اذا راى من افتضح بذنبه
«1» اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، و مُعَافَاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ ، فَكُلُّنَا قَدِ اقْتَرَفَ الْعَائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ ، و ارْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ فَلَمْ تَفْضَحْهُ ، و تَسَتَّرَ بِالْمَسَاوِئِ فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ . «2» كم نَهْيٍ لَكَ قَدْ أَتَيْنَاهُ ، و أَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْنَاهُ ، و سَيِّئَةٍ اكْتَسَبْنَاهَا ، و خَطِيئَةٍ ارْتَكَبْنَاهَا ، كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا دُونَ النَّاظِرِينَ ، و الْقَادِرَ عَلَى إِعْلَانِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ ، كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ ، و رَدْماً دُونَ أَسْمَاعِهِمْ «3» فَاجْعَلْ ما سَتَرْتَ من الْعَوْرَةِ ، و أَخْفَيْتَ من الدَّخِيلَةِ ، وَاعِظاً لَنَا ، و زَاجِراً عَنْ سُوءِ الْخُلُقِ ، و اقْتِرَافِ الْخَطِيئَةِ ، و سَعْياً إِلَى التَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ ، و الطَّرِيقِ الْمَحْمُودَةِ «4» و قَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ ، و لا تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ عَنْكَ ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ ، و من الذُّنُوبِ تَائِبُونَ . «5» و صَلِّ عَلَى خِيَرَتِكَ اللَّهُمَّ من خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ و عِتْرَتِهِ الصِّفْوَةِ من بَرِيَّتِكَ الطَّاهِرِينَ ، و اجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ و مُطِيعين کما امرت
(لك الحمد على سترك...) واضح، و تقدم فى الفصل 16 و غيره (و معافاتك بعد خبرك) تلقيت من عصاك بالحلم و لم تعاجله بالنقمه، و قال سبحانه: «و لو يواخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابه- 45 فاطر». و بعض الحمقى يعترضون على هذه السياسه الالهيه. و تقدم فى الفصل الاول. (قد اقترف العائبه...) عطف تكرار
(كم نهى لك...) نهيت عن الحرام فارتكبناه، و امرت بالواجب فتركناه. و تقدم فى الفصل 32 (كنت المطلع عليها... لقد اخفيت كثيرا من ذنوبى و عيوبى عن عبادك، و لو شئت يا الهى ان تفضحنى على رووس الاشهاد لفعلت، و لكن (كانت عافيتك لنا حجابا) عافيتك: اعفاوك لى من الفضيحه (ردما): حاجزا.
(فاجعل ما سترت من العوره) كل شى ء تستره عن الناس انفه و حياه فهو عار و عوره (و اخفيت من الدخيله): السر و السريره (واعظا لنا و زاجرا عن سوء الخلق...) يعصى العبد فيستر سبحانه و يمهل كى يستدرك و يستبدل المعصيه بالطاعه و التوبه، و السعيد من يغتنم فرصه الامهال، فيتوب و يصلح، و يامن عذاب السعير، و الشقى يغتر بالستر و الامهال، و يتمادى فى الغى و الضلال، فياخذه الله فذنبه الى جهنم و بئس المصير.