فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

طلب المغفره

طلب المغفره


 «1» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ صَيِّرْنَا إِلَى مَحْبُوبِكَ ‌من‌ التَّوْبَةِ ، ‌و‌ أَزِلْنَا عَنْ مَكْرُوهِكَ ‌من‌ الْإِصْرَارِ «2» اللَّهُمَّ ‌و‌ مَتَى وَقَفْنَا بَيْنَ نَقْصَيْنِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا ، فَأَوْقِعِ النَّقْصَ بِأَسْرَعِهِمَا فَنَاءً ، ‌و‌ اجْعَلِ التَّوْبَةَ فِي أَطْوَلِهِمَا بَقَاءً «3» ‌و‌ إِذَا هَمَمْنَا بِهَمَّيْنِ يُرْضِيكَ أَحَدُهُمَا عَنَّا ، ‌و‌ يُسْخِطُكَ الآْخَرُ عَلَيْنَا ، فَمِلْ بِنَا إِلَى ‌ما‌ يُرْضِيكَ عَنَّا ، ‌و‌ أَوْهِنْ قُوَّتَنَا عَمَّا يُسْخِطُكَ عَلَيْنَا «4» ‌و‌ ‌لا‌ تُخَلِّ فِي ذَلِكَ بَيْنَ نُفُوسِنَا ‌و‌ اخْتِيَارِهَا ، فَإِنَّهَا مُخْتَارَةٌ لِلْبَاطِلِ إِلَّا ‌ما‌ وَفَّقْتَ ، أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ‌ما‌ رَحِمْتَ «5» اللَّهُمَّ ‌و‌ إِنَّكَ ‌من‌ الضُّعْفِ خَلَقْتَنَا ، ‌و‌ عَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنَا ، ‌و‌ ‌من‌ مَاءٍ مَهِينٍ ابْتَدَأْتَنَا ، فَلَا حَوْلَ لَنَا إِلَّا بِقُوَّتِكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِعَوْنِكَ «6» فَأَيِّدْنَا بِتَوْفِيقِكَ ، ‌و‌ سَدِّدْنَا بِتَسْدِيدِكَ ، ‌و‌ أَعْمِ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا عَمَّا خَالَفَ مَحَبَّتَكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَجْعَلْ لِشَيْ ءٍ ‌من‌ جَوَارِحِنَا نُفُوذاً فِي مَعْصِيَتِكَ «7» اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا ، ‌و‌ حَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا ‌و‌ لَمحَاتِ أَعْيُنِنَا ، ‌و‌ لَهَجَاتِ أَلْسِنَتِنَا فِي مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ حَتَّى ‌لا‌ تَفُوتَنَا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِهَا جَزَاءَكَ ، ‌و‌ ‌لا‌ تَبْقَى لَنَا سَيِّئةٌ نَسْتَوْجِبُ بِهَا عِقَابَکَ
 
(و صيرنا الى محبوبك ‌من‌ التوبه) نسالك اللهم العون ‌و‌ الهدايه الى طاعتك ‌و‌ مرضاتك بخاصه التوبه ‌من‌ معصيتك (و ازلنا عن مكروهك ‌من‌ الاصرار) المراد بالاصرار هنا العزم. ‌و‌ المعنى نسالك اللهم العون على نفسنا الاماره الغراره بخاصه اذا عزمت ‌و‌ اصرت على فعل ‌ما‌ نهيتنا عنه  
 
(اللهم ‌و‌ متى وقفنا بين نقصين فى دين ‌او‌ دنيا فاوقع النقص باسرعهما فناء، ‌و‌ اجعل التوبه ‌فى‌ اطولهما بقاء) المراد بالوقوف هنا الاضطرار ‌و‌ بالنقص الشر، ‌و‌ بالوقوع الوجوب مثل «و وقع القول عليهم بما ظلموا- 85 النمل» ‌اى‌ وجب العذاب عليهم، ‌و‌ المراد باسرعهما فناء اقلهما ضررا، ‌و‌ باطولهما بقاء اكثرهما اجرا، ‌و‌ المعنى اذا ابتلينا ‌و‌ اضطررنا الى فعل احد الشرين ‌من‌ غير تعيين، ‌و‌ لم نجد منه مفرا فاوجب اللهم علينا اهون الشرين ‌و‌ اقل الضررين، ‌و‌ امدنا الى معرفته، ‌و‌ وفقنا الى اختياره حتى اذا انبنا اليك ‌من‌ فعله كانت التوبه اكثر اجرا، لانها، ‌و‌ هذى هى الحال، مستحبه ‌لا‌ واجبه، ‌و‌ مثال ذلك: ‌ان‌ نرى منكرا يترتب على انكاره ‌شر‌ ‌و‌ ضرر اعظم ‌من‌ ضرر السكوت عنه، فيجب عندئذ دفع الضرر الاشد بالضرر الاخف.
 
(و اذا هممنا بهمين يرضيك احدهما..) المراد بالهم هنا حديث النفس ‌و‌ ترددها بين امرين. ‌و‌ نساله تعالى ‌ان‌ يختار لنا ‌و‌ يميل بنا الى ماله فيه رضى، ‌و‌ لنا خير ‌و‌ صلاح حين نبتلى بشى ء ‌من‌ ذلك. ‌و‌ يومى ء هذا الدعاء الى ‌ان‌ ‌ما‌ ‌من‌ شى ء يقع ‌فى‌ الكون الا ‌و‌ لله فيه تدبير بطريق ‌او‌ باخر، ‌و‌ ‌ان‌ على الانسان ‌ان‌ ‌لا‌ يذهل عن هذه الحقيقه. قال سبحانه: «و ‌ما‌ ‌من‌ غائبه ‌فى‌ السماء ‌و‌ الارض الا ‌فى‌ كتاب مبين- 75 النمل... ‌و‌ ‌هو‌ على كل شى ء وكيل- 102 الانعام»
 
(و لاتخل ‌فى‌ ذلك بين نفوسنا ‌و‌ اختيارها) اذا غضب الله على عبد اوكله الى نفسه، ‌و‌ سار طول حياته بلا دليل (فانها مختاره للباطل...) لانه خفيف ‌و‌ لذيذ. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «و اعلموا انه ‌ما‌ ‌من‌ طاعه الله شى ء الا ياتى ‌فى‌ كره- لانه مخالف لهوى النفس- ‌و‌ ‌ما‌ ‌من‌ معصيه الله شى ء الا ياتى ‌فى‌ شهوه» لانه موافق لهوى النفس الاماره بالسوء.
 
(اللهم ‌و‌ انك ‌من‌ الضعف خلقتنا) ‌ما‌ ‌من‌ مخلوق الا ‌و‌ فيه جانبان: سلب ‌و‌ ايجاب، قوه ‌و‌ ضعف، ‌و‌ ‌من‌ الجانب القوى العقل ‌و‌ العلم ‌و‌ قوه الاراده ‌فى‌ الصبر على الشدائد ‌و‌ ‌من‌ الجانب الضعيف العجز على مقاومه الشهوات ‌و‌ المغريات ‌و‌ ‌ما‌ يتعرض له الانسان ‌من‌ احداث ‌و‌ نكبات، ‌و‌ قد صور الامام على (ع) هذا الجانب ادق تصوير ‌و‌ اجمعه ببضع كلمات حيث قال: «مسكين ابن آدم مكتوم الاجل، مكنون العلل، محفوظ العمل، تولمه البقه، ‌و‌ تقتله الشرقه، ‌و‌ تنتنه العرقه» ‌و‌ قال مشيرا الى جانب القوه: «الانسان يشارك السبع الطباق».
 ‌و‌ العالم العاقل ينظر الى الجنبين معا، ‌و‌ لايعتز بشى ء مما يملك لعلمه بجانب الضعف فيه، ‌و‌ ‌لا‌ يستسلم، ‌و‌ ‌ان‌ تراكمت عليه الخطوب بل يجاهد ‌و‌ يقاوم حتى النفس الاخير لعلمه بجانب القوه.
 
(و على الوهن بنيتنا...) عطف تفسير على الضعف (فلا حول لنا) ‌لا‌ نقدر على التصرف ‌فى‌ شى ء (الا بقوتك) كل القوه لله، ‌و‌ ‌لا‌ احد يملك منها شيئا الا ‌ما‌ ملكه (و ‌لا‌ قوه لنا الا بعونك...) عطف تفسير على ‌ما‌ قبله (و اعم ابصار قلوبنا عما خالف محبتك) العمى للبصر، ‌و‌ يستعار للقلب كنايه عن ضلاله، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا صرف القلوب عن محارم الله ‌و‌ مكارهه (و ‌لا‌ تجعل لشى ء ‌من‌ جوارحنا نفوذا ‌فى‌ معصيتك) الجوارح اعضاء الانسان ‌و‌ يشمل هذا الدعاء اكثر المعاصى، ‌و‌ منها الكبائر كالكذب ‌و‌ الغيبه ‌و‌ النميمه ‌و‌ الزنا ‌و‌ اكل الحرام ‌و‌ شربه  
 
(و اجعل لهمسات قلوبنا) الهمس: الصوت الخفى، ‌و‌ المراد ‌به‌ هنا حديث النفس بالخير ‌او‌ الشر.
 
 الذين بدلوا نعمه الله كفرا
 
 (و حركات اعضائنا ‌و‌ لمحات اعيننا ‌و‌ لهجات السنتنا...) منح سبحانه الانسان- ‌من‌ دون الخلائق- قوى ‌و‌ طاقات روحيه ‌و‌ ماديه ظهرت آثارها ‌فى‌ تقدم العلم الذى تميز ‌به‌ عصرنا الراهن عن كل ‌ما‌ سلف ‌من‌ العصور، لكن دنس قداسته ‌و‌ كرامته الذين حولوه عن طبيعته ‌و‌ اتخذوا منه وسيله للحرب ‌و‌ الرعب ‌و‌ السلب ‌و‌ الاستعلاء على الخلق، ‌و‌ الى هولاء ‌و‌ امثالهم اشار سبحانه بقوله: «الم ‌تر‌ الى الذين بدلوا نعمه الله كفرا ‌و‌ احلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها ‌و‌ بئس القرار- 29 ابراهيم».
 ‌و‌ الامام (ع) يشكر الله ‌عز‌ ‌و‌ ‌جل‌ على نعمه ‌و‌ موهبه تفضل بها عليه، ‌و‌ يعطيه عهدا قاطعا بصيغه الدعاء ‌و‌ اسلوبه ‌ان‌ يستصلح كل عضو ‌من‌ اعضائه ‌و‌ كل طاقه ‌من‌ طاقاته ‌فى‌ طاعه الله ‌و‌ مرضاته ‌و‌ خدمه عباده ‌و‌ عياله.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^