز الحد المعقول، قال سبحانه : «ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين- 27 الاسراء» ‌و‌ الزياده عطف تكرار، ‌و‌ اجرى عليه الرزق: افاصه عليه (و وجه ‌فى‌ ابواب البر) ‌اى‌ ‌فى‌ جهه البر، ‌و‌ اوزعنى: امنعنى ‌و‌ مخيله بفتح الميم ‌من‌ الخيلاء بمعنى الكبر ‌و‌ العجب، ‌و‌ التادى الى الشى ء: الوصول اليه، ‌و‌ اتعقب منه طغيانا: ارتكب بسببه حراما ‌و‌ طغيانا.
 ‌و‌ مضمون هذا المقطع ‌من‌ الدعاء بجمله مجتمعه ‌ان‌ المال وحده لايغنى عن الدين اذا لم يكن معه تدبير ‌و‌ حسن تقدير، فقد يكون للمرء املاك طائله، ‌و‌ لكن يبذرها ‌فى‌ سبيل الشيطان، فيضطر الى الدين ‌و‌ الرهونات. لذا سال الامام ربه سبحانه ‌ان‌ يقومه بالبذل ‌و‌ الاقتصاد، ‌اى‌ يجعله معتدلا ‌فى‌ بذله ‌و‌ انفاقه، فياتيه المال ‌من‌ حلال ‌و‌ يصرفه ‌فى‌ الحلال، فلاياخذ درهما ‌من‌ غير حق، ‌و‌ لايضع درهما كما ساله ‌ان‌ يزوى عنه ‌من‌ المال ‌ما‌ يوجب الخيلاء ‌و‌ الكبرياء، ‌و‌ يودى الى البغى ‌و‌ الطغيان.
 
(اللهم حبب الى صحبه الفقراء) يتعوذ الامام (ع) ‌من‌ الفقر، لانه كفر، ‌و‌ يحب صحبه الفقراء تواضعا لله ‌و‌ طاعه لامره تعالى حيث قال لنبيه الكريم (ص) ‌و‌ ‌هو‌ يوصيه باهل الفقر ‌و‌ المسكنه: «و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوه ‌و‌ العشى يريدون وجهه، لاتعد عيناك عنهم- 28 الكهف» ‌و‌ ايضا قال لنجيه الاعظم: «و اخفض جناحك للمومنين- 88 الحجر» قيل: المراد المستضعفون منهم. ‌و‌ قال نبى الرحمه (ص): اللهم احينى مسكينا، ‌و‌ امتنى مسكينا، ‌و‌ ابعثنى مع المساكين. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: ‌ما‌ احسن تواضع الاغنياء للفقراء، ‌و‌ احسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله.
 (و اعنى على صحبتهم بحسن الصبر) الفقر ماساه، ‌و‌ يعانى الفقراء ‌من‌ كفره ‌و‌ جوره ‌ما‌ يعانون... فيتذمرون ‌و‌ يشكون، لان اكثر الناس ‌لا‌ اصطبار لهم على المراره، ‌و‌ الكثير منهم لايانفون ‌من‌ كشف الحالات ‌و‌ الكربات... ‌و‌ ‌لا‌ مناص ‌من‌ الاصغاء ‌و‌ الدعاء ‌و‌ الا زدتهم كربا على كرب... ‌و‌ ‌فى‌ شتى الاحوال فان مجالسه الفقراء اسلم دينا ‌و‌ دنيا ‌من‌ مجالسه الاغنياء. قال الهادى البشير (ص): لاتجالسوا الموتى. قيل: ‌و‌ ‌من‌ ‌هم‌ ‌يا‌ رسول الله؟ قال: كل غنى مترف. ‌و‌ قال وصى النبى (ع): مجالسه الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار. ‌و‌ قال باقر العلوم (ع): اياكم ‌و‌ مجالسه الاغنياء، فان الانسان يجالسهم ‌و‌ ‌هو‌ يرى ‌ان‌ لله عليه نعمه، فما يقوم حتى يرى ‌ان‌ ليس لله عليه نعمه.
 ‌و‌ ‌فى‌ كتاب الامتاع ‌و‌ الموانسه لابى حيان التوحيدى: ‌ان‌ ابابكر ‌بن‌ عبدالرحمن ‌بن‌ الحارث كان ‌لا‌ يلى لمعاويه عملا، ‌و‌ لايقبل منه نائلا. فقال له معاويه: عملا، ‌و‌ ‌لا‌ يقبل منه نائلا. فقال له معاويه: هى الدنيا، فاما ‌ان‌ ترضع معنا، ‌و‌ اما ‌ان‌ ترتدع عنا.
 
(و ‌ما‌ زويت عنى ‌من‌ الدنيا الفانيه... ‌و‌ اوضح تفسير لهذه الجمله ‌و‌ ابلغ قول الامام على (ع) جد الامام السجاد (ع): ‌و‌ اعلموا ‌ان‌ ‌ما‌ نقص ‌من‌ الدنيا ‌و‌ زاد ‌فى‌ الاخره خير مما نقص ‌من‌ الاخره ‌و‌ زاد ‌فى‌ الدنيا. فكم ‌من‌ منقوص رابح ‌و‌ مزيد خاسر.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^