فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

فى یوم الاضحى و الجمعه

فى يوم الاضحى ‌و‌ الجمعه


 «1» اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ ، ‌و‌ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ ‌و‌ الطَّالِبُ ‌و‌ الرَّاغِبُ ‌و‌ الرَّاهِبُ ‌و‌ أَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ ‌و‌ كَرَمِكَ ‌و‌ هَوَانِ ‌ما‌ سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ . «2» ‌و‌ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ، ‌و‌ لَكَ الْحَمْدَ ، ‌لا‌ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ذُو الْجَلَالِ ‌و‌ الْإِكْرَامِ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ ‌و‌ الْأَرْضِ ، مَهْمَا قَسَمْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ‌من‌ خَيْرٍ أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَرَكَةٍ أَوْ هُدًى أَوْ عَمَلٍ بِطَاعَتِكَ ، أَوْ خَيْرٍ تَمُنُّ ‌به‌ عَلَيْهِمْ تَهْدِيهِمْ ‌به‌ إِلَيْكَ ، أَوْ تَرْفَعُ لَهُمْ عِنْدَكَ دَرَجَةً ، أَوْ تُعْطِيهِمْ ‌به‌ خَيْراً ‌من‌ خَيْرِ الدُّنْيَا ‌و‌ الآْخِرَةِ أَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي ‌و‌ نَصِيبِي مِنْهُ . «3» ‌و‌ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ‌و‌ الْحَمْدَ ، ‌لا‌ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ‌و‌ رَسُولِكَ ‌و‌ حَبِيبِكَ ‌و‌ صِفْوَتِكَ ‌و‌ خِيَرَتِكَ ‌من‌ خَلْقِكَ ، ‌و‌ عَلَى ‌آل‌ مُحَمَّدٍ الْأَبْرَارِ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ صَلَاةً ‌لا‌ يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهَا إِلَّا أَنْتَ ، ‌و‌ أَنْ تُشْرِكَنَا فِي صَالِحِ ‌من‌ دَعَاكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ‌من‌ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، ‌يا‌ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، ‌و‌ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا ‌و‌ لَهُمْ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ . «4» اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَعَمَّدْتُ بِحَاجَتِي ، ‌و‌ بِكَ أَنْزَلْتُ الْيَوْمَ فَقْرِي ‌و‌ فَاقَتِي ‌و‌ مَسْكَنَتِي ، ‌و‌ إِنِّي بِمَغْفِرَتِكَ ‌و‌ رَحْمَتِكَ أَوْثَقُ مِنِّي بِعَمَلِي ، ‌و‌ لَمَغْفِرَتُكَ ‌و‌ رَحْمَتُكَ أَوْسَعُ ‌من‌ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ تَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، ‌و‌ تَيْسِيرِ ذَلِكَ عَلَيْكَ ، ‌و‌ بِفَقْرِي إِلَيْكَ ، ‌و‌ غِنَاكَ عَنِّي ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ ، ‌و‌ لَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ غَيْرُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ أَرْجُو لِأَمْرِ آخِرَتِي ‌و‌ دُنْيَايَ سِوَاكَ . «5» اللَّهُمَّ ‌من‌ تَهَيَّأَ ‌و‌ تَعَبَّأَ ‌و‌ أَعَدَّ ‌و‌ اسْتَعَدَّ لِوَفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ ‌و‌ نَوَافِلِهِ ‌و‌ طَلَبَ نَيْلِهِ ‌و‌ جَائِزَتِهِ ، فَإِلَيْكَ ‌يا‌ مَوْلَايَ كَانَتِ الْيَوْمَ تَهْيِئَتِي ‌و‌ تَعْبِئَتِي ‌و‌ إِعْدَادِي ‌و‌ اسْتِعْدَادِي رَجَاءَ عَفْوِکَ ‌و‌ رِفْدِکَ ‌و‌ طَلَبَ نَيْلِکَ ‌و‌ جَائِزَتِکَ . «6» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ تُخَيِّبِ الْيَوْمَ ذَلِكَ ‌من‌ رَجَائِي ، ‌يا‌ ‌من‌ ‌لا‌ يُحْفِيهِ سَائِلٌ ‌و‌ ‌لا‌ يَنْقُصُهُ نَائِلٌ ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً مِنِّي بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ ، ‌و‌ ‌لا‌ شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ إِلَّا شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ ‌و‌ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ ‌و‌ عَلَيْهِمْ سَلَامُكَ . «7» أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالْجُرْمِ ‌و‌ الْإِسَاءَةِ إِلَى نَفْسِي ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ ‌به‌ عَنِ الْخَاطِئِينَ ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ ‌و‌ الْمَغْفِرَةِ . «8» فَيَا ‌من‌ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ ، ‌و‌ عَفْوُهُ عَظِيمٌ ، ‌يا‌ عَظِيمُ ‌يا‌ عَظِيمُ ، ‌يا‌ كَرِيمُ ‌يا‌ كَرِيمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ‌و‌ عُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ‌و‌ تَعَطَّفْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ‌و‌ تَوَسَّعْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ . «9» اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ ‌و‌ أَصْفِيَائِكَ ‌و‌ مَوَاضِعَ أُمَنَائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا قَدِ ابْتَزُّوهَا ، ‌و‌ أَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ ، ‌لا‌ يُغَالَبُ أَمْرُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُجَاوَزُ الَْمحْتُومُ ‌من‌ تَدْبِيرِكَ كَيْفَ شِئْتَ ‌و‌ أَنَّى شِئْتَ ، ‌و‌ لِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ ‌به‌ غَيْرُ مُتَّهَمٍ عَلَى خَلْقِكَ ‌و‌ ‌لا‌ لِإِرَادَتِكَ حَتَّى عَادَ صِفْوَتُكَ ‌و‌ خُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّينَ ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلًا ، ‌و‌ كِتَابَكَ مَنْبُوذاً ، ‌و‌ فَرَائِضَکَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أَشْرَاعِکَ ، ‌و‌ سُنَنَ نَبِيِّکَ مَتْرُوکَةً . «10» اللَّهُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَهُمْ ‌من‌ الْأَوَّلِينَ ‌و‌ الآْخِرِينَ ، ‌و‌ ‌من‌ رَضِيَ بِفِعَالِهِمْ ‌و‌ أَشْيَاعَهُمْ ‌و‌ أَتْبَاعَهُمْ . «11» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، كَصَلَوَاتِكَ ‌و‌ بَرَكَاتِكَ ‌و‌ تَحِيَّاتِكَ عَلَى أَصْفِيَائِكَ إِبْرَاهِيمَ ‌و‌ ‌آل‌ إِبْرَاهِيمَ ، ‌و‌ عَجِّلِ الْفَرَجَ ‌و‌ الرَّوْحَ ‌و‌ النُّصْرَةَ ‌و‌ الَّتمْكِينَ ‌و‌ التَّأْيِيدَ لَهُمْ . «12» اللَّهُمَّ ‌و‌ اجْعَلْنِي ‌من‌ أَهْلِ التَّوْحِيدِ ‌و‌ الْإِيمَانِ بِكَ ، ‌و‌ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، ‌و‌ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ ‌به‌ ‌و‌ عَلَى يَدَيْهِ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . «13» اللَّهُمَّ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يَرُدُّ سَخَطَكَ إِلَّا عَفْوُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُجِيرُ ‌من‌ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ يُنْجِينِي مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ‌و‌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ هَبْ لَنَا ‌يا‌ إِلَهِي ‌من‌ لَدُنْكَ فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا تُحْيِي أَمْوَاتَ الْعِبَادِ ، ‌و‌ بِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلَادِ . «14» ‌و‌ ‌لا‌ تُهْلِكْنِي ‌يا‌ إِلَهِي غَمّاً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي ، ‌و‌ تُعَرِّفَنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، ‌و‌ أَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، ‌و‌ ‌لا‌ تُمَكِّنْهُ ‌من‌ عُنُقِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ «15» إِلَهِي إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، ‌و‌ إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، ‌و‌ إِنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي ، ‌و‌ إِنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي ، ‌و‌ إِنْ عَذَّبْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي ، ‌و‌ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ ، ‌و‌ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، ‌و‌ ‌لا‌ فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، ‌و‌ إِنَّمَا يَعْجَلُ ‌من‌ يَخَافُ الْفَوْتَ ، ‌و‌ إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَي الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، ‌و‌ قَدْ تَعَالَيْتَ ‌يا‌ إِلَهِي عَنْ ذَلِکَ عُلُوّاً کَبِيراً . «16» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ ‌آل‌ مُحَمَّدٍ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْنِي لِلْبَلَاءِ غَرَضاً ، ‌و‌ ‌لا‌ لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، ‌و‌ مَهِّلْنِي ، ‌و‌ نَفِّسْنِي ، ‌و‌ أَقِلْنِي عَثْرَتِي ، ‌و‌ ‌لا‌ تَبْتَلِيَنِّي بِبَلَاءٍ عَلَى أَثَرِ بَلَاءٍ ، فَقَدْ تَرَى ضَعْفِي ‌و‌ قِلَّةَ حِيلَتِي ‌و‌ تَضَرُّعِي إِلَيْكَ . «17» أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ الْيَوْمَ ‌من‌ غَضَبِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَعِذْنِي . «18» ‌و‌ أَسْتَجِيرُ بِكَ الْيَوْمَ ‌من‌ سَخَطِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَجِرْنِي «19» ‌و‌ أَسْأَلُكَ أَمْناً ‌من‌ عَذَابِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ آمِنِّي . «20» ‌و‌ أَسْتَهْدِيكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اهْدِنِي «21» ‌و‌ أَسْتَنْصِرُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ انْصُرْنِي . «22» ‌و‌ أَسْتَرْحِمُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ارْحَمْنِي «23» ‌و‌ أَسْتَكْفِيكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اكْفِنِي «24» ‌و‌ أَسْتَرْزِقُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ارْزُقْنِي «25» ‌و‌ أَسْتَعِينُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَعِنِّي . «26» ‌و‌ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا سَلَفَ ‌من‌ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اغْفِرْ لِي . «27» ‌و‌ أَسْتَعْصِمُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اعْصِمْنِي ، فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ لِشَيْ ءٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ . «28» ‌يا‌ رَبِّ ‌يا‌ رَبِّ ، ‌يا‌ حَنَّانُ ‌يا‌ مَنَّانُ ، ‌يا‌ ذَا الْجَلَالِ ‌و‌ الْإِكْرَامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اسْتَجِبْ لِي جَمِيعَ ‌ما‌ سَأَلْتُكَ ‌و‌ طَلَبْتُ إِلَيْكَ ‌و‌ رَغِبْتُ فِيهِ إِلَيْكَ ، ‌و‌ أَرِدْهُ ‌و‌ قَدِّرْهُ ‌و‌ اقْضِهِ ‌و‌ أَمْضِهِ ، ‌و‌ خِرْ لِي فِيما تَقْضِي مِنْهُ ، ‌و‌ بَارِكْ لِي فِي ذَلِكَ ، ‌و‌ تَفَضَّلْ عَلَيَّ ‌به‌ ، ‌و‌ أَسْعِدْنِي بِمَا تُعْطِينِي مِنْهُ ، ‌و‌ زِدْنِي ‌من‌ فَضْلِكَ ‌و‌ سَعَةِ ‌ما‌ عِنْدَكَ ، فَإِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ ، ‌و‌ صِلْ ذَلِكَ بِخَيْرِ الآْخِرَةِ ‌و‌ نَعِيمِهَا ، ‌يا‌ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ثُمَّ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَکَ ، ‌و‌ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ أَلْفَ مَرَّةٍ هَکَذَا کَانَ يَفْعَلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
 
(هذا يوم مبارك...) الاشاره الى اليوم العاشر ‌من‌ ذى الحجه، ‌و‌ تجب فيه الاضحيه على ‌من‌ ‌حج‌ الى البيت الحرام، ‌و‌ تستحب على اهل كل بيت ‌فى‌ كل عام، ‌و‌ ‌ان‌ لم يحج ‌و‌ احد منهم، ‌و‌ قيل: بل تجب. ‌و‌ هذا القول متروك (و المسلمون فيه مجتمعون ‌فى‌ كل اقطار ارضك...) للصلاه ‌و‌ الدعاء يسالون الله العفو ‌و‌ العافيه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45 (و ‌هو‌ ‌ان‌ ‌ما‌ سالتك عليك) ‌اى‌ ‌هو‌ على الله يسير لانه على كل شى ء قدير
 
(الحنان): الكثير الرحمه (المنان) الكثير الانعام (ذو الجلال ‌و‌ الاكرام) ‌لا‌ جلال ‌و‌ ‌لا‌ كرامه الا له ‌و‌ منه (بديع السموات ‌و‌ الارض) اوجدتهما ‌من‌ غير مثال سابق. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 47.
 (مهما قسمت...) اشركنى ‌فى‌ كل ‌ما‌ تفضلت ‌به‌ على عبادك الصالحين، ‌و‌ اجعل حظى منه اوفر الحظوظ. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 47.
 
(و اسالك اللهم... ‌ان‌ تصلى على محمد ‌و‌ ‌آل‌ محمد...) تقدم ‌و‌ تكرر مرات، ‌و‌ ‌لا‌ بدع فان الشمس تشرق ‌فى‌ كل يوم، ‌و‌ هى على روعتها تماما ‌و‌ كيومها الاول. انظر شرح الدعاء 2 فقره طبيعه الدعوى ‌و‌ شخصيه الداعى، الدعاء 6 فقره الشخصيه اللامعه الجذابه، ‌و‌ الدعاء 42 فقره شخصيه محمد، ‌و‌ الدعاء 47 فقره محمد ‌هو‌ الوحيد ‌فى‌ كتاب جديد.
 (ان تشركنا ‌فى‌ صالح ‌من‌ دعاك) يطلب الامام (ع) ‌من‌ الله سبحانه ‌ان‌ يشركه ‌فى‌ دعاء ‌من‌ دعاه ‌من‌ عباده الصالحين حتى ‌و‌ لو كان الدعاء خاصا بصيغه «ادعوك» ‌و‌ الافضل ‌ان‌ يكون عاما ك «ندعوك» ‌و‌ نسالك». قال رسول الله (ص): اذا دعا احدكم فليعمم، فانه اوجب للدعاء
 
(اللهم اليك تعمدت بحاجتى) قصدتك دون سواك، لانك ارحم الراحمين (و بك انزلت اليوم فقرى) لانك اكرم الاكرمين.
 
 ‌من‌ خصائص العالم ‌و‌ الجاهل
 
 (و انى بمغفرتك ‌و‌ رحمتك اوثق منى بعملى...) كل عاقل ‌و‌ عالم يتوقع الخطا ‌من‌ نفسه فيما يرى ‌و‌ يقول ‌و‌ يفعل مهما احتاط ‌و‌ تحفظ- بخاصه ‌من‌ آمن بالله ‌و‌ اليوم الاخر- ‌و‌ بالرغم ‌من‌ ذلك فعليه ‌ان‌ يمضى ‌و‌ لايتوقف، ‌و‌ ‌ان‌ يعمل بموجب ‌ما‌ يرى راجيا الصواب ‌و‌ عدم الاشتباه ‌و‌ الا لاحجم عن كل شى ء، ‌و‌ الجاهل الارعن ‌هو‌ الذى يصر على ‌ان‌ كل ‌ما‌ يصدر عنه ‌حق‌ ‌لا‌ ريب فيه، ‌و‌ كلما ازداد الانسان جهلا ازداد رفضا للنقد ‌و‌ اعجابا برايه ‌و‌ اصرارا عليه، اما العالم فعلى العكس كلما ازداد علما ازداد توقعا للخطاء ‌و‌ قبولا للنقد برحابه صدر، اجل العالم المومن يثق بمغفره الله ‌و‌ رحمته اكثر مما يثق بوجوده، لانه على علم اليقين برحمه الله ‌و‌ مغفرته، ‌و‌ انهما اوسع ‌من‌ كل ذنب، بل ‌و‌ ‌من‌ الدنيا ‌و‌ الاخره. ‌و‌ ‌فى‌ دعاء سيد الشهداء: ‌يا‌ رحمن الدنيا ‌و‌ الاخره ‌و‌ رحيمهما، ليس كمثلك مسوول ‌و‌ ‌لا‌ سواك مامول.
 (و تولى كل حاجه هى بقدرتك عليها) اقض حاجتى انت دون سواك بقدرتك التى ‌لا‌ تعجز عن شى ء ‌و‌ ‌ان‌ عظم. ‌و‌ تقدم مرات، منها ‌فى‌ الدعاء 22 (فانى لم اصب خيرا قط الا منك) ‌و‌ تسال: اليس التعاون بين الناس ‌هو‌ اساس الحياه؟ ‌و‌ هل لاحد ‌من‌ غنى عن الناس الا ‌ان‌ يكون ‌من‌ وحوش الغاب ‌او‌ ‌من‌ ملائكه السماء؟ ‌و‌ يروى ‌ان‌ الامام سمع رجلا يدعو الله ‌ان‌ يغنيه عن الناس، فقال له: ‌لا‌ ‌بد‌ ‌من‌ معونه الناس، ‌و‌ لكن ادع ‌ان‌ يغنيك عن شرار الناس. فما ‌هو‌ المبرر لقول الامام (ع): لم اصب خيرا الا ‌من‌ الله؟. الجواب: اجل بعض الناس يستعين ببعض، ‌ما‌ ‌فى‌ ذلك ريب، ‌و‌ لكن كل الناس يستمدون المعونه ‌و‌ التيسير ‌و‌ النجاح منه تعالى.
 
(اللهم ‌من‌ تهيا ‌و‌ تعبا...) التهيئه ‌و‌ التعبئه ‌و‌ الاعداد ‌و‌ الاستعداد للامر كلمات تعبر ‌من‌ معنى واحد، ‌و‌ ‌هو‌ ايجاد كل ‌ما‌ يلزم لتحققه ‌و‌ وجوده، ‌و‌ الوفاده: القدوم، ‌و‌ الرفد: العطاء ‌و‌ المعونه، ‌و‌ النوافل: جمع نافله بمعنى العطيه بالمجان، ‌و‌ النيل: ‌ما‌ ينال، ‌و‌ الجائزه: العطيه مكافاه، ‌و‌ يتلخص المعنى اذا سال الناس ‌يا‌ الهى ‌و‌ توجهوا الى سواك، فما انا بطالب ‌و‌ راغب ‌فى‌ ايه حاجه ‌من‌ حوائجى الا اليك وحدك ‌لا‌ شريك لك. ‌و‌ تقدم مرارا، منها ‌فى‌ الدعاء 12 ‌و‌ 13
 
(و لاتخيب...) واضح ‌و‌ تقدم (يا ‌من‌ لايحفيه...) لايضيق ‌و‌ يتبرم ‌من‌ الالحاح ‌فى‌ السوال، بل يحبه ‌و‌ يريده ‌من‌ عباده (و لاينقصه...) خزائنه تفيض ‌و‌ لاتغيض بالعطاء، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 45 ‌و‌ غيره.
 (فانى لم آتك ثقه...) باى شى ء اطلاقا (الا شفاعه) محمد ‌و‌ اهل بيته صلواتك عليه ‌و‌ عليهم) جاء ‌فى‌ الجزء الثالث ‌من‌ كتاب فضائل الخمسه ص 105: ‌ان‌ رسول الله (ص) قال لعلى (ع): «انت قسيم الجنه ‌و‌ النار غيرى». ‌و‌ ‌من‌ كان قسيم الجنه ‌و‌ النار فهو شفيع ‌و‌ زياده. ‌و‌ نقل صاحب الكتاب المذكور هذا الحديث عن الصواعق المحرقه لابن حجر ص 75 طبعه سنه 1312 ه، ‌و‌ عن كنز العمال للمتقى الهندى ج 6 ص 402 طبع بحيدرآباد سنه 1312 ه، ‌و‌ عن كنوز الحقائق للمناوى ص 92 طبع باستانبول سنه 1285 ه.
 
(اتيتك مقرا بالجرم...) قال الامام الباقر (ع): «و الله ‌ما‌ ينجو ‌من‌ الذنب الا ‌من‌ اقر به... ‌لا‌ ‌و‌ الله ‌ما‌ اراد الله ‌من‌ الناس الا خصلتين ‌ان‌ يقروا له بالنعم فيزيدهم، ‌و‌ بالذنوب فيزيدهم، ‌و‌ بالذنوب فيغفر لهم» فكيف اذا كان الاقرار بالذنب ممن ‌لا‌ ذنب له؟ (ثم لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم...) الله سبحانه يرحم الخلائق بالكامل ‌لا‌ لشى ء الا لكونه خلقهم، فكيف بمن آمن به، ‌و‌ سمع له ‌و‌ اطاع، ‌و‌ ‌هو‌ ‌جل‌ جلاله يدعو كل مذنب الى مغفرته، ‌و‌ يمن بها على كل طالب لها ‌و‌ راغب فيها، كما قال الامام اميرالمومنين (ع): «ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء، ‌و‌ يغلق عنه باب الاجابه، ‌و‌ ‌لا‌ ليفتح على عبد باب التوبه، ‌و‌ يغلق عنه باب المغفره». ‌و‌ قد اعلن سبحانه فتح هذا الباب ‌فى‌ كتبه ‌و‌ بلسان رسله حيث قال: «الا تحبون ‌ان‌ يغفر الله لكم ‌و‌ الله غفور رحيم- 22 النور». ‌و‌ لايحرم ‌و‌ يمنع سبحانه ‌اى‌ مذنب ‌من‌ مغفرته الا ‌ان‌ يرفضها ‌هو‌ بسوء اختياره لاصرارهم على الجحود بخالقه ‌او‌ لاهمال التوبه ‌و‌ طلب المغفره «و ‌ما‌ كان الله معذبهم ‌و‌ ‌هم‌ يستغفرون- 33 الانفال».
 
(وعد على برحمتك...) هذا ‌و‌ ‌ما‌ بعده عطف تكرار، اضافه الى ‌ما‌ سبق ‌فى‌ العديد ‌من‌ الادعيه ‌و‌ ياتى.
 
(اللهم ‌ان‌ هذا المقام لخلفائك ‌و‌ اصفيائك...) الائمه المعصومين، ‌و‌ اشار الامام (ع) اليهم، لان هذا الدعاء للعيد ‌و‌ الجمعه، ‌و‌ فيهما يجتمع المسلمون حول امامهم ‌و‌ قائدهم يعبون ‌من‌ فيضه، ‌و‌ يهتدون بنوره (قد ابتزوها) ‌اى‌ سلبوا الدرجه الرفيعه ‌و‌ هى الخلافه ‌و‌ تغلبوا علهيا (و انت المقدر لذلك) ليس المراد بالتقدير هنا الحتم ‌و‌ اللزوم ‌و‌ الا بطل الحساب ‌و‌ العقاب، ‌و‌ سقط الوعد ‌و‌ الوعيد، ‌و‌ انما المراد ‌به‌ علمه تعالى بانه الظلم ‌و‌ الجور واقع على المظلومين باراده الظالمين ‌و‌ اختيارهم (لايغالب امرك، ‌و‌ لايجاوز المحتوم ‌من‌ تدبيرك) ‌اى‌ شاءت حكمتك ‌ان‌ تترك العبد ‌و‌ ‌ما‌ يختار لنفسه، ‌و‌ ‌ان‌ لاتلجئه على فعل ‌او‌ ترك، ‌و‌ لو شئت لفعلت، ‌و‌ لكنك لم تفعل حيث ‌لا‌ انسانيه بلا حريه، ‌و‌ ‌من‌ هذا الباب قوله تعالى: «و لو شاء ربك لجعل الناس امه واحده- 118 هود».
 (كيف شئت...) ‌ما‌ شاء كان، ‌و‌ ‌ما‌ لم يشا لم يكن (و لما انت اعلم به...) على المومن بالله ‌ان‌ يلوذ ‌به‌ ‌و‌ لايعترض ‌و‌ يسال عما يفعل، كما ‌هو‌ شاننا مع الطبيب الخبير الامين

(حتى عاد صفوتك ‌و‌ خلفاوك مغلوبين...)  اى كانت النتيجه لحكمتك البالغه- ‌و‌ هى ترك الانسان ‌و‌ ‌ما‌ يختار- نبذ الكتاب، ‌و‌ تحريف السنه، ‌و‌ اضاعه الصلاه، ‌و‌ اتباع الشهوات، ‌و‌ لكن للباطل جوله ثم يضمحل، ‌و‌ للحق سلاح ‌لا‌ تراه الاعين: «و لاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يوخرهم ليوم تشخص فيه الابصار- 42 ابراهيم» ‌و‌ كثيرا ‌ما‌ يكون هذا اليوم ‌فى‌ الدنيا قبل الاخره، كما راينا بالحس ‌و‌ العيان.
 
(اللهم العن اعداءهم...) قال الامام الصادق (ع): «ان اللعنه اذا خرجت ‌من‌ صاحبها ترددت، فان وجدت مساغا ‌و‌ الا رجعت على صاحبها» ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ اللعنه تاخذ طريقها الى صاحبها الظالم الاثم تلقائيا، لايصدها عنه شى ء، ‌و‌ ‌ان‌ اللعين حقا ‌و‌ صدقا لو نطق بها قاصدا ‌من‌ لايستحق اللعن لعادت الى الناطق بالذات تماما كالكذاب يلعن الكاذبين.
 
(حميد): مثنى عليه لجلاله ‌و‌ كماله (مجيد): جليل وهاب (و عجل الفرج) اشاره الى المهدى المنتظر، انظر شرح الدعاء 27 فقره المهدى المنتظر ثوره اجتماعيه، ‌و‌ الدعاء 47 فقره الدوله الانسانيه (الروح) بفتح الراء: الراحه ‌و‌ الرحمه  
 
(و اجعلنى ‌من‌ اهل التوحيد) كلنا موحدون ‌فى‌ القول ‌و‌ الفكر، نقول: ‌لا‌ اله الا الله. ‌قل‌ ‌هو‌ الله احد، ‌و‌ نستدل على الواحد المطلق باقوى الادله العقليه، ‌و‌ لكن الكثره الكاثره منا مشركون عمليا يعبدون ‌و‌ يوحدون اصنام الهوى ‌و‌ الغرض! انظر شرح الدعاء 47 فقره ايماننا نظرى ‌لا‌ عملى، ‌و‌ الامام (ع) يدعو الله تعالى ‌ان‌ يجعل جميع اقواله ‌و‌ اعماله لوجه الله وحده تماما كعقيدته.
 (و التصديق برسولك) لان مجرد الايمان بالله لايجعل الانسان مسلما، فالاسلام ‌فى‌ حقيقته ‌هو‌ الايمان بالله ‌و‌ رسوله محمد ‌و‌ اليوم الاخر (و الائمه الذين حتمت طاعتهم) تماما كما اوجب سبحانه العمل بالقرآن الكريم ‌و‌ طاعته، ‌و‌ الشاهد حديث الثقلين. انظر شرح الدعاء 42 فقره موده ‌آل‌ الرسول، ‌و‌ الدعاء 47 فقره اهل البيت، ‌و‌ الدعاء 39 فقره على ‌و‌ النص على امامته (ممن يجرى ذلك ‌به‌ ‌و‌ على يديه) ذلك اشاره الى دين الله الكامل الجامع بين التوحيد ‌و‌ الولاء للنبى ‌و‌ آله (ص) ‌و‌ ايضا يعود ضمير «به» الى هذا الدين، اما ضمير «يديه» فيعود الى ‌من‌ يجرى، ‌و‌ المراد بيجرى نشر الدعوه الى دين الله، ‌و‌ المعنى اجعلنى ‌يا‌ الهى ‌من‌ المومنين بالله ‌و‌ الموالين للنبى ‌و‌ اهل بيته (ص) ‌و‌ ايضا اجعلنى داعيا الى هذا الايمان ‌و‌ الولاء، ‌و‌ ‌ان‌ تستجيب الناس لدعوته، ‌و‌ يهتدوا على يديه.
 
(اللهم ليس يرد غضبك الا حلمك...) ‌فى‌ الدعاء 16: «انت الذى عفوه اعلى ‌من‌ عقابه، ‌و‌ انت الذى تسعى رحمته امام غضبه» ‌و‌ هذا ‌ما‌ نطق ‌به‌ الحديث، ‌و‌ فيه ايضا: «اذا سمعتم الرجل يقول: هلك الناس فهو اهلكهم» ‌و‌ سبق الكلام مرات عن رحمته تعالى ‌و‌ عفوه ‌و‌ حلمه. ‌و‌ حاشا كماله ‌و‌ جلاله ‌ان‌ يامر بالرحمه ‌و‌ لايرحم، ‌و‌ بالعفو ‌و‌ لايعفو، ‌و‌ بالحلم ‌و‌ لايحلم (وهب لنا ‌يا‌ الهى ‌من‌ لدنك فرجا بالقدره...) اذا اشتدت الازمات، ‌و‌ ضاقت الحلقات، ‌و‌ ‌لا‌ دواء ‌و‌ علاج الا قدرتك التى تحى الاموات ‌و‌ تقول للشى ء ‌كن‌ فيكون- فامنن علينا عندئذ بهذه القدره  
 
(و ‌لا‌ تهلكنا ‌يا‌ الهى غما) بحجب الدعاء ‌و‌ الحرمان ‌من‌ هذا الدواء (و اذقتى طعم العافيه...) ‌و‌ السلامه ‌من‌ كل داء ‌ما‌ دمت حيا (و ‌لا‌ تشمت ‌بى‌ عدوى...) واضح، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 8.
 
(الهى، ‌ان‌ رفعتنى فمن ذا الذى يضعنى...) ابدا ‌لا‌ واضع لمن رفعته التقوى، ‌و‌ ‌لا‌ رافع لمن خفضته معصيه الله. ‌و‌ ‌ان‌ قال قائل: لقد راينا الناس يرفعون ‌من‌ شان الاغنياء ‌و‌ الوجهاء. قلنا ‌فى‌ جوابه: الحديث ‌فى‌ الرفع ‌و‌ الخفض عند الله سبحانه ‌لا‌ عند الناس، ‌و‌ ‌هو‌ تعالى القائل: «و لكن اكثر الناس لايعلمون... لايعقلون». ‌و‌ ‌فى‌ كتاب كيف يحيا الانسان للفيلسوف الصينى يوتانج «كلما زاد عدد المصفقين ‌و‌ الهاتفين زاد عدد المداجين المنافقين» (و ‌ان‌ اكرمتنى...) عطف تكرار (لليس ‌فى‌ حكمك ظلم) لانك الغنى عن كل شى ء، ‌و‌ انما يحتاج الى الظلم الضعيف كما قال الامام (ع). ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 37 ‌و‌ غيره (و ‌لا‌ ‌فى‌ نقمتك عجله...) واضح، ‌و‌ تقدم مرارا. انظر شرح الدعاء 37 فقره لماذا املى سبحانه ‌و‌ امهل؟.
 
(و ‌لا‌ تجعلنى للبلاء غرضا): هدفا ‌و‌ مرمى للمصائب ‌و‌ النوائب. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 25 ‌و‌ غيره (فقد ترى ضعفى...) ‌و‌ شده حالى ‌و‌ ياسى ‌من‌ كل مخلوق. ‌و‌ ‌لا‌ املك ‌اى‌ شى ء الا املى ‌و‌ رجائى بفضلك ‌و‌ رحمتك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 32.
 
(اعوذ بك اللهم اليوم ‌من‌ غضبك) هذا ‌هو‌ دعاء الصالحين ‌و‌ العارفين، رضا الله عند الموت ‌و‌ الامان ‌من‌ غضبه يوم التلاق، قال سبحانه: «و ‌من‌ يحلل عليه غضبى فقد هوى- 81 طه» ‌و‌ ‌فى‌ دعاء سيد الشهداء: لاتميتنى على غضبك، ‌و‌ لاتزل ‌بى‌ سخطك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 20: فاقبضنى اليك قبل ‌ان‌ يسبق مقتك الى ‌او‌ يستحكم غضبك على  
 
(و استجير بك...) عطف تكرار
 
(و اسالك امنا ‌من‌ عذابك) انا الان ‌و‌ ساعه دعائى ‌و‌ مناجاتى آمن ‌من‌ نزول عذابك ‌بى‌ (و امنى) ‌اى‌ وهب لى امن يوم الحساب، ‌و‌ ادرا عنى العذاب بلطفك ‌و‌ كرمك. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 20.
 
(و استهديك...) يتضرع الامام (ع) لخالقه ‌جل‌ جلاله، ‌و‌ يتقرب اليه بتكرار الصلاه على محمد ‌و‌ آله ‌ان‌ يمن عليه بالهدايه ‌و‌ الكفايه، ‌و‌ الرحمه ‌و‌ المغفره، ‌و‌ المعونه ‌و‌ النصره، ‌و‌ كل ذلك تقدم مرات. ‌و‌ ‌فى‌ دعاء سيد الشهداء (ع): الهى اغننى بتدبيرك لى عن تدبيرى، ‌و‌ باختيارك عن اختيارى، ‌و‌ اوقفنى على مراكز اضطرارى، ‌و‌ طهرنى ‌من‌ شكى قبل حلول رمسى.
 
(يا حنان): الكثير الرحمه (يا منان): الكثير العطاء (يا ذا الجلال ‌و‌ الاكرام) ‌يا‌ ذا الكمال ‌و‌ الكرامه. ‌و‌ تقدم ‌فى‌ اول هذا الدعاء (و استجب لى...) اعطنى بكرمك كل ‌ما‌ طلبت ‌و‌ اردت، ‌و‌ لاتمسك عنى شيئا منه (و خر لى فيما تقضى منه...) اجعل الخير ‌و‌ البركه ‌و‌ السعاده فيما تهب ‌و‌ تتفضل (و صل ذلك بخير الاخره...) اجمع لى خير الدنيا ‌و‌ الاخره، ‌و‌ نجنى ‌من‌ اهوال هذه ‌و‌ كربات تلك، اسالك كل ذلك ‌و‌ فوق ذلك لايمانى الراسخ برحمتك ‌و‌ مغفرتك، ‌و‌ فضلك ‌و‌ جودك. ‌و‌ الصلاه على محمد ‌و‌ آله الطاهرين. ‌و‌ تقدم مرات.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^