فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

الرضا بحكم الله

الرضا بحكم الله


 «1» الْحَمْدُ لِلَّهِ رِضًى بِحُكْمِ اللَّهِ ، شَهِدْتُ أَنَّ اللَّهَ قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالْعَدْلِ ، ‌و‌ أَخَذَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِالْفَضْلِ «2» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَفْتِنِّي بِمَا أَعْطَيْتَهُمْ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَفْتِنْهُمْ بِمَا مَنَعْتَنِي فَأَحْسُدَ خَلْقَكَ ، ‌و‌ أَغْمَطَ حُكْمَكَ . «3» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ طَيِّبْ بِقَضَائِكَ نَفْسِي ، ‌و‌ وَسِّعْ بِمَوَاقِعِ حُكْمِكَ صَدْرِي ، ‌و‌ هَبْ لِيَ الثِّقَةَ لِأُقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَاءَكَ لَمْ يَجْرِ إِلَّا بِالْخِيَرَةِ ، ‌و‌ اجْعَلْ شُكْرِي لَكَ عَلَى ‌ما‌ زَوَيْتَ عَنِّي أَوْفَرَ ‌من‌ شُکْرِي إِيَّاک عَلَي ‌ما‌ خَوَّلْتَنِي «4» ‌و‌ اعْصِمْنِي ‌من‌ أَنْ أَظُنَّ بِذِي عَدَمٍ خَسَاسَةً ، أَوْ أَظُنَّ بِصَاحِبِ ثَرْوَةٍ فَضْلًا ، فَإِنَّ الشَّرِيفَ ‌من‌ شَرَّفَتْهُ طَاعَتُكَ ، ‌و‌ الْعَزِيزَ ‌من‌ أَعَزَّتْهُ عِبَادَتُكَ «5» فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ مَتِّعْنَا بِثَرْوَةٍ ‌لا‌ تَنْفَدُ ، ‌و‌ أَيِّدْنَا بِعِزٍّ ‌لا‌ يُفْقَدُ ، ‌و‌ اسْرَحْنَا فِي مُلْكِ الْأَبَدِ . إِنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ تَلِدْ ‌و‌ لَمْ تُولَدْ ‌و‌ لَمْ يَكُنْ لَکَ کُفُواً أَحَدٌ
 
(الحمد لله رضى بحكم الله) هذا ‌هو‌ شعار اهل البيت (ع): «رضا الله رضانا... لك العتبى حتى ترضى» تماما كما قال جدهم المصطفى، (ص): ‌ان‌ لم يكن بك غضب على فلا ابالى (شهدت ‌ان‌ الله قسم معايش عباده بالعدل) ‌و‌ العدل عدلان: عدل ‌فى‌ المواساه، ‌و‌ عدل ‌فى‌ النظام بوضع كل شى ء ‌فى‌ موضعه بدقه ‌و‌ حكمه: «اعطى كل شى ء خلقه ثم هدى- 50 طه» ‌و‌ المراد بالعدل هنا عدل النظام ‌و‌ الحكمه. ‌و‌ ‌فى‌ شتى الاحوال فان الله سبحانه بسط الرزق لجميع الخلائق، ‌و‌ قدر الاقوات تبعا لسد الحاجات، ‌و‌ الفقر ‌من‌ صنع الارض ‌لا‌ ‌من‌ صنع السماء بنص الصادق عن آبائه عن جده الرسول الاعظم (ص): «ما افتقر الناس ‌و‌ ‌ما‌ احتاجوا ‌و‌ ‌ما‌ جاعوا ‌و‌ ‌لا‌ عروا الا بذنوب الاغنياء» ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الفصل الاول فقره الرزق.
 
(و ‌لا‌ تفتنى بما اعطيتهم) اكفنى ‌ما‌ اهمنى، ‌و‌ ‌لا‌ تبتلنى بالفقر ‌و‌ حسد الاغنياء ‌و‌ اهل الثراء (و ‌لا‌ تفتنهم بما منعتنى) اذا منعت عنى فضلك، ‌و‌ قدرت ‌ان‌ اعيش فقيرا ‌و‌ ضعيفا، فلا اعتراض، ‌و‌ لكن احفظ مقامى بين الناس، ‌و‌ ‌لا‌ تبتل احدا منهم بالعدوان على حقى ‌و‌ كرامتى. ‌و‌ قال سيد الشهداء (ع): «ذللنى ‌فى‌ نفسى، ‌و‌ عظمنى ‌فى‌ اعين الناس».
 
(و طيب بقضائك نفسى...) الرضا بقضائه تعالى، وسعه الصدر لحكمه، ‌و‌ الثقه الكامله بعدله ‌و‌ حكمته، كل ذلك ‌و‌ نحوه معناه التسليم المطلق لامره بلا اعتراض ‌و‌ ‌لا‌ طلب التعليل ‌و‌ التبرير بافهامنا ‌و‌ آرائنا، لان الله سبحانه ‌حق‌ ‌و‌ علم بالذات، ‌و‌ على ‌حد‌ قول الفارابى: علم كله، ‌و‌ العلم بالذات ‌لا‌ يعلل بالاجتهاد ‌و‌ الحق ‌من‌ حيث ‌هو‌ ‌لا‌ يبرر بما يجوز الباطل عليه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 14 ‌و‌ غيره.
 (بان قضائك لم يجر الا بالخيره) ‌اى‌ ‌لا‌ يقضى سبحانه ‌و‌ يحكم الا بالافضل الاكمل، ‌و‌ لايسخط على حكمه الا ناقص ‌و‌ جاهل (و اجعل شكرى على ‌ما‌ زويت): صرفت ‌و‌ منعت، ‌و‌ معناه ‌و‌ ‌ما‌ بعده انا عبدك الذاكر الشاكر اعطيت ‌ام‌ امسكت، لان امساكك عنى لم يكن عن غفله ‌و‌ اهمال، بل لمصلحه تخصنى، انت بها ادرى ‌و‌ اعلم، ‌و‌ ‌فى‌ دعاء الافتتاح: «فان ابطا عنى عتبت بجهلى عليك، ‌و‌ لعل الذى ابطا عنى ‌هو‌ خير لى لعلمك بعاقبه الامور... فارحم عبدك الجاهل».
 
(و اعصمنى ‌من‌ ‌ان‌ اظن بذى عدم خساسه...) ‌و‌ ‌من‌ احتقر فقيرا لفقره فهو الخسيس الحقير، لان الفضيله لاتقاس بالبطون ‌و‌ الليرات ‌و‌ ‌لا‌ بالجدود ‌و‌ الاباء ‌و‌ ‌لا‌ بقاذفات القنابل ‌و‌ مدمرات المنازل على رووس اهلها المساكين (فان الشريف ‌من‌ شرفته طاعتك، ‌و‌ العزيز ‌من‌ اعزته عبادتك ‌و‌ ‌ما‌ عبد الله عابد، ‌و‌ ‌لا‌ اطاعه طائع بمثل ‌كف‌ اذاه عن الناس... اللهم الا ‌من‌ اسدى لاخيه معروفا ‌او‌ نفس عنه كربه ‌او‌ قضى له حاجه... ‌و‌ هذا ‌هو‌ الساكن ‌و‌ المقيم ‌فى‌ ظل العرش العظيم ‌و‌ كنف العز القديم يوم ‌لا‌ عرش الا عرشه ‌و‌ ‌لا‌ ‌عز‌ الا عزه.
 
(و متعنا بثروه لاتنفد) ‌و‌ كل ثروه نافده بائده الا ثروه العمل الصالح النافع بدليل قوله تعالى: «فاما الزبد فيذهب جفاء ‌و‌ اما ينفع الناس فيمكث ‌فى‌ الارض- 17 الرعد» (و ايدنا بعز لايفقد) ‌و‌ ‌لا‌ ‌عز‌ لجاه ‌او‌ مال، ‌و‌ ‌لا‌ لجبه ‌و‌ لحيه، ‌و‌ ‌لا‌ لجنس ‌و‌ عرق، بل للاخلاص ‌و‌ الصدق ‌و‌ الجهاد ‌و‌ كلمه الحق ‌ضد‌ الطغيان ‌و‌ العدوان.


 (و اسرحنا ‌فى‌ ملك الابد) ‌اى‌ ‌فى‌ ارضك ‌و‌ ملكك بدليل قول الامام (ع) بلا فاصل: (انك الواحد الاحد...) ‌و‌ قوله ‌فى‌ الدعاء السادس: «و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا ‌من‌ فضله، ‌و‌ ليتسببوا ‌من‌ رزقه، ‌و‌ يسرحوا ‌فى‌ ارضه». ‌و‌ عليه يكون المعنى مدنا ‌يا‌ الهى بالقوه ‌و‌ المعونه ‌كى‌ ننتشر ‌فى‌ ارضك، ‌و‌ نبتغى ‌من‌ فضلك امتثالا لامرك ‌و‌ قولك: «فانتشروا ‌فى‌ الارض ‌و‌ ابتغوا ‌من‌ فضل الله ‌و‌ اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون- 10 الجمعه».
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^