التعوذ من الشيطان
«1» اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ و كَيْدِهِ و مَكَايِدِهِ ، و من الثِّقَةِ بِأَمَانِيِّهِ و مَوَاعِيدِهِ و غُرُورِهِ و مَصَايِدِهِ . «2» و أَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إِضْلَالِنَا عَنْ طَاعَتِكَ ، و امْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا ما حَسَّنَ لَنَا ، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا ما كَرَّهَ إِلَيْنَا . «3» اللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ ، و اكْبِتْهُ بِدُؤُوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ ، و اجْعَلْ بَيْنَنَا و بَيْنَهُ سِتْراً لا يَهْتِكُهُ ، و رَدْماً مُصْمِتاً لا يَفْتُقُهُ . «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ ، و اعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ ، و اكْفِنَا خَتْرَهُ ، و وَلِّنَا ظَهْرَهُ ، و اقْطَعْ عَنَّا إِثْرَهُ . «5» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و أَمْتِعْنَا من الْهُدَى بِمِثْلِ ضَلَالَتِهِ ، و زَوِّدْنَا من الْتَّقْوَى ضد غَوَايَتِهِ ، و اسْلُكْ بِنَا من التُّقَى خِلَافَ سَبِيلِهِ من الرَّدَى . «6» اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا مَدْخَلًا و لا تُوطِنَنَّ لَهُ فِيما لَدَيْنَا مَنْزِلاً . «7» اللَّهُمَّ و ما سَوَّلَ لَنَا من بَاطِلٍ فَعَرِّفْنَاهُ ، و إِذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ ، و بَصِّرْنَا ما نُكَايِدُهُ به ، و أَلْهِمْنَا ما نُعِدُّهُ لَهُ ، و أَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ إِلَيْهِ ، و أَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ . «8» اللَّهُمَّ و أَشْرِبْ قُلُوبَنَا إِنْكَارَ عَمَلِهِ ، و الْطُفْ لَنَا فِي نَقْضِ حِيَلِهِ . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و حَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا ، و اقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا ، و ادْرَأْهُ عَنِ الْوُلُوعِ بِنَا . «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اجْعَلْ آبَاءَنَا و أُمَّهَاتِنَا و أَوْلَادَنَا و أَهَالِيَنَا و ذَوِي أَرْحَامِنَا و قَرَابَاتِنَا و جِيرَانَنَا من الْمُؤْمِنِينَ و الْمُؤْمِنَاتِ مِنْهُ فِي حِرْزٍ حَارِزٍ ، و حِصْنٍ حَافِظٍ ، و كَهْفٍ مَانِعٍ ، و أَلْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً ، و أَعْطِهِِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً . «11» اللَّهُمَّ و اعْمُمْ بِذَلِكَ من شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، و أَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، و عَادَاهُ لَكَ بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ ، و اسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ . «12» اللَّهُمَّ احْلُلْ ما عَقَدَ ، و افْتُقْ ما رَتَقَ ، و افْسَخْ ما دَبَّرَ ، و ثَبِّطْهُ إِذَا عَزَمَ ، و انْقُضْ ما أَبْرَمَ . «13» اللَّهُمَّ و اهْزِمْ جُنْدَهُ ، و أَبْطِلْ كَيْدَهُ و اهْدِمْ كَهْفَهُ ، و أَرْغِمْ أَنْفَهُ «14» اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ أَعْدَائِهِ ، و اعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ ، لا نُطِيعُ لَهُ إِذَا اسْتَهْوَانَا ، و لا نَسْتَجِيبُ لَهُ إِذَا دَعَانَا ، نَأْمُرُ بِمُنَاوَاتِهِ ، من أَطَاعَ أَمْرَنَا ، و نَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ من اتَّبَعَ زَجْرَنَا . «15» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ و سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ و عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، و أَعِذْنَا و أَهَالِيَنَا و إِخْوَانَنَا و جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ و الْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ ، و أَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِکَ من خَوْفِهِ «16» و اسْمَعْ لَنَا ما دَعَوْنَا به ، و أَعْطِنَا ما أَغْفَلْنَاهُ ، و احْفَظْ لَنَا ما نَسِينَاهُ ، و صَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ و مَرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ . آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
(اللهم انا نعوذ بك من نزغات): جمع نزغه بمعنى الوسوسه التى تحث و تحمل على الجريمه و الرذيله (الشيطان الرجيم) من الرجم بالشتم و اللعن، و من هنا كان «اللعين» من جمله اسمائه، و منها الخبيث و المهلك و الهاويه، و اطلق عليه انجيل يوحنا الاصحاح 12 فقره 31 لقب «رئيس العالم»! و لهذى التسميه او الصفه ما يبررها ان اريد بالعالم عالم الشر و اصحاب المصانع التى تنتج اسلحه الاباده بالجمله. و فى قاموس الكتاب المقدس: «الشيطان كائن حقيقى، و هو اعلى شانا من الانسان، و رئيس رتبه من الارواح النجسه... اما اعوانه فهم عصبه الارواح الساقطه، و هو يوقع الناس فى الخطيئه عن طريق الغش و الاحتيال، و يظهر بمظهر النور و التنين و الصور المقبوله للناس».
و تجدر الاشاره الى ان الشيطان اسم جنس يشمل ابليس و غيره. و نحن لم نر كائنا من جنس خاص يسمى شيطانا، و لكن الوحى اخبر عنه، و العقل لا ينفيه، فوجب التصديق، و قال سبحانه من جمله ما قال فى وصف الشيطان: «يامر بالفحشاء و المنكر- 21 النور... و يريد الشيطان ان يضلكم ضلالا بعيدا- 60 النساء» و عليه فاى دافع الى الفساد و الضلال يسوغ لنا ان نسميه شيطانا اكان من الداخل كالهوى و الغرور و سوء الظن و الحقد و الحسد ام من الخارج كالدجال و المحتال و وسائل الاعلام المضلله التى يسيطر عليها المستعمرون و الصهاينه و كل من يلبس الحق بالباطل. و فى الحديث: «الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم» و فيه ايماء الى الشيطان الداخلى، و فى القرآن الكريم: «و كذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس و الجن- 112 الانعام... و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم- 14 البقره» اشاره الى الشيطان الخارجى.
(و مكائده): جمع مكيده بمعنى المكر و الحيله (و من الثقه بامانيه): جمع امنيه بمعنى البغيه، و كل ما يصوره الشيطان للانسان و يعده به فهو خداع و سراب
(و ان يطمع نفسه فى اضلالنا) و لا يطمع الشيطان الا بضعفاء الايمان و العقول الذين يفتحون له الباب و يرحبون به، و لو اقفلوه فى وجهه لولى يائسا (و امتهاننا) امتهنه: احتقره و اتخذه عبدا و خادما فى اغراضه (و ان يحسن عندنا ما حسن) فنرى الشر خيرا، و الجهل علما، و الخرافه دينا، و الهذر بلاغه (او يثقل علينا ما كره الينا) يحذر الشيطان و ينفر من الصوم و الصلاه و غيرهما من العبادات، و من العفه و النزاهه و الصدق و الامانه و من كل خير و فضيله
(اخساه عنا بعبادتك) اطرده عنا و اشغلنا عنه بالطاعات و فعل الخيرات.
(و اكبته بدوبنا فى محبتك) اكبته: اخزه ورد كيده فى نحره، و بدوبنا: بجدنا و اجتهادنا فيما يرضيك (و اجعل بيننا و بينه سترا لايهتكه) هتك الستر: خرقه او شقه، و نفذ منه الى ما يريد، و المعنى لاتجعل له الينا مدخلا و منفذا (ورد ما) حصنا و سدا (مصمتا) مغلقا (لايفتقه) لاينقضه
(و اشغله عنا ببعض اعدائك) الذين كفروا بك و بكتبك و انبيائك. و لكن فى بعض الروايات ما معناه: ان الشيطان قد فرغ من اهل الشرك و الالحاد، و هو الان فى شغل شاغل بمن آمن بالله و اليوم الاخر (و اعصمنا منه بحسن رعايتك) احمنا منه بحفظك و عنايتك (و اكفنا ختره): غدره و اغتياله (و ولنا ظهره) و فى الامثال: ارنا ظهرك، و لا ترنا وجهك (و اقطع عنا اثره) اجعل اقوالنا و افعالنا و مقاصدنا كلها خالصه لوجهك الكريم.
(و امتعنا من الهدى بمثل ضلاله) ابدا، لا احد على الاطلاق اتقن مهنته، و اخلص لها، و كافح من اجلها كابليس اللعين... و كان واعظ قديم يصيح فى الجماهير: كونوا فى الاخلاص مثل ابليس. و لا ادرى هل اخذ هذه الموعظه من الامام السجاد (ع) الذى سال الخالق سبحانه فى دعائه هذا ان يجعل نشاطه فى طاعه الله و شوقه الى مرضاته كنشاط ابليس فى معصيه الحق و اغواء الخلق؟.
التقى
(و زودنا من التقوى ضد غوايته) قيل فى معنى التقوى: انها البعد عن مواطن الريب و اتقاء الشبهات، اى ان التقى هو الدى لايقدم على اى عمل الا بعد علم اليقين انه حلال محلل، و يبتعد عن كل ما فيه شائبه التحريم و شبهته. و نحن نلتقى مع هذا القول حيث نرى ان التقى هو العادل الذى يفعل الواجبات، و يترك المحرمات بنيه صادقه و قلب سليم لقوله تعالى: «اعدلوا هو اقرب للتقوى- 8 المائده» و قوله: «سيجنبها الاتقى- 17 الليل» اى يتجنب نار الجحيم (و اسلك بنا من التقى خلاف سبيله من الردى) اهدنا الصراط المستقيم، و ابتعد بنا عن صراط الضالين
(اللهم لا تجعل له فى قلوبنا مدخلا) من اعطى قلبه للشيطان فقد الغى وجوده، و اصبح العوبه بيده.
(و لا توطنن له فيما لدينا منزلا) يستحيل ان تستقيم الحياه فى اى مجتمع يتحرك فيه الاشرار و القراصنه بحريه و بلا رادع و زاجر من انصار الحق و العدل، و من هنا جاءت المسووليه الاجتماعيه و الجهاد و استنقاذ المجتمع من الفوضى و الفتن، قال سبحانه: «و قاتلوهم حتى لا تكون فتنه- 193 البقره» و اشتهر عن النبى الكريم: «الساكت عن الحق شيطان اخرس... من راى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، و ذلك اضعف الايمان».
(و ما سول لنا من باطل فعرفناه...) سول: سهل و زين، و قول الامام (ع) «فعرفناه» يشير الى ان الانسان الطيب قد يضلل و يخدع بالتمويهات الكاذبه و الدعايات المغرضه، فيظن الشر باهل الخير و الخير باهل الشر، و الامام (ع) يرجو الله سبحانه ان يمده بالفهم و الوعى ليميز بين اهل الصدق و الكذب و الامانه و الخيانه... و قد تمثلت امام ناظرى و انا اشرح هذه الفقره من الدعاء، الاضاليل و الاباطيل التى تبثها و تذيعها وسائل الاعلام فى هذا العصر لتخدع السذج و البسطاء... و لكن الله سبحانه فضح حمله الشعارات الزائفه و الاجهزه الماجوره، و لم يعدلها من اثر يذكر الا بما وصفها الشاعر: «سلع تباع و تشترى و تعار».
(و الهمنا ما نعده) للخائنين من الرفض و التكذيب (و ايقظنا عن سنه الغفله...) سنه: النعاس و الفتور، و المعنى نبهنا و ذكرنا بطاعتك و معصيه، الشيطان فى اوقات النعسه و الغفله (و احسن بتوفيقك عوننا عليه) اى نستعين بالله على انفسنا كيلا تستجيب لدعوه الغى و الضلال
(و اشرب قلوبنا انكار عمله) املا قلوبنا بحب الخير و كراهيه الشر (و الطف لنا بنقض حيله) هب لنا نورا نستضى ء به فى ظلمات الشبهات و الشكوك
(و حول سلطانه عنا) اجعلنا من عبادك المومنين الذين لا سلطان عليهم للشيطان الرجيم (و اقطع، رجاءه منا) ابدا لايياس الشيطان، و يقطع الرجاء الا من القوى فى دينه و عقله و شخصيته (و ادراه عن الولوع بنا) ادراه: ادفعه، و الولع: الحب و التعلق، و لا يحب الشيطان الا من استمع له، و اغتر بحيله و علله.
(و اجعل آباءنا و امهاتنا...) ابتدا الامام (ع) دعاءه هذا متعوذا من الشيطان، بضمير المتكلم و من معه- على سبيل الاجمال- ثم فصل بذكر الذين اشركهم فى الدعاء، و هم الاولاد و الاباء و سائر الارحام و الجيران و الخلان و كل من قال: لا اله الا الله محمد رسول الله، طلب للجميع الصلاح و الفلاح، لتبقى الصله فيما بينه و بينهم قائمه و دائمه دنيا و آخره حيث لا قرابه و لا صداقه يوم الفصل الا بين المومنين المتقين، قال سبحانه: «الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين- 67 الزخرف».
و اذا كانت مله الكفر واحده فمله الايمان كذلك... و قد دعا رسول الله (ص) اول ما دعا عشيرته الاقربين بامر من الله الذى خاطبه بقوله: «و انذر عشيرتك الاقربين و اخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين- 214 البقره» و لما ردوا عليه دعوته التمس قبولها عند الابعدين عنه، فاستجابوا له، و فدوه بالمهج، و كان الاباء يبارزون الابناء، و هولاء يتربصون بولائك، و بهذا كانوا اقرب له و الصق به دنيا و آخره، من القرابات و اولى الارحام الكفره. و فى نهج البلاغه: «ان ولى محمد من اطاع الله و ان بعدت لحمته، و ان عدو محمد من عصى و ان قربت قرابته... رب قريب ابعد من بعيد، و رب بعيد اقرب من قريب».
(و استظهر بك عليه فى معرفه العلوم الربانيه) استظهر عليه: استعان عليه بالحجج البالغه و الادله الدامغه، و العلوم الربانيه الالهيه تعم و تشمل فلسفه العقيده و ادلتها و الفقه و اصوله و معرفه التفسير و الحديث و الاخلاق و التربيه، و بكلمه ان العلم الالهى معرفه ما يجب الايمان به كعقيده، و فى السلوك معرفه ما يجب فعله او تركه، و كل ذلك تصدق عليه كلمه التفقه فى الدين المامور به فى الايه 122 من التوبه: «ليتفقهوا فى الدين و ينذروا قومهم». و فى الحديث: «تفقهوا فى الدين... عليكم بالتفقه بالدين».
(و احلل ما عقد...) ابطل كل امر عزم عليه، و بادر اليه، و تسال: ان الله سبحانه قد بت فى امر الشيطان و فرغ منه بلا رجعه قبل ان يرزق آدم بنين و بنات حيث قال، عز من قائل: «ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين- 42 الحجر» و معنى هذا ان سلطانه على الغاوين الذين يفتحون له الباب و يرحبون به- ثابت على كل حال، و عليه فلا جدوى من الدعاء بان يسلبه و ينزع منه هنا الملك و السلطان؟.
الجواب: ان موضوع هذه الايه هو ابليس بالخصوص، و موضوع دعاء الامام (ع) هو الشيطان الذى يشمل النفس الاماره بالسوء من الداخل و شياطين الانس من الخارج- انظر فقره الشيطان رئيس العالم فى اول هذا الفصل- و الامام (ع) يدعو الله ان لايسلط عليه شياطين الانس و لا غريزه الشر التى تتصارع و تتدافع مع العقل و الايمان، و هذا الامر لم يبت فيه و يفرغ منه سبحانه و تعالى. و فى اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «ادع و لا تقل ان الامر قد فرغ منه، ان عند الله سبحانه منزله لاتنال الا بالدعاء».
(و اجعلنا فى نظم اعدائه...) النظم بفتح النون و سكون الظاء الجماعه، و المعنى اجعلنا ممن عصاه و عاداه لا ممن اطاعه و ولاه (نامر بمناواته) من ناواه بمعنى عاداه (و نعظ) و ننهى واعظين ناصحين عن متابعته
(و اعذنا) احفظنا و اعصمنا (و اجرنا) انقذنا و اغثنا
(و اعطنا ما اغفلناه، و احفظ ما نسيناه) امنن علينا بما يصلحنا دنيا و آخره، ذكرناه نحن او نسيناه، و احصيته انت. انك الواسع العليم و الغنى الكريم.