فارسی
سه شنبه 02 مرداد 1403 - الثلاثاء 15 محرم 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

0
نفر 0

التعوذ من الشیطان

التعوذ ‌من‌ الشيطان


 «1» اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ ‌من‌ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‌و‌ كَيْدِهِ ‌و‌ مَكَايِدِهِ ، ‌و‌ ‌من‌ الثِّقَةِ بِأَمَانِيِّهِ ‌و‌ مَوَاعِيدِهِ ‌و‌ غُرُورِهِ ‌و‌ مَصَايِدِهِ . «2» ‌و‌ أَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إِضْلَالِنَا عَنْ طَاعَتِكَ ، ‌و‌ امْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا ‌ما‌ حَسَّنَ لَنَا ، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا ‌ما‌ كَرَّهَ إِلَيْنَا . «3» اللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ ، ‌و‌ اكْبِتْهُ بِدُؤُوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ ، ‌و‌ اجْعَلْ بَيْنَنَا ‌و‌ بَيْنَهُ سِتْراً ‌لا‌ يَهْتِكُهُ ، ‌و‌ رَدْماً مُصْمِتاً ‌لا‌ يَفْتُقُهُ . «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ ، ‌و‌ اعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ ، ‌و‌ اكْفِنَا خَتْرَهُ ، ‌و‌ وَلِّنَا ظَهْرَهُ ، ‌و‌ اقْطَعْ عَنَّا إِثْرَهُ . «5» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ أَمْتِعْنَا ‌من‌ الْهُدَى بِمِثْلِ ضَلَالَتِهِ ، ‌و‌ زَوِّدْنَا ‌من‌ الْتَّقْوَى ‌ضد‌ غَوَايَتِهِ ، ‌و‌ اسْلُكْ بِنَا ‌من‌ التُّقَى خِلَافَ سَبِيلِهِ ‌من‌ الرَّدَى . «6» اللَّهُمَّ ‌لا‌ تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا مَدْخَلًا ‌و‌ ‌لا‌ تُوطِنَنَّ لَهُ فِيما لَدَيْنَا مَنْزِلاً . «7» اللَّهُمَّ ‌و‌ ‌ما‌ سَوَّلَ لَنَا ‌من‌ بَاطِلٍ فَعَرِّفْنَاهُ ، ‌و‌ إِذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ ، ‌و‌ بَصِّرْنَا ‌ما‌ نُكَايِدُهُ ‌به‌ ، ‌و‌ أَلْهِمْنَا ‌ما‌ نُعِدُّهُ لَهُ ، ‌و‌ أَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ إِلَيْهِ ، ‌و‌ أَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ . «8» اللَّهُمَّ ‌و‌ أَشْرِبْ قُلُوبَنَا إِنْكَارَ عَمَلِهِ ، ‌و‌ الْطُفْ لَنَا فِي نَقْضِ حِيَلِهِ . «9» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ حَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا ، ‌و‌ اقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا ، ‌و‌ ادْرَأْهُ عَنِ الْوُلُوعِ بِنَا . «10» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ‌و‌ آلِهِ ، ‌و‌ اجْعَلْ آبَاءَنَا ‌و‌ أُمَّهَاتِنَا ‌و‌ أَوْلَادَنَا ‌و‌ أَهَالِيَنَا ‌و‌ ذَوِي أَرْحَامِنَا ‌و‌ قَرَابَاتِنَا ‌و‌ جِيرَانَنَا ‌من‌ الْمُؤْمِنِينَ ‌و‌ الْمُؤْمِنَاتِ مِنْهُ فِي حِرْزٍ حَارِزٍ ، ‌و‌ حِصْنٍ حَافِظٍ ، ‌و‌ كَهْفٍ مَانِعٍ ، ‌و‌ أَلْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً ، ‌و‌ أَعْطِهِِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً . «11» اللَّهُمَّ ‌و‌ اعْمُمْ بِذَلِكَ ‌من‌ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، ‌و‌ أَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، ‌و‌ عَادَاهُ لَكَ بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ ، ‌و‌ اسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ . «12» اللَّهُمَّ احْلُلْ ‌ما‌ عَقَدَ ، ‌و‌ افْتُقْ ‌ما‌ رَتَقَ ، ‌و‌ افْسَخْ ‌ما‌ دَبَّرَ ، ‌و‌ ثَبِّطْهُ إِذَا عَزَمَ ، ‌و‌ انْقُضْ ‌ما‌ أَبْرَمَ . «13» اللَّهُمَّ ‌و‌ اهْزِمْ جُنْدَهُ ، ‌و‌ أَبْطِلْ كَيْدَهُ ‌و‌ اهْدِمْ كَهْفَهُ ، ‌و‌ أَرْغِمْ أَنْفَهُ «14» اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ أَعْدَائِهِ ، ‌و‌ اعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ ، ‌لا‌ نُطِيعُ لَهُ إِذَا اسْتَهْوَانَا ، ‌و‌ ‌لا‌ نَسْتَجِيبُ لَهُ إِذَا دَعَانَا ، نَأْمُرُ بِمُنَاوَاتِهِ ، ‌من‌ أَطَاعَ أَمْرَنَا ، ‌و‌ نَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ ‌من‌ اتَّبَعَ زَجْرَنَا . «15» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ ‌و‌ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ‌و‌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، ‌و‌ أَعِذْنَا ‌و‌ أَهَالِيَنَا ‌و‌ إِخْوَانَنَا ‌و‌ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ ‌و‌ الْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ ، ‌و‌ أَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِکَ ‌من‌ خَوْفِهِ «16» ‌و‌ اسْمَعْ لَنَا ‌ما‌ دَعَوْنَا ‌به‌ ، ‌و‌ أَعْطِنَا ‌ما‌ أَغْفَلْنَاهُ ، ‌و‌ احْفَظْ لَنَا ‌ما‌ نَسِينَاهُ ، ‌و‌ صَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ ‌و‌ مَرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ . آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
 
(اللهم انا نعوذ بك ‌من‌ نزغات): جمع نزغه بمعنى الوسوسه التى تحث ‌و‌ تحمل على الجريمه ‌و‌ الرذيله (الشيطان الرجيم) ‌من‌ الرجم بالشتم ‌و‌ اللعن، ‌و‌ ‌من‌ هنا كان «اللعين» ‌من‌ جمله اسمائه، ‌و‌ منها الخبيث ‌و‌ المهلك ‌و‌ الهاويه، ‌و‌ اطلق عليه انجيل يوحنا الاصحاح 12 فقره 31 لقب «رئيس العالم»! ‌و‌ لهذى التسميه ‌او‌ الصفه ‌ما‌ يبررها ‌ان‌ اريد بالعالم عالم الشر ‌و‌ اصحاب المصانع التى تنتج اسلحه الاباده بالجمله. ‌و‌ ‌فى‌ قاموس الكتاب المقدس: «الشيطان كائن حقيقى، ‌و‌ ‌هو‌ اعلى شانا ‌من‌ الانسان، ‌و‌ رئيس رتبه ‌من‌ الارواح النجسه... اما اعوانه فهم عصبه الارواح الساقطه، ‌و‌ ‌هو‌ يوقع الناس ‌فى‌ الخطيئه عن طريق الغش ‌و‌ الاحتيال، ‌و‌ يظهر بمظهر النور ‌و‌ التنين ‌و‌ الصور المقبوله للناس».
 ‌و‌ تجدر الاشاره الى ‌ان‌ الشيطان اسم جنس يشمل ابليس ‌و‌ غيره. ‌و‌ نحن لم نر كائنا ‌من‌ جنس خاص يسمى شيطانا، ‌و‌ لكن الوحى اخبر عنه، ‌و‌ العقل ‌لا‌ ينفيه، فوجب التصديق، ‌و‌ قال سبحانه ‌من‌ جمله ‌ما‌ قال ‌فى‌ وصف الشيطان: «يامر بالفحشاء ‌و‌ المنكر- 21 النور... ‌و‌ يريد الشيطان ‌ان‌ يضلكم ضلالا بعيدا- 60 النساء» ‌و‌ عليه فاى دافع الى الفساد ‌و‌ الضلال يسوغ لنا ‌ان‌ نسميه شيطانا اكان ‌من‌ الداخل كالهوى ‌و‌ الغرور ‌و‌ سوء الظن ‌و‌ الحقد ‌و‌ الحسد ‌ام‌ ‌من‌ الخارج كالدجال ‌و‌ المحتال ‌و‌ وسائل الاعلام المضلله التى يسيطر عليها المستعمرون ‌و‌ الصهاينه ‌و‌ كل ‌من‌ يلبس الحق بالباطل. ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «الشيطان يجرى ‌من‌ ابن آدم مجرى الدم» ‌و‌ فيه ايماء الى الشيطان الداخلى، ‌و‌ ‌فى‌ القرآن الكريم: «و كذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس ‌و‌ الجن- 112 الانعام... ‌و‌ اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم- 14 البقره» اشاره الى الشيطان الخارجى.
 (و مكائده): جمع مكيده بمعنى المكر ‌و‌ الحيله (و ‌من‌ الثقه بامانيه): جمع امنيه بمعنى البغيه، ‌و‌ كل ‌ما‌ يصوره الشيطان للانسان ‌و‌ يعده ‌به‌ فهو خداع ‌و‌ سراب  
 
(و ‌ان‌ يطمع نفسه ‌فى‌ اضلالنا) ‌و‌ ‌لا‌ يطمع الشيطان الا بضعفاء الايمان ‌و‌ العقول الذين يفتحون له الباب ‌و‌ يرحبون به، ‌و‌ لو اقفلوه ‌فى‌ وجهه لولى يائسا (و امتهاننا) امتهنه: احتقره ‌و‌ اتخذه عبدا ‌و‌ خادما ‌فى‌ اغراضه (و ‌ان‌ يحسن عندنا ‌ما‌ حسن) فنرى الشر خيرا، ‌و‌ الجهل علما، ‌و‌ الخرافه دينا، ‌و‌ الهذر بلاغه (او يثقل علينا ‌ما‌ كره الينا) يحذر الشيطان ‌و‌ ينفر ‌من‌ الصوم ‌و‌ الصلاه ‌و‌ غيرهما ‌من‌ العبادات، ‌و‌ ‌من‌ العفه ‌و‌ النزاهه ‌و‌ الصدق ‌و‌ الامانه ‌و‌ ‌من‌ كل خير ‌و‌ فضيله  
 
(اخساه عنا بعبادتك) اطرده عنا ‌و‌ اشغلنا عنه بالطاعات ‌و‌ فعل الخيرات.
 (و اكبته بدوبنا ‌فى‌ محبتك) اكبته: اخزه ورد كيده ‌فى‌ نحره، ‌و‌ بدوبنا: بجدنا ‌و‌ اجتهادنا فيما يرضيك (و اجعل بيننا ‌و‌ بينه سترا لايهتكه) هتك الستر: خرقه ‌او‌ شقه، ‌و‌ نفذ منه الى ‌ما‌ يريد، ‌و‌ المعنى لاتجعل له الينا مدخلا ‌و‌ منفذا (ورد ما) حصنا ‌و‌ سدا (مصمتا) مغلقا (لايفتقه) لاينقضه  
 
(و اشغله عنا ببعض اعدائك) الذين كفروا بك ‌و‌ بكتبك ‌و‌ انبيائك. ‌و‌ لكن ‌فى‌ بعض الروايات ‌ما‌ معناه: ‌ان‌ الشيطان قد فرغ ‌من‌ اهل الشرك ‌و‌ الالحاد، ‌و‌ ‌هو‌ الان ‌فى‌ شغل شاغل بمن آمن بالله ‌و‌ اليوم الاخر (و اعصمنا منه بحسن رعايتك) احمنا منه بحفظك ‌و‌ عنايتك (و اكفنا ختره): غدره ‌و‌ اغتياله (و ولنا ظهره) ‌و‌ ‌فى‌ الامثال: ارنا ظهرك، ‌و‌ ‌لا‌ ترنا وجهك (و اقطع عنا اثره) اجعل اقوالنا ‌و‌ افعالنا ‌و‌ مقاصدنا كلها خالصه لوجهك الكريم.
 
(و امتعنا ‌من‌ الهدى بمثل ضلاله) ابدا، ‌لا‌ احد على الاطلاق اتقن مهنته، ‌و‌ اخلص لها، ‌و‌ كافح ‌من‌ اجلها كابليس اللعين... ‌و‌ كان واعظ قديم يصيح ‌فى‌ الجماهير: كونوا ‌فى‌ الاخلاص مثل ابليس. ‌و‌ ‌لا‌ ادرى هل اخذ هذه الموعظه ‌من‌ الامام السجاد (ع) الذى سال الخالق سبحانه ‌فى‌ دعائه هذا ‌ان‌ يجعل نشاطه ‌فى‌ طاعه الله ‌و‌ شوقه الى مرضاته كنشاط ابليس ‌فى‌ معصيه الحق ‌و‌ اغواء الخلق؟.
 
 التقى
  (و زودنا ‌من‌ التقوى ‌ضد‌ غوايته) قيل ‌فى‌ معنى التقوى: انها البعد عن مواطن الريب ‌و‌ اتقاء الشبهات، ‌اى‌ ‌ان‌ التقى ‌هو‌ الدى لايقدم على ‌اى‌ عمل الا بعد علم اليقين انه حلال محلل، ‌و‌ يبتعد عن كل ‌ما‌ فيه شائبه التحريم ‌و‌ شبهته. ‌و‌ نحن نلتقى مع هذا القول حيث نرى ‌ان‌ التقى ‌هو‌ العادل الذى يفعل الواجبات، ‌و‌ يترك المحرمات بنيه صادقه ‌و‌ قلب سليم لقوله تعالى: «اعدلوا ‌هو‌ اقرب للتقوى- 8 المائده» ‌و‌ قوله: «سيجنبها الاتقى- 17 الليل» ‌اى‌ يتجنب نار الجحيم (و اسلك بنا ‌من‌ التقى خلاف سبيله ‌من‌ الردى) اهدنا الصراط المستقيم، ‌و‌ ابتعد بنا عن صراط الضالين  
 
(اللهم ‌لا‌ تجعل له ‌فى‌ قلوبنا مدخلا) ‌من‌ اعطى قلبه للشيطان فقد الغى وجوده، ‌و‌ اصبح العوبه بيده.
 (و ‌لا‌ توطنن له فيما لدينا منزلا) يستحيل ‌ان‌ تستقيم الحياه ‌فى‌ ‌اى‌ مجتمع يتحرك فيه الاشرار ‌و‌ القراصنه بحريه ‌و‌ بلا رادع ‌و‌ زاجر ‌من‌ انصار الحق ‌و‌ العدل، ‌و‌ ‌من‌ هنا جاءت المسووليه الاجتماعيه ‌و‌ الجهاد ‌و‌ استنقاذ المجتمع ‌من‌ الفوضى ‌و‌ الفتن، قال سبحانه: «و قاتلوهم حتى ‌لا‌ تكون فتنه- 193 البقره» ‌و‌ اشتهر عن النبى الكريم: «الساكت عن الحق شيطان اخرس... ‌من‌ راى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، ‌و‌ ذلك اضعف الايمان».
 
(و ‌ما‌ سول لنا ‌من‌ باطل فعرفناه...) سول: سهل ‌و‌ زين، ‌و‌ قول الامام (ع) «فعرفناه» يشير الى ‌ان‌ الانسان الطيب قد يضلل ‌و‌ يخدع بالتمويهات الكاذبه ‌و‌ الدعايات المغرضه، فيظن الشر باهل الخير ‌و‌ الخير باهل الشر، ‌و‌ الامام (ع) يرجو الله سبحانه ‌ان‌ يمده بالفهم ‌و‌ الوعى ليميز بين اهل الصدق ‌و‌ الكذب ‌و‌ الامانه ‌و‌ الخيانه... ‌و‌ قد تمثلت امام ناظرى ‌و‌ انا اشرح هذه الفقره ‌من‌ الدعاء، الاضاليل ‌و‌ الاباطيل التى تبثها ‌و‌ تذيعها وسائل الاعلام ‌فى‌ هذا العصر لتخدع السذج ‌و‌ البسطاء... ‌و‌ لكن الله سبحانه فضح حمله الشعارات الزائفه ‌و‌ الاجهزه الماجوره، ‌و‌ لم يعدلها ‌من‌ اثر يذكر الا بما وصفها الشاعر: «سلع تباع ‌و‌ تشترى ‌و‌ تعار».
 
(و الهمنا ‌ما‌ نعده) للخائنين ‌من‌ الرفض ‌و‌ التكذيب (و ايقظنا عن سنه الغفله...) سنه: النعاس ‌و‌ الفتور، ‌و‌ المعنى نبهنا ‌و‌ ذكرنا بطاعتك ‌و‌ معصيه، الشيطان ‌فى‌ اوقات النعسه ‌و‌ الغفله (و احسن بتوفيقك عوننا عليه) ‌اى‌ نستعين بالله على انفسنا كيلا تستجيب لدعوه الغى ‌و‌ الضلال  
 
(و اشرب قلوبنا انكار عمله) املا قلوبنا بحب الخير ‌و‌ كراهيه الشر (و الطف لنا بنقض حيله) هب لنا نورا نستضى ء ‌به‌ ‌فى‌ ظلمات الشبهات ‌و‌ الشكوك  
 
(و حول سلطانه عنا) اجعلنا ‌من‌ عبادك المومنين الذين ‌لا‌ سلطان عليهم للشيطان الرجيم (و اقطع، رجاءه منا) ابدا لايياس الشيطان، ‌و‌ يقطع الرجاء الا ‌من‌ القوى ‌فى‌ دينه ‌و‌ عقله ‌و‌ شخصيته (و ادراه عن الولوع بنا) ادراه: ادفعه، ‌و‌ الولع: الحب ‌و‌ التعلق، ‌و‌ ‌لا‌ يحب الشيطان الا ‌من‌ استمع له، ‌و‌ اغتر بحيله ‌و‌ علله.
 
(و اجعل آباءنا ‌و‌ امهاتنا...) ابتدا الامام (ع) دعاءه هذا متعوذا ‌من‌ الشيطان، بضمير المتكلم ‌و‌ ‌من‌ معه- على سبيل الاجمال- ثم فصل بذكر الذين اشركهم ‌فى‌ الدعاء، ‌و‌ ‌هم‌ الاولاد ‌و‌ الاباء ‌و‌ سائر الارحام ‌و‌ الجيران ‌و‌ الخلان ‌و‌ كل ‌من‌ قال: ‌لا‌ اله الا الله محمد رسول الله، طلب للجميع الصلاح ‌و‌ الفلاح، لتبقى الصله فيما بينه ‌و‌ بينهم قائمه ‌و‌ دائمه دنيا ‌و‌ آخره حيث ‌لا‌ قرابه ‌و‌ ‌لا‌ صداقه يوم الفصل الا بين المومنين المتقين، قال سبحانه: «الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين- 67 الزخرف».
 ‌و‌ اذا كانت مله الكفر واحده فمله الايمان كذلك... ‌و‌ قد دعا رسول الله (ص) اول ‌ما‌ دعا عشيرته الاقربين بامر ‌من‌ الله الذى خاطبه بقوله: «و انذر عشيرتك الاقربين ‌و‌ اخفض جناحك لمن اتبعك ‌من‌ المومنين- 214 البقره» ‌و‌ لما ردوا عليه دعوته التمس قبولها عند الابعدين عنه، فاستجابوا له، ‌و‌ فدوه بالمهج، ‌و‌ كان الاباء يبارزون الابناء، ‌و‌ هولاء يتربصون بولائك، ‌و‌ بهذا كانوا اقرب له ‌و‌ الصق ‌به‌ دنيا ‌و‌ آخره، ‌من‌ القرابات ‌و‌ اولى الارحام الكفره. ‌و‌ ‌فى‌ نهج البلاغه: «ان ولى محمد ‌من‌ اطاع الله ‌و‌ ‌ان‌ بعدت لحمته، ‌و‌ ‌ان‌ عدو محمد ‌من‌ عصى ‌و‌ ‌ان‌ قربت قرابته... رب قريب ابعد ‌من‌ بعيد، ‌و‌ رب بعيد اقرب ‌من‌ قريب».
 
(و استظهر بك عليه ‌فى‌ معرفه العلوم الربانيه) استظهر عليه: استعان عليه بالحجج البالغه ‌و‌ الادله الدامغه، ‌و‌ العلوم الربانيه الالهيه تعم ‌و‌ تشمل فلسفه العقيده ‌و‌ ادلتها ‌و‌ الفقه ‌و‌ اصوله ‌و‌ معرفه التفسير ‌و‌ الحديث ‌و‌ الاخلاق ‌و‌ التربيه، ‌و‌ بكلمه ‌ان‌ العلم الالهى معرفه ‌ما‌ يجب الايمان ‌به‌ كعقيده، ‌و‌ ‌فى‌ السلوك معرفه ‌ما‌ يجب فعله ‌او‌ تركه، ‌و‌ كل ذلك تصدق عليه كلمه التفقه ‌فى‌ الدين المامور ‌به‌ ‌فى‌ الايه 122 ‌من‌ التوبه: «ليتفقهوا ‌فى‌ الدين ‌و‌ ينذروا قومهم». ‌و‌ ‌فى‌ الحديث: «تفقهوا ‌فى‌ الدين... عليكم بالتفقه بالدين».
 
(و احلل ‌ما‌ عقد...) ابطل كل امر عزم عليه، ‌و‌ بادر اليه، ‌و‌ تسال: ‌ان‌ الله سبحانه قد بت ‌فى‌ امر الشيطان ‌و‌ فرغ منه بلا رجعه قبل ‌ان‌ يرزق آدم بنين ‌و‌ بنات حيث قال، ‌عز‌ ‌من‌ قائل: «ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا ‌من‌ اتبعك ‌من‌ الغاوين- 42 الحجر» ‌و‌ معنى هذا ‌ان‌ سلطانه على الغاوين الذين يفتحون له الباب ‌و‌ يرحبون به- ثابت على كل حال، ‌و‌ عليه فلا جدوى ‌من‌ الدعاء بان يسلبه ‌و‌ ينزع منه هنا الملك ‌و‌ السلطان؟.
 الجواب: ‌ان‌ موضوع هذه الايه ‌هو‌ ابليس بالخصوص، ‌و‌ موضوع دعاء الامام (ع) ‌هو‌ الشيطان الذى يشمل النفس الاماره بالسوء ‌من‌ الداخل ‌و‌ شياطين الانس ‌من‌ الخارج- انظر فقره الشيطان رئيس العالم ‌فى‌ اول هذا الفصل- ‌و‌ الامام (ع) يدعو الله ‌ان‌ لايسلط عليه شياطين الانس ‌و‌ ‌لا‌ غريزه الشر التى تتصارع ‌و‌ تتدافع مع العقل ‌و‌ الايمان، ‌و‌ هذا الامر لم يبت فيه ‌و‌ يفرغ منه سبحانه ‌و‌ تعالى. ‌و‌ ‌فى‌ اصول الكافى عن الامام الصادق (ع): «ادع و ‌لا‌ تقل ‌ان‌ الامر قد فرغ منه، ‌ان‌ عند الله سبحانه منزله لاتنال الا بالدعاء».
 
(و اجعلنا ‌فى‌ نظم اعدائه...) النظم بفتح النون ‌و‌ سكون الظاء الجماعه، ‌و‌ المعنى اجعلنا ممن عصاه ‌و‌ عاداه ‌لا‌ ممن اطاعه ‌و‌ ولاه (نامر بمناواته) ‌من‌ ناواه بمعنى عاداه (و نعظ) ‌و‌ ننهى واعظين ناصحين عن متابعته  
 
(و اعذنا) احفظنا ‌و‌ اعصمنا (و اجرنا) انقذنا ‌و‌ اغثنا
 
(و اعطنا ‌ما‌ اغفلناه، ‌و‌ احفظ ‌ما‌ نسيناه) امنن علينا بما يصلحنا دنيا ‌و‌ آخره، ذكرناه نحن ‌او‌ نسيناه، ‌و‌ احصيته انت. انك الواسع العليم ‌و‌ الغنى الكريم.
 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخرین مطالب

عند رویه الهلال
فى عید الفطر و الجمعه
بعد صلاه اللیل
فى الاستخاره
مكارم الاخلاق
التحمید لله تعالى
عند البرق و الرعد
عند ختم القرآن
فى استقبال شهر رمضان
فى طلب العفو

بیشترین بازدید این مجموعه


 
نظرات کاربر

پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^