فارسی
يكشنبه 30 ارديبهشت 1403 - الاحد 10 ذي القعدة 1445
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه
0
نفر 0

فى التضرع

فى التضرع


 «1» إِلَهِي أَحْمَدُكَ ‌و‌ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ عَلَى حُسْنِ صَنِيعِكَ إِلَيَّ ، ‌و‌ سُبُوغِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ، ‌و‌ جَزِيلِ عَطَائِكَ عِنْدِي ، ‌و‌ عَلَى ‌ما‌ فَضَّلْتَنِي ‌به‌ ‌من‌ رَحْمَتِكَ ، ‌و‌ أَسْبَغْتَ عَلَيَّ ‌من‌ نِعْمَتِكَ ، فَقَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِي ‌ما‌ يَعْجِزُ عَنْهُ شُکْرِي . «2» ‌و‌ لَوْ ‌لا‌ إِحْسَانُكَ إِلَيَّ ‌و‌ سُبُوغُ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ‌ما‌ بَلَغْتُ إِحْرَازَ حَظِّي ، ‌و‌ ‌لا‌ إِصْلَاحَ نَفْسِي ، ‌و‌ لَكِنَّكَ ابْتَدَأْتَنِي بِالْإِحْسَانِ ، ‌و‌ رَزَقْتَنِي فِي أُمُورِي كُلِّهَا الْكِفَايَةَ ، ‌و‌ صَرَفْتَ عَنِّي جَهْدَ الْبَلَاءِ ، ‌و‌ مَنَعْتَ مِنِّي مَحْذُورَ الْقَضَاءِ . «3» إِلَهِي فَكَمْ ‌من‌ بَلَاءٍ جَاهِدٍ قَدْ صَرَفْتَ عَنِّي ، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ أَقْرَرْتَ بِهَا عَيْنِي ، ‌و‌ ‌كم‌ ‌من‌ صَنِيعَةٍ كَرِيمَةٍ لَكَ عِنْدِي «4» أَنْتَ الَّذِي أَجَبْتَ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ دَعْوَتِي ، ‌و‌ أَقَلْتَ عِنْدَ الْعِثَارِ زَلَّتِي ، ‌و‌ أَخَذْتَ لِي ‌من‌ الْأَعْدَاءِ بِظُلَامَتِي . «5» إِلَهِي ‌ما‌ وَجَدْتُكَ بَخِيلًا حِينَ سَأَلْتُكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ مُنْقَبِضاً حِينَ أَرَدْتُكَ ، بَلْ وَجَدْتُكَ لِدُعَائِي سَامِعاً ، ‌و‌ لِمَطَالِبِي مُعْطِياً ، ‌و‌ وَجَدْتُ نُعْمَاكَ عَلَيَّ سَابِغَةً فِي كُلِّ شَأْنٍ ‌من‌ شَأْنِي ‌و‌ كُلِّ زَمَانٍ ‌من‌ زَمَانِي ، فَأَنْتَ عِنْدِي مَحْمُودٌ ، ‌و‌ صَنِيعُكَ لَدَيَّ مَبْرُورٌ . «6» تَحْمَدُكَ نَفْسِي ‌و‌ لِسَانِي ‌و‌ عَقْلِي ، حَمْداً يَبْلُغُ الْوَفَاءَ ‌و‌ حَقِيقَةَ الشُّكْرِ ، حَمْداً يَكُونُ مَبْلَغَ رِضَاكَ عَنِّي ، فَنَجِّنِي ‌من‌ سُخْطِكَ . «7» ‌يا‌ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ ‌و‌ ‌يا‌ مُقِيلِي عَثْرَتِي ، فَلَوْ ‌لا‌ سَتْرُكَ عَوْرَتِي لَكُنْتُ ‌من‌ الْمَفْضُوحِينَ ، ‌و‌ ‌يا‌ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ ، فَلَوْ ‌لا‌ نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ ‌من‌ الْمَغْلُوبِينَ ، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلَى أَعْنَاقِهَ ، فَهُمْ ‌من‌ سَطَوَاتِهِ خَائِفُونَ ، ‌و‌ ‌يا‌ أَهْلَ التَّقْوَى ، ‌و‌ ‌يا‌ ‌من‌ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنِّي ، ‌و‌ تَغْفِرَ لِي فَلَسْتُ بَرِيئاً فَأَعْتَذِرَ ، ‌و‌ ‌لا‌ بِذِي قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، ‌و‌ ‌لا‌ مَفَرَّ لِي فَأَفِرَّ . «8» ‌و‌ أَسْتَقِيلُكَ عَثَرَاتِي ، ‌و‌ أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ ‌من‌ ذُنُوبِيَ الَّتِي قَدْ أَوْبَقَتْنِي ، ‌و‌ أَحَاطَتْ بِي فَأَهْلَكَتْنِي ، مِنْهَا فَرَرْتُ إِلَيْكَ رَبِّ تَائِباً فَتُبْ عَلَيَّ ، مُتَعَوِّذاً فَأَعِذْنِي ، مُسْتَجِيراً فَلَا تَخْذُلْنِي ، سَائِلًا فَلَا تَحْرِمْنِي مُعْتَصِماً فَلَا تُسْلِمْنِي ، دَاعِياً فَلَا تَرُدَّنِي خَائِباً . «9» دَعَوْتُكَ ‌يا‌ رَبِّ مِسْكِيناً ، مُسْتَكِيناً ، مُشْفِقاً ، خَائِفاً ، وَجِلًا ، فَقِيراً ، مُضْطَرّاً إِلَيْكَ . «10» أَشْكُو إِلَيْكَ ‌يا‌ إِلَهِي ضَعْفَ نَفْسِي عَنِ الْمُسَارَعَةِ فِيما وَعَدْتَهُ أَوْلِيَاءَكَ ، ‌و‌ الُْمجَانَبَةِ عَمَّا حَذَّرْتَهُ أَعْدَاءَكَ ، ‌و‌ كَثْرَةَ هُمُومِي ، ‌و‌ وَسْوَسَةَ نَفْسِي . «11» إِلَهِي لَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، ‌و‌ لَمْ تُهْلِكْنِي بِجَرِيرَتِي ، أَدْعُوكَ فَتُجِيبُنِي ‌و‌ إِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ تَدْعُونِي ، ‌و‌ أَسْأَلُكَ كُلَّمَا شِئْتُ ‌من‌ حَوَائِجِي ، ‌و‌ حَيْثُ ‌ما‌ كُنْتُ وَضَعْتُ عِنْدَكَ سِرِّي ، فَلَا أَدْعُو سِوَاک ، ‌و‌ ‌لا‌ أَرْجُو غَيْرَکَ «12» لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، تَسْمَعُ ‌من‌ شَكَا إِلَيْكَ ، ‌و‌ تَلْقَى ‌من‌ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ ، ‌و‌ تُخَلِّصُ ‌من‌ اعْتَصَمَ بِكَ ، ‌و‌ تُفَرِّجُ عَمَّنْ لَاذَ بِكَ . «13» إِلَهِي فَلَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ الآْخِرَةِ ‌و‌ الْأُولَى لِقِلَّةِ شُكْرِي ، ‌و‌ اغْفِرْ لِي ‌ما‌ تَعْلَمُ ‌من‌ ذُنُوبِي . «14» إِنْ تُعَذِّبْ فَأَنَا الظَّالِمُ الْمُفَرِّطُ الْمُضَيِّعُ الآْثِمُ الْمُقَصِّرُ الْمُضَجِّعُ الْمُغْفِلُ حَظَّ نَفْسِي ، ‌و‌ إِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
 
كل ‌ما‌ ‌فى‌ هذا الدعاء واضح ‌و‌ تقدم، ‌و‌ لكن ‌لا‌ مناص ‌من‌ الكلام (على حسن صنعك...) قال سبحانه: «و يحذركم الله نفسه ‌و‌ الله رووف بالعباد- 30 ‌آل‌ عمران» ‌اى‌ يحذر سبحانه العبد ‌ان‌ يفعل ‌ما‌ يشاء معتمدا على رحمه الله ‌و‌ رافته، لانه تعالى لايرحم مجازفه ‌و‌ بلا سبب موجب، كيف ‌و‌ افعاله منزهه عن العبث؟ ‌و‌ انما يرحم بمقتضى حكمته ‌و‌ علمه. بمن ‌هو‌ اهل للرافه ‌و‌ الرحمه... ابدا ‌لا‌ فرق بين الرزق ‌و‌ الرحمه، هذه لمن كان له ‌من‌ ايمانه ‌و‌ عمله الصالح ‌ما‌ يوهله للرحمه، ‌و‌ ذاك لمن سعى له سعيه.
 
(و لو ‌لا‌ احسانك الى ‌و‌ سبوغ نعمك على ‌ما‌ بلغت احراز حظى ‌و‌ ‌لا‌ اصلاح نفسى) منك ‌يا‌ الهى اسباب العيش ‌و‌ تيسيرها، ‌و‌ منى السمع ‌و‌ الطاعه لامرك ‌و‌ نهيك، ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ اصلاح النفس مع الفقر ‌و‌ الحرمان صعب مستصعب، ‌و‌ هذا صريح ‌فى‌ قول الرسول الاعظم (ص): «كان الفقر يكون كفرا» ‌و‌ قال الامام على (ع): «لو كان الفقر رجلا لقتلته» ‌و‌ قرن سبحانه الفقر بالفحشاء ‌فى‌ الايه 268 ‌من‌ البقره: «الشيطان يعدكم الفقر ‌و‌ يامركم بالفحشاء» ‌و‌ ذكر اهل مكه بنعمته عليهم حين دعاهم الى الايمان ‌به‌ كما قال: «فليعبدوا رب هذا البيت الذى اطعمهم ‌من‌ جوع ‌و‌ آمنهم ‌من‌ خوف- سوره قريش».
 (و منعت منى محذور القضاء) ‌اى‌ ‌ما‌ قدرت ‌و‌ قضيت ‌ان‌ تبتلينى بما اكره ‌و‌ احذر
 
(بلاء جاهد): شاق، ‌و‌ جهد البلاء المصيبه التى تختار معها الموت (نعمه سابغه): واسعه.
 
(الهى ‌ما‌ وجدتك بخيلا...) واضح كل الوضوح. ‌و‌ تقدم اكثر ‌من‌ مره، ‌و‌ مع هذا نلخصه بانى سالتك ‌يا‌ الهى ‌ان‌ تسمع ندائى، ‌و‌ تقبل دعائى و تحقق رجائى فاستجيب، ‌و‌ اعطيتنى ‌ما‌ اردت ‌و‌ زياده، فوجب لك على الوفاء ‌و‌ الحمد ‌و‌ الثناء ‌و‌ الذكر ‌و‌ الشكر على نعمك الجلى، ‌و‌ لكن هيهات ‌ان‌ اقوم ‌و‌ اودى شكر نعمه واحده مهما اجتهدت (فنجنى ‌من‌ سخطك) على تقصيرى ‌فى‌ حقك.
 
(يا كهفى تعيينى المذاهب...) عاد الامام (ع) الى ترداد نعم الله عليه ‌و‌ تعدادها، منها انه لايحد ملجا الا الله حين تشتد الازمات، ‌و‌ تضيق الحلقات ‌و‌ منها انه تعالى ستر ‌ما‌ فيه ‌من‌ عيب، ‌و‌ لم ينشره على الاشهاد، ‌و‌ ايضا نصره على عدوه بعظيم الاجر ‌فى‌ الاخره ‌و‌ خلود الذكر ‌فى‌ الدنيا ‌من‌ دونه (و ‌يا‌ ‌من‌ وضعت له الملوك نير المذله على اعناقها...) ابدا ‌لا‌ ملوك ‌و‌ سلاطين امام قاصم ظهور الجبارين، ‌و‌ مبيد آثار الظالمين، ‌و‌ يستخلف مكانهم الفقراء ‌و‌ المستضعفين (و ‌يا‌ اهل التقوى) تخافه الخلائق، ‌و‌ تتقى غضبه ‌و‌ عذابه (له الاسماء الحسنى) احسنها ‌و‌ اكملها (فلست بريا فاعتذر) ‌لا‌ عذر بعد الاعذار ‌و‌ الانذار (و ‌لا‌ بذى قوه فانتصر) ‌لا‌ قوه لمخلوق الا بخالقه ‌و‌ كلنا نكرر ليل نهار: ‌لا‌ حول ‌و‌ ‌لا‌ قوه الا بالله الواحد القهار.
 
(و استقيلك عثراتى): اغفر لى زلتى ‌و‌ خطيئتى، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 32 (و اتنصل ‌من‌ ذنوبى) اخرج منها بالندم ‌و‌ الاعتراف ‌و‌ التوبه ‌و‌ طلب العفو (اوبقتنى): اهلكتنى، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 42 (متعوذا): معتصما
 
(مستكينا): خاضعا
 
(اشكو اليك ‌يا‌ الهى ضعف نفسى عن المسارعه...) وعدت ‌يا‌ الهى بالجنان ‌و‌ الرضوان اولياءك الذين يسارعون ‌فى‌ الخيرات، ‌و‌ هددت بالعذاب الاليم اعداءك الذين لايجتنبون الموبقات، ‌و‌ نفسى- لهمومها ‌و‌ وسوستها- تضعف عن المسارعه الى ‌ما‌ امرت ‌و‌ المجانبه عما نهيت (فنجنى) ‌من‌ غضبك ‌و‌ عذابك برحمتك ‌و‌ مغفرتك لتباطى ء ‌و‌ تتثاقلى (و اسالك كلما شئت ‌من‌ حوائجى...) ‌و‌ فوق ذلك كله ‌و‌ رغم معصيتى ‌و‌ جرمى ‌و‌ جريرتى- اسالك ‌ان‌ تقضى حوائجى بالكامل، ‌لا‌ لشى ء الا لثقتى ‌و‌ ايمانى ‌و‌ علمى ‌و‌ يقينى بانه ليس كمثلك مسوول، ‌و‌ ‌لا‌ سواك مامول.
 ‌و‌ كل ‌من‌ آمن بالله ايمانا لايشوبه ريب، يسوغ له ‌ان‌ يخاطب الله بهذا المنطق ‌و‌ الاسلوب، لان المومن يرجو رحمه ربه حتى ‌و‌ لو راى العذاب وجها لوجه، بل ‌و‌ ‌ان‌ ادخله النار، اما الجاحد فقد قطع الطريق ‌هو‌ بنفسه على نفسه، ‌و‌ اختار لها سوء المصير باعلانه الحرب على خالقه ‌و‌ رازقه.
 
(تسمع ‌من‌ شكا اليك) ‌ان‌ ‌يك‌ صادقا ‌فى‌ ايمانه (و تلقى ‌من‌ توكل عليك) ‌و‌ سلم الامر كله اليك، ‌و‌ ‌ان‌ غابت عنه حكمتك  
 
(فلا تحرمنى خير الاخره ‌و‌ الاولى...) ‌يا‌ ‌من‌ لاينقطع احسانه حتى عن المفرط المضيع ‌و‌ الاثم المقصر «المضجع:» المقصر، ‌و‌ تقدم ‌فى‌ الدعاء 49.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو
خواتم الخیر
حول التوبه
فى الشكر
فى وداع شهر رمضان
طلب العفو
مكارم الاخلاق
فى یوم عرفه
فى رد كید الاعداء

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^