فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

فى الصباح و المساء

فى الصباح ‌و‌ المساء


 «1» الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ ‌و‌ النَّهَارَ بِقُوَّتِهِ «2» ‌و‌ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ «3» ‌و‌ جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً ، ‌و‌ أَمَداً مَمْدُوداً «4» يُولِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ ، ‌و‌ يُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ بِتَقْدِيرٍ مِنْهُ لِلْعِبَادِ فِيما يَغْذُوهُمْ ‌به‌ ، ‌و‌ يُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ «5» فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ ‌من‌ حَرَكَاتِ التَّعَبِ ‌و‌ نَهَضَاتِ النَّصَبِ ، ‌و‌ جَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا ‌من‌ رَاحَتِهِ ‌و‌ مَنَامِهِ ، فَيَكُونَ ذَلِكَ لَهُمْ جَمَاماً ‌و‌ قُوَّةً ، ‌و‌ لِيَنَالُوا ‌به‌ لَذَّةً ‌و‌ شَهْوَةً «6» ‌و‌ خَلَقَ لَهُمُ النَّهَارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ ‌من‌ فَضْلِهِ ، ‌و‌ لِيَتَسَبَّبُوا إِلَى رِزْقِهِ ، ‌و‌ يَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ ، طَلَباً لِمَا فِيهِ نَيْلُ الْعَاجِلِ ‌من‌ دُنْيَاهُمْ ، ‌و‌ دَرَكُ الآْجِلِ فِي أُخْرَاهُمْ «7» بِكُلِّ ذَلِكَ يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ ، ‌و‌ يَبْلُو أَخْبَارَهُمْ ، ‌و‌ يَنْظُرُ كَيْفَ ‌هم‌ فِي أَوْقَاتِ طَاعَتِهِ ، ‌و‌ مَنَازِلِ فُرُوضِهِ ، ‌و‌ مَوَاقِعِ أَحْكَامِهِ ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا ، ‌و‌ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى . «8» اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ‌ما‌ فَلَقْتَ لَنَا ‌من‌ الْإِصْبَاحِ ، ‌و‌ مَتَّعْتَنَا ‌به‌ ‌من‌ ضَوْءِ النَّهَارِ ، ‌و‌ بَصَّرْتَنَا ‌من‌ مَطَالِبِ الْأَقْوَاتِ ، ‌و‌ وَقَيْتَنَا فِيهِ ‌من‌ طَوَارِقِ الآْفَاتِ . «9» أَصْبَحْنَا ‌و‌ أَصْبَحَتِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَكَ سَمَاؤُهَا ‌و‌ أَرْضُهَا ، ‌و‌ ‌ما‌ بَثَثْتَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، سَاكِنُهُ ‌و‌ مُتَحَرِّكُهُ ، ‌و‌ مُقِيمُهُ ‌و‌ شَاخِصُهُ ‌و‌ ‌ما‌ عَلَا فِي الْهَوَاءِ ، ‌و‌ ‌ما‌ کَنَّ تَحْتَ الثَّري «10» أَصْبَحْنَا فِي قَبْضَتِكَ يَحْوِينَا مُلْكُكَ ‌و‌ سُلْطَانُكَ ، ‌و‌ تَضُمُّنَا مَشِيَّتُكَ ، ‌و‌ نَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِكَ ، ‌و‌ نَتَقَلَّبُ فِي تَدْبيِرِکَ . «11» لَيْسَ لَنَا ‌من‌ الْأَمْرِ إِلَّا ‌ما‌ قَضَيْتَ ، ‌و‌ ‌لا‌ ‌من‌ الْخَيْرِ إِلَّا ‌ما‌ أَعْطَيْتَ . «12» ‌و‌ هَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ ، ‌و‌ ‌هو‌ عَلَيْنَا شَاهِدٌ عَتِيدٌ ، إِنْ أَحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْدٍ ، ‌و‌ إِنْ أَسَأْنَا فَارَقَنَا بِذَمٍّ . «13» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ ارْزُقْنَا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ ، ‌و‌ اعْصِمْنَا ‌من‌ سُوءِ مُفَارَقَتِهِ بِارْتِكَابِ جَرِيرَةٍ ، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ «14» ‌و‌ أَجْزِلْ لَنَا فِيهِ ‌من‌ الْحَسَنَاتِ ، ‌و‌ أَخْلِنَا فِيهِ ‌من‌ السَّيِّئَاتِ ، ‌و‌ امْلَأْ لَنَا ‌ما‌ بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْداً ‌و‌ شُكْراً ‌و‌ أَجْراً ‌و‌ ذُخْراً ‌و‌ فَضْلًا ‌و‌ إِحْسَاناً . «15» اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الکاتبِينَ مَؤُونَتَنَا ، ‌و‌ امْلَأْ لَنَا ‌من‌ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا ، ‌و‌ ‌لا‌ تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا . «16» اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ ‌من‌ سَاعَاتِهِ حَظّاً ‌من‌ عِبَادِكَ ، ‌و‌ نَصِيباً ‌من‌ شُكْرِكَ ‌و‌ شَاهِدَ صِدْقٍ ‌من‌ مَلَائِكَتِكَ . «17» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ احْفَظْنَا ‌من‌ بَيْنِ أَيْدِينَا ‌و‌ ‌من‌ خَلْفِنَا ‌و‌ عَنْ أَيْمَانِنَا ‌و‌ عَنْ شَمَائِلِنَا ‌و‌ ‌من‌ جَمِيعِ نَوَاحِينَا ، حِفْظاً عَاصِماً ‌من‌ مَعْصِيَتِكَ ، هَادِياً إِلَى طَاعَتِکَ ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِکَ . «18» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ وَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا ‌و‌ لَيْلَتِنَا هَذِهِ ‌و‌ فِي جَمِيعِ أَيَّامِنَا لِاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ ، ‌و‌ هِجْرَانِ الشَّرِّ ، ‌و‌ شُكْرِ النِّعَمِ ، ‌و‌ اتِّبَاعِ السُّنَنِ ، ‌و‌ مُجَانَبَةِ الْبِدَعِ ، ‌و‌ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، ‌و‌ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، ‌و‌ حِيَاطَةِ الْإِسْلَامِ ، ‌و‌ انْتِقَاصِ الْبَاطِلِ ‌و‌ إِذْلَالِهِ ، ‌و‌ نُصْرَةِ الْحَقِّ ‌و‌ إِعْزَازِهِ ، ‌و‌ إِرْشَادِ الضَّالِّ ، ‌و‌ مُعَاوَنَةِ الضَّعيِفِ ، ‌و‌ اِدْرَاکِ اللّهيِفِ «19» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْهُ أَيْمَنَ يَوْمٍ عَهِدْنَاهُ ، ‌و‌ أَفْضَلَ صَاحِبٍ صَحِبْنَاهُ ، ‌و‌ خَيْرَ وَقْتٍ ظَلِلْنَا فِيهِ «20» ‌و‌ اجْعَلْنَا ‌من‌ أَرْضَى ‌من‌ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ‌و‌ النَّهَارُ ‌من‌ جُمْلَةِ خَلْقِكَ ، أَشْكَرَهُمْ لِمَا أَوْلَيْتَ ‌من‌ نِعَمِكَ ، ‌و‌ أَقْوَمَهُمْ بِمَا شَرَعْتَ ‌من‌ شرَائِعِكَ ، ‌و‌ أَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ ‌من‌ نَهْيِكَ . «21» اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ ‌و‌ كَفَى بِكَ شَهِيداً ، ‌و‌ أُشْهِدُ سَمَاءَكَ ‌و‌ أَرْضَكَ ‌و‌ ‌من‌ أَسْكَنْتَهُمَا ‌من‌ مَلائِكَتِكَ ‌و‌ سَائِرِ خَلْقِكَ فِي يَوْمِي هَذَا ‌و‌ سَاعَتِي هَذِهِ ‌و‌ لَيْلَتِي هَذِهِ ‌و‌ مُسْتَقَرِّي هَذَا ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي ‌لا‌ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، قَائِمٌ بِالْقِسْطِ ، عَدْلٌ فِي الْحُكْمِ ، رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ، مَالِکُ الْمُلْکِ ، رَحيِمٌ بِالْخَلْقِ . «22» ‌و‌ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ‌و‌ رَسُولُكَ ‌و‌ خِيَرَتُكَ ‌من‌ خَلْقِكَ ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَكَ فَأَدَّاهَا ، ‌و‌ أَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِأُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا «23» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، أَكْثَرَ ‌ما‌ صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ‌من‌ خَلْقِكَ ، ‌و‌ آتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ ‌ما‌ آتَيْتَ أَحَداً ‌من‌ عِبَادِكَ ، ‌و‌ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ ‌و‌ أَكْرَمَ ‌ما‌ جَزَيْتَ أَحَداً ‌من‌ أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ «24» إِنَّكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْجَسِيمِ ، الْغَافِرُ لِلْعَظِيمِ ، ‌و‌ أَنْتَ أَرْحَمُ ‌من‌ كُلِّ رَحِيمٍ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْاَخْيَارِ الْاَنْجَبيِنَ
 
(الحمد لله الذى خلق الليل ‌و‌ النهار...) الارض كره معلقه ‌فى‌ الهواء، تدور حول نفسها مره واحده كل 24 ساعه، ‌و‌ هذا الدوران لكره الارض يودى حتما الى تعاقب الليل ‌و‌ النهار، ‌و‌ لو كانت الارض مسطحه لما حدث هذا، ‌و‌ اسند الامام الليل ‌و‌ النهار اليه تعالى لانه العله الاولى لوجود الاشياء كلها، ‌و‌ بدونه يستحيل ‌ان‌ نفسر وجود ‌اى‌ شى ء تفسيرا معقولا، ‌و‌ الا سرنا ‌من‌ ‌شك‌ الى ‌شك‌ دون ‌ان‌ ننتهى الى فكره مقنعه ‌و‌ واضحه، ‌و‌ لذا قال فولتير: ‌ان‌ وجود الله فرض ضرورى لان الفكره المضاده حماقات. ‌و‌ قال اسبينوزا: القانون الطبيعى ‌هو‌ قانون الهى.
 
(يولج كل واحد منهما ‌فى‌ صاحبه) ايضا تدور الارض حول الشمس مره كل عام، فيكون تعاقب الفصول الاربعه، فياخذ الليل ‌من‌ النهار ‌فى‌ فصل، حتى يصير 15 ساعه ‌و‌ النهار 9 ساعات، ‌و‌ ياخذ النهار ‌من‌ الليل ‌فى‌ فصل آخر، حتى يصير 15 ساعه ‌و‌ الليل 9 ساعات. ‌و‌ هذا ‌هو‌ المراد بالايلاج هنا (و يولج صاحبه فيه بتقدير منه) اعاد الامام (ع) كلمه يولج ليشير ‌ان‌ زياده الليل دون النهار ‌او‌ العكس، لم تكن ‌من‌ باب الصدفه، بل «بتقدير» ‌و‌ تدبير «و خلق كل شى ء فقدره تقديرا- 2 الفرقان» (و للعباد فيما يغذوهم به، ‌و‌ ينشئهم عليه) «فيما» هنا بمعنى لما كقوله تعالى: «لمسكم فيما افضتم فيه غداب عظيم- 14 النور» ‌اى‌ لما افضتم، ‌و‌ يغذوهم: ‌من‌ الغذاء، ‌و‌ ينشئهم: ‌من‌ النش ء، ‌و‌ المعنى ‌ان‌ الله خلق الليل ‌و‌ النهار لمصالح العباد، ‌و‌ منها العمل ‌من‌ اجل الغذاء، ‌و‌ النش ء ‌و‌ النمو ‌و‌ غير ذلك مما اشار اليه الامام بقوله:
 
(فجعل لهم الليل ليسكنوا فيه...) النهار للكد ‌و‌ الكدح، ‌و‌ الليل للسكون ‌و‌ الراحه، ‌و‌ ‌لا‌ يحتاج هذا الى شرح، بل ‌و‌ ‌لا‌ بيان لانه معلوم بالحس ‌و‌ الممارسه، ‌و‌ اشار اليه سبحانه ‌فى‌ كتابه ‌و‌ الامام (ع) ‌فى‌ دعائه، لمجرد التنبيه على كمال قدرته تعالى، ‌و‌ عظيم نعمته على عباده تماما كما يقول الوالد لولده: تحملت ‌و‌ عانيت ‌من‌ اجلك لتكون بارا ‌لا‌ عاقا (و جعله لباسا ليلبسوا ‌من‌ راحته ‌و‌ منامه) لباس التقوى يقى ‌من‌ العذاب، ‌و‌ لباس الليل يريح ‌من‌ الاتعاب (فيكون ذلك لهم جماما): راحه (و لينالوا ‌به‌ لذه ‌و‌ شهوه) كالسهر ‌و‌ السمر مع الجيران ‌و‌ الخلان، ‌و‌ ‌كم‌ تغزل الشعراء بالليل ‌و‌ لغوه ‌و‌ متعه ‌و‌ لهوه!
 
(و خلق لهم النهار مبصرا...) نبصر فيه طرق الحياه، فنعمل لها ‌و‌ لمطالبها.
 
 مطالب الروح ‌و‌ الجسد
 
 (طلبا لما فيه نيل العاجل ‌من‌ دنياهم، ‌و‌ درك الاجل ‌فى‌ اخراهم) يشير بهذا الى حديث «اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا، ‌و‌ اعمل لاخرتك كانك تموت غدا» ‌و‌ حديث «ليس خيركم ‌من‌ عمل لدنياه دون آخرته، ‌و‌ ‌لا‌ ‌من‌ عمل لاخرته ‌و‌ ترك دنياه، ‌و‌ انما خيركم ‌من‌ عمل لهذه ‌و‌ هذه» ‌و‌ بهذا التوازن بين العمل ‌من‌ اجل الروح، ‌و‌ ‌من‌ اجل الجسد، امتاز الاسلام عن غيره ‌من‌ الاديان... على انه لم يات بجديد سوى تقرير الواقع ‌و‌ الكشف عنه، لان الانسان ليس ملاكا ‌و‌ ‌لا‌ حيوانا، بل بين بين، ‌و‌ قد اولى الاسلام اهتمامه بهما ‌و‌ العمل لهما تبعا للنظام الانسانى الطبيعى، ‌و‌ كل دين ‌او‌ مذهب ‌او‌ نظام لايراعى التوازن بين الروح ‌و‌ الجسد- فهو مناقض لطبيعه الحياه ‌و‌ قوانينها.
 ‌و‌ قال كاتب معاصر: «ان الله لايامر بالرهبنه ‌و‌ ‌لا‌ بالفرار ‌من‌ الدنيا، لانه لايامر بتحطيم ‌ما‌ بناه» ‌و‌ ايضا يصدق هذا على العمل للجسد ‌و‌ الدنيا فقط، لانه تعالى بنى الانسان ‌من‌ جسد ‌و‌ روح، ‌و‌ بنى له عالمين يحيا فيهما: دنيا ‌و‌ آخره، ‌و‌ ‌هو‌ لايامر بتحطيم هذه كما لايامر بتحطيم تلك  
 
(و يبلو اخبارهم...) الله سبحانه يعلم ‌ما‌ كان ‌و‌ يكون ‌من‌ عبده ‌ما‌ ‌لا‌ يعلمه العبد ‌من‌ نفسه، ‌و‌ مع هذا يعامله معامله المختبر له بالامر ‌و‌ النهى، ليظهر للعيان عمله الذى يستحق عليه الثواب ‌و‌ العقاب، ‌و‌ ياخذه بالحجه القاطعه، كما ‌هو‌ شان الحاكم العادل، ‌و‌ ‌فى‌ الايه 31 ‌من‌ سوره محمد (ص): «و نباو اخباركم» (ليجزى الذين اساوا... الى آخر الايه 31 ‌من‌ النجم».
 
(اللهم فلك الحمد على ‌ما‌ فلقت لنا ‌من‌ الاصباح...) الفلق: الصبح، ‌و‌ ايضا يطلق على الخلق كله ‌و‌ فلق الله الصبح: كشف الظلام ‌و‌ اظهر الضياء ‌و‌ كل نهار يستقبله الانسان ‌هو‌ نعمه ‌من‌ الله سبحانه ‌و‌ فرصه ينتهزها العاقل لعمل الخير باستدراك ‌ما‌ فات، ‌او‌ بالاستعداد لما ‌هو‌ آت، ‌او‌ لسد حاجه له ‌او‌ لعياله ‌و‌ ذويه ‌او‌ لاى ملهوف ‌من‌ خلق الله ‌و‌ عباده، ‌و‌ الامام (ع) يحمد الله سبحانه شكرا على نعمه الحياه ‌و‌ فسحه العمر التى ينتهزها ‌فى‌ كل يوم ‌و‌ كل ساعه للعمل بطاعه الله ‌و‌ مرضاته، ‌و‌ يوجهنا بهذا الدعاء ‌و‌ الاسلوب الحكيم الرائع، الى العمل لما خلقنا ‌من‌ اجله، ‌و‌ ممارسه الحياه على نهج الرشد ‌و‌ النجاه.
 
(اصبحنا ‌و‌ اصبحت الاشياء كلها...) لله حتى انفسنا، فانه تعالى املك بها منا لانها منه ‌و‌ اليه (ساكنه) بدل ‌من‌ «ما ثبت» ‌و‌ المقيم: الحاضر، ‌و‌ الشاخص: المسافر، تقول شخص فلان ‌من‌ بلد الى بلد ‌اى‌ ذهب ‌او‌ سار
 
(و نتصرف عن امرك) نحن امناء ‌و‌ خلفاء الله ‌فى‌ ارضه، ‌لا‌ نملك شيئا الا ‌ان‌ يتفضل ‌و‌ ياذن (و نتقلب ‌فى‌ تدبيرك...) الله سبحانه ‌لا‌ يتعامل مع عباده بارادته الشخصيه، ‌و‌ ‌لا‌ يتدخل ‌فى‌ شوونهم اليوميه مباشره فعلا ‌او‌ تركا ‌و‌ الا كان الانسان مسيرا ‌لا‌ مخيرا بل يتعامل معهم بالامر ‌و‌ النهى ‌و‌ النصيحه و الارشاد ‌و‌ يترك الامور تجرى على اسبابها، ‌و‌ عليه يكون المراد بالتقلب ‌فى‌ تدبيره تعالى انه العله الاولى لكل شى ء ‌او‌ المراد بالعنايه العامه التى تسع نعمه الوجود ‌و‌ الرزق ‌و‌ الحياه ‌و‌ كل ‌ما‌ يمت بسبب الى حفظ الكون ‌و‌ تسييره، ‌و‌ لو ‌لا‌ هذه العنايه الالهيه ‌ما‌ كان للاشياء وجود ‌و‌ ‌لا‌ بقاء.
 
(و نتصرف عن امرك) نحن امناء ‌و‌ خلفاء الله ‌فى‌ ارضه، ‌لا‌ نملك شيئا الا ‌ان‌ يتفضل ‌و‌ ياذن (و نتقلب ‌فى‌ تدبيرك...) الله سبحانه ‌لا‌ يتعامل مع عباده بارادته الشخصيه، ‌و‌ ‌لا‌ يتدخل ‌فى‌ شوونهم اليوميه مباشره فعلا ‌او‌ تركا ‌و‌ الا كان الانسان مسيرا ‌لا‌ مخيرا بل يتعامل معهم بالامر ‌و‌ النهى ‌و‌ النصيحه
 
(و هذا يوم حادث جديد...) يحاسب المرء ‌و‌ يسال عن عمره فيما افناه كما يسال عن ماله مما اكتسبه ‌و‌ فيما انفقه، قال الرسول الاعظم (ص) لابى ذر (ع): «كن على عمرك اشح منك على درهمك» ‌و‌ ‌من‌ الحكم الخالده: الليل ‌و‌ النهار يعملان فيك فاعمل فيهما. ‌و‌ كل يوم لايترك الانسان فيه واجبا، ‌و‌ لايفعل محرما، فهذا اليوم يودعه بالحمد ‌و‌ الثناء ‌و‌ الا فارقه بالذم ‌و‌ الهجاء. ‌و‌ قال الامام اميرالمومنين (ع): «استتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته، ‌و‌ المجانبه لمعصيته، فان غدا ‌من‌ اليوم قريب. ‌ما‌ اسرع الساعات ‌فى‌ اليوم، ‌و‌ اسرع الايام ‌فى‌ الشهر، ‌و‌ اسرع الشهور ‌فى‌ السنه، ‌و‌ اسرع السنين ‌فى‌ العمر». ‌و‌ علق الشيخ محمد عبده على هذه الحكمه الخالده بقوله: «كلام بالغ الغايه ‌فى‌ الموعظه».
 
(و ارزقنا حسن مصاحبته) ‌اى‌ مصاحبه اليوم، ‌و‌ ‌هو‌ توكيد ‌و‌ تكرار للجمله السابقه: «و دعنا بحمد» (و اعصمنا ‌من‌ سوء...) ايضا تكرار ‌و‌ توكيد للجمله المتقدمه: «فارقنا بذم»
 
(و اجزل لنا فيه ‌من‌ الحسنات...) وفقنا لفعل الباقيات الصالحات، ‌و‌ ترك المحذورات ‌و‌ المهلكات (املا لنا ‌ما‌ بين طرفيه...) ‌و‌ هما الغدو ‌و‌ الاصال، ‌و‌ المعنى مهد لنا السبيل الى عمل يكون للمحاويج ثمره ‌و‌ خيره، ‌و‌ لنا ذكره ‌و‌ اجره.
 
(اللهم يسر على الكرام الكاتبين) الذين يسجلون على الناس اقوالهم ‌و‌ افعالهم، ‌و‌ سبقت الاشاره اليهم ‌فى‌ فصل الملائكه (مونتنا) تقول: تحملت مونه فلان ‌اى‌ كفيته ‌ما‌ اهمه، ‌و‌ الملائكه الكاتبون يتبرمون ‌من‌ السيئات و تسجيلها، ‌و‌ يرتاحون للحسنات ‌و‌ كتابتها. ‌و‌ الامام (ع) يدعو الله سبحانه ‌ان‌ ياخذ بيد العباد الى طاعته ‌و‌ مرضاته لطفا بهم ‌و‌ رحمه بالكرام الكاتبين  
 
(و اجعل لنا ‌فى‌ كل ساعه ‌من‌ ساعاته) ‌اى‌ ‌من‌ ساعات يومنا (حظا ‌من‌ عبادك) ‌اى‌ ‌من‌ خدمه عبادك ‌و‌ العمل لمنافعهم، ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «ان لله عبادا يخصهم الله بالنعم لمنافع العباد» ‌و‌ الامام (ع) يسال الله ‌ان‌ يجعل له حظا ‌من‌ هذه النعم (و شاهد صدق ‌من‌ ملائكتك) باننا ‌من‌ المخلصين لك الدين.
 
(و احفظنا ‌من‌ بين ايدينا...) قال سبحانه: «له معقبات ‌من‌ بين يديه ‌و‌ ‌من‌ خلفه يحفظونه ‌من‌ امر الله- 11 الرعد» ‌و‌ ضمير الغائب للانسان ‌و‌ المعقبات تعبير عن حواسه ‌و‌ ادراكه ‌و‌ سائر غرائزه التى لها ابلغ اثر ‌فى‌ حفظه ‌و‌ صيانته، ‌و‌ «من» ‌فى‌ قوله تعالى «من امر الله» بمعنى الباء ‌و‌ مثلها ‌فى‌ الايه 45 ‌من‌ الشورى: «ينظرون ‌من‌ طرف خفى» ‌اى‌ بطرف خفى، ‌و‌ الامام (ع) يناجى فاطر السموات ‌و‌ يقول له: كما انعمت على عبادك بمعقبات يحترسون بها ‌من‌ الافات، فانعم ‌و‌ تفضل علينا بلطف منك يمهد لنا السبيل الى طاعتك حتى نلقاك ‌و‌ ‌ما‌ علينا ‌من‌ اثقال ‌و‌ تبعات.
 
(و وفقنا ‌فى‌ يومنا هذا ‌و‌ ليلتنا هذه...) هذا بيان ‌و‌ تفسير للعصمه عن المعصيه ‌و‌ الاستعمال ‌فى‌ محبه الله ‌و‌ مرضاته (و اتباع السنن) جمع سنه، ‌و‌ هى طريقه النبى (ص) قولا ‌و‌ فعلا ‌و‌ تقريرا (و مجانبه البدع) جمع بدعه- بكسر الباء- ‌و‌ هى كل ‌ما‌ ‌لا‌ اصل له ‌فى‌ كتاب الله ‌و‌ سنه نبيه (و حياطه الاسلام) بحفظه ‌و‌ صيانته ‌و‌ الذب عنه ‌و‌ الجهاد لنشره ‌و‌ اعلاء كلمته.
 
لا ايمان بلا جهاد
 
 (و انتقاص الباطل ‌و‌ اذلاله، ‌و‌ نصره الحق ‌و‌ اعزازه) قال سبحانه: «انما المومنون الذين آمنوا بالله ‌و‌ رسوله ‌و‌ لم يرتابوا ‌و‌ جاهدوا باموالهم ‌و‌ انفسهم ‌فى‌ سبيل الله اولئك ‌هم‌ الصادقون- 15 الحجرات» ‌و‌ كلمه «انما» ‌فى‌ الايه حصرت الايمان بهذه الاركان ‌و‌ منها الجهاد بالنفس ‌و‌ المال، ‌و‌ معنى هذا انه ‌لا‌ ايمان بلا جهاد، ‌و‌ ‌ان‌ ‌من‌ آثر الراحه ‌و‌ السلامه على جهاد البغى ‌و‌ الفساد ‌فى‌ الارض فقد آثر دنياه على آخرته، ‌و‌ نكب عن طريق الايمان الحق، ‌و‌ ‌ان‌ ادعاه فهو كاذب ‌فى‌ دعواه حتى ‌و‌ لو صلى ‌و‌ صام، ‌و‌ حكم بالعدل، ‌و‌ اجتنب قول الزور، ‌و‌ ادى الامانه الى اهلها، ‌و‌ يوكد هذه الحقيقه قول الرسول الاعظم (ص): «من اصبح لايهتم بامر المسلمين فليس ‌من‌ الاسلام ‌فى‌ شى ء» ‌و‌ ايضا معنى هذا انه ‌لا‌ سلبيه ابدا ‌فى‌ الاسلام، ‌و‌ ‌ان‌ المسلم الحق ‌هو‌ الذى يشارك المجتمع ‌فى‌ سرائه ‌و‌ ضرائه، ‌و‌ يكافح الرذيله، ‌و‌ يتعاون مع كل الافراد ‌و‌ الفئات الطيبه المخلصه على بناء الحياه ‌و‌ فعل الخيرات.
 ‌و‌ بعد، فان الاسلام رساله الله الى عباده تهديهم الى حياه افضل ‌و‌ اقوم كما نصت الايه 9 ‌من‌ الاسراء: «ان هذا القرآن يهدى للتى هى اقوم» ‌و‌ غيرها ‌من‌ الايات، ‌و‌ لن تتقدم الحياه خطوه واحده الى الامام الا بالكفاح ‌و‌ الجهاد ‌ضد‌ المستاثرين ‌و‌ المستغلين.
 (و ادراك اللهيف) ‌و‌ ‌هو‌ المظلوم المستغيث، ‌و‌ ادراكه: اغاثته، ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: الله ‌فى‌ عون العبد ‌ما‌ دام العبد ‌فى‌ عون اخيه، ‌و‌ عن اهل البيت (ع): ‌ان‌ لله تحت عرشه ظلا ‌لا‌ يسكنه الا ‌من‌ اسدى لاخيه معروفا، ‌او‌ نفس عنه كربه، ‌او‌ ادخل على قلبه سرورا.
 
قال علماء اللغه العربيه ‌فى‌ تعريف علم البيان: ‌هو‌ علم يعرف ‌به‌ ايراد المعنى بطرق مختلفه مع وضوح الدلاله عليه. ‌و‌ قد اورد الامام (ع) هنا المعنى السابق بتعبير آخر مع وضوح الدلاله. لذا نلمس بعض الكلمات لمسا خفيفا لمجرد اليمن ‌و‌ البركه... ‌و‌ اسلوب التكرار ‌و‌ الاعاده مالوف ‌فى‌ الادعيه ‌و‌ المناجاه لتوكيد الرجاء حينا، ‌و‌ للالحاح حينا آخر. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: ‌ان‌ الله ‌لا‌ يمل حتى تملوا. ‌و‌ قال الامام السجاد (ع): «لو انزل الله ‌جل‌ ‌و‌ ‌عز‌ انه معذب رجلا واحدا لخفت ‌ان‌ اكونه، ‌او‌ راحم رجلا واحدا لرجوت ‌ان‌ اكونه، ‌او‌ انه معذبى ‌لا‌ محاله، ‌ما‌ ازددت الا اجتهادا، لئلا ارجع الى نفسى بالملامه».
 (و اجعله ايمن يوم عهدناه...) كل يوم ‌لا‌ يعصى الله فيه فهو فضل ‌و‌ بركه ‌او‌ ‌هو‌ عيد على ‌حد‌ تعبير الامام اميرالمومنين (ع) (و ‌من‌ جمله خلقك اشكرهم...) جمله اشكرهم حال ‌من‌ خلقك ‌اى‌ الشاكرين (لما اوليت) اعطيت (و اقومهم بما شرعت) افضل ‌من‌ عمل بشرائع دينك ‌و‌ رعاها ‌و‌ اخلص لها (و اوقفهم عما حذرت) اتقى الناس ‌فى‌ البعد عن المحرمات ‌و‌ الوقوف عند الشبهات حرصا على طاعتك ‌و‌ مرضاتك  
 
(و مستقرى) موضوع قرارى.
 
 اله التوراه ‌و‌ الانجيل ‌و‌ القرآن
 
 (اشهد انك انت الله الذى ‌لا‌ اله الا انت...) اله التوراه اليهوديه واحد، ‌و‌ لكنه ‌فى‌ صوره انسان بنص سفر التكوين، الاصحاح 9 فقره 6. ‌و‌ ‌من‌ ابرز صفاته القسوه ‌و‌ البطش ‌و‌ التعطش الى الدماء البريئه، ‌و‌ يوكد هذا بوضوح سفر العدد، الاصحاح 31 فقره 12 -10 ‌و‌ سفر التثنيه، الاصحاح 13 فقره 15 ‌و‌ ‌ما‌ بعدها، ‌و‌ سفر يشوع، الاصحاح السادس. ‌و‌ ‌فى‌ سفر التثنيه الاصحاح 7 فقره 6 ‌و‌ ‌ما‌ بعدها: ‌ان‌ الشعب اليهودى ‌هو‌ شعب الله الوحيد ‌و‌ المختار ‌من‌ جميع الشعوب على وجه الارض... الى كثير ‌من‌ هذا الهراء ‌و‌ الافتراء الذى ‌هو‌ ادق ‌و‌ اصدق تحليل لنفسيه اليهود، ‌و‌ ‌فى‌ الفصل الاول ‌من‌ رساله اللاهوت للفيلسوف اليهودى سبينوزا: «اذا خطر ببال اليهود شى ء قالوا: ‌ان‌ الله تحدث اليهم بهذا».
 
و اله الانجيل المسيحى رءوف رحيم ‌و‌ غفور حليم ‌و‌ ‌من‌ تعاليمه: «من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر- انجيل متى الاصحاح الخامس» ‌و‌ لكنه ثالث ثلاثه، ‌و‌ الاثنان الاخران: الابن ‌و‌ الروح القدس، ‌و‌ ‌فى‌ القاموس المقدس الذى اشترك ‌فى‌ اعداده 27 رجلا ‌من‌ كبار المسيحيين: «هذه الاقانيم الثلاثه يشتركون معا ‌فى‌ جميع الاعمال الالهيه على السواء».
 ‌و‌ المسيحيون يومنون بتوراه اليهود، ‌و‌ ‌لا‌ ادرى: كيف جمعوا بين الايمان باله التوراه السفاك السفاح ‌و‌ الايمان باله الانجيل معدن الحلم ‌و‌ السماح!.
 ‌و‌ الله سبحانه ‌فى‌ القرآن كما وصفه الامام (ع) ‌فى‌ دعائه، واحد احد، ‌لا‌ شريك له ‌فى‌ الخلق ‌و‌ الملك، قائم بالقسط، ‌و‌ رحيم بالخلق «ليس كمثله شى ء ‌و‌ ‌هو‌ السميع البصير- 11 الشورى» ‌و‌ كل العلماء ‌و‌ الفلاسفه ‌او‌ جلهم يرون التوحيد اصح العقائد ‌و‌ اصدقها عقلا ‌و‌ خلقا، لانه يجرد البشر ‌من‌ ‌حق‌ السيطره ‌و‌ الاستعلاء، ‌و‌ يبطل زعم ‌من‌ يرى لنفسه ‌اى‌ فضل ‌و‌ امتياز على الاخرين، ‌و‌ يضع جميع الناس على مستوى واحد ‌فى‌ الحقوق ‌و‌ الواجبات... كلكم ‌من‌ آدم، ‌و‌ آدم ‌من‌ تراب. ‌و‌ ‌لا‌ فضل الا لمن ترك شيئا جديدا ‌و‌ مفيدا لاخيه الانسان.
 
«و خيرتك ‌من‌ خلقك» اختار سبحانه محمدا (ص) ‌من‌ شجره الانبياء ‌و‌ مشكاه الضياء مستكملا لصفات الرسول المبعوث رحمه للعالمين بنص الايه 107 ‌من‌ الانبياء.
 
 الشخصيه اللامعه الجذابه
 
 (حملته رسالتك فاداها) ‌و‌ نهض بها على اكمل وجه، ‌و‌ الف بشخصيته اللامعه الجذابه بين القلوب المتنافره، ‌و‌ جمعها على حب الاسلام ‌و‌ الدفاع عنه حتى الموت، ‌و‌ قد شهد سبحانه بعظمه هذه الشخصيه حيث قال: «لو انفقت ‌ما‌ ‌فى‌ الارض جميعا ‌ما‌ الفت بين قلوبهم ‌و‌ لكن الله الف بين قلوبهم- 93 الانفال» ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ ‌شك‌ ‌ان‌ كل شى ء ‌فى‌ قبضته تعالى، لانه العله الاولى للاشياء، ‌و‌ لكن ابت حكمه البارى الا ‌ان‌ يجرى الامور على اسبابها، ‌و‌ قد جبلت القلوب على حب الاحسان ‌و‌ كراهيه الاساءه، ‌و‌ هل ‌من‌ احد يطاع لو امر آخر بحب ‌من‌ اساء اليه، ‌او‌ بمقت ‌من‌ احسن اليه؟ ‌و‌ قد دانت القلوب بحب محمد لانه رحمه مهداه لكل الناس، ‌و‌ بهذه الرحمه ‌و‌ ذاك الحب الف سبحانه بين القلوب المتنافره على الاخلاص للاسلام ‌و‌ الايمان بنبوه محمد ‌و‌ قيادته.
 ‌و‌ لكن محمدا (ص) ظل بعد القياده كما كان قبلها عبدا لله يدين نفسه بما يدين ‌به‌ اصغر اتباعه، كان ‌هو‌ ‌و‌ الصحابه ‌فى‌ بعض الاسفار، ‌و‌ لما حان موعد الطعام عزموا على ذبح شاه، فقال رجل: على ذبحها، ‌و‌ قال آخر: على سلخها، ‌و‌ قال ثالث: على طبخها، فقال النبى (ص): ‌و‌ على جمع الحطب، فقالوا: نكفيك ‌يا‌ رسول الله، قال: علمت انكم تكفوننى، ‌و‌ لكنى اكره ‌ان‌ اتميز عليكم، ‌ان‌ الله سبحانه يكره ‌من‌ عبده ‌ان‌ يراه متميزا بين اصحابه. ‌و‌ كان الصحابه يوم بدر يتعاقب كل ثلاثه منهم على بعير، ‌و‌ كان النبى ‌و‌ على ‌و‌ ابو لبابه يتناوبون على بعير، فقالا: نحن نمشى عنك ‌يا‌ رسول الله. فقال: «ما انتما باقوى منى ‌و‌ ‌لا‌ انا باغنى عن الاجر منكما».
 محمد (ص) سيد الكونين يجعل ‌من‌ نفسه قدوه ‌فى‌ المساواه مع كل الناس ‌لا‌ ‌فى‌ التكليف ‌و‌ الواجبات ‌و‌ كفى، بل ‌و‌ ‌فى‌ الحاجه الى الاجر ‌و‌ الثواب عند الله ايضا! فيا له ‌من‌ درس لكل ‌من‌ استكبر ‌و‌ اعجب بنفسه، ‌و‌ ركز كل شى ء ‌فى‌ شخصه! ‌و‌ اخيرا هذه هى سنه محمد (ص) التى انشات العالم خلقا جديدا.
 (و امرته بالنصح لامته فنصح لها) بل ‌و‌ لكل الناس حتى الجاحد برسالته، فقد قال لاتباعه ‌من‌ جمله ‌ما‌ قال: «اتقوا دعوه المظلوم، ‌و‌ ‌ان‌ كان كافرا، فليس دونها ‌من‌ حجاب» ‌و‌ قال: لكل كبد حراء اجر
 
(اللهم، فصل على محمد ‌و‌ آله اكثر ‌ما‌ صليت) انظر فصل «المومنون» فقره الصلاه على محمد ‌و‌ آله، ‌و‌ ايضا فصل التحميد ‌فى‌ الصلاه على محمد.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^